تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من أعمال ذوي الهمة العالية


صفاء
11-04-08, 04:20 AM
البحث عن عريس للبنت يرتطم بحاجز العادات

تحقيق - عبدالله الرشيد، بندر الناصر/ تصوير - كاسب العتيبي

"اخطب لابنتك ولا تخطب لابنك" مثل شائع نتداوله في مجتمعنا منذ القدم ولكن نادراً ما يترجم مثل هذا المثل على ارض الواقع إذ تحول العادات والتقاليد دون تحقيقه علماً بان الشرع أباحه إذا كانت العادات والتقاليد قد رفضت ما أدخله الدين فلماذا لا ننحاز إلى الدين ونترك بعض العادات والتقاليد الدخيلة؟..
من خلال هذا التحقيق نقف على موقف الشرع من مثل هذا المشروع البناء ورأي العادات الاجتماعية فيه وما هي الاسباب التي تمنع الاب من خطبة فارس أحلام ابنته؟..
فضيلة الشيخ سعود بن حمد الأسعدي مساعد المدير التنفيذي لمشروع الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيري للمساعدة على الزواج تحدث عن موقف الشرع من خطبة الاب لابنته مبتدئاً بقوله تعالى {قال اني أريد ان أنكحك احدى ابنتي هاتين على ان تأجرني ثماني حجج فإن اتممت عشراً فمن عندك وما أريد ان أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين*، قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان عليّ والله على ما تقول وكيل}.
في هذه الآية جواز عرض الأب وخطبته لمن عنده دين، وكان قد عرض هذا الرجل الصالح ابنته على موسى عليه الصلاة والسلام وتم النكاح في جو بسيط لما علم بأمانته وعفته وشهامته وقوته، وقد ورد في السنة النبوية وسيرة الصحابة ما يؤيد جواز هذا الأمر، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد مات زوج ابنته حفصة: لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال: ان شئت انكحك حفصة بنت عمر، فقال سأنظر في امري فلبث ليالي ثم لقيته، فعرضت ذلك عليه، فقال قد بدا لي ان لا اتزوج، فلقيت ابوبكر فقلت له: ان شئت انكحتك حفصة بنت عمر فصمت ولم يرجع إليّ شيئاً، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبث ليالي، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه ووسلم فأنكحتها اليه فلقيني ابوبكر فقال لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة، فلم أرجع اليك فيما عرضت عليّ إلا اني كنت علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن أفشي سر رسول الله ولو تركها لقبلتها" اخرجه البخاري والنسائي.

احجام ذوي النفوس العالية
وتحدث عن اسباب رفض هذه الفكرة من الناحية الاجتماعية قائلاً: لقد أحجم ذوو النفوس العالية عن عرض بناتهم وأخواتهم على أقرب المقربين اليهم من الأهل والاخوان، ظناً بكرامتهم ان تمتهن وبناتهم ان يساء بها الظن، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "كيف أنتم ان رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً.."
كما ان أي أب يقدم على ذلك سيجد العيوب كلها قد الصقت به وببناته، وسينظر الناس اليه نظرات استعلاء وكمن يعرض بضاعة كاسدة غير مرغوب بها، ولذلك وبالرغم من مشاكل العزوف عن الزواج وانتشار العنوسة تراجع معظم الآباء عن مثل هذا الأسلوب مُرغمين برغم الخير الذي فيه لهم ولبناتهم.

