الفارس
17-11-06, 12:37 AM
في موضوع سابق تحدثت عن تعلم السلبية وعلاقته بالاكتئاب وهناك نقطة هامة لابد أن نعرفها وهي ان الإنسان الذي يتعلم السلبية لا يتعلمها هو برغبته بل ان الظروف والآخرين هم الذين يقومون بفرض القيود والحواجز والعقاب كلما قام بمحاولة لتحقيق أهدافه ورغباته وطموحاته.. كل ذلك يخلق في الإنسان روح الضعف والتردد خذوا مثلاً الفتاة التي يحجر عليها من قبل أهلها ولا تعطى فرصة اتخاذ القرار تصادر حريتها وتجمد رغباتها وتغلف طموحاتها.
هذه الفتاة إذا ما استمر وضعها هكذا لسنوات ثم أعطيت لها حقوقها المسلوبة فإنها ستقف عاجزة عن فعل ما كانت تتمناه وقد يستغرب البعض من تصرفاتها ويقول ها هي منحت كل ما تتمناه ولكنها لم تفعل شيئاً لتغير من حياتها كما أرادت وننسى أن سنوات الظلم والهوان والضغط لا تختفي بسرعة.. ان مثل هذه الفتاة بحاجة إلى ما نسميه بإعادة التعلم لعل وعسى أن نعيد لها ثقتها وقدرتها على التحكم في مجريات الأمور يقول الدكتور مصطفى حجازي في كتابه سيكولوجية الإنسان المقهور "ان الحركة الأولى التي يحاول الإنسان المقهور من خلالها تجنب ما تفرضه عليه الطبيعة ويفرضه عليه المتسلط من قهر متعنت، تأخذ اتجاه الانكفاء على الذات.. وهي كأولية دفاعية تسير في اتجاه التقوقع والانسحاب بدل مجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية.. وتشيع هذه الأولية كثيراً في ردود فعل الإنسان تجاه مختلف حالات الفشل.. الذي يصحبه إ حساس داخلي بالعجز وقلة الحيلة".
ليست هناك قيمة تعادل قيمة الحرية التي تعطى للإنسان رجل أو امرأة وفي كل مراحل العمر وأن يعطى الفرد مساحة من الحرية في اتخاذ القرار وتحقيق الذات.. وليس هناك أقوى ولا أحسن من شخص في مركز السلطة وفي نفس الوقت يستطيع أن يمنح حرية القرار للآخر ثم ان تعلم السلبية وعدم التحكم في مجريات الأمور سلوك محكوم بعوامل ثقافية تختلف من مجتمع لآخر.. فعلى سبيل المثال مجتمعاتنا العربية مجتمعات يتلذذ الأفراد فيها بقمع الآخرين بحجة الحماية ومعرفة مصلحة الآخر والتملك وعدم فهم لمفهوم الحرية وعدم رسوم الحدود..
أو في بعض الأحيان بحجج واهية كما هو الحال للنساء بحجة صيانة الجوهرة.
المهم ان عدم تحكم الفرد في مجريات الأمور يخلق منه إنساناً غير مسؤول لدرجة أن تعبير الفرد عن آلامه الجسدية تتعلق بمدى تحكمه في الأمور ففي تجربة أجريت على بعض المرضى أعطي لهم جهاز يصدر بعض الصدمات الكهربائية التي تخفف من آلامهم ولقد وجد من التجربة ان المرضى كان لديهم انخفاض في درجة تعبيرهم عن آلامهم ولم يستخدموا الجهاز كثيراً والسبب شعورهم بالتحكم في مجريات الأمور.. في النهاية لعلنا نستفيد من هذه التجارب في تربيتنا لأطفالنا وندرك أن تحكم الإنسان في الأمور هي المفتاح الأول لبناء شخصيته ولصحته النفسية.
