المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخطاب الإعلامي لقضايا المرأة‏


الشهاب
25-11-06, 07:36 AM
الخطاب الإعلامي لقضايا المرأة‏
عزيزة بنت محمد الشهري 28/10/1427
19/11/2006


يتطلب الخطاب الإعلامي لقضايا المرأة المسلمة في المرحلة المقبلة العمل وفق أولويّات ‏محددة تنسجم مع متغيّرين أساسيين:
أولهما:
الحاجة الكبيرة لبروز هذا الخطاب، ‏والمطالبة بحقوق المرأة المسلمة، ووعيها، وشخصيتها، وهو ما يمكن تسميته في الميدان ‏العملي بالجانب "الوقائي".‏
أما المتغير الآخر:
فهو أهمية التصدي لحملات التغريب، والحقوق المزيفة،
والانحراف ‏بمرجعية قضايا المرأة المسلمة إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ويمكن تسمية هذا ‏الميدان بالجانب "العلاجي".‏
هذان المتغيّران هما قاعدة الانطلاق نحو تحديد أولويّات خطاب قضايا المرأة المسلمة ‏في المرحلة المقبلة، وإن كان العمل الوقائي هو العمل الممتد والمستمر والأكبر من حيث ‏اتجاهاته ومراحله ومدته الزمنية وجمهوره، ويستمد مكانته من علاقته بالوعي الذي ‏سيخفّف آثار الجانب الآخر.‏
إنه من خلال نظرة مجملة للصراع السابق بين تيارات التغريب والمجتمعات المسلمة لا ‏يظهر عملاً جاداً ولا وضوحاً في الأهداف في الجانب "الوقائي"؛ إذ إن كثيراً من الجهود ‏الضخمة والكبيرة التي بُذلت يمكن تصنيفها ضمن الجانب العلاجي "رد الفعل" الذي ‏يزيد وينقص بحسب الزاوية التي يوضع فيها المخلصون لقضايا المرأة المسلمة.‏
إن تقسيم ميادين العمل إلى ميدانين اثنين: وقائي وعلاجي، يهدف إلى فتح المسارات ‏المغلقة، وتحريك الطاقات، والاستفادة من الإمكانات، التي يمتلكها الخطاب العلاجي بكل ‏تنظيراته وقوته لتوظيفها في الجانب الوقائي "جانب الفعل".‏
وفي الجانب الوقائي فإن الخطوة الأولى للتعامل الاتصالي والإعلامي -الحملات ‏الوقائية- مع قضايا المرأة المسلمة يمكن تسميتها بالخطاب التوعوي، ويستهدف هذا ‏الخطاب تهيئة البيئة الثقافية والاجتماعية وفقاً لسماتها وخصائصها في الإسلام، والكشف ‏عن مكانة المرأة المسلمة في هذه البيئة، والاستشهاد بسلوكياتها وأدوارها الإيجابية ‏للنهوض بمجتمعها وأمتها، ويُفترض أن تُوجّه رسائل هذا الخطاب إلى شرائح المجتمع كافة، ‏مع التركيز على النساء بشكل مباشر.‏
وفي المرحلة الثانية، ما بعد التهيئة، يُفترض أن يرتقي الخطاب للتعريف بالمطالب ‏الحقيقية للمرأة، كالمطالبة بالمخصصات الشهرية للمرأة من المجتمع، وإنشاء المؤسسات ‏الأهلية التي تحمي حقوقها من التلاعب والتوظيف للمصالح المتصارعة والمتضادّة في ‏المجتمع، والمطالبة بالمستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات الراقية الخاصة ‏بالمرأة، وأساطيل النقل للحاجات الضرورية (التعليم) -داخل المدن- الحديثة والمنظمة ‏على مستوى عالٍ كما في الدول المتقدمة في النقل.‏
أما المرحلة الثالثة فيُفترض أن يتركز الخطاب الإعلامي فيها على المهام التي يجب أن تقوم ‏بها المرأة في مجتمعها للزجّ به في خانة الأمم المتقدمة علمياً ومعرفياً من خلال تنشئة ‏أجيال -من الجنسين- تلهث خلف العلم والمعرفة بنية بلوغ رضا الله عز وجل، وأجيال ‏من الذكور تنتج ما يحتاجه المجتمع في استهلاكه، وأجيال من الإناث يواصلن المسيرة، ‏ويساهمن في دفع الذكور إلى إدارة العالم بما نملكه من مميزات قيمية وأخلاقية.‏
إن المتأمل في الوسط النسائي -في المجتمع السعودي بصفته المعقل الأخير للوعي ‏الجمعي المقارب للإسلام في شؤون المرأة - ليلحظ غياب الوعي لدى بعض النساء ‏بحقيقة ما يُحاك لهن وانهيار بعض الدعامات الأساسية لشخصياتهن الإسلامية، وما ‏بروز كثير من الظواهر السيئة في الوسط النسائي إلاّ نتيجة طبيعية لفقدان الوعي، أو ‏لانتشار الوعي الزائف في محيطهن عبر البوابات الإعلامية المتخصصة في حجب ‏الخير والفضيلة.‏
المرأة –غالباً- اليوم مشغولة باهتمامات أقل ما يمكن أن يُقال عنها إنها تافهة إن لم تكن ‏أسوأ من ذلك، والعامل الفاعل والحاسم في رواج تلك الاهتمامات عامل الموضة الذي ‏دمّر العقلية المستقلة، وتسبب في عزل العقول عن الأجساد، فضلاً عن الأرواح التي أُلغيت ‏في الثقافة النسائية الجديدة.‏
إن العمل الوقائي هو الأكثر تأثيراً والأجدر بالطاقات والنفقات الطائلة، وعلينا كمجتمع ‏أن نسترشد بحال بعض الدول المجاورة لنا، وألاّ نقف عند إرجاف المرجفين ولا جهل ‏الجاهلين، وأن نسارع بكل ما أُتينا من قوة للوقاية مما وصلوا إليه قبل أن نقعد للعلاج؛ ‏ففي يوم من الأيام كان حالهم مثل حالنا اليوم، فلنعالج المسافة التي قطعناها، ونتقي إكمال ‏الطريق.‏
يجب أن يعتز خطابنا بمصدر التشريع، وأن يتشرف بتأسّيه بالسلف الصالح، وألاّ يهادن ‏في كشف الخطأ الجمعي والفردي، وأن يكون صريحاً في كشف الحق من الباطل، ‏خاصة إذا علمنا أن المحرك للخطاب المضادّ؛ شهوة حيوانية مستعرة تحت ضغط الواقع ‏العالمي الذي يسعى لكشف العورات، واستباحة المحرمات، والنزول بالإنسان إلى دركات ‏البهيمية.‏
وحتى لا تشرئب النفوس، وتتشاءم فإن في وسط النساء صحوة، وعودة، وإقبالاً يثلج ‏الصدور، ويدعو كل غيور إلى مزيد من العمل والجهد لحفظ العفاف والطهر في ‏مجتمعنا

ريتاج
26-11-06, 08:59 AM
تسلم اخي ريتو
موضوع رائع
تحياتي
ريتاج

الآتي الأخير
27-11-06, 03:19 PM
شكرا اخي الشهاب على هذا الموضوع الهادف

لك تحياتي