لجنة للتوفيق
ان المرأة العفيفة المتدينة الخيرة التي تقتدي بأمهات المؤمنين وبالصحابيات تسعى إلى ان تكون زوجاً وأماً ناجحة، وأيهما أفضل وأعظم هل نساؤنا الآن أم حفصة بنت عمر طبعاً الجواب حفصة رضي الله عنها، مع هذا عرضها عمر رضي الله عنه للزواج.
وليعلم المجتمع بأن نسبة العوانس بلغت أكثر من مليون عانس، وان مشروع الشيخ ابن باز يسعى لتكوين لجنة تسمى بلجنة التوفيق وتحاول هذه اللجنة التوفيق بين الراغبين والراغبات بالزواج، ونحن الآن ننتظر موافقة ولاة الأمر - حفظهم الله - على ذلك. وهذه اللجنة ستحل محل ما يدعى بالخطابين والخطابات وما يغلب على هذه المهنة من ربح مادي لان عملية التوفيق بين اثنين لابد ان يكون تحت مظلة شرعية وجهة معروفة، فولاة الأمر في هذا الجانب لم يألوا جهداً في ذلك ويجب ان أشير إلى جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والرئيس العام للمشروع فله جهود فعالة في الاعانة ومخاطبة رجال الاعمال، ونحن نحتاج إلى أفكار معينة من المشايخ والاطباء في علم النفس والمختصين في علم الاجتماع لان تقوم بدور فعال لمعالجة المشاكل الأسرية.

المكاتب لابد ان تخضع لاشراف
وحول ظاهرة المكاتب التي تقوم بالتوفيق بين الراغبين بالزواج والراغبات علق عليها بقوله: لابد ان يكون هناك جهة رسمية تتبنى هذا الجانب مصرح لها رسمياً من الجهات الحكومية مدعومة من هيئة كبار العلماء وبعض مشائخنا الاجلاء، لا يعمل في هذه الجهة الا أصحاب العلم والثقة ويقترح ان يعمل في هذا الجانب من كان متزوجاً، ومشروع الشيخ عبدالعزيز بن باز احد هذه المشاريع التي اثمرت جهوده بفضل الله ثم بفضل الرئيس العام للمشروع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وبجهود العاملين في المشروع وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز المسعود المدير التنفيذي للمشروع.
وعن كيفية تشجيع فكرة الخطبة للبنت وتغيير المفهوم الخاطىء لرفضها قال:
تشهد الآن مجتمعاتنا وعياً فكرياً ودينياً وبدأ الناس في البحث عن الحلول التأصيلية بعد عجز الافكار والمناهج المستوردة والملفقة، ويمكننا الآن العودة والدعوة لاحياء مثل هذه الفكرة من خلال مشاريع الزواج الخيرية والمنابر الدعوية والمساجد والندوات خصوصاً بعد تفشي ظاهرة العزوف عن الزواج وانتشار العنوسة بشكل كبير جداً مما جعل الأسر مستعدة لقبول مثل هذه الحلول.
ما حق ابنتي عليّ وما المانع ان اخطب لابنتي خصوصاً من كان عنده ثلاث بنات أو ست أو حتى واحدة، ان الخيرية ان تجد لها زوجا صالحا وان تعين على تقليل المهر وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم "اكثرهن بركة أيسرهن مؤنة" وخصوصاً بعد تفشي ظاهرة العنوسة بشكل كبير جداً.

اسس واجبة في الزواج
ويقول حول الأسس الواجب مراعاتها في موضوع الزواج..
- الزواج هو الخلية الاساسية لتكوين المجتمع ولهذا يجب التثبت من خلوها من الامراض فمرض الخلية يعني مرض المجتمع وخلوها لا يحدث إلا إذا كان الزواج يحدث في اطار من القيم الإسلامية مثل التدين والالتزام الاخلاقي والتكافؤ بين الطرفين من الناحية العمرية والفكرية والاجتماعية والنفسية، كما يجب على الأسر ان تمارس دورها الهام والاساسي والتعريف بين المتزوجين وعلى الآباء رعاية هذا الدور حتى لا يكون دور الأمهات والاخوات مقتصراً على الاحتفال بالزواج وانما دور المشاركين في صنع هذه الأسر، كما يجب اعادة الدور الاجتماعي للمساجد في بث الوعي وحل الخلافات ورعاية الأسر حتى لا تكون المحاكم هي اول الخطوات، كما على وسائل الاعلام المختلفة والمؤسسات الاجتماعية العمل على زيادة الوعي لدى الأبناء والأمهات والعمل على ازالة ما علق من موروثات وتقاليد بالية هدامة تزيد من معاناة الشباب وزيادة معدل العنوسة وتسارع بالخطى نحو الطلاق.

