عبدالله الموسي
26-04-08, 07:05 AM
كتاب اليوم
نورة عبدالعزيز الخريجي ([email protected])ضياع هويتنا أعود من حيث انتهيت في الأسبوع الماضي حول ظاهرة انتشار استخدامنا للغة الإنجليزية وتغلغل الثقافات الغربية بيننا وسيادة بعض أطعمتهم على موائدنا بل تفضيل الأطفال والشباب لأطعمة (الهامبورجر) (والهابي ميل) على طعام المنزل، وكما قال لي البعض إنها ضريبة العولمة وإن كانت غزتنا في حياتنا قبل العولمة التي عرفناها حديثاًَ، وأعلم أن هناك الكثير من المواضيع والأحداث التي لابد من الكتابة عنها لكني أعتقد أن الإنسان أو المجتمع عندما تضيع هويته بأن تطغى الثقافات الأخرى على ثقافته فيصبح إنساناً أو مجتمعاً بلا ملامح وعندما يرانا الآخر نتهافت على لغته وملابسه وطعامه وقشور حضارته في مسار حياتنا لاشك أن ذلك سيضعف من احترامه لنا على الأقل في داخل ذاته وتكون نقطة الضعف التي تساعده في إملاء شروطه علينا عند الضرورة وماذا يبقى لنا إن ضاعت هويتنا؟ أصبتُ بذهول وصدمة عند مشاهدتي لأسراب المراهقين في الأسواق التجارية في جدة من الأزياء الغريبة التي يرتدونها ومن قصات الشعر المجنونة أو نكشه أو تطويله بطريقة الغجر وقد زينوه بإكسسوارات كنا نحسبها للإناث وذلك بعد دخولهم بطرق ملتوية للسوق إما بمغافلة الحارس أو الطلب من أسرة تدخل السوق أن يكونوا من ضمنها. والطريف حسبما سمعت هو أن بعض الفتيات يقفن بجانب مدخل الأسواق ليخدمن المراهقين بإدخالهم للسوق مقابل مبلغ من المال! والمؤلم أكثر أن أعمارهم بين 12 - 18، والذي لا يستطيع دخول السوق ينتظر عند الأبواب الخلفية لمعاكسة الخارجات من السوق مع كتابة رقم الجوال إما على اليد أو على الورق لرميه لأي فتاة وليس حال الفتيات بأفضل من ذلك، وعندما تناقش بعض الأمهات عن ذلك يكون رد الأغلبية أنهم يعيشون حياة جيلهم، وكيف تسمحون لهم بالسهر إلى الفجر خارج المنزل؟ هل تعرفن أصحابهم؟ يكون الرد إنه جيل ثائر لا نستطيع أن نقف أمامه! وبكل الصدق إني لم أر ذلك في الأسواق الأوروبية بل حتى هذه التقاليع لا يقوم بها هناك أبناء العوائل المحترمة! للأسف هذا حال معظم الأسر، الأم الأب الأبناء كل منهم يخرج مع أصحابه. ربما نجد بعض العذر لعدم وجود أندية رياضية للجنسين وبعض أماكن الترفيه ترفض دخول الأب أو الابن الشاب مع أسرته لأنها للعوائل دون الأب أو الشباب! لكن هذا لا يشفع للتفكك الأسري وعدم تحمل الأبوين مسؤولية تصحيح مسار الأبناء.
ولقد حضرت العام الماضي في إحدى المدارس الخاصة في جدة حفل تخرج رياض الأطفال وكانت صدمتي منذ الدخول الكلمات الترحيبية في الممرات وعلى المسرح كلها باللغة الإنجليزية، فقرات برنامج الحفل والفيلم الوثائقي عن المدرسة الذي عُرض على الأمهات والجدات المدعوات باللغة الإنجليزية علماً بأن المدرسة محسوبة على المدارس العربية وإن كانت معروفة بين الأمهات باسمها الإنجليزي. وبعض المدارس الخاصة قد أضافت اللغة الفرنسية للتعلم.
وأعتقد أن الأسر الأكثر فراسة لابد أن تفطن أن الأفضل لطفل اليوم ورجل المستقبل تعلم اللغة الصينية فالصين هي القوة العظمى القادمة للمستقبل!
ولا أدري أين بلدية المدينة المنورة أو وزارة التجارة من مبنى السوق في أول شارع الحزام الأخضر وقد كتب الاسم باللغة الإنجليزية دون أي حياء أو احترام لبلد المصطفى صلى الله عليه وسلم بمعنى بعض من كبيرات السن لن يعرفن اسم السوق (Silver Senter)، وقيل سيكون شارع التحلية في جدة مثل شارع الشانزليزيه في باريس وليكن حتى تضيع هويتنا الشرقية؟
وفي جدة أحدث أسواقها (رد سي مول) بعض المحلات التجارية أسماؤها إنجليزية مكتوبة باللغة الإنجليزية وعندما تتجول في السوق والأغاني الغربية الصاخبة تملأ أرجاءه تشعر وكأنك في بلد غربي وفي داخلك صرخة وا إسلاماه وا عروبتاه!
