الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

حكومة هنية تلقي بيان النصر من أمام مقرها المدمر في غزة
الثلاثاء24 من محرم1430هـ 20-1-2009م الساعة 12:06 ص مكة المكرمة 09:06 م جرينتش
الصفحة الرئيسة-> حدث الساعه -> غزة في وجه الاحتلال الصهيوني 1/20/2009 12:11:27 AM

مفكرة الإسلام: ألقى الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة "طاهر النونو" بيانًا أكد فيه على انتصار المقاومة وانتصار إرادة الشعب الفلسطيني في التصدي للعدوان الصهيوني الذي استمر 23 يومًا، مخلفًا أكثر من 1300 شهيد، ونحو 5500 جريح.
وانتهى العدوان الصهيوني بعد ما أعلن قادة الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء السبت، وقفًا لإطلاق النار في قطاع غزة، من جانب واحد؛ وهو ما أكد المراقبون والمحللون أنه يكشف عن الفشل الذريع الذي مني به العدوان على غزة خاصةً في ظل إخفاقه في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها في بداية العدوان.
ومن جانبها، أعلنت فصائل المقاومة، يوم أمس الأحد، وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، وأملهت الجيش الصهيوني أسبوعًا واحدًا للخروج الكامل من قطاع غزة.
نص البيان:
وفيما يلي نص البيان الذي ألقاه الناطق باسم الحكومة في غزة أمام مجمع الوزارات المدمر في غزة:
"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
يا جماهير شعبنا الفلسطيني ..
أمتنا العربية والإسلامية ..
على مدى 23 يومًا متتالية خاض شعبنا الفلسطيني ملحمة بطولية أسطورية في مواجهة آلة الحرب الصهيونية التي اقترفت المجازر الإرهابية بدءا من هدم مئات المنازل على رؤوس ساكنيها وقتل الأطفال والنساء وهدم المساجد والمقار الأمنية والشرطية والوزارات والمؤسسات الخيرية والمدنية، واغتيال القادة وقطع الكهرباء والمياه عن المواطنين وقصف وقتل الإعلاميين ورجال الإسعاف والدفاع المدني واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا وإبادة عائلات بأكملها وحتى المؤسسات الدولية لم تسلم من هذا العدوان الإرهابي فقصفت مؤسسات وكالة الغوث ومدارسها التي لجأ إليها المشردون من القصف والتدمير.
23 يومًا ومقاتلات الاحتلال لم تفارق سماء القطاع وهي تلقي حممها وقنابلها وتنشر الموت والدمار في كل مكان فبرعت في التدمير وقتل الأطفال والنساء والمواطنين العزل في بيوتهم ونجحوا في قتل كل شيء إلا إرادة شعبنا وتصميمه وإصراره على التمسك بحقوقه وثوابته الوطنية ورفضه تقديم أي شكل من أشكال التنازل للاحتلال.
23 يومًا تعرض فيها شعبنا لهذا الكم الهائل من القصف والعدوان تحول فيها القطاع بأكمله إلى ساحة معركة، كما تعرض فيها شعبنا إلى حملة إعلامية مبرمجة من التحريض شنتها آلة إعلام العدو كما ساهم فيها عدد من المسئولين الفلسطينيين والعرب يحملون المقاومة مسؤولية هذه الحرب المجنونة ويبرؤون الاحتلال من هذه الجريمة بل سعى بعض الفلسطينيين إلى أن يحقق الاحتلال عبر الجهود السياسية ما عجز عن تحقيقه بالحرب والعدوان والإرهاب، وآثرنا أثناء المعركة أن لا نفتح معارك جانبية ولكن اليوم لن نصمت على هذا الدور المشبوه والذي يؤكد التورط في التآمر على شعبنا وخاصة ما خرج أخيرًا من رفض لإعادة إعمار القطاع بحجة ما يسمى تكريس الانقسام.
وقلنا ومنذ اليوم الأول للعدوان إن الاحتلال لن يحقق أهدافه وإن الكلمة الأخيرة ستكون لشعبنا فها هو العدو الصهيوني قرر ومن جانب واحد وقف إطلاق النار بعدما عجز عن تحقيق أي من أهدافه التي تغنى بها أولمرت وليفني وباراك فقالوا لن تنتهي الحرب إلا بعد تغيير الواقع هناك ولن يستمر حكم حماس وقالوا سنقضي على المقاومة وسنوقف إطلاق الصواريخ وسنفرض التغيير بالقوة وبعد 23 يومًا الحكومة باقية صامدة تمارس دورها بكفاءة عالية.
