المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إمرأة فـي زمــن الــحـــب


عبدالله الموسي
18-02-08, 02:40 PM
امرأه في زمن الحرب



امراه فاجأها المخاض إلى عمود خيمه مهترئه ... تكورت على نفسها ... أغمضت جفنيها ... صعد دم قان على وجنتيها ... حبست أنفاسها للحظه . فتحول اللون الوردي في وجهها إلى أزرق غامق ثم نفثت نفسا طويلا ، كأنها تتخلص بخروجه من كل الامها ومعاناتها ... صامته هي حتي في ذروة ألمها ... سمع دوي انفجار قربها ... صامدة هي حتى والارض تهتز من تحتها ... لمحت قبالتها طفلتها تهرش بأسنانها قطعه خبز صلبه ... ربما أصلب من أسنانها اللبنيه الغضة ... لكنها تصارع ... تعض ... تكسر جزءا من القطعه فتنفتح أساريرها وكأنها خرجت منتصرة للتو من مباراة في المصارعه ... فتحول الفتات المكسور إلى يمين ويسار فكيها علها تستطيع ابتلاعها فلم تفلح ... أخرجت القطعه ... نظرت إليها مليا ... تستعطفها لتلين ثم إعادتها إلى فيها وأعادت المحاولة . يمين ...يسار ....فتفتت قطعت الخبز ولانت لها ... فبلعتها وهي مزهوة كأنها حققت نصرا عظيما ... ثم ارتمت على الكسرة العنيدة لتعيد الكرة من جديد .... صراخ أمعائها وألام معدتها الجائعه أعطياها القوة لكي تعيد العمليه ثانيه وثالثة حتى تسكت غرغرة أمعائها الفارغه .... أنست هذه اللقطه البائسه المرأه ألام مخاضها لفترة لكن الالام عاودتها من جديد . فتكومت على نفسها مرة أخري وتلون وجهها من أحمر إلى ازرق إلى اللالون .... تساءلت وهي في ذروة الامها علام هو حريص للخروج إلى هذه الحياة وكلها الم وتعب وعوز و...وانفجرر ينبوع ساخن من تحتها ثم اندفع الثقل الى الخارج فإذا بصراخ يعلو ويعلو ثم همد على حلمه ثديها ...

رفعت الوالدة بصرها الى السماء فإذا بها أمام طفلتها وهي مصوبه بصرها نحو الرضيع وقطرات الحليب تتدفق من جانبي فيه ... ربما تمنت في لحظه جوع وعطش وعري أن ترتمي في حضن والدتها الدافئ وتشبع لبنا سائغا دافئا لذه للشاربين ... مصت الصبيه شفتيها وولت على أعقابها خارج الخيمه فبدا للمرأه من كوة بابها لهيب نيران أمامها تبعه دوي انفجار صاروخ ناري مر للتو من فوق بقايا الخيمه ... توقف الوليد عن الرضاع وتفحص قسمات وجه امه مليا ... لم يبتسم كغيرة من الرضع بل أناخ السمع والبصر والفؤاد الاول درس لامثاله ... تلقيح طبيعي ضد الحروب والنوازل والضربات والصواريخ والالام ثم التقط الحلمه من جديد ... عادت الصبيه الى الخيمه تفرك عينيها من سموم دخان الصاروخ بإبهاميها الوسختين فسالت دموع رماديه على خديها الغضين فرسمت خطين متوازيين ... سعلت ... تمخطت ... بصقت بقايا لقمه الخبز العنيدة مصبوغه باللون الاسود وهي تتحسر على مجهود ضاع من غير نتيجه ... قرأة الرساله الاليمه .... جرت الصبيه من كم اسمالها ألصقتها بحضنها ... ربتت على ظهرها بحنان غامر .... ثم أغمضت لها جفنيها عساها تسعد بحلم جميل تشبع فيه خبزا طريا و ....
م ن ق و ل

مسلمة
21-02-08, 03:56 AM
قصة راااااااائعة ومؤثرة جداااااااا جزاك الله خير اخي عبد الله للنقل الموفق وبارك الله فيك

عبدالله الموسي
21-02-08, 11:00 PM
بارك الله فيك وفي مرورك اختي



مسلمه



وتحيتي لك

ساندريلا
22-02-08, 12:00 AM
كل الشكر لك على هذا النقل

عبد الله مواضيعك دوماً متميزه

دمت بود

ساندريلا

عبدالله الموسي
22-02-08, 08:10 AM
وأنت ايضاً مروركـ وتواجدكـ متميز


شكراً لكــ أخت سندريلا












تحيتي