محاولة الحجاب يائسة
كان لمجموعة من الفتيات آراء مختلفة حول موضوع "خطبة الأب لبنته" وقد استطاعت (الرياض) من خلال استبيان اجرته ان تحصل على عدد من التساؤلات التي عكست رؤية الفتيات
في البداية تقول الدكتورة سحر الخشرمي استاذة مساعدة بجامعة الملك سعود قد تكون هذه المحاولة من الأب نظراً لاعجابه بشخصية معينة ويتمنى ان تكون من نصيب ابنته، وقد تكون محاولة يائسة من أب اقلقه تأخر زواج ابنته وفي كلا الحالتين فإن مجتمعنا العربي لم يعد ينظر لهذه الطرق في اختيار شريك الحياة بمنظار ايجابي، بل اصبحت التفسيرات دائماً تميل إلى السلبية وتدخل الفتاة في مواقف محرجة خاصة إذا ما رفض الزوج أو حتى تزوج بالفتاة واخذ يذكرها في كل حين بان والدها الذي خطبه لها وليس العكس، وبالتالي تكون النتيجة قاسية على الفتاة.

مخالفة لما اعتاد عليه الناس
* وهو ما تشاركها فيه لينا بقولها: لا اؤيد ان يقوم الأب بالخطبة لابنته لانه مخالف لما اعتاد الناس عليه في موضوع الزواج ومن سلبيات هذه الخطبة ما يلي:
لا يعني الاب ان يصيب في اختياره الزوج المناسب الذي يتحلى بالدين والخلق فقد يختاره الاب لاعتبارات اخرى مثل: المنصب والمال أو أي سبب آخر.
كما ان مبادرة الأب وحرصه لابنته قد لا تجد التفهم وبالتالي القبول من قبل العريس وأهله وتفسر من قبلهم بوجود علة ما في الفتاة اجبرها والدها على تزويجها بهذه الطريقة.
وتضيف قائلة: قد يتم الزواج ولكن يظل هناك ما يعكر حياتهم الزوجية ويقل احترام الزوج لزوجته وتذكيرها الدائم بطريقة زواجها وانها جاءته هدية ولم يسع لزواجها وهذه هي النظرة السائدة لدى الشباب. اما رأيي إذا حدث لي هذا الموقف فإني أرفضه شكلا وموضوعاً حفاظاً على كرامتي وكبريائي..

حدثت مراراً من اعلام بارزين
مها كانت مؤيدة لهذه الخطبة: "كما هو معروف لدينا انه نحن كمسلمين نرجع في جميع أمورنا إلى الشرع وموضوع خطبة الأب لابنته أو خطبتها هي لنفسها حدث ولمرات عديدة في التاريخ الإسلامي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع صحابته إذا من الناحية الشرعية هو مباح ولا جدال في ذلك، اما بالنسبة لنظرة المجتمع السائدة في هذا الأمر هو الاستهجان والتردد في قبول ذلك لاننا اعتدنا ان الرجل هو من يختار والفتاة هي من يقع عليها الاختيار فاما ان توافق أو ترفض، أما رأيي الشخصي، فاقول انه لا مانع من ذلك ما دامت الأمور تسير وفق الشريعة بما يحفظ للفتاة عزتها وكرامتها على ان يتم الأمر بصورة راقية غير مبتذلة، واذكر حادثة مشابهة في الجامعة إذ ان فتاة ذات خلق ودين وجمال خطبت لنفسها شابا بنفس المواصفات وكلاهما كان يدرس في كلية الشريعة وهما الآن متزوجان وعلى وفاق تام ولله الحمد، فمن رأى في شاب مسلم الدين المستقيم والخلق الحسن بما يؤهله ان يكون زوجاً صالحاً لابنته يصونها ويعاملها معاملة طيبة، دون ان يكون هناك أهداف تخدم مصلحة الوالد فلا ارى مانعاً من خطبة الأب لابنته.

