المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاعر المليون الموسم السادس


أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:14 AM
تحية طيبة الى جميع الغوالي


http://www.almillion.net/ar/ads/1356366231.jpg

ومحبي المسابقات الشعريه

وبأذن الله سننقل لكم كافة تفاصيل مسابقة شاعر المليون الموسم السادس

ونسأل العلي القدير التوفيق

أخوكم أبو زيد الهلال

أنتظرونا


http://www.almillion.net/ar/imagebign/8e43b8d2adc0c3ffc71fb23dd1839383.JPG

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:20 AM
‫في ذكرى رحيل الشيخ زايد رحمه الله‬‎ - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=aQgAxPgfMiA#t=84)

http://www.anhaar.com/arabic/thumbnail.php?file=news/______231393973.jpg&size=article_large

http://www.burjalain.com/burjdxb/uploads/dxb13111902343.jpg

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gallery/2013/08/07/260727.jpg

http://www.gololy.com/gallery/11000/2012-04-12_00106.jpg

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:26 AM
http://ftll.cc/wp-content/uploads/2011/12/%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86.jpg






أولى حلقات "شاعر المليون 6" بثتها ليل أمس قناة أبوظبي - الإمارات وقناة بينونة، مُعلنتان بذلك عن بداية المنافسة بين المتسابقين الذين يمثلون عديد الدول العربية التي يعتبر الشعر إحدى أهم سماتها الأدبية الموروثة من جيل إلى جيل، إلى جانب شعراء يحملون جنسيات غير عربية.




وليل أمس أيضاً تم الإعلان عن أسماء الشعراء الـ48 الذين وصلوا إلى شاطئ الراحة على جناح الكلام والإحساس، ليحلقوا في سماء أبوظبي، ويطلوا منها على العالم العربي، وعلى جمهور الشعر من البر إلى البر، ومن الماء إلى الماء، مراهنين على قصائدهم التي سيلقونها خلال الموسم السادس من المسابقة، وعلى آراء أعضاء لجنة التحكيم، وعلى ذائقة محبي الشعر، ومؤمنين أن لكل مجتهد نصيب، ولكل متفوق مكانة، وهم: 4 شعراء من الامارات، 4 شعراء من الاردن، 15 شاعراً من السعودية، شاعران من البحرين، 5 شعراء من سلطنة عُمان، شاعران من سوريا، شاعران من العراق، شاعر واحد من قطر، شاعران من اليمن، شاعر من مصر، شاعر من السودان، 9 شعراء من الكويت، لكن اللافت أن الشاعرات في هذا الموسم سيغبن عن المسرح الذي بات مثار اهتمام وإعجاب أكثر من 18 مليون مشاهد ينتشرون في العديد من دول العالم، غيابهن ليس لضعف أو لقلّة خبرة، إنما لأنهن وبكل بساطة لم يتمكّن من عبور المسافة بين مرحلة الـ100 ومرحلة الـ48.




رحلة البحث عن شاعر


قبل أن يترامى الشعر إلى أسماع متابعي الحلقة الأولى من "شاعر المليون" الذي تشرف على تنظيمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي؛ التقى مُقدّم البرنامج الإعلامي المتألق حسين العامري بعضوي اللجنة الاستشارية بدر الصفوق، وتركي المريخي ليتحدثا عن الجولات التحضيرية للموسم السادس من المسابقة، وعن السياسة التي اتبعتها لجنة التحكيم لتصل إلى اختيار 48 شاعراً يستحقون أن يصلوا فعلاً، وقد أشارا خلال الحديث عن الصعوبة التي واجهتها اللجنة للوصول إلى القائمة التي سيتبارى مبدعوها على خشبة مسرح شاطئ الراحة.




من جهته قال بدر الصفوق: في الجولات المسجّلة التي تابعها الجمهور عبر شاشة التلفزيون قدم أعضاء لحنة التحكيم جهداً بالغاً في سبيل البحث عن درر الشعر بين 100 شاعر تأهلوا إلى هذا الدور الذي يعلن اليوم، والسبب في ذلك يعود إلى تقارب المستوى بين الشعراء الذين تنافسوا من أجل الفوز بمكان في قائمة الـ48، مشيراً أنه لضمان الوصول إلى أفضل النتائج وأكثرها موضوعية؛ فقد لجأت اللجنة إلى إجراء اختبارات تحريرية تقوم على أساس أكاديمي علمي، كما عملت على ابتكار معايير إضافية لانتقاء أفضل المتقدمين إلى المسابقة، فخضع الشعراء إلى اختبارات كتابية وشفهية لتحديد المستوى فيما يتعلق بالوزن والقافية واللغة الشعرية والبناء الفني والجمالي للقصيدة، بالإضافة إلى خضوعهم لاختبار في الارتجال والإلقاء، خاصة وأن المتنافسين مثلوا دولاً عربية وأجنبية، فمن ألمانيا وأمريكا جاء شعراء، ومن سوريا والعراق أيضاً رغم ما يعيشانه من ظروف أمنية وإنسانية في غاية الصعوبة والحساسية، وهذا دليل على أن ما تقدمه المسابقة يلبي رغبات المتقدمين إليها.




يتبع

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:28 AM
الصفوق توقع موسما شعريا متميزا هذه الدورة، لأن الواصلين إلى شاطئ الراحة كانوا جديرين بذلك، ذلك أن اللجنة كانت تبحث عن الفكر والثقافة، وقد وجدتهما بدرجات لدى هؤلاء الشعراء، إلى جانب ما يملكون من جودة في كتابة الشعر، لكن الصفوق طالب الواصلين إلى قائمة الـ48 بألا يسعوا إلى إرضاء لجنة التحكيم، إنما عليهم إرضاء ذواتهم الشعرية.


وفي ختام حديثه أكد أن بطاقات العبور الذهبية الـ15 التي استخدمتها اللجنة هذا الموسم ساعدت كثيراً في اختيار شعراء متميزين.




تركي المريخي بارك بدايةً للجميع انطلاقة الموسم الـ6 من "شاعر المليون"، إلى جانب انطلاق مهرجان الجنادية في المملكة العربية السعودية في ذات المساء، ما يؤكد حرص دول منطقة الخليج العربي على الاهتمام بالموروث الخليجي.




وحول اختيار الشعراء أشار إلى أن إخضاع المتسابقين في الجولات المسجلة لعملية ارتجال الشعر كان سبباً في الوصول إلى المجموعة الأميز والأكفأ من الشعراء، مؤكداً أن السبب في إضافة اللجنة معايير جديدة وصعبة هم الشعراء أنفسهم، فكثير منهم مبدع ويملك قدرة على كتابة نصوص بديعة، حيث استفاد هؤلاء جميعاً من النصائح والملاحظات التي قدمها أعضاء لجنة التحكيم لشعراء المواسم السابقة، في حين مثّلت بطاقات العبور الذهبية فرصة للموازنة بين الذائقة والنقد.




آليات ومعايير ونِسب


على عدّة معايير تعتمد آلية توزيع الشعراء على حلقات البرنامج، من بينها مراعاة تنوّع الجنسيات المشاركة في كل حلقة، بالإضافة إلى تنوّع التجارب والمدارس الشعرية.




وتتكوّن المرحلة الأولى من 6 حلقات، يشارك في كل حلقة 8 شعراء، يتأهل منهم في النهاية 28 شاعراً إلى المرحلة الثانية، على أن يتنافسوا على مدى 4 حلقات، ليتأهل منهم 12 شاعراً إلى المرحلة الثالثة، ومن ثم يتنافس هؤلاء خلال 3 حلقات، ومنهم يتأهل 6 شعراء إلى المرحلة قبل النهائية، ومنهم يتأهل 5 شعراء إلى الحلقة النهائية، ولاختيار الفائز الأول الذي سيحصل على بيرق الشعر ولقب شاعرالمليون سيكون للجنة التحكيم نسبة 60%، وللجمهور نسبة 40%.




تحت الأضواء


إلى مسرح شاطئ الراحة انتقلت كاميرا البرنامج، حيث الإخراج الذي يحمل ثيمة رئيسة تمثلت بالحرف العربي، وطابعاً يتسم بالدهشة التي تفرضها الإضاءة وعناصر الديكور، ومن هناك تابع الجمهور جزءاً من تسجيل تلفزيوني نادر للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه - وهو يتحدث عن التراث والمسابقات التراثية، ويدعو الشباب إلى الاهتمام بهما.




.. ليلة أمس عاد حسين العامري إلى مكانه على خشبة شاطئ الراحة، وبمشاركة الإعلامية الإماراتية شيماء للمرّة الأولى، ليعطي إشارة البدء بالمسابقة الشعرية التلفزيونية، وقد استعاد من ذاكرتها مشاهد تتويج شاعر المليون منذ انطلاقتها عام 2007، حيث فاز في الدورة الأولى الشاعر محمد فطيس المري/ قطر، وفي الدورة الثانية حافظ مواطنه خليل الشبرمي على البيرق، بينما استطاع زياد بن نحيت/ السعودية حمل البيرق الذي انتقل في الدورة التي تليها إلى الكويت بفضل ناصر العجمي، وأخيراً تمكّن راشد الرميثي/ الامارات من الحصول على البيرق في الدورة الخامسة، وفي هذه الدورة سيعيش جمهور الشعر قلقاً وشغفاً في آنٍ، فكل واحد يتمنى أن يحصل شاعره المفضل على البيرق واللقب، وسيكون لثلاثي التحكيم المعروف سلطان العميمي، د. غسان الحسن، حمد السعيد القول الفصل في المسابقة.




لجنة التحكيم


قبل أن يهطل الشعر على الجمهور وجه سلطان العميمي تحية للجميع حضوراً وجمهوراً وشعراء، وأعلن عن جديد الموسم الـ6، وهو بطاقات العبور الذهبية التي أوصلت المتميزين إلى مرحلة المنافسة الحاسمة، بالإضافة إلى صعود شاعرين في كل حلقة من حلقات البث المباشر بقرار لجنة التحكيم بعد أن تمنح المتنافسين درجات من أصل 50 درجة، فيما سيبقى بقية الشعراء وهم ست شعراء حتى الحلقة المقبلة للإعلان عن نتائج التصويت، والشاعرين الأعلى درجات سيتمكنان من الاستمرار في صفوف المنافسة، والأمر الجديد الآخر أنه سيكون من حق اللجنة وخلال الحلقات الـ6 الأولى منح 4 بطاقات تأهيل لكل من ترى أنه يستحق الاستمرار لكن التصويت لم ينقذه.




د. غسان الحسن أشار إلى أن معايير الاختيار ستكون حيادية ولن تتغير كما هو قانون البرنامج، والتغيير الوحيد هو في بعض الآليات التي قد تغير في حظوظ الشعراء بالبقاء أو بمغادرة صفوف المنافسة، وقال إن القصيدة الرئيسة المطلوبة المرحلة الأولى من المسابقة يجب ألا تقل عن 10 أبيات، ولا تزيد عن 15 بيتاً، وسيكون للإلقاء درجة ونسبة.


يتبع

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:28 AM
والجديد في المرحلة الأولى كذلك أنه سيتم تسليم كل متسابق في نهاية إلقائه القصيدة الرئيسة؛ مغلفاً فيه بيت شعر نبطي، ثم يطلب منه إلقاء ثلاثة أبيات على وزن وقافية البيت، ويكون موضوع الأبيات إما رداً أو تعقيباً أو إيضاحاً.




في حين أعلن حمد السعيد من جهته أن اللجنة شهدت صعوبة في اختيار شعراء مرحلة الـ100 خلال جولاتها في أربع عواصم عربية، كما كانت الصعوبة أكبر لاختيار قائمة الـ48، وعلى الرغم من أن (الحر ما يوصّى) كما يقول المثل الدارج، إلا أنه تمنى على المتسابقين الابتعاد عن التصنع من أجل الوصول الى الجمهور بسلاسة، وأشار إلى أن نجاح هذه النسخة هو مرهون بالمشاركين، متمنياً لهم منافسة طيبة.




ومع ثمانية متنافسين بدأ الموسم الـ6 رحلة جديدة ضمت في حلقتها الأولى أحمد المجاحمة/ الكويت (رقم 3)، عايد بن خلف الرشيدي/ السعودية ( رقم 22)، عبدالله محمد السرحاني/ الأردن (26 رقم)، عساف التومي/ السعودية (رقم 29)، علي الغنبوصي التمامي التميمي/ سلطنة عمان (رقم 32)، محمد سالم الأحمدي/ اليمن (رقم 40)، مذكر فهد الحارثي/ الإمارات ( رقم 42)، ناصر مناحي الدوسري/ الكويت ( رقم 45).


يتبع

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:29 AM
هندمة النص


أول البادئين بالشعر أحمد المجاحمة الذي ألقى على الجمهور قصيدة (تهندم الشعر)، ومما جاء فيها:


تهندم الشعر في زين الثياب الجداد واستبشر بخير واعطا طيب فاله عود


ما عاد انا اليوم يالبارح سجين السهاد دام اشرقت شمس حق وغاب ظلم القيود


افرد جناحيك يا حلمي بوقت الهداد وارقا وقل للعزايم معك ترقا سنود


رفرف مع البيرق وهاته لاهب البراد لبلاد أخو مريم اللي كلنا له جنود


زرعت حرف تساما حان الحصاد سوامة الشعر قولو منهو اللي يزود


وان سافر الشعر فيني من بلا لبلاد أنا ما احب الحدود أنا عدو الحدود


شاعر ولي مبدئي لو همت في كل رواد أبعكس الجاذبية وانجذب للصعود


ولو ما اعجب الكل قولي وش يعجب العباد أحياناً الزور يسكن في صدور الشهود


قناعتي ثابتة فـ الحق فوق الشداد ما أميل لو مالت الأريا مع كل نود




وختم بالبيت:


يا كثر ما قيل بـ أن النار ترث رماد ويا كثر ما قلت بـ إن الصيب ورث الجدود




د. غسان الخسن رأى النص جميلاً، وحضور الشاعر متميزاً، والإلقاء لافتاً، وهذا يحسب له، وقال إن الشاعر يعيش مع النص جيداً، وهو نص جميل فيه كثير من الصور، ولعل أولى الصور اللافتة هي فاتحة النص (تهندم الشعر في زين الثياب الجداد)، وصورة البيت (افرد جناحيك يا حلمي بوقت الهداد)، وهذا حلم مركب، وكذلك الشطر الأول من البيت الذي يليه (رفرف مع البيرق وهاته لاهب البراد)، ومن الأمور التي تميز النص المحسنات المعنوية واللفظية، ففيه جناس وطباق، ما جعل الشاعر يذهب إلى المتضاد من المفردات من أجل تحقيق الشمول، في حين جاء في الجناس جمال لفظي، بحيث تأتي الكلمة بمعنيين، واستمر الشاعر على تلك الحال حتى ختام النص، أما بناء النص فقد جاء موضوعياً، أي تحقق تسلسل الفكرة التي ظلت على وتيرة جميلة كما يبدو في الشطر التالي: (ولو ما اعجب الكل قولي وش يعجب العباد)، لكن ما يعيب النص تداعي الأفكار، حيث انتهى المحاجمة إلى غير ما بدأ به، والتداعي لا يصلح للشعر، لأنه يؤدي إلى خلل في البناء.




سلطان العميمي أثنى على الشاعر حضوره المسرحي، ونصه الجميل الذي ينقسم إلى قسمين، أولهما انطلاقة المحاجمة في سماء الشعر، وثانيهما يتمثل في الأبيات الـ4 الأخيرة من النص، والتي تصلح لأن تكون موضوع نص ثانٍ، ولفت إلى أن ما يميز ذلك النص الصور الشعرية الكثيرة، والتصوير الحركي الذي حلق من خلاله الشاعر في سماء الشعر.




فيما أشار حمد السعيد إلى أن المحاجمة فرض حضوراً متميزاً خلال إلقاء نص الوطني الشامخ الذي تحدث عن الشعر كفكرة ومعنى، كما أشار إلى الترابط الموجود بين (افرد جناحيك)، و(رفرف مع البيرق)، (لبلاد أخو مريم)، وإلى جودة البيت الأخير، غير أن السعيد اختلف مع د. الحسن بما يخص التسلسل الذي وصفه بأنه جاء جميلاً.




حزن ودموع


من السعودية حل ثاني الشعراء المتنافسين عايد بن خلف الرشيدي وألقى قصيدته (ظمى النفس)، وقال في أبياتها الأولى:


امطر القلب حزن وسيّل العين يوم حل القصيد وفك بابه


هاجس يكتب احزاني عناوين للسهر والتجافي والكآبه


اذرف دموع عيني لجل غالين خدي القاع ودموعي سحابه


فاقد من اقرابي عزيزين آخر اللي بقالي من قرابه




ثم ختم بالأبيات التالية:


ما تعلمت ارد الصاع صاعين كل ما ملك مدى حلم وحبابه


دامنا طين ونعوّد على طين تقوى الإنسان بالدنيا زهابه


الحسد والنفاق وقلة الدين هي هلاك الخفوق وهي خرابه


الحياة الكريمة للكريمين والصبر يجني المؤمن ثوابه


ما عقدت الحجاج إلا أمرين حاجة الناس وهموم القرابه




أولى الآراء النقدية طرحها سلطان العميمي فأشار إلى جمال البيت (ودي تصير يدّيني جناحين/ ضاقت الأرض لو فيها رحابه)، وإلى التصوير المميز في الشطر (كل ما ملك مدى حلم وحبابه)، وأضاف: إن الفلسفة الواردة في النص جميلة على الرغم من جو الحزن الذي غلف الأبيات، وما إيراد الشاعر فكرة الصبر في النص إلا تأكيداً على الإيجابية والأمل، وبالتالي فإني أرى أن بعض الأبيات تستحق الإشادة، مما يقود إلى القول: إن القصيدة جميلة في عمومها.




على الرأي ذاته أكد حمد السعيد، إذ وجد فيما قدم الرشيدي شعراً جميلاً وسلساً على البحر "الطّرْق" السلس والجزل، وأمر نادر وجود من يكتب على هذا البحر السهل الممتنع، ثم إن القصيدة وإن كانت حزينة لكنها عذبة، فيها صور شعرية متميزة مثل: (يدّيني جناحين)، (همومي عصابه)، أما الصورة الجديدة فهي: (كل ما قلت سج البال يا حسين/ صار قلبي لطاريهم ربابه)، ما يدل على أن للشاعر صوره الخاصة حين يتحدث عن فقدان الأعزاء وهم أحياء، وفي النص تتبين قناعات الشاعر من خلال (طين)، (الدين)، أما الختام حسب رأي السعيد فقد كان أجمل، وهو تلخيص لكل ماجاء في النص.




(في النص من اسمك).. هذا ما قاله د. الحسن بداية، مضيفاً أن ثمة تكراراً لم يأتِ في صالح النص بشكله العام، ويتمثل التكرار في (سيل العين)، (اذرف دموع عيني)، (دموعي سحابه)، ففي البيت الأول والثاني والثالث لم يكن هناك أي تطور، وسأل د. الحسن الشاعر لماذا كان يلجأ لاختصار كل ثلاثة أبيات في بيت، ذلك أن القصيدة قصيرة، وبالتالي هي لا تحتمل ذلك الأسلوب، ومما وجده الناقد الحسن أيضاً أن البيتين الرابع والخامس لم يقدما طرحاً له علاقة بالشعر (فاقد من اقرابي عزيزين/ آخر اللي بقالي من قرابه)، فهذا الكلام يقال في أي مجلس، وأشار د. الحسن كذلك إلى مفردة (سحابه) في البيت الثالث (اذرف دموع عيني لجل غالين/ خدي القاع ودموعي سحابه)، وهي تدل على الخير والإيجابية، وتمثل صورة جميلة لكنها غير موظفة جيداً، كما الحال بالنسبة لمفردة (عصابه)، أما البيت (كل ما قلت سج البال يا حسين/ صار قلبي لطاريهم ربابه) فإنه لا يدل على الحزن وخصوصاً شطره الأول، وما ختم به د. غسان أن الشاعر لم يُوفّق في ترتيب الأبيات الأخيرة.


يتبع

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:30 AM
قضية السرحاني


(غيبوبة الحلم) كانت ثالث القصائد في حلقة ليل الأمس، والتي قال الشاعر في مطلعها الأبيات التالية:


ينام الليل في ركن السهد وحلمنا مخطوف وامانينا قبل تبدا مع الأيام مسلوبه


مواجع الشعر ينزف معاني والعيون سيوف فناجيل الحزن من ضيقة الأيام مشروبه


ألوّح والصبر مثلي يلوح والحياة ضروف عنا حتى المشاعر من هجير الياس مرعوبه


على حيل القصيد إلّي يكفكف دمعة الملهوف على ذيك القرون إلّي إلّي رقت للعز مخطوبه


اشرف من الهنا لحظه واصدّ عيوني ولا شوف سوى حزن عليه الروح لا صدّيت مصلوبه


وأضاف عبدالله محمد السرحاني ابن الأردن:


يصبح من العنا فكر الغريب ويصرخ بلا خوف قضيتنا شبه ماتت على الجدران مكتوبه


تعبنا والعمر يمشي ولحن جروحنا معزوف ما دام الحلم في هذا الزمن عايش بغيبوبه


نعم احوالنا صارت جريمة ذنبها مكشوف ندم حتى ابتسامتنا مع الأيام مغصوبه




حمد السعيد وجد النص تشاؤمياً، فيه وأد للأحلام، بينما يتحدث الشطر (قضيتنا شبه ماتت على الجدران مكتوبه) يحكي فيه الشاعر عن أمر لم يتضح.




د. غسان من جانبه رأى أن في النص جزئيات، وقد تكررت فيه مفردات كثيرة (مسلوبه)، (مغصوبه)، (عنا حتى المشاعر من هجير الناس مرعوبه)، (أشرف من الهنا لحظه)، (يدور للفرح بزغه تواسي وحشة دروبه)، لكن وقعها كان بطيئاً، أما الجمل الشعرية (حلمنا مخطوف)، (للهموم صفوف)، (صباح مصادق غروبه) فإنها تحمل صوراً رائعة.




بدايةً النص حسب الناقد سلطان العميمي كانت جميلة، وخصوصاً ما يتعلق بالبيت الأول (ينام الليل في ركن السهد وحلمنا مخطوف)، غير أن الأبيات اللاحقة وفي عدد غير قليل كانت تتجه نحو المباشرة، وكثر في النص الهم والحزن واليأس، ولم يتطور الموضوع، حتى الإشارات لم تتطور ليخدم النص، وبان عدم وصولها إلى المتلقي، لكن في الأبيات عما يدلل على الشاعرية.




النص المتألق


عساف التومي رابع شعراء الحلقة الأولى، وعلى أسماع الجمهور ألقى نصه الذي ابتدأه بـ (أبكتب).. ليضيف:


أبكتب والقلم صوت الحروف وصمتي الرعاد أبكتب والورق جم القصيد ورجمي العالي


أبكتب لين أحس ان الكتابة لحظة الميلاد وأبكتب مولدي في كل حرف ما تهيالي


أبحضر بأبسطي وأنسى الحضور ولجنة النقاد وأجر من أطرف اللي كنت أجر ولا معي والي


وأبقطف للثرى عنقود نوض من ثريا الضاد وأسيّل هالكلام من الغمام اللي على بالي


كثير الشاعر اللي لا وصل بيبان حلمه حاد كفر في كل فكر مبتكر واستنسخ البالي


نسي روح القصيد وفتنته وإحساس الوقاد دفن القناعة في قناعه وأرخص الغالي




وتابع بالقول:


لهن بحر وخليل وليلتين من هيام، واد ويوح وسحر وحل وشطر حل وشطر ترحالي


يغورقهن وزنهن بالهنتين وثقلهن لو زاد كسر من ملحهن ما يتزن في بحري الحالي




ثم ختم بالبيتين:


حبيبي ما كتبت إلا شعرت إني طليق قياد دخيلك لد بحرك، رد حبري، حطم اغلالي


أبكتب فيك واسبقني معاك لغبشة الميعاد وأعيش اليوم هذا وقبل أعيشه وانت في بالي




(حللت لغز تفوقك الشعري، ورسمت خريطة جميلة وجديدة لمن يريد كتابة الشعر).. بالكلمات تلك بدأ د.غسان الحسن بإعطاء رأيه في نص التومي، مؤكداً أن البساطة مهمة في النص الشعري، وأن على الشاعر الكتابة لذاته وليس للنقاد، وهو ما أكده التومي في الشطر الأول من البيت الثالث: (أبحضر بأبسطي وأنسى الحضور ولجنة النقاد) وقد طبّق الأمر على ذاته، أما في البيت (كثير الشاعر اللي لا وصل بيبان حلمه حاد/ كفر في كل فكر مبتكر واستنسخ البالي) فإن الشاعر يدعو إلى جلب الجديد وعدم تقليد الغير، وهي النصيحة التي التزم بها، فما جاء به التومي نص علمي بصور أدبية جميلة، وبمحسنات طباق جناس وسجع، كما في البيت (لهن بحر وخليل وليلتين من هيام، واد/ ويوح وسحر وحل وشطر حل وشطر ترحالي)، أما استخدام المفردة (واد) فقد جاء بديعاً، وهي مأخوذة من المصحف الشريف.




سلطان العميمي بدأ بطرح رأيه النقدي تجاه الشاعر الواثق من ذاته، المتفائل، صاحب النص الذي حمل زخماً شعرياً، ومحسنات بديعية، بكل ما فيه تورية وطباق وسجع، وإيقاع موسيقي الموظف بشكل جيد، فقد كان الشاعر ذكياً في التقاط الصور، وفي تركيب المعاني كذلك، ولعل أكثر ما لفت سمع العميمي (لهن بحر وخليل وليلتين من هيام، واد)، ووصفها أنها التقاطة جميلة، في حين أن الوزن الذي استخدمه التومي لا يحتاج إلى الحشو، لذلك جاءت كل مفردة من مفردات النص في مكانها، فتألق الشاعر في نصه.




حمد السعيد لمس عند التومي إجادة في كتابة الشعر، ورأى له حضوراً مذهلاً على المسرح، ثم عرّج على البساطة المتوافرة في النص والجمالية التي يتمتع بها، كما أثنى على وفاء الشاعر للمحبوب، فتناول الموضوع برقي يليق بالمسرح.


يتبع

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:31 AM
جهاد وغشاوة


من سلطنة عمان وصل علي الغنبوصي التميمي إلى مسرح شاطئ الراحة منافساً من خلال نصه (غشاوة) الذي جاء في أبيات الأولى:


المعمي اللي قادوه معمي ملى دربه سواد عمرك سمعت مضيعا دربه يوصّف له ضرير


نادوك من خلف الجبل يا هيه حيا عالجهاد وعصبت عينك من قبل راسك وحثيت المسير


شديت عزمك والنوايا لا سرت دون الشداد ركّابها بدري عليه ركوب بكره أو بعير




وفي ختام النص قال الغنبوصي:


جرّوك معصوب الفكر سربالهم ثوب الحداد روحاً على كف الشقاء ضاعت تدوّر مستجير


أعمى البصيرة لو تسلح ما كسر قيد البلاد وغي السرى ما يوصل الضامي جدى عذب الغدير


دام الخطا طيحه ترى الاعذار من كبوة جواد منته على ظهر المشهر لا تبادي للنذير




الفكرة تحمل الكثير مثلما أشار سلطان العميمي، وفيها رسالة هامة، أما القصيدة فهي تحمل في مجملها نضجاً ووعياً وتميزاً، وهي لم تخل من الشعرية، ولعل أهم بيتين أشار لهما العميمي هما (روّح جهاد الحق والسارين حيا على الرقاد/ لا صارت الطلقة من المسلم على المسلم تغير)، و (أما جهاد اليوم أرضاً واعرضوها للمزاد/ كلن دفع من بندقه والدار ضاعت بالأخير) فهما يلخصان حال كثير من الدول.




وهذا ما وجده حمد السعيد في النص الذي تناول موضوع الجهاد، حيث اتبع الشاعر طريقاً تنم عن نضج وتميز الشاعر الذي استطاع أن يطرح الفكرة الرئيسة للقصيدة بجمال، وهو ما يتمثل في البيت (أما جهاد اليوم أرضاً واعرضوها للمزاد)، والبيت الذي قال فيه (روّح جهاد الحق والسارين حيا عالرقاد/ لا صارت الطلقة من المسلم على مسلم تغير).




د. غسان أشاد بالموضوع، ورأى أهمية بالغة بضرورة التنبيه من تضليل الشباب، غير أنه عاب على النص التكرار في بعض مواطنه من حيث المعنى والمقصد، بإيراد الشاعر (المعمي اللي قادوه معمي)، (ضرير)، (خلف الجبل) (أعمى البصيرة)، وكلها عبارات ومفردات تصف الحالة ذاتها، أما البيت (ما هي مثل غزوة بدر لا صالح للهمة مناد/ غير الغشاوة يا عرب تخفي من الواقع كثير) الذي جاء من قبله (روّح جهاد الحق والسارين حيا على الرقاد)، وحبذا لو أن الشاعر علي الغنبوصي أعاد النظر في ترتيبهما بشكل أفضل.




زينب اليمن


لم يتمكن محمد سالم الأحمدي من خطف بطاقة اللجنة نهاية حلقة الأمس، علماً أن نصه كان اجتماعياً بامتياز، ونقل معاناة (زينب) من جشع وطمع التجار عبر حكاية شعرية نجح في بنائها، وفي رسم معالمها، وخلق شخوصها وزمانها، وكذلك في تكوين حدث متصاعد صوتاً صورة؛ حسب وصف د. الحسن، ومما جاء في القصيدة:


كما الميت على فرش الزمن قد مل خزاقه نياب البرد تنهش جسمها وتخزقه خزاق


ثمان اسنين زينب عمرها آنت من الفاقه وابوها ان من كثر الوجع ما شتل شي لساق


وعاد الليل يطوي خيمته والنوم باحداقه تهدهدها امها وجفانها كسلى على لحداق


تقول اليوم في قومي يا نظر عيني واشراقه دواء الشيبه نفذ يومين حبه واحدة ما ذاق


معاشه ما كفى حق الدواء والرجل منعاقه ونيران التجر ما حنت السالم ولا المعناق




في حين أنهى النص بقوله:


ترى عبدك جشعهم قد خلس جلده عن اصفاقه وشفته هيكل امسى مابقى عالعضم غير اصفاقه


الهي رحمتك شفت ما لنا عالحال ذا طاقه عيال ابليس سدو كل منفذ حالنا قد ضاق


معد خلو لنا مفتوح درفة باب أو طاقه سوى بابك ولو بايقدرو بايحكموه اغلاق




وأضاف د. الحسن أن أهمية الموضوع لم تمنع من وجود عوائق وضعها الشاعر بذاته، وتتمثل أولى تلك العوائق بقافية الشطرين التي اختارها، فالجذر اللغوي قد لا يكون صالحاً كقافية، كما أنه لا يطور النص، وليس في اختياره جمال، والعائق الآخر أن الشاعر بعد انتهاء القصة ذهب إلى النتائج ولم يكن هذا في صالح النص.




وفي المقابل وجد حمد السعيد أن النص إنساني اجتماعي يستحق الإشادة، تناول ظاهرة الجشع بشكل جميل، وقد توافق حضور الشاعر المسرحي مع ما ألقاه، وهو ما أثنى عليه سلطان العميمي، مضيفاً أن الأبيات ذات دلالات قدمها الأحمدي بطريقة وبصور شعرية جميلة، لكن لم يرقى ببناء النص، حيث لم تكن معالجة الفكرة والحبكة ناضجة بما يكفي، وبدا الشاعر في الجزء الأخير من النص وكأنه مشاهد.




إحكام وإبداع


لم يكن مشوار مِذكر فهد الحارثي بعيداً عن شاطئ الراحة لا مسافة ولا تألقاً قاده للفوز ببطاقة لجنة التحكيم على نصه الذي ألقاه، ومطلعه يقول:


يختنق صدري من الضيق يا صمت الكلام وفي الحنايا حكي طيب النشاما يستره


لين صار الصبر ينزف من افواه المسام ملت الاهات هرج العواذل تقبره


وتكذب عيون المعادي واصابع الاتهام والحقيقة رجل طيب تحلوا منبره


والضمير اللي محاتاه جردني المنام لين صارت بذرة الهم نخله مثمره


ما بقى في الصدر موقع لطعنات الملام وحالنا من حيرة الصمت بلل محجره


والمخرب يعزف الحان يوم الانقسام ما درى ان الراس دون التوحد نبتره


والجهاد اللي زعم فيه من تحت اللثام كيد حاسد لاجل مصلوح واضح دبره




ومثلما بدأ الحارثي نصه الذي يدور حول "الجهاد" والتضليل باسم الدين؛ تابع:


كيف نخرج دون شورالولي ، ما هو حرام وانت توقف عند موضع وموضع تعبره


ما تشوفون المضلل يخبط في الظلام لا تلومونه مدام المصالح تجبره


لابس ثياب التدين وهو نبع الخصام يوقظ الفتنه ولا له عليها مقدره




وقفل بأبيات تحدٍّ تصف أصل ومقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله -:


تحت راية من هقاويه ضربات الحسام لا تعزوى كل كاديد بنظره بعثره


من معه نسل الفلاحي يداحم في الزحام هيبته رجلن تلقى الزمان بمنحره


يا خليفه من قبل تنده رجال المقام تحت امرك طال عمرك وخصمك نقهره




وقد وصف د. غسان الحسن بأنه حماسي، والقضية التي تبناها فكرية ووطنية، أما تناولها فكان بمنتهى الصعوبة، لكن الشاعر أبدع من حيث تسلسل الأبيات والبناء الموضوع والتفاصيل، إذ عرض القضية والصبر وحسن النوايا، غير أن الأمر كان يتفاقم سوءاً، إلى أن جاءت مرحلة الانكشاف بإماطة اللثام عن الوجه الحقيقي (والجهاد اللي زعم فيه من تحت اللثام)، بعدها فند الحارثي الرأي الآخر، وبيّن لاحقاً كيف يمكن أن تهزم الدولة الفتنة بالتفاف الناس حول الزعيم سليل الحسب والنسب.




سلطان العميمي رأى في نص الحارثي وعياً وعمقاً ورسالة هامة، كما وجده كتلة متماسكة وسلسلة، بصور شعرية جميلة تمكن الشاعر من خلالها تفيد حجج الآخر ما يدل على شعرية عالية، والتحفظ الزحيد الذي أبداه عضو لجنة التحكيم كان على استخدام مفردة (نخلة) في السياق الذي جاءت فيه.




ومثلما أشاد العميمي بنص الحارثي، كذلك فعل حمد السعيد منوهاً إلى تألق الشاعر، وإلى أدبه في تناول الموضوع، وإلى حسه الوطني العالي أيضاً.




وضوح وعمق


خاتمة الشعر ليلة الأمس كانت مع ناصر مناحي الدوسري ومع نصه:


تستريب من المجاميع رغبات الغياب عند من وادع سكوته وعزم للرحيل


رحت يا ذخر الليالي على جرد الرقاب يوم تمشي كنّك السيل بالارض المحيل


حي راسك مل يوم يماري بالزهاب لا بدا للاسم سيره وللوقفه صهيل


شابت الدنيا ولا زالت الفتنه شباب راحت ارواح المسلمين نار في فتيل




لينهي الدوسري قصيده بالأبيات التي قال فيها:


صار بياع الكفن مثل بياع الثياب صارت يدينا من الضعف حمالة قتيل


من جثثنا يشبع الطير في روس الهضاب ابتلونا حسبي الله ونعم الوكيل


القضا من مالك الملك في يوم الحساب ساعة فيها يصد الخليل من الخليل




سلطان العميمي وجد تفاعل الشاعر جيداً مع نصه الذي يحكي عن سياقين اثنين، أولهما الأخلاق والمواقف، وثانيهما الفتن، حيث ألفى العميمي إضاءات شعرية جميلة مثل (بالارض المحيل)، (شابت الدنيا)، أما الشطر (صار بياع الكفن مثل بياع الثياب) ففيه تشبيه جميل، كما حضور مناحي ذاته على المسرح، وهو الأمر الذي لقت إليه حمد السعيد، إلى جانب تركيزه على الوضوح الفكري الذي اتسم به ذلك النص المتميز، الذي يستحق الشطر الثاني من البيت الأخير (ساعة فيها يصد الخليل من الخليل) التأمل والتعمق للصورة الشعرية التي يحملها.




د. غسان الحسن من جهته أيضاً وجد القصيدة مكونة من جزأين، الجزء الأول عبارة عن التقاطات لا تراتبية فيها، ولا ترابط بينها، والجزء الثاني فيه ثلاثة أبيات تشكل فكرة واحدة ومترابطة جداً وثرية، بدءاً من البيت (شابت الدنيا ولا زالت الفتنه شباب/ راحت ارواح المسلمين نار في فتيل).


يتبع

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:32 AM
ختامٌ مسك


قبل إعلان ختام الحلقة الأولى من الموسم الـ6 من برنامج "شاعر المليون" أعلن كل من المقدمين حسين العامري وشيماء عن نتائج تصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني، وجاءت النتائج لصالح كل من علي الغنبوصي التمامي التميمي الذي حصل على 35%، ومِذكر الحارثي الذي حل ثانياً بحصوله على 29%، لكنه حل أولاً بالنسبة لجمهور المسرح، إذ حصل على 51%، متفوقاً على زملائه الشعراء.




- أما لجنة التحكيم فقد منحت عساف التومي 49 درجة من أصل 50، وبقرارها حمل كذلك مِذكر الحارثي بطاقة التأهيل الثانية إثر حصوله على 48 درجة، فيما على بقية الشعراء الست أن ينتظروا أسبوعا إلى أن يعلن في الحلقة الثانية عن فوز شاعرين اثنين بتصويت الجمهور عبر رسائل الـ SMS.






والجدير بالذكر أنه سوف يُبث برنامج المغاني المصاحب لـ "شاعر المليون" في اليوم الثاني من بث الحلقة المباشرة من المسابقة، أي مساء الخميس من كل أسبوع، والمغاني من إعداد وتقديم الإعلامي المعروف عارف عمر، وخلال المغاني يتم تحليل الحلقات وشخصيات الشعراء المشاركين في كل حلقة من قبل د.نادية بوهناد، وإلى جانبها يستضيف عارف عمر ضيوفاً لهم باع في الشعر والنقد والإعلام.


يتبع

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:34 AM
http://www.almillion.net/ar/imagebign/cc1dd93a4202df00a659dbcee71377fa.JPG

http://www.almillion.net/ar/ads/1356366122.jpg

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:35 AM
‫الشعراء المتأهلين في الحلقة الثانية, شاعر المليون الموسم السادس‬‎ - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=FLfMnXNhS2g)

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:44 AM
‫الشعراء المتأهلين بنتيجة التصويت من الحلقة الأولى, الحلقة الثانية شاعر المليون الموسم السادس‬‎ - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=A-uN2BEESCk)

http://www.youtube.com/watch?v=F6mOh6ZMeyI

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:48 AM
http://www.youtube.com/watch?v=Yu45vVIJCVg
http://www.youtube.com/watch?v=6a4V9C258no

‫حمد سعيد البلوشي, الحلقة الثانية شاعر المليون الموسم السادس‬‎ - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=7ea_zWHiKhQ)

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:54 AM
http://www.youtube.com/watch?v=lSKC8-9jJ7E
‫سلطان المريخي المطيري, الحلقة الثانية شاعر المليون الموسم السادس‬‎ - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=mzLoL4ultGA)

‫فلاح حيال البدري, الحلقة الثانية شاعر المليون الموسم السادس‬‎ - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=hc2ANxEjZ4Q)

‫وديع الأحمدي, الحلقة الثانية شاعر المليون الموسم السادس‬‎ - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=cikBsx-JXGk)

أبو زيد الهلال
24-02-14, 03:56 AM
وسنتابع ماتبقى ايها الغوالي خالص ودي


أخوكم أبو زيد الهلال

عايض الحويطي
24-02-14, 12:35 PM
شكراً ابوهلال ع التغطيه
وبالتوفيق للجميع الشعراء

هبوب الشمال
24-02-14, 04:28 PM
تسلم يا بووزيد على التغطيه الرائعه وبتوفيق لشاعرنا تيسير الذيابات

أبو زيد الهلال
24-02-14, 07:06 PM
شكراً ابوهلال ع التغطيه
وبالتوفيق للجميع الشعراء

لاشكر على واجب أخوي واستاذي القدير
عايض الحويطي والشعر رسالة وأمانه

وعلى كل من يستطيع توصيلها بأصدق صورها


وأشكر متابعتك وأن شاء الله سنكون مع الحدث أول بأول

أبو زيد الهلال
24-02-14, 07:08 PM
تسلم يا بووزيد على التغطيه الرائعه وبتوفيق لشاعرنا تيسير الذيابات

الغالي هبوب الشمال

ياهلا وغلا ورحب
وحياك ياطيب

وان شاء الله أبو ذياب وباقي الربع

يمثلونا خير تمثيل

كل أحترامي لمتابعتك ياغالي

خالص الود والحب

أبو زيد الهلال
24-02-14, 07:17 PM
http://www.almillion.net/ar/imagebign/0cb3217482ea07c0b869aafac3f1545c.jpg


http://cdn.alrai.com/uploads/repository/thumbnail/450x350/18adbcdd62ba0692c4e31e7a9b576c78.jpg_2

أبو زيد الهلال
24-02-14, 07:24 PM
عمان - بترا - تأهل الشاعر الاردني عبد الله السرحان الى المرحلة الثانية من مسابقة شاعر المليون في موسمها السادس والمقامة في أبوظبي بحصوله على أعلى درجات تصويت الجمهور عبر الرسائل النصية القصيرة.
وحصل السرحان من لجنة تحكيم المسابقة على درجة 39 من أصل 50 درجة، لكنه حصل على أعلى درجات التصويت من قبل الجمهور بواقع 62 بالمئة.
ويشارك ثلاثة شعراء من الاردن اضافة الى السرحان في المسابقة التي تشرف على تنظيمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي والتي اختارت 48 شاعرا من بين المئات الذين شاركوا بها.
والشعراء الثلاثة الاخرون الذين ينتظرون المنافسة في الحلقات المقبلة من المسابقة هم: تيسير سالم الذيابات، زكريا سلمان الزغاميم،واسامة محمد الزواهي.
وتتكوّن المرحلة الأولى من المسابقة التي تبث على قناة أبوظبي بحسب بيان صادر عن االلجنة المنظمة تلقته (بترا) من 6 حلقات، يشارك في كل حلقة 8 شعراء، يتأهل منهم في النهاية 28 شاعراً إلى المرحلة الثانية، على ان يتنافسوا على مدى 4 حلقات، ليتأهل منهم 12 شاعراً إلى المرحلة الثالثة، ومن ثم يتنافس هؤلاء خلال 3 حلقات، ومنهم يتأهل 6 شعراء إلى المرحلة قبل النهائية، ومنهم يتأهل 5 شعراء إلى الحلقة النهائية، لاختيار الفائز الأول الذي سيحصل على بيرق الشعر، ولقب شاعر المليون حيث سيكون للجنة التحكيم نسبة 60 بالمئة، وللجمهور نسبة 40 بالمئة.
واجرت اللجنة لجأت بسبب تقارب المستوى بين الشعراء الذين تنافسوا من أجل الفوز بمكان في قائمة الـ 48 اختبارات تحريرية تقوم على أساس أكاديمي علمي، كما عملت على ابتكار معايير اضافية لانتقاء أفضل المتقدمين إلى المسابقة.
وخضع الشعراء الى اختبارات كتابية وشفهية لتحديد المستوى فيما يتعلق بالوزن والقافية واللغة الشعرية والبناء الفني والجمالي للقصيدة، بالإضافة إلى اختبارات في الارتجال والإلقاء، خاصة وانهم مثلوا دولاً عربية وأجنبية.
وقالت اللجنة ان إخضاع المتسابقين في الجولات المسجلة لعملية ارتجال الشعر كان سبباً في الوصول إلى المجموعة الأميز والأكفأ من الشعراء.


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-frc1/t1/1796571_231234603727383_1346300949_n.jpg

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn2/t1/1912216_604195229657028_1531026464_n.jpg

https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/t1/1004966_605884752825589_768516145_n.jpg

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-frc3/t1/1897973_722084684492696_346756512_n.jpg

أبو زيد الهلال
24-02-14, 07:41 PM
وقفة بسيطة عن شاعر المليون

والجدير بالذكر أن مسابقة “شاعر المليون” ومنذ انطلاقها سنة 2006 وحتى يومنا هذا تحظى بجماهيرية كبيرة، وبمتابعة لم تشهدها أية مسابقة عربية أخرى، وهي في هذا الموسم تحظى باهتمام بالغ نظراً للمستوى المتقدم للمتنافسين الذين استفادوا من تجارب عشرات الشعراء الذين كانوا قد شاركوا في المواسم السابقة، ووصلوا إلى مراحلها النهائية، علماً أن شعراء هذا الموسم يخضعون لاختبار جديد في المسابقة يتعلق بفقرة التحليل النفسي والجسدي خلال البرنامج والمنافسات بإشراف د.ناديا بوهناد.

أبو زيد الهلال
27-02-14, 12:11 AM
يمكن ببساطة وبحيادية القول إن حلقة ليلة الأمس – الأربعاء - من "شاعر المليون" كانت متميزة بكل ما حمل الشعراء من قصائد إلى شاطئ الراحة، ولم يكن تقارب وارتفاع الدرجات التي منحتها لجنة التحكيم للمتنافسين الثمانية إلا دليلاً على جودة ما قدّموه، والذي امتاز بكثير من الإبداع والشطحات الصُّوَرية؛ العميقة في دلالتها، القوية في معانيها، الرصينة في طرحها، فشعراء الأمسية الثانية من برنامج "شاعر المليون" احتفوا بالكلمة أيّما احتفاء، وانتقوا المعنى أيّما انتقاء، فكانت نصوصهم غنية جداً بالموسيقى والصور والمحسنّات، فدلوا على خبراتهم في كتابة الشعر، وعلى وعيهم كذلك.





عبر قناتي أبوظبي – الإمارات وبينونة؛ شاهد واستمع ملايين الأشخاص إلى ما جادت به قريحة الشعراء الذين جاءوا ليمثّلوا بلدانهم شعراً وذائقة وحضوراً، وهم أحمد الأسيحم، وديع الأحمدي/ السعودية، بخيت علي البريدي المري/ قطر، بدر بندر العتيبي، سلطان المريخي المطيري/ الكويت، حمد البلوشي/ الإمارات، خميس الوشاحي/ سلطنة عمان، فلاح حيال البدري/ العراق.





لكن قبل أن يبدأ المتنافسون رحلتهم على خشبة مسرح شاطئ الراحة أطل على الجمهور كل من مُعد البرنامج الإعلامي المعروف عارف عمر الذي تحدث عن الأمسية الأولى التي عُرضت الأسبوع الماضي واستعرض أهم ما جاء فيها، ود. ناديا بوهناد التي حللت شخصيات شعراء الأمسية، ومما قالته د. بوهنّاد عن الشعراء تباعاً:





أحمد الأسيحم: إداري، منظم، اجتماعي، كازيزما متميزة، موهوب في التكنولوجيا، يعبر جيداً عن ذاته وهو معتد بها، ليس عنده صبر.





بخيت المري: يملك كاريزما، حنون، مثالي، أداء درامي جيد على المسرح، دافعه قوي للعمل، يلوم الآخرين، طموحاته كبيرة.





بدر بندر العتيبي: اجتماعي، حيوي، حنون، نشط، يتأثر بالنقد، يلوم ذاته، قاسٍ، غير واضح.





