السلطان
22-10-14, 10:15 AM
الابتزاز فعل انتشر في المجتمع بشكل يكاد يتجاوز كل انحراف بعدده، فجريمة الاتجار بالفضائح تجارة رائجة، وتدر مالا ومصائب، جريمة اشترك في الوقوع فيها استاذ الجامعة والطبيبة والمعلم وإمام المسجد ورجل الاعمال والعسكري والمراهق والشيخ الكبير، تنوع المستوى في شكله وتوحد الوعي في مضمونه، فالبحث عن الغربال الاخلاقي قضية تتستر خلف الاخلاق لذبح الاخلاق، ومع هذا التنوع في التعليم والتدين لا مجال لتقديم النصيحة، فنصيحة العاقل جهل، ولا طمأنة للضمير في هذه القضية الا بتذكر الجريمة بجريمة، فالسرقة يرتكبها المتعلم وغير المتعلم وكذلك المتدين وغير المتدين، الا ان هذه المقارنة تجعلنا نرتب الجريمة ترتيبا اخلاقيا، فجريمة الابتزاز اكثر دناءة ونذالة من السرقة، لان ضحاياها من المقربين دائما من المجرم، أو ممن اعطوا المجرم ثقتهم وأسرارهم فطعنهم بها.
فابتعادنا عن النصيحة لعلة المستوى يجعلنا لا نبحث بالاسباب فمهما كانت اهميتها فهي لا تنقلنا بعيدا عن اطار النصيحة، وتقيدنا بكلام التسلية بالفضائح فنردد ما نسمع وننزعج احيانا ونشمت احيانا أخرى، وكلما نسينا فضيحة جاءت فضيحة جديدة تسلي وتجرح..
أغرب قضية ابتزاز سمعتها : زوجة قامت بتصوير زوجها بطريقة محرجة أقنعته بان الامر تسلية وتسجيل ذكريات غير مألوفه، وبعدها قامت بمساومة زوجها على هذه الصور، ادفع أو أفضح، ولم يتخلص المسكين من ابتزاز زوجته الا بشكوى رسمية، فبعد هذه القضية يمكن ان نسمع ابتزاز الاشقاء لبعضهم أو الابناء لآباء، فيكون من سهل قربه سهل فضحه.
الامر الذي يجب ان نبحثه جيدا ليس الاسباب او النصيحة، بل العقوبة وشكلها وآثارها، فالابتزاز جريمة اخلاقية وعقابه بعد العقوبة المادية يجب ان يكون عقابا اخلاقيا فمثل ما هدد المبتز بفضيحة ضحيته تكون عقوبته بفضح جرمه امام الناس فيعرف بالاسم والصورة والجريمة ولا يتوقف العقاب الاخلاقي عند هذا الحد فقد تستحدث قائمة تضيف المبتز للمبتز وتصدر من جهة اختصاص كوزارة العدل لا يحذف منها اسم المبتز الا بعد مدة زمنية وبشروط اخلاقية، فمن سعى بارادته للفضح لا مجال للتعاطف معه وعدم فضحه.
وتبقى اشارة اخلاقية جاد بها المقام وليس المقال ان الضحية الذي توجه بارادته وبلّغ عن المبتز فهذا شخص ساهم في الحد من جريمة الابتزاز ولم يتماد بالخطأ، فقد تاب عن ذنب بطريقة مشهودة ونافعة، طريقة ساهمت بالقبض على مجرم ومنعت شره ان يطول الآخرين.. فالابتزاز جريمة لا نصيحة لها الا العقاب .. هناك شخص اكثر دناءة من المبتز هو من يعرف جريمة المبتز ولم يردعه عن جريمته، ولم يبلغ عنه، فهل لهذا الشخص المتستر على جرائم المبتز عقاب؟
د. مطلق سعود المطيري
صحيفة الرياض
فابتعادنا عن النصيحة لعلة المستوى يجعلنا لا نبحث بالاسباب فمهما كانت اهميتها فهي لا تنقلنا بعيدا عن اطار النصيحة، وتقيدنا بكلام التسلية بالفضائح فنردد ما نسمع وننزعج احيانا ونشمت احيانا أخرى، وكلما نسينا فضيحة جاءت فضيحة جديدة تسلي وتجرح..
أغرب قضية ابتزاز سمعتها : زوجة قامت بتصوير زوجها بطريقة محرجة أقنعته بان الامر تسلية وتسجيل ذكريات غير مألوفه، وبعدها قامت بمساومة زوجها على هذه الصور، ادفع أو أفضح، ولم يتخلص المسكين من ابتزاز زوجته الا بشكوى رسمية، فبعد هذه القضية يمكن ان نسمع ابتزاز الاشقاء لبعضهم أو الابناء لآباء، فيكون من سهل قربه سهل فضحه.
الامر الذي يجب ان نبحثه جيدا ليس الاسباب او النصيحة، بل العقوبة وشكلها وآثارها، فالابتزاز جريمة اخلاقية وعقابه بعد العقوبة المادية يجب ان يكون عقابا اخلاقيا فمثل ما هدد المبتز بفضيحة ضحيته تكون عقوبته بفضح جرمه امام الناس فيعرف بالاسم والصورة والجريمة ولا يتوقف العقاب الاخلاقي عند هذا الحد فقد تستحدث قائمة تضيف المبتز للمبتز وتصدر من جهة اختصاص كوزارة العدل لا يحذف منها اسم المبتز الا بعد مدة زمنية وبشروط اخلاقية، فمن سعى بارادته للفضح لا مجال للتعاطف معه وعدم فضحه.
وتبقى اشارة اخلاقية جاد بها المقام وليس المقال ان الضحية الذي توجه بارادته وبلّغ عن المبتز فهذا شخص ساهم في الحد من جريمة الابتزاز ولم يتماد بالخطأ، فقد تاب عن ذنب بطريقة مشهودة ونافعة، طريقة ساهمت بالقبض على مجرم ومنعت شره ان يطول الآخرين.. فالابتزاز جريمة لا نصيحة لها الا العقاب .. هناك شخص اكثر دناءة من المبتز هو من يعرف جريمة المبتز ولم يردعه عن جريمته، ولم يبلغ عنه، فهل لهذا الشخص المتستر على جرائم المبتز عقاب؟
د. مطلق سعود المطيري
صحيفة الرياض