اسلوب يحل بعض المشاكل
اما سارة فتحدثت عن هذا الموضوع بذكرها للجوانب الايجابية والسلبية قائلة: هذا الموضوع جداً مهم وحساس حيث انه يمس فئة من المجتمع وهي الفتاة، واعتقد عندما ننظر إلى هذا الموضوع يجب ان نذكر جوانبه الايجابية والسلبية، واعتقد ان خطبة الأب لابنته يحل بعضا من المشاكل الاساسية وهي: العنوسة، لا تكون الخطبة إلا بمعرفة الأب المسبقة للشاب ومعرفة سلوكياته وبالتالي يكون الأب واثقاً من الشاب الذي سوف يعطيه ابنته.
ومن ايجابيات هذه الخطبة القضاء على مشكلة زواج الشاب من اجنبيات.
اما الجوانب السلبية لهذه الخطبة فهي: موقف الفتاة من الشاب في حالة انه قام بمعايرتها بان أسرتها هي التي سعت اليه وليس هو من سعى اليها وبالتالي يكون موقفها سيئا جداً.
وختمت حديثها قائلة: بان هذا الموضوع يحتاج إلى شرح ونظرة جادة من جميع من يتعلق بهم الموضوع من الأب والفتاة والشاب والمجتمع.

حل جذري لكثير من المشاكل
وأخيراً تقول شقراء: خطبة الأب لابنته فكرة صائبة وحل جذري لكثير من المشاكل التي تواجه الفتاة في العصر الراهن فهي حل لظاهرة العنوسة والطلاق التي بدأت تتفشى بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة في مجتمعنا ولكن يجب أن تكون خطبة الأب لابنته تحت ضوابط معينة كأن تكون خطبة الأب على سبيل التلميح لا التصريح وأيضاً أن يكون الشاب متفهما لهذه الفكرة أو هذا الموقف فلا يعتقد مثلاً أن هذه الخطبة لعيب في المرأة أو شيء من هذا القبيل. أما رأيي الشخصي إذا حدث لي هذا الموقف فكما قلت مسبقاً يجب أن تكون تحت ضوابط معينة ورغم ذلك فهناك صعوبات كبيرة تواجه خطبة الأب لابنته أهمها: نظرة المجتمع السطحية تحت مبدأ كرامة المرأة، يقف عائقا كبيرا أمام هذه الفكرة وكذلك أتمنى أن يكون هذا الموضوع محور اهتمام علماء الاجتماع وعلماء الدين والمهتمين في هذا المجال.

هل يقدرها الشباب؟
بعدها كان لنا لقاء مع أحد الشباب وهو عبدالله الحماد الذي طرحنا له سؤال ما هو موقفك إذا ما عرض عليك أحد الآباء ابنته للزواج؟
يجيب الحماد بأنه في هذا الزمان تغيرت الكثير من العادات إلا أن يعرض الأب ابنته للزواج مازالت مترسبة في أذهان الكثير من الشباب أن هناك خللا في الفتاة أما من وجهة نظري الشخصية فإنني أحترم أي أب يُقدم على هذا الفعل وهو دليل على أن الأب يبحث عن مصلحة بنته وخصوصاً في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وأصبحت تشاهد في كل منزل مجموعة ليست بالقليلة من الشباب.
ويذكر الحماد أحد المواقف لأحد الآباء الذي عرض ابنته للزواج وبعد سنوات عديدة وانجاب العديد من الأطفال حدث خلاف بسيط بينهما فأخبرها بأن لها الشرف أن تتزوجه وذلك لأن والدها قد عرضها عليه فحدث الطلاق.
ويدعو الدكتور سليمان العقيل أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الى الحوار بين الاب وابنته أولاً وأن يخبرها عن إعجابه بالشاب الذي يرغب في مصارحته والرجل حينما يعرض ابنته على من يتوسم فيه الخير والقدرة والقوة ليكون زوجاً أميناً على ابنته واليوم وفي الظروف الاقتصادية والتداخل السكاني والتمازج والتنوع البشري في مجتمعاتنا حيث من الصعوبة ايجاد أو البحث عن الزوج المناسب وأن انتظاره قد يكلف الكثير فإنني أرى أنه لا غضاضة في أن يبحث الرجل عن زوج لابنته بل وانني أرى أن ذلك من أفضل الأعمال لأن نسب الطلاق تبدو كبيرة والعنوسة شبح يخيم على كل فتاة وأسرة.
وفي اعتقادي أن لدنيا عادات وتقاليد تحتاج إلى مراجعة وتحتاج إلى حذف وايجاد البديل. وأن يخبرها عن إعجابه بالشاب الذي يرغب في مصارحته والرجل حينما يعرض ابنته