حمد البلوشي: اجتماعي، مبتكر، حيوي، لا يتدخل في شؤون الآخرين، يُستفز بسرعة، معتز بذاته.





خميس الوشاحي: يساعد الآخرين، مبدئي، متوازن، مسالم، مبدع، صاحب قلب كبير، يفتقد الأمان، يركز على المشهد بكليَّته.





سلطان المريخي المطيري: قيادي، اجتماعي، غير صبور، يتغلب على المصاعب، متماسك، يضحي بأي شي يمل منه.





فلاح حيال البدري: منظم، غير اجتماعي، يحب القوانين والأنظمة، المال هام عنده لكنه غير مادي، لا يعبر عن مشاعره بسهولة، غير واضح، وأحياناً قاسٍ على ذاته.





وديع الأحمدي: صاحب كاريزما، عاطفي، إيجابي، مثالي، لديه شعور بالوحدة، شجاع، حيوي، غضوب، معتد بذاته، يحب أن يشكّل حماية حوله.











وختمت د. بوهنّاد حديثها بتوقعاتها حول الأمسية، فقالت إنها ستكون مختلفة لتميز شخصيات الشعراء المشاركين فيها، ومن استوديو التحليل إلى تقريرٍ تمّ عرضه عن تاريخ قصر الحصن، وبعدها انتقلت كاميرا البرنامج إلى المسرح ليعلن كل من مُقدّمي البرنامج المتألقين حسين العامري وشيماء عن اسم الشاعر الذي فاز بتصويت الجمهور عبر رسائل الـSMS.











كان الشعراء الستة على أهبة الاستعداد، وعلى جناحَي القلق والترقب، لكنّ لا شيء يمكن أن يعادل الفرح الذي غمر الشاعر الفائز وهو عبدالله محمد السرحان من الأردن؛ إذ حصل من اللجنة في الحلقة الماضية على درجة 39 من أصل 50 درجة، لكنه ليلة أمس حصل على أعلى درجات التصويت وهي 62%، وكذلك الشاعر علي الغنبوصي التمامي التميمي/ من سلطنة عُمان بمجموع درجات 52%، ليكونا إلى جانب زميليهما عساف التومي، ومذكر الحارثي اللذين فازا الأسبوع الماضي بتصويت اللجنة.. فيما حصل بقية شعراء الحلقة الأولى على درجات أقل، إذ بلغ مجموع درجات التحكيم وتصويت الجمهور لكل منهم: أحمد المجاحمة/ الكويت 48%، عايد الرشيدي/ السعودية 47%، محمد سالم الأحمدي/ اليمن 47%، ناصر الدوسري/ الكويت 43%.











وبينما غادر 3 شعراء المسرح استطاع شاعر واحد الاحتفاظ بموقعه للحلقات المقبلة، إذ عمَدَت لجنة التحكيم المكوّنة من د. غسان الحسن، سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، والشاعر حمد السعيد؛ إلى منح بطاقتها الذهبية للشاعر أحمد المجاحمة، وكما قال د. الحسن فإنه من حق اللجنة إعادة شاعر واحد إلى أجواء المنافسة، وقد وقع الاختيار على المجاحمة، وتمّ ذلك بناء على رأي موحد لا يعتمد على من هو صاحب أعلى الدرجات، إنما على الحضور، وعلى القيمة الشعرية التي قدّم.











رسالة الأسيحم إلى وطن





على مسرح شاطئ الراحة اصطف الشعراء الثمانية الجُدد الذين وقع عليهم الاختيار للتنافس، إذ قدّم شعراء ليلة أمس مزيجاً من الشعر والسحر، فاستحقوا إعجاب لجنة التحكيم والجمهور داخل وخارج مسرح شاطئ الراحة، بدءاً من الشاعر أحمد الأسيحم الذي كتب وألقى (رسالة إلى وطن)، ما استدعى الناقد حمد السعيد لوصف الشاعر أنه بطل، والنص فهو نصٌ لا يكتبه إلا شاعر بطل. وجاء في النص:





هزّيت باب القيود وطاح عفوي قبل الافراح على دروب التجاهل منك والنية مطيّه





دوّرت لك عذر عن شرهة جفاك وباب مخراج في حزّة الجوع وايدينك سحاب وحاتميّه





محتاج أفضفض على صدرك وابي منعاً للاحراج إن شفت دمعه تجاهلها ترى ما هي خلّيه





حتى تجاعيد حزني ما تمل الضيق لِـ داج يستعذبن التعب من حسن بال وحسن نيّه





اليا متى وانت تبني من جفاك لقربي سياج وانا اللي اغليك بالحرمان من قبل العطيّه





يكفي جراهيد بيدك في عوني مثل الابراج وانهار تجري لو اكثرها سراب ومهمهيّه





يا ما على شانك نشت الحنايا قدّح وسراج ونزر بيرق شموخط بالصفوف الأوليّه





يا ساقي الطهر زرعي مرتوي من بير هدّاج وصّ البعيدين انا ماني بحاجه للوصيّه





أنا لو اقطع شراييني تعب ما اسمع لـ هرّاج حافظك بالصدر وضلوعي على سورك قويّه





سنابل القمح مليانه حبوب وماك ثجّاج وانا اتعفف لك بصبح البيادر مقدريّه





ياهي كبيره ولدك العود لو ناداك محتاج وانت الكريم الجواد من العطا كفك نديّه





تدري متى الجرح ما يلقى لنزفه حل وعلاج لَـ صرت محتاج وتردد لهم نفسي غنيّة





د. غسان الحسن قال إن الشاعر بدأ من قمة المشكلة من خلال مطلع النص (هزّيت باب القيود)، فكانت البداية قوية، ثم راح الأسيحم إلى التفاصيل، حيث كتب للوطن الذي يعزّ، وللوطن الذي لا يأخذ من الآخرين شيئاً، وقد جاء العنوان معبراً عما في النص حيث كانت الدلالة قوية للوطن، لأي وطن كان، أما الأبيات فقد تدرجت وصولاً إلى البيت الأخير (تدري متى الجرح ما يلقى لنزفه حل وعلاج/ لَـ صرت محتاج وتردد لهم نفسي غنيّة)، وبينما كان الخطاب مباشراً، إلا الشاعر في الشطر الأخير تخلى عن الخطابية، وحسب وصف د. الحسن كان النص جميلاً.





سلطان العميمي رأى أن ليلة الأمس بدأت مع إبداع شعري، وقد بانت عناصر تميزٍ في النص، حيث لم يغلب الموضوع على الشعر، وكان الخطاب راقياً وكذلك العتاب، إلى جانب الحديث مع وعن الوطن، والبوح، وظل الخطاب الراقي سائداً وهو ما أثبته البيت (أنا لو اقطع شراييني تعب ما اسمع لـ هرّاج/ حافظك بالصدر وضلوعي على سورك قويّه) الذي جاء دليلاً على الحب والإبداع معاً.





حمد السعيد أشار إلى الطَّرْق (البحر) المميز الذي كتبه عليه الأسيحم، وهو طرْق لا يكتبه إلا المبدعون، كما نوّه إلى الرقي في مخاطبة الوطن بأسلوب جميل، وإن كان هناك عتب واضح برز في البيت (يكفي جراهيد بيدك في عوني مثل الابراج/ وانهار تجري لو اكثرها سراب ومهمهيّه)، أما قفلة النص فقد كانت ذكية وبديعة، حيث اختصر الشاعر كثيراً من الكلام إذ قال (تدري متى الجرح ما يلقى لنزفه حل وعلاج/ لَـ صرت محتاج وتردد لهم نفسي غنيّة).. وختم السعيد بقوله الإبداع ليس مستغرباً على الأسيحم.











المري.. موهبة منافسة





بخيت علي البريدي المري كان ثاني شعراء الأمسية، حيث ألقى نصه الذي قال فيه:





من بلاد اللي وضع له على القمه شداد اعتلاها وامتلت كفه امن حبالها





واصبحت من عقب ذيك الصلافة والعناد له ذلولاً طايعه واطوّع امن اضلاعها





كم زرع بقلوب شعبه وباشره الحصاد يزرع الطيبه ونثمر بعشر امثالها





ما يكيف راسه البن وانواع القناد كل ما فاحت مصيبه شرب فنجالها





سيدي يا مراية الخير يا عكس الفساد العلوم اقصارها خير من طوالها





انفتح لي باب الابداع واعلنت الجهاد في سبيل احلامي اللي وقفت اسعى لها





واقبلت لي بيض الايام بثياب جداد البشاير توها والسعد يبرا لها





في بلادٍ تسحر قلوب وعيون العباد كنت ضيف وقدني اليوم ضمن اعيالها





نار زايد وان توفى مهي ترجع رماد وقفة عياله وقود يزيد اشعالها





جيث بأفكار لو انها وسط سوق المزاد ارخصت بعض الهوامير روس اموالها





لا بدا صبحي وهبت نسانيس الشمال قمت اسابق لي حمامه على موالها





آعدي عدي الذيابه وادوّر لي مراد في عيوني فرصة لازم استغلالها





اقدّر اسمي مكاني بميدان الطراد دبك خيل وكل أصيله تحت خيالها





والرجال اللي سواتي هقاويها بعاد تقصر شبوح الدرابيل دون آمالها





سلطان العميمي أكد أن النص ينم عن موهبة قادرة على المنافسة، حيث جاء التسلسل جميلاً في البناء، وبدت كتلة النص واحدة، وما أعجبه توظيف أربعة كائنات حية (الذلول، الحمامة، الذيب، الخيل) بشكل أعطى النص روحاً ذات دلالات.





والنص جاء جميلاً جداً - كما قال حمد السعيد – الذي لفت إلى البيت (من بلاد اللي وضع له على القمه شداد/ اعتلاها وامتلت كفه امن حبالها)، حيث حمل تشبيهاً جميلاً يجذب المتلقي ولو أن المري شح في البيت العاشر الذي قال فيه (جيث بأفكار لو انها وسط سوق المزاد/ ارخصت بعض الهوامير روس اموالها)، غير أن الباحث عن المعنى يصل إلى ما يريد، فحب الوطن بدا واضحاً، وكذلك ما له بمسرح شاطئ الراحة (اقدّر اسمي مكاني بميدان الطراد/ دبك خيل وكل أصيله تحت خيالها)، موضحاً أن مفردة (تَوْها) التي جاءت في البيت (واقبلت لي بيض الايام بثياب جداد/ البشاير توها والسعد يبرا لها) تعني قُدّامها أي أمامها، ثم أشار إلى أن ذلك النص لا يكتبه إلا شاعر محترف.





من ناحيته فصّل د. غسان الحسن جهة انتماء النص إلى الشعر الثقيل أي شعر الأسلاف، كما رأى في النص ثلاث فقرات، غير أن الربط بين الفرتين الأولى والثانية لم يكن جيداً وعند البيت (سيدي يا مراية الخير يا عكس الفساد/ العلوم اقصارها خير من طوالها ) كان لا بد من تجسير الفجوة بشكل أجود مما جاء عليه.











بندر.. ترابط وتسلسل





أولى الكلمات التي قالها حمد السعيد إعجاباً ليس فقط بالمقدمة إنما بالنص كاملاً: (مبدع هذا المساء.. مبدع أيها الشاعر) وذلك على النص الذي اختاره ليلقيه على مسامع الجمهور، والذي قال فيه:





نعرف الليالي والليالي تعرف تدور لا راحت وهي متأنيه جات عجلانه





بما تحمل من امطار خير وعواصف جور تجوب الزمن وعروقها الخضر رويانه





صواديف والدنيا بحر والعمر بابور مسيره بحكم الله ما هو حكم ربانه





بهذا المطلع قدم الشاعر بدر بندر العتيبي نصه مضيفاً:





نزاول حياة زايله حقٍ وزور عسانا نحصّل ما تعبنا على شانه





نعاني من الظاهر ولا نعلم المستور جيوب السنين من المقادير مليانه





بنفنى وما فالكون من خاوي ومعمور بيفنى ويبقى خالق الكون سبحانه





مصير الأوادم في النهاية بطون قبور على كثر ما تاكل من الناس جوعانه





تزايد ولا للعمر قصره وطوله دور تلهم مشيبه واتلذذ بريعانه





وانا قلبي اللي كل ليله علي يثور تزاحم خساير تضحياته فميدانه





يا كم حلم قربه الزمان لبصيص نور ودعاه الظلام وفك للريح جنحانه





نسيته وشيّدت الأمانيلصدري سور عزومي مماليكه وحراس بيبانه





أغني عن اللي راح للماضي المهجور وانا ارسم خطط مستقبلي فوق كثبانه





أعاند جفافي وأنفث بصوتي الممطور عروق الشجر وارجّع الروح لاغصانه





ابسمح على ظهرك وبا تطير يا عصفور لا سال الربيع ولوّن الورد بالوانه











حمد السعيد قال إن البيت (بما تحمل من امطار خير وعواصف جور/ تجوب الزمن وعروقها الخضر رويانه) حمل إيمان الشاعر المطلق بالمقادير، وكذلك (نعاني من الظاهر ولا نعلم المستور/ جيوب السنين من المقادير مليانه)، ثم ختم باستشهاده بالبيت (ابسمح على ظهرك وبا تطير يا عصفور/ لا سال الربيع ولوّن الورد بالوانه) الذي يدل على أن الأحلام لم تثن عزيمة بدر، وما أعجب السعيد الترابط والتسلسل بين الأبيات، وكذلك أن كل بيت يمكن أن يكون مثلاً يدرج على الألسن (نعرف الليالي والليالي تعرف تدور/ لا راحت وهي متأنيه جات عجلانه)، حيث يبدو أن كل بيت جاء على حدة، وتلك حرفة شاعر مخضرم.





د. غسان الحسن رأى أن القصيدة تمثل أزمة الإنسان المحكوم بالمقادير وبحكم الله، وفي النصف الثاني خص الشاعر الإنسان من بين عناصر الكون، وجاء على مسيرة حياته، وعلى الرغم من كل ما يفعل الشاعر إلا أنه يدرك أن (المقادير) مكتوبة، والقصيدة بمجملها جميلة بوعيها الثقافي والديني، وفي بنائها المحكم والرائع، وفي جمالياتها الواردة في الجمل الإسمية والفعلية.





سلطان العميمي وصف الشاعر بالهدوء، لكن نصه جاء عكس ذلك، وهو دليل على أن بدر يشهد صراعاً داخلياً، ثم إن ما يميز النص أنه لا يذهب إلى النصح إنما إلى التأمل، كما أشار العميمي إلى البيت الأول الذي ضج حركة من خلال المفردات (تدور، راحت، جاءت، عجلانه)، مبدياً إعجابه بالبيتين (ابسمح على ظهرك وبا تطير يا عصفور/ لا سال الربيع ولوّن الورد بالوانه)، و(يا كم حلم قربه الزمان لبصيص نور/ ودعاه الظلام وفك للريح جنحانه).











البلوشي.. الشاعر الفريد





(الصفيرا) كان عنوان نص الشاعر حمد سعيد البلوشي إذ قاله في "مربوعته"





قاف الشعر اتدن رعوده





والجيّد بيجود بجوده





وأنغام الليله مفنوده





بيرددها حتى الصم





-------





ببداها أول مبداها





عن سعدى وش هو مبداها





القلب الباير قداها





لو ماله يد ولا فم





-------





قدّاها للدرب المايل





وأبوها للموت يخايل





بن غانم في كفه شايل





موته لو راح ولو تم





-------





كل هذا باسباب خيانه





ريح ودخلت من بيبانه





راس ورخصت به اعيانه





يا سالم فعلك ما رم





-------





قصدي بو ليلى المهلهل





ودموع احبابه تتهلهل





يوم انه لربوعه منهل





بيره م العزه كم زم





-------





واضاف:





ومن ينوينا لو بالخوصه





ايده من جنبه مقصوصه





يحسب بالشبر والبوصه





قبل ف بحرالموت يطم





(أنت شاعر فريد في شاعر المليون منذ أول موسم فيه).. هذا ما رآه د. الحسن، وعبّر عنه قبل أن يبدأ بتفصيل رأيه في النص، إذ قال: ثمة هناك جوانب فنية فيه، فالبحر من باب البحر المتدارك، ويقام عليه فن البستة المحلي، وهذا البحر عادة يستخدم في القص، وممن كتب عليه حميدان الشويعر، والطريقة التي كُتب وفقها هذا النص هي المربوعات المكوّنة من أربعة أشطر، حيث القافيتان متبادلتان، ولهذا فقد أحسن الشاعر وأجاد إذ جاءت الكلمات متساوية، كما استخدم أسماء شخصية معروفة مثل الزير سالم، وأدى النص بطريقة لافتة.





سلطان العميمي وصف أن النص لا يعرف الهدوء من أول بيت وحتى آخر بيت، فهو متحرك مع الإيقاع الموسيقي والصورة الشعرية، فيما جاء البناء موفقاً، وقد وظف الشاعر مفردة (خوصه) بشكل وبتصوير جميلين جداً (ومن ينوينا لو بالخوصه/ ايده من جنبه مقصوصه)، وبالتالي يستحق حمد البلوشي تشجيع الجمهور مثلما قال السعيد، لا سيما أن النص جاء متميزاً، إلى جانب الأسلوب المروبع أو "البستة" الفن الذي يستخدم عادة في الكوميديا، لكن الشاعر استخدمه بشكل جاد، وسخره للمسرح، أما الرمزية والجناس فكانا حاضرين.











الوشاحي.. نص متماسك





خميس الوشاحي أعلن على الملأ (توبة) قال فيها:





كلتني وجوه الناس يا حساسي المهزوم اولّي لوين وزجمة وجوده تتبعني





أسيّل دم أشعاري علشان تحيا قوم وإذا طحت محدٍ مدّ لي يد ترفعني





نذرت العمر شاعر ولا بان لي مقسوم سوى قول ناس: طيب ان غبت وش يعني





أكون أصدق أكثر اشعر بخاطري مقسوم بي أشياء تدفعني.. بي أشياء تمنعني





تلبست دور الزاهد العابد المهموم هزمني حكي بنت: أنا أرجوك تسمعني





سكت ونطق لي صدرها المرهق المزحوم بآهات حزن ومن تناثرت جمعني





جرف بادية عمري لبحره وذقت العوم على يا وين يا موج المقادير تدفعني





وتسلقت ع كتافٍ وطاحت علي نجوم وانا ما استرقت إلا علوم تروّعني





تعب كل ما حطيت راسي تطل حلوم أنا تايبٍ يا زاير الليل ودّعني





هنا ف المدن ما يصعب إلا الصدق والنوم أحسن ان ما به مرقدٍ عاد ياسعني





تضيق البسيطة بي وانا شاعر موسوم بحب الرحابة والفضاءات تمتعني





أهيم الأوادم صاحية والظلام يشوم قريب الأذان وزحمة وجوه تتبعني





أشار سلطان العميمي إلى موهبة الشاعر، وإلى شعلة الأمل التي يحملها، حيث حلّت الصور الشعرية في نص متماسك (تعب كل ما حطيت راسي تطل حلوم/ أنا تايبٍ يا زاير الليل ودّعني)، لولا أنه كان يتمنى على خميس أن يطوّر تلك الصور.





وما أثار انتباه حمد السعيد استخدام الشاعر فن المنكوس في ذلك النص، وهو أمر نادر عند أهل عُمان، والنص بشكل عام بدا جميلاً، ومما أعجب السعيد البيت (هنا ف المدن ما يصعب إلا الصدق والنوم/ أحسن ان ما به مرقدٍ عاد ياسعني) وكأنها الخلاصة، والمعنى كان واضحاً وجميلاً، أما البيت الآخر الذي أشار إليه السعيد (نذرت العمر شاعر ولا بان لي مقسوم/ سوى قول ناس: طيب ان غبت وش يعني) فهو يحاكي بيتاً قديماً، ويشير إلى إحساس الشاعر الواضح بالألم.





في النص شيء من التورية كما قال د. غسان، فالشاعر يعيش أزمة في حياته، وقد أحسن في كيفية استحضار الصور كما في البيت (وتسلقت ع كتافٍ وطاحت علي نجوم/ وانا ما استرقت إلا علوم تروّعني)، وختم د. الحسن بقوله: إن في النص روعة وجمالية كثيرين.











المطيري.. سلطان الشعر





سلطان المريخي المطيري ألقى (أفكار راسي)، وكان مفاجئاً للجنة التحكيم، إذ قال في ذلك النص المبدع:





تغرّب الحرف عن داره لعين المرام من ودع احباب قلبه بالوداع الأخير





سافرت باسم القصيد اللي عليه الكلام يا عاشقين اللقى صدر المعاني كبير





نثرت مسك البداية قبل مسك الختام بحروف أزكى من العنبر وريح العبير





غنّى لي من بين النفل والخزام واستبشر الشعر بحضوري وطاب المسير





سكرت باب المعاتب والمعاتب سهام وركّزت رمح الهقاوي بالزمان المرير





الليلة أفكار راسي مثل سرب الحمام خلوني افرد جناحين القصيدة واطير





تسلل النور في صدري وضاق الظلام وعزفت لحن التفاؤل للسراج منبر





ف عيوني الحلم وف قلبي نشيد السلام واللي تحت راية التوحيد سيف شطير





أمشي على درب جداني ودرب الإمام اللي على سنة محمد وصحبه تسير





ما غيروني غزاة الفكر بين الانام العين تبصر لهم والعقل فيهم بصير





جونا مع الدين بخيول عليها لجام يفرح بهم راعي الفتنة وعقل الغرير





ظنوا بأن الحقايق مثل روس النعام والحق كلمة نطق فيها سجين الضمير





تحشموا باللحى تجار دين وكلام قوم حسنهم على قطب المفاتن امير





صلّوا على دارهم من دون قبلة وامام الله أكبر على الظالم وبئس المصير





عاشوا على رقابهم هيبة بريق الحسام ونموت برقابنا بيعة ومجد كبير





(أنت سلطان الشعر).. هكذا وصف حمد السعيد الشاعر سلطان المريخي المطيري، فكل ما في نصه يدل على حبكة الشاعر المبدع، أما البيت (سافرت باسم القصيد اللي عليه الكلام/ يا عاشقين اللقى صدر المعاني كبير) فقد مثّل دخولاً ذكياً إلى متن النص الذي أراد المطيري قوله، وأضاف السعيد أن صاحب النص بدأ بتمهيد جميل (ف عيوني الحلم وف قلبي نشيد السلام/ واللي تحت راية التوحيد شيف شطير ) دلالة على العلم السعودي، أما البيت (أمشي على درب جداني ودرب الإمام/ اللي على سنة محمد وصحبه تسير) فهو تأكيد على الثبات والتمسك بالقيم، ودل البيت (ما غيروني غزاة الفكر بين الانام/ العين تبصر لهم والعقل فيهم بصير) على النضج الفكري، وكانت في (ظنوا بأن الحقايق مثل روس النعام/ والحق كلمة نطق فيها سجين الضمير) إشارة إلى أحمد بن حنبل، وبشكل عام لدى الشاعر طرحاً جميلاً وراقياً ورمزية بدت واضحة في البيت (تحشموا باللحى تجار دين وكلام/ قوم حسنهم على قطب المفاتن أمير)، والنص حسب د. غسان الحسن جاء جميلاً ومترعاً بالفكر والجمال، ويدل على ذلك (غنّى لي من بين النفل والخزام/ واستبشر الشعر بحضوري وطاب المسير) و(الليلة أفكار راسي مثل سرب الحمام/ خلوني افرد جناحين القصيدة واطير)، وبنظرة عامة للنص يجد أن يمثل الوعي والتوعية هناك توطئة لزخم فكري متميز، فالشاعر يعي ما يقول، ويحذّر مما حوله، وهو ما ركز عليه سلطان العميمي، حيث الشعور بالمسؤولية والإبداع عند الشاعر قضيتان متلازمتان في وجه المتاجرة بالدين، مشيراً إلى روح التفاؤل التي اتضحت في البيت (تسلل النور في صدري وضاق الظلام/ وعزفت لحن التفاؤل للسراج منبر)، وإلى فكرة النص المليء بالمفردات التي يمكن قراءتها سيميائياً، إذ هناك صور وأصوات وروائح وحركة، أما أداء الشاعر فقد جاء حضوره مميزاً.











البدري.. لفحة عشق





إلى الحب العذري – كما وصفه د. الحسن – انتقل الجمهور، إذ ألقى فلاح حيال البدري نصه التالي:





ألا يا زهرة العشق الكظيم استسمحك بارويك رواية وافي يعلن براتك قبل يبداها





حريص استخلص اسلوب يليق بقدرك وطاريك كما حرصي من التعقيب حيث القافيه اها





إذا سكنت مت قبله يدور الظم والتشكيك وإذا شددتها تكلف علينا دورة رحاها





محال يحمل ابياتي جمالك للعموم أحكيك أنا ماني سوات وحوش نزوة طيش مغزاها





لزوم انزّهك مجبر على سلوة عشل ماضيك مصوّم نحلة تفرز رحيقك في خلاياها





أصيح امساك لوقلبي عصاني يفطر بخافيك لاجل همسة خفى روح هلال العيد وارساها





أنا لا شاقني وصلك حذاري لا تظن اجيك احد النفس عن شوفه عيون لا عدمناها





مهي صدة جفا مني تصبّر والحكي ياتيك مروفة عرض لاشناب الرجال اللي حشمناها





أبوك اختار لك أم حسبها والنسب يزهيك وكاد إنها مربيتك على مكنون مرباها





دليل ان اسمك العذري يبرهن عفة مسميك سمي ام المسيح اللي بلاها الله وابراها





على عاتق شتات افكار غيري ماني مغنّيك حشى ماني بمن يجمع شلايا لحون ليلاها





إذا الغلا بحساب هدي الشرع ما يكفيك كفاني قولةٍ يكفي طوينا طايل ارشاها





عسى قصة قميصين يوسف تأثر فيك عساك تقدّر النفس العفيفة يوم تقراها





براة الذيب من دم القميص الأولى تعنيك معاذ الله من قدة قميصٍ ما قربناها











وقد أشار د. غسان الحسن إلى أولى النقاط التي تحدثت عنها قصيدة الحب العذري تلك، والتي تدل على أن الشاعر يعيش في دنيا أخرى غير دنيانا، وإلى أن عبارات شعرية منتقاة شكّلت القصيدة، كما بُنيت على وعيٍ سابق بتجارب الشعراء، كما أضاء على البيت (محال يحمل ابياتي جمالك للعموم أحكيك/ أنا ماني سوات وحوش نزوة طيش مغزاها)، في حين قال سلطان العميمي إن القصيدة تحمل ثقافة من الجانبين الديني والحياتي، وشاعرية وجمالاً كثيرين، وهي من النوع السهل الممتنع، وفيها سلاسة وعمق كما في آخر بيتين، أما قميص النبي يوسف فقد اعتبرها التقاطة رائعة.











وديع.. والنص النخبوي





كان آخر الذين ألقوا قصائدهم في مسرح شاطئ الراحة ليلة أمس وديع الأحمدي الذي قال:





تومي جبال الحجاز لغربني واكسرلك اقواس ..... صمتي وأطيّر حروفي في سما البوح العظيمة





أحكي عن الذاكرة والحلم وأهدي صدرك انفاس سنين في صدري تغنّي: حليمه يا حليمه





أهيم في كل وادي غير ذي زرع أروي احساس كم جف ريق الحنين وشربة الظامي نعيمه





أطوف واغسل عجاج النفس واطرد كل وسواس زمزمك ترياق للمشتاق يبري جرح ضميه





أصبّه برفق ينساب بفرح الكاس كأنه محب عاتق يعد تغريبة نديمه





يرسم خيالي حجيجك يوم لبوا ف ابيض لباس كأنهم غيم ودعاهم مطر يرقى بديمه





ألمس ترابك وأعود طفل لك في ضحكة اعراس حتى لو دمعة الوحده على خده كريمه





تضك عيني شوارعك العتيقة واطفي الياس واوقد أتاريك أمل تضوي من البيت وحطيمه





بين الحواري وهذا الضيق ما ضيق وعي الناس خلق دفا وامنيات موحده وأنفس رحيمه





أضغي وكلي طرب للهرج داير بين جلاس وعابر الأماكن بالتحايا والغنيمه





كذا ليالي وايامي غدت والشوق دساس يمرر بعرف ذاكرتي حكاويك القديمه





ما غبت عنك ترف ما ضاق بي في ارضك نعاس تخاطفتني يدين الرزق والحاجة لئيمه





وأنا ورب الحنين أحتاج أضمك روح وانفاس واعود اغني ف حارتك حليمه ياحليمه











سلطان العميمي قال إن النص نخبوي، مكثف، جمله تدل على المكان مثل (وادي، شوارع، حواري)، وفيها حنين للمكان، وانعكاس روح المكان على الصور الشعرية بتفاصيلها الدقيقة، وهو ما يؤكد عليه البيت التالي: (يرسم خيالي حجيجك يوم لبوا ف ابيض لباس/ كأنهم غيم ودعاهم مطر يرقى بديمه)، والنص مليء بالرقة، لذلك فهو يستحق القراءة عدة مرات لاستيعاب كم الجمال والإبداع الذي فيه.





كذلك أكد حمد السعيد على جمال النص، وإلى الطّرْق المتعب للشاعر والمستمع في آن معاً، لمن المتلقي يستوعبها بجمال بالغ، ومن الأبيات التي لقيت إعجاب د. الحسن (ما غبت عنك ترف ما ضاق بي في ارضك نعاس/ تخاطفتني يدين الرزق والحاجة لئيمه)، (أهيم في كل وادي غير ذي زرع أروي احساس/ كم جف ريق الحنين وشربة الظامي نعيمه)، كما استحضرت مفردات من الفولكلور مثل (وأنا ورب الحنين أحتاج أضمك روح وانفاس/ واعود اغني ف حارتك حليمه ياحليمه).





د. غسان وجه حديثه إلى الشاعر، وأخبره أنه نقل المستمع إلى مشاهد حقيقية من الذاكرة مثل (الرحابة، الحج، الضيق، السعة، الحركة)، والنص مليء بالتفاصيل الدقيقة، ورغم طول القصيدة وبحرها الطويل؛ إلا أنها خالية من الحشو، وكل ما فيها كان خدمة للنص، وجاءت العبارات والصور متشابكة (أهيم في كل وادي غير ذي زرع أروي احساس/ كم جف ريق الحنين وشربة الظامي نعيمه)، وكل ذلك وغيره يدل على التشابك الجميل، وعلى الصنعة والحرفة لذاك النص الرائع.











الختام المسك .. تأهل فلاح البدري وبدر بندر





خضع جميع الشعراء الذين شاركوا ليلة أمس للاختبار الذي بات جزءاً من الحلقات، حيث وصلتهم في المغلفات قبل الحلقة أبيات لمجموعة من الشعراء من أمثال بدر عبد المحسن، سعد بن جذلان، سعيد بن عتيج الهاملي، عمير بن عفيسه، سلمى بنت ظاهر، راشد الخلاوي، وكان عليهم الرد عليها حسب الموضوع الذي طلبته اللجنة، لكن على الوزن والقافية. وبالعودة إلى صالون التحليل أجمع كل من الإعلامي عارف عمر ود. ناديا بوهنّاد على أن الحلقة كانت متميزة بجميع شعرائها، وبدا الشاعر أحمد الأسيحم جيداً في أدائه، رغم أن د. بوهناد توقعت أداءً أفضل منه، لكن المتسابق لم يكن مرتاحاً في البداية، وقد حاول التركيز مع د. غسان، وقد حصل الأسيحم على 6% من تصويت جمهور المسرح، فيما أعطته اللجنة 47 درجة من 50.





بخيت المري كان متواضع الحضور، جيد الأداء، شعر خلال الحلقة بالراحة والثقة، كان منتبهاً للجنة، لكنه كان يحرك لسانه وشفتيه، وحصل المري على 6% من تصويت الجمهور و45 من اللجنة.





حمد سعيد البلوشي جاء حضوره في الحلقة رائعاً، قوياً، استعراضياً، وحماسياً، صوته كان في بداية الإلقاء عالياً، لكنه أدى بشكل رائع، وصوّت له الجمهور بـ38%، وأعطته اللجنة 48 درجة.





خميس الوشاحي: بدا جيداً، وأداءه تناسب مع النص، كان مستعداً ومتفاعلاً مع الجمهور الذي أعطاه 7% الجمهور من التصويت، فيما أعطته اللجنة 43 درجة.





سلطان المريخي المطيري: كان قوياً، استطاع جذب الجمهور، عبّر جسدياً وحركياً، وبدا مرتاحاً ومستعداً وعلى طبيعته طوال الوقت، وأعطاه جمهور المسرح 11%، واللجنة 47 درجة.





وديع الأحمدي: بدا جيداً، غير أن أداءه كان بالنسبة للدكتورة ناديا غريباً، ولم تَبَن على وجهه مشاعر، لكنه حصل على أعلى نسبة تصويت إلكتروني وهي 32% أعلى درجة تصويت الكتروني، وجمهور المسرح 13% الجمهور، ولجنة التحكيم 48 درجة.





- أما بدر بندر الذي تمكن من جذب الجمهور، فقد كان جيد الأداء، وفي حالة استعداد، أعطته لجنة التحكيم 49 درجة، وهي ذات الدرجة التي حصل عليها فلاح البدري الذي بدا خلال الإلقاء قوياً، وقد جذب الجمهور بشكل ممتاز بعد أن راوده شعور بالاستغراب حين كانت اللجنة تقول رأيها فيما قدّم.





الشعراء الستة الذين لم تسعفهم نتيجة اللجنة بانتظار التصويت عبر الـSMS، وهم:





أحمد الأسيحم (رقم 2)، بخيت البريدي المري (رقم 6)، حمد البلوشي (رقم 11)، خميس الوشاحي (رقم 15)، سلطان المريخي المطيري (رقم 19)، وديع الأحمدي (رقم 48)، على أمل كبير بالفوز في الحلقة المقبلة.











والجدير بالذكر أنه سوف يُبث برنامج المغاني المصاحب لـ "شاعر المليون" في اليوم الثاني من بث الحلقة المباشرة من المسابقة، أي مساء الخميس من كل أسبوع، والمغاني من إعداد وتقديم الإعلامي المعروف عارف عمر، وخلال المغاني يتم تحليل الحلقات وشخصيات الشعراء المشاركين في كل حلقة من قبل د.نادية بوهناد، وإلى جانبها يستضيف عارف عمر ضيوفاً لهم باع في الشعر والنقد والإعلام.

أبو زيد الهلال
27-02-14, 12:42 AM
وكالة أنباء الشعر- محمد السيد


من جديد تتوجه عيون الملايين من مُحبي وعاشقي الشعر النبطي في العالم إلى شاطئ الراحة بإمارة ابو ظبي، حيث تنطلق الحلقة الثالثة من برنامج شاعر المليون مساء اليوم الأربعاء بمشاركة ثمانية شعراء من السعودية والكويت والأردن والبحرين وسوريا واليمن. وسائل الاعلام العربية والعالمية وجدت في بدء العد التنازلي لانطلاق الحلقة الثالثة، مناسبة للسباق على ايراد جملة من المواضيع والتقارير حول البرنامج الشعري التلفزيون الأضخم على مستوى المنطقة العربية والعالم. فقد بث موقع الإذاعة الدولية لألمانيا ، وهي واحدة من كبريات إذاعات العالم الموجهة إلى الخارج "دويتشه فيله" ، تقريرا عن البرنامج متضمنا تفاصيل عن الحلقة الثالثة التي تنطلق اليوم. وقالت الاذاعة الألمانية على موقعها الإلكتروني " يواصل المـهرجــان الشعرى الإمـاراتى “شاعر المـليون” مـنافـســـاته مـســـاء اليوم الأربعاء بـأبـو ظبـى بـمـشاركه ثمانية شعراء مـن السعودية والكويت والأردن والبـحرين وســـوريا واليمـن, وقالت لجــنة إدارة المـهرجــانات والبـرامـج الثقافية والتراثية بـأبـوظبـى إن الشعراء المـتنافـســـين يمـثلون مـدارس شعريّه متنوعة، ويتأهل مـنهم شاعران للمـراحل النهائيه..".


واكد موقع التلفزيون الألماني، على أن مسابقة “شاعر المـليون” تحظى بـشعبـية كبـيره مـنذ انطلاقها عام 2006, مشيرة إلى أن المـهرجــان تنظمـه لجــنة ” إدارة المـهرجــانات والبـرامـج الثقافـية والتراثية بـابـوظبـي،ضمـن جــهودها للحفـاظ على التراث الثقافي لدولة الإمـارات وإعادة الاهتمام بـالشعر النبـطى وصون التراث.


وكالة الأنباء الأردنية " بترا" ، بدورها بثت تقريرا عن مسابقة شاعر المليون حمل عنوان" الشاعر الاردني الزغاميم ينافس في مسابقة شاعر المليون" . مشيرة إلى أن المسابقة تهدف الى تعزيز جهود الحفاظ على التراث الثقافي وإعادة الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث.


وكالة أنباء الشرق الاوسط" دب أ"، من جانبها افردت تقريرا عن المسابقة، حمل عنوان" 8 شعراء من الخليج وسورية واليمن يتنافسون على لقب شاعر المليون". مشيرة إلى أن الشعراء المتنافسين يمثلون مدارس شعريّة متنوعة،ويتأهل منهم شاعران للمراحل النهائية.كما تناولت المسابقة العشرات من الصحف والمواقع الاخبارية العربية، على رأسها( الخليج، الاقتصادية، اليوم السابع، الرأي الأردنية، الخبر اليمنية، وكالة أنباء الامارات، الرياض، عكاظ، الأنباء الكويتية، اليوم السعودية..) وغيرها من وسائل الاعلام العربية.

أبو زيد الهلال
27-02-14, 01:06 AM
وكالة أنباء الشعر – خاص


أهلت لجنة تحكيم البرنامج الشعري الأشهر عربياً وعالمياً "شاعر المليون" في موسمه السادس كلاً من الشاعر السعودي علي آل محشي القرني والشاعر اليمني محمد قاسم الحجاجي في ثالث الحلقات المُباشرة.


وتنافس بالحلقة كل من الشاعر الأردني زكريا سلمان الزغاميم، والشاعر السوري طلال بن عون والشاعر الكويتي مجلاد الفعم والشاعر البحريني محسن الحمري والشاعر الكويتي معجب بن جلعود القحطاني والشاعر السعودي نايل السهو الظفيري.

أبو زيد الهلال
27-02-14, 01:10 AM
وكالة أنباء الشعر – خاص


أهلت لجنة تحكيم البرنامج الشعري الأشهر عربياً وعالمياً "شاعر المليون" في موسمه السادس كلاً من الشاعر السعودي علي آل محشي القرني والشاعر اليمني محمد قاسم الحجاجي في ثالث الحلقات المُباشرة.


وتنافس بالحلقة كل من الشاعر الأردني زكريا سلمان الزغاميم، والشاعر السوري طلال بن عون والشاعر الكويتي مجلاد الفعم والشاعر البحريني محسن الحمري والشاعر الكويتي معجب بن جلعود القحطاني والشاعر السعودي نايل السهو الظفيري.

أبو زيد الهلال
03-03-14, 05:57 PM
أبوظبي- مسرح شاطئ الراحة..





مرة ثالثة التقى جمهور الشعر في مسرح شاطئ الراحة ليلة أمس الأربعاء – 26 فبراير 2014 - مع مُحبّي الكلمة الأجمل، والحضور الأكثر ألقاً.


مرّة ثالثة سمع وشاهد محبو القصائد النبطية شعراءهم الثمانية الذين تباروا في مسرح شاطئ الراحة، وقالوا من الشعر ما يبهج، وألقوا من القصائد ما وضع لجنة التحكيم أمام محنة اختيار الشاعرين اللذين أثبتا حضوراً أكثر من بقية الشعراء، ومنحهما بالتالي بطاقة التأهيل إلى المرحلة التالية من مراحل "شاعر المليون" بنسخته السادسة، والتي كانت الأصعب بالنسبة للشعراء الذي خضعوا إلى اختبارات كان بعضها الأول من نوعه على مستوى المسابقة منذ أن تم إطلاقها عام 2006.





الإعلامي عارف عمر مُعد البرنامج منذ انطلاقته الأولى، هو أول الوجوه التي أطلت على شاشة أبوظبي – الإمارات، والتقى بالدكتورة ناديا بوهناد التي طرحت بعض المواصفات النفسية للشعراء الثمانية الذين تباروا ليلة أمس، وهم:


زكريا سلمان الزغاميم/ الأردن، طلال بن عون/ سوريا، علي القرني/ السعودية، مجلاد الفعم/ الكويت، محسن الحمري/ البحرين، محمد قاسم الحجاجي/ اليمن، معجب القحطاني/ الكويت، نايل الظفيري/ السعودية.


فبعد خضوعهم لاختبارات نفسية رأت د. بوهناد أن في شخصية زكريا الزغاميم تناقضات في عدة أمور، لكنه تلقائي، اجتماعي، متحمس، موهوب، غريب الأطوار، يشعر أنه غير مرغوب به، وطلال بن عون مبتكر ومتوازن، يحب السهر والحفلات وأجواء الإثارة والسفر، لكنه قاسي القلب، وعنده اعتداد بذاته، وطموحاته كبيرة، أما علي القرني فهو اجتماعي تلقائي، عصامي وكريم ومحترم، حامل للمسؤلية، لكنه مندفع وعصبي.


مجلاد الفعم بدت صحته النفسية جيدة، وهو إداري ومنظم، يهتم بالنتائج وليس بالمنهج، معتد برأيه، مسلّ، غير أنه فوضوي وثائر، في حين أن محسن الحمري معتز بذاته، وهو اجتماعي واقعي، يحل المشكلات، صادق وصبور وحازم وعازم، يعرف ما يريد، وأحياناً يلجأ إلى تدمير الذات، لكن هناك تناقض في تعامله معها، من جهة أخرى وحسب الاختبارات بدا محمد قاسم الحجاجي اجتماعياً ومبتكراً ومتوازناً، يشتغل بجد، ويهتم بالآخرين، ويخبئ مشاعره، ومع أنه يحب الفرح، إلا أنه مستبد برأيه، فهو حازم بشكل سلبي.


وحسب الاختبارات كان معجب القحطاني قيادياً واجتماعياً، يتحمل المسؤولية، وهو موهوب وحماسي، لكنه غريب الأطوار وغير واضح، أما نايل الظفيري فهو متفائل، وإن بدأ عملاً لا ينهيه، يُساء فهمه، وهو واضح ومباشر واجتماعي.


ومع إن الشعراء الثمانية اختلفوا في الصفات، إلا أنهم أغلبيتهم كان تقديرهم لذواتهم منخفضاً، وقد اتفقوا في القسوة على الذات.





مع انتهاء فقرة التقييم النفسي انتقل الجمهور إلى مشاهدة تقرير مصور عن جامع الشيخ زايد وجالت الكاميرا في رحابه للتعريف به هندسياً وجمالياً وسياحياً، ثم أطل مُقدّما البرنامج حسين العامري وشيما للإعلان عن الشاعر الفائز عن الحلقة الثانية، حيث فاز حمد البلوشي من الإمارات الذي حصل على 69%، وبخيت البريدي المري من قطر بدرجات وصلت إلى 65%، لينضما إلى زميليهما بدر بندر الذي تمكن في الحلقة الماضية من جذب انتباه الجمهور واللجنة التي أعطته 49 درجة، وفلاح البدري الذي حصل على ذات درجة لجنة التحكيم المؤلفة من د. غسان الحسن، حمد السعيد، سلطان العميمي، أما بطاقة الإنقاذ الذهبي فكانت من نصيب وديع الأحمدي رغم حصوله على 48%، حيث أعلن سلطان العميمي عن الفائز بتلك البطاقة، وقال إن اللجنة ارتأت إعطاء فرصة للشاعر للصعود إلى المرحلة المقبلة، في حين غادر أحمد الأسيحم بنسبة 52%، وخميس الوشاحي بـ44%، وسلطان المطيري بـ50%.





بداية القصة


حفلت حلقة الأمس أيضاً بثمان شعراء هم: زكريا الزغاميم/ الأردن، طلال بن عون/ سوريا، علي القرني/ السعودية، مجلاد الفعم/ الكويت ، محسن الحمري/ البحرين، محمد قاسم الحجاجي/ اليمن، معجب القحطاني/ الكويت، نايل الظفيري/ السعودية، شاعرين فقط تأهلا في تلك الحلقة، فيما سينتظر بقية الشعراء للحلقة الرابعة بانتظار التصويت عبر الرسائل النصية.





وكانت البداية مع زكريا الزغاميم الذي ألقى (قصة ضريرة جداً) قال في مطلعها:


طاحت ملامح وجهه المتعب على خد الطريق مدت يديها لاجل تتوقى ولا كنها وقت


طاحت رعد من بعد ما ناض بنواظره البريق ثم امطرت فاستبحرت وآخر أمانيه اغرقت


ما كان يرسم نخلته في كفه الهش الرقيق إلا ولاقى وجنته من دمعة العين اشرقت


ينتق وجع والدمع متبغدد على موت الشهيق لين ازفرت صرخة وحيد وبالمحاذير انطقت


حتام يحضن ميمته في حلم ما يقدر يفيق واليا متى يضحك وضحكاته ولا يوم اصدقت





وأضاف:


هذا الغريب الي اعترض سير الكلام وما يليق اعرابه الا مبني معرب وأمارته افترقت





وختم بقوله:


يا مقرب الي يكفله للمصطفى قرب وثيق قدر المسافة يوم هذي عن خويتها افرقت





د. غسان الحسن وجد القصيدة مفعمة بالعواطف والصور، ومحملة بمشاعر كثيرة، وقد ذهب الشاعر إلى التصوير الممتد، فانطلق من وجدانه وليس من عقله، أما البيت (إلّي تعصفر ثوبه بلمحه روت حال الغريق/ يوم ان روحه في يدين الموت بالقشة هقت) فقد ذكر د. الحسن ببيت لأبي العلاء المعري، كما أشاد بالبيت (هذا الغريب الي اعترض سير الكلام وما يليق/ اعرابه الا مبني معرب وأمارته افترقت)، وفي الشطر الثاني من البيت الأخير (يا مقرب الي يكفله للمصطفى قرب وثيق/ قدر المسافة يوم هذي عن خويتها افرقت) فقد صاغ الشاعر التثنية بشكل جميل بناء على ما جاء في حديث شريف.





سلطان العميمي أشار إلى أن القصيدة كادت تقترب من الغموض، وبرأيه أن الإسهاب في الوصف قد يعيق وصول النص إلى المستمع، وبشكل يشغله عن الاستمتاع بالصور الموجودة في النص وتحديداً في الأبيات الأخيرة، أما في وصف الشخوص والمواقف فقد كان صوت الشاعر فيها هو الأبرز، إلى أن جاء البيت ما قبل الأخير، حيث ظهر صوت الطفل، وبرأي د. غسان لو أن الشاعر أبرز جميع الأصوات لتوافرت حيوية أخرى في النص.





حمد السعيد قال إن النص جميل جداً، وتناول الموضوع برقة بيّنتها قافية العجز، كما جاء النص وكأنه سيناريو جميلاً، فيما كانت الشخصية مبهمة، وحسبما قال فإن الإشارة المباشرة تدل المتلقي على جمالية النص أكثر، لكن الشاعر مميز بصوره، وبأسلوبه التجديدي والمتطور، خصوصاً وأنه استخدم طرق الحداء الطويل المسرحي الذي يعطي المفردة اتساعاً، وختم بالثناء على بعض الأبيات التي وردت في النص.





