تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما الذي يجعلها دولة عظمى


السيف
03-07-13, 03:15 PM
تحبها أو تكرهها هذا شأنك، معها أو ضدها هذا خيارك، إنها أمريكا، أو بالأحرى هي الولايات المتحدة الأمريكية، خمسون ولاية عمرها منذ تأسيسها مائتان وسبع وثلاثون سنة. (237)، بلد النقيض، فهي الأكبر اقتصاديا والأغنى، ولكن الأكثر ديونا في العالم. ليست أكثر دولة في الكثافة السكانية وليست الأكبر حجما، ولكنها الأغنى في التنوع الزراعي والصناعي والتجاري والتقني والعرقي والديني. الدولة الوحيدة في العالم التي أغلبيتها من البيض، ويرأسها رجل أبوه أسود وأمه بيضاء. بها أكثر من مائتي ألف كنيسة ومعبد ومسجد، ونسبة المسيحيين المحافظين فيها الأعلى، وخاصة في الجنوب. وعوائل المحافظين ملتزمة وتذهب إلى الكنيسة كل أحد، وهؤلاء هم الذين يدعمون من يسمون بالافانجليستس، وعادة هم صلب الحزب الجمهوري. توجت بعد الحرب العالمية الثانية بالدولة الأولى في العالم؛ لأنها مع الحلفاء هزمت ألمانيا واليابان وحلفاءهم شر هزيمة. وسيطرت بالقانون الذي وافق عليه العالم بميثاق الأمم المتحدة على كل القرارات بطريقة شبه ديموقراطية مكللة بالفيتو الذي أعطته لخمس دول بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا ولها طبعا. دولة تمثل خمس اقتصاد العالم (تقريبا خمسة عشر تريليون دولار من واحد وسبعين تريليون للعالم أجمع)، ومن أغنى الدول باقتصاد متنوع ومتخصص وأعظم ما فيه الاقتصاد المنتج للبرمجيات والدوت كوم والنت من الفيس بوك والتويتر إلى منتجات الآي باد والسوبر كمبيوتر.. وما إلى ذلك. تسيطر على العالم كقوة منفردة، وتعطي الانطباع بخطورة الروس والصين وهما ليسا بالند، بل يعتمدان عليها في تسيير اقتصاديهما، الصين أهم سوق لها أمريكا، والروس قوتهم بالفيتو وأسلحتهم التقليدية التي تستخدم بكثرة في أي حروب أهلية أو مقاومة أو دول درجة ثالثة وخسرت معظم هذه الدول الحروب بآلات وطائرات روسية أو شرق أوروبية. وقصص أعداد الدبابات الروسية التي قضت أمام الألمانية معروفة في الحرب الثانية. وتحارب روسيا لحماية قاعدتها البحرية الوحيدة في الشرق الأوسط في سوريا حاليا. أما أمريكا فلديها في كل القارات وحولها في المحيطات ستمائة وستون (660) قاعدة عسكرية في ثمان وثلاثين (38) دولة تحاصر روسيا والصين وكل دولة مزعجة لها وسياساتها.
تستورد بتريليونين وثلث التريليون دولار تقريبا وأكثر مما تصدر، أكثر ما تستورد منتجات صناعية وبترول (ينخفض حاليا وبسرعة من ثمانية في المائة من المستوردات وقد تستغني عن استيراده عام 2017) وكمبيوترات وأجهزة اتصال وسيارات وقطع غيارها وأجهزة توليد كهرباء وملابس من دول العالم الثالث وألعاب أطفال.
وصادراتها تبلغ تريليون وستمائة بليون دولار مثل الطائرات والصواريخ والسيارات وقطع الغيار وبرامج الكمبيوتر والرادارات والمواد الكيمياوية وقطع غيار السيارات والطائرات المدنية والحربية وأجهزة الاتصال، وأرباحها أضعاف أرباح صادرات الصين الرخيصة والبسيطة في القائمة المضافة. معظم شركاتها تصنع خارج أمريكا بمواصفاتها وتصدر للعالم.
تسيطر بعملتها على أسواق العالم بدلا من الذهب واليورو والين والجنيه على الرغم من ديونها العامة، وهي أكثر من ستة عشر تريليون دولار، وهذا ليس له علاقة بالديون الورقية وبالمشتقات المالية، والتي تعد أخطر الأخطار على نظامها المالي ولا يتكلم عنها إلا الندرة، والتي تبلغ كديون عالميا أكثر من ستمائة تريليون دولار. أي أضعاف الاقتصاد الحقيقي والتي لو تحققت لانهار النظام المالي. وقد تكون هذه هي الصدمة الاقتصادية القادمة في حال الفشل في إيجاد حلول علمية لاقتصاد حقيقي لا اقتصاد على شفا جرف هار. وهنا تبرز أهمية الاقتصاد الإسلامي المبني على الأصول والمشاركة.
تملك أكبر ترسانة نووية وأكبر عدد من الأساطيل البحرية وأكبر شركات تجارية، مجموع مبيعاتها فقط لعشر منها تريليونا دولار، وهي الأكبر في العالم، مثل شيفرون وأكسون وولمارت.
يحكمها حزبان ديموقراطي وجمهوري كل أربع سنوات تختار رئيس جمهورية ومجلسين لتمثيل الولايات (اثنان عن كل ولاية، أي مائة عضو ويسمى سيناتور)، والشعب أو كونجرس 435 ممثلا بالتصويت (هنالك أعضاء لولايات بدون تصويت) أو مجلس الشيوخ ومجلس ممثلي الولايات أو السينيت، وتمثيل الولايات هنا حسب الكثافة السكانية، ولكل ولاية حكومة منفصلة ولها حاكم للولاية ومستقلة ولها ضرائبها الخاصة بها وميزانياتها، وكذلك هنالك ميزانية للحكومة الفيدرالية، وأيضا ضرائب لكل مدينة وميزانياتها المستقلة وللدولة والولاية والمدينة ديونها وسنداتها الخاصة لتمويل أعمالها ومشاريعها.
تصرف أمريكا واحدا وأربعين في المائة (41%) من مجموع ما يصرفه العالم مجتمعا على التسلح والقوات المسلحة ما يقارب التريليون دولار. ومعظم حلفائها يشترون إنتاجها من مصانعها الحربية بأسعار مرتفعة، ما عدا إسرائيل، وهذه المبيعات تضاعف قدرتها على تسليح جيوشها بأسعار منخفضة. وإن اتهمت المكنة العسكرية الأمريكية بالروتين والبيروقراطية وعدم الفعالية، وبأنها تدفع أكثر من اللازم على المستلزمات للجيش، فلا بد من مقارنة تقنيات أسلحتها وتطورها السريع مثل طائرة الستيلث إف 117 التي لا يلاحظها الرادار وأسلحتها التي لا تقارن بمثيلاتها من حيث الأداء.
وعدد براءات الاختراع المسجلة لأمريكا لكل مليون نسمة هي الأعلى في العالم 283، وبعدها اليابان 243؛ لهذا تسيطر أمريكا على المنتجات الجديدة، وهي أكثر دولة تحارب التقليد والغش التجاري لأنه في مصلحتها.
بها أكثر من ألفين وستمائة جامعة وكلية معتمدة، وهذا مقارنة بعدد سكانها الذي يعتبر الأكثر كثافة في العالم. ولم نذكر المعاهد الفنية والتقنية. بها أكثر من ألف وخمسمائة مركز بحوث حكومي وخاص، ولمعظم هذه المراكز فروع خارج الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تكون التكاليف أقل.
بها كل الأديان، ويحترم الدين والمذهب واللون والجنس، ولا تستطيع حتى أن تذكر في المقابلة الشخصية عند التوظيف أو في الاستمارات للوظائف أي من هذه النقاط؛ لأن ذلك يعتبر عنصرية ويقاضى عليها الفرد في المحاكم.
إعلامها السينمائي يحبه العالم الحر ويكرهه العالم المحافظ لتحرره الكامل ويتهم بالتحيز..
الخلاصة، إنها دولة كبيرة، ولها مزايا تجعلها رائدة في كل مجال. وهم يقولون إما أن تحبها أو تتركها أو تكرهها.

