المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز أن نحلم في ظل التعتيم النفسي


~(بنت العرب)~
20-06-13, 02:01 AM
في مثل تلك الاوضاع العالمية التي أجتمعت علي الاضمحلال الخُلقي والفكري و المجاعات الكونية في اراضي الكثيرين من الغربِ والعربِ وفيما تتضح الحروب والدماء أكثر من تلك الحمامة والزرع الاخضر لا بُد وأن يكون السؤال من نسل الخيال أو لربمـا من مرض جنوني مزمن .

من يفكر في تفائل او مستقبل تحت تلك السحابة السوداء,ومن يرفع رأسه من الارضِ اساساً في ظل استمرار زخاتِ السيئاتِ والكُفر الجنوني من هنا وهناك , صدق الكاتب عندما قال ” إنهـا اللعنه ” في 99% من نهايت كل الجمل في كتابهِ . إنها فعلاً اللعنه .. اللعنه المرضية بُحلم يجب أن ننثر لهُ كل امانينا رغم إدراكنا انه من خيوط الخيال وأن الواقع لا حلم فكلنا بؤساء علي الارض نسير ونمضي مضيا وقدما, نصرخ تاره ونصمت تاره ونحب قليلاً لنكره كثيراً ,نأكل ونشرب, ,نتبول ونمرض,نستيقظ وننام,نحي بؤساء لنموت بؤساء .

كل ما سبق من افعال حياتية هي سلسلة معقدة للبشرية بكاملها , فترا الشاب يجز علي اسنانه في غيظ والكهل يتألم بحرقةِ مدميه والاعصاب في أشد أشد ما يكون , فقط لتلك الافعال البلهاء التي لو وقفنا برهة نتفكر في كميت الاعصاب التي نقدمها كبش فداء لها لعلمنا كم كان كبش الفداء مظلوما .

ولنعود بعد كل تلك الملامح السيئة التي ذكرتها في قطعتين منظمتين من كلماتٍ تدعوا بالضرورة إلي العبث والحزن لأقول ” ما أجمـل التفائل ” ! أدرك جيداً الان كم تعطوني من الارقام في نسبة الجنون 100% أو إذا كان من الممكن رقمياً لأعطيتعطوني 109% , فدعوني اوضح لكم بعض من جنوني المسالم .


تصور لو تفائلنا أن السماء ستمطر غداً ونحن نُقين أنها ستمطر فقط لإننا حلمنا بذلك , وفجأة كان هنالك من الاطفال من يلهو بالماء وجاء علينا قطرة ماء واحده, ستجد نفسك تعلوا من الارض فرحا وتهليلا ” لقد امطرت كما حلمت ان تكون ” مع أن الواقع هي لم تمطر لكنك أنت من أمطرت علي نفسك الشعور بالرضا والامل والطموح المستجاب , تصور إنك استيقظت علي آذان الفجر وصليت وبعدين شعرت بالحنين إلي من فقدت امك , ابوك ,صديقتك ,صديقك اوأختك او اخوك وأخذت القرآن الكريم بدلاً منهُ بين احضانك ونمت , أتحـداك/ِ إذا ما شعرت بالدفيء والحنانِ والامان ووقعت منك بسمه طاهرة .رغم كل ما بك من الم الفراق.



هل أنا بمجنونة الآن؟ أم من تخلي عن حلمهُ او طموحه هو المجنون؟


دعونا نأخذ مثالاً اخر للتأكيد …


علي ماذا تجلس الان أيها البائس, أذهب إلي الثلاجه أوجدت طعام؟ , أحكي لي كم من الافلام والموسلسلات شاهتيها أيتها الفتاة , كم من الموسيقي سمعتوها اليوم, إذا دعوني أحدثكم عن بعض من النعيم الكونية معكم , هنالك من لا يملك كرسي ليجلس عليه ,هنالك من لا يملك طعام وبالتالي ثلاجه وبالتالي تلفزيون وبالتالي آيفون او اي نوع هاتف ودعوني أصدمكم أنه رغم نقصان كل ذلك يجد الراحه في قطعت القماش التي تستره والرملِ الحار الذي يعلب الكره عليه ليل نهار , نعم يبكي ويتألم وكلنا نبكي ونتألم لإننا لا نفكر .. كم من النعم معنا وكم من النعم نراها نقم فقط لزوالها .