رسالة إلى البلاد


الشاعر طلال بن عون ألقى رسالة لبلده سوريا قال فيها:


هالمسمى با شاطش احلامي بدا مشواري بالقصيد اللي مخاويني بكل اسفاري


جيت لك مملي من الدنيا طموح وغربه شايل بزوادتي حلمي وصدق اشعاري





وأضاف في متن النص:


جيت لك صادح بصوتي للسلام أغني ممتطي في رحلة صهوة خيال أفكاري


السلام اللي عن دياري تنحى غيمه بعد ما غنى ربيع الموت وسط دياري





وقال في البيتين الأخيرين:


خاين الأمة مجوسي الفكر والملة لو ستر نفسه بثوب الدين يبقى عاري


ومن يشتت شمل بلدان العرب بالفتنه لا يفاخر بين حكام العرب ويماري





سلطان العميمي قسم القصيدة إلى مستويين، المستوى الأول زاخر بالتصوير، والثاني هدفه إيصال رسالة واضحة، وقد وُفّق الشاعر في الانتقال من بيت إلى آخر، لكن البيت (السلام اللي عن دياري تنحى غيمه/ بعد ما غنى ربيع الموت وسط دياري) كان جميل الوصف، إلى جانب أبيات أخرى جميلة.





حمد السعيد أشار إلى المباشرة في النص، ورأى أن هذا من حق الشاعر، وخصوصاً في حالة سوريا، كما جاءت الصور الشعرية جميلة في طَرْق مهمل، لكنه السعيد كان مؤمناً إلى أن طلال سيقدم الجميل، حيث طرح الهم وطني بشفافية وجرأة، وهذا يحسب له من خلال ذلك النص الشامخ.





من جهته رأى د. غسان الحسن أن الفكرة غلبت الشعر، وطلال اعتنى بالمعنى الذي أراد إيصاله، لكن في هذه الحالة لا بد من مراعاة الشعر، ففي موقع الشعر يجب أن يأتينا الشاعر به، أما البيت الذي جاء في شطره (بعد ما غنى ربيع الموت وسط دياري) فإنه رائع جميل، ووجوده يدل على أن صاحبه يكتب الشعر، والقصيدة عموماً لا بأس بها.





بيرق الشعر


الشاعر علي القرني كان قد ألقى ليلة أمس قصيدة عن بيرق الشعر ومسابقة "شاعر المليون"، ومما قال في مطلعها:


لا رفرف البيرق وثارت فتايله وأختال وعيون النشاما تخايله


سليت من بيض الفرايد شلفا تنومس كف شعري وقايله


تتحد من حر المشاعر حدودها وتصيد من شرد الخيال ومثايله


واسرجت قبا الحروف ونقيتها من مربوط الشعر الأصيل وسلايله





مضيفاً:


كم جاك قبلي يا حمر العرش طارش عود وراياته مع القوم طايله


وياما قصر من دون عرشك نواخذه وقلال من نوخ بظلك رحايله


قصر بلبن العدل والعز ينبنا تظهر من الخمس الزوايا فضايله





وختم بالبيتين:


ثورة عقول بارك الله سعيها أطاحت البث العقيم ووسايله


واليوم يا نصر على أرضه يردني ولا شهادة من تثمن جزايله





حمد السعيد جاءت شهادته محل إعجاب وتقدير بالنص وصاحبه، وقال إن ذلك النص صادر عن رجل ناضج فكرياً، استخدم الطرق الهلالي النقي، ورغم تكرار موضوع النص في البرنامج إلا أن الشاعر أتى بالجديد، وبأبيات جميلة كما الحال بالنسبة لـ(قصر بلبن العدل والعز ينبنا/ تظهر من الخمس الزوايا فضايله)، وختم بالقول: إنه نص يليق بشموخ القرني.





د. غسان الحسن وجد النص جميلاً، ومكتوباً بوعي تام وبتجربة عميقة في الشعر، فمنذ البيت الأول وهو يشكل نموذجاً للأسلوب الذي اتبعه الشاعر، معتمداً على الصورة التمثيلية من خلال التصوير الجزئي، فالصورة عند القرني تتكون من أجزاء، ومن أجزاء داخل أجزاء، وهذا ما ظهر سواء في وصف البيرق والمفردات الدالة عليه، أو من خلال وصف الفَرس في البيت (واسرجت قبا الحروف ونقيتها/ من مربوط الشعر الأصيل وسلايله)، وفي البيتين اللذين تلياه، لتشكل تلك الأبيات الثلاثة جسداً جميلاً داخل النص.








سلطان العميمي وجد فكرة القصيدة تقليدية، لكنه أشاد بالطرح المميز لها، وما لفت انتباهه مفردات النص، وتعدد الأجواء بين بر وجو وبحر، ورفعة وشموخ، وغير ذلك من مفردات.





"يتيم" الفعم


مجلاد الفعم رابع شعراء الحلقة ألقى نص (اليتيم) الذي قال في أبياته الأولى:


سافر الوصل فالعتمه وحل الغياب والطعون استباحت كل جرح امقيم


وارتوى القاع مما يحتويه السحاب واحتوى في ضفافه دمعة المستهيم


شاعر نيتي بيتضا وصبري وصبري زهاب وكل ما فضفضت نفسي خفوقي يهيم


كل ما سقت للذكرى خفاف الركاب عودت واكتشفت ستر الظلام العيتم


ما غوى نظرة العطشان غير السراب لا مشى والحقيقه طعنته بالصميم





ثم ختم نصه بالأبيات:


ضمت الذاكرة من ذكرياتي كتاب بين صفحاته موادع وجرح اليتيم


كل ما جيت بين الرابيه والرحاب أتذكر شموخك والزمان القديم


انشهد إنك فقيده يا عزيز الجناب عشت عيشة عظيم ومت موتة عظيم





د. غسان الحسن أشاد بالنص الذي يعبر عن تجربة معاشة، وهي فقدان الأب في سن مبكرة، وقد أحسن الشاعر في وصف الغياب، وجاءت كلماته معبرة، والنص يقسم إلى جزأين كما قال، الجزء الأول مفعم بالشعر، أما في المنتصف فقد لخص الشاعر تجربة اليتم وكيف تغلب عليها، وقد سلك الشاعر في نصه المسلك الصحيح ووصل، غير أن الشعر خفت في الأبيات الأخيرة من القصيدة، إذ كان مباشراً بشكل تام.





سلطان العميمي وجد النص سهلاً ممتنعاً مشحوناً بالعاطفة والزخم الشعري، كما كان الشاعر موفقاً في الانتقال للحديث عن والده.





كذلك حمد السعيد وجد النص جميلاً، وقد لمس فيه إحساس إنساني متميز، وخصوصاً عندما تحدثت عن الشاعرية والغياب، وهذا يدل على شموخ الشاعر مجلاد.











صور ومحسنات


(عبس وجه الفتن) كان عنوان النص الذي ألقاه محسن الحمري ليلة أمس، وجاء في مطلع النص:


تهب الريح وغصون الحياه تميل وتتساقط سنين العمر قدامي


وانا رحال أدوّر بالفجوج مقيل عن سموم الظروف وسطوة أيامي


حلمت وكم حملت اللي يهد الحيل من آمالي مع انها سبّة آلامي





وأضاف:


وطن أسسه زايد ما يبي تعديل سما نحو السما في نهجه السامي


ودار البر شاهد والفطين يخيل من اللي صار باسم الدين متحامي


وما ناديت إذ ناديت يا هابيل ولكن لا حياة وحزمهم ضامي





(المحسنات البديعية حاضرة، والتصوير الشعري لم ينشغل الشاعر عنه).. هذا ما قاله سلطان العميمي للشاعر محسن الحمري، إذ لفت انتباه العميمي توظيف الشاعر المفردات المرتبطة بالصوت مثل (ناديت، تهليل)، وهذا يتلاءم مع فكرة القصيدة التي جاء بناؤها جميلاً، رغم ما فيها من فجوات أثناء الانتقال من فكرة إلى أخرى، فيما رأى حمد السعيد النص جميلاً، ويحمل رسالة الشاعر.





د. غسان الحسن قال إن النص جيد، وفيه كثير من الشعر، فالشاعر فيه ركز على شيء جميل تجلّى في البيت (تهب الريح وغصون الحياه تميل/ وتتساقط سنين العمر قدامي )، كما في النص محسنات بديعية بين جناس وطباق ومقابلة، وفي أحد أبياته أيضاً تناص مع القرآن الكريم، الأمر الذي يرتقي بالنص الذي يحمل في أحد أبياته أسلوب تصوير التشبيه الضمني، لكن في النص فجوة كان على الشاعر أن يجسرها بشكل أفضل.





نص إلى سُمية


محمد قاسم الحجاجي وإكراماً لروح د. سمية الثلايا التي اغتيلت في حادثة تفجير مستشفى في اليمن كتب قصيدة (سلاسل، ودمعة مخملية) قال في مطلعها:


معك يا وطن طعم المساء حالي شعوره ولو جيت متوشح مناسيك وعتابك


تلال السواد وحزن يا م اكبر حضوره على روض ذاقت الويل بشعابك


هنا كانت تصلي والأبواب مهدروره تكبر، وتسجد خاشعة ريش وثهابك


هناك كانت رمال لصحاريك مثوره تهب لسماك وتحتري غيث جلبابك





وقال في نصه أيضاً:


جريمة بظهرك يا وطن جات مسعوره بكف الغدر تقطف سميّه من اهدابك


وخلت أساورها على الأرض مكسوره وخاتم غلاها ينزف الدم في بابك


خطفها الوفا وتبعثرت لوّل مذعوره وكن ظلها المطعون يبكيك لمصابك





وختم بالبيتين:


فلا هم بشر منا على هامش الثورة خذوا كل ريف يسكب الفي بكتابك


على وين؟ ما ندري خطاويك مجروره ولا باين نجوم بهالليل ترقا بك





حمد السعيد قال إن النص شامخ، وهو من أجمل ما سمع في تصوير الأحداث، أما حضور الشاعر فهو مذهل، والصور الشعرية لم تغب عما قال الشاعر منذ بداية النص وحتى نهايته، إذ لم تتغلب الفكرة على الشعر، فاستطاع تصوير الحدث برقي وإحساس عالٍ، والأجمل من ذلك أنه لم يقفز على الوطن، وبانت حرفة الحجاجي كشاعر حين ختم بمثل ما بدأ (على وين؟ ما ندري خطاويك مجروره/ ولا باين نجوم بهالليل ترقا بك)، وكان النص - مثلما أشار السعيد - من أجمل ما سمع رغم كم الحزن الذي يحمل.





هذا ما أكد عليه د. غسان الحسن، إذ وصف النص بأنه مذهل وجميل، وما زاده جمالاً الإلقاء، فكان د. غسان أسيراً طوال الأبيات التي كانت اللقطة فيها متماسكة ومليئة بالتصوير، ولولا أن النص حمل اسم علم لانطبق على كثير من البلدان العربية، وما أشار إليه د. غسان أن كلمة وطن وردت مرتين، لكن الشاعر أشعر السامع بوجوده من خلال كامل الخطاب، وكانت كل كلمة من الوزن الثقيل تتجه إلى الوطن، في حين بلغ عدد الكلمات التي تعبر عن الألم والانكسار 30 كلمة، ما يدل على سعة مفردات الشاعر الذي طرز قصيدته بالجمال الذي صور المأساة، وما لفت إليه الحسن البيت الأخير الذي جاء مفتوحاً.





سلطان العميمي من جهته أيضاً أبدى إعجابه بالقصيدة التي كشفت عن شاعر محمل بالإنسانية والهم، فكتب ما يريد باحتراف، ونطقت القصيدة بالشعر والصور والإنسانية، كما لم يطغَ أحدهما على الآخر.











تصوير شعري مبتكر


معجب القحطاني كان من بين المتسابقين الذين أشادت اللجنة بنصوصهم، إذ ألقى ليلة أمس قصيدة قال فيها:


لك الثنا يا منزل السبع المثاني بالكتاب انت الرجا يا خالقن جنات عدن وحورها


يالله ابوي برحمتك تكفيه من شر العذاب اسقه من كفوف النبي شربه يعيش حبورها


وامي يا رب الهمني من كل باب الشمعه اللي ما يبدد همي إلا نورها


يا بوظبي لعل يسقيك الحقوق السحاب رممت سنبوك التراث در بحورها





وتابع:


نشيت بالصحرا وعشقي للخيول وللركاب واروي ظما جهلي من الشيبان وانهل شورها


خطفت حرفين هجائيه وسموه اغتصاب قصدي شريف ونية العالم حسب منظورها


وان كانها فعلاً جريمة تستحق الارتكاب واللي يخفف ذنبها ظلم الحروف وحورها





فيما ختم بأبيات قال فيها:


ولا أرتجي صب الرعود اللي سحايبها ضباب





وسنتابع لا حقآ

أبو زيد الهلال
13-03-14, 12:22 AM
نعود اليكم من جديد
ولاحقا سوف يتم تنزيل المقاطع بالفيديو


نتابع

أنتظروني

أبو زيد الهلال
13-03-14, 12:22 AM
أبوظبي
الثلاثاء, 11-مارس-2014 12:03 مساءا


على خشبة مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي استطاع نجوم "شاعر المليون" كسب الرهان شعراً ليلة أمس في رابع حلقات مسابقة "شاعر المليون" بموسمها السادس، والتي عرضت على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي – الإمارات، ومن ثم أعيدت على قناة بينونة.



ثمانية شعراء اجتمعوا ومعهم في شاطئ الراحة حشد من الجمهور الذي جاء بعضه لتشجيع ذوي القربى والأصدقاء، وبعضه الآخر كي يحيي صاحب الكلمة الأجمل، والشعر الأفضل، والقصيدة الأمثل، وإذا كان لكل فرد من الجمهور مقصد من الحضور، إلا أنهم في النهاية مقصدهم واحد، وغايتهم واحدة أيضاً، وهي أن يصل المرشح (أياً كان) إلى آخر حلقة من حلقات المسابقة، فيتصدر المشهد والمسرح، ويحمل بيرق الشعر، ولقب الإمارة في الموسم السادس الذي بدأ الجمهور يعيش تفاصيل أحداثه منذ منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي.



الشعر والليل موعدنا.. تحت هذا العنوان التقى ثمانية متسابقين هم الشاذلي المبارك جودات/ السودان، أسامة محمد السردي الزواهي/ الأردن، خالد صالح القحطاني/ السعودية، سعود البلوي/ السعودية، سيف سالم المنصوري/ الإمارات، عبدالله الرشيدي/ السعودية، عبدالله الحيلان/ الكويت، كامل البطحري/ سلطنة عمان، وكان الأمل يحدو كل واحد منهم بالفوز بتصويت لجنة التحكيم كي ينضم إلى قافلة الشعراء الذي فازوا في الحلقات الثلاث الماضية.



ليلة الأمس كان بانتظار تصويت جمهور "شاعر المليون" منذ الحلقة الماضية كل من زكريا الزغاميم/ الأردن - 45 درجة من لجنة التحكيم، طلال بن عون/ سوريا - 42 درجة، مجلاد الفعم/ الكويت - 43 درجة، محسن الحمري/ البحرين - 44 درجة، معجب القحطاني/ الكويت - 44 درجة، نايل الظفيري/ السعودية - 45 درجة.

ومن بين هؤلاء لم يستطع التقدم خطوة إلا الشاعرين مجلاد الفعم بحصوله على 60% من التصويت عبر الرسائل النصية، وطلال بن عون الذي حصل على 58%، واللافت في حلقة الأمس أن لجنة التحكيم احتفظت ببطاقتها الذهبية، فغادر أربعة متسابقين الموسم.



استوديو التحليل

كان للإعلامي عارف عمر وقفة مع د. ناديا بوهنّاد التي تمكنت من رصد وتحليل الحالة النفسية عند شعراء الحلقة قبل ظهورهم ليلة أمس، وحسب الاختبارات تبين التالي:

الشاذلي المبارك: منظم، مندفع، يعمل بجد، يهتم بالآخرين، استبدادي، دقيق، غامض، تقدير الذات لديه منخفض.

أسامة محمد السردي: تقدير الذات لديه متوسط، قلقه طبيعي، اجتماعي، مبتكر، يحب الحفلات، شخصيته استثنائية، متحمس، لا يحب تحمل المسؤوليات، غير واضح.

القحطاني: تقدير الذات لديه منخفض جداً، وهو منظم، عملي، آمر، شجاع، ديكتاتوري، غير حساس تجاه الآخرين.

سعود: تقدير الذات لديه متوسط، قلقه طبيعي، قيادي، اجتماعي، مجادل، حدسه قوي، عصبي، مندفع، غير واضح، طموحاته كبيرة لكن لا يعرف من أين يبدأ.

سيف: تقدير الذات لديه منخفض، قلقه طبيعي، يشارك بالقليل رغم أن لديه الكثير، يملك قدرات فنية، ولديه مهارات في العمل، رائق، أنيق، معزول عاطفياً.

الرشيدي: متحدٍّ ويتعلم الجديد، حنون، عاطفي، متوحد، محبط، يعاني، لكنه يعتمد على ذاته.

عبدالله برجس أصغر شاعر في البرنامج هو اجتماعي مبتكر، يقدس الجمال، حسي ومنسجم مع ذاته والآخرين، غير أنه مدمن على بعض الأشياء ومتقلب.

البطحري: تقدير الذات لديه منخفض جداً، لديه إحساس بالمسؤولية، وهو مخلص، رحوم، متشائم، منعزل، ويشعر بعدم ثقة بالذات.

وقبل الانتقال إلى أجواء المنافسة والحماسة تم عرص تقرير مصور عن تاريخ قلعة الجاهلي ومكانتها السياسية في الزمن الماض، والسياحية في الزمن الحاضر.



وسواس الشعر

أسامة محمد السردي الذي استبدل قصيدته التي كان من المفترض أن يلقيها ليلة أمس؛ لم يكن موفقاً، فقراره بالاستبدال ربما يضّيع عليه فرصة البقاء في المسابقة، إذ أن قصيدته الجديدة لم تلقَ إعجاب لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، فثلاثي التحيكم اتفقوا على أن يا ليت الشاعر لم يستبدل نصه الأول بنصه الذي قدمه ليلة أمس، وجل ما تميز به أسامة كان في بعض مقاطع الإلقاء فقط.



فالمعاني التي حملها نصه الجديد كانت مكرورة ومعادة كما قال د. الحسن، والصور التي جاء بها الشاعر لم يكن موفقاً بها.

فيما راح سلطان العميمي إلى أن النص اتجه نحو اصطناع الفكرة، وقد تجلت المشكلة ليس فقط في الإلقاء، إنما في الصور أيضاً.

وهو ما أكده حمد السعيد معرباً عن أسفه لاستبدال النص الأول الجيد بالثاني الأضعف، وهو ما لم يكن في صالح أسامة، وحين سئل عن سببه في الاستغناء عن أجمل القصائد قال: إنه الوسواس.



مقارنة غير موفقة

ثاني شعراء الحلقة كان الشاذلي المبارك الذي انتزع إعجاب اللجنة لأنه تمكّن من دخول مسابقة الشعر النبطي، علماً أنه ليس شاعراً نبطياً في الأصل، إنما يجيد ذلك النوع من الشعر، وقال في القصيدة ليلة أمس:



صحيت ولي فوادٍ غير صاحي مدام القوم همو بالرواح

سروا والشعر فيهم كالصفاوي بعد هزو جذوع البين طاح

لكن وإن ثقلت هموم المحبة مَ هي تثني عن الهدة جناحي

سام المجد واشريه بقصيدة ف رَجلٍ مقدمه مثل الصباح



وأضاف:

محمد يا ولد زايد لذكرك يطيح من الفريدات الوشاح

مديحك فقه ووصوفك ضرورة تبيح اللي بغيرك ما يباح

مَ فوقك بالكرم يا كود منهو بشهر الخير خيره كالرياح

محمد وان غدا فالعلم قومة تقدم لا كراع ولا سلاح



وختم بـ:

لا تعجب لا مدحتك يالوليده مَ هو باية حكم كفو امتداح

طواقي تحتها العالم يدبر وطواقي مثل طاقية مناحي

فلو مَ امدحك وين اروح عني مديحي فيك واجب يا الفلاحي



سلطان العميمي رأى أن المطلع فيه استدعاء واضح لبيت شعري من قصيدة لشاعر آخر، وذلك البيت لم يضف للقصيدة أي شيء، ولم يخدمها، ومع أن هناك مجموعة صور وتشبيهات جميلة إلا أن توظيفها لم يكن في صالح القصيدة، ذلك لأنها لامست أحداثاً تاريخية ومقاصد دينية فدخل الشاعر في تماس مع أمر لم يكن من صالحه فعل ذلك، لكن في القصيدة عموماً تشكل بعض ملامح إبداعه.



حمد السعيد: صنف بحر النص، وهو الوافر في الشعر الفصيح، والصخري والعوري في الشعر النبطي، وهذا البحر قد لا يناسب المدح أكثر مما يناسب الحزن، وما لفت انتباه السعيد ترابط أبيات القصيدة رغم أنها قصيدة مدح، حيث بدأ الشاعر بالحديث عن المسابقة، واعتباراً من البيت الرابع ذهب إلى المدح.



د. غسان الحسن وجد أن النصف الأول من النص مليء بالشعر الجيد والشاعرية، ففي كل بيت صورة جميلة، في حين أن النصف الآخر منها جاء أسلوب المدح بالمقارنة، وفي ذلك تماس مع أمور تتعلق بالدين، وهذا لم يكن له داعٍ، فالمقارنات في النص ليست هي الأسلوب الأمثل، ومن جهة ثانية البيت الرابع قبل الأخير والبيت الأخير من المفترض أن يكونا ورارء بعضهما.



نص متماسك

ثالث النصوص التي أُلقيت ليلة أمس جاءت على لسان الشاعر خالد القحطاني، وكان بعنوان "سلعة لسان"، وقصد بالعنوان الشعر، ومما قال في أبياته الأولى:

السحابة تغسل القاع ويطير العجاج يوم رعادها يدوي وبارقها برق

امطري من حيث شنتى وياتيني الخراج وابتديت اسن الاقلام وأمد الورق

أذبح الفكر المعند مثل ذبح النعاج واعزم آذان النشامى على لحم ومرق

وكرسي المليون جمرة تدور للنتاج مبخرتها المسرح اللي على غير فرق



وقال أيضاً في نصه:

والقصيدة سلعة لسان ما هي للحراج جعلها تسلم من الرخص وايدين السرق

سلعتي من سهامها قلت: ما فيها خراج لو توقف شعر الراس ويصب العرق

علموا اللي يرخص الذات ويسوم المزاج مد دلو المال في بير الأفكار وغرق



حمد السعيد أشاد بحضور القحطاني على المسرح، وبالنص، إذ قال إن أبياته جميلة، وهو نص متماسك من أواله وحتى آخره، ورأى أنه كان بإمكان الشاعر الاستغناء عن البيت الثالث، إلى جانب ذلك ورد في النص بيتاً مغلفاً بالإبهام.



من الكلمة الأولى بدأت الشاعرية تتدفق وكذلك التصوير الجميل، هذا ما رآه د. غسان الحسن، إذ غلب التصوير عليه، فقد عمل الشاعر على الحديث من خلاله، وليس من خلال الواقع، وجاء البيتان الأول والثاني تمثيليان، كما تم توظيف الأقوال بشكل جيد، بالإضافة إلى اختتام النص بفكرة جميلة (ومن بغى يلقى لصوته وقيفانه رواج/ لا يحط إيد المجامل على فم الورق)، فكان البيت بمثابة حكمة رائعة في الشعر، ووحده البيت الثالث كان صادماً للدكتور الحسن، لأننا في مجال شعر ، والبيت لم يكن في السياق.



والقصيدة جميلة برأي سلطان العميمي، وفي قافية الجيم استعراض كان من الممكن أن يطغى على مستوى الشعر، لكن الشاعر تمكّن من تجاوز ذلك، فجاء نصه محكماً، وقام بتوظيف المفردات الدالة على الموضوع بشكل متميز، ومثلما كانت مقدمة النص رائعة كذلك جاء الختام.



متدارك البلوي

سعود البلوي قدم نصه "السابحة" بمطلع جاء فيه:

طارت السابحه والضير اعتلا مهره مجنحه باذن رب ولي

هاجسي هو رسنها وفكري سلا سابقي نسنست وسط قفر خلي

غرة الصبح يوم الظلام انجلا بصحبتها وهي جمرة تصطلي

طلقة الميمنه والثلاث حجلا وصف مهرة خيالي على مدخلي



مضيفاً فيما قال:

الشعر ذروته منك فيها حلا وانت في ماكر الذايقه معتلي

نادر القافيه لا وصلك وتلا يعتبرك اطلس معجم منهلي

ما جذبني سوى عشق ريم الفلا دربها درب عز وكنز ملي



ثم ختم بالبيتين:

جيتكم والوطن عندي اغلى ثمن جندي لامر اخو نوره الفيصلي

ديرتي من قديم الزمان العلا لا به زهير ابن قيس ربعي بلي



د. غسان الحسن قال إن النص جاء على وزن المتدارك، وهو وزن راقص، وكان الشاعر يستشعره جدياً فألقاه بشكل جيد، وقد بدأ النص بصورة ممتدة ومتسعة، إذ ذهب الشاعر إلى المهرة ووصفها، وهو ما يسمى بالاستقصاء في الصورة.



سلطان العميمي أشار في معرض حديثه إلى أن القصيدة اشتملت على أكثر من موضوع، وما لفت انتباهه المفردات بكل ما فيها من حركة وعلو، أما حضور الشاعر فكان جميلاً، وكذلك التفاعل معه.



حمد السعيد أشاد بالنص الشامخ كما وصفه، وبما فيه من صور، وقافية متجانسة، وجرس موسيقي بديع، إلى جانب الإلقاء المتميز.



صور ودلالات

سيف سالم المنصوري ألقى "قنوف الرجع" لجمهور الشعر، فلقي من التشجيع ما يؤكد إعجاب المستمعين بنصه، وقد قال في بداية النص:

غيم تنشا ينوب ومشمله سحبه يشعا السهيلي خباها بأمر خلاقه

ترزّمت واحتمت بالغيث مندحبه فرّاخها فالسما رغوة لبن ناقه

ميدولها منه شمس الصبح منسحبه والعقربي يستهيض الرعد شعاقه

ايزم فالعارض الغربي وله نحبه ايبهش المختلي وينشّف ارياقه

من ليوا شد وادّمدم على الرحبه وأسفر على شاطي الراحة ببراقه



ثم قال في متن النص:

همال الأردان يسري ويشرح به صدر من الضيق ياسه قطع ارزاقه

يدخل يمينه ورا اضلوعه ويفتح به باب تصدا على المفتاح مغلاقه



إلى أن ختمه بالأبيات التالية:

خليفه اللي مغاني الجود تنضح به من شوفته كل حلم ايحقق اعناقه

اليا نوا المجد نسرح له ونسرح به وانعطّنه عاد ظله غربي ارواقه

طاريه نوماس نفخر به ونملح به كبد من الغل راعيها شكا العاقه

عليه تسري غيوم القاف مندحبه وبيارق الشعر فوق الغيم خفاقه



سلطان العميمي أكد أن نص المنصوري هو أحد أجمل القصائد التي أُلقيت في المسابقة، ففيها سلاسة متميزة، ومعالجة ذكية للفكرة، أما الصياغات فكانت مصدرها البيئة البدوية الإماراتية، والدلالات بانت في البيتين الثاني والرابع تحديداً، فقد جاءت معبرة عن الصوت والحركة واللون، ما جعل النص مميزاً.



حمد السعيد وجد النص جميلاً جداً، وأشار في معرض حديثه أن المنصوري كان قد شارك في إحدى دورات معرض الصيد والفروسية يوم كان عمره 17 عاماً، وفاز نصه في مسابقة الشعر المصاحبة للمعرض، أما ليلة الأمس فكان الشاعر متألقاً، وكل بيت ألقاه شكّل جمالاً بحد ذاته، بصور موظفة بشكل متميز، وبدقة وصف واضحة جداً، كما ركز السعيد على ترابط فكرة النص، وعلى حضور المنصوري المسرحي وإبداعه اللافت.



د. غسان الحسن أدهشه نص المنصوري، مما قاله: لو كنا نشاهد المنظر الذي تحدث عنه الشاعر لما وجدناه أجمل من الذي جاء في النص، حيث دقة تصوير، والحركة والزمان واللون والمكان وتطور الحدث خلال الوقت اليومي، وبالتالي تفوق النص على الفنون الأخرى، وما جاء فيه من تكرار في القافية لا يحسب تكراراً، إنما خدم النص، وحين أضاف الشاعر حرف الحاء للقافية زاد النص جمالاً وإيقاعاً، والذي حملت أبياته مفردات محلية كثيرة يعرفها الشاعر.



تميز الطرق والقافية

عبدالله الرشيدي تغنى بمسابقة "شاعر المليون" من خلال نص أعجب لجنة التحكيم، وقال في مقدمة نصه:

تسلطن غناي والمعنى زما مرقاة عالي ونسناسه عبير

له صفحة في سماي وله حمى واعرف اطير له الحبر ويطير

شاعر وحرفي وقافي من سما وما لمه الفي فرقة الهجير

بعض الشعر مثل كلمة ربما لا هي بخير ولا هي يم خير

وبعض الشعر مثل كلمة كلما يخلف مجيّه مصير عن مصير

وأنهى نصه بأبيات تتغنى بالإمارات والشيخ زايد:

وارض الإمارات تفرق طالما جت بالمقارن وبالفرق الكبير

عرابها زايد وزايد كما حلم بجفن الثريا مستنير

وصلت زايد وحسيت بظما من بعد زايد وش الشي المثير

وما رميت إذ رميت الله رمى وردت غلا للكبير والصغير



حمد السعيد أشاد بحضور الشاعر المتميز وبالطرق الجميل الذي استخدمه في نصه، بالإضافة إلى القافية بما يخدم التغني بالمسابقة، كما لمس تجانس بين المفردات، وجمالاً في الصور الشعرية وتوظيفها بمهارة.



د. غسان الحسن أكد أن الوزن الذي استخدمه الشاعر موجود في الفصحى والنبطي وهو نادر الاستخدام في كلا الحالتين، كما في القصيدة صور مفردة وأخرى ممتدة مركبة، واستخدم الرشيدي لوناً ثانياً من التجميل باستخدام ألفاظ من القرآن بما يفيد النص، مضيفاً د. الحسن أن القصيدة عبارة عن 14 بيتاً، غير أن الشاعر وقع في النمطية حين استخدم في 6 أبيات منها أداة (ما) مع ملحقاتها، وهي قوافٍ جاهزة كما قال.



وما لفت انتباه العميمي الصوت والحركة والرائحة التي وردت في النص ذو المطلع المتميز، والمفردات التي أضافت إليه خصوصية معينة.



غزل ونوى

إلى الغزل الشفيف قاد عبدالله برجس الحيلان الجمهور، من خلال قصيدة تحدث فيها عن بعد الحبيب وفراقه إذ قال:

إذا جاد السهر والليل طال وما عرفت انام من يرد الطواري لا تسريني على بابه

أجيه وخلف سوره تنبت أوراق وتسيل أقلام تبحكيها من افروه المنابر لين تنتابه

حبيبي والسما ما عاد ف ازرقها فرص واحلام حبيبك ما بقى للحزن ناي الا تغنى به

يحبك كثر ما ساد الحنين ودارت الايام وكثر ما هزت الغصن الرياح وودع احبابه



وفي وصف لحاله بسبب بعد المحبوب قال:

نحل جسمه من اسباب الغياب اللي تعدى عام تخيل عام عاشقك ما ضاقت ثيابه

تسولف نبرته للسامعين الجرح والآلام ولا ف ايديه حيله والظروف تضيّق رحابه

ملته الذكريات وساق ركبه ف الطريق العام عسى المسرى يخفف ضيقته ويهدّي اعصابه



د. غسان الحسن وصف النص أنه مفعم بالشاعرية على الرغم من تجربة الشاعر المبكرة في الشعر، لكنه رأى أنه مع اكتمال تلك التجربة سيكون الشاعر رائعاً، فالأسلوب الذي طرح فيه الشاعر همه كان راقياً، ثم إن الحسن لم يستطع استلال الصورة من النص كما علق، إذ كان يتحدث من خلاله، ولم تكن الصورة محدودة إنما ممتدة التأثير، أما اللغة فكانت منزاحة عن اللغة المعجمية، وما ميز نص الحيلان أيضاً الانسياب الواضح، وكأنه كتب دفقة واحدة، وكتلة واحدة من الجمال.



سلطان العميمي أثنى كذلك على النص الرومانسي الناضج، الذي تمكن الشاعر فيه من ابتكار صور شعرية وصياغات جميلة طرحها بأسلوب متنوع غني تضمّن عدة أساليب.



حمد السعيد قال إن اللجنة كسبت الرهان بالحيلان، فرغم صغر سنه إلا أنه قدم نصاً جميلاً بمدخل عفوي، وبإحساس عاشق، حيث كان الشعر حاضراً في جميع الأبيات من أول بيت وحتى آخر بيت.



حضور وغياب

"صوت البر" هو عنوان النص الذي ألقاه كامل البطحري، إذ تميز بالحس الإنساني العالي فيه، ربما لأن موضوعه والد الشاعر الذي غاب عن الحياة قبل بدء الموسم بعدة شهور، و"شاعر

أبو زيد الهلال
13-03-14, 12:32 AM
أبوظبي
الثلاثاء, 11-مارس-2014 12:03 مساءا

على خشبة مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي استطاع نجوم "شاعر المليون" كسب الرهان شعراً ليلة أمس في رابع حلقات مسابقة "شاعر المليون" بموسمها السادس، والتي عرضت على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي – الإمارات، ومن ثم أعيدت على قناة بينونة.


ثمانية شعراء اجتمعوا ومعهم في شاطئ الراحة حشد من الجمهور الذي جاء بعضه لتشجيع ذوي القربى والأصدقاء، وبعضه الآخر كي يحيي صاحب الكلمة الأجمل، والشعر الأفضل، والقصيدة الأمثل، وإذا كان لكل فرد من الجمهور مقصد من الحضور، إلا أنهم في النهاية مقصدهم واحد، وغايتهم واحدة أيضاً، وهي أن يصل المرشح (أياً كان) إلى آخر حلقة من حلقات المسابقة، فيتصدر المشهد والمسرح، ويحمل بيرق الشعر، ولقب الإمارة في الموسم السادس الذي بدأ الجمهور يعيش تفاصيل أحداثه منذ منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي.


الشعر والليل موعدنا.. تحت هذا العنوان التقى ثمانية متسابقين هم الشاذلي المبارك جودات/ السودان، أسامة محمد السردي الزواهي/ الأردن، خالد صالح القحطاني/ السعودية، سعود البلوي/ السعودية، سيف سالم المنصوري/ الإمارات، عبدالله الرشيدي/ السعودية، عبدالله الحيلان/ الكويت، كامل البطحري/ سلطنة عمان، وكان الأمل يحدو كل واحد منهم بالفوز بتصويت لجنة التحكيم كي ينضم إلى قافلة الشعراء الذي فازوا في الحلقات الثلاث الماضية.


ليلة الأمس كان بانتظار تصويت جمهور "شاعر المليون" منذ الحلقة الماضية كل من زكريا الزغاميم/ الأردن - 45 درجة من لجنة التحكيم، طلال بن عون/ سوريا - 42 درجة، مجلاد الفعم/ الكويت - 43 درجة، محسن الحمري/ البحرين - 44 درجة، معجب القحطاني/ الكويت - 44 درجة، نايل الظفيري/ السعودية - 45 درجة.

ومن بين هؤلاء لم يستطع التقدم خطوة إلا الشاعرين مجلاد الفعم بحصوله على 60% من التصويت عبر الرسائل النصية، وطلال بن عون الذي حصل على 58%، واللافت في حلقة الأمس أن لجنة التحكيم احتفظت ببطاقتها الذهبية، فغادر أربعة متسابقين الموسم.


استوديو التحليل

كان للإعلامي عارف عمر وقفة مع د. ناديا بوهنّاد التي تمكنت من رصد وتحليل الحالة النفسية عند شعراء الحلقة قبل ظهورهم ليلة أمس، وحسب الاختبارات تبين التالي:

الشاذلي المبارك: منظم، مندفع، يعمل بجد، يهتم بالآخرين، استبدادي، دقيق، غامض، تقدير الذات لديه منخفض.

أسامة محمد السردي: تقدير الذات لديه متوسط، قلقه طبيعي، اجتماعي، مبتكر، يحب الحفلات، شخصيته استثنائية، متحمس، لا يحب تحمل المسؤوليات، غير واضح.

القحطاني: تقدير الذات لديه منخفض جداً، وهو منظم، عملي، آمر، شجاع، ديكتاتوري، غير حساس تجاه الآخرين.

سعود: تقدير الذات لديه متوسط، قلقه طبيعي، قيادي، اجتماعي، مجادل، حدسه قوي، عصبي، مندفع، غير واضح، طموحاته كبيرة لكن لا يعرف من أين يبدأ.

سيف: تقدير الذات لديه منخفض، قلقه طبيعي، يشارك بالقليل رغم أن لديه الكثير، يملك قدرات فنية، ولديه مهارات في العمل، رائق، أنيق، معزول عاطفياً.

الرشيدي: متحدٍّ ويتعلم الجديد، حنون، عاطفي، متوحد، محبط، يعاني، لكنه يعتمد على ذاته.

عبدالله برجس أصغر شاعر في البرنامج هو اجتماعي مبتكر، يقدس الجمال، حسي ومنسجم مع ذاته والآخرين، غير أنه مدمن على بعض الأشياء ومتقلب.

البطحري: تقدير الذات لديه منخفض جداً، لديه إحساس بالمسؤولية، وهو مخلص، رحوم، متشائم، منعزل، ويشعر بعدم ثقة بالذات.

وقبل الانتقال إلى أجواء المنافسة والحماسة تم عرص تقرير مصور عن تاريخ قلعة الجاهلي ومكانتها السياسية في الزمن الماض، والسياحية في الزمن الحاضر.


وسواس الشعر

أسامة محمد السردي الذي استبدل قصيدته التي كان من المفترض أن يلقيها ليلة أمس؛ لم يكن موفقاً، فقراره بالاستبدال ربما يضّيع عليه فرصة البقاء في المسابقة، إذ أن قصيدته الجديدة لم تلقَ إعجاب لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، فثلاثي التحيكم اتفقوا على أن يا ليت الشاعر لم يستبدل نصه الأول بنصه الذي قدمه ليلة أمس، وجل ما تميز به أسامة كان في بعض مقاطع الإلقاء فقط.


فالمعاني التي حملها نصه الجديد كانت مكرورة ومعادة كما قال د. الحسن، والصور التي جاء بها الشاعر لم يكن موفقاً بها.

فيما راح سلطان العميمي إلى أن النص اتجه نحو اصطناع الفكرة، وقد تجلت المشكلة ليس فقط في الإلقاء، إنما في الصور أيضاً.

وهو ما أكده حمد السعيد معرباً عن أسفه لاستبدال النص الأول الجيد بالثاني الأضعف، وهو ما لم يكن في صالح أسامة، وحين سئل عن سببه في الاستغناء عن أجمل القصائد قال: إنه الوسواس.


مقارنة غير موفقة

ثاني شعراء الحلقة كان الشاذلي المبارك الذي انتزع إعجاب اللجنة لأنه تمكّن من دخول مسابقة الشعر النبطي، علماً أنه ليس شاعراً نبطياً في الأصل، إنما يجيد ذلك النوع من الشعر، وقال في القصيدة ليلة أمس:


صحيت ولي فوادٍ غير صاحي مدام القوم همو بالرواح

سروا والشعر فيهم كالصفاوي بعد هزو جذوع البين طاح

لكن وإن ثقلت هموم المحبة مَ هي تثني عن الهدة جناحي

سام المجد واشريه بقصيدة ف رَجلٍ مقدمه مثل الصباح


وأضاف:

محمد يا ولد زايد لذكرك يطيح من الفريدات الوشاح

مديحك فقه ووصوفك ضرورة تبيح اللي بغيرك ما يباح

مَ فوقك بالكرم يا كود منهو بشهر الخير خيره كالرياح

محمد وان غدا فالعلم قومة تقدم لا كراع ولا سلاح


وختم بـ:

لا تعجب لا مدحتك يالوليده مَ هو باية حكم كفو امتداح

طواقي تحتها العالم يدبر وطواقي مثل طاقية مناحي

فلو مَ امدحك وين اروح عني مديحي فيك واجب يا الفلاحي


سلطان العميمي رأى أن المطلع فيه استدعاء واضح لبيت شعري من قصيدة لشاعر آخر، وذلك البيت لم يضف للقصيدة أي شيء، ولم يخدمها، ومع أن هناك مجموعة صور وتشبيهات جميلة إلا أن توظيفها لم يكن في صالح القصيدة، ذلك لأنها لامست أحداثاً تاريخية ومقاصد دينية فدخل الشاعر في تماس مع أمر لم يكن من صالحه فعل ذلك، لكن في القصيدة عموماً تشكل بعض ملامح إبداعه.


حمد السعيد: صنف بحر النص، وهو الوافر في الشعر الفصيح، والصخري والعوري في الشعر النبطي، وهذا البحر قد لا يناسب المدح أكثر مما يناسب الحزن، وما لفت انتباه السعيد ترابط أبيات القصيدة رغم أنها قصيدة مدح، حيث بدأ الشاعر بالحديث عن المسابقة، واعتباراً من البيت الرابع ذهب إلى المدح.


د. غسان الحسن وجد أن النصف الأول من النص مليء بالشعر الجيد والشاعرية، ففي كل بيت صورة جميلة، في حين أن النصف الآخر منها جاء أسلوب المدح بالمقارنة، وفي ذلك تماس مع أمور تتعلق بالدين، وهذا لم يكن له داعٍ، فالمقارنات في النص ليست هي الأسلوب الأمثل، ومن جهة ثانية البيت الرابع قبل الأخير والبيت الأخير من المفترض أن يكونا ورارء بعضهما.


نص متماسك

ثالث النصوص التي أُلقيت ليلة أمس جاءت على لسان الشاعر خالد القحطاني، وكان بعنوان "سلعة لسان"، وقصد بالعنوان الشعر، ومما قال في أبياته الأولى:

السحابة تغسل القاع ويطير العجاج يوم رعادها يدوي وبارقها برق

امطري من حيث شنتى وياتيني الخراج وابتديت اسن الاقلام وأمد الورق

أذبح الفكر المعند مثل ذبح النعاج واعزم آذان النشامى على لحم ومرق

وكرسي المليون جمرة تدور للنتاج مبخرتها المسرح اللي على غير فرق


وقال أيضاً في نصه:

والقصيدة سلعة لسان ما هي للحراج جعلها تسلم من الرخص وايدين السرق

سلعتي من سهامها قلت: ما فيها خراج لو توقف شعر الراس ويصب العرق

علموا اللي يرخص الذات ويسوم المزاج مد دلو المال في بير الأفكار وغرق


حمد السعيد أشاد بحضور القحطاني على المسرح، وبالنص، إذ قال إن أبياته جميلة، وهو نص متماسك من أواله وحتى آخره، ورأى أنه كان بإمكان الشاعر الاستغناء عن البيت الثالث، إلى جانب ذلك ورد في النص بيتاً مغلفاً بالإبهام.


من الكلمة الأولى بدأت الشاعرية تتدفق وكذلك التصوير الجميل، هذا ما رآه د. غسان الحسن، إذ غلب التصوير عليه، فقد عمل الشاعر على الحديث من خلاله، وليس من خلال الواقع، وجاء البيتان الأول والثاني تمثيليان، كما تم توظيف الأقوال بشكل جيد، بالإضافة إلى اختتام النص بفكرة جميلة (ومن بغى يلقى لصوته وقيفانه رواج/ لا يحط إيد المجامل على فم الورق)، فكان البيت بمثابة حكمة رائعة في الشعر، ووحده البيت الثالث كان صادماً للدكتور الحسن، لأننا في مجال شعر ، والبيت لم يكن في السياق.


والقصيدة جميلة برأي سلطان العميمي، وفي قافية الجيم استعراض كان من الممكن أن يطغى على مستوى الشعر، لكن الشاعر تمكّن من تجاوز ذلك، فجاء نصه محكماً، وقام بتوظيف المفردات الدالة على الموضوع بشكل متميز، ومثلما كانت مقدمة النص رائعة كذلك جاء الختام.


متدارك البلوي

سعود البلوي قدم نصه "السابحة" بمطلع جاء فيه:

طارت السابحه والضير اعتلا مهره مجنحه باذن رب ولي

هاجسي هو رسنها وفكري سلا سابقي نسنست وسط قفر خلي

غرة الصبح يوم الظلام انجلا بصحبتها وهي جمرة تصطلي

طلقة الميمنه والثلاث حجلا وصف مهرة خيالي على مدخلي


مضيفاً فيما قال:

الشعر ذروته منك فيها حلا وانت في ماكر الذايقه معتلي

نادر القافيه لا وصلك وتلا يعتبرك اطلس معجم منهلي

ما جذبني سوى عشق ريم الفلا دربها درب عز وكنز ملي


ثم ختم بالبيتين:

جيتكم والوطن عندي اغلى ثمن جندي لامر اخو نوره الفيصلي

ديرتي من قديم الزمان العلا لا به زهير ابن قيس ربعي بلي


د. غسان الحسن قال إن النص جاء على وزن المتدارك، وهو وزن راقص، وكان الشاعر يستشعره جدياً فألقاه بشكل جيد، وقد بدأ النص بصورة ممتدة ومتسعة، إذ ذهب الشاعر إلى المهرة ووصفها، وهو ما يسمى بالاستقصاء في الصورة.


سلطان العميمي أشار في معرض حديثه إلى أن القصيدة اشتملت على أكثر من موضوع، وما لفت انتباهه المفردات بكل ما فيها من حركة وعلو، أما حضور الشاعر فكان جميلاً، وكذلك التفاعل معه.


حمد السعيد أشاد بالنص الشامخ كما وصفه، وبما فيه من صور، وقافية متجانسة، وجرس موسيقي بديع، إلى جانب الإلقاء المتميز.


صور ودلالات

سيف سالم المنصوري ألقى "قنوف الرجع" لجمهور الشعر، فلقي من التشجيع ما يؤكد إعجاب المستمعين بنصه، وقد قال في بداية النص:

غيم تنشا ينوب ومشمله سحبه يشعا السهيلي خباها بأمر خلاقه

ترزّمت واحتمت بالغيث مندحبه فرّاخها فالسما رغوة لبن ناقه

ميدولها منه شمس الصبح منسحبه والعقربي يستهيض الرعد شعاقه

ايزم فالعارض الغربي وله نحبه ايبهش المختلي وينشّف ارياقه

من ليوا شد وادّمدم على الرحبه وأسفر على شاطي الراحة ببراقه


ثم قال في متن النص:

همال الأردان يسري ويشرح به صدر من الضيق ياسه قطع ارزاقه

يدخل يمينه ورا اضلوعه ويفتح به باب تصدا على المفتاح مغلاقه


إلى أن ختمه بالأبيات التالية:

خليفه اللي مغاني الجود تنضح به من شوفته كل حلم ايحقق اعناقه

اليا نوا المجد نسرح له ونسرح به وانعطّنه عاد ظله غربي ارواقه

طاريه نوماس نفخر به ونملح به كبد من الغل راعيها شكا العاقه

عليه تسري غيوم القاف مندحبه وبيارق الشعر فوق الغيم خفاقه


سلطان العميمي أكد أن نص المنصوري هو أحد أجمل القصائد التي أُلقيت في المسابقة، ففيها سلاسة متميزة، ومعالجة ذكية للفكرة، أما الصياغات فكانت مصدرها البيئة البدوية الإماراتية، والدلالات بانت في البيتين الثاني والرابع تحديداً، فقد جاءت معبرة عن الصوت والحركة واللون، ما جعل النص مميزاً.