صفاء
11-04-08, 04:45 AM
غزة/ ريم عمر:

ما أن انتهى رامي من صلاة العصر، حتى اقترب منه أبو جميل، وبعد سلام وكلام.. ابتسم رامي ابتسامةً جمعت بين الرغبة والاستغراب، خاصةً حينما قال له أبو جميل :"أحبك كولدي ولي بنتٌ ذات خلق ودين وجمال، فأرسل عائليك ليروها.. فإن أردتم كان بها، وإن يكن غير ذلك فكأنما لم أقل لك شيئاً.. ولتعلم يا ولدي أن دينك وخلقك شجعاني على الحديث معك في هذا الأمر"..

هذه الكلمات بدأت تطرق قلب رامي وعقله طوال الطريق إلى البيت.. وهناك.. حدّث أمه بما حصل معه، فما كانت إلا أيامٌ قلائل.. حتى احتفل الحي بزفاف رامي على ابنة أبو جميل.. في إحدى أكبر قاعات الاحتفالات في قطاع غزة..

هذه قصة حقيقية دارت رحاها بين أبطالها في مدينة غزة، حيث اتّبع (أبو جميل) على ما يبدو المثل القائل.. "اخطب لبنتك قبل ما تخطب لابنك".. ورامي وافق أن يكون شخصاً ممن عاشوا تجربة المثل.. فهل يقبل بهذا غيره؟ وما نظرة الشاب "المخطوب" للأب الذي يخطبه لابنته؟ وما حكم ذلك في العرف والشرع؟ "فلسطين" جمعت من الآراء الكثير لتعد لقرائها التقرير التالي:

خطبوني مرتين

الشاب خالد فاجأ مراسلتنا حين علق على المثل القائل: "اخطب لبنتك"، بقوله :"خُطبت مرتين في حياتي"، وحينما رجع بذاكرته إلى الوراء قليلاً تابع :"كنت جالساً مع أصدقائي، وكنا نتحدث عن الزواج والمسئولية بشيءٍ من المزاح، إلا أن أحدهم تحدث إليّ بجدية على حدة، حينما قال :"إنوي ونحنا مستعدين"، إذ كانت له شقيقات في سن الزواج، موضحاً أنه شعر حينها "بالخجل الممزوج بالسعادة"، قائلاً :"حاولت أن أخفي ارتباكي ولم آخذ كلامه على محمل الجد، ولكني أعتبر مثل هذه الخطوة –جميلة- لكن ليس كل الشباب يتقبلونها"، "وأنا اعتبرت تلك الخطوة ثقةً بأخلاقي وسلوكي، وهذا بالنسبة لي كل المراد".

وعن المرة التالية أضاف :"تحدث أحد جيراننا لوالدي –ولديه عدد من البنات- وقال له: إن رغبت بواحدةٍ منهن لابنك الخلوق خالد فأنا لن أمانع"، معتبراً ذلك –لا عيب ولا حرام- "فالرجل المحترم يفرض على الناس احترامه، ويشجع لتمني مصاهرته".

وذكر خالد أنه وفي حال "تقدم له غير من سبق"، فإنه سيفكر بالأمر مراتٍ عدة قبل أن يعطي جواباً بالقبول أو الرفض، قائلاً :"ما المانع إن كانت العروس مناسبة"؟، معتبراً هذه الطريقة "لا تقلل من كرامة الفتاة أو قيمتها، بل على العكس، قد تكون سبباً في تأمين حياةٍ كريمةٍ لها مع زوجٍ يستحق حمل مسئوليتها".

