يزيد
23-10-13, 10:14 PM
أحدث قصيدة نظمتها الشاعرة الكبيرة د. شريفة سلامة أبو مريفة ترثي فيها الرجل الذي كانت و مازالت تضج المجالس بطيب ذكره ...
مرثية الجود
إلى أبي رحمه الله.. إلى إخوتي حفظهم الله..
مات قلوبُ الأماني حــــين ماتَ أبي=ماتت فعالُ كريمِ النفسِ والحسبِ
واستعبر الجودُ يبكي فقْدَ صاحبِهِ=واستصرخَ القول من نثر ومن خطبِ
ربّى رجالا على الأخلاق منهجهم=إن غابت الشمس فالأقمار لم تَغِبِ
هم عدتي لليـــــــــــــــــــــــــــــــــالي في تقلبها=هم إخوتي لظلام الليل كالشُّهُبِ
كسا الحرائرَ أثوابَ العفافِ فكم=مِن مَكرمُاتٍ نَـمَتْ فينا ومِنْ أدبِ
واستسهل الوعر ما خارت عزائمه= ولا أناخ ركاب الصبر في النُّوَبِ
وما استخف حجاه الدهر في صعد=ولا اشتكاه إذا ما كان في صَبَبِ
أصاب منا حمام الموت خير أبٍ =لكنَّ أيامَهُ البيضاءَ لم تُصَبِ
كنت المجيبَ إذا داعي الإباء دعا =من ذا يجيبُ إذا المقدامُ لم يُـجِبِ؟
كم ذا عجلتَ إلى الخيرات مفتتِحاً= للعرفِ باباً، وكم فَرَّجْتَ من كُرَبِ
وما انزويتَ عن المكروبِ معتذراً =ولا استترتَ عن الملهوفِ بالـحُجُبِ
وما مشيتَ إلى جـــــــــــــــــــــــــارٍ بغيبتِهِ = ولا طرقتَ دروبَ الشكِّ والريبِ
كم قمتَ بالحق للأضياف ما جَمَدَتْ =يمناكَ بالجودِ لو في الموسمِ الـجَدِبِ
يا والدي طابَ غرسٌ أنت ناظرُهُ =فانظرْ بروحِكَ لولا الصدقُ لم يَطِبِ
واليومَ تتركُ غرساً زاهراً ينــــــــــــــــــــــــعاً =إن الرجاءَ الذي رَجَّيْتَ لَـمْ يَـخِبِ
أفنيتَ عمرَكَ ترعاهُ وتحرســــــــــــــــــــــــــُه =والآخرونَ مضوا في اللهو واللعبِ
يا والدي إن طواكَ الموتُ في جَدَثٍ=فأنتَ في مُهَجِ الأحبابِ لم تَغِبِ
تظلُّ يا أبتاهُ حـــــــــــــــــــــــــــــاضراً أبداً=وإن بَعُدْتَ قَرِيباً جِدَّ مُقْتَرِبِ
إن يَفخرِ الناسُ بالدنيا وزخرفها= ففخرنا أنتَ يا ابنَ السادةِ النُّجُبِ
علّمتنا أن نيلَ الـمجدِ مُرْتَـهَنٌ= بالعلمِ والحزمِ لا الأموالِ والذهبِ
علّمتنا أن عيشاً ليس تَـحْكُمُهُ =مبادئُ الخيرِ عيشٌ سافلُ الرُّتَبِ
علّمتَنا كلَّ معنى للوفاءِ فنَمْ = قريرَ عينٍ، ودُمْ في خيرِ منقلَبِ
مرثية الجود
إلى أبي رحمه الله.. إلى إخوتي حفظهم الله..
مات قلوبُ الأماني حــــين ماتَ أبي=ماتت فعالُ كريمِ النفسِ والحسبِ
واستعبر الجودُ يبكي فقْدَ صاحبِهِ=واستصرخَ القول من نثر ومن خطبِ
ربّى رجالا على الأخلاق منهجهم=إن غابت الشمس فالأقمار لم تَغِبِ
هم عدتي لليـــــــــــــــــــــــــــــــــالي في تقلبها=هم إخوتي لظلام الليل كالشُّهُبِ
كسا الحرائرَ أثوابَ العفافِ فكم=مِن مَكرمُاتٍ نَـمَتْ فينا ومِنْ أدبِ
واستسهل الوعر ما خارت عزائمه= ولا أناخ ركاب الصبر في النُّوَبِ
وما استخف حجاه الدهر في صعد=ولا اشتكاه إذا ما كان في صَبَبِ
أصاب منا حمام الموت خير أبٍ =لكنَّ أيامَهُ البيضاءَ لم تُصَبِ
كنت المجيبَ إذا داعي الإباء دعا =من ذا يجيبُ إذا المقدامُ لم يُـجِبِ؟
كم ذا عجلتَ إلى الخيرات مفتتِحاً= للعرفِ باباً، وكم فَرَّجْتَ من كُرَبِ
وما انزويتَ عن المكروبِ معتذراً =ولا استترتَ عن الملهوفِ بالـحُجُبِ
وما مشيتَ إلى جـــــــــــــــــــــــــارٍ بغيبتِهِ = ولا طرقتَ دروبَ الشكِّ والريبِ
كم قمتَ بالحق للأضياف ما جَمَدَتْ =يمناكَ بالجودِ لو في الموسمِ الـجَدِبِ
يا والدي طابَ غرسٌ أنت ناظرُهُ =فانظرْ بروحِكَ لولا الصدقُ لم يَطِبِ
واليومَ تتركُ غرساً زاهراً ينــــــــــــــــــــــــعاً =إن الرجاءَ الذي رَجَّيْتَ لَـمْ يَـخِبِ
أفنيتَ عمرَكَ ترعاهُ وتحرســــــــــــــــــــــــــُه =والآخرونَ مضوا في اللهو واللعبِ
يا والدي إن طواكَ الموتُ في جَدَثٍ=فأنتَ في مُهَجِ الأحبابِ لم تَغِبِ
تظلُّ يا أبتاهُ حـــــــــــــــــــــــــــــاضراً أبداً=وإن بَعُدْتَ قَرِيباً جِدَّ مُقْتَرِبِ
إن يَفخرِ الناسُ بالدنيا وزخرفها= ففخرنا أنتَ يا ابنَ السادةِ النُّجُبِ
علّمتنا أن نيلَ الـمجدِ مُرْتَـهَنٌ= بالعلمِ والحزمِ لا الأموالِ والذهبِ
علّمتنا أن عيشاً ليس تَـحْكُمُهُ =مبادئُ الخيرِ عيشٌ سافلُ الرُّتَبِ
علّمتَنا كلَّ معنى للوفاءِ فنَمْ = قريرَ عينٍ، ودُمْ في خيرِ منقلَبِ