حمد السعيد وجد النص جميلاً جداً، وأشار في معرض حديثه أن المنصوري كان قد شارك في إحدى دورات معرض الصيد والفروسية يوم كان عمره 17 عاماً، وفاز نصه في مسابقة الشعر المصاحبة للمعرض، أما ليلة الأمس فكان الشاعر متألقاً، وكل بيت ألقاه شكّل جمالاً بحد ذاته، بصور موظفة بشكل متميز، وبدقة وصف واضحة جداً، كما ركز السعيد على ترابط فكرة النص، وعلى حضور المنصوري المسرحي وإبداعه اللافت.


د. غسان الحسن أدهشه نص المنصوري، مما قاله: لو كنا نشاهد المنظر الذي تحدث عنه الشاعر لما وجدناه أجمل من الذي جاء في النص، حيث دقة تصوير، والحركة والزمان واللون والمكان وتطور الحدث خلال الوقت اليومي، وبالتالي تفوق النص على الفنون الأخرى، وما جاء فيه من تكرار في القافية لا يحسب تكراراً، إنما خدم النص، وحين أضاف الشاعر حرف الحاء للقافية زاد النص جمالاً وإيقاعاً، والذي حملت أبياته مفردات محلية كثيرة يعرفها الشاعر.


تميز الطرق والقافية

عبدالله الرشيدي تغنى بمسابقة "شاعر المليون" من خلال نص أعجب لجنة التحكيم، وقال في مقدمة نصه:

تسلطن غناي والمعنى زما مرقاة عالي ونسناسه عبير

له صفحة في سماي وله حمى واعرف اطير له الحبر ويطير

شاعر وحرفي وقافي من سما وما لمه الفي فرقة الهجير

بعض الشعر مثل كلمة ربما لا هي بخير ولا هي يم خير

وبعض الشعر مثل كلمة كلما يخلف مجيّه مصير عن مصير

وأنهى نصه بأبيات تتغنى بالإمارات والشيخ زايد:

وارض الإمارات تفرق طالما جت بالمقارن وبالفرق الكبير

عرابها زايد وزايد كما حلم بجفن الثريا مستنير

وصلت زايد وحسيت بظما من بعد زايد وش الشي المثير

وما رميت إذ رميت الله رمى وردت غلا للكبير والصغير


حمد السعيد أشاد بحضور الشاعر المتميز وبالطرق الجميل الذي استخدمه في نصه، بالإضافة إلى القافية بما يخدم التغني بالمسابقة، كما لمس تجانس بين المفردات، وجمالاً في الصور الشعرية وتوظيفها بمهارة.


د. غسان الحسن أكد أن الوزن الذي استخدمه الشاعر موجود في الفصحى والنبطي وهو نادر الاستخدام في كلا الحالتين، كما في القصيدة صور مفردة وأخرى ممتدة مركبة، واستخدم الرشيدي لوناً ثانياً من التجميل باستخدام ألفاظ من القرآن بما يفيد النص، مضيفاً د. الحسن أن القصيدة عبارة عن 14 بيتاً، غير أن الشاعر وقع في النمطية حين استخدم في 6 أبيات منها أداة (ما) مع ملحقاتها، وهي قوافٍ جاهزة كما قال.


وما لفت انتباه العميمي الصوت والحركة والرائحة التي وردت في النص ذو المطلع المتميز، والمفردات التي أضافت إليه خصوصية معينة.


غزل ونوى

إلى الغزل الشفيف قاد عبدالله برجس الحيلان الجمهور، من خلال قصيدة تحدث فيها عن بعد الحبيب وفراقه إذ قال:

إذا جاد السهر والليل طال وما عرفت انام من يرد الطواري لا تسريني على بابه

أجيه وخلف سوره تنبت أوراق وتسيل أقلام تبحكيها من افروه المنابر لين تنتابه

حبيبي والسما ما عاد ف ازرقها فرص واحلام حبيبك ما بقى للحزن ناي الا تغنى به

يحبك كثر ما ساد الحنين ودارت الايام وكثر ما هزت الغصن الرياح وودع احبابه


وفي وصف لحاله بسبب بعد المحبوب قال:

نحل جسمه من اسباب الغياب اللي تعدى عام تخيل عام عاشقك ما ضاقت ثيابه

تسولف نبرته للسامعين الجرح والآلام ولا ف ايديه حيله والظروف تضيّق رحابه

ملته الذكريات وساق ركبه ف الطريق العام عسى المسرى يخفف ضيقته ويهدّي اعصابه


د. غسان الحسن وصف النص أنه مفعم بالشاعرية على الرغم من تجربة الشاعر المبكرة في الشعر، لكنه رأى أنه مع اكتمال تلك التجربة سيكون الشاعر رائعاً، فالأسلوب الذي طرح فيه الشاعر همه كان راقياً، ثم إن الحسن لم يستطع استلال الصورة من النص كما علق، إذ كان يتحدث من خلاله، ولم تكن الصورة محدودة إنما ممتدة التأثير، أما اللغة فكانت منزاحة عن اللغة المعجمية، وما ميز نص الحيلان أيضاً الانسياب الواضح، وكأنه كتب دفقة واحدة، وكتلة واحدة من الجمال.


سلطان العميمي أثنى كذلك على النص الرومانسي الناضج، الذي تمكن الشاعر فيه من ابتكار صور شعرية وصياغات جميلة طرحها بأسلوب متنوع غني تضمّن عدة أساليب.


حمد السعيد قال إن اللجنة كسبت الرهان بالحيلان، فرغم صغر سنه إلا أنه قدم نصاً جميلاً بمدخل عفوي، وبإحساس عاشق، حيث كان الشعر حاضراً في جميع الأبيات من أول بيت وحتى آخر بيت.


حضور وغياب

"صوت البر" هو عنوان النص الذي ألقاه كامل البطحري، إذ تميز بالحس الإنساني العالي فيه، ربما لأن موضوعه والد الشاعر الذي غاب عن الحياة قبل بدء الموسم بعدة شهور، و"شاعر

أبو زيد الهلال
13-03-14, 12:38 AM
الشعراء في الحلقة الخامسة من الموسم السادس

بتاريخ 12\3\2014

وكالة أنباء الشعر – خاص

تأهل، بقرار لجنة التحكيم، الشاعران حامد الكوكو من سوريا وحمود البحيائي من عُمان في خامس الحلقات المُباشرة من الموسم السادس للبرنامج الشعري الأشهر عربياً وعالمياً "شاعر المليون". وقد شهدت الحلقة تنافساً قوياً بين الشُعراء المُشاركين في الحلقة وهم تيسير سالم الحويطي من الأردن، الشاعر جديع العازمي من الكويت، الشاعر حامد الكوكو من سوريا، الشاعر حمود البحيائي من عُمان، الشاعر عبدالله الزعبي من السعودية، الشاعر رقم عبدالله المطيري من السعودية، الشاعر عبدالله بن يعقوب الهذال من الكويت، والشاعر محمد بن جخير من البحرين.


مع تمنياتنا للشعراء بالتوفيق
ولشاعر القبيلة الشاعر تيسير سالم الحويطي

أبو زيد الهلال
14-03-14, 06:39 PM
فائزان عن الحلقة الرابعة


بعد تقديم تقرير مصور عن قصر السراب؛ أعلن المقدم حسين العامري والمقدمة شيما نتائج الحلقة الماضية، والتي بقي على ساحة المنافسة فيها كل من: الشاذلي جودات/ السودان، أسامة محمد السردي/ الأردن، خالد القحطاني، سعود البلوي، عبدالله الرشيدي/ السعودية، سيف المنصوري/ الإمارات، عبدالله الحيلان/ الكويت، كامل البطحري/ سلطنة عُمان، ليلة أمس تأهل منهم البطحري بـ74%، والسردي بـ57%، فيما لم تمنح لجنة التحكيم بطاقتها الذهبية لأحد، وذلك للمرة الثانية.




- وقبل معرفة النتيجة الخاصة بالحلقة الماضية الرابعة؛ أطل الإعلامي والشاعر عارف عمر مُعد البرنامج، مُهنئاً الشاعر الإماراتي المعروف جمعة الغويص الذي فاز بجائزة أبوظبي، ثم رحب بالدكتورة ناديا بوهناد التي رأت في متسابقي الحلقة الخامسة العديد من الصفات التي لها دلالات نفسية تابعتها في ختام الحلقة، وهم تيسير الذيابات/ الأردن، جديع العازمي/ الكويت، حامد الكوكو/ سوريا، حمود اليحيائي/ سلطنة عمان، عبدالله العنزي/ الكويت، عبدالله شنار الزعبي وعبدالله مدعج المطيري/ السعودية، محمد العرجاني/ البحرين.




ومتأهلان عن الحلقة الخامسة


ومع اشتداد المنافسة في الحلقة الخامسة مساء أمس الأربعاء، وفي ختام ليلة شعرية حافلة بالإبداع والتألق والمعاني الجميلة، وبتصويت الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان الكوكو صاحب الرصيد الأفضل، إذ حصل على 27%، فيما حصل على 48 درجة من درجات اللجنة الخمسين، والتي أطلقت عليه لقب عندليب الشعراء، في حين ذهبت أعلى درجات جمهور المسرح لليحيائي إذ حصل على 61%، في حين منحته لجنة التحكيم ذات درجات سابقه، وهي 48 درجة.


وبالتالي مع انتهاء حلقة أمس بعد منتصف الليل، تأهل كل من الشاعر السوري (حامد الكوكو) والشاعر العُماني (اليحيائي) للمرحلة الثانية بدرجات لجنة التحكيم، ولم يكن على الشعراء الستة إلا الخضوع لقانون المسابقة، إذ عليهم الانتظار أسبوعاً من القلق والتفكير.. لكن يا ترى من الذي سيفوز بتصويت الجمهور؟ خاصة مع تقارب الدرجات التي منحتهم إياها لجنة التحكيم.




نص (مثير الجدال)


من بين فرسان ليلة أمس كان أول المتقدمين إلى مسرح شاطئ الراحة تيسير الذيابات ليلقي نصه (مثير الجدال) فقال في مقدمة نصه:


اترك إلّي تبقّى من غياب وتعال شوف ليل المعنى في غيابك طويل


ليه لا جيت حادي فوق ركب الوصال انتهي بك مقام وتبتدي بي رحيل


داخلي تمتمات وأمنيات وسؤال فج عوج المحاني ضاق فيها الصهيل


ما جهلتك حقيقة أو فهمتك خيال يا قريب وبعيد وممكن ومستحيل




مضيفاً:


ارتكبت الحقيقة في جنون احتمال وابتسمت لمحالك في تودد عليل


تشبه الانتظار وفتنة الارتحال يا كريم المفارق في وصالي بخيل




ثم اختتم نصه بالبيتين التاليين:


امتطيت الإرادة واحتزمت المثال كل خطوة بداية كانت لألف ميل


طالبك بعض حق الود يا ابن الحلال ساعي للكثير ومقتنع بالقليل




د. غسان الحسن وجد في النص تناقضاً بين موقف الشاعر وموقف الحبيب، فالأول مقبل، والآخر مدبر، وقد بيّن ذلك صراعاً بين اليأس والأمل، الأمر الذي ولّد طباقات بين متضادات ومتقابلات، ولأن النص هو نص موقف؛ فإن الحدث لم يتطور فيها، ولأن الشاعر وصف اللحظة؛ فقد كانت المعاني تتكرر بشكل كثيف، ورأى د. الحسن أيضاً أنه كان على الشاعر أن يطور الحدث بشكل أكثر جمالاً.


سلطان العميمي قال: كانت القصيدة قائمة على اللغة بشكل واضح، والدليل هو اعتماد الشاعر على المحسنات البديعية، والمقابلة والتناقض، لكن ثمة سلاسة في النص، وإيقاع وزني جميل، وصياغات جميلة، وإن كان بعضها مستهلك.


حمد السعيد أشاد بما قدمه تيسير، وبالأردن التي عينها على البيرق، مضيفاً أن الألم كان حاضراً من بداية النص إلى نهايته، علماً أن المتضادات ظهرت في نص الشاعر الذي كان حضوره جميل جداً.




استعارات (المنارة) وصورها


ثاني شعراء الأمسية هو جديع العازمي الذي قدم نصه اللافت (المنارة)، ومما جاء في مطلعه:


الوقت طول والمواقف مسايير والعمر رحلة والسنين استعاره


طاب السفر يا عاشقين المشاوير الشعر قرية والفريده مناره


دون العزاوي ما تفيد المعاذير إلا شبوبٍ ينتقدى بناره


والشاعر اللي يستبيح التعابير ما هوب عذب إن ما قريت انكساره




وتابع في متن نصه:


أحمل قضية جيل تفكيرهم غير يجمع خيوط الليل ستر لنهاره


يخاف لا باكر تلوفه معاصير تسلب حنان أرضه وتكشف أستاره


يا ملوكنا يا شيوخنا يا مناعير في أعناقنا بيعة ولا واستشاره




ثم ختم بالقول:


لا تأمنون الوقت لو كان به خير جايز حدث في يوم يمحي حضاره


مدوا جبال الوصل واردو على البير الحلم ما يدينه طول انتظاره


أجمل ستر ستر الرجل للغنادير وأعظم حمى حمى المواطن لداره






سلطان العميمي أشاد بالموضوع الذي طرحه الشاعر، وبالشاعرية التي تجلت في النص، وقال: لو أن الشاعر ابتعد عن الخطاب المباشر لكان التصوير أجمل، وبشكل عام كان بناء النص جيداً وكذلك الصور، والقصيدة أفحت عن وعي كاتبها.


حمد السعيد وجد أن خاتمة النص (أجمل ستر ستر الرجل للغنادير/ وأعظم حمى حمى المواطن لداره) جميلة جداً، وما أعجبه الفكر الذي ينتمي إليه الشاعر، كما وجد أن النص انقسم إلى قسمين: شاعري، والآخر فيه انكسار.


د. الحسن من جانبه قال إن النص جميل، مشيراً إلى الأسلوب الذي اتبعه الشاعر في البداية، أما التشبيهات فقد جاءت وكأنها تعريفات، وفي النص - حسبما قال د. الحسن - ستة استعارات، وهي تشبيه بليغ قلما يلجأ إليه الشعراء، أما التصوير الذي حضر في النص فلم يكن دوره تجميلي فقط، ذلك أن الصورة الواحدة تشمل الكثير مما هو تحتها، ومن جماليات النص كذلك وجود العبارات المتقنة جداً والمتماسكة والمتكاملة التي تشبه الأمثال التي يتداولها الناس على ألسنتهم.




ربيع ونزف وغياب


(ما رح يرجعوا) هو عنوان نص حامد الكوكو، والذي أذهل اللجنة والحضور في آن معاً، ومما قاله الشاعر في مطلع نصه المفعم بالألم:


الشمس تجري وما تلاقي غير مستقر فيها والبدر لا طال السفر يغفو على أعتابها


والأرض تحضن سوريا بكفوف صحرا وبحر والغيم قبّل قاعها حتى نبتت أعشابها


يا جنة فيها النسيم يداعب أوراق الشجر يا ما لبست مما تحوك لها الورود أثوابها


في صيفها يا رجعة الغياب من بعد السفر عادوا سكارى يعصرون الحب من اعنابها


ويأتي الشتا والأرض تتقهوا زلال منهمر يروي شرايين الثرى ويطيب كيف شعابها


وربيعها ف قلوب أهلها قبل لا ينبت زهر وجاها رمى عبايته لسهولها وهضابها


لكن ربيعك يا عرب ما جا بيدّينه عطر حتى وروده كشرت للناس عن أنيابها


وصار الوطن ينزف عياله بين أكفان وهجر وعنّت نواعير المدينة فاقده غيّابها




وفي المقطع الأخير من (ما رح يرجعوا) قال الشاعر:


وطفلة تسولف للنجوم إن غاب ف الليل القمر لا تزعلوا أمي اختفت وبلا عذر لغيابها


قالوا لي إنها نايمة هالحين في هذا القبر وأنا بكل الأمكنة أشم عطر ثيابها


يا شام ما رح يرجعوا لا تعتبي عندن عذر ما دام حراس السما فكّوا لروحن بابها


ويلي سكنتوا بالسما ردوا سلامي بالمطر عطشانة روحي وصل ردّوا ولو بعتابها


يا تراب سجل بالدما شهادتك يوم الحشر هذي حروف مقدرة عند الإله كتابها




حمد السعيد شكر الشاعر على إبداعه وحضوره الراقي ليلة أمس، وعلى شعوره العالي بالوطن، وسأل الله أن يعجل بالفرج على أهل سوريا، وبدايةً أشار إلى الصور البليغة التي تجسد معاناة السوريين (وصار الوطن ينزف عياله بين أكفان وهجر/ وعنّت نواعير المدينة فاقده عيّبها)، وإلى وزن الحداء الذي جاء مناسباً للموضوع، وبالحديث عن الربيع فقد أسهب الشاعر فيه وأبدع برسم جمال سوريا، خاصة وأنه كرر مفردة الربيع في عدة أبيات، وما يبرر ذلك التكرار هو "الربيع العربي"، ثم إن قولبة النفس الشامي بقالب نبطي - كما جاء في الأبيات الأخيرة – كانت أمراً بديعاً قام به الشاعر.


(ما أجمل سوريا الموجودة في النص في النصف الأول).. هكذا بدأ د. غسان الحسن، إذ تمحور الكون حولها فيما جاء من مفردات مثل الشمس والبدر والنجوم والسماء، ومن ثم أتت مفردات النسيم والغروب والزهور لافتة، وكذلك تعداد الشاعر الربيع وألوانه، وفي تلك الأبيات استطاع الشاعر أن يعبر عن تلك الصور بجمالٍ، فهناك الربيع الفصل والربيع العربي، وهو ما تجلى في البيتين: (وربيعها ف قلوب أهلها قبل لا ينبت زهر/ وجاها رمى عبايته لسهولها وهضابها)، (لكن ربيعك يا عرب ما جا بيدّينه عطر/ حتى وروده كشرت الناس عن أنيابها)، وأضاف: في بداية النص تبدى الجمال، فيما تبدى القبح في النهاية، إذ قام الشاعر بإحلال الصورة القاتمة مكان الصورة الجميل، أما في النصف الأخير من النص فقد ركز الشاعر على طفلة بذاتها، فنقل الصورة إلى صورة إنسانية هي الطفلة البريئة التي لا تعرف القبر ولا الموت.


وختم بالرأي الذي أثنى على المستوى الشعري في النص الذي يحمل الكثير من تمثيل المأساة بصورة جميلة، ومما رآه كذلك د. الحسن أن الأبيات الثلاثة الأخيرة كانت غريبة عن النص، فهي خطابية مباشرة، في حين كانت الأبيات في البداية تهويمات في الشاعرية، والنص بشكل عام كان رائعاً.


سلطان العميمي وجد أن القصيدة مكتوبة بحرفية عالية، مع خصوصية القضية، وخصوصية التجربة واللغة الشعرية والتصوير الرائع، تلك الخصوصية التي لم تأخذ من تجارب آخرين، أما بناء القصيدة فقد جاء محكماً، والشاعر كان صادق الإحساس، وهو ما بدا في تفاعله وإلقائه، فيما الجمال الموجود في الصور مختلف، وهو ما ظهر في هيئة لوحات فنية ومشاهد سينمائية تتضمن اللون والحركة والرائحة، وهذا إبداع يضيف للقصيدة إبداعاً.




(دعوة للتعايش).. لوحات رائعة


(دعوة للتعايش) التي ألقاها الشاعر حمود اليحيائي لقيت استحسان اللجنة أيضاً، بدءاً من مطلعها الذي


قال فيه:


كان الحكي مسجون في كهف جرنان شق الظلام وشب سنّه وسنّه


تلاحق بسرب القوافي والأوزان حتى تفرد وانشدوا الغيم عنه




ثم انتقل للقول:


اتاجروا بدم الصحابة إلى الآن من حكّموا المصحف بروس الأسنه


سم التعصب لا تمكن بالاوطان جرّوا على أطلال الاوطان ونّه


يا طير أمنّاك من طيش الانسان لحنك دفا يا طير أرجوك غنّه


ف عمان طير السلم يصدح بالأغصان حتى بنادقنا استحن يقنصنه


نحشي البنادق ورد ويثور بستان فوق السحاب ونذهل إنس وجِنه




ليختم بالأبيات:


حاشى ومن أرسى على عمان سلطان في حكمته ضدين نار وجَنه


واللي بذر فتنة حصد ثمر خذلان ما دام شينات النوايا سقنّه


هذي عمان إن كنت ما تعرف عمان عقولنا ثوب التطرف رمنّه


نعانق المسجد بعد صوت الآذان ونسجد إباضية وشيعة وسنه




د. غسان الحسن قال بداية: يبدو أننا سوف نرتوي من الشعر الرائع الجميل، فالقصيدة رائعة بلوحاتها الفنية رائعة التي جاءت في عدة أبيات، وكذلك التشبيهات الجميلة للغاية.


ثم شكر الشاعر على البيت الأخير (نعانق المسجد بعد صوت الآذان/ ونسجد إباضية وشيعة وسنه)، وفعلاً كان النص (دعوة للتعايش).


من جانبه أكد سلطان العميمي على تناول القصيدة قضية جوهرية، وهي التعصب المذهبي، مشيداً بدقة الصورة (اتاجروا بدم الصحابة إلى الآن/ من حكّموا المصحف بروس الأسنه)، ودقة التصوير في عموم النص، وبشكل عام لم ينخفض إيقاع القصيدة لا وعياً ولا شعراً، إذ غاب الحشو عنها، وبالتالي كانت القصيدة من أجمل القصائد التي ألقيت في مسابقة "شاعر المليون".


المدخل برأي حمد السعيد كان ذكياً، والقضية التي طرحها حساسة لكنها سارت على خير ما يرام، غير أنه وجد غياب لبيت الربط بين المقدمة والموضوع، ومع ذلك القصيدة لا تُشبِع.




كثافة التصوير


إلى نص عبدالله الزعبي المتسابق الخامس انتقلت اللجنة، وهو الذي ألقى نصه ليلة أمس.. لية الشعر الجميل والمعنى الراقي فقال:


صوت الطواريق يا صمت المقادير سولفك ليل تغشّاه الأماني


قبل يتنفس صباح الخير ويطير حلمٍ لقاني حقيقه واحتواني


ابرسم الكحل بعيون الغنادير لين اسرق الشوف من عين الثواني




وأضاف في منتصف قصيدته:


خلاني الحب شاعر كنّي النِّير أسابق النور واقعد في مكاني


لقيته احساس خانته التعابير وعبّرته بصدق واخلاص وتفاني




وكانت الخاتمة مع الأبيات:


يا ما سهرته وصبّحته على خير وياما عن الشمس في الظل انحناني


وياه الأيام تحتاج لمعاذير عن كل طاري تذكّرت ونساني


عرفني انسان تغريه العصافير وتركني أشياء ما فيها معاني






سلطان العميمي أشاد بالزعبي حضوراً وشعراً رغم أن القصيدة تدور في فلك الذات والحب، وفي الأبيات الأربعة الأولى ومع أن الصور جاءت جميلة؛ إلا أن الوصول إلى المعنى كان صعباً، أما الأبيات التي جاءت في النصف الثاني من القصيدة فكانت أكثر وصوحاً، وفيها تصوير شعري جميل جداً، وكل ما سبق جعل القصيدة بكليِّتها مميزة.


حمد السعيد قال إنها القصيدة السهلة الممتنعة الجميلة، والتي تحمل شموخاً محبباً، ومثلماً كان الشاعر رائعاً في الجولة كذلك كان ليلة أمس، كما كانت قصيدته كذلك.


د. الحسن أشاد بأسلوب الطرح المختلف، وبكثافة التصوير الجميل، وقد رأى أن كل بيت فيه معادل موضوعي من الواقع، لكن القصيدة التي تحدث فيها الشاعر عن مشاعر ذاتية؛ لم تتحد لتشكل معادلاً موضوعياً كاملاً، ثم أضاف: إذا أردنا معرفة القصيدة أكثر علينا أن نقرأها مرة أخرى.




النص الأوحد


عبدالله مدعج كان مثل من سبقه من الشعراء، إذ قال حمد السعيد عن نصه الذي ألقاه: الجمال فيه بالغ، والبداية ذكية، والشاعر بطل منذ الجولات، كان السعيد يراهن عليه، ويظن أن كسب الرهان.




ومما قاله مدعج في افتتاحية نصه:


في مثل هاليوم من خمسه وثلاثين عام فتحت باب الحياة وصافحتني السنين


ولدت من غصن زيتون وحمامة سلام وكنت أشعر اللي بقلبي قوس ما هو وتين


وعزفت وأمي تهز المهد عند المنام حكاية العمر ما بين الفرح والأنين


طفل من الفجر لا فتح عيونه وقام كأنه يقول للعالم من العايدين


اتجاوز الوقت لأجل أصل لسقف المرام مراحل العمر كله عشتها بسنتين


مرت تعب وانتظار وأمنيات وغرام وبسمة شفاه وحزن نظرة ورعشة يدين




ليقفل نصه بالأبيات:


من مجتمع نظرته للعيب قبل الحرام جيتك معي نصف دنيا، ما معي نصف دين


حبيتك أصدق من النزوة وزيف الهيام وشكيت بأن الهوى من قبل أعرفك يقين


من ضلع أعوج لكن الحظ معك استقام العمر مرة وأنا عشته معك مرتين


من غيرك يردني خمسه وثلاثين عام واعود طفل قبل يكبر نسته السنين


وانسى دموعي وأنا احبك واغمض وانام واقول لا شفت دمعة سعيد أو حزين


دمع السعادة مثل دم الحزن بالتمام مع فرق الاحساس يبقى دمع ف الحالتين




كما أشار السعيد إلى التسلسل العذب في النص، وطفولة العاشق ومعاناته، أما الختام (دمع السعادة مثل دم الحزن بالتمام/ مع فرق الاحساس يبقى دمع فا لحالتين) فكان تصويره جميلاً، والنص عموماً تعجز الكلمات عن شرح جمالياته، وقد حاول السعيد البحث عن "عذروب" أو هنة فلم يجد، فقد تبدّى الجمال من البداية وحتى النهاية في ذلك النص الشامخ.


د. غسان الحسن أكد على جمال النص وفكرته، فلم يمر عليه في السابق من كتب في سيرة حياته قصيدة، والصعوبة - مثلما رأى الحسن – تكمن في انتقاء اللحظات التي تمثل كل مرحلة، وتحويل تلك اللقطات إلى أبيات شعرية محملة بالصور الجميلة والالتقاطات التي جعلت النص مترابطاً بتطوره الزمني والموضوعي، وهو أمر يحتاج إلى وعي كبير، وبرأيه أن النص كان يتطور مع تطور الإنسان، فكل فقرة فيها جمال وروعة، وهو ما أشار إليه أيضاً سلطان العميمي، وإلى المطلع الذي جاء ملفتاً، حيث تصاعدت الشاعرية والجمال في النص من بدايته إلى نهايته، أما السلاسة فقد كانت عجيبة، إذ انتقل الشاعر من الحديث عن الذات إلى الحديث عن العاشق، ونجح في ذلك، وبشكل عام مثّل النص كتلة واحدة، الأنثى كانت محوراً رئيساً فيه (الأم والمحبوبة)، والولادة تجلت فيه بولادتين، ولادة الشاعر ذاتها، وولادته مع المحبوبة، مشيداً بالبيت الذي قال فيه الشاعر: (من مجتمع نظرته للعيب قبل الحرام/ جيتك معي نصف دنيا ما معي نصف دين).

أبو زيد الهلال
14-03-14, 06:41 PM
http://www.almillion.net/ar/imagebign/5695c011dd897c82f14283e77023ee7e.jpg

أبو زيد الهلال
14-03-14, 06:47 PM
للمتابعة


مع كل المحبة

$عز الاكابر$
14-03-14, 07:04 PM
بالتووووفيق لشاعرنا تيسير الحووويطي

دمت بحفظ الرحمن ابو زيد

أبو زيد الهلال
24-03-14, 06:48 PM
أبوظبي
الخميس, 20-مارس-2014 04:03 مساءا


من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي - وكما عوّدنا "شاعر المليون" منذ عام 2006 - انطلقت ليلة أمس الأربعاء الحلقة السادسة والأخيرة من المرحلة الأولى من البرنامج الذي كان قد بدأ موسمه السادس قبل شهر ونصف، حيث عرضت الحلقة الأولى من هذا الموسم في الـ12 من فبراير.



وبذات البهاء الذي عهده جمهور "شاعر المليون" انطلقت شارة الحلقة عبر قناة أبوظبي - الإمارات، وقد ضمت القائمة ليلة أمس ثمانية شعراء زيّنوها بقصائدهم، وهم: أحمد الحربي، مستور الذويبي، عطاالله العنزي/ السعودية، علي القحطاني/ الإمارات، حمدان الديحاني/ الكويت، سعيد الحجري/ سلطنة عمان، علاء الرمحي/ مصر، هلال الشمري/ العراق، ليكون هؤلاء آخر شعراء المرحلة الأولى التي تضم 48 شاعراً شاءوا أن يكون ما يقدموه من شعر مليء بالدهشة والبلاغة والروح النبطية الجميلة، وتعاهدوا على إبداع كل ما يمكنه إمتاع جمهور الشعر خلال أمسيات امتازت حتى ليلة أمس بالقوة والتميز.



نتائج الحلقة الماضية (الخامسة)

قبل أن تسير قافلة الشعراء الثمانية الجدد؛ تم عرض تقرير مصور عن متحف العين، وعن تاريخه ومحتوياته، ثم أعلن كل من حسين العامري وشيما عن نتائج تصويت الجمهور المتابع لشعراء الحلقة الماضية (الخامسة) من المسابقة، ليتأهل بأعلى نسبة تصويت عبدالله العنزي/ الكويت، ومحمد جخير العرجاني/ البحرين، أما "بطاقة الذهب" فقد وجدت سبيلها - عن طريق د. غسان الحسن – إلى الشاعر عبدالله مدعج المطيري/ السعودية، لينضموا إلى حامد الكوكو /سوريا، وحمود اليحيائي /سلطنة عمان اللذين فازا بدرجات لجنة التحكيم في الحلقة الماضية.

فيما خرج من صفوف المنافسة بعد أسبوع من الانتظار تيسير الذيابات/ الأردن، جديع العازمي/ الكويت، عبدالله شنار الزعبي/ السعودية، ودخل مكانهم إلى المسرح شعراء الحلقة الأخيرة من المرحلة الأولى، ليقدموا ما لديهم من شعر وجمال الكلمة وسطوتها.

وهكذا وبعد ستة أسابيع من المنافسة متميزة والانتظار والتصويت والحماسة بين 48 شاعراً؛ انتهت المرحلة الأولى من "شاعر المليون" بفوز 12 شاعراً بدرجات لجنة التحكيم المكوّنة من د. غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، وفوز 12 شاعر اً بتصويت الجمهور المتابع، بالإضافة إلى الفائزين الثلاثة بالبطاقات الذهبية، أو بطاقات "الإنقاذ" كما أرد البعض تسميتها، علماً أن لجنة التحكيم كانت تملك أربع بطاقات، منحت للشاعر أحمد المجاحمة/ الكويت واحدة، والذهبية الثانية أنقذت الشاعر وديع الأحمدي/ السعودية، فيما جاءت الذهبية الثالثة من نصيب مواطنه عبدالله مدعج المطيري.



شاعروا ضمنوا تواجدهم في قائمة الـ 28 عن الحلقة السادسة (الأخيرة من المرحلة الأولى):

مع نهاية الحلقة السادسة أمس الأربعاء ونهاية المرحلة الأولى من الموسم السادس لـ"شاعر المليون" أعلن حسين العامري عن نتائج التصويت على ما اجترحه الشعراء من خلال النصوص أو الاختبارات، وفي البداية ذكر أن التصويت عبر المواقع الإلكترونية جاء لصالح سعيد الحجري من سلطنة عُمان بـ82%، وصولاً إلى تصويت جمهور المسرح الذي جاء لصالح الشاعر العراقي هلال الشمري بـ46%.



أما لجنة التحكيم فقد استقر رأي أعضائها على اختيار كل من مستور الذويبي العتيبي الذي جاء أولاً مع 49 درجة، وهلال الشمري ثانياً مع 48 درجة.

أما بقية الشعراء فقد جاءت درجاتهم كما يلي: حمدان الديحاني عطاالله العنزي وعلي القحطاني 47 درجة، علاء الرمحي 44، أحمد الحربي وسعيد الحجري 43 درجة.



وقبل بث شارة النهاية التحكيم ختم سلطان العميمي بإيراد معيارٍ واحد لمرحلة الـ28 من البرنامج، حيث المطلوب من شعراء الحلقة القادمة قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية، لا تقل عن 10 أبيات، ولا تزيد عن 15 بيتاً، أما المعيار الآخر فقد فضّل تركه مفاجأة يعلن عنها في الحلقة القادمة.



والجدير بالذكر أنّ هذا الموسم يتكوّن من 5 مراحل، حيث المرحلة الأولى 6 حلقات، وكل حلقة يشارك فيها 8 شعراء، يتأهل منهم 28 شاعراً، وهؤلاء يتنافسون على مدى 4 حلقات ليتأهل منهم 12 شاعراً، وفي المرحلة الثالثة 3 حلقات يتأهل منهم 6 شعراء إلى المرحلة قبل النهائية، وبخروج أحدهم من المسابقة يستمر التنافس بين 5 شعراء في الحلقة النهائية، وبناء على تقييم لجنة التحكيم التي تملك 60% من الدرجات، والجمهور الذي لديه 40% يتم اختيار "شاعر المليون" للموسم السادس.



ومسابقة "شاعر المليون" منذ انطلاقها عام 2006 تحظى بجماهيرية كبيرة، وبمتابعة تفوقت على أية متابعة لمسابقة ثقافية عربية أخرى، وهي في هذا الموسم تحظى باهتمام بالغ نظراً للمستوى المتقدم للمتنافسين الذين استفادوا من تجارب الشعراء الذين كانوا شاركوا في المواسم السابقة، علماً أن الشعراء في هذا الموسم يخضعون لاختبارات أكثر من اختبارات المواسم السابقة.



"شاعر المليون" من تنظيم وإنتاج لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي التي تواصل نجاحها في تعزيز جهود الحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات، وإعادة الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث، إلى جانب استقطاب الاهتمام الإعلامي محلياً وإقليمياً ودولياً.



تفاصيل الحلقة السادسة :



نص الحربي.. تمثيل وتماسك

مع أحمد صعفق الحربي بدأت الحلقة السادسة برحلة جديدة من الشعر ليلة أمس، فجادت قريحة الحربي بقصيدة وجدت ما تستحق من اهتمام لجنة التحقيق، وقرءاة جيدة لصورها وأبياتها، واللهجة المستخدمة فيها، والتي جاء في مطلعها:

من على المسرح وألق وهجه وكرنفاله أقبلت مثل الفرس تختال بنت احساسي

جت على صوت الوعد حرفٍ يلوح خياله عطرها يسبق خطاويها ويسكب كاسي

من تحت سقف الجمال ومغريات اطلاله عرت الخفقه جسدها واسمعت جلّاسي

كل شاعر طفل يربك لا جذب مواله لا عزف قيثاره بصدري وذكّر ناسي

القصيدة ما هي بموقف ولا هي حاله القصيدة حضن روحي لو تضيق أنفاسي



مستكملاً قصيدته بالبيتين:

لو صبغت الشيب واخفيته وغاب هلاله كيف أ بصبغ قلبي الأبيض ويطلع قاسي

شبت تو احساس روحي ما فرح باطفاله ما ارتمت بنتي بحضني واشتكت من ناسي



ثم ختمها بقوله:

ماني بشاعر وطن مهما مدحت أبطاله ماني بشاعر قبيله لافتحرت بساسي

عن جميع القاب غيري مستريح وداله يكفي اني شاعر جروحي وعذب احساسي



د. غسان الحسن وجد أن نص الحربي كان جيداً، ولو أن إلقاءه – كما قال - أعلى مما يتطلبه النص الذي يعبر عن مشاعر داخلية، أما المطلع المكون من الأبيات الثلاثة فهو في منتهى الجمال، فالصورة فيه جاءت تمثيلة ومتماسكة، ذات حركة ولون وصوت، لذلك رأينا مشهداً متحركاً، كما جاءت في النص صورة أخرى بذات الطريقة.

والشاعر في نصه هذا كان ينظِّر في سبيل شرح دور الشعر في حياته، فجاء معبراً عن إحساسه، ويبوح بما في داخله، وما أعجب به د. الحسن هوالبيت الأخير (ماني بشاعر وطن مهما مدحت أبطاله/ ماني بشاعر قبيله لافتحرت بساسي)، لكنه ختم رأيه النقدي بالقول: لم يراعِ الشاعر الوزن، فعسف بالقافية في البيت الأول بسبب مفردة (كرنفاله)، كما أن اللام في مفردة (داله) في البيت الأخير جاءت مكسورة، بينما هي في بقية النص مفتوحة.



سلطان العميمي أشار إلى أن النص كان بمثابة سيرة شعرية ذاتية، وهو نص منبري أضاف إليه الشاعر من خلال إلقائه، وهو – أي النص - من بدايته إلى نهايته وضع الشاعر على منبر الإلقاء الجميل، وقد لاحظ العميمي وجود جماليات تصويرية في النص، كما الحال بالنسبة للبيت (لو صبغت الشيب واخفيته وغاب هلاله/ كيف أبصبغ قلبي الأبيض ويطلع قاسي)، كما لاحظ وجودمفردات تدل على الأصوات والحركة، وعلى مشاعر الفرح والحزن، ما منح النص حياةً، إلا أن البيت الذي علق عليه هو (ما مسحت بخدمها دمعة حزن مختاله/ ما لعبت بشعر غاليتي وطار نعاسي) إذ ليس هناك دمعة تختال على الخد، لذلك كانت صورة غير موفقة.



حمد السعيد أعجبه النص، وأشار إلى جمال الصور الشعرية، وإلى الترابط الواضح بين الأبيات، وهذا كله يؤكد حرفة الشاعر الذي استخدم اللهجة العامية في بعض مواقع نصه، وهو حق مكتسب له، ولعل أكثر ما أثار انتباه السعيد البيت (القصيدة ما بموقف ولا هي حالة/ القصيدة حضن روحي لو تضيف انفاسي)، إذ وجد عبارة (حضن روحي) من أجمل تعريفات القصيدة، كما أشار إلى روعة البيت (كل شاعر طفل يربك لا جذب مواله/ لا عزف قيثاره بصدري وذكّر ناسي)، أما البيتان (البياض اللي نسى عمري وراسي طاله/ والله إنه لوّن قلبي قبل يلمس راسي) و(عن جميع القاب غيري مستريح وداله/ يكفي اني شاعر جروحي وعذب احساسي) ففيهما صور جميلة جداً، وبشكل عام جاءت أبيات النص متسلسلة وتراكيبهها مميزة، فيها نقاء واضح، وكأن الشاعر هيأ الجمهور لما في داخله.



الديحاني.. وبئر الإبداع

النص الثاني (مفازة) ألقاه الشاعر حمدان الديحاني، وتحدث الشاعر من خلال نصه عن الصداقة، وقد فقال في الأبيات الأربعة الأولى منها:

ينامون العباد وتسبح الأرواح واعرّض صدري النسناس واضمّه

معي قلبٍ من عدود الوفا يمتاح بنى الصدق حلمه والعمر دمه

أنا اللي لا شعر بالهم ما يرتاح إلين يسولف لغاليه عن همّه

صديقي ماني بطير على الملواح لا جتّه السانحه بتمر من يمّه



ثم قال في خمسة أبيات لاحقة:

معي وردة عتاب وعطرها فوّاح ما سمّيته وانا منتظرك تشمّه

بقول اللي بقوله والقلوب صحاح عشان أوفي لنفسي وابرّي الذمّه

ترى صمتك مفازة واللسان سلاح إذا ما تحسن استخدامه مطمّه

لا يغريك الكلام ان شفت برقه لاح تحسب ان لي لسان ينقل النمّه

تراني ماني اللي لا خويّه راح يسولف فيه عند الناس ويذمّه



ليختم بالقول:

خويي لا تعتر ف الزمان وطاح اوقّف وقفة تجرح بني عمّه

أقدّم لد يديني والليال شحاح ولو ماني بمن لحمه ودمّه

ومن دون القريب ان صار زرق رماح أنا رجّال من كمّه ليا كمّه

إذا للطيب للطيب بير يارده ميّاح كبود الأقربون أولى من الجمّه



سهل ممتنع، هذا ما وجده سلطان العميمي في الديحاني، وإنساني جميل، مكتوب بصدق وبشاعرية، ومن مميزاته أن الموضوع لم يشغل الشاعر عن التصوير الشعري، حتى الأبيات مباشرة كانت جميلة المعنى، أما البيت الأخير من النص (إذا للطيب للطيب بير يارده ميّاح/ كبود الأقربون أولى من الجمّه) ففيه إشارة تركت انطباعاً عن الشاعر الذي كان يغرف من بئر الإبداع.



حمد السعيد أشار إلى آخر ثلاثة أبيات قبل البيت الأخر، حيث اختصرت ما جاء في ذلك النص الجميل، والمميز في نص الديحاني أن الشاعر لم يخرج عن موضوع الصداقة، ومع ذلك لم يأتِ الشعر مملاً، ما أعطى الديحاني انطباعاً عن ذاته، وهو الذي وظّف مفردة (ميّاح) بشكل جميل.



د. غسان الحسن أشاد بالنص الذي يحمل السلام والتسامح والمحبة مع الصديق والأخ، وهو ما انعكس على الشاعر المتصالح مع ذاته، وعلى أطراف النص كذلك، وفيما يتعلق بالكلمات فقد استخدم الشاعر الجميل منها، والخفيف غير الوعر، مبدياً إعجابه ببيت بسيط لكنه عميق (أعدي زلّتك واعدّها يا صاح/ حصاة زلّ فيها السيل من قمّه)، وبجمال الشعر والتصوير في النص الذي يحسب للديحاني.



الحجري.. لامفاتيح في النص

سعيد الحجري ألقى نصه (الأنفاس) الذي اتسم بالغموض، وبغياب شبه كامل للمفاتيح التي يمكن أن تمنح المتلقي فرصة معرفة إلى ماذا يرمي، ومما قاله في مطلع نصه:



من صحاري عمان ومحزم الاطعاس كفخ شاعر وشرّف ناسه وربعه

مثلما شرّفت الاسهم وجه الاقواس بعدما صاحت العذرى تبى فزعه

من الانفاس يبني عمر للانفاس وإذا غابت شمس يومه لها طلعه

يصحيه الاذان وف العيون نعاس عرك عينه عن نعاس بطرف صبعه



وأردف في أبيات لاحقة:

شربنا الكاس لكن ما نهينا الكاس يقولوا الاتكيت تحطبه ربعه

نقلدهم وحن لوحة تحت دباس من الغرب وتبرهم خذنا هاللمعه

يا كم معده ومربوطة من الإفلاس يا كم معده ومربوطه من الشبعه



وقفل النص بقوله:

لبسنا ثوب يسمّونه بثوب الياس مثل ما حنّ لبسنا يوم بنخلعه

ما دام خشومنا ترمس مع النسناس منثره الريح يرجع يوم ويجمعه



حمد السعيد قال إنه فهم كل بيت على حدة، إذ لم يكن في القصيدة مفاتيح، ومع أن مدخلها جميل لكنها بدت غامضة، وقد شكت من عدم ترابط الأبيات، ورغم الكوميديا التي أضافها الشاعر إلى نصه إلا أنها لم تخلُ من جمالية الصورة، ومن الترابط بين الصدر والعجز إلا في بيت واحد، وختم بالقول من حق المتلقي أن يفهم القصيدة.



د. غسان الحسن من جانبه أشاد بنص الحجري الذي يدل على شاعرية عظيمة، ولعل الشطر البيت (يصحيه الاذان وف العيون نعاس/ عرك عينه عن نعاس بطرف صبعه) يدل على ذلك، حيث الشطر بمقام قصيدة في التصوير والفكرة، أما الأبيات الأولى فهي غاية في الجمال، وفي كل بيت وجد د. غسان شيئاً لافتاً، وكذلك البيت (يا كم معده ومربوطة من الإفلاس/ يا كم معده ومربوطه من الشبعه) بما فيه من تناقض جميل، لكن د. الحسن لم يستطيع الربط بين ذلك البيت والبيت الذي تلاه (متى نهدف وحنا شغلنا حراس؟/ ولّي نحميه عاد لغيرنا نفعه)، وقال د. غسان في ختام رأيه: مع أن الشاعر ترك مفاتيح النص عنده وبما أدى إلى عدم وصول المعنى للمتلقي؛ إلا أن ذلك لا يقلل من شاعرية الديحاني العظيمة والواضحة.



إلى ذات المشكلة أشار سلطان العميمي، وهي غياب المفاتيح التي غيّبت دلالات النص، إلى جانب غياب الترابط بين الأبيات، ما أثر على النص بشكل كامل رغم كل ما فيه من شاعرية.



العنزي.. نزْف الشعر

عطالله العنزي ألقى عذب الكلام ليلة أمس من خلال نص فيه الكثير من حلاوة الحب ومن وجع الحب أيضاً، وقد قال في أبياته الأولى:

ما احتاج منك كلام احتاج منك اهتمام حلاوة الحب في صدقه وعفويته

لو ازهرت في ثرى سمعي غصون الكلام دون اهتمام ومودة كنّها ميته

نظرة وبسمه تكفي عن كلام الأنام اللي يبيّن غلا قلبك وحنيته

لو إن كسر الخواطر مثل كسر العظام كلّا جبر خاطره واقفى على نيته



واستمر في شرح حاله كعاشق بقوله:

اللي حطبني بفاسه ما تركني حطام أشعل هشيم الضلوع بنار وحشيته

ابسأله بعد هذا كيفه عينه تنام؟ ما كل من هو طليق يعيش حريته



ليختم بأبياته:

لك عرق تقدير في صدر وعذق احترام ما ينكر العهد لو ان الضما بيته

وإن كنت تحسب على ضعفه يجيك انهزام والله ليتبعك ما شفعت انهزاميته

أبشّرك تنبض أحلامه وحاله تمام لو ميسم البعد من يقوى على كيته

وليا سمعت بخبر موته وعفت المنام الله يعينك على فقده قبل ديّته



النص جميل، وفيه مفارقة بين الشاعر والمحبوب، بين الحبيب الذي يحاول إصلاح الموقف، والطرف الثاني الذي يُعرض عن ذلك. هذا ما أشار إليه د. غسان الحسن، وقد برز هذا من خلال صيغتين، صيغة المخاطب للمحبوب، وصيغة الغائب للشاعر، وذلك بهدف إيصال رسائل معينة، وبشكل عام النص مليء بالصور الشعرية المتميزة التي تحلّق في سماء الشعر.

أبو زيد الهلال
24-03-14, 07:02 PM
في أخر حلقات المرحلة الأولى من برنامج شاعر المليون بنسخته السادسة، منحت لجنة التحكيم بطاقتي التأهل للشاعرين: هلال صلفيج الشمري من العراق، ومستور الذويبي من السعودية، وكانت الحلقة قد شهدت تنافساً بين 8 شعراء هم:

من السعودية

أحمد صعفق الحربي

مستور الذويبي

عطا الله ممدوح العنزي

من الإمارات

علي القحطاني

من الكويت

حمدان الديحاني

من سلطنة عمان

سعيد الحجري

من العراق

هلال صلفيج

من مصر

علاء الرمحي (مشتهر أبوحامد نغماش سليمان)

وبهذا يكون الشاعران آخر المتأهلين إلى المرحلة الثانية بقرار اللجنة، فيما يبقى ستة شعراء بانتظار تصويت الجمهور إلى الحلقة القادمة.