وأختم بخبر نقلتُه من صحيفة الأخبار المصرية بعنوان فرنسا تحمي لغتها في إطار جهود فرنسا للحفاظ على اللغة الفرنسية كلغة عالمية في مواجهة الهيمنة الإنجليزية، أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية عن تدشين موقع جديد على (النت) ليحث الفرنسيين على استخدام كلمات فرنسية خلال استخدامهم (النت) بدلاً من استخدام الكلمات والتعبيرات الإنجليزية
نورة عبدالعزيز الخريجي ([email protected])ضياع هويتنا أعود من حيث انتهيت في الأسبوع الماضي حول ظاهرة انتشار استخدامنا للغة الإنجليزية وتغلغل الثقافات الغربية بيننا وسيادة بعض أطعمتهم على موائدنا بل تفضيل الأطفال والشباب لأطعمة (الهامبورجر) (والهابي ميل) على طعام المنزل، وكما قال لي البعض إنها ضريبة العولمة وإن كانت غزتنا في حياتنا قبل العولمة التي عرفناها حديثاًَ، وأعلم أن هناك الكثير من المواضيع والأحداث التي لابد من الكتابة عنها لكني أعتقد أن الإنسان أو المجتمع عندما تضيع هويته بأن تطغى الثقافات الأخرى على ثقافته فيصبح إنساناً أو مجتمعاً بلا ملامح وعندما يرانا الآخر نتهافت على لغته وملابسه وطعامه وقشور حضارته في مسار حياتنا لاشك أن ذلك سيضعف من احترامه لنا على الأقل في داخل ذاته وتكون نقطة الضعف التي تساعده في إملاء شروطه علينا عند الضرورة وماذا يبقى لنا إن ضاعت هويتنا؟ أصبتُ بذهول وصدمة عند مشاهدتي لأسراب المراهقين في الأسواق التجارية في جدة من الأزياء الغريبة التي يرتدونها ومن قصات الشعر المجنونة أو نكشه أو تطويله بطريقة الغجر وقد زينوه بإكسسوارات كنا نحسبها للإناث وذلك بعد دخولهم بطرق ملتوية للسوق إما بمغافلة الحارس أو الطلب من أسرة تدخل السوق أن يكونوا من ضمنها. والطريف حسبما سمعت هو أن بعض الفتيات يقفن بجانب مدخل الأسواق ليخدمن المراهقين بإدخالهم للسوق مقابل مبلغ من المال! والمؤلم أكثر أن أعمارهم بين 12 - 18، والذي لا يستطيع دخول السوق ينتظر عند الأبواب الخلفية لمعاكسة الخارجات من السوق مع كتابة رقم الجوال إما على اليد أو على الورق لرميه لأي فتاة وليس حال الفتيات بأفضل من ذلك، وعندما تناقش بعض الأمهات عن ذلك يكون رد الأغلبية أنهم يعيشون حياة جيلهم، وكيف تسمحون لهم بالسهر إلى الفجر خارج المنزل؟ هل تعرفن أصحابهم؟ يكون الرد إنه جيل ثائر لا نستطيع أن نقف أمامه! وبكل الصدق إني لم أر ذلك في الأسواق الأوروبية بل حتى هذه التقاليع لا يقوم بها هناك أبناء العوائل المحترمة! للأسف هذا حال معظم الأسر، الأم الأب الأبناء كل منهم يخرج مع أصحابه. ربما نجد بعض العذر لعدم وجود أندية رياضية للجنسين وبعض أماكن الترفيه ترفض دخول الأب أو الابن الشاب مع أسرته لأنها للعوائل دون الأب أو الشباب! لكن هذا لا يشفع للتفكك الأسري وعدم تحمل الأبوين مسؤولية تصحيح مسار الأبناء.
ولقد حضرت العام الماضي في إحدى المدارس الخاصة في جدة حفل تخرج رياض الأطفال وكانت صدمتي منذ الدخول الكلمات الترحيبية في الممرات وعلى المسرح كلها باللغة الإنجليزية، فقرات برنامج الحفل والفيلم الوثائقي عن المدرسة الذي عُرض على الأمهات والجدات المدعوات باللغة الإنجليزية علماً بأن المدرسة محسوبة على المدارس العربية وإن كانت معروفة بين الأمهات باسمها الإنجليزي. وبعض المدارس الخاصة قد أضافت اللغة الفرنسية للتعلم.
وأعتقد أن الأسر الأكثر فراسة لابد أن تفطن أن الأفضل لطفل اليوم ورجل المستقبل تعلم اللغة الصينية فالصين هي القوة العظمى القادمة للمستقبل!
ولا أدري أين بلدية المدينة المنورة أو وزارة التجارة من مبنى السوق في أول شارع الحزام الأخضر وقد كتب الاسم باللغة الإنجليزية دون أي حياء أو احترام لبلد المصطفى صلى الله عليه وسلم بمعنى بعض من كبيرات السن لن يعرفن اسم السوق (Silver Senter)، وقيل سيكون شارع التحلية في جدة مثل شارع الشانزليزيه في باريس وليكن حتى تضيع هويتنا الشرقية؟
وفي جدة أحدث أسواقها (رد سي مول) بعض المحلات التجارية أسماؤها إنجليزية مكتوبة باللغة الإنجليزية وعندما تتجول في السوق والأغاني الغربية الصاخبة تملأ أرجاءه تشعر وكأنك في بلد غربي وفي داخلك صرخة وا إسلاماه وا عروبتاه!
وأختم بخبر نقلتُه من صحيفة الأخبار المصرية بعنوان فرنسا تحمي لغتها في إطار جهود فرنسا للحفاظ على اللغة الفرنسية كلغة عالمية في مواجهة الهيمنة الإنجليزية، أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية عن تدشين موقع جديد على (النت) ليحث الفرنسيين على استخدام كلمات فرنسية خلال استخدامهم (النت) بدلاً من استخدام الكلمات والتعبيرات الإنجليزية