وقفة:
يقول باولو كيليو "عش اسطورتك الداخلية واحرص أن تكون مختلفاً وادفع ثمن أحلامك لأن الحياة دائماً تظل اختيارات.. وأياً كانت اختياراتك فستدفع ثمنها، لذا فمن الأفضل أن تدفع ثمن اختياراتك وأحلامك أنت لا اختيارات وأحلام الآخرين لك".
بقلم
د. حنان حسن عطالله
هذه الفتاة إذا ما استمر وضعها هكذا لسنوات ثم أعطيت لها حقوقها المسلوبة فإنها ستقف عاجزة عن فعل ما كانت تتمناه وقد يستغرب البعض من تصرفاتها ويقول ها هي منحت كل ما تتمناه ولكنها لم تفعل شيئاً لتغير من حياتها كما أرادت وننسى أن سنوات الظلم والهوان والضغط لا تختفي بسرعة.. ان مثل هذه الفتاة بحاجة إلى ما نسميه بإعادة التعلم لعل وعسى أن نعيد لها ثقتها وقدرتها على التحكم في مجريات الأمور يقول الدكتور مصطفى حجازي في كتابه سيكولوجية الإنسان المقهور "ان الحركة الأولى التي يحاول الإنسان المقهور من خلالها تجنب ما تفرضه عليه الطبيعة ويفرضه عليه المتسلط من قهر متعنت، تأخذ اتجاه الانكفاء على الذات.. وهي كأولية دفاعية تسير في اتجاه التقوقع والانسحاب بدل مجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية.. وتشيع هذه الأولية كثيراً في ردود فعل الإنسان تجاه مختلف حالات الفشل.. الذي يصحبه إ حساس داخلي بالعجز وقلة الحيلة".
ليست هناك قيمة تعادل قيمة الحرية التي تعطى للإنسان رجل أو امرأة وفي كل مراحل العمر وأن يعطى الفرد مساحة من الحرية في اتخاذ القرار وتحقيق الذات.. وليس هناك أقوى ولا أحسن من شخص في مركز السلطة وفي نفس الوقت يستطيع أن يمنح حرية القرار للآخر ثم ان تعلم السلبية وعدم التحكم في مجريات الأمور سلوك محكوم بعوامل ثقافية تختلف من مجتمع لآخر.. فعلى سبيل المثال مجتمعاتنا العربية مجتمعات يتلذذ الأفراد فيها بقمع الآخرين بحجة الحماية ومعرفة مصلحة الآخر والتملك وعدم فهم لمفهوم الحرية وعدم رسوم الحدود..
أو في بعض الأحيان بحجج واهية كما هو الحال للنساء بحجة صيانة الجوهرة.
المهم ان عدم تحكم الفرد في مجريات الأمور يخلق منه إنساناً غير مسؤول لدرجة أن تعبير الفرد عن آلامه الجسدية تتعلق بمدى تحكمه في الأمور ففي تجربة أجريت على بعض المرضى أعطي لهم جهاز يصدر بعض الصدمات الكهربائية التي تخفف من آلامهم ولقد وجد من التجربة ان المرضى كان لديهم انخفاض في درجة تعبيرهم عن آلامهم ولم يستخدموا الجهاز كثيراً والسبب شعورهم بالتحكم في مجريات الأمور.. في النهاية لعلنا نستفيد من هذه التجارب في تربيتنا لأطفالنا وندرك أن تحكم الإنسان في الأمور هي المفتاح الأول لبناء شخصيته ولصحته النفسية.
وقفة:
يقول باولو كيليو "عش اسطورتك الداخلية واحرص أن تكون مختلفاً وادفع ثمن أحلامك لأن الحياة دائماً تظل اختيارات.. وأياً كانت اختياراتك فستدفع ثمنها، لذا فمن الأفضل أن تدفع ثمن اختياراتك وأحلامك أنت لا اختيارات وأحلام الآخرين لك".
بقلم
د. حنان حسن عطالله