أبو زيد الهلال
27-03-14, 10:18 PM
أبوظبي
الخميس, 27-مارس-2014 06:03 مساءا



الحجري 75%، والقحطاني 65% ينتقلان بالتصويت إلى مرحلة الـ28


والرمحي تنقذه بطاقة الذهب للجنة التحكيم عن الحلقة السادسة


اللجنة تطلب قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية بين 10 و15 بيتاً


أبيات علي بن شمسه السويدي معياراً للتنافس بين الشعراء








هناك اجتمع الشعراء.. في مساء الشعر وقوافيه، وعلى شاطئ الراحة الذي تمكّن خلال مواسمه المتتالية من استقطاب أعداد كبيرة من عشاق البحور، وشموس المفردات، وبديع الصور.


هناك أدلى كل شاعر بدلو شعره، فيما فنّد أعضاء لجنة التحكيم مواطن القوة والتميز والجمال والضعف في كل قصيدة من القصائد السبع التي ألقاها شعراء الحلقة الأولى من حلقات المرحلة الثانية في المسابقة الشعرية الجماهيرية التي حازت على اهتمام العامة والخاصة، واستحوذت على مساحات لا بأس بها في الصحافة بجميع أشكالها، وليلة أمس ومع آراء أعضاء لجنة التحكيم كل من د. غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد لم يِهِن الشعراء ولم يتراجع أداؤهم خلال مجريات أحداث الحلقة، رغم الصراحة، والحدّة أيضاً، لكن أحياناً، فظلوا متماسكين حتى آخر حرف ورقم.

















ليلة أمس، وفي حلقة جديدة من حلقات الموسم السادس من "شاعر المليون" الذي تشرف على تنظيمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي؛ كان في الانتظار سبعة شعراء، تنافسوا على مدى ساعتين وما يزيد على الهواء مباشرة، وعبر قناة أبوظبي – الإمارات، وكان هدف كل واحد منهم الوصول إلى بر الأمان.

















لكن قبل انطلاق أحداث الحلقة الأولى من مرحلة الـ28 تم الإعلان عن الفائزين الثلاثة الذين انضموا إلى عداد شعراء المرحلة التي بدأت ليلة أمس (الـ28 شاعراً)، وهم العماني سعيد الحجري الذي حصل على أعلى نسبة تصويت وصلت إلى 75%، إضافة إلى الإماراتي علي القحطاني/ الذي حصل على 65%، فيما ذهبت آخر بطاقات الذهب إلى المصري علاء الرمحي، لينضم هؤلاء إلى الشعراء الـ25 الذين تأهلوا خلال الحلقات الست الماضية، أما السعوديان أحمد صعفق الحربي وعطا الله ممدوح العنزي، والكويتي حمدان الديحاني الذين كانوا على قائمة الانتظار إلى جانب زملائهم فقد خرجوا عند أبواب تلك المرحلة، فغادروا مسرح شاطئ الراحة بعد فوزهم بإعجاب الجمهور ومحبته.

















عاش جمهور مسرح شاطئ الراحة ليل أمس لحظات فارقة بالنسبة للشعراء السبعة، أما محبي الشعر فقد شهدوا منافسة بين المتسابقين الذين مثلوا خمس دول عربية، وهم حمد البلوشي ومذكر الحارثي/ الإمارات، طلال بن عون/ سوريا، بدر بندر ومجلاد الفعم الرشيدي/ الكويت،أسامة السردي/ الأردن، كامل ناصر البطحري/ عُمان.

















وبينما كان مُقرراً أن يكون في الحلقة عساف التومي/ السعودية، إلا أن المنيّة التي وافت ابن شقيقه أدت إلى اعتذاره عن المشاركة، ليحل محله الحارثي الإماراتي الذي بادر للتطوّع بديلا في اللحظات الأخيرة وليكون كذلك أوّل المتأهلين للمرحلة الثالثة.

















معايير التنافس








في حلقة الأسبوع الماضي كان الناقد سلطان العميمي قد أعلن عن معيارٍ واحد لمرحلة الـ28 من البرنامج، فالمطلوب من الشعراء قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية، لا تقل أبياتها عن 10، ولا تزيد عن 15، أما المعيار الثاني الذي أعلن عنه ليلة أمس، وهو كتابة شعراء الحلقة 3 أبيات بذات معنى أبيات الشاعر الإماراتي علي عبدالله بن شمسه السويدي:








سار الكتاب اولا لفي رد كنّه عدم قرطاس لحباب








ما درى دخل في فكرته حد والا طرا له طاري لوهاب








لو هو تعذّر عذره ايسد بادري إيلن الحظ ما صاب








على أن يعيد المتنافسون صياغة تلك الأبيات على وزن آخر، وعلى قافيتين مختلفتين في الصدر والعجز، وعلى بحر مختلف، وذلك بعد انتهائهم من إلقاء قصائدهم الرئيسة، علما بأنه ليس المطلوب مجاراة الأبيات.

















حزن السردي قيمة مضافة








مع (ثاير الأوجاع) قدم أسامة السردي قصيدته التي باح من خلال أبياتها بحزنه، وبما يعيش من مشاعر ذاتية كسيرة، ومفعمة بالأمل كذلك، وفي مطلع القصيدة قال:








يا دمعة الحزن ليه الحزن با احداقي لو تصحبينه معك با غيّر النيّه








وافرح مع الناس واحلق بافاقي لو عبرتي داخل الوجدان مقريّه








لو كنت مأسور أو مكسور في ساقي وعكازة الصبر فيها سوس مبليّه








ما يمنع اني اجرّ اخطاي برهاقي زحمة أماني ونار اصرار بي حيّه








لولا الألم قيد في رجل الأمل باقي ما قيد الحلم دام اخطاي مدويّه

















وقفل نصه بأبيات تحمل روح التحدي وعنصر الأمل إذ قال:








اجمّع الغيم من فكري على أرواقي وامطر من احساسي المكنون وسميّه








يخضر نبت السعد لو جاه مرشاقي واعيش باقي العمر برياض محميّه








حققت حلمي وانا متفائل وهاقي وصفحات جل الجروح اليوم مطويّه








وعلقت عقد الفرح في جيد معلاقي يحمل شعور الرضا واشياء مرجيّه

















بادئ ذي بدء قال د. غسان الحسن إن المرحلة الثانية تعني أن نصف الذين دخلوا المرحلة الأولى وعددهم 48 أصبحوا خارج المسابقة، وهذا الأمر سيتكرر في المراحل القادمة، مشدداً على ضرورة أن ينتبه الشعراء خلال هذه المرحلة.








وحول القصيدة التي ألقاها السردي أضاف د. غسان أن الشاعر خطا في قصيدته تلك نحو مستوى أعلى، إذ كانت قصيدته السابقة التي قدمها في المرحلة الأولى أقل شأناً، أما قصيدة أمس برأيه فكانت جميلة ومتماسكة، فيها نوع من الصراع بين الحزن والإحباط، وثمة مفردات تنمّ عن ذلك (مأسور، مكسور، قيد الحلم)، وكلها تحمل تعبيراً عما يحيط بالشاعر من سلبيات.








وفي النص أيضاً مفردات دالّة على الأمل مثل (الأماني، متفائل وهاقي)، ومفردات دالّة على الصراع (برهاقي، اعماقي)، لتأتي بعد ذلك مرحلة الانفراج التي تبدو في عدة مفردات تدل على الطموح، فالنص – حسب د. غسان - يحمل نفَساً درامياً وصراعاً بين أمرين، وبعد وصول الشاعر إلى قمة الصراع جاءت الانفراجة في لحظة تنوير تنتهي بإيجابية، وفي ختام حديثه قال د. الحسن إن بناء النص جميل ومتقن، وفيه صور رائعة.

















سلطان العميمي بدأ من فكرةِ ذاتيةِ القصيدة، فبينما انكفأ الشاعر فيها على ذاته، غاب الآخر عنها، إلا في إشارة واحدة جاءت في البيت (وافرح مع الناس واحلق بافاقي/ لو عبرتي داخل الوجدان مقريّه) لكنها إشارة ضعيفة، وهذا ما جعل الشاعر يذهب إلى أنسنة الأشياء كما ورد في (جيد معلاقي)، وكان هذا هاماً لإيجاد الحياة في القصيدة التي تحمل نوعاً من الجمود، مشيراً إلى جمال المطلع الرائع، وإلى التصوير المميز، والسوادوية الواضحة.

















حمد السعيد من جهته أشاد بحضور أسامة الذي بدا أنه أفضل من حضوره في المرحلة السابقة، وبجمال النص كذلك رغم كمية الحزن الكبيرة الموجودة فيه، ومع ذلك الشطر الثاني من البيت الأول فيه إصرار على التفاؤل (يا دمعة الحزن ليه الحزن با احداقي/ لو تصحبينه معك با غيّر النيّه)، مشيراً أن النص على بحر الهجيني الطويل، أي البحر البسيط في الشعر الفصيح، وهو من البحور الجميلة حسب قوله، أما التسلسل والترابط في النص فقد كان واضحاً، علماً أن هناك قمعاً ذاتياً تمثل في (حيل مشقيّه)، كما فيه تحدٍّ للواقع ظهر في (دروب مخفية).

















اعتراف على "المنكوص"








بدر بندر ألقى قصيدة موضوعها عاطفي، وهي بمثابة حديث عن النفس تركت وقعها في نفس الناقد حمد السعيد، والتي بدأ الشاعر مطلعها بعبارة (سها الليل)








سها الليل عن موعد حضور النهار وطال وبدت للقلوب الحزّه اللي تغيّرها








ندوّر على أنفسنا من الحل للترحال ونتعب من أنفسنا وحنّا ندوّرها








وأنا تايهٍ بين المقادير والآمال أخاف المسافات الطويلة وأسافرها








وحيد ووجيه الناس واجد ووجهي ذال من الناس واللي تحمله في سرايرها

















ومما أضافه في أبيات النص:








تلاشت عن الميعاد والشوق والمرسال وأنا كنت ذاكر بس عاجز لا أذكرها








كثير الكلام اللي لها من لسان الحال له سنين حابس نفسه بصوت شاعرها

















ثم ختم نصه بالأبيات:








حكايه طويله كل ليله تجوب البال يفرّحني أوّلها ويؤسفني آخرها








بكتها المدامع قبل توقف على الاطلال ورثتها القصايد قبل تصعد منابرها








على كثر ما فاض الورق والقصيد انهال على كثر ما نفسي تشحّ بمشاعرها








ولا كل كلمه ف الضمير الصحيح اتقال اصحاح الظماير مشكلتها ظمايرها

















الموضوع ذاتي بشكل كبير جداً كما قال سلطان العميمي، وتدور القصيدة في فلك المشاعر الخاصة بالغربة والكربة والضياع والخوف والبعد، وكأنها لحظات اعتراف، مشيراً العميمي إلى أن القصيدة ليست منبرية بطريقة العرض والحضور، وهي ذات بناء محكم، إذ ليس فيها تفكك أو فجوات، وقد كتب بدر الصور الفنية في قصيدته بخبرة شاعر، أما البيت (جفّت الأرض واختارت لها ف السما منزال/ رمتني بماضيها وطارت بحاضرها) ففيه إبداع وجمال يطول الحديث عنهما.

















حمد السعيد أكد أن بدر بندر هو سمو الشعر، كما أنه شاعر الحضورين، أي الحضور الشخصي والحضور على الكرسي، وقد وجد السعيد في كل بيت جمال، بدءاً من أبيات المقدمة، وأشار كذلك إلى أن المجتمع بحاجة إلى الطرح الذي قدمه الشاعر، والذي ينبذ الفتن وغوغاء الفتاوى، والنص كما قال السعيد على وزن "نجم الطواريق" أي المنكوص، وبينما أسعده البيت الذي قال فيه الشاعر (حكايه طويله كل ليله تجوب البال/ يفرّحني أوّلها ويؤسفني آخرها)، فإن أكثر ما أسف عليه السعيد أن قصيدة بدر انتهت، ذلك أن ما جاد به بدر من الشعر أمتع السعيد الذي قال إن ختام القصيدة جاء ناضجاً، وهو ما تجلى في البيت (ولا كل كلمه ف الضمير الصحيح اتقال/ اصحاح الظماير مشكلتها ظمايرها).

















في النص نوع من الفلسفة الإنسانية والوجود.. هذا ما وجده د. غسان الحسن، والبيت الذي قال فيه الشاعر (وأنا تايهٍ بين المقادير والآمال/ أخاف المسافات الطويلة وأسافرها) يذهب إلى ذلك، فالأقدار إجبارية لا مفر منها، في حين أن الآمال ذاتية وتتوقف على الاختيار الشخصي، كما أن الصراع والتيه بين مفهومي المسيّر والمخيّر قد أكثر الفلاسفة من البحث فيهما.








ولما ذهب الشاعر إلى البيت (خذا الله روح استئصلت مني استئصال/ رساله وحمّلها المنايا تطيّرها) فقد أوجد لحكاية الموت فلسفة أخرى، بالإضافة إلى البيت (جفّت الأرض واختارت لها ف السما منزال/ رمتني بماضيها وطارت بحاضرها)، وفيه أشار الشاعر أن الموت تغيير بين الزمان والمكان، ومن الأرض إلى السماء، وبين الماضي والحاضر، والقصيدة بشكل عام - كما أضاف د. غسان - تناوبت على عدة أفكار، ومنها (زاول، زمان، زال) وعلى حرف الزاي، فكان ذلك جميل جداً.

















رسالة على بحر الرجز








حمد البلوشي الذي حلمه أن يكون مبدعاً ومتفوقاً اختار نصاً موضوعه اجتماعي بعنوان (أكرمكم أتقاكم) ومما جاء في أبيات مقدمته:








طارقن باب فكري عزيز المقام واعرفه لّي نخيته تعزوى وقام








فزّ فزّة شميمي بلا سين جيم سل سيف الغمامه بيوم الزحام








شق درب المعالي وعن الحروف يوم ركب القوافي تحث المشام








اعتلينا ع رجم حضنه السحاب وابتدينا السوالف كضرب السهام

















وأضاف في المتن:








وفاض غيض التباغض من صدور قوم واحيوا النعره الميته كم عام








وكلهم في سجل انسجته الحروف نوح ابيهم بني ما بنى للسلام








ليتهم للأمر يا عمر مدركين يفقهون الفوارق بقوم الامام








كلكم لآدم وآدم من تراب دمت يالفعل حي وترم العظام








الاسم ما براس مال الرجال كل حاتم سخي كل عنتر همام

















وقفل قصيدته تلك بالأبيات الثلاث:








نشّ من غفلتك سهو داء القلوب ما تصحي الضماير عقولن نيام








سوق للطيب طيرك وهذ العزوم واطلب العز لو كان فوق الغمام








دام ربي خلقنا وحن له عبيد اكرم الناس اهل التقى يا كرام

















حمد السعيد أكد أن الشاعر فريد، دخل مدخلاً ذكياً، والنص واضح الموضوع والرسالة، وهو ينهى عن التفرقة والنعرات القبيلة والطبقية وهو ما يتمثل في البيت (دام ربي خلقنا وحن له عبيد/ أكرم الناس اهل التقى يا كرام)، أما طرق النص فقد كان مميزاً.








أما د. غسان الحسن أشاد بجمال ما ألقاه الشاعر، كما أشار إلى أن الشاعر استخدم وزن الرجز في النبطي، أي البحر المتدارك في الفصيح، وهو وزن راقص لمن يعرفه وينسج عليه قصيدة جميلة كقصيدة البلوشي، مشيراً إلى أن في النص رموزاً وطنية كالتي جاءت في البيت (فزّ فزّة شميمي بلا سين جيم/ سل سيف الغمامه بيوم الزحام)، حيث (سيف الغمامة) هو سيف زايد الأول الذي يقال إنه قطع ظهر بعير، ومن الجميل أن يأتي الشاعر بذاك الرمز للتذكير بالاسم الذي كان له شأن في الماضي، وفي البيت (ضاع بين الشقوق التفاف العروق/ وافتخر ولد حام على ولد سام) قلب الشاعر الآية، حيث من المفترض أنّ ولد سام هو الذي افتخر على ولد حام، أما الجميل في النص فهو توظيف اللقطات الدينية من الأحاديث والآية القرآنية التي تجعل المقياس الوحيد بين البشر هو التقوى وليس المال أو المنصب.

















سلطان العميمي من ناحيته قال إن في النص جماليات كثيرة، والتصوير الشعري في الأبيات الأربعة الأولى فيها حركة وضجيج، كما في النص أيضاً سجع أعطاه زخماً، وقد اتكأ الشاعر على ثقافة متعددة المشارب دينية وتاريخية، أما فكرة النص فهي هامة وتحمل وعياً كبيراً، في حين يشير البيت (الاسم ما براس مال الرجال/ كل حاتم سخي كل عنتر همام) إلى عمق كبير.


























طلال يفتح سؤال الحنين








الحنين كان موضوع قصيدة طلال بن عون التي انتُقد فيها على طريقة الإلقاء، ومع ذلك ظل مبتسماً بشوشاً لأن ملامح وجهه كما قالت د. نادياً بوهنّاد هكذا، أما قصيدته فهي جميلة المعنى والسبك، حيث قال في أبياتها الأولى:








بدا ليل الحنين ومروا الغياب على بالي وحزني شرّع أبوابه








وأنا الراحل غريب بلا أهل واقراب وحيد بالمساري متعب ركابه








يدوّر بالمنافي عن وطن وتراب معه باقي غلا واشواقه








صدق في وقت فيه الصادق الكذاب ونّوت بالورق صدقه وغنابه

















فيما قفل قصيدته الأبيات التي قال فيها:








تمر الذكريات ف باله المرتاب ويتمنى تجيب إن مرت احبابه








يطيّر حروفه للحنين اسراب ويزرع بالورق وصله لغيابه








تمادى بالصبر با فرحه اللي غاب وضاق ابه الفضا ما ضاقت ثيابه








يحن لخبز امه مشبّه الاغراب ويسولف للصحاري كذبة الغابه

















د. غسان الحسن كان أول المتحدثين في لجنة التحكيم، فقال إن قصيدة موقف حزين، ولكن طلال ألقاها وكأنها منبرية، ولم يراعِ موضوعها، فكان تفاعله زائداً، ومع ذلك فإن القصيدة تعتبر نقلة نحو الأمام، وهي التي تحدثت عن الحنين والوحدة والاغتراب والغياب والألم، في حين أن الجماليات التي وردت في القصيدة أوضحت ما قبل ذلك الحزن، وفتحت لنا السؤال عما بعده، فكان الشاعر موفّقاً فيها، وأغنى نصه بالتالي عن السؤال ماذا من قبل، وماذا بعده.








ثم أشار د. غسان إلى البيت الأخير (يحن لخبز امه مشبّه الاغراب/ ويسولف للصحاري كذبة الغابه) باعتباره بيت رائع الجمال، وينعكس على الحالة الإنسانية.

















وفي النص تميز وإظهار للموهبة الحقيقة - كما قال سلطان العميمي -، فالحزن فيه غير مغلف بالسوادية ودليل ذلك البيت (تساقط من غصن عمره كثير اصحاب/ مثل دمع تساقط من ورا اهدابه)، وكذلك الأمر بالنسبة للبيت (يحن لخبز امه مشبّه الاغراب/ ويسولف للصحاري كذبة الغابه).


























حمد السعيد وجد أن الشاعر كتب إحساسه في البيت الثاني، وترجم فيه معاناته، وهو الغريب بين أهله، الرحال، المسافر، وفي سياق عرض رأيه أشار السعيد أن كل بيت هو قصيدة، ويدل على عِظم المشاعر والإحساس العميق.

















حكاية ساري نضج وذكاء








مع (حكاية ساري) كان الجمهور مع كامل البطحري الذي أبدع صورة وإلقاء للأبيات التي بدأها من:








ساري بوادِ يفك أبواب للتايهين قمراه مدّ الظلام كفوفه وخمّها








سهيل وادع وجدامي صخت سمرتين وطيت وحده والاخرى من يمّها








سمعت ناقه خلوج تجر صوت الحينين ذبحوا ولدها وقبله فاقده أمها








جرّيت صوتي بونّة كلنا فاقدين والريح تعزف ربابة همي وهمها

















وأبدع مضيفاً:








حبيبتي تهدي الانفاس للأكسجين والثوب كسّر زجاجة عطره وشمّها








تحارب لحافها لا حسّت بحرّ لين ترميه تحت وتنام ويرجع يضمّها








بنت بريئه بلحظة تعقج الحاجبين تتناثر من الزعل بكلمه آلمها

















ثم أنهى نصه بالأبيات:








شفتك وأيقنت أن الدمع للميتين ونفسي بغمّك لقت متنفّس لغمّها








وأنا وجرحي لجرحك كلنا شاكرين هذا ضيا الشمس طال الظلكة وخمّها








بنشر لدرب الشويميه وهالسمرتين بتبسّم لشوكها وآمر من يمّها

















سلطان العميمي بدأ من حضور كامل الجميل، ثم عرّج على إلقائه المميز الذي يتلاءم والقصيدة التي لا تقل نضجاً عن القصيدة التي قدمها الشاعر في المرحلة الأولى، مضيفاً أن التماسك في (حكاية ساري) كان متميزاً، فعدم وجود حشو فيها والتصوير الشعري الدرامي الذي لم يخفف من الشاعرية مسألتان جعلتا القصيدة قوية، وهي التي حملت التقاطات رائعة للشاعر، من بينها البيت الذي قال فيه (جرّيت صوتي بونّة كلنا فاقدين/ والريح تعزف ربابة همي وهمها)، والبيت الذي قال فيه الشاعر (تحارب لحافها لا حسّت بحرّ لين/ ترميه تحت وتنام ويرجع يضمّها)، وأخير الإشارة إلى الغمازة التي ورد في البيت (في خدها عين تتخبى عن الناظرين/ تطلع مع الابتسامة تنظر لفمها).


























حمد السعيد وصف كامل البحطري بأنه مبدع كعادته، حيث التصوير جميل في العديد من الأبيات، ومن بينها (حبيبتي تهدي الانفاس للأكسجين/ والثوب كسّر زجاجة عطره وشمّها)، والبيت (تحارب لحافها لا حسّت بحرّ لين/ ترميه تحت وتنام ويرجع يضمّها)، فهو يُظهر تجديداً وابتكاراً في الصورة الشعرية التي تنم عن ذكاء يمتلكه الشاعر، فلم يسبقه إليها أحد، منوهاً في سياق حديثه إلى عدة أمور، أولها أن المتلقي يريد الجديد، وثانيها مفردة (لهين) التي تعني إلى أين، وثالثها (خلوج) أي الناقة الميت ابنها والتي كانت بمثابة ملهمة للشاعر الذي ألقى نصاً جميلاً.

















د. غسان الحسن وصف كامل البطحري أنه شاعر مُجيد فيما سبق وقدمه، وفيما قدمه أمس، والنص علاوة على الجمال الشعري الموجود فيه فقد حبكه الشاعر بنسيج شعري لطيف، أخفى داخله عواطف ومشاعر ومواقف اجتماعية، كما في البيت (شفتك وأيقنت أن الدمع للميتين/ ونفسي بغمّك لقت متنفّس لغمّها) وهذا الموقف لا يعرفه إلا من مرّ به، فهو دقيق التصوير للمشاعر، فيما جمال الإخفاء والبوح يظهر في البيت (حبيبتي تهدي الانفاس للأكسجين/ والثوب كسّر زجاجة عطره وشمّها)، وهو مترابط جميل، ورغم أن النص مكون من مستويين، إلى أن المفاتيح معلّقة لمن يريد الولوج إليها.


























مجلاد الفعم الرشيدي ألقى ليلة أمس على خشبة مسرح شاطئ الراحة قصيدة (سبع الإمارات) التي لم يكن موفّقاً فيها حسب آراء أعضاء لجنة التحكيم، والتي جاء في مطلعها:








وقف فوق ذلع ومد شوفه على ما بان ورسم مجد الآمة لا يرسم امجاه








صوّت على راشد وراشد وسيع بطان خوي الدروب ومحزم الشيخ وسناده








تلاقوا على شيمة عرب واخوان وصارت لهم سبع الإمارات سجّاده








هنا سطر التاريخ يا زايد نهيان على العز شعب وأرض وصروح وقياده








وهنا تثمر الاوطان حرية الانسان وهنا ينبني مستقبل لطفل بمهاده

















مضيفاً:








يعاني من الحرمان ومعاند النسيان ويكره شعور الضعف والناس نقّاده








بعد طول صبر وضيق بال وسنين احزان حوته القلوب اللي تبشره باعياده








على شاطي الراحة كتبت للوفا عنوان ورمى وردتين الوجد في يوم ميلاده

















ليختم بالبيت:








ترفرف طيوره في سماها بلا جنحان مثل ما تروفرف بالعلا راية بلاده

















حمد السعيد أشار إلى الذكاء الموجود في مدخل القصيدة (وهنا تثمر الاوطان حرية الانسان/ وهنا ينبني مستقبل لطفل بمهاده)، وإلى العديد من المفردات التي تدل على ثراء النص، والذي لم يجد فيه د. غسان الحسن ما يدل على عنوانه (الإمارات السبع)، ففيه حشو لا قيمة له في الشعر، وقد انقسم النص بين النفس وبين الموضوع، معتقداً أن التكلف كان هو الأوضح فيه.

















أما ما لفت إليه سلطان العميمي أن المقدمة جاءت جميلة، لكن المشاعر في النص تفوقت على الشعر رغم أن الأبيات تحمل تصويراً شعرياً جميلاً، مثلما البيت (ترفرف طيوره في سماها بلا جنحان/ مثل ما تروفرف بالعلا راية بلاده)، وكان يتمنى العميمي لو أن الشاعر أكثر من ذلك، غير أن مجلاد وقع في النمطية حين عطف الكلمات كثيراً بحرف الواو.

















مذكر الحارثي كان آخر من تقدم من شعراء ليلة أمس وألقى نصاً نقله إلى المرحلة الثالثة من شاعر المليون، على الرغم من أن النص كتبه حديثاً، أي بعد موافقته على طلب لجنة التحكيم انضمامه إلى البرنامج في ظل غياب التومي لأسباب طارئة، ومن مطلع نصه:

















تغنينا القصايد والفرايد للعلا ناظور عيونه شافت المجد بسماي يفل جنحنه








لمحته والخيال طيور تعشق صفقة الجمهور اجنحها فكر وتغرق الكايد بدمآنه








حضرت أفرش مسامعكم زهر لابداعي المحكور وقبل أدعي الهواجس جاتني الأبيات طربانه








أبا أنحت من حروف الشعر في قلب الزمان سطور وابا انثر صوتي المفعم شعر لين اشبع آذانه








أبا أغدق ذوقكم من غيمة احساسي نغم وحضور ثمر شعري تدلى صفقوا ويودع اغصانه

















وقال أيضاً:








انا ابن الجيل وان شكيت أوضاعنا معذور كبرنا صغار واللي مثلنا في قيد خذلانه








بداخلنا الم لو هي ملامحنآ فرح وسرور وانا صوت الجموع اللي من الأحداث حيرانه








تعبت من الفتاوي والدروب اللي جفاها النور وتاهت خطوتي وين الصحيح؟ وكيف برهانه !








ابا اتبع من وأخلي من وميدان إل دعاه يفور ورفوف عقولهم من وفرة التبرير مليآنه

















وأنهى نصه بالأبيات التي قال فيها:








تعالوا نبني قصور الولا والحب دون قصور ترى ما للولد غير البلد لا جارت أزمانه








ولانا هامته فوق السحاب وله بالأرض جذور وغلانا للوطن ما مثله الا حب شيخانه

















النص تفاعلي وجد هوى في نفوس السامعين مثلما أشاد د. غسان الحسن، ربما لأنه يلامس الواقع، وقد انقسم النص إلى عدة أقسام، أولها تجلى في الأبيات الستة الأولى التي كانت بمثابة اعتزاز بالشاعرية، ثم الذهاب إلى تشخيص الواقع والفتاوى، وقد أحسن الشاعر في تجسير الفجوة التي وقع فيها، والجميل في النص أن الشاعر لما وصل إلى (تعبت من الفتاوي والدروب اللي جفاها النور/ وتاهت خطوتي وين الصحيح؟ وكيف برهانه ) أظهر عدة استفهامات عبرت عن التيه لكثرة القضايا التي تطرح على الشاعر.

















سلطان العميمي قال إن القصيدة منبرية حماسية جميلة، تدل على تجربة جميلة في المسابقة، ورغم أن موضوعها لا يختلف عن سابقه الذي قدمه الشاعر في المرحلة الأولى، إلا أنه متنوع في الصور، ومفرداته كثيرة تدل على سعة قاموس الشاعر، وبينما البيت الأول فيه إشارة للسماء، فإن في الختام إشارة للسحاب، أما المقدمة المكونة من ستة أبيات فكان من الممكن اختصارها من دون أن يتأثر النص.

















أول ما لفت إليه حمد السعيد هو تمكن مِذْكر من كتابة الشعر والجمال الذي تمثّل في البيت (تغنينا القصايد والفرايد للعلا ناظور/ عيونه شافت المجد بسماي يفل جنحانه)، ثم أشار إلى المخزون اللغوي الذي يمتلكه الشاعر الذي هيأ المتلقي في القصيدة، ووضع الحلول فيها من خلال البيت (ولانا هامته فوق السحاب وله بالأرض جذور/ وغلانا للوطن ما مثله الا حب شيخانه).

















ختام مدهش








مع انتهاء الشعراء من إلقاء قصائدهم خضعوا للاختبار الثاني في الحلقة، والذي تمثل في كتابة ثلاثة أبيات بترتيب مختلف لأبيات علي عبدالله بن شمسه السويدي، مع الحرص على تغيير القافية في الصدر والعجز، واستخدام بحر آخر، وقد قال د. غسان الحسن فيما كتبوا إن الشعراء أبدعوا، فطروحاتهم فيها جمال وكثير من الإبداع، لكن منهم من نسي استبدال الوزن، وهو ما أشار إليه سلطان العميمي، منتقداً أن بعض الشعراء جاروا الأبيات وهذا لم يكن مطلوباً، في حين قال حمد السعيد إن الشعراء كانوا مبدعين، وثمة فروقات فردية بينهم.

















واختتمت الحلقة بإعلان درجات كل من جمهور الانترنت والمسرح ومن ثم لجنة التحكيم، وحسب النتائج فقد حصل مذكر الحارثي على 50% من التصويت عبر الويب، و47% بالنسبة لتصويت المسرح، أما اللجنة فقد أعطته 48 درجة، وهي أعلى الدرجات التي أهلته للانتقال إلى المرحلة الثالثة، فكانت المفاجأة والدهشة، فالشاعر الذي انضم على عُجالة إلى الحلقة الأولى من المرحلة الثانية، استطاع أن يكسب الرهان، والدرجات ويكون أول المتأهلين للمرحلة الثالثة.

















أما باقي المتسابقين في هذه الحلقة فقد حصلوا على الدرجات التالية حمد البلوشي / الإمارات 47 درجة، طلال بن عون/ سوريا 45 درجة، بدر بندر/ الكويت 47 درجة، ومجلاد الفعم الرشيدي/ الكويت 43 درجة،أسامة السردي/ الأردن 44 درجة، كامل ناصر البطحري/ عُمان 47 درجة.

















هكذا اختتمت حلقة ليلة أمس من المسابقة التي يعدّها في موسمها السادس الإعلامي والشاعر عارف عمر، ويقدمها الإعلاميان حسين العامري وشيما نجمة شاطئ الراحة هذا العام، وتعرضها على الهواء مباشرة قناة أبوظبي – الإمارات، ثم قناة بينونة مسجلة، وتبثها أيضاً أبوظبي إف. إم.








وكان تقريراً عن مدينة مصدر قد عرض خلال الحلقة يعرّف بها، وبمستقبل الطاقة في أبوظبي، ثم أطل من استوديو البرنامج الإعلامي عارف عمر ود. ناديا بوهنّاد حيث استعرضا أداء الشعراء السبعة في الحلقات السابقة، وأثر تأهيل اللجنة وتصويت الجمهور على أدائهم وعلى حضورهم على المسرح، مشيرة د. بوهنّاد إلى أن الشعراء يظهرون أفضل ما لديهم، رغم أن شخصياتهم على خشبة المسرح مختلفة إلى حد ما عما جاء في الاختبار الأول، وكان بعضهم رائعا في حلقة الأمس، وبعضهم جيدا، وكان إلقاؤهم فيه من الروعة ما أثار إعجاب د. ناديا، وكذلك حضورهم.

















والجدير بالذكر أن هذا الموسم يتكون من 5 مراحل، أولها مرحلة الـ48 الأولى، وفي كل حلقة من حلقاتها التي امتدت على مدى (6 حلقات) شارك 8 شعراء، وقد راعت لجنة التحكيم في ذلك تنويع الجنسيات، وكذلك تنويع التجارب والمدارس الشعرية، وفي تلك المرحلة تنافس 15 شاعراً من السعودية، 9 شعراء من الكويت، 4 شعراء من الإمارات، 5 شعراء من سلطنة عُمان، 4 شعراء من الأردن، شاعران من البحرين، شاعران من سوريا، شاعران من العراق، شاعران من اليمن، وشاعر واحد من قطر، وآخر من مصر، وثالث من السودان.

















وخلال مرحلة الـ28 سيتنافس الشعراء على مدى 4 حلقات، ليتأهل منهم 12 شاعراً إلى المرحلة الثالثة،








بحيث سيتأهل خلال المرحلة شاعر واحد بقرار لجنة التحكيم، وشاعران بتصويت الجمهور، والمتأهلون الـ12 سيتنافسون على مدى 3 حلقات، ليتأهل منهم 6 شعراء إلى المرحلة قبل النهائية، ومن هؤلاء ينتقل 5 شعراء إلى الحلقة النهائية التي يتم اختيار الفائز الأول فيها من تقييم اللجنة التي يصل إلى 60%، وتصويت الجمهور البالغ 40%، ليحمل الفائز لقب "شاعر المليون" للموسم السادس، ويرفع بيرق الشعر.

















أما الشعراء الـ12 الذين فاز وا بقرار لجنة التحكيم من المرحلة الأولى فهم: من السعودية عساف التومي (49 درجة)، علي القرني (46 درجة)، مستور الذويبي (49 درجة)، ومن الإمارات مذكر الحارثي (48 درجة)، سيف سالم المنصوري (50 درجة)، ومن الكويت عبد الله الحيلان (49 درجة)، بدر بندر العتيبي (49 درجة)، ومن العراق هلال الشمري (48 درجة)، فلاح البدري (49 درجة)، من سوريا حامد الكوكو (48 درجة)، من اليمن محمد قاسم الحجاجي (49 درجة)، وأخيراً من عمان حمود اليحيائي (48 درجة).

















فيما تأهل 12 شاعراً بتصويت الجمهور، وهم: سعيد الحجري/ عُمان 75%، كامل البطحري/ عمان 74%، محمد جخير العرجاني/ البحرين 71%، حمد البلوشي/ الإمارات 69%، بخيت علي البريدي المري/ قطر 65%، علي القحطاني/ الإمارات 65%، عبدالله محمد السرحاني/ الأردن 62%، عبدالله العنزي/ الكويت 61%، مجلاد الفعم/ الكويت 60%، طلال بن عون/ سوريا 58%، أسامة محمد السردي الزواهي/ الأردن 57%، علي الغنبوصي التمامي التميمي/ سلطنة عمان 52%.

















وقد ذهبت بطاقات العبور الذهبية إلى كل من الكويتي أحمد المجاحمة، والسعوديان وديع الأحمدي وعبدالله مدعج المطيري، والمصري علاء الرمحي.

أبو زيد الهلال
08-04-14, 05:11 PM
اعتذر عن الانقطاع وسااعود اليكم

أبو زيد الهلال
09-04-14, 06:12 PM
أبوظبي
الثلاثاء, 01-ابريل-2014 09:04 مساءا


تنطلق مساء غدٍ الأربعاء من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الحلقة الثامنة من حلقات البث المباشر لبرنامج ومسابقة شاعر المليون، والتي سيظهر خلالها 7 شعراء من الشعراء الـ 28 الذين تأهلوا إلى المرحلة الثانية إما بقرار اللجنة أو بتصويت الجمهور أو بإحدى البطاقات الذهبية الأربعة التي بحوزة لجنة التحكيم.




أما عن آلية التأهل في هذه المرحلة المكونة من أربع حلقات، ستختار لجنة التحكيم شاعر واحد في كل حلقة ليتأهل للمرحلة الثالثة، فيما يختار الجمهور شاعرين للمرحلة الثالثة بحصولهما على أعلى نسبة تصويت، وبالتالي سيكون هناك 12 شاعرا سيتنافسون في المرحلة القادمة على الفوز بلقب "شاعر المليون" للموسم السادس، ورفع بيرق الشعر.




والشعراء السبعة الذين سيطلون على الجمهور في هذه الحلقة مساء غدٍ الأربعاء، والتي ستبثها على الهواء مباشرة قناة أبوظبي ـ الإمارات وتعاد على قناة "بينونة" سوف يكونون من جنسيات مختلفة فمن السعودية سيكون هناك الشاعران علي حسن القرني ووديع الأحمدي، ومن الكويت الشاعران أحمد المجاحمة وعبدالله الهذال، ومن قطر الشاعر بخيت المري، أما من سلطنة عُمان سيكون الشاعر زكريا الزغاميم، كذلك سيكون هناك الشاعر العراقي فلاح البدري.




والجدير بالذكر أنّ الحلقة السابعة التي عُرِضَت يوم الأربعاء الماضي كانت قد شهدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور وقد تنافس فيها أول سبعة شعراء ضمن هذه المرحلة على مسرح شاطئ الراحة، وقد أهّلت لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد، والباحث سلطان العميمي، الشاعر مذكر الحارثي من دولة الإمارات بعد أن منحته 48 درجة من أصل 50.




أما الشعراء الستة الذين ينتظرون نتائج تصويت الجمهور، فقد تفاوتت الدرجات التي منحتها لجنة التحكيم لهم، حيث حصل الشاعر الإماراتي حمد البلوشي على 48 درجة، في حين حصل الشاعربدر بندر على 47 درجة والشاعر مجلاد الفعم الرشيدي على 43 درجة وكلاهما من الكويت، أما من عُمان فقد استحق الشاعر كامل ناصر البطحري 47 درجة، في حين حاز الشاعر الأردني أسامة السردي على 44 درجة، وأخيرا نال الشاعر السوري طلال العون على 45 درجة من أصل 50 درجة.




و سيبقى هؤلاء الشعراء الستة بانتظار نتائج تصويت الجمهور عبر رسائل الـSMS ، فنتيجة التصويت قد تقلب الموازين، حيث أن الشاعران اللذين سيحصلان على أعلى مجموع درجات التحكيم والتصويت سيتم تأهيلهما إلى المرحلة التالية من البرنامج، وفي حلقة الغد سيتم الإعلان عن اسمي هذين الشاعرين الذين سيحظيان بفرصة الانتقال إلى المرحلة الثالثة من هذه المسابقة التي باتت تحظى باهتمام ومتابعة واسعة من قبل الملايين من مُحبي الشعر النبطي الأصيل، ومن قبل وسائل الإعلام العربية والدولية.

أبو زيد الهلال
03-05-14, 08:40 PM
أبوظبي
الخميس, 01-مايو-2014 07:05 صباحا

من مسرح الأضواء، وحيث اجتمع الشعر مع النقد؛ انطلقت ليلة أمس الأربعاء أحداث الحلقة الـ12 من حلقات مسابقة "شاعر المليون"، الحلقة الثانية من حلقات المرحلة الثالثة، التي نقلتها على الهواء مباشرة قناة أبوظبي – الإمارات، ضمن أجواء متفرّدة، فكل شاعر ألقى قصيدة ليلة أمس بدا في أجمل حالاته، وأبهى حضوره، ولم يفسد رأي اللجنة – وإن كان قاسياً – بهاءه وارتياحه لما قدّم، كما لم ينتاب أي واحد منهم حس القلق والتوتر.




خمسة شعراء من خمسة دول مثّلوا جمال الشعر ليلة أمس في مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، بحضور جمهور غفير، وزملاء شعراء سواء من أؤلئك الذين خرجوا من المسابقة في مراحلها السابقة، أو ممن لم يعيشوا تجربة المسابقة أصلاً، وإلى جانب هؤلاء أصدقاء الشعراء الخمسة وذويهم وأحبتهم ومشجعيهم، الذين جاءوا ليساندوا من يخوض منافسةٍ كان أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كانت حامية.


فابن البحرين لم يقل شاعرية عن ابن العراق، وابن السعودية لم ينهزم أمام إبداع ابن الإمارات، وابن الكويت جاراهم جميعاً وتفوق فيما اجترح، فتكاملوا إبداعاً وتألقوا قبل أن يتنافسوا.




الذويبي بتأهل بـ63%


في مطلع حلقة ليلة الشعر والأُنس وقبل الإعلان أسماء الشعراء الذين سيتنافسون، أعلن حسين العامري عن المتأهل الثاني إلى نهائيات "شاعر المليون" من بين الشعراء الأربعة الذين كانوا على موعد مع إعلان النتائج التي جاءت بتصويتٍ من جمهور المسابقة، إذ وصلت درجات مستور الذويبي العتيبي/ السعودية إلى 63%، فاستطاع بذلك الوصول إلى المرحلة الرابعة، والتي سيجتمع فيها مع من فاز وسيفوزمن حلقات المرحلة الثالثة، لينضم بذلك إلى زميله كامل البطحري الذي كان قد حصل في الحلقة الماضية على 48 درجة من لجنة التحكيم، أما بقية زملاء مستور فقد جمعوا درجات أقل، فحصل الكويتيان أحمد المجاحمة على 54 درجة، وعبدالله الهذّال على57 درجة، ومثلها ذهبت لمِذْكِر الحارثي/ الإمارات.




أمسية حافلة


إلى مسرح شاطئ الراحة تمام الساعة العاشرة ليلاً انطلقت المسابقة بخمسة فرسان جدد، وهم بدر بندر/ الكويت، عبدالله المطيري/ السعودية، علي القحطاني/ الإمارات، محمد العرجاني/ البحرين، هلال بن صلفيج الشمري/ العراق، ليخضع كل هؤلاء لتحكيم لجنة النقد المكونة من د. غسان الحسن، الشاعر حمد السعيد، الباحث والكاتب سلطان العميمي.




وكانت حلقة الأمس حافلة، بدءاً من تقرير تلفزيوني حول مهرجانات المنطقة الغربية التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي وخاصة مهرجان الغربية للرياضات المائية المقام حاليا على شاطئ مدينة المرفأ، ومن ثم تقرير آخر حول زيارة شعراء الحلقة لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية واستضافة أحد أبنائها على المسرح وكذلك حرفيين من نادي تراث الإمارات.




وحول التجربة الجديدة التي يخضع لها شعراء الأمسية، طلب د. غسان الحسن من الشعراء المشاركين تقديم خمسة أبيات موضوعها وطني حرة الوزن والقافية، وهم الذين بقدرِ ما أبدعوا، بقدر ما كانوا توّاقين لسماع النتيجة التي انتهت إلى تأهّل علي القحطاني بـ49 درجة بقرار اللجنة إلى المرحلة الرابعة، فيما على بقية الشعراء الانتظار أسبوعاً لمعرفة نتائج التصويت عبر الرسائل النصية، بعد أن حصلوا على درجات متفاوتة من اللجنة، حيث حصد البحريني محمد العرجاني 48 درجة، في حين كل من الكويتي بدر بندر والسعودي عبدالله المطيري نالا نفس الدرجة وهي 47 درجة، أما العراقي هلال الشمري فحصل على أدنى الدرجات وهي 40 من أصل 50درجة.




طباق ومحسنات وفخر


منذ الحلقة الماضية من "شاعر المليون" كان الجمهور على موعد مع الشاعر بدر بندر الذي ألقى نصاً أبدت اللجنة إعجابها به، وبما فيه من صور وتراكيب، ومما جاء به بدر في مطلع نصه:


حتّي ما في صدرك يا رزنامة العام


ما عاد ف اوراقك ورق يحتوينا


انتي ورانا والمقابيل قدام


نادت ركايبنا الليال وسرينا




حنّا عيال اليوم يا ذيك الأيام


لا تتركين عيالك وتشغلينا


أعمارنا مليانة اقدار واحلام


ناخذ ونعطيها كثر ما خذينا




ليختم بعدها بالأبيات التي قال فيها:


في كل ليل اننوم الليل وننام


والصبح يلبس نوره ويحترينا


ونصحا بروح الغيمه ولون الانسام


ونقول للدنيا يا دنيا صحينا


ونمارس اللحظات بسمات وآلام


معنا الصبر وعلينا علينا




د. غسان الحسن أشار إلى جمال النص، وإلى موضوعه الذي يجترحه الشاعر من يومياته، وهو – كما قال د. الحسن - لم يُطرح كثيراً، وقد جاء علاج الموضوع واقعياً جميلاً، يبدي تناقض الإنسان والشاعر مع ما في الحياة من أقدار وأحداث، وخاصة ما يتعلق بمسألة العمر، فالإنسان - حسب النص - حائر بين تحقيق آماله أو ذهابها، إلى جانب موقف الشاعر ضد ما تشتهيه الأيام، وقد ذهب الشاعر إلى الطباق بإيراد المتناقضات بما فيها من محسنات معنوية، وكل ذلك جميلٌ يناسب النص، وبما أن الشاعر ذهب إلى أسلوب الجملة الفعلية التي تكون فيها الأفعال مسيطرة بتواليها، فقد ازدحمت القصيدة بأفعال كثيرة، وبالتالي كان التصوير شاملاً في كل أبيات النص على اختلاف أساليب ذلك التصوير.




سلطان العميمي من جهته قال إن بدر كان متألقاً منذ بداية المسابقة وصولاً إلى ليلة أمس، فقد حافظ على مستواه، وهو الذي يحمل وعياً في نصوصه بشكل عام، أما بالنسبة للنص الذي ألقاه ليلة أمس ففيه تشاؤم ما يلبث أن ينقلب إلى تفاؤل جميل جداً من خلال فكرة النص المميزة، مشيراً العميمي إلى أنه لم يسبق وأن سمع مثلها في المسابقة، ففيها روح الشباب والتحدي والفخر بالذات، إذ كتب الشاعر كل ذلك بأسلوب شعري وبوعي وبذكاء، فكرةً وبناء وطرحاً وتنوع أساليب، حيث الخبرة، واللا مباشرة.