نعم … النساء تغتصب في سوريا والاطفال تدمي القلب في فلسطين والاسرّ تقطع الابدان في باروما

لكن هل تعلموا؟


هذا في حد ذاتهِ حُلمً كبيــر وطموح متواصل …

أن تكبر وتهلل مع المجاهدين هنا وهناك هذا انتصاراً لهم, أن تجمع كل أسبوع ولو عشر او خمس دراهم علي اختلافِ العملات وتعطيها لوالدك ” أبعثها لسوريا بأي طريقة يا أبتاه” أن تبدأ الفتيات بالكتابة والتصوير الجديّ علي الموااقع الاجتماعيه لنساء فلسطين وسوريا وباروما ومنقبين اوربا والوقوف بجانبهم معنوياً وانشاء وحدة إسلامية عربية عالمية بين النساء هذا في حد ذاتهِ انتصار ..

نعم .. نحن لا نستطيع الجهاد ولم يعلن حكامنا حتي الان بدء النزاع لكن انفسنا بأمكانها الصراع بكل ما تمتلك من حواس وهبها الله من سمع وبصر واقلام ومهارات حياتية


أن تكتب مقال كما أفعل أنا الان وتُترجمه للغة الاجنبية ومن ثم الفرنسية , وتبعث به علي الموقع الامريكي للوزراء والبريطاني والفرنسي وتتحدث عن السلام والإسلام والامان والاطمئنان . نعم .. لنا عائلات هنا وهناك يقتلون ويموتون ذبحاً وما زلنا كما علمنا الله وامرنا نُحب السلام وندعوا إليه,لا أكره الامريكان ولا اكره بن لادن , لا أكره الملك عبد الله ولا حتي الرئيس مبارك , أنا فقط أعاتب علييهم في هذا وذاك وأبدء بالكتابة .. وأرسل إلي الملك وإلي الفقير كل الرسائل التي اود ارسالها بلا تزحزح نفسي أنها لن تصل , نعم هي لن تصل .. لكنها سُجلت في بريدك الحياتي ” تم الإرسال ” .

صدقوني .. كل ما في الامر أن تصدق نفسك وعقلك وفكرك وأن تُقين أن هنالك رب هنالك الله هنالك إلهٌ عظيم تحبه ويحبك وتدعوه ويأجل لك دعائك حباً في سماع إلحاحك أكثر فأكثر , أتدرون .. دعوني أختم كل هذا بشيء معبر , كنت في إحدا اليالي في صلاة الفجر , اتعبد في الله واصلي واقرآ القرأن ومن ثم جلست علي سجادة الصلاة وبدأت في الضحك , والتكلم الطفولي مع الله , حتي كانت غرفتي بياض كامل ,حدثت ربي عن كل الخطايا التي ارتكبتها وكان ربي يسمعني بدقة وكنت أثق أنه يسمع لي,ولم أخاف منه أن يضربني كما اولياء الامور, أو يسبني بقولٍ سيء, بل وثقت وأحسست أنه رحمني وأ نزل علي السكينة والراحة أكثر , فما استطعت احتضان الارض ولا السماء فأمسكت بالقرآن لابدء في عناق بكل ما بداخلي من احتياج وظمأ .

ومن يومها وأنا أدرك أني لن اكون كما باقي الأنا الذين استحوذ عليهم الظمأ فرموا بأنفسهم في بحر السيئاتِ والظلومات , وأن هنالك شيئاً كبير وراء السماء يجب يوماً أن اصل إليه , رغم كل شيء .


مقال _بنت العرب