تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليبراليون .. لكن أي ليبرالية؟


الآتي الأخير
30-09-07, 06:28 AM
شُغلت السهرات الرمضانية السعودية هذه الأيام بحلقة المسلسل الفكاهي «طاش» حول الليبرالية، التي أثارت جدلا واسعا في أعمدة الصحافة وقد حضرت جانبا من هذه الحوارات في لقاءات متعددة مع المثقفين السعوديين الذين تباينت آراؤهم، أشد التباين حول الحلقة المذكورة، التي اعتبر البعض انها أبرزت نقائص وسلبيات الاتجاه الليبرالي السعودي، في حين رأى البعض الآخر انها تحاملت عليه واختزلته في مسلكيات شخصية شاذة لا تنطبق عليه.

وقد نبه الزميلان طارق الحميد وعبد الرحمن الراشد في تعليقهما على الموضوع الى خطأ اختزال اشكالية حضور وتموقع الليبراليين السعوديين في هذا الاطار الاخلاقي المسلكي الضيق، باعتبار ان الليبرالية هي قبل كل شيء رؤية فكرية، ومشروع مجتمعي وخلفية ثقافية.


فالسؤال الذي يتعين طرحه في هذا السياق هو: هل استطاع الليبراليون السعوديون تقديم اضافة نوعية الى المشهد الفكري، وهل أثروا فيه من حيث الاشكالات والمفاهيم والمناهج، وهل كان لهم دور في ديناميكية التحديث الاجتماعي والثقافي في المملكة؟.

أذكر أنني طرحت هذا السؤال على احدى الشخصيات السعودية المرموقة فرد علي بالقول: لنتفق أولا على معايير تحديد الليبرالي، مبينا ان العبارة لها دلالة خاصة في السياق السعودي المحلي، تختلف عن دلالتها في سياقات عربية أخرى. وقد اعتبر محاوري ان المقولة أصبحت ملغومة، لأنها تتحدد محليا في خط الاشتباك مع المؤسسة الدينية المحافظة والخط الأصولي المتشدد.

ولذا فالليبراليون السعوديون أخلاط شتى من بينهم المصلح الديني الداعي الى تجديد الدين، والناقد الأدبي الساعي لتطوير مناهج وآليات قراءة النصوص وتحرير مسالك الابداع الأدبي والفني، والناشط في المجتمع المدني الحامل لتطلعاته، والمتشبع بثقافة التنوير وقيم الحداثة في مناحيها المتنوعة، المتشابكة.

والخلط قائم في متخيل الأقلام المتشددة بين هذه الاتجاهات المتمايزة، الى حد أننا قرأنا لأحدهم سفرا ضخما حول «العصرانية» جمع فيها بين أركون والقرضاوي ومحمد عبده وصادق العظم مما يترجم موقفا اقصائيا لكل دعوة تحديثية ولو التزمت حدود ومقاييس المرجعية التراثية.

وباعتماد منهج الصديق السعودي، نلمس على طريقة المقارنة، أن مقولة «الليبرالية: تخلو من هذه الدلالة القدحية في سياقات أخرى».

ففي المغرب مثلا التقت الدعوة السلفية والقيم الليبرالية في المشروع النهضوي التحديثي الذي حمله علماء القرويين في القرن التاسع عشر. فلم تكن عبارة «سلفية» مشحونة برمزية تحصين الهوية العقدية ضد الحداثة الوافدة وإنما وظفت في اتجاه تشريع وتبرير الاصلاح الديني والتحرر من قيود وسلطة المرجعية التراثية.

وقد استمر المشروع الاصلاحي المغربي دون انقطاع عبر الهياكل السياسية لحركة المقاومة التي كانت امتدادا له. فحزب الاستقلال الذي لا يزال القوة السياسية الأولى في المغرب (كما بينت الانتخابات الأخيرة) يمثل الاتجاه الليبرالي المتصالح مع المرجعية الاسلامية، ويتبنى من هذا المنظور الصيغة السلفية التي عني زعيمه التاريخي علال الفاسي بالتنظير لها في كتبه الهامة.