جمال على طرق المسحوب


كم مرت سنين من عمري وكم باقي لي سنين


ضيّعت عمري وأنا ادرو حياتي في حياتي




بهذا البيت بدأ الشاعر عبدالله مدعج قصيدته التي تحدث فيها عن ذاته، وكأنه يريد من خلالها العودة إلى النقاء الروحي، مضيفاً:




أحزن وانا اسمع شعور الشاعر ليا قال بيتين


وتمر الآيات عادية وأنا اقرا في صلاتي


يا قَل ما ابكي لا شفت الدمع ف عيون المصلين


ويا كثر ما ابكي وانا اتذكر هواي وذكرياتي


كنت اتعجب من الفرحة ل جات بثغر مسكين


حتى عرفت انها فشفاهه أصدق من شفاتي




وفي حديثه عن الشعر وغوايته قال:


يغويني الشعر لين استغرب اني جيت من طين


ويغريني العمر لين انسى معه لحظة وفاتي


غربني الشعر واتعبني فالشعر لين


خلاني اعرف بنات افكاري أكثر من بناتي




ثم ختم نصه بشعوره بالندم، وبمناجاة ربه كي يعود إلى جوهر ذاته:


نادم على أمسي وأفكر في غدي واخاف بعدين


واذكر وانا اسمع ومن خفت موازينه مماتي


ياخذني احساس ما اعرفه ولا ادري وين ولمين


يا رب خذني من احساسي ورجعني لذاتي



حمد السعيد وصف عبدالله بأنه شاعر الحضورين، وأن نصه شامخ وأبيات المقدمة متميزة، حيث الجرأة بدت من المطلع، وقد كان صوت الشاعر مسموعاً، وله تأثير، وعبدالله طرح قضية جديدة في الشعر من خلال نص جميل على طرق المسحوب الذي جاء متناسباً مع النص السهل الممتنع، ومع الحديث عن الذات والأقدار وحوادث الأيام، فكتب عبدالله ذلك بحرفة شاعر يملك نضوجاً فكرياً، جمع بين جزالة الشعر وسلاسة التراكيب.




سلطان العميمي قال إن النص عميق، يحمل تفاصيل نفسية عميقة عن الذات، وجاء بمثابة مصارحة، فكانت التعرية أقرب إلى الاعترافات الذاتية بما نرتكبه في غفلة عن الروح، كما تحدث عبدالله عن ذاته كشاعر يتأمل الحياة من حوله، ثم يعود إليها ويحاسبها، وفي البيت (ياخذني احساس ما اعرفه ولا ادري وين ولمين/ يا رب خذني من احساسي ورجعني لذاتي) ربط بين الإحساس والذات، والقصيدة بمجملها تنكأ جراحاً موجودة في دواخلنا بشعرية وبتماسك وبطرح متميز وبأفكار رائعة.




حمد السعيد أكد أن أبيات المقدمة تثبت أن عبدالله شاعر متعدد الأغراض مواكبٌ للحدث، ونصه ناضج فكرياً وشعرياً بدءاً من المفتاح (كم مرت سنين من عمري وكم باقي لي سنين/ ضيّعت عمري وأنا ادرو حياتي في حياتي)، فيما جاء البيت (أحزن وانا اسمع شعور الشاعر ليا قال بيتين/ وتمر الآيات عادية وأنا اقرا في صلاتي) بمثابة اعتراف جريء جداً، لكن نادراً من يفعل ذلك، وهي جرأة جميلة، والأجمل من ذلك الدعاء بتصحيح المسار (غربني الشعر واتعبني ف الشعر لين/ خلاني اعرف بنات افكاري أكثر من بناتي) وهذا اعتراف جميل يحسب لعبدالله من كثرة ما يسيطر الشعر على الحياة.




نص مكاشفةٍ للذات، بوح وصراحة - مثلما قال د. غسان الحسن -، فالإنسان عندما يقرأ (كم مرت سنين من عمري وكم باقي لي سنين/ ضيّعت عمري وأنا ادرو حياتي في حياتي) يجد استبطاناً للنفس البشرية، وعبدالله يقول ما في نفوسنا، ومن يقرأ يستشعر القول، ثم إن الشعر أضاف حملاً كبيراً على الشاعر الذي يتمنى أن يذهب به الشعر إلى الإيجاب، وإلى الوجهة الإيمانية، ولعل الشطر الأخير من النص الجميل (يا رب خذني من احساسي ورجعني لذاتي) يؤكد أن الفطرة الإنسانية هي التدين والإيمان.








ابتكارات شعرية على البحر الطويل


علي القحطاني الشاعر الإماراتي الذي تمكّن من كسب جولات الشعر حتى الآن لصالحه كما فعل شعراء آخرون قلّة؛ ألقى ليلة أمس نص (أخو شمّا) على البحر الطويل:




يا فكري لا أينعت روس الفرايد فاقطف اللي طال


تشيم وارتفع عن كل منكسرة ومرمية


لك رقاب القصايد تلتفت عوجن غلا واجلال


مثل عودن سنا طيبه جمع ربعن سنافيه


تخير درة كنّها النجيبة لا زهت بحبال


خزيزة راعي الباب المشرع مقدم الهيه


ليختم نصه الثري ببيتين قال فيهما:


قصيدك دمع شما لا انسرق بين الهدب ثم سال


على خد سجد في ليلةٍ بالذكر مضويه


تضرع وتقرب بالتعكف ف الحرم وتسال


دعت ف العشر ربٍ ما يخيب ظن راجييه




الشاعر مبدع حسب حمد السعيد، والنص جميل، والبحر الطويل الذي كتب على وزنه نادراً ما يتقنه الشعراء لأنهم يضطرون أحياناً للحشو، فيما جاء نص علي محبوكاً ومحمّلاً بصور شعرية حاضرة من دون حشو، كما احتوى النص على أوصاف وتشبيهات جميلة.




ومثلما أثنى السعيد على نص علي، كذلك فعل د. غسان الحسن، حيث وصف النص بالجميل، وبأن فيه ابتكارات كثيرة بدءاً من المطلع (يا فكري لا أينعت روس الفرايد فاقطف اللي طال/ تشيم وارتفع عن كل منكسرة ومرمية)، وهذا من أجمل القصيد وأروعه، إذ فيه تراسل مع نص الحجاج، لكن هنا قطف للجمال، وفي البيت (توكل واضرب البحر بعصاك ولا تهاب الجبال/ بتلقى ديرة ما مرها شرقه ولا فييه) تناص مميز مع الآية القرآنية (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر) وتوظيف جميل، وهو مما زاد النص رفعة، ثم إن ما ألقاه علي ليلة أمس كان من أجمل ما قدمه خلال الموسم، ما يؤكد عبقريته الشعرية الجيدة، حيث يصر على استلاف الرموز من البيئة والوطن، والتي تمثلت بعدة مفردات منها (شمة، ربدان، عيش بلادي)، وكل ذلك تم توظيفه توظيفاً جميلاً في النص الذي حمل زخماً كثيراً، وحين تحدث الشاعر عن (أخو شما) أورد لذلك 8 أبيات، بيت واحد مشبّه، و7 أبيات مشبّهٌ به، وهذا أسلوب رائع كان يتبعه شعراء النبط تعبيراً عن موقف واحد، وقد أثرى علي النص بهذا الأسلوب.




سلطان العميمي أكد أن علي لا يقبل التنازل عن المستوى الذي عُرف به، والوطن حاضر فيما يبدع، وكذلك الهوية الإماراتية، والمطلع (يا فكري لا أينعت روس الفرايد فاقطف اللي طال/ تشيم وارتفع عن كل منكسرة ومرمية) يشير إلى وكأن ثمة صراع بين الشاعر وفكره، فترجم ذلك بحس جميل، وبعد التمهيد تحوّل النص إلى فيلم قصير مشاهده مليئة بالصوت والصور، وعليه بنى فكرة نصه الذي جاء متوازناً متفرداً متميزاً.




تناص وإبداع في قالب وطني


إلى نص محمد جخير العرجاني انتقل الجمهور، واستمع إلى معانٍ وطنية، وإلى موقفه مما آلت إليه الأوضاع، وما يمكن أن يحل بالمرء من دون وطن، إذ قال في مطلع نصه:




يا جواد الفكر لا يرهبك كثر الزحام


وانت من مرابط ابداع وانتاجك مقيم


أطلق عنان التحدي وهيا للأمام


سر إلى درب الطموحات والحلم العظيم


ويش عذرك دام عيني على راس السنام


وتابعي ما هو بغاوي وانا ما ب اهيم




وأضاف:


كنّي اللي يطلب الثار عينه ما تنام


وان غفت عينه ثواني تعداه الغريم


أمطرت بدموع واحزان وآهات وخصام


وانبتت حقد ونزاعات واوجاع وجحيم




ومع البيتين التاليين ختم نصه بحضرة الجمهور:


للولا غيمة مطرها على العالم سلام


من جهل معنى الولا ما عرف معنى النعيم


يا يتيم الأب والأم لله الدوام


من يعيش العمر ما له وطن هذا اليتيم




د. غسان الحسن وصف النص أنه وطني يتناول واقع الأحداث، وفيه لجأ الشاعر إلى تقسيم ما هو موجود في الساحة إلى قسمين التفاصيل في داخلهما، فاستعار الغيمة التي قد تكون عارضاً وقد تكون ممطرة، وفي البيتين الأول والثاني جاء جوهر الإبداع، أما الشطر الثاني من البيت (ويش عذرك دام عيني على راس السنام/ وتابعي ما هو بغاوي وانا ما ب اهيم) فقد ازدحم بالتناص مع الآية القرآنية (والشّعراء يتبعهم الغاوون، ألم ترَ أنهم في كل وادٍ يهيمونَ)، فالشاعر في الشطر نفى أن يتبعه الغاوون، وأن يهيم، فيما أخد موقفاً مع الحق والصدق.




سلطان العميمي اعتبر أن نص العرجاني هو أفضل ما قدمه خلال المسابقة، وبالتالي كان تفاعل الشاعر مع الشعر جميلاً، من خلال نص تميز من مطلعه وحتى نهايته، حيث تحدث العرجاني بوعي وبإدراك للوحدة الوطنية، وكذلك لفقدان الوطن من خلال البيت (يا يتيم الأب والأم لله الدوام/ من يعيش العمر ما له وطن هذا اليتيم)، وما ميز النص أن الشاعر لم يتخلّ عن الأفكار والشاعرية، كما جاء بنصّ ليس فيه أي غموض.




النص جميل مثلما قال حمد السعيد، وقد تجلى ذلك الجمال في عدة أبيات حملت تشبيهات رائعة، في حين جاء المدخل سلساً ومترابطاً، مبدياً إعجابه بالبيت الأخير.




حضور متميز لكن من دون جديد


(عجايب الدنيا) القصيدة التي ألقاها ليلة أمس الشاعر هلال صلفيج الشمري أثلجت قلوب محبي الشعر والذين منحوه عبر الموقع الإلكتروني للمسابقة 52%، أما جمهور المسرح فأعطاه 37% من درجات إعجابه، ليحصل بالتالي على أعلى الدرجات بين الشعراء من خلال التصويت الإلكتروني والآخر المباشر، على الرغم من أن لجنة التحكيم انتقدت نصه ومنحته عليه 40% فقط، حيث قال الشمري في مطلع قصيدته:




ما كل راعي في رعيه لها راع


خان الأمين المؤتمن ع الخزينه


الماء يموت من العطش والخبز جاع


وان حل داره ضيف ربه يعينه


والاجودي ما يشتكي كثر الاوجاع


لا كبرت البلوى قصر من ونينه


اللقمه يجيبه من حلوق الاسباع


ويحطه لضيفه مع مي عينه


ثم وصف حال العراق بالقول:


يا كثر روش الخيل يا قلة افزاع


بديارنا كل يوم تصرخ سُكينه


إسلام حنّا وندّعي للنبي تباع


لكن حقيقة امرنا مخالفينه




وختم بحكمة الغراب الذي علم قابيل كيف يواري سوأته التي تجلّت بقتله أخيه:




الطير ارحم مننا يندم بساع


اخو الغراب وقصته سامعينه




عجايب الدنيا قبل سبعة انواع


واليوم تاهو عندنا حاسبينه




سلطان العميمي كان أول من انتقد نص الشمري رغم حضوره الجميل على المسرح، فثمة تشاؤم في النص حسب العميمي، وكذلك قسوة في التعبير، كما هناك بديهيات فلم يأتِ الشاعر بجديد، سواء على مستوى الفكرة أو على مستوى الشعر، لكن العميمي أشار إلى أن هلال يحمل همّ الوطن، كما لم يخفِ العميمي إعجابه ببعض الأبيات ومن بينها (اللقمه يجيبه من حلوق الاسباع/ ويحطه لضيفه مع مي عينه).




حمد السعيد لم يعلق كثيراً على النص، فيما قال د. غسان الحسن إن الشاعر ذهب في ذلك النص إلى الحكمة، وبطبيعة الحال في قصائد الحكمة يأتي كل بيت لوحده، وإن امتد ينتهي في بيت آخر، لكن نص هلال بدا متفككاً نظراً لما ذهب إليه، أي الحكمة، وبالتالي لم يكن هذا النص بمستوى ما قدمه الشمري سابقاً.




ختامها مسك وألق


إلى الأبيات الخمسة التي طلبتها لجنة التحكيم من الشعراء انتقل المشهد، فألقوا قصائدهم أو مقاطعهم التي أعجبت اللجنة، فالجميع برأي أعضائها أتقنوا ما ألقوه، وأظهروا مشاعر وطنية جميلة مع اختلاف البحور التي اعتمدها كل واحد منهم.




انتهت الحلقة على خير ما يرام، لكن أحداثها ستبقى مستمرة حتى الأسبوع القادم موعد الحلقة الجديدة من "شاعر المليون"، حيث سينتظر الشعراء الأربعة تصويت الجمهور عبر رسائل الـSMS ، والشاعر الذي سيحظى بأعلى نسبة مئوية من التصويت سينتقل إلى آخر مرحلة من مراحل المسابقة.




ويذكر أن "شاعر المليون" مسابقة تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، التي تعتبر كذلك مظلة أكاديمية الشعر التي تشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام بـ24 إصداراً جديداً في الشعر النبطي والشعر الفصيح والدراسات، وبـ6 حفلات توقيع لبعض إصداراتها، فقد نشرت الأكاديمية 10 إصدارات في الشعر النبطي، و10 إصدارات في الشعر الفصيح، وإصدار في الدراسات، كما صدرت الطبعة الثانية من 4 إصدارات أخرى نفذت طبعتها الأولى، وهي (سالم بن علي العويس.. حياته وأشعاره النبطية)، (أشياء من الماضي)، (ديوان راشد الخضر)، (حمد خليفة أبو شهاب.. القصائد النبطية) جزء 1، وفي جناح الأكاديمية أيضاً يستمر استقبال طلبات التسجيل للموسم الـ6 من الدراسة الأكاديمية.

أبو زيد الهلال
03-05-14, 08:41 PM
أبوظبي
الخميس, 24-ابريل-2014 04:04 مساءا

يوم أمس الأربعاء، وفي مساء الشعر وفيض المشاعر؛ التقى على خشبة مسرح شاطئ الراحة خمسة شعراء من أصل خمسة عشر شاعراً تأهلوا إلى المرحلة الثالثة من مراحل الموسم السادس من مسابقة "شاعر المليون" التي استطاعت أن تجعل الشعر الشعبي في متناول كل ناطق بالضاد من خلال بثها على شاشات التلفزة إذ تبثها على الهواء مباشرة قناة أبوظبي – الإمارات وتعاد على ذات القناة وعلى قناة بينونة، وترفع على موقع يوتيوب، ومواقع التواصل الاجتماعي، صورة أو صوتاً أو صورة وصوتاً.




قبل انطلاق أحداث الحلقة الحادية عشر من برنامج "شاعر المليون"؛ التقى الشاعر والإعلامي عارف عمر ود. ناديا بوهنّاد، ليتحدثا عن صعوبة المرحلة الثالثة، وعن الشعراء المشاركين في حلقة ليلة أمس، كما أطل مُقدّما البرنامج حسين العامري وشيما ليعلنا عن آخر شاعرين اختارهما الجمهور بالتصويت عبر رسائل الـsms عن الحلقة الماضية، ليفوز محمد العرجاني من البحرين بنسبة 76%، وليأتي ثانياً علي القحطاني من الإمارات بفارق عشر درجات، حيث حصل على 62%، أما عبدالله المطيري من السعودية الذي وصلت نسبته إلى 48% فقط؛ فقد تمكّن من كسب البطاقة الأخيرة من بطاقات التثبيت التي كانت تملكها لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، سلطان العميمي، وحمد السعيد.


وهكذا أسدل الستار على المرحلة الثانية بفوز شاعر بحريني وآخر إماراتي، وثالث سعودي لينضموا بذلك إلى الشاعر العراقي هلال صلفيج الذي كانت قد منحته لجنة التحكيم في حلقة الأسبوع الماضي 48 درجة من أصل 50.


فيما غادر مسرح المنافسة حامد الكوكو من سوريا، وسعيد الحجري من سلطنة عمان، وعساف التومي من السعودية بذات النسبة 46%.




المرحلة الثالثة


بينما ضَمَن كامل البطحري تأهله إلى نهائيات المسابقة إثر حصوله على 48 درجة من درجات لجنة النقد والتحكيم؛ فقد حصل أحمد المجاحمة/ الكويت على 44 درجة، وموطنه عبدالله الهذّال على45 درجة، ووصلت درجات مستور الذويبي العتيبي/ السعودية إلى 46 درجة، ومثلها ذهبت لمِذْكِر الحارثي/ الإمارات الذي كانت له الغلبة في تصويت جمهور الموقع الإلكتروني إذ منحه 77%، في حين حصل كذلك على 72% من تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة.




انسكاب الشعر


في حلقة ليلة أمس كان أحمد المجاحمة أول شاعر يطل على جمهور شاطئ الراحة في الحلقة، وقد ألقى قصيدته التي تناول فيها المرحلة الثالثة من مسابقة "شاعر المليون" وهي المرحلة ما قبل النهائية، بالإضافة للحديث عن بلده الكويت التي يفخر بها، ملتزماً بالمعيار الأول لهذه المرحلة، والذي يُلزم الشعراء الخمسة بقصيدة حرة الوزن والقافية والموضوع، يتراوح عدد أبياتها بين 10 و15 بيتاً، وقد قال المجاحمة في مطلع نصه:




هنا الشعر الحقيقي وانسكاب الذّات للجمهور


تقاسمنا عيونه بين مرضيه ونقّاده


هنا نشطب ملامحنا ونتشك!ل ورق وسطور


هنا يتفاخر الحرف الجديد بيوم ميلاده


هنا خمسة عشر كوكب على شمس المصير تدور


أياديهم تصافح بعضها والنار وقّاده




وإلى بلده الكويت توجّه برسالة وفاء إذ قال:




بلادي قدمتني للمعالي بأول طابور


وجيت حصان لبلادي ما جيت حصان طروادة


سماها لمطرت يلفي علي من الخشوع شعور


واحس ترابها عند السجود يصير سجادة


فديناها بوقت الشدّة وصرنا عليها سور


ويلين الحين وبطون الكويتيات ولّادة




ثم ختم بمديح صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حين قال:




وقف كل الخليج وقال له يا درعنا مشكور


ترى ما هي غريبه حكمته دايم ولع عاده


عسى ربي يطوّل عمره وعقب التّعب ماجور


رجع وبرجعته عمّ السلام وغطرفت غاده




د. غسان الحسن استلم دفة الحديث ليؤكد أن في النص تبايناً في المستوى، إذ كان الشعر وخصوصاً في البداية في أرفع أساليبه، والمسألة الأخرى التي أشار إليها د. غسان هي تكرار مفردة (هنا) التي أتت في أربعة مواضع، (هنا الشعر الحقيقي)، (هنا نشطب ملامحنا)، (هنا يتفاخر الحرف)، (هنا خمسة عشر كوكباً)، لكنها في كل موضع جاءت لتدل على زمن، الزمن المطلق، الماضي، الآن، والماضي المستمر، أو لتدل على المكان، وقد وظف الشاعر المفردة بشكلٍ راقٍ.


كما أشاد د. الحسن بالجملة الشعرية في البيت (أنا الثاير شعور اللي بنى فوق الظروف جسور/ تعدّا الحاجزين وكل ماله يقرّب زياده)، وأبدى كذلك إعجابه بالشطر الثاني من البيت (هنا خمسة عشر كوكب على شمس المصير تدور/ أياديهم تصافح بعضها والنار وقّاده)، وبالبيت (يحل الصعب ويفك العقد ويجبر المكسور/ ومن عانده في فكره بفكره يكسر عناده).




سلطان العميمي أشار إلى حضور الشاعر الذي كان ملفتاً، وإلى مقدمة القصيدة التي كانت الشاعرية فيها مرتفعة جداً، وامتدت على مدى ستة أبيات، معتبراً أنها تمثل بالنسبة له قصيدة كاملة، ولفت العميمي إلى أن الشاعر انتقل من الإشارة إلى صوت الذات، إلى الإشارة للشعراء، وكذلك إلى خصوصية التجربة معهم في المسابقة، أما التكثيف الشعري فقد كان حاضراً جداً في النص، ومن جملة ما أشار إليه العميمي في النص وجود ثلاث حالات، صوت الشاعر، صوت الشعراء، وصوت المواطن الكويتي الذي عبر عن حب الوطن، وأمير البلاد، وهو ما أعطى للنص جمالية أخرى.




حمد السعيد بدأ من نهاية النص الذي فاض بالحس الوطني، وهو ما اعتاده الشاعر في كل القصائد التي ألقاها خلال مراحل المسابقة، ثم انتقل السعيد إلى مدخل النص الذي وصفه بأنه كان جميلاً جداً، وإلى دقة التصوير ووضوح الصور، مؤكداً على جمال ذات البيت الذي أشار إليه د. الحسن (هنا خمسة عشر كوكب على شمس المصير تدور)، وإلى ما جاء في الجزء الأخير من النص (ثلاثة ابراجها)، (صباح الأحمد)، (يلبس عاتق التاريخ).




محطة للعشق


عبدالله الهذّال كان ثاني شعراء الحلقة، وقد ألقى قصيدة (البعد الرابع للرؤية) الغزلية، مهدياً إياها للناقد د. غسان الحسن الذي كان قد نوّه في حلقة سابقة إلى أن الشاعر لم يأتِ بالغزل بعد، لكنه في هذه المرة جاء بلب الغزل من خلال القصيدة التي قال الهذّال في مطلعها:




من دخلتي لعالمنا برجلينك


صارت الأرض مسرح للخياليّه


وقّف الوقت رجله من لمح عينك


ارتبك راح يرجع بانسيابيّه


وانسكاب المياه يرد من حينك


والكلام خطاوي الناس عكسيّه




وأردف في بيتين آخرين:


كيف أشوفك وأراقب كيف تكوينك


من تجلّيتي برحم الشفافيّه


لين أينع جمالك واختمر زينك


بين عشب الرّياض وسجع قمريّه




ثم قال الهذّال في ختام القصيدة التي جاءت أقل مستوى وجمالاً من أبيات المطلع كما أشار أعضاء لجنة التحكيم:


غلّف احساسك وعينه لغصنينك


ولا قطف تينك يغني وداعيّه


عاد لا من طعن ظهرك بسكينك


لتّباكين بدموع المثاليّه


هوّ خانك وخنتي أهلك ودينك


من غويتي معاه بكل أنانيّه




والشاعر مثلما علّق سلطان العميمي مبدع كعادته، وألقى القصيدة جميلة تحمل أسلوب الهذّال وصنعته الشعرية، ورغم أن النص تضمن مبالغات شعرية إلا أنها كانت محببة وقريبة من القلب، وفي أول ثلاثة أبيات كانت هناك حركة سينمائية واضحة، في حين جاء بناء النص محكماً جداً، وخصوصاً حين الانتقال من بيت إلى آخر، وإذ لا فجوات بين الأبيات.




وفي القصيدة جمال متناثر من أول بيت حتى آخر بيت؛ مثلما قال حمد السعيد، حيث اتضحت التسلسل والصور، بالإضافة إلى الجرأة في الطرح، مؤكداً على أن الهذّال هو شاعر الحضور المميز.




من جهته أكد د. غسان الحسن أن قصيدة الهذّال كانت رائعة، فهو كسر حاجز الوعي وذهب إلى اللاوعي؛ فجاء بقصيدة من عالم الحلم والسحر وألف ليلة وليلة، وحملها بأجواء سحرية وشاعرية، وهذا يعجز عنه أغلبية الشعراء، كما أتى الشاعر بصور كثيرة، وأضاف د. غسان: (أحياناً قد ننسب ما في النص إلى اللاوعي والشاعرية العليا، لكني أنبّهك من الحشو، أما في الإلقاء فقد أعطيتني ذات الجو، فكنت جيداً فيه)، ثم نوّه د. الحسن إلى أن الشاعر في أبياته الأخيرة نزل إلى الوعي، وبالتالي ما كان يجب أن يلحقها بالقصيدة.




تاريخ السلطنة في قصيدة


(سيرة على لسان التاريخ) هو عنوان النص الذي ألقاه كامل ناصر البطحري، وبسببه تألق وحصل على أعلى درجات لجنة التحكيم، وقد قال في مطلع النص الذي وصفه الناقد حمد السعيد بأنه من أجمل النصوص التي قيلت في سلطنة عمان:




قبض إيدي التاريخ بايده وقال الآن


أبشوّفك فرحة وطن شاف سلطانه


برع فجر نوفمبر وغنت له الأغصان


وسنة أربعين تميل بالطبل طربانه


وبحر العرب لملم بحضنه خليج عمان


وجر السحب العازي وهلّ ودّانه




وحمران غمزة عين اهدت جبل سمحان


وسمحان بخّر هرمز بريحة لُبانه


وفي الحديث عن علم جلالة السلطان قابوس قال:


تغرّب وحطّ العلم في غربته نيشان


وتخرج ملازم ثاني وصاب نيشانه


وناديت عمان لرجعته واطلق الجنحان


رجع يحمل آمال الوطن وسط اعيانه




ثم ذهب البطحري إلى وصف سياسة حاكم السلطنة بقوله:


تغازل بيوت الطين في داره العمران


حشمها ولا صاحت له بيوم منهانه


سياسته ما تتدخل ف باقي الأوطان


ويعزف باوتار السلام اعذب ألحانه


لقابوس سيرة شوفها في جبين عمان


كذا قالها التاريخ صحّ الله لسانه




ومما قاله حمد السعيد في وصف البطحري أن حسه الوطني حاضر في نصه الذي يحمل صوراً شعرية ومشاعر صادقة، منوّهاً إلى وجوب تدريس ذلك النص في المدارس لأنه يتحدث عن تكوين سلطنة عمان ونشأة السلطان.




د. غسان الحسن وجد أيضاً أن النص جميل جداً، وكل كلمة فيه مقصودة، ومن خلال المتابعة نجد أن لا حشو فيه، أما العنوان فهو حقيقي لمن يريد النظر إلى البناء الموضوعي المحكم والجميل في ما يخص سير عملية البناء، وقد جاء سياق النص على لسان الراوي إلى أن وصل إلى البيت الأخير حيث ظهرت شخصية الشاعر الذي استخدم مفردة تدل على خصوصية الموضوع، فالنص يُظهر مباشرة أن البطحري يتحدث عن سلطنة عمان، وهو الذي ذكر أكثر من خمسة فنون موجودة في السلطنة، ومفردات تدل على جغرافية عمان، تلك المفردات التي جاء بها الشاعر في مكانها، فطرزت النص بالجمال.




سلطان العميمي أثنى على القصيدة، وقال إنها من القصائد القليلة التي تم توظيف القناع فيها بصورة ذكية، فنطق التاريخ بما يريد الشاعر الذي أنسن الجمادات، وهذا ما اتضح من خلال عدة مفردات مثل (قبض إيدي التاريخ)، (بحر العرب لملم)، (جر السحب العازي)، والقصيدة من حيث البناء كانت متماسكة جداً، وكأنما خُلقت كتلة واحدة، أما الممدوح فيحمل الكثير من الخصوصية، وهو ما يضاف إلى الخصوصيات الموجودة في القصيدة، وكان وصف شخصية الممدوح بعيداً عن العمومية، فذهب الشاعر للحديث عن شخص بعينه، وهذا يحسب لتلك القصيدة الجميلة، ولشاعرها صاحب الحضور المميز.




ملامح المجد


حتى في القصيدة التي ألقاها مِذْكِر الحارثي ليلة أمس حافظ فيها على مستواه الشعري، أما أداءه فقد ارتقى أكثر، وبانت ثقته بذاته، وقد قال مِذْكِر في فاتحة قصيدته:


ملامح المجد نظرتها تعسف العناد


وأحلامي اقدمها ما ملّت من المسير


والصّبر صافح طموحي يوم شعري بلاد


يضمّني في ربوعه واكتب بلا خشير


والفرصه اللي لهبها يوم جيته رماد


ما ثقلت خطوة عزومي وحظي فقير


ثم عاد الشاعر متحدثاً عن ذاته:


يقنّد البن راسي بس روح القناد


لا عانق الليل صدري وانتدبت المثير


الافكار واجد ولا قلطت غير الجداد


وبسطت الابداع في قاع المسامع حصير




ليختم ببيتين يصف فيهما حبه للإمارات ولتاريخها:


وخطّيت عهدي على قصر الحصن بالمداد


اللي بقى للأصاله في زمنّا سفير


الشامخ اللي حفظ تاريخ حآفل وشاد


يا مجد الاجداد في وجه الزّمان العسير




مسيرة مِذْكِر خلال المسابقة - حسب د. غسان الحسن - جميلة، وهو من خلال نصه هذا يحافظ على ذات مستواه الجيد، ما يدل على شاعرية متمكنة.


وقد جاء نص مِذْكِر كثيفاً جداً من حيث البناء، وكل كلمة تؤدي المعنى المطلوب، أما الحشو فهو نادر، وكانت لكل كلمة وظيفة، وأوضح د. غسان أن النص انقسم للشعر وللمسابقة، ثم لمديح الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، ومن ثم للحديث عن قصر الحصن باعتباره أحد الملامح التاريخية لإمارة أبوظبي، مشيراً في سياق رأيه النقدي إلى البيت (جيتك غلا ووالولا بين الملا لك يقاد/ واللي عسفته من اشعاري قليل الكثير)، وإلى إدراك الوزن، وذهاب الشاعر إلى التقسيم الذي تتبّع فيه التفعيلات، بالإضافة إلى إيجاد علاقات السجع في الفواصل الموجودة في النص، وهو ما يسمى الترصيع، وعلاوة على ذلك الجمال، كان هناك إدراك للموسيقى، فلم يترك الشاعر جهة إلا واستعار منها ما يجمّل نصه.


لكن د. غسان علّق على البيت )يا حظ من كنت له يوم الملاقى سناد/ ويا سعد من كنت له وقت الشدايد نصير) قائلاً أن المعنى في الشطرين لم يختلفا كثيراً.




مِذْكِر كعادته في بناء النص – كما أشار الناقد سلطان العميمي - يستغرق في المقدمة بأبيات عديدة، وفيما قدمه ليلة أمس زاد العدد عن نصف عدد أبيات كامل النص الذي وجد العميمي أنه جاء منساباً، وحمل تصويراً شعرياً فيه خصوصية تحسب للشاعر، كما في النص تنوعاً في صياغات الجمل الشعرية، وفيه أنسنة، ومحسنات بديعية، أما خصوصية البيئة فقد كانت واضحة، سواء تمثّلت بالحديث عن الممدوح، أو بوصف ملامح من إمارة أبوظبي، إلى جانب عناصر بيئية أخرى.




مِذْكِر كان متفرداً بالجمال رغم صغر سنه وحداثة تجربته الشعرية - مثلما قال الناقد حمد السعيد -، حيث غرد خارج السرب، أما البيت الذي قال فيه (أيقنت بان الصبر ينبت بكفه حصاد/ وان الثمر قبل وقته يا زماني مرير) فهو لافت وهام وجميل.




رحلة شعر وفكر


مستور الذويبي العتيبي آخر شعراء الحلقة، وهو الذي قدم (رحلة العساس) التي تحدث فيه عن التطرّف، إذ قال في الأبيات الأربعة الأولى:


رمقت النجوم وحن باقصى الحشا هوجاس


يعاتب وراك تجيبني ما تودّيني


شعوري شريكك باحتضارك على القرطاس


ولسانك على صدر المجالس معدّيني


وهو قالها وانا من الضيق جيت اقواس


عليها بدايات انفعالي تهدّين

أبو زيد الهلال
03-05-14, 08:48 PM
http://www.almillion.net/ar/imagebign/b41d838e864101b8710e634da116fec7.JPG

أبو زيد الهلال
03-05-14, 08:51 PM
http://www.almillion.net/ar/imagebign/531f898a1d1bc72392f9fd76f9a4db48.JPG


أبوظبي
الخميس, 01-مايو-2014 07:05 صباحا

من مسرح الأضواء، وحيث اجتمع الشعر مع النقد؛ انطلقت ليلة أمس الأربعاء أحداث الحلقة الـ12 من حلقات مسابقة "شاعر المليون"، الحلقة الثانية من حلقات المرحلة الثالثة، التي نقلتها على الهواء مباشرة قناة أبوظبي – الإمارات، ضمن أجواء متفرّدة، فكل شاعر ألقى قصيدة ليلة أمس بدا في أجمل حالاته، وأبهى حضوره، ولم يفسد رأي اللجنة – وإن كان قاسياً – بهاءه وارتياحه لما قدّم، كما لم ينتاب أي واحد منهم حس القلق والتوتر.




خمسة شعراء من خمسة دول مثّلوا جمال الشعر ليلة أمس في مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، بحضور جمهور غفير، وزملاء شعراء سواء من أؤلئك الذين خرجوا من المسابقة في مراحلها السابقة، أو ممن لم يعيشوا تجربة المسابقة أصلاً، وإلى جانب هؤلاء أصدقاء الشعراء الخمسة وذويهم وأحبتهم ومشجعيهم، الذين جاءوا ليساندوا من يخوض منافسةٍ كان أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كانت حامية.


فابن البحرين لم يقل شاعرية عن ابن العراق، وابن السعودية لم ينهزم أمام إبداع ابن الإمارات، وابن الكويت جاراهم جميعاً وتفوق فيما اجترح، فتكاملوا إبداعاً وتألقوا قبل أن يتنافسوا.




الذويبي بتأهل بـ63%


في مطلع حلقة ليلة الشعر والأُنس وقبل الإعلان أسماء الشعراء الذين سيتنافسون، أعلن حسين العامري عن المتأهل الثاني إلى نهائيات "شاعر المليون" من بين الشعراء الأربعة الذين كانوا على موعد مع إعلان النتائج التي جاءت بتصويتٍ من جمهور المسابقة، إذ وصلت درجات مستور الذويبي العتيبي/ السعودية إلى 63%، فاستطاع بذلك الوصول إلى المرحلة الرابعة، والتي سيجتمع فيها مع من فاز وسيفوزمن حلقات المرحلة الثالثة، لينضم بذلك إلى زميله كامل البطحري الذي كان قد حصل في الحلقة الماضية على 48 درجة من لجنة التحكيم، أما بقية زملاء مستور فقد جمعوا درجات أقل، فحصل الكويتيان أحمد المجاحمة على 54 درجة، وعبدالله الهذّال على57 درجة، ومثلها ذهبت لمِذْكِر الحارثي/ الإمارات.




أمسية حافلة


إلى مسرح شاطئ الراحة تمام الساعة العاشرة ليلاً انطلقت المسابقة بخمسة فرسان جدد، وهم بدر بندر/ الكويت، عبدالله المطيري/ السعودية، علي القحطاني/ الإمارات، محمد العرجاني/ البحرين، هلال بن صلفيج الشمري/ العراق، ليخضع كل هؤلاء لتحكيم لجنة النقد المكونة من د. غسان الحسن، الشاعر حمد السعيد، الباحث والكاتب سلطان العميمي.




وكانت حلقة الأمس حافلة، بدءاً من تقرير تلفزيوني حول مهرجانات المنطقة الغربية التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي وخاصة مهرجان الغربية للرياضات المائية المقام حاليا على شاطئ مدينة المرفأ، ومن ثم تقرير آخر حول زيارة شعراء الحلقة لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية واستضافة أحد أبنائها على المسرح وكذلك حرفيين من نادي تراث الإمارات.




وحول التجربة الجديدة التي يخضع لها شعراء الأمسية، طلب د. غسان الحسن من الشعراء المشاركين تقديم خمسة أبيات موضوعها وطني حرة الوزن والقافية، وهم الذين بقدرِ ما أبدعوا، بقدر ما كانوا توّاقين لسماع النتيجة التي انتهت إلى تأهّل علي القحطاني بـ49 درجة بقرار اللجنة إلى المرحلة الرابعة، فيما على بقية الشعراء الانتظار أسبوعاً لمعرفة نتائج التصويت عبر الرسائل النصية، بعد أن حصلوا على درجات متفاوتة من اللجنة، حيث حصد البحريني محمد العرجاني 48 درجة، في حين كل من الكويتي بدر بندر والسعودي عبدالله المطيري نالا نفس الدرجة وهي 47 درجة، أما العراقي هلال الشمري فحصل على أدنى الدرجات وهي 40 من أصل 50درجة.




طباق ومحسنات وفخر


منذ الحلقة الماضية من "شاعر المليون" كان الجمهور على موعد مع الشاعر بدر بندر الذي ألقى نصاً أبدت اللجنة إعجابها به، وبما فيه من صور وتراكيب، ومما جاء به بدر في مطلع نصه:


حتّي ما في صدرك يا رزنامة العام


ما عاد ف اوراقك ورق يحتوينا


انتي ورانا والمقابيل قدام


نادت ركايبنا الليال وسرينا




حنّا عيال اليوم يا ذيك الأيام


لا تتركين عيالك وتشغلينا


أعمارنا مليانة اقدار واحلام


ناخذ ونعطيها كثر ما خذينا




ليختم بعدها بالأبيات التي قال فيها:


في كل ليل اننوم الليل وننام


والصبح يلبس نوره ويحترينا


ونصحا بروح الغيمه ولون الانسام


ونقول للدنيا يا دنيا صحينا


ونمارس اللحظات بسمات وآلام


معنا الصبر وعلينا علينا




د. غسان الحسن أشار إلى جمال النص، وإلى موضوعه الذي يجترحه الشاعر من يومياته، وهو – كما قال د. الحسن - لم يُطرح كثيراً، وقد جاء علاج الموضوع واقعياً جميلاً، يبدي تناقض الإنسان والشاعر مع ما في الحياة من أقدار وأحداث، وخاصة ما يتعلق بمسألة العمر، فالإنسان - حسب النص - حائر بين تحقيق آماله أو ذهابها، إلى جانب موقف الشاعر ضد ما تشتهيه الأيام، وقد ذهب الشاعر إلى الطباق بإيراد المتناقضات بما فيها من محسنات معنوية، وكل ذلك جميلٌ يناسب النص، وبما أن الشاعر ذهب إلى أسلوب الجملة الفعلية التي تكون فيها الأفعال مسيطرة بتواليها، فقد ازدحمت القصيدة بأفعال كثيرة، وبالتالي كان التصوير شاملاً في كل أبيات النص على اختلاف أساليب ذلك التصوير.




سلطان العميمي من جهته قال إن بدر كان متألقاً منذ بداية المسابقة وصولاً إلى ليلة أمس، فقد حافظ على مستواه، وهو الذي يحمل وعياً في نصوصه بشكل عام، أما بالنسبة للنص الذي ألقاه ليلة أمس ففيه تشاؤم ما يلبث أن ينقلب إلى تفاؤل جميل جداً من خلال فكرة النص المميزة، مشيراً العميمي إلى أنه لم يسبق وأن سمع مثلها في المسابقة، ففيها روح الشباب والتحدي والفخر بالذات، إذ كتب الشاعر كل ذلك بأسلوب شعري وبوعي وبذكاء، فكرةً وبناء وطرحاً وتنوع أساليب، حيث الخبرة، واللا مباشرة.






جمال على طرق المسحوب


كم مرت سنين من عمري وكم باقي لي سنين


ضيّعت عمري وأنا ادرو حياتي في حياتي




بهذا البيت بدأ الشاعر عبدالله مدعج قصيدته التي تحدث فيها عن ذاته، وكأنه يريد من خلالها العودة إلى النقاء الروحي، مضيفاً:




أحزن وانا اسمع شعور الشاعر ليا قال بيتين


وتمر الآيات عادية وأنا اقرا في صلاتي


يا قَل ما ابكي لا شفت الدمع ف عيون المصلين


ويا كثر ما ابكي وانا اتذكر هواي وذكرياتي


كنت اتعجب من الفرحة ل جات بثغر مسكين


حتى عرفت انها فشفاهه أصدق من شفاتي




وفي حديثه عن الشعر وغوايته قال:


يغويني الشعر لين استغرب اني جيت من طين


ويغريني العمر لين انسى معه لحظة وفاتي


غربني الشعر واتعبني فالشعر لين


خلاني اعرف بنات افكاري أكثر من بناتي




ثم ختم نصه بشعوره بالندم، وبمناجاة ربه كي يعود إلى جوهر ذاته:


نادم على أمسي وأفكر في غدي واخاف بعدين


واذكر وانا اسمع ومن خفت موازينه مماتي


ياخذني احساس ما اعرفه ولا ادري وين ولمين


يا رب خذني من احساسي ورجعني لذاتي



حمد السعيد وصف عبدالله بأنه شاعر الحضورين، وأن نصه شامخ وأبيات المقدمة متميزة، حيث الجرأة بدت من المطلع، وقد كان صوت الشاعر مسموعاً، وله تأثير، وعبدالله طرح قضية جديدة في الشعر من خلال نص جميل على طرق المسحوب الذي جاء متناسباً مع النص السهل الممتنع، ومع الحديث عن الذات والأقدار وحوادث الأيام، فكتب عبدالله ذلك بحرفة شاعر يملك نضوجاً فكرياً، جمع بين جزالة الشعر وسلاسة التراكيب.




سلطان العميمي قال إن النص عميق، يحمل تفاصيل نفسية عميقة عن الذات، وجاء بمثابة مصارحة، فكانت التعرية أقرب إلى الاعترافات الذاتية بما نرتكبه في غفلة عن الروح، كما تحدث عبدالله عن ذاته كشاعر يتأمل الحياة من حوله، ثم يعود إليها ويحاسبها، وفي البيت (ياخذني احساس ما اعرفه ولا ادري وين ولمين/ يا رب خذني من احساسي ورجعني لذاتي) ربط بين الإحساس والذات، والقصيدة بمجملها تنكأ جراحاً موجودة في دواخلنا بشعرية وبتماسك وبطرح متميز وبأفكار رائعة.




حمد السعيد أكد أن أبيات المقدمة تثبت أن عبدالله شاعر متعدد الأغراض مواكبٌ للحدث، ونصه ناضج فكرياً وشعرياً بدءاً من المفتاح (كم مرت سنين من عمري وكم باقي لي سنين/ ضيّعت عمري وأنا ادرو حياتي في حياتي)، فيما جاء البيت (أحزن وانا اسمع شعور الشاعر ليا قال بيتين/ وتمر الآيات عادية وأنا اقرا في صلاتي) بمثابة اعتراف جريء جداً، لكن نادراً من يفعل ذلك، وهي جرأة جميلة، والأجمل من ذلك الدعاء بتصحيح المسار (غربني الشعر واتعبني ف الشعر لين/ خلاني اعرف بنات افكاري أكثر من بناتي) وهذا اعتراف جميل يحسب لعبدالله من كثرة ما يسيطر الشعر على الحياة.




نص مكاشفةٍ للذات، بوح وصراحة - مثلما قال د. غسان الحسن -، فالإنسان عندما يقرأ (كم مرت سنين من عمري وكم باقي لي سنين/ ضيّعت عمري وأنا ادرو حياتي في حياتي) يجد استبطاناً للنفس البشرية، وعبدالله يقول ما في نفوسنا، ومن يقرأ يستشعر القول، ثم إن الشعر أضاف حملاً كبيراً على الشاعر الذي يتمنى أن يذهب به الشعر إلى الإيجاب، وإلى الوجهة الإيمانية، ولعل الشطر الأخير من النص الجميل (يا رب خذني من احساسي ورجعني لذاتي) يؤكد أن الفطرة الإنسانية هي التدين والإيمان.








ابتكارات شعرية على البحر الطويل


علي القحطاني الشاعر الإماراتي الذي تمكّن من كسب جولات الشعر حتى الآن لصالحه كما فعل شعراء آخرون قلّة؛ ألقى ليلة أمس نص (أخو شمّا) على البحر الطويل:




يا فكري لا أينعت روس الفرايد فاقطف اللي طال


تشيم وارتفع عن كل منكسرة ومرمية


لك رقاب القصايد تلتفت عوجن غلا واجلال


مثل عودن سنا طيبه جمع ربعن سنافيه


تخير درة كنّها النجيبة لا زهت بحبال


خزيزة راعي الباب المشرع مقدم الهيه


ليختم نصه الثري ببيتين قال فيهما:


قصيدك دمع شما لا انسرق بين الهدب ثم سال


على خد سجد في ليلةٍ بالذكر مضويه


تضرع وتقرب بالتعكف ف الحرم وتسال


دعت ف العشر ربٍ ما يخيب ظن راجييه




الشاعر مبدع حسب حمد السعيد، والنص جميل، والبحر الطويل الذي كتب على وزنه نادراً ما يتقنه الشعراء لأنهم يضطرون أحياناً للحشو، فيما جاء نص علي محبوكاً ومحمّلاً بصور شعرية حاضرة من دون حشو، كما احتوى النص على أوصاف وتشبيهات جميلة.




ومثلما أثنى السعيد على نص علي، كذلك فعل د. غسان الحسن، حيث وصف النص بالجميل، وبأن فيه ابتكارات كثيرة بدءاً من المطلع (يا فكري لا أينعت روس الفرايد فاقطف اللي طال/ تشيم وارتفع عن كل منكسرة ومرمية)، وهذا من أجمل القصيد وأروعه، إذ فيه تراسل مع نص الحجاج، لكن هنا قطف للجمال، وفي البيت (توكل واضرب البحر بعصاك ولا تهاب الجبال/ بتلقى ديرة ما مرها شرقه ولا فييه) تناص مميز مع الآية القرآنية (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر) وتوظيف جميل، وهو مما زاد النص رفعة، ثم إن ما ألقاه علي ليلة أمس كان من أجمل ما قدمه خلال الموسم، ما يؤكد عبقريته الشعرية الجيدة، حيث يصر على استلاف الرموز من البيئة والوطن، والتي تمثلت بعدة مفردات منها (شمة، ربدان، عيش بلادي)، وكل ذلك تم توظيفه توظيفاً جميلاً في النص الذي حمل زخماً كثيراً، وحين تحدث الشاعر عن (أخو شما) أورد لذلك 8 أبيات، بيت واحد مشبّه، و7 أبيات مشبّهٌ به، وهذا أسلوب رائع كان يتبعه شعراء النبط تعبيراً عن موقف واحد، وقد أثرى علي النص بهذا الأسلوب.




سلطان العميمي أكد أن علي لا يقبل التنازل عن المستوى الذي عُرف به، والوطن حاضر فيما يبدع، وكذلك الهوية الإماراتية، والمطلع (يا فكري لا أينعت روس الفرايد فاقطف اللي طال/ تشيم وارتفع عن كل منكسرة ومرمية) يشير إلى وكأن ثمة صراع بين الشاعر وفكره، فترجم ذلك بحس جميل، وبعد التمهيد تحوّل النص إلى فيلم قصير مشاهده مليئة بالصوت والصور، وعليه بنى فكرة نصه الذي جاء متوازناً متفرداً متميزاً.




