تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع ابي الطيب المتنبي


الآتي الأخير
08-10-07, 10:24 PM
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي = وأسمعت كلماتي من به صمم

كم تطلــــبون لنا عيـــــبًا فيعجزكم =ويكره المجد ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي =أنا الثّريا وذان الشيب والهرم

وإذا أتــــتك مذمتي من نـــــاقصٍ =فهي الشــــهادةُ لي بأني كامــلُ

أنام ملء جفونــــي عن شواردها =ويسهرُ الخلقُ جراها ويختصـم

غيري بأكثر هذا الناسِ ينخــــدعُ =إن قاتلوا جبنوا أو حدثّوا شجعوا

ولا الجمع بين الماء والنار في يدي=بأصعب من أن أجمع الجدَّ والفهما

وإني لمن قومٍ كأنّ نفوســـــــــَهم =بها أنفٌ أن تسكنَ اللحم والعظما

عدوك مذمـــــــــومٌ بكل لســــانِ=وإن كان من أعدائـِـــك القمـــران

ولله ســـــــرٌّ في عــُـــلاك وإنما =كلام العِـدا ضربٌ من الهذيـــــان

على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ=وتأتي على قدرِ الكرامِ المكـــــارمُ

وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارها .=وتصغر في عينِ العــــظيمِ العظائمُ

لعل عتبَك محـــــــــــمودٌ عواقبه=فربّما صحّت الأجســــــــامُ بالعللِ

فمسّاهم وبسطهم حريــــــــــــــر ..=وصبّحهم وبسطهم تــــــــــــــــراب



وفي التودد والاستعطاف قال لسيف الدولة :


و احرَّ قلباه ممن قلبهُ شــــــــبمٌ =ومن بجسمي وحالي عنده شضم

يا أعدل الناس إلا في معاملتــي =فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

المجد عُوفي إذ عوفيت والكرم =وزال عنك إلى أعدائـــــــــك الألم

يا من يعزُّ علينا أن نفارقهــم =وجداننا كلُ شيءٍ بعدكم عدمُ

إن كان سرّكم ما قال حاسدُنا =فما لجرحٍ إذا أرضاكم ألـــــمُ




وله في الحكمة قوله :



كفى بك داءا أن ترى الموتَ شافيًا =وحسبُ المنايا أن يكنّ أمانيا


إذا غامرت في شرفٍ مروم ٍ =فلا تقنع بما دونِ النجــــــــومِ

فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيـــرٍ =كطعم الموت في أمرٍ عظيـــــمِ


إذا اعتاد الفتى خوضَ المنايا =فأهونُ ما يمرُّ به الوحـــــــولُ

إذا رأيت نيوبَ الليّثِ بارزةً =فلا تظننّ أنَّ الليّث يبتـــــــــــسمُ


ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ=وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ


ومن عرف الأيام معرفتي بها =وبالناسِ روى رمحه غير راحم

لا يخدعنّك من عدوٍ دمعــــــة = وارحـــم شبابك من عدوٍ ترحم


لولا العقولُ لكان أدنى ضيغم =أدنى إلى شرفٍ من الإنســـــانِ

ما كلُ ما يتمنى المرء يدركهُ = تجري الرياحُ بما لاتشتهي السفنُ


إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُه =وصدّقَ ما يعتادهُ من توهّـــــمِ


إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكته =وإن أنت أكرمت اللئــــيمَ تمّردا


وما الحياة ونفسي بعدما علمتْ =أن الحياةَ كما لاتشتهـــــي طبعُ


من يُهنْ يسهُلْ الهــــــوانُ عليه .=ما لجرح ٍبميِّتٍ إيـــــــــلامُ



مرّ أبو الطيب برجلٍ جاهلٍ سفيهٍ أحمق

_ كما يراه أبو الطيب ! _

فأساء لأبي الطيب في القول

فرد عليه أبو الطيب بقوله:

صَـغُـرتَ عن المديحِ فقلتُ : اُهجى ؟ * * * ما كأنكَ قد صَـغُـرتَ عن الهجاءِ ؟




و له هذه الميمية احدى روائع شعر العرب

إِذَا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَـرُومِ =فَلاَ تَقْنَعْ بِمـا دُونَ النُّجـومِ
فطَعْمُ المَوتِ في أَمـرٍ حَقِيـرٍ=كطَعْمِ المَوتِ في أَمـرٍ عَظِيـمِ
ستَبكِي شَجوَها فَرَسي ومُهري=صَفائحُ دمعُها مـاءُ الجُسُـومِ
قُرين النار ثُـمّ نَشَـأنَ فيهـا=كَمَا نَشأَ العَذارَى في النّعِيـمِ
وَفارَقنَ الصَياقِـلَ مخلَصـاتٍ=وأَيدِيِهـا كَثِيـراتُ الكُلُـومِ
يَرَى الجُبَناءُ أَنَّ الْعَجزَ عَقـلٌ=وتِلكَ خَديعةُ الطّبـع اللئيـمِ
وكُلُّ شَجاعةٍ في المَرءِ تُغنِـي=وَلاَ مِثلَ الشّجاعة في الحَكِيـمِ
وكمْ مِنْ عَائِبٍ قَولاً صَحيحًا=وآفَتهُ مِـنَ الفَهـمِ السّقِيـمِ
ولكِـنْ تَأخـذُ الآذان مِنـهُ=عَلَى قَدَرِ القَرائِـحِ والعُلُـومِ

جارة الوادي
08-10-07, 10:36 PM
شكرا لاتحافنا بهذه الروائع التي لاتُمل :)




أطيب تحية

سحاب
08-10-07, 10:58 PM
اخي واستاذنا الآتي
تحف نادرة لشاعر اصفه بالنادر . ونقلت لنا بعض من روائعه التي تثلج الصدر .

بارك الله بك اخونا ابو ثامر

الاسطورة
09-10-07, 03:30 AM
بارك الله بك اخونا ابو ثامر

صفاء
09-10-07, 06:43 AM
يَرَى الجُبَناءُ أَنَّ الْعَجزَ عَقـلٌ
وتِلكَ خَديعـةُ الطّبـع اللئيـمِ

خيارات موفقة وذوق حكيم

مشكور

صفاء