المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعودية تناجي رمضان


الآتي الأخير
18-09-07, 04:16 AM
أهلاً يا سيدي،وشيخي،وطبيبي/رمضان! أنت الوحيد الذي أناديه:"حبيبي"؛ فلا تمزُّقني النظرات المريبة!، حتى زوجي ؛ قلتها له مرةً ـ أستغفر الله ـ فراح يتحسس جبهتي ويقول: خير عسى ما شر يا أم البنين؟

أنا امرأةٌ سعودية ! أنتمي لمجتمعٍ، ينظر إليَّ على أنني "نصفه" حقاً، ولكن النصف الذي لا يحب أن يطلع عليه الناس!

اسمح لي بالبوح، يا حبيبي، فإذا لم يتسع صدرك أنت فلا أحد ! ولا تخشَ شيئاً ؛ فأنا لم أغلق الباب والنوافذ والجوال ـ كما فعل "شقيقي" أمس ـ لأنني واثقةٌ أنه لن تسمع صوتي أذنٌ واعية، فهو "عورة "، أكرمك الله !


في كل الدنيا، تعاني المرأة من ثقافة ذكورية، تسلبها الكثير أو القليل أو"النص نص" من حقوقها، أما في مجتمعي ؛فإنها تطالب بأدنى مستوى من الحقوق: الاعتراف بشخصيتها الاعتبارية! أيام الجاهلية الأولى ؛حيث كانت المرأة "شيئاً" يورث،كانت مع ذلك تمارس حياتها ـ كتاجرةٍ مثل خديجة رضي الله عنها ـ دون تضييق!، فلما جاء القرآن وقال بوضوح: (ولهن مثل الذي عليهن) وطبقه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى آخر لحظةٍ من حياته ؛ حيث كانت وصيته الأخيرة بالنساء خيراً، عادت الثقافة الذكورية الجاهلية بوجهٍ جديد، يتزين ـ يا للأسف ـ بالدين والشرع ؛ لا لتستر "نصفها"، وإنما لتلغيه تماماً؛ بدعوى "القوامة"،التي مسختها في معنى ـ هو أبعد ما يكون عنها ـ وهو"الهيمنة والسيطرة"! افتح لهم يا رمضان قواميس اللغة،وتفاسير القرآن الحكيم، ليجدوا أن القوامة تعني:"الرعاية والخدمة والاحترام"!والقوَّام على شيء هو:الخادم الأمين له،وليس: المستبد،المتحكم، المقرر لعدد أنفاسه!!

المرأة محرومةٌ من الحياة الطبيعية منذ ولادتها: فبمجرد أن "تحط على رأسيهما"،لا يكتفي الوالدان بعدم الاحتفاء بها ـ كأخيها الذكر ـ بل لا يزالان يرددان مثلاً ليس "شعبياً"؛ بل "مسلَّحاً" بخرسانة جاهليةٍ جاهزة!يقول: "يا مخلِّف البنات، يا شايل الهم للممات"! ولكن البنت السعودية تقبل التحدي، فتصارع كل العراقيل، وتنجح وتتفوق حتى على شقيقها، ولكن: ليس من حقها أن تقرر دراسة الطب ـ مثلاً ـ إذا كان الأب والإخوان والأعمام والأخوال والأنساب والأصهار والأرحام،والجار، والصاحب بالجنب، لا يوافقون على ذلك ! فكيف لو ـ لا سمح الله ـ فكرت في بعثةٍ خارجية ؟ هنا ترفض الجهات الرسمية إلا بوجود محرم!

أعرف ـ يا حبيبي ـ أن الحل بيدي أنا،لابيد "الذكور"،لكنني مهشمةٌ تماماً ؛ فبالكاد، أكمل"التراويح" ؛ لأدعو مخلصةً:لوالديَّ و"رجيلي" و"عيِّيلي" و"إخوتي", وأن يرزق الله أختي ـ ذات السبع بنات ـ ولداً ذكراً،يكون سنداً لها،إذا "تهشَّمت" مثلي !!



بقلم / محمد السحيمي

الاسطورة
18-09-07, 10:42 PM
مشكور علي الموضوع