تناص وإبداع في قالب وطني


إلى نص محمد جخير العرجاني انتقل الجمهور، واستمع إلى معانٍ وطنية، وإلى موقفه مما آلت إليه الأوضاع، وما يمكن أن يحل بالمرء من دون وطن، إذ قال في مطلع نصه:




يا جواد الفكر لا يرهبك كثر الزحام


وانت من مرابط ابداع وانتاجك مقيم


أطلق عنان التحدي وهيا للأمام


سر إلى درب الطموحات والحلم العظيم


ويش عذرك دام عيني على راس السنام


وتابعي ما هو بغاوي وانا ما ب اهيم




وأضاف:


كنّي اللي يطلب الثار عينه ما تنام


وان غفت عينه ثواني تعداه الغريم


أمطرت بدموع واحزان وآهات وخصام


وانبتت حقد ونزاعات واوجاع وجحيم




ومع البيتين التاليين ختم نصه بحضرة الجمهور:


للولا غيمة مطرها على العالم سلام


من جهل معنى الولا ما عرف معنى النعيم


يا يتيم الأب والأم لله الدوام


من يعيش العمر ما له وطن هذا اليتيم




د. غسان الحسن وصف النص أنه وطني يتناول واقع الأحداث، وفيه لجأ الشاعر إلى تقسيم ما هو موجود في الساحة إلى قسمين التفاصيل في داخلهما، فاستعار الغيمة التي قد تكون عارضاً وقد تكون ممطرة، وفي البيتين الأول والثاني جاء جوهر الإبداع، أما الشطر الثاني من البيت (ويش عذرك دام عيني على راس السنام/ وتابعي ما هو بغاوي وانا ما ب اهيم) فقد ازدحم بالتناص مع الآية القرآنية (والشّعراء يتبعهم الغاوون، ألم ترَ أنهم في كل وادٍ يهيمونَ)، فالشاعر في الشطر نفى أن يتبعه الغاوون، وأن يهيم، فيما أخد موقفاً مع الحق والصدق.




سلطان العميمي اعتبر أن نص العرجاني هو أفضل ما قدمه خلال المسابقة، وبالتالي كان تفاعل الشاعر مع الشعر جميلاً، من خلال نص تميز من مطلعه وحتى نهايته، حيث تحدث العرجاني بوعي وبإدراك للوحدة الوطنية، وكذلك لفقدان الوطن من خلال البيت (يا يتيم الأب والأم لله الدوام/ من يعيش العمر ما له وطن هذا اليتيم)، وما ميز النص أن الشاعر لم يتخلّ عن الأفكار والشاعرية، كما جاء بنصّ ليس فيه أي غموض.




النص جميل مثلما قال حمد السعيد، وقد تجلى ذلك الجمال في عدة أبيات حملت تشبيهات رائعة، في حين جاء المدخل سلساً ومترابطاً، مبدياً إعجابه بالبيت الأخير.




حضور متميز لكن من دون جديد


(عجايب الدنيا) القصيدة التي ألقاها ليلة أمس الشاعر هلال صلفيج الشمري أثلجت قلوب محبي الشعر والذين منحوه عبر الموقع الإلكتروني للمسابقة 52%، أما جمهور المسرح فأعطاه 37% من درجات إعجابه، ليحصل بالتالي على أعلى الدرجات بين الشعراء من خلال التصويت الإلكتروني والآخر المباشر، على الرغم من أن لجنة التحكيم انتقدت نصه ومنحته عليه 40% فقط، حيث قال الشمري في مطلع قصيدته:




ما كل راعي في رعيه لها راع


خان الأمين المؤتمن ع الخزينه


الماء يموت من العطش والخبز جاع


وان حل داره ضيف ربه يعينه


والاجودي ما يشتكي كثر الاوجاع


لا كبرت البلوى قصر من ونينه


اللقمه يجيبه من حلوق الاسباع


ويحطه لضيفه مع مي عينه


ثم وصف حال العراق بالقول:


يا كثر روش الخيل يا قلة افزاع


بديارنا كل يوم تصرخ سُكينه


إسلام حنّا وندّعي للنبي تباع


لكن حقيقة امرنا مخالفينه




وختم بحكمة الغراب الذي علم قابيل كيف يواري سوأته التي تجلّت بقتله أخيه:




الطير ارحم مننا يندم بساع


اخو الغراب وقصته سامعينه




عجايب الدنيا قبل سبعة انواع


واليوم تاهو عندنا حاسبينه




سلطان العميمي كان أول من انتقد نص الشمري رغم حضوره الجميل على المسرح، فثمة تشاؤم في النص حسب العميمي، وكذلك قسوة في التعبير، كما هناك بديهيات فلم يأتِ الشاعر بجديد، سواء على مستوى الفكرة أو على مستوى الشعر، لكن العميمي أشار إلى أن هلال يحمل همّ الوطن، كما لم يخفِ العميمي إعجابه ببعض الأبيات ومن بينها (اللقمه يجيبه من حلوق الاسباع/ ويحطه لضيفه مع مي عينه).




حمد السعيد لم يعلق كثيراً على النص، فيما قال د. غسان الحسن إن الشاعر ذهب في ذلك النص إلى الحكمة، وبطبيعة الحال في قصائد الحكمة يأتي كل بيت لوحده، وإن امتد ينتهي في بيت آخر، لكن نص هلال بدا متفككاً نظراً لما ذهب إليه، أي الحكمة، وبالتالي لم يكن هذا النص بمستوى ما قدمه الشمري سابقاً.




ختامها مسك وألق


إلى الأبيات الخمسة التي طلبتها لجنة التحكيم من الشعراء انتقل المشهد، فألقوا قصائدهم أو مقاطعهم التي أعجبت اللجنة، فالجميع برأي أعضائها أتقنوا ما ألقوه، وأظهروا مشاعر وطنية جميلة مع اختلاف البحور التي اعتمدها كل واحد منهم.




انتهت الحلقة على خير ما يرام، لكن أحداثها ستبقى مستمرة حتى الأسبوع القادم موعد الحلقة الجديدة من "شاعر المليون"، حيث سينتظر الشعراء الأربعة تصويت الجمهور عبر رسائل الـSMS ، والشاعر الذي سيحظى بأعلى نسبة مئوية من التصويت سينتقل إلى آخر مرحلة من مراحل المسابقة.




ويذكر أن "شاعر المليون" مسابقة تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، التي تعتبر كذلك مظلة أكاديمية الشعر التي تشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام بـ24 إصداراً جديداً في الشعر النبطي والشعر الفصيح والدراسات، وبـ6 حفلات توقيع لبعض إصداراتها، فقد نشرت الأكاديمية 10 إصدارات في الشعر النبطي، و10 إصدارات في الشعر الفصيح، وإصدار في الدراسات، كما صدرت الطبعة الثانية من 4 إصدارات أخرى نفذت طبعتها الأولى، وهي (سالم بن علي العويس.. حياته وأشعاره النبطية)، (أشياء من الماضي)، (ديوان راشد الخضر)، (حمد خليفة أبو شهاب.. القصائد النبطية) جزء 1، وفي جناح الأكاديمية أيضاً يستمر استقبال طلبات التسجيل للموسم الـ6 من الدراسة الأكاديمية.

أبو زيد الهلال
18-05-14, 10:53 PM
أبوظبي
الخميس, 08-مايو-2014 04:05 مساءا



العرجاني البحريني يتأهل بـ 95% بمجموع درجات التحكيم وتصويت الجمهور


في الحلقة الأخيرة من المرحلة الثالثة من "شاعر المليون":


لجنة التحكيم تؤهل المنصوري الإماراتي بـ49 درجة من 50


الإمارات، سلطنة عمان، السعودية، والبحرين.. انتقال المنافسة إلى دور الستة








هي الحلقة الأخيرة من المرحلة الثالثة من مراحل مسابقة "شاعر المليون" التي أوشكت على إسدال الستارة على دورتها السادسة تلك، وما قدمته المسابقة حتى الآن جدير بالوقوف عنده، إذ أنها أظهرت من المواهب عديدها، ومن جمال الشعر كثيره، ومن الشعراء أبهاهم.











على خشبة مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، وعلى مدى 13 حلقة حتى حلقة ليلة الأمس الأربعاء؛ تمكن بعض المشاركين من الحفاظ على حضورهم فيه، وكانوا في كل حلقة يرتقون مستوى وأداءً وشعراً، ذلك أن انتقالهم من مرحلة إلى أخرى لم يكن بالتصويت فقط، ولا بفضل بطاقة العبور، إنما لأنهم أثبتوا شعراً وشاعرية أنهم جديرون بالبقاء في منافسة تعتبر في هذه الدورة من أقوى منافسات "شاعر المليون" على مدى دوراته السابقة، وهذا ما جعل د. غسان الحسن في عدة لقاءات داخل وخارج إطار الحلقات يقول إن المنافسة في هذا الموسم قوية بين المتسابقين، إذ كشف أكثرهم عن شاعرية هامة، وعن مستوى يليق بالشعر النبطي من حيث المفردة والمعنى والصور والموضوع كذلك.











ما تحدث عنه د. الحسن شهده الجمهور ليلة أمس أيضاً، حيث انطلقت الحلقة الـ13 من "شاعر المليون" التي تألق فيها الشعر قبل أي شيء آخر، ما يؤكد أن الشعراء يجدّون في اقتفاء أثر كل ما هو جميل من وأنيق من روائع الكلمات.











وقبل أن تبدأ المنافسة تحدثت د. ناديا بوهنّاد عن الشعراء الذين ظهروا على شاشة أبوظبي – الإمارات، وقد نصحتهم بداية بضرورة التخلص من الضغوطات، والتركيز على ما سيبدعون في الحلقة القادمة،











- وقد انضم إلى نهائيات المسابقة عن الحلقة الـ12 الشاعر البحريني محمد العرجاني إثر حصوله على 95% من مجموع تصويت الجمهور ودرجات التحكيم، فيما خرج من المنافسة بكثير من الحب الكويتي بدر بندر، والسعودي عبدالله مدعج المطيري بـ48%، والعراقي هلال صلفيج الشمري بـ42%.











- ومع الإماراتيين حمد سعيد البلوشي وسيف سالم المنصوري، والعماني علي الغنبوصي التمامي التميمي، والعراقي فلاح البدري، واليمني محمد الحجاجي - الذين طلب منهم د. غسان الحسن أبياتاً في الفخر - كان للجمهور موعد أفضى بتقدم سيف المنصوري على زملائه الشعراء حين حصد من درجات اللجنة 49 من أصل 50، تبعه في الدرجات محمد الحجاجي 48، ثم حمد البلوشي بـ46 درجة، وبأعلى درجات جمهور المسرح 50%، ليأتي بعده علي الغنبوصي التمام التميمي بحصده 44 درجة، وبـ38% أعلى درجات التصويت على الموقع الإلكتروني، ثم جاء أخيراً فلاح البدري بـ43 درجة فقط، تلك الدرجات التي أعلن عنه المقدمين حسين العامري وشيمه.











بنات اللغة





كانت الحلقة بادئاً ذي بدء مع حمد البلوشي الذي ألقى قصيدة (بنات اللغة)، وقد قال في مطلعها:











يا نقوشات النماره بين كر وفر





الهوايس والرموش وزحزحة بعض الحروف





ما برق فكري هباء ولا رعد صوتي لضر





ولا يسيل الحرف إلا وادي الحكمه يزوف





من نهر زايد رويت ومن عزم زايد اجرّ





من يبال القاف معنى هل على اليوم خوف؟





يا لغتنا بلغتنا صاحبتنا عنج سر





بين لهجات البطون اللي نشوف أو ما نشوف











وتابع غزله باللغة إذ قال:





فيج أغلى الورد وارد م السما السابع يخر





فيج تحلى أرض محلا والكتابه والرفوف





وأنا لج بالشوق طاير لو أعضائي تقر





وانشدي كنده وأرض الفاو أحلامي تطوف











ليختم ببلده الإمارات:





تمتطي ظهر السحاب وتقطف نجوم وتزر





ترسم وجوه التآلف بأجمل ألوان الطيوف





يا نقوشات النمارة نقشنا بحفيت سر





رسمنا ظبياني أصلي والختم سبعة حروف











د. غسان الحسن أشار إلى أن النص مثقف ومتخصص، أي أن الشاعر ذهب فيه إلى معرفة معينة، وهي المعرفة اللسانية اللغوية، واستل منها مفرداته، ثم أسقطها على الواقع، وقد عجب د. الحسن كيف فعل الشاعر ذلك، مشيراً بعدها إلى أن النمارة التي تقع جنوب دمشق، والتي وُجِد فيها نقش يتحدث عن أحد ملوك الحيرة (323 ق.م)، وفي النقش مجموعة الحروف التي ولدت منها العربية، وقد اعتبر الشاعر ذلك النقش أساس اللغة العربية الذي تفرعت عنه اللهجات التي أشار إليها حمد في قصيدته، وهي (التلتلة، العجعجة، الكشكش، الطمطمانية، العنعنة، اللخلخة)، حيث كل قبيلة اختصت بلهجة، وكأن الشاعر يسأل كيف اللهجات أصلها واحد فيما تصل الدول إلى التطاحن.





وأضاف د. الحسن أن في نص البلوشي الكثير من الشغل، وهو يحسده عليه، وخصوصاً الأبيات الأولى والأخيرة، وكذلك حينما استعمل الشاعر الصفات لكلماته، ما أنتج نصاً مكثفاً جداً، غير أن د. الحسن أشار إلى أن النص برأيه يُقرأ، أما سماعه فلا يغني، وذلك لعدم قدرة السامع على متابعة الصفات والمعاني.











سلطان العميمي أشار إلى غرابة الموضوع الذي طرز عليه الشاعر إبداعه بمفردات ذكية جاءت لتبرز ثقافة الشاعر، وأيضاً قدرته على صياغة نص نبطي عن موضوع شائك، من خلال تصوير شعري جميل، وشاعرية عالية.











رأي حمد السعيد - فيما يتلعق بأهمية قراءة النص - جاء مطابقاً لرأي د. الحسن، لما فيه من مفردات ترتبط بمعانٍ أخرى، وهو نص متفرد في الجمال والكتابة، ويتميز بوجود قدرٍ من الثقافة فيه لا يستوعبها المتلقي العادي.

















طلع الخفوق





مع (طلع الخفوق) تمكن سيف المنصوري من حصد درجات اللجنة لصالحه، فمن أول بيت في النص إلى آخر بيت طغت سمة واحدة، وهي أن كل بيت يكمل الآخر بصورة جميلة من خلال نسيج متميز وجمالي عالٍ - مثلما قال الناقد سلطان العميمي _، ومما جاء في مطلع نص المنصوري:











هبت الذكرى على دربٍ سريته تايه





من تهزّاف العروق ومن وفاها ييته





يوم هيّضني بعادك وانعزف لي نايه





والهجوس اتقاطرن والشعر بنى بيته





والسهر لاطراف عيني ممسي برايه





كل ما هشم بمبراته شعق كبريته





ولا هقيت أن المسافة تهلك الدوايه





لين باقدامي طريق التهلكه وازيته











وتابع الشاعر في وصف الطير بقوله:





كل ما شرفت تاق القلب ع التكايه





روّح امفرّع وباحساس الغلا واشيته





ايتهايق واعرض بصدري واعكف امرايه





ربّه يوكد طلوعه يومنّي مرّيته





ثم ختم بأبياته:





أثر طيفك قام يتكبر وياب اقصايه





وقلبي الماخوذ راج ودوّت التنهيته





والبعاد انعاد واتكسر بصدري نايه





والهجوس اتفرقن والشعر قشّع بيته





ولا وعيت إلا على كتف الطريق التايه





ضاع قلبي يالله اتعقله على متليته








ومما وجده كذلك سلطان العميمي في النص السابق أن البيئة حاضرة في شعر المنصوري بلهجتها وبعناصرها المحيطة بالشاعر الذي يبقى تصويره عجيباً هنا لعالم الطير، حيث المفردات ذات دلالة حركية تتلاءم مع الموضوع، ما أضاف الحيوية للنص الذي وردت فيه أبيات ذات ابتكارات رائعة كما الحال بالنسبة للبيت (والسهر لاطراف عيني ممسي برايه/ كل ما هشم بمبراته شعق كبريته).











حمد السعيد ركز على التصوير والتشبيه اللذين بديا واضحين من خلال المفردات الخاصة بالطير، وعلى الترابط العجيب في النص صاحب المدخل الجميل جداً (هبت الذكرى على دربٍ سريته تايه/ من تهزّاف العروق ومن وفاها ييته)، والمتن الذي جاء فيه (ايتهايق واعرض بصدري واعكف امرايه/ ربّه يوكد طلوعه يومني مرّيته).











غير أن أجمل ما في النص - حسب د. غسان الحسن - هو تماسكه ودقه التصوير فيه، والذي نجده في الصورة الممتدة من البيت (كل ما شرفت تلق القلب ع التكايه/ روّح امفرّع وباحساس الغلا واشيته) وبعده بـ6 أبيات، فالوصف في تلك الأبيات معادلٌ موضوعي للقلب، وقد استطاع الشاعر وصف خفقان قلبه ومشاعره من خلال حركات الطير، وحين قال (والبعاد انعاد واتكسر بصدري نايه/ والهجوس اتفرقن والشعر قشّع بيته) فكأنه أراد التصريح بأن كل ما يعيده لم يأت بجديد، كما أوضح د. غسان أن قافية الشطر الأول (هبت الذكرى على دربٍ سريته تايه) تطابق مع القافية التي يكسر فيها الشاعر في لهجته.











صهيل المرتجز





علي الغنبوصي التمامي التميمي ألقى (صهيل المرتجز) على أسماع الجمهور، مستعيداً أمجاد الماضي، ومتحدثاً عن الإسلام والرسول الكريم وحصانه المرتجز:











ما دنّس الرسام على طرسه وعاب





إلا الذي قد خان وعد الله ويجهل بالرسول





اللي رسم للشمس لون الليل واخفاه بهضاب





أبشرّك للنور غرس بجوف كل مسلم يقول





هذا نبي الله على المله ومن خلفه صحاب





وتتبت يدين ضمايرهم على الفتنه تصول





غارت علينا سهام والرايه ترفرف بالسحاب





ذي راية التوحيد والهمة طلوع بلا نزول











فيما ختم بأبيات أعجبت أعضاء لجنة التحكيم جاء فيها:





يوم الوسن خيّم على الالباب تاليها خراب





عقله قفل باب الأمل والدين مفتاح العقول





سيرة عطا سيرة شقا للي تقل فيه المصاب





لا ضاقت الأربع على اللي تكسره تقل الحمول





قالوا وعابوا وارسموا والعاقبة شر العذاب





تبق لنا شمس النهار الشارقه بحلى الفصول











حمد السعيد أوضح وكأن علياً أحب توثيق ذلك النص من خلال منبر "شاعر المليون"، بادئاً بالبيت (اللي رسم للشمس لون الليل واخفاه بهضاب/ ابشرّك للنور غرس بجوف كل مسلم يقول) الذي يتحدث فيه عن الرسول وهجرته إلى المدينة، وعن الأنصار، ثم المرتجز.











ومن جهته أشار د. غسان الحسن إلى أن الغنبوصي تحدث عن أبعاد شخصية الرسول من خلال قصيدة جميلة جداً، ذهب فيها الشاعر إلى التطور والدعوة والأنصار وحصان المرتجز إلى آخر السيرة النبوية العطرة، وقد حفلت القصيدة بالشجع وبتقسيمات أربع على وزن مستفعلن، وتقسيم واحد على وزن مستفعلات.











جمال النص استوقف الناقد سلطان العميمي، خاصة وأنه جاء باللهجة البيضا، وذلك للوصول إلى أكبر كمّ من المتلقين، كما وجد العميمي وعياً في بناء النص، ووهجاً أضاء كل بيت، وفي بعض الأبيات إشارات مهمة وصور جميلة، كما الحال بالنسبة للبيتين (نورك سطع والعين شافت حق وانزاح الضباب/ عقب الدجن عقب العجاف سنين يا عذب الهطول)، و(ساويت بين الناس والميزان عدلٍ بالحساب/ والخافيه بيّنتها دام الجهل ساد العقول).











رسالة من العراق





كان أداء وشعر فلاح البدري لافتاً، على الرغم من أن د. غسان الحسن انتقده بسبب اختلال الوزن في أحد أبيات القصيدة التي بدأ مطلعها بـ:











أنا لا شحّت الفكره على منبر عظيم إعلام





سريت بعتمة الوضع المضارع منتقي منّه





إذا ما طلت لي رقم يجمّلني مع الارقام





فلا خير بصدى صوتٍ اسماع الناس يصغنّه





إلهي حال واقعنا شكى دوامة الأوهام





وش أملك غير جزلات القوافي كود يرثنّه











نحيب إمام مسجد مع تكبيرة الإحرام





نعى فقد الصفوف اللي على المحراب صفنّه











ومن ثم تحدث عن مصر والشام في ختام نصه قائلاً:





شموخ أهرام وبلاد السلام وديرة أهل الشام





مرابع علمهن بأعرق حضارات يساقنّه





خلاصة مقصدي نفنى وتربطنا صلات ارحام





أواصر تجذب جذور القبايل ما بها منّه





نبينا ما نصب فوق الأنامل للخلاف ابهام





شهر سبابته لأجل التراحم يطلب الجنّه











د. الحسن أشار كذلك إلى أن استخدام مفردة المضارع التي أراد الشاعر من خلالها الدلالة على الواقع لم تكن صحيحة، فالمضارع سمي كذلك لأته يضارع اسم الفاعل، أي يماثله ويشابهه في الحركات والسكنات والوظيفة الإعرابية، أما الأبيات الـ6 التي جاءت في وصف النساء وعوامل عفتهن فهي جميلة جداً، إذ لم ينسَ الشاعر ذكر أي واحدة منها، لينتهي بالبيت (شموخ أهرام وبلاد السلام وديرة أهل الشام/ مرابع علمهن بأعرق حضارات يساقنّه) الذي امتاز بتقسيم السجع.











ما أعجب سلطان العميمي اهتمام البدري بأدق التفاصيل في قصيدة جميلة لم يتطرق لموضوعها أحد، وكذلك حضور الشاعر الجميل، والبيت (نبينا ما نصب فوق الأنامل للخلاف ابهام/ شهر سبابته لأجل التراحم يطلب الجنّه) بما فيه من صور متميزة، إلى جانب أبيات أخرى.











الناقد حمد السعيد أشار في معرض رأيه إلى جمال النص وترابطه، إذ تناول الشاعر موضوعاً مميزاً يحسب له، فبدا في أبياته الثلاث الأولى وكأنه في حيرة، حين شح الشعر والموضوعات، وعبر السعيد عن إعجابه بالحديث عن صفات المرأة العربية والمسلمة، وبالختام أيضاً.

















حصاد الشعر





(حصاد الشعر) كان مع الشاعر محمد الحجاجي، والذي قال قصيدة أثلجت قلب أعضاء لجنة التحكيم، لقدرة الشاعر على الإبداع من دون تكرار أو تقليد ولا حشو، ومما ألقاه ليلة أمس في مطلع قصيدته:











قم كسر الليل يا صوتي على الميعاد





بنفاس تسلبني إحساسي وتكتبني





شقيت صدري فجاج من سيول الضاد





وارويت نخل الشعور وطلعه أعجبني





وأخايل المزن تخشع أحتري رعّاد





والحلم يعصر طموحاتي ويشربني





والشعر يسري معي في كل شغب وواد





يجلس معي إن نويت أبعد يقرّبني











وفي رده على سائله أضاف:





يا سائلي والهقاوي صهوة الأمجاد





والجو صافي وإيد الشمس تجذبني





ما ابطيت غايب عبث أو في يدين اصفاد





ما غبت إلا يلين الدر يكسبني











ليختم بالأبيات الرائعات:





للحب للحزن لعيون الوطن ورّاد





للشوق يفرد جناحينه ويطلبني





لاحلامي البيض في كف الأمل انقاد





متلحف النور والإيمان يغلبني





وإن ما عسفت الأماني ما النجوم ابعاد





شفني حضرت وصفير المزن يصحبني











(مبدع، جميل، وتمشي بخطى ثابتة).. بهذه العبارات الثلاث وصف سلطان العميمي محمد الحجاجي، مضيفاً أن تفاصيل كل بيت من أبيات النص تعجبه، حيث لا حشو، والصياغات والقوالب غير متداولة وتقليدية، والسعي من قبل الشاعر لابتكار صور جديدة، فلم يكن الحجاجي تقليدياً في علاقته مع الشعر، وهذا يحسب له، وأوهو كما يبدو شخص سماعي، وهذا ما اتضح من خلال علاقته مع الأشياء في القصيدة من خلال مفدات معينة (صوتي، صفير، أدندن)، فالأصوات لها تأثير كبير على الحجاجي الذي جاء بنص كان يتسم بالتسلسل والسلاسة والعذوبة.











وما أكد عليه د. الحسن الإبهار في القصيدة، وكذلك الحيوية والطزاجة، والرد على محاورات مع أصدقاء وزملاء مثلما جاء في السياق، مشيراً إلى أن البيت (شقيت صدري فجاج من سيول الضاد/ وارويت نخل الشعور وطلعه أعجبني) إنما هو عبارة شعرية 100%، ليست مستلّة من واقع الحديث، إنما جاءت من الخيال القريب والبعيد، والقصيدة في كل جزئياتها هي نفس شعري لطيف، والسبب في الإبداع فهم الشاعر الصحيح معنى الشعر، حيث الخيال نابع من الوجدان الذاتي، من دون تكرار ولا حشو، وهذا دليل على انتباهه لذاتك، وفيما يتعلق بالقافية قال د. غسان إن الشاعر ذهب إلى القافية (ني)، فجاءت الإضافات على حرف الروي الباء، أما النون فهي حرف الروي الآخر الذي أضاف عليه محمد حرف الياء، حيث استطاع الاستفادة من إضافة موسيقية مجانية في اللغة.











حمد السعيد أكد على أن الحجاجي فخر للشعر واليمن ولشاعر المليون، حيث أتى الشاعر بمدخل جميل جداً، وبمطلع مميز يشد المتلقين، وبختام أجمل، أما البيت (يا سائلي والهقاوي صهوة الأمجاد/ والجو صافي وإيد الشمس تجذبني) فقد أعجب السعيد، وكذلك الترابط الذي وجده في النص.











أبيات في الفخر .. والتحليل النفسي











قبل فقرة التحليل النفسي ألقى الشعراء الخمسة أبيات الفخر التي كان قد طلبها د. غسان منهم وقد كشفت عن إبداعهم، خصوصاً وأنهم تجنبوا الفخر بالذات، وذهبوا إلى الوطن والدين والكرم، كما كان الجانب الإنساني حاضراً في أبياتهم.





وعن التحليل النفسي فقد وصفت د. ناديا بوهنّاد أداء شعراء ليلة أمس كما هي العادة في كل حلقة، فحمد البلوشي كان حماسياً، جيداً، رائعاً، ومهتماً برأي اللجنة، وهو الذي يحب الاستعراض.





سيف المنصوري: كان صاحب أداء جيد، ومرتاحاً، دخل بقوة إلى المسرح، وهو الحكّاء في طريقة إلقائه، ويمتلك ثقة وراحة أمام اللجنة.





علي الغنبوصي: تماسك أمام اللجنة، ولم يكن قلقاً، بل حماسياً، أداؤه رائع، غير أن تواصله البصري مع د. غسان لم يكن كاملاً.





فلاح البدري: بدا جيداً، متفاعلاً، حركاته جاءت منسجمة مع نصه، لكنه أصابته الدهشة والاستغراب لأن د. غسان انتقده لكسر في وزن أحد الأبيات.





وأخيراً محمد الحجاجي الواثق بذاته، والذي كان مرتاحاً، وصاحب أداء جيد، وتفاعل مع نصه والجمهور.











معايير جديدة





انتهت أحداث الحلقة، وانتهت كذلك المرحلة الثالثة من "شاعر المليون"، والمطلوب من كل شاعر من الشعراء الواصلين إلى دور الـستة - كما أطلق عليه سلطان العميمي – وهم (سيف المنصوري، علي القحطاني، كامل البطحري، محمد العرجاني، ومستور الذويبي، إضافة لشاعر من الشعراء الـ 4 الذين هم بانتظار نتائج تصويت الجمهور عن الحلقة 13) قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية، تتراوح أبياتها بين 10 و15 بيتاً، وهذا مطلوب أيضاً من الشعراء الذين عليهم انتظار تصويت الجمهور، وهم الحجاجي، الغنبوصي، البدري، البلوشي، أما المعيار الثاني فسوف تعلن عنه اللجنة في الحلقة القادمة.

أبو زيد الهلال
23-05-14, 09:42 AM
http://www.almillion.net/ar/imagebign/996991d154ac278d6be57f78ac898cae.JPG

أبوظبي
الخميس, 22-مايو-2014 02:05 مساءا

حمل الشاعر الإماراتي سيف سالم المنصوري بيرق الشعر ولقب "شاعر المليون" للموسم السادس من مسابقة الشعر 2013 – 2014 التي أثبتت اتساع رقعة جماهيريتها، معلناً بذلك عن إسدال الستار على آخر ليلة من ليالي الشعر الـ15 .




وقام سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بحضور الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، وسعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية المنظمة للمسابقة؛ بتتويج الفائزين الخمسة الأوائل وتسليم بيرق الشعر إلى سيف سالم المنصوري الذي حصل ليلة أمس الأربعاء على 65% من مجموع درجات اللجنة وتصويت الجمهور، ليبقى اللقب إماراتياً في هذا الموسم أيضاً بعد أن حصل عليه الشاعر الإماراتي راشد الرميثي في الموسم الخامس.




هكذا كانت ليلة أمس هي الختام المسك لموسم يعتبر أحد أفضل وأقوى مواسم "شاعر المليون" منذ ربيعه الأول، وحلّ وصيفاً في المركز الثاني العماني كامل البطحري مع 64% وكانت له 4 ملايين درهم، فيما حجز المركز الثالث السعودي مستور الذويبي بعد أن حصل على 63% وكانت جائزته 3 ملايين درهم، أما البحريني محمد العرجاني فقد جاء رابعاً وحصل على مليوني درهم بعد أن نال 61%، ومن بعده حلّ الإماراتي علي القحطاني خامساً بـ 60% وله مليون درهم، أما المركز السادس فشغله مواطنه حمد سعيد البلوشي مع 59% و الذي فوجئ – كما سواه - بإعلان بالنبأ أن أحداً من الشعراء لن يغادر المسرح بسبب تعادل نتيجة اثنين من الشعراء عند بدء الحلقة الأخيرة، ليستمر الشعراء الستة في المنافسة، وهو ما أقرته لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد، ووافقت عليه اللجنة العليا للمسابقة.




الوصول إلى القمة


تلك الليلة كان الشاعر تلو الآخر يلقي ما في جعبته من جميل الكلام، وكانت تصل صورته ويصل صوته إلى ملايين المشاهدين والمستمعين، من بينهم جمهور المسرح الذي غص بمشجعي الشعر والشعراء، فهدف الجميع منذ البداية هو بيرق الشعر، وكذلك اللقب الذي سعى إليه آلاف، ولم يصل إليه إلا شاعر واحد فقط، فكان المنصوري الأوفر حظاً على مدار الحلقات الـ15 المباشرة.




قبل أن تبدأ مجريات الحلقة التي نقلتها على الهواء قناة أبوظبي – الإمارات، وأعادتها قناة بينونة؛ قال د.غسان الحسن إن اللجنة راهنت على الموسم السادس الذي أثبت أنه الأكثر علواً بين المواسم، وإذا كانت مسيرة "شاعر المليون" قد بدأت بعديد النجوم الذي أتوا بنجوميتهم إلى البرنامج، فإن الجمهور واللجنة على حدّ سواء شهدوا في الموسم السادس من المسابقة شعراء صعدوا إلى مرتبة النجومية، ودلّوا على تجاربهم الخاصة في مسرح شاطئ الراحة.




رحلة البلوشي


مع حمد البلوشي كانت بداية الشعر، وهو الذي حل سادساً، وقد ألقى ليلة أمس قصيدة (رحلة) التي استحضر في مطلعها حاله مع مسابقة "شاعر المليون"، إذ قال:


تبرق ترعد تمطر قاف


تقبل تدبر ضرب سيوف


بعد إذن السامع لا يخاف


حرب الليلة حرب حروف


سبع سمان وسبع عجاف


مر الوقت وحنا وقوف


وبن بطوطة يومه طاف


عزم وحزم وفكر يزوف


ثم أضاف:


رحاله مشتاء ومصياف


وحروفه من بطن قنوف


عينه من راس المشراف


ترقب ظبي مر خطوف




لينهي قصيدته بأبيات كانت خاتمتها استحضاراً لروح الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، فقال مادحاً:


م القادة يغرف الاعراف


ابنا العود المعروف


اقوالن تزرع صفصاف


وافعالن تنبت معروف


واخبارن تثمر أصناف


والسمعه من أحلى قطوف


زايد وعياله الأشراف


أصغرهم بندق شاخوف




النص عالي الإيقاع والموسيقى مثلما قال د. غسان، حيث شهد الجمهور اتّباع حمد الكتابة وفق ضروب الشعر وطواريقه النادرة، كما الحال في الطرق المستخدم في قصيدته تلك، وهو طرق يمكن تقسيمه بسهولة، حيث أن ما قدمه حمد مكون من وحدات قد أحسن من خلالها تمثيل النص موسيقياً ومظهرياً، بما فيه من تصوير جميل ومعان عالية، وفي النص كذلك أبيات مرةً تقسم إلى 3 وحدات وزنية، ومرة إلى وحدتين، وهذا دليل معرفة الشاعر وحدات الشعر وتقسيماته وتفصيلاته.


من ناحية أخرى يدل البيت الأول (تبرق ترعد تمطر قاف/ تقبل تدبر ضرب سيوف) على التوتر في المنافسة، أما الشطر الثاني من البيت ذاته فيصور حالة الإقبال والإدبار عند الشاعر، والذهاب والمجيء حسب حاله في المنافسة.




سلطان العميمي رأى أن حمد البلوشي حافظ على مستواه من خلال ذلك النص، إذ ليس فيها خفوت، ومن ميزة قصائد حمد عدم وجود حاجز بينها وبين المتلقي، ولدى الشاعر تصوير جميل، وتجديد للأفكار، فتأتي نصوصه خصبة بكل ما فيها من إشارات، وما يميز نصوصه كذلك اللغة والوزن والقافية التي ليس فيها تكلف، فهو يطوع الشعر كما يريد.




ثم إن حمد البلوشي علا في ذلك النص الذكي الذي تحدث فيه عن المسابقة ومعاناة الشعراء - كما قال حمد السعيد -، مضيفاً أن الشاعر شبه ذاته بابن بطوطة ليعبر عما في المسابقة من تنافس شريف، وقد دل السعيد على مواطن إعجابه في النص من خلال البيت (شد ومد وعزّه لاف/ كفه صافح خمس كفوف)، بالإضافة إلى ما انتهى إليه نصه من خلال البيت (م القادة يغرف الاعراف/ ابنا العود المعروف)؛ ليثبت الشاعر أنه فخر للشعر والإمارات.






امذهّبات القراطيس


سيف بن سالم المنصوري صاحب اللقب لهذا الموسم ألقى نصه (امذهّبات القراطيس) الذي أذهل لجنة التحكيم لما فيه من مفردات مغرقة في البيئة الإماراتية:


هل المطر يا امغرّفين القراطيس


علمه اتسوقه بالمعاني بروقه


قدله ثلاث شهور والحفر ما قيس


تشهد على وقعه بقاعه شقوقه


ينحت صخر ياطراف سيل الهواجيس


يروي المسامع وايتلقّا حقوقه


أرضه قفر واترابها ما بعد ديس


والعشب تنه م المغاني عروقه




وفي بيتين لاحقين قال:


يبرالها من راسي الجزل فرّيس


يكسع فحلها عن معاشير نوقه


واتناعتوه البدو عند العواسيس


واتوافدوا يشعف غلاهم خفوقه




ليختم نصه بالأبيات التي جاء فيها:


ويطمي بحر ستين ويضيع غطّيس


وغيره اتطبّع جيلبوته رقوقه


ويشمخ وينزل له وظن وبالنواميس


يسمو تحت بشته ويرفي فتوقه


ونوده يذر امذهّبات القراطيس


وتسبق علومه بالمعاني بروقه




ومما قاله سلطان العميمي ليلة أمس إن الشاعر حافظ على مستواه بعد إلقائه ذلك النص، فأفكاره مستمدة من بيئته، وهو يوظف في نصه مفردات لم تعد مستخدمة عند الجيل الجديد، كما يحيي مفردات قديمة من دون تكلف، ولديه صور رائعة الجمال ومشهدية تستحق التأمل تبدّت في البيتين (وردت غديره وارتوت الأحاسيس/ واتفرّقت ترعا زماليق شوقه)، والبيت (كنّها الخرز واتناثرت من طرف كيس/ من فوق زلّ نون عيني يشوقه).




فيما أكد حمد السعيد أن في النص رائحة البداوة والأصالة، حيث امتداد الصورة الشعرية في أكثر من بيت، كما في (أرضه فقر وترابها ما بعد ديس/ والعشب تنهل م المعاني عروقه)، ما يؤكد حرفة سيف المنصوري، فهو منذ بداية المسابقة يسير على النهج ذاته، ويبدع أبياتاً رائعة، كما البيت (شدد عليه القلب منقيّة العيس/ عقد الذهب ويلاوي العنق طوقه) الذي يتحدث فيه عن المسابقة، وكذلك البيت الذي يمتد بشكل جميل مع البيت الأول (يبرا لها من راسي الجزل فرّيس/ يكسع فحلها عن معاشير نوقه)، وفي النص يوظف سيف كل ما يرتبط ببيئة الإمارات من طير وبحر وغوص وبر، وهذا دليل المخزون اللغوي والثقافي الذي يمتلكه.




د. غسان الحسن أيضاً وجد أن النص جميل وعميق ومتسع ومتشعب، وهذا مردّه سعة القاموس اللغوي لدى سيف المنصوري، ومعرفته مفردات كثيرة تجعله يذهب بالنص أنّى شاء، مفردات دالة على مختلف بيئات الإمارات، مثل الإبل، الصقور، الريس، الغوص، الماضي والحاضر، فاستمد الصور منها، والنص يكاد يكون بلا حشو، وقد أشار د. الحسن كذلك إلى أن حذف أي مفردة من الأبيات تجعل المعنى يختل، مثل البيت (ويطمي بحر ستين ويضيع غطّيس/ وغيره اتطبّع جيلبوته رقوقه)، فأبياته كالمدماك المرصوص، من جهة أخرى رأى في النص امتداداً للصور ولتراكبها ولتشابكها (وانهضوا به رابطين القرانيس/ ترقب مخاييله ومرهي حقاقه)، وكذلك (ينحت صخر ياطراف سيل الهواجيس/ يروي المسامع وايتلقّا حقوقه)، وكل مفردة في بداية الشطر الثاني (يروي) و(المسامع) صورة، وغير ذلك أن في القصيدة جمال كثير.






مسحوب القحطاني


علي القحطاني جاء بنص على طرق المسحوب، وهو ما أشار إليه الناقد حمد السعيد، وإلى الذكاء الموجود فيما أبدع الشاعر بدءاً من أبيات المطلع:


أعلق أحلامي على الغصن ويزيح


كتفه وكنّه يقول ذا ويش جابه


ومن يوم أقفي يعترض للسواريح


ويقول من يبغي يعلق ثيابه


وقفت ف وجيه الجبال الصلافيح


ولبست من صوف التشيم عصابه




وصولاً إلى الأبيات التي قال فيها:


لو طاحن جبال السراوات ما طيح


عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه


الله أعلم كنز قارون فالسيح


ولا إنه صوب السيف ولّا ف غابه


خلوني ألقى الباب قبل المفاتيح


وشلون أبفتح قفل ما دلّ بابه




واستمر الشاعر في حبك أبياته إلى أن وصل إلى الخاتمة التي اكتملت بالأبيات:


أحد يسولف لام سالم عن الشيح


وحد خذا من كل طاروق جابه


والعود بلا يصامد القوم ويصيح


العد ذا يحرم عليكم شرابه


ترى الرباع ليا وسموها المفاليح


حن نعتبرها هدو ولا نهابه




ومما أضافه حمد السعيد أن في النص مفردات تشير إلى خصوصية لهجة الشاعر كما في البيت (أعلق أحلامي على الغصن ويزيح/ كتفه وكنّه يقول ذا ويش جابه)، وكذلك البيت (والعود بلا يصامد القوم ويصيح/ العد ذا يحرم عليكم شرابه)، مشيراً إلى وجود ترابط بين أبيات النص المحبوك بمهارة، والجمال فيه واضح مثلما الحال بالنسبة للأبيات (وأقول حن يا عيال زايد طحاطيح/ وإن ما رفعنا الراس وش ينبغا به)، و(لو طاحن جبال السراوات ما طيح/ عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه)، (وأقول حن يا عيال زايد طحاطيح/ وإن ما رفعنا الراس وش ينبغا به).


أما التساؤل الذي طرحه الشاعر (الله أعلم كنز قارون فالسيح/ ولا إنه صوب السيف ولا ف غابه) فهو بالغ الجمال، فيما جاء البيت (أشوف ف يدين النشامى مسابيح/ ما ادري بقصد الذكر ولا الكتابة) رمزياً ومتميزاً كما ختام القصيدة.




من جانبه أكد د. غسان الحسن إلى التألق المستمر عند الشاعر، وإلى مسيرته ذات المستوى الرفيع، وإلى جمال النص الذي فيه الجديد الذي يعجب، ومما أثار إعجاب د. غسان أسلوب التجريد الذي استخدمه الشاعر حين استنسخ من نفسه شخصاً آخر، وصار القائل والمخاطب.


وفي معرض رأيه قال د. الحسن: في نص القحطاني أسئلة ذات بعد جميل كما جاء في البيت (لو طاحن جبال السراوات ما طيح/ عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه)، وهي أسئلة جاءت بصورة أجوبة ونفي، كما أعجبه أن الشاعر ناقض نفسه، فهو يملك الطموح لكنه لا يملك المعجزات، وكان ذلك جميلاً جداً برأي د. غسان.




سلطان العميمي قال إن القصيدة ذكية في الترميز الذي استخدمه الشاعر، وفي بعض أبياتها تواضعاً وفخراً متوازنين، وهذا دليل على أن علي القحطاني يكتب بوعي وبنضج، وما أثار انتباه العميمي أنسنة الأشياء، والتنوع في الصياغات، وتأكيد التعجب والمقارنة، فكل ذلك – كما قال - منح القصيدة تنوعاً جميلاً بعيداً عن النمطية، وبناء متوازناً، ما جعل تلك القصيدة إحدى أجمل قصائد القحطاني.




شكراً.. كامل البطحري


من خلال النص الذي أعلن فيه حبه لكل من الإمارات وسلطنة عمان؛ ألقى الشاعر العماني كامل البطحري (شكراً)، ذلك النص الذي أثبت جدارة الشاعر بالوصول إلى الحلقة الأخيرة من "شاعر المليون"، وقد قال في أبيات النص الأولى متحدثاً عن المسابقة ووالده الغائب جسداً الحاضر روحاً:




هذا المسا من دفء أنفاسه يشير


إلى وجود أبويَه بكل زفره


أحس ذاك الباب ينطق تباشير


أبوك يا كامل مهو وسط قبره


منّي دخل للمسرح بفخره يسير


ولابس براسه مثل مصرتك مصره


يا بويَه أقطف في سماعك تعابير


من شاعرٍ صفق للأبيات سطره




ثم أتبعها بأبيات تحدث فيها عن "زايد" الخير إذ قال:


في دار زايد يبني الغصن للطير


عشه مثل ما تهدي الضيف أسره


من صافح يديها نبت في يده خير


من زرع زايد طاب ذكره وشكره




ثم شكر أهل الإمارت، واستعاد مرة ثانية حضور والده:


شكراً لها شكراً لأهلها المناعير


وهذا الشكر من بوح الاحساس حبره


أسوقه بوقتٍ تنفس تباشير


وأحس فخر أبويَه بوسط صدره


قلته وعيني تنظر الباب وتحير


والعز يحبس داخل العين عبره




د. غسان الحسن أشار إلى مسيرة كامل الشعرية المشرقة، وإلى مستواه الممتاز، والنص الذي ألقاه ليلة أمس والذي يشبه من حيث الإبداع نصوصه السابقة، ومن حيث حضور الرموز العمانية، ونص البطحري – حسب د. الحسن – يقسم إلى نصفين، نصف لعمان والنصف الآخر للإمارات، وفي حب الطرفين، وكما برزت في النص شخصية محورية تحرك الأحداث وهي شخصية والد البطحري الذي ذكر مفردة (أبويَه) سبع مرات.


والشاعر حين تحدث عن المسابقة أورد ذلك بشكل غير مباشر، مشيراً إلى أن البيرق هو الطموح والفخر، وهذا نوع من البناء الجميل مثلما وصفه د. غسان، قلما يفطن إليه كثير من الشعراء، كما أن الشاعر شكر الإمارات حتى بدون البيرق، وهذا يحسب له.




كما أكد سلطان العميمي فخر البرنامج بتجربة كامل وحضوره، واختياره من قبل لجنة التحكيم، إلى جانب اختيار زملائه للوصول إلى هذه المرحلة الحاسمة، فكانوا هم الرهان.


وليلة أمس قدم كامل خصوصية شعرية، فكل بيت من نصه أجمل من البيت الآخر، فهو مسبوك بنضج كبير، والشاعر يصيغ الشعر كما يريد، ويتنقل فيه ما يريد.




حمد السعيد ركز على أسلوب الشاعر الذكي والجميل جداً في النص، وعلى جمال الحوارية بينه وبين والده الراحل من خلال استخدام مفردات دالة على ما يريد الشاعر إيصاله للمتلقي.






العرجاني في حب البحرين


بحماس كان واضحاً قدم محمد العرجاني نصه، مراوحاً فيه بين الشعر وبين مديح البحرين البلد الذي ينتمي إليه، وإلى قيادة بلده التي يقدّرها، بادئاً ذي بدء بالأبيات الأربعة التالية التي كانت بمثابة استهلالاً لما أراد أن يأتي به لاحقاً:


درست الحياه الصعبة ومنهج الايام


لو ان ما معي منها شهاده دراسيه


تخرجت وانهيت الدارسه من أول عام


ولا شافت عيوني معاهد وكليه


تعلمت اسل السيف في وجه الاستسلام


لان المعارك في حياتك مصيريه


بنيت القصيدة والقصر ما ينسام


ولا يعتبر ضمن المباني التجاريه


وفي مديحه ملك البحرين قال البيتين:


تفضل يا بو سليمان قدر وغلا واكرام


أقهويك فنجال القصيد ومعانيه


إذا الجن يعطي للقصيده طرب والهام


احضر بهم مليون جني وجنيه




خاتماً نصه الحماسي بفخره بالانتماء إلى قبيلته وبلده، ومؤكداً على أنها ستبقى "خليفية" في إشارة بوفائه إلى قيادة البحرين:


تدوم المعزّه في رجال المنامه دام


رجال المنامه تحت راياتك الحيه


اساس الوفا يا سيدي من قبايل يام


وانا من ظهر يامي ومن بطن ياميه


لك الحكم ما يهتز ولغيرك الاحلام


يحلمون والبحرين تبقى خليفيه






أكد سلطان العميمي تقدم مستوى الشاعر، وأشار إلى مطلع نصه، موضحاً أن مستوى الشعر عند العرجاني ارتفع بدءاً من البيت الثالث، والنص - كما قال - يتراوح بين المدح والفخر، مزجهما الشاعر ليجعل منهما كتلة واحدة في إطار شعري جميل مستخدماً أسلوباً استفهامياً يؤكد من خلاله ما يريد في وصف الممدوح.




