الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

http://www12.0zz0.com/2009/06/23/13/508167294.jpg

تنهدت أنفاس الفجر
تعلن موت الدقائق الساذجة في عمر الأرواح

تناجي خيام المرافئ الساقطة عن قمم الجبال الداكنة المنسية

وكأنني رجل من شرق آخر
وغربة أخرى غير التي عنها يحكون

وكأنها بقايا روح تعلّقت كالقناديل
في سماء حريتي المتآكلة بخشوع

سقطت أبراجنا .. تمازجت أرواحنا .. نامت أكف الشقاء هروباً

عانقت الشجن في موت أنّاتي .. سحقت هامة الكون تمردت على البقاء

وأنا ما بين نوم وبين استفاقة أعتصُر آخر جرعة من ليلي ..

وأقبل النهار على روحينا إعصاراً دمر أخيلة الواقع المر

وانتظرتُ الموت بين جفنيها في لحظات غفت على كفنا الكلمات

سكنتْ إليها ضمائر النوم
الراحل عن أفراحنا إلى ظل السنديان

وانشقت سماء الفجر
وانتبهتُ إلى شيء ينساب كالعمر الحزين في بقايا النخاع
وتغلغلتْ صراعات الحنين إلى عمق مأساتي
تعلن الانتحار

سقط القناع
ماتت في أضلعي فرحة عمر

سقط القناع
وانفطر القلب معلناً حرب البقاء المهزومة

وأنا بلا سلاح
وأصابعي ترتجف أكلها صقيع الحقائق

والضمير مات
او في طيات القلوب استراح وغاب

والغاب اشتعل نيراناً
لا يطفئ امتدادها ثلوج ولا بحار

وانسابت الكلمات
نهر اشتياق لاعتزال الحياة والرحلات

سفر بعيد المسافة... وانشقاق عن الذات .. وافتعال المساء

وموت آخر
يعانقني على امتداد شجيرات الروح البنفسجية

وعبق النرجس
في اضلعي الممزقة يناديكي بهدوء الصمت

وصراخي يتقطع
حاملاً بعض استيلائي على جزيرة القمح

مددت إليك يدي

يا قمري
و كم ذابت على أرجاء وطنكي الهموم
يا أرضي وسمائي وبعض حبات الندى الطري

يا كل الأيام
في ظل وجع الأحرف المنحنية
ويا أيام الغضب المحروقة على كف الشقاء

وجع
ينتاب السماء فتبكيكي وينتاب الطيور فتهاجر

وجع
يحلق بي في أعالي قلبك الشامخ كالنسور
ويعلّق لدمعي وسام الموانئ الذائبة مع الرمال

سقطت
عند أول أدمعكي مملكتي التي لكي شيدتها الطيور

أراكي
في الأفق البعيد تكتحل بكي أعيني وأشتاق للحريق
وللأقمار الغافية عى ضفاف نظراتكي العذبة

سئمت التعب .. ملّني الوجع .. هجرني فراشي

نمت طويلاً
بين أعينكي العميقة عمق جرحي الوردي

وغفوت
على جنح الظلام في ليلكي العسجدي

دارت
بي الأوطان باحثة لاهئة عن أرض السلام
وعند ابتداء السماء عند آخر قطرة من عمرك الغض
تلاشت ابتسامات الأطفال وزغاريد الأمهات

يا غور الوجع يا مهجة النور المتأصل في جذوركي
كفاني نحيباً .. كفاني وجع .. قومي من سباتك الشتوي
كفاكي ارتجالاً للموت وكفاني غناء للأحزان

تعالي لنرحل
إلى حيث يقف الزمان عاجزاً
فلا حراك ولا تيه يمزقنا

تعالي واغلقي
نوافذ الهبوب الغربي التي أثقلت أنفاسي

لن أستجديكي
ولن أتوقف عن النداء الساكت
لكنني سأقف على تلك التلال وأصرخ فيكي
فلا تعتذري لقلبي عن قسوة الرحيل ولا تبكي

http://www6.0zz0.com/2009/06/23/13/686158225.jpg

كنا هنا هي آخر محطة لنكتم كل أنفاسنا