تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العيب.. مظلة في مهب الريح


صفاء
09-11-07, 10:05 PM
العيب.. مظلة في مهب الريح
الجيلي حامد البدري (http://www.meshkat.net/new/list.php?catid=6&authid=413)*

2007-05-28
لماذا لا يعرف الشباب اليوم من العيب إلا كلمة متخلف؟..
"كثرة المساس تفقد الإحساس".. تمشيا مع مدلول هذه الحكمة- أسوقك عزيزي القارئ للتدرج مع المجتمعات عبر مسيرتها الطويلة وكيف أنها بدأت تتخطى الحواجز واحدا بعد الآخر إلى أن بلغت في قلة الحياء ما ترى.
ورث أهل الملة الحياء كابرا عن كابر، ولكن كل جيل متقدم يأبى إلا أن يدفن معه جزءا من الحياء.. فنحن- جيل اليوم- على حال أخشى ألا تتاح لمن بعدنا فقد.. حكت لنا الروايات الشعبية عن أسلافنا، أن المرأة إذا تمت خطبتها لشخص ما، صار بينهما من المسافة كما بين القطبين.. وتظل على هذا القدر من الحياء حتى تنجب آخر طفل وربما أدهشك كيف جاءت بهذا القدر من الأطفال!! والذي يدهشك بلا أدنى قدر من الشك هو أنها لم تنطق باسم زوجها طيلة هذه الفترة بل كانت تدعوه (بود فلان) قبل أن ينجب ولده البكر ثم (أبو فلان) بعد ذلك, وهكذا تدرج الناس إلا أن جاء اليوم الذي يأخذ الرجل فيه خطيبته إلى الحديقة يغازلها وتغازله، وربما يقبلها وتقبله والناس ينظرون.. في هذا الحين ضج كبار القوم استنكارا لهذا الفعل: (دي ما عندها والي, مطلوقة.. إلخ) فلما رأت الأوساط المنفلتة هذه الضجة أنشأت الأغاني (الدستور الشعبي) لتبرير هذا الفعل (العريس ساقها عايز يدرس أخلاقها) وتطورت مسألة الدراسة إلى ما فوق الجامعية (نحن ورانا إيه)..
الآن وصلنا درجة- أرجو ألا يكون لها ما بعدها- مثل أن تلاحق بعض الفتيات المنفلتات الشاب بالنظرات والكلمات والرسائل وغيرها من الوسائل المتاحة حتى تتمكن من اصطياده أو ترضي غرورها.. وقد حكى الأولاد العجب العجاب عن ما تكتبه بعض البنات في الرسائل من تعابير تجزم أنها ما تركت خلفها لصاحبتها مثقال ذرة من حياء.. ولو قلت لها هذا عيب ترد عليك فورا (يظهر عليك دقة قديمة).
لاحظ معي تدرج الزي منذ عام 1990م إلى اليوم.. ستجد تطورا خطيرا في شكل ومسميات الملابس مثل (خطوة, الشريعة طرشقت, كاشف الرقم...) وعلى قرار (الجايات أكثر من الرايحات) نخشى من ظهور موضة (مفجر اللغم) والله المستعان.
مقدار الحياء الموجود الآن نقدره بسُمك النظارة المظللة التي تلبسها بعض البنات خصوصا في هذه الأيام عندما يكون اللبس فاضحا (حبتين)، فهي تضعها للتواري من القوم من سوء ما تفعل فإذا ما اعتاد الناس منها ذلك، فلن تضع النظارة على عينيها إلا لما هو أكبر وما هو أكبر بالتأكيد سيكون أخطر...
كلمة عيب في قاموس المجتمع السوداني كانت مكتوبة بالبنط العريض.. تربت عليها الأجيال التي قدمت السودان لكل من يرى سيرة حسنة على كل لسان، عفة، صدق في المعاملة حشمة في المظهر استقامة في السلوك.. لكن يبدو أن لون هذا الخط العريض آخذ في التلاشي تمشيا مع مقتضيات الحداثة.. فكثير من الشباب السوداني يعاني من فقدان للقيم، وتجده لا يراعي للأسرة مكانة ولا يعرف من العيب إلا كلمة متخلف فهو يريد أن يغرِّد في سرب المتحضرين فيستخدم كل مقدراته في إثبات حسن نيته في الثبات على خط التحضر فيتعاطى المخدرات ويسهر مع الأفلام والحفلات ويقيم العلاقات وعنده هامش من الحياء بقدر يجعله يسمي الزنا زواجا عرفيا تمهيدا للوصول إلى مرحلة الـ (Friend boy).
كذلك حال الكثير من الفتيات يخرجن وعليهن ملابس تضيق على الفتاة الصغيرة وتصيبك الحيرة كيف لبسنها وتصيبك الحيرة أكثر من أين خرجن؟ هل لهن آباء وإخوان؟!
هن أحرص على الحداثة من الشباب لذلك ترى تضحيتهن أكبر وربما تقع الفتاة في خصومة مع أسرتها من أجل هذا (الساقط) الذي لا يقيم لها وزنا إلا بقدر لحمها ولا تتسع لها محبته إلا بقدر ضيق جلبابها.. حتى إذا أخذ منها ما يريد طلب المزيد.. والمزيد متاح بشرط أن تكون بطاقتك التعريفية خالية من كلمة (عيب) وفصيلتك الدموية خالية من الإحساس بالمسئولية.
أعيدي- أيتها الأمة- بناء هذه القلعة الحصينة- أعني كلمة عيب- أو استعدي لحصول النقم وزوال النعم وانتشار الأمراض وكثرة اللقطاء.. فكلمة عيب نار تحرق التضليل وتعيد موازين الحق وترد إلى الجادة وتكف اليد الطائلة في الأموال الحرام وتردع العدو الصائل على الأعراض وتمزق التظليل.
هل بإمكاننا أن نعيد عقارب الزمن؟ هل بإمكاننا أن نعد الأرض لاستقبال هذه الكلمة المهاجرة (عيب) ونشكل معها قوة لمكافحة الحداثة الداعية للخروج على الأدب والذوق العام والعاملة على تمزيق ثياب الحياء..

الآتي الأخير
10-11-07, 01:28 PM
اشكرك اخت صفاء على هذا الموضوع الذي نحن بامس حاجة اليه
الك تحياتي

صفاء
10-11-07, 06:03 PM
شكرا لإطلاعك أخي الكريم

ولبصمتك المشرفة
شكرا لك