لدينا عروس أيضاً

يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه أبو رمزي حديثه مع مراسلتنا ضاحكاً حيث قال :"قبل أعوام قليلة، وحينما كنت أبحث عن عروس، كنت أعمل خطاطاً، وكان نصيبي أن أزور إحدى المدارس، لإعداد لوحاتٍ جدارية، فطلبت من المدير إحضار ما أحتاجه من أدوات. وكان هو مزوحاً فأجاب طلبي بقوله.. بدك أقلام في.. بدك عروس كمان في"!، وعلى حد قوله كان يقف إلى جواره صديقٌ له يعرف عائلة المدير جيداً، فأبلغه أنه رب أسرةٍ ذات خلقٍ ودين، ولديه من البنات في سن الزواج ما لديه..

لم تنته القصة هنا، فقد أقدم أبو رمزي على إخبار والدته، فاتجهوا إلى بيت المدير نفسه خاطبين ابنته.. وبالفعل كانت هي نصيبه اليوم، "وهذا لم ينقص من قدرها أبداً.. ولم اعتبر ذلك كما البعض –تدبيسة- فأنا سمعت عنها الكثير وكانت على مسئولية كافية لحمل اسمي وصونه".

يمس كرامتي

وما إن سمعت أم فادي مصطفى مقولة "اخطب لبنتك" حتى بدا على وجهها العجب.. فأجابت مسرعة :"لا يمكن أن أفعلها أبداً.. هل تريدين أن يقول الناس أن بناتي لا يطرق بابهن أحد حتى أدلل عليهن؟"، مردفةً وقد استشاطت غضباً: "إذا فعلت ذلك إنني سوف أشعر بأنني أريد أن تذهب ابنتي عن وجهي بأي شكل"، متابعةً بعد أن صمتت لحظات :"إن فعلت ذلك سأشعر بالتأكيد، بأن طلبي سيمس كرامتي، لا بل وكرامة ابنتي فلا يمكن أن أقول لرجل خذ ابنتي".

ما المانع في ذلك؟؟

"ما وجه الغرابة"؟.. كان هذا تعليق د. وليد شبير رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في الجامعة الإسلامية، حيث قال:" من الأفضل أن يفكر الأب في زواج ابنته قبل ابنه، فبعض أفراد المجتمع الفلسطيني يؤيدون أن يقوم الأب بالخطوة الأولى في اختيار زوجٍ لابنته"، ذاكراً أن هذا لايعني تقبل كافة أطياف المجتمع الفلسطيني بأن يكون أهل الفتاة هم من يطلبون الشاب للزواج من ابنتهم وليس العكس.

وأضاف ناصحاً: "إذا وجد والد الفتاة شاباً صالحاً ذا دين وخلق ومستعداً للزواج فلا مانع بأن يتحدث معه لكن بذكاء وبطريقة تحفظ كرامته وكرامة ابنته بالوقت ذاته".

وفي همسة منه إلى كل أب حنون يحب طاعة الله ورسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) شدد د. شبير على ضرورة أن يتأكد الرجل قبل أن يقدم على طلب أي شابٍ ليكون زوجاً لابنته أنه صالح وقادر على تحمل المسئولية، "فلا يقصد تزويج ابنته لمجرد تزويجها"...فإن وجد في طريقه الشاب الصالح فلا بأس بالتحدث إليه بطريقة غير مباشرة بما يحفظ كرامة العائلتين وكرامة البنت، "وقبل كل هذه الخطوات على الأب أن يعرض اختياره على ابنته؛ لأن موافقتها شرط من شروط صحة الزواج".

فَعَلَهَا الخلفاء!

وجدير بالذكر أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حين ترملت ابنته السيدة حفصة"رضي الله عنها"، ذهب إلى أبي بكر الصديق-رضي الله عنه- يعرض عليه أن يتزوج حفصة، وحين قال له أبو بكر أنا لا أرغب في الزواج الآن، لم يجد في ذلك جرحاً أو إهانة ، فذهب إلى عثمان بن عفان وقال له : أنا اعرض عليك الزواج من ابنتي . فقال له : أنا لا أرغب في الزواج . فشعر بالحزن وسكت . ثم فوجئ بالنبي (صلى الله عليه وسلم) يطلب منه الزواج من حفصة ، وتبين له أن أبا بكر وعثمان كانا قد علما برغبة النبي في الزواج منها ، لهذا رفضا عرض عمر .