ومن جهته أشار حمد السعيد إلى المديح الجميل في النص، وإلى الترابط أيضاً بين الأبيات والصور، من أول بيت وحتى آخر بيت (لك الحكم ما يهتز ولغيرك الاحلام/ يحلمون والبحرين تبقى خليفيه)، وهذا أسلوب سهل ممتنع وواضح، أما البيتين (قصر هيبته من هيبة طويق والاهرام/ أساسه وجدراه من الشعر مبنيه)، و(اقلط طويل العمر لا قال تم وقام/ وتهتز أركان القصر من خطاويه) فقد وصفهما السعيد بأنهما جميلين جداً.




فيما حدد أيضاً د. غسان الحسن مواضع الجمال في نص العرجاني، بدءاً من مدخله، وكأنما أراد الشاعر القول إن الشعر عنده بالفطرة، كما أبدى د. الحسن إعجابه في 3 أبيات، لأن الأسلوب الذي اتبعه الشاعر فيها هو أسلوب الحصر، والأبيات هي (وش الطيب لولا طيب قلبك على الأيتام/ وش العز لو ما كانت أرضك أراضيه)، (وش الأمن لو ما كنت للدار أمن وحزم/ وش المجد لو ما كنت ثابت بعاليه)، إلى جانب أسلوب حصري آخر من أجمل الأساليب جاء في البيت (تدوم المعزّه في رجال المنامه دام/ رجال المنامه تحت راياتك الحيه)، وقد أشار الشاعر إلى المعتقد العربي السائد، وهو أن الشعر مصدره شيطان الشعر أو جن الشعر، وهو – أي الشاعر - يملك منه ما يملك الآخرون (إذا الجن يعطي للقصيده طرب والهام/ احضر بهم مليون جني وجنيه).






محمد محمد


مع مستور الذويبي كان آخر الشعر في آخر ليالي الموسم السادس من "شاعر المليون"، وقد كان مستور متألقاً ليلة أمس، عينه على البيرق، وقلبه على الشعر. صحيح أنه لم يفز بالأول، لمنه حتماً وضل إلى الثاني بجدارة، خصوصاً عندما ألقى قصيدته (محمد محمد) التي جاد من خلالها بشاعرية عذبة وبمستوى من الإبداع يليق بالجمهور، وجاء في مطلع قصيدته:




يا صهوة قصيد فج صدر الظلام وشاف


صباح كتب في غرته نادر حروفه


قطعنا مساحات الفضا وانتهى الميقاف


وبقي لي شعور يدحم الغيم بكتوفه


كبيره لو ارجع من هنا ما سرجت القاف


على مهرة من مربط الصدق معروفة


وفا للكريم اللي سعى بالخيال وطاف


كبير المقام محير الفكر بوصوفه




وفي وصفه لولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قال:


محمد محمد فاتح صدره المضياف


تجيه القلوب كفوف لمصافح كفوفه


معيداً "التأكيد" مرتين أخريين:


محمد محمد ملتجي من عليه خلاف


ليا جاه يشكي من عنى الوقت وظروفه




وكما بدأ بمطلع بديع، كذلك ختم بمديح بديع أيضاً:


حكيم على متنه الثقال خفاف


يشيل الحمول وغترة العز منسوفه


فعوله نهر دفاق والمكرمات ضفاف


ضحوك الحجاج ونظرته عطف ومروفه


تمنيت افيض اوصاف لكن من الانصاف


اقف واعتذر وايدين الاحساس مكتوفه





حمد السعيد بدأ بالحديث عن الشاعرية الحاضرة لدى مستور الذويبي في ذلك النص الذي ألقاه، من أول بيت وحتى آخر بيت، كما أكد على الذكاء في كتابته، وعلى مدخله الجميل.




في حين أوضح د. غسان الحسن أن مستور قدم نصاً جميلاً، وذهب من خلاله إلى أساليب متنوعة، والشاعر حين قال في البيت الثاني (قطعنا مساحات الفضا) فقد كان يقصد مجموعة الشعراء، وعندما قال (وبقي لي شعور) اعتبر ذاته متفرداً في المسابقة.


كما استخدم الشاعر أسلوب المدح في 5 أبيات، منها 4 مقفلة مجهولة الممدوح، وبيت خامس تعريفي، بالإضافة إلى بيت آخر يليه ويشبهه، وهذا الأسلوب – ملثما أوضح د. غسان - مفاجئ للسامع ومؤثر أكثر، وأضاف أن في النص تكرار الاستمرار الذي جاء به الشاعر من خلال البيتين (محمد محمد فاتح صدره المضياف/ تجيه القلوب كفوف لمصافح كفوفه)، و(محمد محمد ملتجي من عليه خلاف/ ليا جاه يشكي من عنى الوقت وظروفه)، دالاً من خلالهما على شخص الممدوح الذي ورث المجد عن زايد الخير، وأخذ من أوصاف خليفة العز، وهذا ما جاء في البيتين (ورث مجد زايد وارفعه للنجوم وناف/ بجيش على حب الوطن وحد صفوفه)، و(وصوفه لحال ومن خليفه عليه اوصاف/ دهى الشيخ وعزومه وطيبه ومعروفه)، مؤكداً د. غسان على وجود تنوع في الأسلوب وعلى جمال ذلك التنوع الذي أبدعه مستور.




إن النص الذي ألقاه الذويبي هو ختامٌ مسكٌ الموسم، ثم إن الشاعر متألق، وحضوره مميز، ومستواه الشعري كذلك. هذا ما قاله سلطان العميمي حيث تفوق الشاعر فيما ألقى، مشيراً إلى ابتعاد النص عن التقليدية وتوافر خصوصية الممدوح، ما يؤكد أن الشاعر جاء بنص كتبه بوعي ونضج، ثم أشار العميمي إلى البيت (ليا قمت أمجد سيرته بالقصيد أخاف/ يجي دون هقوة هامته وأخسر وقوفه) الذي أكد أنه عبارة عن صورة شعرية جميلة جداً تنم عن مقدرة عالية لدى الشاعر في الصياغة.




بين المنهالي وبوهناد وعمر


لم ينته الموسم من دون وداع خاص تجسد بالأوبريت الذي قدمه الفنان عيضة المنهالي المعروف بأدائه المتميز، وبصوته الحاضر، فعاش الجمهور دقائق من الحبور قبل إعلان النتيجة التي جاءت إماراتية للموسم الثاني على التالي، أي الخامس والسادس من "شاعر المليون".


وكما عودنا كل من الإعلامي والشاعر عارف عمر مُعد البرنامج ود. ناديا بوهنّاد فقد قدما فقرة التحليل النفسي، لكنها هذه المرة لم تكن تحليلاً بالمعنى الدقيق للكلمة، إنما تأكيد على ما كانت تقوله د. بوهنّاد عن المتنافسين، حول الأداء، والحضور، والكاريزما، والاستعداد، وتقبل الرأي الآخر، وقوة الشخصية، والإبداع في لغة الجسد، والثقة بالذات، وغير ذلك مما استطاع الشعراء اكتسابه أو تعزيزه على مدار الحلقات الـ15 التي كانت تُبث على الهواء مباشرة، وفي البرنامج الذي دعمه في هذا الموسم بنك أبوظبي الإسلامي.


وعلى الجهة الأخرى كان الإعلامي عارف عمر يقرأ رسائل الجمهور التي كانت تصله عبر تويتر موقع التواصل الاجتماعي، ويتواصل مع كل من شيما وحسين العامري مُقدّما البرنامج سواء خلال الأوقات المستقطعة، أو قبل وبعد إعلانهما النتيجة في كل حلقة، ليكون حضور الجميع فاعلاً في برنامج استطاع كسر حاجز المتابعة العادي، وحجز له موقعاً بين البرامج الأكثر جماهيرية على الأقل في منطقة الشرق الأوسط كما تشير المتابعات.


وقبل الرحيل بانتظار موسم جديد أعلن حسين العامري مفاجأة أخرى، وهي أن مسابقة "شاعر المليون" ستتلقى طلبات المشاركة اعتباراً من اليوم الخميس، لتبدأ دورة العمل من جديد قريبا.






وختاماً.. إلى موسم جديد


هكذا انتهت المسابقة ببيرق واحد، وبمراكز خمسة، وبـ15 مليوناً وُزعت على الفائزين كل حسب مركزه،


وكان هذا الموسم قد شهد منافسة رائعة بين شعراء يظهرون للمرة الأولى على الشاشة، شعراء أثبتوا أنهم جديرون بالصول إلى مرحلة الـ48، ثم إلى مرحلة الـ28، ثم إلى المرحلة الثالثة ب 15 شاعراً، وأخيراً إلى صفوة الصفوة التي تمثلت بستة شعراء، ثلاثة منهم من دولة الإمارات، وواحد من عمان، وخامس من السعودية، وسادس من البحرين.

أبو زيد الهلال
23-05-14, 09:42 AM
http://www.almillion.net/ar/imagebign/996991d154ac278d6be57f78ac898cae.JPG

أبوظبي
الخميس, 22-مايو-2014 02:05 مساءا

حمل الشاعر الإماراتي سيف سالم المنصوري بيرق الشعر ولقب "شاعر المليون" للموسم السادس من مسابقة الشعر 2013 – 2014 التي أثبتت اتساع رقعة جماهيريتها، معلناً بذلك عن إسدال الستار على آخر ليلة من ليالي الشعر الـ15 .




وقام سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بحضور الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، وسعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية المنظمة للمسابقة؛ بتتويج الفائزين الخمسة الأوائل وتسليم بيرق الشعر إلى سيف سالم المنصوري الذي حصل ليلة أمس الأربعاء على 65% من مجموع درجات اللجنة وتصويت الجمهور، ليبقى اللقب إماراتياً في هذا الموسم أيضاً بعد أن حصل عليه الشاعر الإماراتي راشد الرميثي في الموسم الخامس.




هكذا كانت ليلة أمس هي الختام المسك لموسم يعتبر أحد أفضل وأقوى مواسم "شاعر المليون" منذ ربيعه الأول، وحلّ وصيفاً في المركز الثاني العماني كامل البطحري مع 64% وكانت له 4 ملايين درهم، فيما حجز المركز الثالث السعودي مستور الذويبي بعد أن حصل على 63% وكانت جائزته 3 ملايين درهم، أما البحريني محمد العرجاني فقد جاء رابعاً وحصل على مليوني درهم بعد أن نال 61%، ومن بعده حلّ الإماراتي علي القحطاني خامساً بـ 60% وله مليون درهم، أما المركز السادس فشغله مواطنه حمد سعيد البلوشي مع 59% و الذي فوجئ – كما سواه - بإعلان بالنبأ أن أحداً من الشعراء لن يغادر المسرح بسبب تعادل نتيجة اثنين من الشعراء عند بدء الحلقة الأخيرة، ليستمر الشعراء الستة في المنافسة، وهو ما أقرته لجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد، ووافقت عليه اللجنة العليا للمسابقة.




الوصول إلى القمة


تلك الليلة كان الشاعر تلو الآخر يلقي ما في جعبته من جميل الكلام، وكانت تصل صورته ويصل صوته إلى ملايين المشاهدين والمستمعين، من بينهم جمهور المسرح الذي غص بمشجعي الشعر والشعراء، فهدف الجميع منذ البداية هو بيرق الشعر، وكذلك اللقب الذي سعى إليه آلاف، ولم يصل إليه إلا شاعر واحد فقط، فكان المنصوري الأوفر حظاً على مدار الحلقات الـ15 المباشرة.




قبل أن تبدأ مجريات الحلقة التي نقلتها على الهواء قناة أبوظبي – الإمارات، وأعادتها قناة بينونة؛ قال د.غسان الحسن إن اللجنة راهنت على الموسم السادس الذي أثبت أنه الأكثر علواً بين المواسم، وإذا كانت مسيرة "شاعر المليون" قد بدأت بعديد النجوم الذي أتوا بنجوميتهم إلى البرنامج، فإن الجمهور واللجنة على حدّ سواء شهدوا في الموسم السادس من المسابقة شعراء صعدوا إلى مرتبة النجومية، ودلّوا على تجاربهم الخاصة في مسرح شاطئ الراحة.




رحلة البلوشي


مع حمد البلوشي كانت بداية الشعر، وهو الذي حل سادساً، وقد ألقى ليلة أمس قصيدة (رحلة) التي استحضر في مطلعها حاله مع مسابقة "شاعر المليون"، إذ قال:


تبرق ترعد تمطر قاف


تقبل تدبر ضرب سيوف


بعد إذن السامع لا يخاف


حرب الليلة حرب حروف


سبع سمان وسبع عجاف


مر الوقت وحنا وقوف


وبن بطوطة يومه طاف


عزم وحزم وفكر يزوف


ثم أضاف:


رحاله مشتاء ومصياف


وحروفه من بطن قنوف


عينه من راس المشراف


ترقب ظبي مر خطوف




لينهي قصيدته بأبيات كانت خاتمتها استحضاراً لروح الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، فقال مادحاً:


م القادة يغرف الاعراف


ابنا العود المعروف


اقوالن تزرع صفصاف


وافعالن تنبت معروف


واخبارن تثمر أصناف


والسمعه من أحلى قطوف


زايد وعياله الأشراف


أصغرهم بندق شاخوف




النص عالي الإيقاع والموسيقى مثلما قال د. غسان، حيث شهد الجمهور اتّباع حمد الكتابة وفق ضروب الشعر وطواريقه النادرة، كما الحال في الطرق المستخدم في قصيدته تلك، وهو طرق يمكن تقسيمه بسهولة، حيث أن ما قدمه حمد مكون من وحدات قد أحسن من خلالها تمثيل النص موسيقياً ومظهرياً، بما فيه من تصوير جميل ومعان عالية، وفي النص كذلك أبيات مرةً تقسم إلى 3 وحدات وزنية، ومرة إلى وحدتين، وهذا دليل معرفة الشاعر وحدات الشعر وتقسيماته وتفصيلاته.


من ناحية أخرى يدل البيت الأول (تبرق ترعد تمطر قاف/ تقبل تدبر ضرب سيوف) على التوتر في المنافسة، أما الشطر الثاني من البيت ذاته فيصور حالة الإقبال والإدبار عند الشاعر، والذهاب والمجيء حسب حاله في المنافسة.




سلطان العميمي رأى أن حمد البلوشي حافظ على مستواه من خلال ذلك النص، إذ ليس فيها خفوت، ومن ميزة قصائد حمد عدم وجود حاجز بينها وبين المتلقي، ولدى الشاعر تصوير جميل، وتجديد للأفكار، فتأتي نصوصه خصبة بكل ما فيها من إشارات، وما يميز نصوصه كذلك اللغة والوزن والقافية التي ليس فيها تكلف، فهو يطوع الشعر كما يريد.




ثم إن حمد البلوشي علا في ذلك النص الذكي الذي تحدث فيه عن المسابقة ومعاناة الشعراء - كما قال حمد السعيد -، مضيفاً أن الشاعر شبه ذاته بابن بطوطة ليعبر عما في المسابقة من تنافس شريف، وقد دل السعيد على مواطن إعجابه في النص من خلال البيت (شد ومد وعزّه لاف/ كفه صافح خمس كفوف)، بالإضافة إلى ما انتهى إليه نصه من خلال البيت (م القادة يغرف الاعراف/ ابنا العود المعروف)؛ ليثبت الشاعر أنه فخر للشعر والإمارات.






امذهّبات القراطيس


سيف بن سالم المنصوري صاحب اللقب لهذا الموسم ألقى نصه (امذهّبات القراطيس) الذي أذهل لجنة التحكيم لما فيه من مفردات مغرقة في البيئة الإماراتية:


هل المطر يا امغرّفين القراطيس


علمه اتسوقه بالمعاني بروقه


قدله ثلاث شهور والحفر ما قيس


تشهد على وقعه بقاعه شقوقه


ينحت صخر ياطراف سيل الهواجيس


يروي المسامع وايتلقّا حقوقه


أرضه قفر واترابها ما بعد ديس


والعشب تنه م المغاني عروقه




وفي بيتين لاحقين قال:


يبرالها من راسي الجزل فرّيس


يكسع فحلها عن معاشير نوقه


واتناعتوه البدو عند العواسيس


واتوافدوا يشعف غلاهم خفوقه




ليختم نصه بالأبيات التي جاء فيها:


ويطمي بحر ستين ويضيع غطّيس


وغيره اتطبّع جيلبوته رقوقه


ويشمخ وينزل له وظن وبالنواميس


يسمو تحت بشته ويرفي فتوقه


ونوده يذر امذهّبات القراطيس


وتسبق علومه بالمعاني بروقه




ومما قاله سلطان العميمي ليلة أمس إن الشاعر حافظ على مستواه بعد إلقائه ذلك النص، فأفكاره مستمدة من بيئته، وهو يوظف في نصه مفردات لم تعد مستخدمة عند الجيل الجديد، كما يحيي مفردات قديمة من دون تكلف، ولديه صور رائعة الجمال ومشهدية تستحق التأمل تبدّت في البيتين (وردت غديره وارتوت الأحاسيس/ واتفرّقت ترعا زماليق شوقه)، والبيت (كنّها الخرز واتناثرت من طرف كيس/ من فوق زلّ نون عيني يشوقه).




فيما أكد حمد السعيد أن في النص رائحة البداوة والأصالة، حيث امتداد الصورة الشعرية في أكثر من بيت، كما في (أرضه فقر وترابها ما بعد ديس/ والعشب تنهل م المعاني عروقه)، ما يؤكد حرفة سيف المنصوري، فهو منذ بداية المسابقة يسير على النهج ذاته، ويبدع أبياتاً رائعة، كما البيت (شدد عليه القلب منقيّة العيس/ عقد الذهب ويلاوي العنق طوقه) الذي يتحدث فيه عن المسابقة، وكذلك البيت الذي يمتد بشكل جميل مع البيت الأول (يبرا لها من راسي الجزل فرّيس/ يكسع فحلها عن معاشير نوقه)، وفي النص يوظف سيف كل ما يرتبط ببيئة الإمارات من طير وبحر وغوص وبر، وهذا دليل المخزون اللغوي والثقافي الذي يمتلكه.




د. غسان الحسن أيضاً وجد أن النص جميل وعميق ومتسع ومتشعب، وهذا مردّه سعة القاموس اللغوي لدى سيف المنصوري، ومعرفته مفردات كثيرة تجعله يذهب بالنص أنّى شاء، مفردات دالة على مختلف بيئات الإمارات، مثل الإبل، الصقور، الريس، الغوص، الماضي والحاضر، فاستمد الصور منها، والنص يكاد يكون بلا حشو، وقد أشار د. الحسن كذلك إلى أن حذف أي مفردة من الأبيات تجعل المعنى يختل، مثل البيت (ويطمي بحر ستين ويضيع غطّيس/ وغيره اتطبّع جيلبوته رقوقه)، فأبياته كالمدماك المرصوص، من جهة أخرى رأى في النص امتداداً للصور ولتراكبها ولتشابكها (وانهضوا به رابطين القرانيس/ ترقب مخاييله ومرهي حقاقه)، وكذلك (ينحت صخر ياطراف سيل الهواجيس/ يروي المسامع وايتلقّا حقوقه)، وكل مفردة في بداية الشطر الثاني (يروي) و(المسامع) صورة، وغير ذلك أن في القصيدة جمال كثير.






مسحوب القحطاني


علي القحطاني جاء بنص على طرق المسحوب، وهو ما أشار إليه الناقد حمد السعيد، وإلى الذكاء الموجود فيما أبدع الشاعر بدءاً من أبيات المطلع:


أعلق أحلامي على الغصن ويزيح


كتفه وكنّه يقول ذا ويش جابه


ومن يوم أقفي يعترض للسواريح


ويقول من يبغي يعلق ثيابه


وقفت ف وجيه الجبال الصلافيح


ولبست من صوف التشيم عصابه




وصولاً إلى الأبيات التي قال فيها:


لو طاحن جبال السراوات ما طيح


عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه


الله أعلم كنز قارون فالسيح


ولا إنه صوب السيف ولّا ف غابه


خلوني ألقى الباب قبل المفاتيح


وشلون أبفتح قفل ما دلّ بابه




واستمر الشاعر في حبك أبياته إلى أن وصل إلى الخاتمة التي اكتملت بالأبيات:


أحد يسولف لام سالم عن الشيح


وحد خذا من كل طاروق جابه


والعود بلا يصامد القوم ويصيح


العد ذا يحرم عليكم شرابه


ترى الرباع ليا وسموها المفاليح


حن نعتبرها هدو ولا نهابه




ومما أضافه حمد السعيد أن في النص مفردات تشير إلى خصوصية لهجة الشاعر كما في البيت (أعلق أحلامي على الغصن ويزيح/ كتفه وكنّه يقول ذا ويش جابه)، وكذلك البيت (والعود بلا يصامد القوم ويصيح/ العد ذا يحرم عليكم شرابه)، مشيراً إلى وجود ترابط بين أبيات النص المحبوك بمهارة، والجمال فيه واضح مثلما الحال بالنسبة للأبيات (وأقول حن يا عيال زايد طحاطيح/ وإن ما رفعنا الراس وش ينبغا به)، و(لو طاحن جبال السراوات ما طيح/ عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه)، (وأقول حن يا عيال زايد طحاطيح/ وإن ما رفعنا الراس وش ينبغا به).


أما التساؤل الذي طرحه الشاعر (الله أعلم كنز قارون فالسيح/ ولا إنه صوب السيف ولا ف غابه) فهو بالغ الجمال، فيما جاء البيت (أشوف ف يدين النشامى مسابيح/ ما ادري بقصد الذكر ولا الكتابة) رمزياً ومتميزاً كما ختام القصيدة.




من جانبه أكد د. غسان الحسن إلى التألق المستمر عند الشاعر، وإلى مسيرته ذات المستوى الرفيع، وإلى جمال النص الذي فيه الجديد الذي يعجب، ومما أثار إعجاب د. غسان أسلوب التجريد الذي استخدمه الشاعر حين استنسخ من نفسه شخصاً آخر، وصار القائل والمخاطب.


وفي معرض رأيه قال د. الحسن: في نص القحطاني أسئلة ذات بعد جميل كما جاء في البيت (لو طاحن جبال السراوات ما طيح/ عمرك سمعت بيوم طاحت سحابه)، وهي أسئلة جاءت بصورة أجوبة ونفي، كما أعجبه أن الشاعر ناقض نفسه، فهو يملك الطموح لكنه لا يملك المعجزات، وكان ذلك جميلاً جداً برأي د. غسان.




سلطان العميمي قال إن القصيدة ذكية في الترميز الذي استخدمه الشاعر، وفي بعض أبياتها تواضعاً وفخراً متوازنين، وهذا دليل على أن علي القحطاني يكتب بوعي وبنضج، وما أثار انتباه العميمي أنسنة الأشياء، والتنوع في الصياغات، وتأكيد التعجب والمقارنة، فكل ذلك – كما قال - منح القصيدة تنوعاً جميلاً بعيداً عن النمطية، وبناء متوازناً، ما جعل تلك القصيدة إحدى أجمل قصائد القحطاني.




شكراً.. كامل البطحري


من خلال النص الذي أعلن فيه حبه لكل من الإمارات وسلطنة عمان؛ ألقى الشاعر العماني كامل البطحري (شكراً)، ذلك النص الذي أثبت جدارة الشاعر بالوصول إلى الحلقة الأخيرة من "شاعر المليون"، وقد قال في أبيات النص الأولى متحدثاً عن المسابقة ووالده الغائب جسداً الحاضر روحاً:




هذا المسا من دفء أنفاسه يشير


إلى وجود أبويَه بكل زفره


أحس ذاك الباب ينطق تباشير


أبوك يا كامل مهو وسط قبره


منّي دخل للمسرح بفخره يسير


ولابس براسه مثل مصرتك مصره


يا بويَه أقطف في سماعك تعابير


من شاعرٍ صفق للأبيات سطره




ثم أتبعها بأبيات تحدث فيها عن "زايد" الخير إذ قال:


في دار زايد يبني الغصن للطير


عشه مثل ما تهدي الضيف أسره


من صافح يديها نبت في يده خير


من زرع زايد طاب ذكره وشكره




ثم شكر أهل الإمارت، واستعاد مرة ثانية حضور والده:


شكراً لها شكراً لأهلها المناعير


وهذا الشكر من بوح الاحساس حبره


أسوقه بوقتٍ تنفس تباشير


وأحس فخر أبويَه بوسط صدره


قلته وعيني تنظر الباب وتحير


والعز يحبس داخل العين عبره




د. غسان الحسن أشار إلى مسيرة كامل الشعرية المشرقة، وإلى مستواه الممتاز، والنص الذي ألقاه ليلة أمس والذي يشبه من حيث الإبداع نصوصه السابقة، ومن حيث حضور الرموز العمانية، ونص البطحري – حسب د. الحسن – يقسم إلى نصفين، نصف لعمان والنصف الآخر للإمارات، وفي حب الطرفين، وكما برزت في النص شخصية محورية تحرك الأحداث وهي شخصية والد البطحري الذي ذكر مفردة (أبويَه) سبع مرات.


والشاعر حين تحدث عن المسابقة أورد ذلك بشكل غير مباشر، مشيراً إلى أن البيرق هو الطموح والفخر، وهذا نوع من البناء الجميل مثلما وصفه د. غسان، قلما يفطن إليه كثير من الشعراء، كما أن الشاعر شكر الإمارات حتى بدون البيرق، وهذا يحسب له.




كما أكد سلطان العميمي فخر البرنامج بتجربة كامل وحضوره، واختياره من قبل لجنة التحكيم، إلى جانب اختيار زملائه للوصول إلى هذه المرحلة الحاسمة، فكانوا هم الرهان.


وليلة أمس قدم كامل خصوصية شعرية، فكل بيت من نصه أجمل من البيت الآخر، فهو مسبوك بنضج كبير، والشاعر يصيغ الشعر كما يريد، ويتنقل فيه ما يريد.




حمد السعيد ركز على أسلوب الشاعر الذكي والجميل جداً في النص، وعلى جمال الحوارية بينه وبين والده الراحل من خلال استخدام مفردات دالة على ما يريد الشاعر إيصاله للمتلقي.






العرجاني في حب البحرين


بحماس كان واضحاً قدم محمد العرجاني نصه، مراوحاً فيه بين الشعر وبين مديح البحرين البلد الذي ينتمي إليه، وإلى قيادة بلده التي يقدّرها، بادئاً ذي بدء بالأبيات الأربعة التالية التي كانت بمثابة استهلالاً لما أراد أن يأتي به لاحقاً:


درست الحياه الصعبة ومنهج الايام


لو ان ما معي منها شهاده دراسيه


تخرجت وانهيت الدارسه من أول عام


ولا شافت عيوني معاهد وكليه


تعلمت اسل السيف في وجه الاستسلام


لان المعارك في حياتك مصيريه


بنيت القصيدة والقصر ما ينسام


ولا يعتبر ضمن المباني التجاريه


وفي مديحه ملك البحرين قال البيتين:


تفضل يا بو سليمان قدر وغلا واكرام


أقهويك فنجال القصيد ومعانيه


إذا الجن يعطي للقصيده طرب والهام


احضر بهم مليون جني وجنيه




خاتماً نصه الحماسي بفخره بالانتماء إلى قبيلته وبلده، ومؤكداً على أنها ستبقى "خليفية" في إشارة بوفائه إلى قيادة البحرين:


تدوم المعزّه في رجال المنامه دام


رجال المنامه تحت راياتك الحيه


اساس الوفا يا سيدي من قبايل يام


وانا من ظهر يامي ومن بطن ياميه


لك الحكم ما يهتز ولغيرك الاحلام


يحلمون والبحرين تبقى خليفيه






أكد سلطان العميمي تقدم مستوى الشاعر، وأشار إلى مطلع نصه، موضحاً أن مستوى الشعر عند العرجاني ارتفع بدءاً من البيت الثالث، والنص - كما قال - يتراوح بين المدح والفخر، مزجهما الشاعر ليجعل منهما كتلة واحدة في إطار شعري جميل مستخدماً أسلوباً استفهامياً يؤكد من خلاله ما يريد في وصف الممدوح.




ومن جهته أشار حمد السعيد إلى المديح الجميل في النص، وإلى الترابط أيضاً بين الأبيات والصور، من أول بيت وحتى آخر بيت (لك الحكم ما يهتز ولغيرك الاحلام/ يحلمون والبحرين تبقى خليفيه)، وهذا أسلوب سهل ممتنع وواضح، أما البيتين (قصر هيبته من هيبة طويق والاهرام/ أساسه وجدراه من الشعر مبنيه)، و(اقلط طويل العمر لا قال تم وقام/ وتهتز أركان القصر من خطاويه) فقد وصفهما السعيد بأنهما جميلين جداً.




فيما حدد أيضاً د. غسان الحسن مواضع الجمال في نص العرجاني، بدءاً من مدخله، وكأنما أراد الشاعر القول إن الشعر عنده بالفطرة، كما أبدى د. الحسن إعجابه في 3 أبيات، لأن الأسلوب الذي اتبعه الشاعر فيها هو أسلوب الحصر، والأبيات هي (وش الطيب لولا طيب قلبك على الأيتام/ وش العز لو ما كانت أرضك أراضيه)، (وش الأمن لو ما كنت للدار أمن وحزم/ وش المجد لو ما كنت ثابت بعاليه)، إلى جانب أسلوب حصري آخر من أجمل الأساليب جاء في البيت (تدوم المعزّه في رجال المنامه دام/ رجال المنامه تحت راياتك الحيه)، وقد أشار الشاعر إلى المعتقد العربي السائد، وهو أن الشعر مصدره شيطان الشعر أو جن الشعر، وهو – أي الشاعر - يملك منه ما يملك الآخرون (إذا الجن يعطي للقصيده طرب والهام/ احضر بهم مليون جني وجنيه).






محمد محمد


مع مستور الذويبي كان آخر الشعر في آخر ليالي الموسم السادس من "شاعر المليون"، وقد كان مستور متألقاً ليلة أمس، عينه على البيرق، وقلبه على الشعر. صحيح أنه لم يفز بالأول، لمنه حتماً وضل إلى الثاني بجدارة، خصوصاً عندما ألقى قصيدته (محمد محمد) التي جاد من خلالها بشاعرية عذبة وبمستوى من الإبداع يليق بالجمهور، وجاء في مطلع قصيدته:




يا صهوة قصيد فج صدر الظلام وشاف


صباح كتب في غرته نادر حروفه


قطعنا مساحات الفضا وانتهى الميقاف


وبقي لي شعور يدحم الغيم بكتوفه


كبيره لو ارجع من هنا ما سرجت القاف


على مهرة من مربط الصدق معروفة


وفا للكريم اللي سعى بالخيال وطاف


كبير المقام محير الفكر بوصوفه




وفي وصفه لولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قال:


محمد محمد فاتح صدره المضياف


تجيه القلوب كفوف لمصافح كفوفه


معيداً "التأكيد" مرتين أخريين:


محمد محمد ملتجي من عليه خلاف


ليا جاه يشكي من عنى الوقت وظروفه




وكما بدأ بمطلع بديع، كذلك ختم بمديح بديع أيضاً:


حكيم على متنه الثقال خفاف


يشيل الحمول وغترة العز منسوفه


فعوله نهر دفاق والمكرمات ضفاف


ضحوك الحجاج ونظرته عطف ومروفه


تمنيت افيض اوصاف لكن من الانصاف


اقف واعتذر وايدين الاحساس مكتوفه





حمد السعيد بدأ بالحديث عن الشاعرية الحاضرة لدى مستور الذويبي في ذلك النص الذي ألقاه، من أول بيت وحتى آخر بيت، كما أكد على الذكاء في كتابته، وعلى مدخله الجميل.




في حين أوضح د. غسان الحسن أن مستور قدم نصاً جميلاً، وذهب من خلاله إلى أساليب متنوعة، والشاعر حين قال في البيت الثاني (قطعنا مساحات الفضا) فقد كان يقصد مجموعة الشعراء، وعندما قال (وبقي لي شعور) اعتبر ذاته متفرداً في المسابقة.


كما استخدم الشاعر أسلوب المدح في 5 أبيات، منها 4 مقفلة مجهولة الممدوح، وبيت خامس تعريفي، بالإضافة إلى بيت آخر يليه ويشبهه، وهذا الأسلوب – ملثما أوضح د. غسان - مفاجئ للسامع ومؤثر أكثر، وأضاف أن في النص تكرار الاستمرار الذي جاء به الشاعر من خلال البيتين (محمد محمد فاتح صدره المضياف/ تجيه القلوب كفوف لمصافح كفوفه)، و(محمد محمد ملتجي من عليه خلاف/ ليا جاه يشكي من عنى الوقت وظروفه)، دالاً من خلالهما على شخص الممدوح الذي ورث المجد عن زايد الخير، وأخذ من أوصاف خليفة العز، وهذا ما جاء في البيتين (ورث مجد زايد وارفعه للنجوم وناف/ بجيش على حب الوطن وحد صفوفه)، و(وصوفه لحال ومن خليفه عليه اوصاف/ دهى الشيخ وعزومه وطيبه ومعروفه)، مؤكداً د. غسان على وجود تنوع في الأسلوب وعلى جمال ذلك التنوع الذي أبدعه مستور.




إن النص الذي ألقاه الذويبي هو ختامٌ مسكٌ الموسم، ثم إن الشاعر متألق، وحضوره مميز، ومستواه الشعري كذلك. هذا ما قاله سلطان العميمي حيث تفوق الشاعر فيما ألقى، مشيراً إلى ابتعاد النص عن التقليدية وتوافر خصوصية الممدوح، ما يؤكد أن الشاعر جاء بنص كتبه بوعي ونضج، ثم أشار العميمي إلى البيت (ليا قمت أمجد سيرته بالقصيد أخاف/ يجي دون هقوة هامته وأخسر وقوفه) الذي أكد أنه عبارة عن صورة شعرية جميلة جداً تنم عن مقدرة عالية لدى الشاعر في الصياغة.




بين المنهالي وبوهناد وعمر


لم ينته الموسم من دون وداع خاص تجسد بالأوبريت الذي قدمه الفنان عيضة المنهالي المعروف بأدائه المتميز، وبصوته الحاضر، فعاش الجمهور دقائق من الحبور قبل إعلان النتيجة التي جاءت إماراتية للموسم الثاني على التالي، أي الخامس والسادس من "شاعر المليون".


وكما عودنا كل من الإعلامي والشاعر عارف عمر مُعد البرنامج ود. ناديا بوهنّاد فقد قدما فقرة التحليل النفسي، لكنها هذه المرة لم تكن تحليلاً بالمعنى الدقيق للكلمة، إنما تأكيد على ما كانت تقوله د. بوهنّاد عن المتنافسين، حول الأداء، والحضور، والكاريزما، والاستعداد، وتقبل الرأي الآخر، وقوة الشخصية، والإبداع في لغة الجسد، والثقة بالذات، وغير ذلك مما استطاع الشعراء اكتسابه أو تعزيزه على مدار الحلقات الـ15 التي كانت تُبث على الهواء مباشرة، وفي البرنامج الذي دعمه في هذا الموسم بنك أبوظبي الإسلامي.


وعلى الجهة الأخرى كان الإعلامي عارف عمر يقرأ رسائل الجمهور التي كانت تصله عبر تويتر موقع التواصل الاجتماعي، ويتواصل مع كل من شيما وحسين العامري مُقدّما البرنامج سواء خلال الأوقات المستقطعة، أو قبل وبعد إعلانهما النتيجة في كل حلقة، ليكون حضور الجميع فاعلاً في برنامج استطاع كسر حاجز المتابعة العادي، وحجز له موقعاً بين البرامج الأكثر جماهيرية على الأقل في منطقة الشرق الأوسط كما تشير المتابعات.


وقبل الرحيل بانتظار موسم جديد أعلن حسين العامري مفاجأة أخرى، وهي أن مسابقة "شاعر المليون" ستتلقى طلبات المشاركة اعتباراً من اليوم الخميس، لتبدأ دورة العمل من جديد قريبا.






وختاماً.. إلى موسم جديد


هكذا انتهت المسابقة ببيرق واحد، وبمراكز خمسة، وبـ15 مليوناً وُزعت على الفائزين كل حسب مركزه،


وكان هذا الموسم قد شهد منافسة رائعة بين شعراء يظهرون للمرة الأولى على الشاشة، شعراء أثبتوا أنهم جديرون بالصول إلى مرحلة الـ48، ثم إلى مرحلة الـ28، ثم إلى المرحلة الثالثة ب 15 شاعراً، وأخيراً إلى صفوة الصفوة التي تمثلت بستة شعراء، ثلاثة منهم من دولة الإمارات، وواحد من عمان، وخامس من السعودية، وسادس من البحرين.

أبو زيد الهلال
23-05-14, 09:55 AM
كلمة أخيرة ..... للغوالي

مسابقة وبرنامج “شاعر المليون” من تنظيم وإنتاج لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وتواصل تعزيز نجاحها في تعزيز جهود الحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات وإعادة الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث، فضلا عن استقطاب الاهتمام الإعلامي المحلي والإقليمي والدولي. وتقام في موسمها السادس مساء كل أربعاء في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، وتبث على الهواء مباشرة عبر قناتي أبوظبي-الإمارات وبينونة، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب شاعر المليون وبيرق الشعر وجائزة مادية قيمتها 5 مليون درهم إماراتي.






أعضاء لجنة التحكيم ..






سلطان العميمي ( الرادار )



لا يمكن فصل الشـعر النبطي عن الثقافة الشــعبية التي تمنحه لهجتها ولونها ورائحتها، وسلطان العميمي هو من أبرز الباحثين الإماراتيين في الثقافة الشعبية عامة والشعر الشعبي خاصةً جمعاً وتحليلاً ودراسةً، وهو أيضا كــــاتب صــــحفي وأديب وقاص له عدة مجموعات قصصية، وهو منشغل الأن في وضع معجم باللهجة الدارجة الإماراتية غير مسبوق في حجمه وإحاطته التاريخية والموسوعية، ومن مؤلفاته قراءات نقدية فنية، وتاريخية حياتية، في شعر كل من سالم الجمري، علي بن قنبر، الماجدي بن ظاهــر، سالم بن علـــــي العويس، راشد الخضر، يعقوب الحاتمي، وكتاب خمسون شاعراً من الإمارات وغيرها الكثير. لقد تميز سلطان العميمي في اللجنة بأنه العين الراصدة التي لا يفوتها أي خلل في القصيدة حتى لقبوه بالرادار.






حمد السعيد (شاعر وإعلامي)



هو رجل الإحاطة الشعرية والعارف الخبير بالساحة الشعرية النبطية شعراً وشعراء وهو من أبرز شعراء الساحة علاوة على كونه إعلامي ممارس، وبوجود حمد السعيد ضمن اللجنة، يضمن المتسابقون، وجود رجل له مثل هذه الخبرة في العمل بالمسابقات والمهرجانات الشعرية فهو رئيس لجنة مسابقة معرض الصيد والفروسية لشعر الصيد والمقناص، وهو مشرف الأمسيات في معرض الصيد والفروسية في أبوظبي، بالإضافة إلى رئاسته للجنة مهرجان الوضوح الشعري في الكويت، وهو عضو في نادي صقاري الإمارات، والمشرف على الملف الشعري في مجلة (الصقار)، كما أنه صاحب امتياز ورئيس تحرير مجلة (وضوح) الكويتية المتخصصة بالشعر النبطي، ولا يتوقف نشاط السعيد الشاعر داخل وطنه الكويت، أو في منطقة الخليج فقط، فأمسياته الشعرية عبرت إلى الكثير من الدول العربية الأخرى، وله إصداران شعريان صوتيان عامي 2002 و2005.









د. غسان الحسن (الدكتوراة الوحيدة عالميا ً في تخصص الشعر النبطي)



عند الحديث عن خبايا اللغة وفنونها الشعرية بلهجاتها المختلفة فإن د.غسان الحسن هو الخبير هنا، فهو حاصل على دكتوراة اللغة العـربية وآدابهـا من كـلية الآداب بجـامعة عين شمس القـاهرية وهو الوحيد في العالم الذي حصل على الدكتوراة في تخصص الشعر النبطي، وقد عمل رئيساً لقـسم التـأليف والنـشر بـوزارة الإعـلام والثـقافة في أبو ظبي لمدة 29 سنة وهو مـا قد يفـوق أعمــار بعـض المتسـابقين وهو صـاحب أهم دراسة علمية مطـولة فـي الشــعر النبطـي بمنـطقة الخليـج والجـزيرة العـربية علاوة على ثلاثة وثلاثين إصداراً أخر جميعها في مجال الشعر النبطي، منها كتاب الشعر النبطي والشعر الفصيح تراِث واحد وكتاب حضارة الشعر في بادية الإمارات وكتاب التغرودة الإماراتية / دراسة علمية وكتاب تطبيق نقدي من جزأين بعنوان معزوفات على قصائد نبطية وكتاب شعر ومقناص وكتاب تجليات الغوص في الشعر النبطي ... الخ بـالإضافة إلـى الكثير ممـا لا يمـكن حصـره من المقـــالات الأدبية والنـقدية في الشـعر النبطي المعـاصر والقديم نشرت في كثير من المجلات المتخصصة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية.






الشعر النبطــي... 1000 عام من الإبداع



يحتل الشعر النبطي مكانة مرموقة في منطقة الخليج العربي، تتمثل في كونه اللون الأدبي الشعبي الشائع الذي يعبر الناس بوساطته عن مشاعرهم وقضاياهم، ويطابق هذا الشعر في شكله وأسسه الفنية الشعر العربي الفصيح التقليدي ,فهو شعر عربي الأصول والأبنية والتقاليد، بدوي اللهجة العامية.



وتسمية هذا الشعر باسم «النبطي»، نابعة من أن كلمة «نبطي»، في العهد الذي نشأ فيه الشعر النبطي، كانت تعني عجمة اللسان وعدم الفصاحة، سواءً أكان الموصوف بها عربياً أم غير عربي، ولذا فقد سمي الشعر الذي خرج عن أصول الفصحى وقيل بالعامية البدوية باسم «الشعر النبطي»، ويعيد مؤرخو الأدب ظهور هذا النوع من الشعر الى حوالي سنة 450 هجرية في البوادي العربية.



وللشعر النبطي أسس بنائية وفنية متوارثة وكثيراً ما تتوافق هذه مع أسس الشعر العربي الفصيح. وتتأثر بما يستجد فيه من ظواهر، فالبيت المقسوم إلى شطرين هو وحدة القصيدة، وقد تتضمن القصيدة الواحدة أكثر من موضوع واحد، وكثيراً ما تنقسم القصيدة النبطية التقليدية إلى ثلاثة أقسام هي البداية ثم العرض أو الموضوع الرئيسي، ثم الخاتمة.



أما النواحي الوزنية والموسيقية فقد بنيت أسس الشعر النبطي فيها على أسس الشعر العربي، فيمكن باتباع طريقة التقطيع المعروفة استخراج التفعيلات ثم الأوزان النبطية، وقد امتاز الشعر النبطي بهذه الخاصية عن معظم الأشعار العامية العربية الأخرى، التي لا تقبل التقطيع الفصيح وتفعيلاته وأوزانه، وقد بنيت غالبية أوزان الشعر النبطي على ست تفعيلات فقط من ثمانٍ فصيحة، فقد ندرت فيه تفعيلتا (متفاعلن ب ب – ب -) و (مفاعلتن ب – ب ب - ) المتحركتين، أما الأوزان التي بنى عليها الشعراء النبطيون، فقد بلغت قرابة السبعين وزناً، تتفرع من معظمها صور أخرى حسب تفعيلة العروض والضرب. ومن بين هذه الأوزان اثنا عشر وزناً مطابقاً لأوزان الشعر الفصحى، أما بقية الأوزان النبطية فهي مولدة مستحدثة، منها ما أتوا به على نمط البحور المهملة في دوائر الخليل العروضية، ومنها ما هو مستحدث مبتدع بتكرار بعض التفعيلات وتزويجها مع غيرها وهكذا. 


الغوالي اعضاء موقع الحويطات الكرام اتمنى اني قد وفيت ووفقت من الله سبحانه وتعالى
في التقرير المتواصل لمسابقة شاعر المليون في موسمه السادس وعلى الخير والود والحب نلتقي
ونترككم في الصور لهذا الموسم مع كل الحب والاحترام
أخوكم ناجح الحويطات أبو زيد الهلال


يتبع

أبو زيد الهلال
23-05-14, 10:09 AM
http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/1.jpg


http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/2.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/3.jpg


http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/4.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/5.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/5.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/6.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/7.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/8.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/9.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/10.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/11.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/12.jpg

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/13.jpg

أبو زيد الهلال
23-05-14, 10:15 AM
وقفه مع

اسماء شعراء مرحلة 48 من الموسم السادس لمسابقة شاعر المليون

http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/BRNAMEG13222014/1.jpg


م الامارات
1 مذكر فهد علي حسين الحارثي
2 علي محمد عايض علي القحطاني
3 سيف سالم غانم شايع المنصوري
4 حمد سعيد خليفة حمد
قطر
1 بخيت علي منيخر البريدي المري
البحرين
1 محسن حسين علي الحمري
2 محمد جخير نادر العرجاني
سلطنة عمان
1 حمود بن خلفان بن سعيد اليحيائي
2 خميس بن خلفان بن علي الوشاحي
3 سعيد بن محمد بن سلطان الحجري
4 علي بن سلطان بن علي ناصر الغنبوصي
5 كامل بن ناصر بن سعد البطحري
اليمن
1 محمد قاسم احمد علي
2 محمد سالم احمد الاحمدي
الاردن
1 زكريا سلمان عطيه الزغاميم
2 اسامة محمد هليل الزواهي
3 تيسير سالم مطيله الذيابات
4 عبدالله محمد حنيان السرحان
السودان
1 الشاذلي العجب المبارك جودات
سوريا
1 حامد عبدالكريم الكوكو
2 طلال محمد طه العون

العراق
1 فلاح حيال برغش
2 هلال سعود صلفيج

مصر
1 مشتهر ابوحامد نغماش سليمان
الكويت
1 احمد حسن زبن مقرهد المطيري
2 بدر بندر ضيف الله العتيبي
3 جديع سالم جديع العازمي
4 حمدان علي حمدان زيد سعد الديحاني
5 مجلاد حسين مجلاد الرشيدي
6 معجب جلعود ضمن القحطاني
7 ناصر مناحي فهد الدوسري
8 عبدالله برجس سعد الحيلان
9 عبدالله يعقوب عبيد العنزي


السعودية
1 عساف بن نومان بن عثمان التومي الشمري
2 احمد بن صعفق بن ناشي الحربي
3 خالد بن صالح بن محمد الزرقان القحطاني
4 احمد بن فريح بن رشيد الخياري
5 سلطان بن بندر بن بريكان المطيري
6 عطا الله ممدوح بن فلاح المضياني العنزي
7 عبدالله بن شنار بن فهيد آل منيف الزعبي
8 نايل بن هدروس بن رحيل المعلومي الظفيري
9 وديع بن مطلق بن محمد بن سعيد الاحمدي
10 مستور بن صالح بن حسين الذويبي
11 عايد بن خلف بن معتق المظيبري رشيدي
12 عبدالله بن الحميدي بن هواس الرشيدي
13 عبدالله بن مدعج بن عاند العقيلي المطيري
14 سعود بن كايد بن سعود البلوي
15 علي حسن محشي القرني

أبو زيد الهلال
23-05-14, 10:26 AM
صور الحلقة الأخيرة من مسابقة شاعر المليون

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M9168.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M9263.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M9374.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M9465.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M9552.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M9656.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M9810.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M9846.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M0090.JPG

http://www.alapn.com/ar/imagebign/7c003f552db341f1f782ce185844cd94.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M0090.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M0107.JPG

http://www.alapn.com/ar/uploads/GEORG_M0070.JPG