بل ان حزب العدالة والتنمية المغربي الذي هو نسخة معدّلة من حركة الاخوان المسلمين يرفع الشعار الليبرالي ويتبناه، وان أحاطه بكل التغييرات اللفظية والمفهومية المألوفة في الخطاب الاسلامي السائد.

وفي مصر ارتبطت مقولة «الليبرالية» بخط التشابك بين الاتجاه الفكري العلماني الذي شكل كتاب «الاسلام وأصول الحكم» وثيقته المرجعية الأولى واتجاه «الاحيائية الاسلامية» (على لغة صديقنا رضوان السيد)، فشكلت مسألة الهوية العقدية للدولة إطار التمايز والصدام بين الخطين. فلم تكن القيم الليبرالية ذاتها رهان الصراع الفكري والسياسي، وإنما انبناؤها على المنظور العلماني القائم على الفصل بين الشأنين الديني والسياسي وفي الحالة الإيرانية، تلمس مفارقة مثيرة، هي احتضان الفكر الديني لأكثر المقولات الليبرالية ايضا لا في التحدث والتحرر، بحيث يتركز الصراع بين الاتجاهين الاصلاحي والمحافظ في الأرضية الدينية ذاتها.

وما نستنتجه من هذه المقارنة السريعة هو أن العلاقة ليست أحادية الاتجاه، بل معقدة، ما بين مقولات الليبرالية والتحديث والدين.

فإذا كان المشروع الليبرالي الأوروبي تشكل احياناً في ارضية الصراع مع المؤسسة الدينية، إلا انه في بعض الساحات والسياقات كان تجسيدا لحركة اصلاح ديني عميقة (كما هو الشأن في المانيا مثلا). وفي اميركا اللاتينية، اضطلع تيار «لاهوت التحرر» بدور فاعل في دينامية الانفتاح الليبرالي.

كما ان التحديث الفكري والعلمي لا يفضي ضرورة الى الحريات الليبرالية ولا يستلزمها، والمثال الشيوعي السوفياتي السابق شاهد على هذه الحقيقة، والنموذج الصيني الراهن شاهد آخر.

وبالعودة إلى الحوار السعودي حول المسألة الليبرالية، يمكن القول ان مصدر خصوصية وحيوية هذا الحوار هو تشابك الرهانات المتنوعة التي تغطيها هذه المسألة. ولهذا السبب وحده لم تكن حلقة المسلسل الفكاهي الجميل «طاش ما طاش» حول الليبراليين السعوديين موفقة.

* نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية

بقلم السيد ولد أباه

سحاب
30-09-07, 07:51 AM
اخي الاتي

لماذا تكبدت تلك الصحف هذا العناء لايام عدة عن حلقة من طاش . وصحف عدة كتبت عن ذلك .
الله المستعان جميع القنوات مافيها غير طاش بس وكلها تعرض حلقات طاش .......... يامفكرون اما آن الآوان لتكتبون عن مايعرض في القنوات التلفزيونيه ويعرض ماهو ادهى وامر من طاش بألف مرة ...... متى تكون صحوتكم افيدونا جزاكم الله خيرا

بارك الله بك اخي الاتي على نقل الموضوع .

الاسطورة
30-09-07, 05:35 PM
بارك الله بك اخي الاتي على نقل الموضوع

الجذامي
01-10-07, 05:08 AM
الليبرالي
يعتمد على العقل لا النقل
فيدخل الفلسفة العقلية ويهمل ماهو ثابت من النصوص الصريحة من القران والسنة النبوية واجماع العلماء حول الأحكام الشرعية
يكفي ان اليبرالية احدى ثمرات العلمانية المتولدة من الصهيونية
واتعجب من كلمة ليبرالي اسلامي

يعطيك العافية تقبل تحياتي