الحويطي
20-05-14, 11:40 AM
نتفق ونختلف مع وحول أمريكا بكل تفاصيلها، إلا أننا لا يمكن أن نختلف على حيوية وديناميكية المؤسسات الأمريكية والكثير من الدول الصناعية وتناغم تلك المؤسسات بما يستجيب لاحتياج الإنسان وطموح السوق المحلي وغير المحلي وسرعة التفاعل مع ظواهره ومستجداته. فلم يمض أسبوع على رصد أول حالة كورونا في الولايات المتحدة، أعلن باحثون أمريكيون من جامعة ميريلاند مع إحدى الشركات الأمريكية، عن تطوير لقاح تجريبي معمليا لمحاربة فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ووقف العدوى، تم تجريبه على الحيوانات، ومهما تكن النتائج الإيجابية في التجارب على الحيوانات.
وبغض النظر عن نجاح اختبار اللقاح مع الإنسان أو فشله، إلا أننا نتساءل باسم الإنسان والمجتمع والسوق أين جامعاتنا؟ ما الذي تقوم به مراكز البحوث والدراسات والمختبرات في جامعاتنا؟ ما الذي قدمته تلك المراكز والمختبرات في جامعاتنا؟ هل تستحق هذه المراكز والمختبرات أن يطلق عليها مراكز بحوث ومختبرات؟ هل تستحق ما يصرف عليها من ميزانيات وهي التي تعيش في أبراج عالية أو في سبات نوم عميق؟.
من المعلوم أن دور الجامعة أي جامعة يتمحور حول ثلاثة أهداف: هي التدريس والدراسات والبحوث وخدمة المجتمع، وإذا توقفت الجامعة عند تخريج الطلاب فهي مدرسة ثانوية لا غير.
مر مجتمعنا في السنوات الأخيرة مثله مثل سائر المجتمعات البشرية بالعديد من التحديات التي كانت بمثابة اختبار فعلي للجامعات السعودية ومراكز أبحاثها ومختبراتها، فكانت حمى الوادي المتصدع وحمى الضنك وانفلونزا الخنازير وفيروس كورونا وسوسة النخل والعديد من الآفات، فضلا عن العديد من الفرص المهدرة في الاستثمار الصناعي والغذائي والتقني والدوائي، لم نسمع خلالها صوتا لتلك الجامعات العريقة كجامعة الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فهد أو الحديثة كجامعة الجوف ونجران وحائل.
المحزن أن جامعة كجامعة الإمام لا يكاد يمضي أسبوع إلا وتعلن عن ندوة أو مؤتمر في أي موضوع يستقطب الأضواء، ولا يعنيها موضوع المؤتمر أو نتائجه وتوصياته، المهم الأضواء، الهدف هو الإعلام وبطريقة تبعث على الشفقة والاشمئزاز من حجم الفجوة السحيق بين هدف الجامعة وهدف المجتمع.
ولا تختلف الجامعة الأم جامعة الملك سعود عن البقية، فقد وقف أحدهم ذات يوم يجلجل أمام الإعلام بخبر إنتاج سيارة «غزال»، ذلك الغزال الذي يبدو أن أحدا قد اقتنصه ببندقية الفساد.
أما مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الأسبق، فقد قال لنا ذات ليلة، إياكم أن تصدقوا آباركم التي تنضب أمام أعينكم ولا مزارعكم التي يبس زرعها، وصدقوني أنا وجامعتي فتحتكم يجري نهر النيل لمدة خمسمئة سنة ونيف.
تمنيت لو أقرأ في إحدى الصحف صباح غد نبأ اكتشاف باحثين من جامعة الملك فيصل أو جامعة القصيم لقاحا لسوسة النخيل، أو أن باحثات سعوديات من جامعة نورة يتوصلن إلى سبل استثمار الطاقة الشمسية، أو طاقة الرياح كطاقة بديلة للطاقة البترولية أو أن باحثين من جامعة الجوف يتوصلون لطريقة مبتكرة تمنع مزارعي الأعلاف من استنزاف المياه، أو أن باحثين من جامعة الشمال يعلنون اكتشافا يحد من الصقيع في فصل الشتاء القارس..