وأنت أيها الشاب، إن عرض عليك أن تكون زوجاً لفتاةٍ مرة –على لسان أبيها أو أخيها- فإياك أن يذهب بك الظن إلى أن الفتاة هذه لا تجد لها عريساً غيرك.. ولكن فكر بأنها فتاة ذات خلق ودين.. أراد والدها أن يصونها مع شابٍ وضع فيه ثقته.. ووثق بصونه لها.. ولذلك ينبغي عليك أن لا تأخذ الأمر على سبيل المزاح أو الثرثرة.. وليكن ردك واضحاً إما بالقبول بعد مشاورة الأهل.. أو بالرفض، ولكن بكلماتٍ طيبة ومهذبة.


صحيفة فلسطين

عبد الكريم الجازي
11-04-08, 10:11 AM
والله اني اعتبر ذلك من كمال الرجولة أيضا وقد فعلتها وليس عندي أدنى حرج لأن الحاكم دائما علينا الشرع وليس العرف خصوصا المصادم للشرع ولكن يبقى جانب السرية هو مناط الحكمة في ذلك الأمر لأن العقول تتفاوت

صفاء
11-04-08, 06:02 PM
http://www.alhowaitat.net/images/myframes/1_cur.gifhttp://www.alhowaitat.net/images/myframes/1_cul.gifوالله اني اعتبر ذلك من كمال الرجولة أيضا وقد فعلتها وليس عندي أدنى حرج لأن الحاكم دائما علينا الشرع وليس العرف خصوصا المصادم للشرع ولكن يبقى جانب السرية هو مناط الحكمة في ذلك الأمر لأن العقول تتفاوت http://www.alhowaitat.net/images/myframes/1_cdr.gifhttp://www.alhowaitat.net/images/myframes/1_cdl.gif

أخي الكريم عبد الكريم الجازي

نعم هو من الرجولة ومن كمال العقل

ومن وصلنا أنه فعله ما هم إلا عظماء من أمة محمد عليه الصلاة وأتم التسليم

كذلك حولي كثيرون من فعلوا ذلك وتوفقوا فيه جدا وبناتهم ماشاء الله تبارك الله يستاهلون اللي يحافظ عليهن

وتبقى الطريقة هي الأساس لأن من يفعل ذلك ما يفعله إلا لحبه لبناته لذا بالجميل المقنع يكون تمام الخير



شكرا لك على مرورك بالموضوع واطلاعك عليه وتعليقك الثري

تقديري واحترامي

عبدالله الموسي
11-04-08, 06:23 PM
أمر طبيعي جـداً.. ولايعارضــه الأ المتحجرون..أهل العقول التي لازال يغلب عليها طابع الجهل..

وأني أعرف الكثير قــد أختاروا أزواجاً لبناتهم.. وماهو المانع انت عرفت لي صديق ووجدت فيه الصفات الحميده وعززت العلاقـه معه بربط الرحــم..فأني عندما أعرض عليه أبنتي ليتزوجها.فهذا من دلائل الحب والموده.. ليس بمعناه أني لم أجد لأبنتي عريس..وطبعاً هذا الشخص سوف يشعر بما أكنه لهُ من موده. لسيما ان العرض والعار من الأشياء التي لايتهاون فيها أحـد وأي عبث فيهم يعتبر فقد كرامه ورجوله..ولاكــن يجب أختيار الزوج المناسب حتى لاتصتدم معه في ما بعد. ويجب أن لايكون مرتبط من قبل ولم يتمم مهمته الأولى..حتى لاتجد نفسك في موقف حرج عندما تطلب من هذا الشخص بان يتزوج ابنتك.. ...

شكراً اختي صفاء على مواضيعك القيمه التي دائماً تلامس الواقع..

صفاء
11-04-08, 06:33 PM
شكرا لك أخي الكريم عبد الله الموسي


على اطلاعك عليه


وعلى إثرائك له بتعليقك


جزاك الله خير وبارك فيك


تقديري واحترامي