الفارس
28-08-14, 01:46 PM
كما انتشر الإسلام غربا حتى بلغ شواطئ المحيط الأطلسي فقد انتشر شرقا حتى دخلت الشعوب التي تسكن جزر اندونيسيا وماليزيا والفلبين الإسلام، غير أن كتب التاريخ التي اعتنت بانتشار الإسلام غربا وأسهبت في الحديث عن المعارك والانتصارات والهزائم وأعداد القتلى وأسماء الأبطال الفاتحين، هذه الكتب لا تحدثنا عن كيفية انتشار الإسلام شرقا حتى بلغ ما لم يبلغه انتشاره غربا، فإذا ما تطرقت إلى ذلك اكتفت بأسطر قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا يزيد ما تذكره عن أن الإسلام انتشر في هذه البقاع من العالم على يد التجار المسلمين، ثم لا تعنى كتب التاريخ هذه بذكر اسم تاجر واحد ممن نشروا الإسلام هناك كما اعتنت بأسماء قواد الجيوش الذين انتصروا أو حتى انهزموا في معارك وحروب نشر الإسلام غربا.
لم يكن يعني المؤرخين أن يدونوا تاريخ انتشار الإسلام وسبل انتشاره وإنما كانت عنايتهم منصبة على تاريخ الخلفاء وقادة الجيوش وأخبار المعارك ولذلك لم يجدوا في انتشار الإسلام شرقا وسبل انتشاره ما يستحق أن يدونوه فلا خلفاء ولا قادة ولا حروب ولا قتلى ولا فتوحات.
وإذا لم يكن من حقنا أن نمعن في لوم أولئك المؤرخين علينا أن نلوم أنفسنا أن صدقنا أن تاريخنا وتاريخ انتشار الإسلام وتاريخ الأمة الإسلامية مجرد تاريخ معارك وحروب ذلك أننا لو اعتقدنا ذلك لما أنصفنا الإسلام الذي انتشر في الشرق دون قتال ومعارك وقتلى، ودون خلفاء وقادة وجيوش، انتشر بقوته كدين قائم على المحبة والتسامح والسعي لما فيه الخير للبشرية جمعاء.
ولعلنا اليوم لا نجني شيئا كما نجني ثمرة هذه الطريقة التي تمت بها كتابة تاريخنا، أو على أحسن تقدير إنما نجني ثمرة ما غرسته هذه الطريقة في الأنفس من أننا أمة لا تربطها بغيرها من الأمم غير علاقات القتال ولا تربط دويلاتها غير علاقات التنافر ولا تحسن شيئا كما تحسن فن القتال منتصرة مرة ومهزومة مرة أخرى، أمة غررت بها كتب مؤرخيها فوقعت ضحية لها.
سعيد السريحي
عكاظ
لم يكن يعني المؤرخين أن يدونوا تاريخ انتشار الإسلام وسبل انتشاره وإنما كانت عنايتهم منصبة على تاريخ الخلفاء وقادة الجيوش وأخبار المعارك ولذلك لم يجدوا في انتشار الإسلام شرقا وسبل انتشاره ما يستحق أن يدونوه فلا خلفاء ولا قادة ولا حروب ولا قتلى ولا فتوحات.
وإذا لم يكن من حقنا أن نمعن في لوم أولئك المؤرخين علينا أن نلوم أنفسنا أن صدقنا أن تاريخنا وتاريخ انتشار الإسلام وتاريخ الأمة الإسلامية مجرد تاريخ معارك وحروب ذلك أننا لو اعتقدنا ذلك لما أنصفنا الإسلام الذي انتشر في الشرق دون قتال ومعارك وقتلى، ودون خلفاء وقادة وجيوش، انتشر بقوته كدين قائم على المحبة والتسامح والسعي لما فيه الخير للبشرية جمعاء.
ولعلنا اليوم لا نجني شيئا كما نجني ثمرة هذه الطريقة التي تمت بها كتابة تاريخنا، أو على أحسن تقدير إنما نجني ثمرة ما غرسته هذه الطريقة في الأنفس من أننا أمة لا تربطها بغيرها من الأمم غير علاقات القتال ولا تربط دويلاتها غير علاقات التنافر ولا تحسن شيئا كما تحسن فن القتال منتصرة مرة ومهزومة مرة أخرى، أمة غررت بها كتب مؤرخيها فوقعت ضحية لها.
سعيد السريحي
عكاظ