الفارس
03-11-07, 01:56 PM
قال تعالى: {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارا}، نوح آية 7 .
بعيدًا عن التفسير المعروف لهذه الآية، نستدل منها: كيف يصر الإنسان على رفض الآخر بكل غرور وإصرار وتكبر، يرفض حتى مجرد سماعه! فهو يرفضه ليس لمجرد الرفض، ولكن لقناعات مترسبة في داخله، تحول بينه وبين سماع الآخر أو الاطلاع على ما لديه!
مفهوم الاختلاف لدى بعض الناس في عصرنا الحاضر لا يختلف عن فهم قوم نوح له في تلك العصور الماضية، فهم لا يسمعونه ولا يفكرون ولا يتأملون، جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم، خائفين من تأثرهم بما يسمعون، خائفين من التفكير والتأمل، ثم التغيير، خائفين من المعرفة، فإذا لم تعرف فلن تفكر ولن تتغير!
ماذا لدى الآخر؟! ليس مهمًا، المهم أن نبقى على جهلنا ولا نفتح على أنفسنا أبواب المعرفة التي ستقود إلى التفكير والتغيير والتطور والتحضر وحفظ حقوق الإنسان!
هذا الاختلاف (الجاهلي) مع الآخرين لا يولد إلا الفرقة والتنازع، ومن ثمَّ نبذ الآخر وإقصائه والحكم عليه بما يمليه الهوى!
فمتى نفرح بالاختلاف؟!
نفرح به إذا كان بين قامتين فكريتين لا يحتكمان إلى الهوى، لكل منهما تأثيره في القارئ، فمثل هذا الاختلاف لن يكون جاهليًّا، ولن يكون تبعًا للهوى، فالمسؤولية عظيمة، أعظم من الإثارة، والكلمة أمانة، والفكرة لبنة في صرح الوطن، والحق أحق أن يتبع! لذا كان فرحي بما قرأت على صفحات جريدتي الجزيرة والوطن، من اختلاف بين آراء الدكتور سلمان العودة، والدكتور حمزة المزيني، وفرحي هذا ليس كفرح قناةLBC الفضائية، التي حاولت عبر مذيعها الجهبذ أن تحول (الاختلاف) إلى خلاف ليس بين رأيين كما هو الواقع، ولكن أردت أن تضرب بعصا موسى لتقسم البلد إلى نصفين وتغرق الجميع في بحر من الخلافات!
فحين نفرح بالاختلاف، نفرح لما سنجنيه من ثمار معرفية وثقافية، وإنسانية، فهل التصنيف وقول الحقائق كما صرح بها الدكتور سلمان العودة هي مطلب ضروري لنا الآن؟
أم أن لين الخطاب والبعد عن التصنيفات الذي يدعو له الدكتور حمزة المزيني هو الأهم؟ هي أسئلة خطرت في ذهني، لا أريد أن أستنتج إجابتها، ولكن سأفكر إلى أين نحن سائرون، ولعل أن تأتي لها إجابة!
بقلم الأستاذة / نورة آل عمران
http://www.al-jazirah.com.sa/96963/ar6d.htm
بعيدًا عن التفسير المعروف لهذه الآية، نستدل منها: كيف يصر الإنسان على رفض الآخر بكل غرور وإصرار وتكبر، يرفض حتى مجرد سماعه! فهو يرفضه ليس لمجرد الرفض، ولكن لقناعات مترسبة في داخله، تحول بينه وبين سماع الآخر أو الاطلاع على ما لديه!
مفهوم الاختلاف لدى بعض الناس في عصرنا الحاضر لا يختلف عن فهم قوم نوح له في تلك العصور الماضية، فهم لا يسمعونه ولا يفكرون ولا يتأملون، جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم، خائفين من تأثرهم بما يسمعون، خائفين من التفكير والتأمل، ثم التغيير، خائفين من المعرفة، فإذا لم تعرف فلن تفكر ولن تتغير!
ماذا لدى الآخر؟! ليس مهمًا، المهم أن نبقى على جهلنا ولا نفتح على أنفسنا أبواب المعرفة التي ستقود إلى التفكير والتغيير والتطور والتحضر وحفظ حقوق الإنسان!
هذا الاختلاف (الجاهلي) مع الآخرين لا يولد إلا الفرقة والتنازع، ومن ثمَّ نبذ الآخر وإقصائه والحكم عليه بما يمليه الهوى!
فمتى نفرح بالاختلاف؟!
نفرح به إذا كان بين قامتين فكريتين لا يحتكمان إلى الهوى، لكل منهما تأثيره في القارئ، فمثل هذا الاختلاف لن يكون جاهليًّا، ولن يكون تبعًا للهوى، فالمسؤولية عظيمة، أعظم من الإثارة، والكلمة أمانة، والفكرة لبنة في صرح الوطن، والحق أحق أن يتبع! لذا كان فرحي بما قرأت على صفحات جريدتي الجزيرة والوطن، من اختلاف بين آراء الدكتور سلمان العودة، والدكتور حمزة المزيني، وفرحي هذا ليس كفرح قناةLBC الفضائية، التي حاولت عبر مذيعها الجهبذ أن تحول (الاختلاف) إلى خلاف ليس بين رأيين كما هو الواقع، ولكن أردت أن تضرب بعصا موسى لتقسم البلد إلى نصفين وتغرق الجميع في بحر من الخلافات!
فحين نفرح بالاختلاف، نفرح لما سنجنيه من ثمار معرفية وثقافية، وإنسانية، فهل التصنيف وقول الحقائق كما صرح بها الدكتور سلمان العودة هي مطلب ضروري لنا الآن؟
أم أن لين الخطاب والبعد عن التصنيفات الذي يدعو له الدكتور حمزة المزيني هو الأهم؟ هي أسئلة خطرت في ذهني، لا أريد أن أستنتج إجابتها، ولكن سأفكر إلى أين نحن سائرون، ولعل أن تأتي لها إجابة!
بقلم الأستاذة / نورة آل عمران
http://www.al-jazirah.com.sa/96963/ar6d.htm