إنها الخطوة التي تفصل بين مجتمع الكلام ومجتمع الأفعال.
عبد اللطيف الضويحي
عكاظ
وبغض النظر عن نجاح اختبار اللقاح مع الإنسان أو فشله، إلا أننا نتساءل باسم الإنسان والمجتمع والسوق أين جامعاتنا؟ ما الذي تقوم به مراكز البحوث والدراسات والمختبرات في جامعاتنا؟ ما الذي قدمته تلك المراكز والمختبرات في جامعاتنا؟ هل تستحق هذه المراكز والمختبرات أن يطلق عليها مراكز بحوث ومختبرات؟ هل تستحق ما يصرف عليها من ميزانيات وهي التي تعيش في أبراج عالية أو في سبات نوم عميق؟.
من المعلوم أن دور الجامعة أي جامعة يتمحور حول ثلاثة أهداف: هي التدريس والدراسات والبحوث وخدمة المجتمع، وإذا توقفت الجامعة عند تخريج الطلاب فهي مدرسة ثانوية لا غير.
مر مجتمعنا في السنوات الأخيرة مثله مثل سائر المجتمعات البشرية بالعديد من التحديات التي كانت بمثابة اختبار فعلي للجامعات السعودية ومراكز أبحاثها ومختبراتها، فكانت حمى الوادي المتصدع وحمى الضنك وانفلونزا الخنازير وفيروس كورونا وسوسة النخل والعديد من الآفات، فضلا عن العديد من الفرص المهدرة في الاستثمار الصناعي والغذائي والتقني والدوائي، لم نسمع خلالها صوتا لتلك الجامعات العريقة كجامعة الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فهد أو الحديثة كجامعة الجوف ونجران وحائل.
المحزن أن جامعة كجامعة الإمام لا يكاد يمضي أسبوع إلا وتعلن عن ندوة أو مؤتمر في أي موضوع يستقطب الأضواء، ولا يعنيها موضوع المؤتمر أو نتائجه وتوصياته، المهم الأضواء، الهدف هو الإعلام وبطريقة تبعث على الشفقة والاشمئزاز من حجم الفجوة السحيق بين هدف الجامعة وهدف المجتمع.
ولا تختلف الجامعة الأم جامعة الملك سعود عن البقية، فقد وقف أحدهم ذات يوم يجلجل أمام الإعلام بخبر إنتاج سيارة «غزال»، ذلك الغزال الذي يبدو أن أحدا قد اقتنصه ببندقية الفساد.
أما مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الأسبق، فقد قال لنا ذات ليلة، إياكم أن تصدقوا آباركم التي تنضب أمام أعينكم ولا مزارعكم التي يبس زرعها، وصدقوني أنا وجامعتي فتحتكم يجري نهر النيل لمدة خمسمئة سنة ونيف.
تمنيت لو أقرأ في إحدى الصحف صباح غد نبأ اكتشاف باحثين من جامعة الملك فيصل أو جامعة القصيم لقاحا لسوسة النخيل، أو أن باحثات سعوديات من جامعة نورة يتوصلن إلى سبل استثمار الطاقة الشمسية، أو طاقة الرياح كطاقة بديلة للطاقة البترولية أو أن باحثين من جامعة الجوف يتوصلون لطريقة مبتكرة تمنع مزارعي الأعلاف من استنزاف المياه، أو أن باحثين من جامعة الشمال يعلنون اكتشافا يحد من الصقيع في فصل الشتاء القارس..
إنها الخطوة التي تفصل بين مجتمع الكلام ومجتمع الأفعال.
عبد اللطيف الضويحي
عكاظ