بقلم محمد حسن ابو داوود
عكاظ

الشهاب
03-07-13, 05:03 PM
هي عظمي بسبب وحدتها وتماسكها واحترامها لادمية المواطن

سكان امريكا من كافة العروق والاجناس.. وحدثت بها ما اسمو اتضهاد للزنوج لكنها تغلبت على الامر وتجاوزته
ولذالك اصبحت عظمي

ونحن الان ابناء دين واحد ولغة واحدة و وطن واحد من الخليج للمحيط ولازلنا نعاير بعضنا البعض


فلننظر لهم ونتعلم


الشهاب

الفارس
04-07-13, 05:38 AM
كلامك صحيح اخي الشهاب
فالامم لا تسمو الا باحترام و تنمية مواطنيها و اعطائهم حقوقهم و رعايتهم و نبذ العنصرية ليصبح الجميع سواسية امام القانون و هذا ما حض عليه ديننا الحنيف و لكن اين نحن من اسلامنا و اخلاق اسلافنا

صمت خ أ
30-07-13, 09:34 PM
الله يعطيك العافية
اخي السيف


_______________________


أن إقامة العدل وأداء الحقوق لأهلها من أسباب بقاء الدول وتفوقها وغلبتها،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة (الحسبة): الجزاء في الدنيا متفق عليه أهل الأرض، فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة،
وروي أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان يقول: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.


ولما سمع عمرو بن العاص المستوردَ بن شدادَ يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم
بقوله: تقوم الساعة والروم أكثر الناس.
قال له عمرو: أبصر ما تقول؟
فقال المستورد: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال عمرو: لئن قلت ذلك؛ إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك.
رواه مسلم.

فكأنَّ عمراً رضي الله عنه يحكم بأن هذه الخصال هي السبب في بقائهم وكثرتهم،
وفي المقابل يكون الظلم وتضييع الأمانة وإهدار الحقوق هي معالم الخراب والهزيمة

وهذا أصل مقرر في علم الاجتماع، وقد عقد له ابن خلدون في مقدمته فصلا بعنوان: (الظلم مؤذن بخراب العمران).






والله الموفق