الوزراء ومنذ اليوم الأول يمارسون مهامهم، والمقاومة صمدت وقامت بالدفاع عن شعبها على أكمل وجه واستمرت الصواريخ وما عجزوا عن تحقيقه بالعدوان والإرهاب لم ولن يحققوه عبر الجهود السياسية ولن نتخلى عن أي من حقوق شعبنا أو ثوابته الوطنية ولن نقايض الحقوق بالطعام والغذاء فبوصلتنا تجاه القدس وتحرير أرضنا الفلسطينية وإعادة اللاجئين.
واليوم وبعدما حقق شعبنا هذا الصمود الأسطوري والانتصار التاريخي نؤكد على جملة من المواقف:
أولا:- وقبل كل شيء ننعى الشهداء الأبرار الذين ارتقوا إلى العلا طوال أيام المواجهة، ونخص بالذكر الأستاذ سعيد صيام وزير الداخلية والعالم الدكتور نزار ريان والفريق توفيق جبر، والعقيد إسماعيل الجعبري، والمئات من الأبطال الذين انتصروا بدمائهم على الحرب والعدوان والإرهاب.
ثانيا: نؤكد أن الاحتلال عجز عن تركيع شعبنا أو تحقيق أهدافه من العملية فكل ما حصده هو أرواح الشهداء ومنازل الأبرياء أما إرادتنا ومواقفنا فلم تتغير عما كانت عليه قبل العدوان.
ثالثا: لقد حقق شعبنا انتصارا تاريخيا على هذه الحرب الأكبر والأضخم فرغم بشاعة وقسوة العدوان وضخامته إلا أن الصمود الأسطوري الذي حققه الشعب بكل قواه وفصائله هو الذي حقق النصر وتكاتف المواطنين وتقاسمهم لقمة الخبر وشربة الماء والأبنية هو الذي شكل الدافع للقيادة أن تقف موقف القوي لتواجه المحاولة الإسرائيلية تحقيق انتصار سياسي حتى فشلت تلك المحاولات أيضا وتحطمت على صخرة الصمود الفلسطيني.
رابعا: أكدت الأيام الماضية رغم قسوتها أن خيار المقاومة متجذر في شعبنا، ولن تستطيع أي قوة مهما كانت أن تقضي على هذا البرنامج الذي أصبح اللاعب الأساس الآن وتجاوزه أصبح ضربا من الجنون وحلما غير قابل للتطبيق فمن هنا مفتاح الأمن والاستقرار أو المواجهة في المنطقة.
خامسا: نجدد الدعوة الصادقة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية لشعبنا الفلسطيني فكل الرهانات على تغيير الواقع عبر الحصار والفوضى الأمنية والحرب قد انهارت، والبوابة الوحيدة للوحدة الحقيقية هي طاولة الحوار مما يتطلب تهيئة الأجواء المناسبة لانطلاقه في أجواء صحية.
سادسا: لقد أثبتت الأيام الماضية عجز المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية وخاصة مجلس الأمن في تحقيق العدالة ولجم العدوان على شعبنا وان الهيمنة الأمريكية بانحيازها الواضح للاحتلال هي المسيطر على مجلس الأمن مما يتطلب إعادة صياغة لهذه المؤسسات الدولية على قاعدة المساواة بين الشعوب وإنهاء الهيمنة الأمريكية على المؤسسات الدولية.
سابعا: نقدر عاليا الجهد الشعبي العربي الذي كان الرديف الحقيقي لصمود شعبنا ومقاومته على الأرض غير أن أيام المواجهة أظهرت خللا في البنية الرسمية العربية التي لم تستطع إيجاد الآليات المناسبة لوقف فوري العدوان واكتفت بنقل القضية لمجلس الأمن المسيطر عليه أمريكيًا، غير أننا نقدر عاليا بعض الجهود المميزة التي بذلت وخاصة قمة الدوحة قمة غزة ودور "دول الممانعة" إضافة إلى الدور التركي المميز خلال هذه الحرب.
ثامنا: نحيي كل وسائل الإعلام التي تفانت في نقل بشاعة العدوان وإرهابه إلى العالم والصحافيين العظماء الذين كانوا نعم الجنود في هذه المعركة ....
تاسعا: نحيي أفراد وضباط وقادة الأجهزة الأمنية الذين تفانوا في حفظ الأمن رغم قصف مقارهم واستهدافهم من قبل العدو، كما نحيي الطواقم الطبية والدفاع المدني الذين قدموا الشهداء والجرحى وضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذ حياة المواطنين، ونخص بالذكر أيضا الأطباء الذين وصلوا إلى القطاع للمساهمة في إنقاذ حياة الجرحى والمصابين.
عاشرًا: ندعو الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف إلى جانب شعبنا في هذه المرحلة الدقيقة وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
حادي عشر: نشدد على ضرورة محاكمة قادة الحرب المجرمين الصهاينة وستقوم الحكومة بمتابعة هذا الملف لضمان تقديم من ارتكبوا جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية لمحاكمات دولية أسوة بالمجرمين.
انتهى.