|
حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
رحيل بلا سفر
الموت يفر مني وتلفظني الحياه ... انني معلق بين موت وحياه .. وما بينهما الم كم تمنيت ان اكون حجرا ينؤ بجموده عن مصائب الدهر أأأأه ليتني حجر لايؤلمني السقوط. لم اكن ابدا كأقراني .. ذقت مراره الحياه كلها من سجن ومرض وفقد . جسدي متعب وروحي منهكه احاول عابثا ان احيا ولكن الحياه تعيدني الي هامشها . لزمره السعداء احب ان انظر .. ولطابور البؤساء يجرفني القدر ان التقاء روحي مع جسدي هو سبب شقائي .. اريد ان اخلع هذا الجسد المنهك اريد ان اهرب من سجن اللحظات وقسوه الايام ونبش الذاكره اريد ان اخلع هذا الجسد وارمي به على ضفاف احد المحيطات . الاهداء ((1)) الي التي جنتي تحدت اقدامها الي اعظم ام ((2)) الي من جائت عابره فأحييت احرفي .. اليك يا اطهر نساء الكون اليك ازف المي .. وفي حجرك انثر احزاني ((3)) الي دموع الاسكندريه اليك ايها البحر ..... قبل البدء حصاه شوق تقذف بائع الذكريات من بعيد مازلت ارى تقاسيم وجه الحجه بوضوح .. تتناهى الي صرحات بسمله .. اشم رائحه الخبز الصاعد من الفرن الصغير |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
حفنه تراب الحفنه الاولى حفنه تراب نقصت فاتيت لاشغل حيز من هذا الكون .. لم اكن شي سوى تراب .. الحياة ليست بنسبه لي سوى معمل مررت به لاعود الي مادتي الاصليه ... لم اشتغل بجزئياتها .. بأحداثها .. بأيامها .. فهي ستمضي لم اجد منها سوى كتاب يعينني على انقضائها ... سوى ماضي تليد اعيشه ... رئيتها كذبه لم اشأ ان اصدقها .. ولدت في احد احياء جده القديمه ... وكأنني ولدت لابحث عن الوطن .. مبرووك ولد شاع الخبر انهالت التهاني ... مولود صغير تتناقله الايدي .. ماذا ستسمونه .. تجيب امي منصور ويأتي الخبر في مظروف اذا كان المولود ولدا اسموه سلطان الرساله اتت من الشمال تحمل امضاء ابي واخير تقرر ان لااكون منصور .. نعم تقرر ذلك منذ بدايه حياتي .. سلطان اسم جميل الله يخليه لكم . تمضي الايام ويأتي موعد رحله العوده الي الوطن .. الي الشمال يعود الطفل وتكون اول رحله هي رحله العوده .. ... الوطن يحتفي ... في تمام الثانيه بعد منتصف الليل تنتهي رحله العود وتصل الحافله الي الوطن .. السكون يخيم على قريتي النائمه على ضفاف البحر والتي تلتحف الليل العربي الدافئ توقف السياره ونسيم عليل يجبران امي على الاستيقاض .. تحملني بين ذراعيها وتضمني وتحمد الله على سلامه الوصول ... ندخل الي البيت وهو بيت بسيط مبني من الخشب كما هي جميع بيوت القريه .. اخذت امي تجهز مكان للوافد الجديد .. الذي يختلف عن اخوته في انه انه سلك طريق العوده دون ذهاب .. يأتي الصباح وتأتي الجارات مهنئات بسلامه الوصول ومباركات بالمولود الجديد ... كان الامر بالنسبه لاخوتي مختلفا فمنهم من حمل لي العداء بداعي الغيره ومنهم من احبني ومنهم من كان بين هذا وذاك ... ها وقد اتى الطفل الي الوطن ماذا يعني ان اتى !! ! طفوله طفل مل الصمت مل الجمود مل كل الوجوه التي لايعرفها وان رآها مرارا وتكرارا .. ضحكات تعقبها صرخات !! واحداث تدور يكبر الطفل ويلتحق بمدرسه عمر بن عبدالعزيز .. بعد اول يوم دراسه بدى يدرك ان الحياه ليس لعب ولهو بل تتطلب اشياء اخرى ولكن هل كان يدرك متطلباتها ؟ افتقد الطفل سلطان جدته التي كان يأتيها كل صباح ليشرب عندها الحليب .. كان تدلـلـة كثيرا فأحبها .. الا انه لم يعد يجدها فيسأل عنها وتأتيه اجابات غير مقنه ولكنه اقتنع انه لن يجدها ابداً .. الجده تختفي اولا يبدوا ان الاختفاء ايضا من متطلبات الحياه ... الغيت بيت الجد من مسارتي اليوميه المحدده .. بل الغيت الجده وافتقدت لحنانها وعطفها ( رحمك الله يا جدتي) اتممت المرحله الابتدائيه .. وبدأت اجازه نهايه العام الدراسي .. كنت في الثانيه عشر من عمري .. طفل نحيل صاحب بشره قمحيه وعينان غائرتان .. وملامحه بائسه .. اتسع نطاق حياتي ليكون حاجزه اطراف القريه .. بعد ان كان فناء المنزل قبل اثنى عشر عاما ... حتى في هذه السن لم اكن اقدم على الحياه .. كنت اشعر ان هناك مايعيقني ... ربما لاني لم اعرف كيف اقترب من الاخر فدائما ما اضع قيود .. احبس مشاعري .. لا اريد االاقتران حتى من نفسي التي كرهتها كثيرا ... هل هو الخوف من الفقد !!! كانت الساعه تشير للسابعه مساء عندما دخلنا الي داخل الغرفه انا واخوتي بصحبة امي فقد حان موعد ا***ق الابواب والنوم .. اشعه الفانوس المتأرجح تدخل طمئنينه ودفء لروحي .. وحكايات امي تجعلني انصت بأهتمام فكانت تحدثنا عن نكسة 67 وكيف كانوا ينامو على اصوات القنابل .. وكيف كانت حاله الذعر والهلع التي سببتها الحرب لهم .. ثم تنتقل للحديث عن نصر اكتوبر ربما هذه الاحاديث التي تحمل بساطه امرأه شماليه زرعت في نفسي شئ اسمه القوميه العربيه ... ... عبدالناصر الزعيم العربي ... ولدت بعد وفاة هذا الزعيم العربي ب 8 سنوات ... كنت اسمع الرجال والنساء يتحدثون عن هذا القائد بأعجاب ... فقد كان عبدالناصر بالنسبه لاهل الشمال بطل قومي كيف لا وهم وقفوا على انتصاراته من تأميم قناه السويس ومعاركه المشرفه في حرب الاستنزاف والوعد الذي وعد به العرب بأستعاده الارض العربيه .. وكان بالنسبه لي شخصيه لعبت دور كبير في حياتي نعم فقد علمي الثوره على كل شي .. علمني كيف يكون النظال في سبيل الحريه ... لقد اصبحت ناصري حتى النخاع ....... ..مابعد الطفوله اغتراب .. شاب في العشرين من عمره يحمل حقائبه يسلك طريق الغربه ... متجها للعاصمه الرياض ... لقد تم قبولي في معهد الجوازات .. ودعت الاهل .. وتوجهت لمطار تبوك الاقليمي ... صعدت الطائره .. لاحلق بعيداً عن الوطن .. عن قريتي واهلي لادرك معنى الغربه ... ماهي الا لحظات وتهبط الطائره في مطار الملك خالد الدولي .. ازدحام في صاله المطر .. مودع ومستقبل .. ذاهب .. وعائد .. امشي ببطئ انظر خلفي اتوسل طريقا للعوده .. ابحث عن طريق رسمته منذ قرون االا اني اجد نفسي خارج صاله المطار ابحث عن سياره اجره .. لوسمحت البطحا .. استقليت السياره وانطلقت الي وسط العاصمه ... ماهي الا دقائق واصل .. اخذت اتسكع في شوارع الرياض باحثا عن مأوى .. وبعد عناء وجدت غرفه في احد ازقه شارع الدركتر تفي بالغرض كانت الساعه تشير للثامنه مساء عندما صعدت لغرفتي ... شعرت بالوحده .. انها اول ليله خارج فضاء قريتي .. حاولت النسيان .. النوم .. الا ان منظر وداعي لاهلي على عتبه الدار امي تلوح بيدها .. وطفل يمسك بثوبها يرنوا الي ...... استندت الي الحائط .. واستحضرت التفاصيل.. نسيم البحر .. رائحه خبز امي .. همسات اصدقائي .. صوت اخي .. بيتنا الصغير .. ملعب الكره .. اضبر بيدي الارض وارفع بصري الي السماء رحماك ياررب ... اقف واخرج الي الشارع تخنقني العبره .. اسير لااعرف الي اين اتجه اقلب الوجوه على اجد وجها يحمل ملامح وطني .. شوارع مزدحمه ومحلات تجاريه ممتده على جانبي الطريق .. .. يتهادي الي اذني صوت عبدالحليم حافظ اني اغرق .. اغرق .. اني اتنفس تحت الماء . كيف ستمضى هذه الليه .. لاصديق .. ولا قريب .. ولا حبيبي .. يبدوا ان الغربه باتت قدري .. ولكنها تؤلمني .. تحرك مشاعراً لم اعتد عليها .. تشعرني بالضعف هل هي اولي خطوات الشقاء .. كل شي كان يوحي على الشقاء .. كل شي كان يمهد لحياه با ئسه .. فمنذ مقدم الطفل احتظنته الغربه .. وحكم الاب عليه ان لايكون منصورا .. وحتى ان تكون شخصيته .. الانطوائيه الحزينه .. الي ان وصل الي الغربه .. تمض الدقائق وكأنها قرون .. وليل العاصمه يلتف على رقبتي ... وتحكم علي الرياض بالموت ... |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
وقفت هاهنا ما يقارب النصف ساعه
اعدت القراءة 4 مرات شكرا لك الزيزفون |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
سجلت دخولي لأجلك والله
حجز وبعزة الرحمن لي عودة وربما بعد عدة قراءات !! بلغ قلبك (سلامي) :) |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
نصٌ موجع
بهي دافئ بين طياته نسيم اشتياق نص جذاب ...جذاب جداً .... لي عودة تليق بتلك الجاذبية |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
ندى الصبح ... حضورك فرح
اتى ليزيح السواد عن مطفأة ذاكرتي اختاه نصف ساعه قضيتها هنا تعني لي الكثير فلك نصف قرن من الشكر |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
الوليد الشمالي
ان تأتي لتقرأني .. وتكابد عناء هذا الدخان المتصاعد من احرفي هذا فخر لي يغنيني ويكفيني سأنام على ارصفه الادب والتحف العراء وانتظرك |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
عطر .. يفوح فأبتل بالمطر
وانا الصحراء القاحله .. فلك ان تنظري كيف للصحراء ان تشكر المطر |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
الأديب الراقي و ابن العم الغالي الزيزفون
شهادتي فيك مجروحة و لكن ما يشفع لي هنا هو هذا الكم الهائل من الصدق و الشفافية فيما طرحت من سحر . و يشفع لي عمق القراءة للذات و التي جعلتني اتخيل انك تنظر لداخلك من خلال المرآة . و اذهلني هذا الكم الهائل من التصالح مع الذات بعيوبها و ميزاتها . ما اجمل ان نقرأ انفسنا و نستوعب ذواتنا . سيدي انت مبدع بالفطرة و مبدع بالاطلاع و المعرفة و مبدع بتنمية الذات و بشفافية الطرح و روعة الحبكة التي جعلتنا نقرأ حد الثمالة و أمل يحدونا الا تنتهي الاسطر لكي لا تنتهي نشوة الفكر . مترف أنت سيدي حد الابهار |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
عندما تقرأ تلك السطور تنزل مجبراً لتتمة النص
وعندما تصل لآخر حرف تصعد مرة أخرى للقراءة من جديد ! الأديب / الزيزفون مبدع بحق |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
أخــي( الزيزفون)
نصك بقمة الروعة ملئ الأركان من روعته قلمك باذخ الحرف ..هكذا أريد ان أعهد قلمك الذهبي دمت ودام قلمك ينبض بكل ما هو جميـــل,, إستمر فما زلتُ بإنتضار الجديد ودي وشــذى الــورد تقبل مروري المتواضــع أميــرَة بمملكة الصمــت |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
عدت احمل احرفا تليق ببذخ احرفك
الزيزفون/حفنة تراب من ذهب أعود لبداية ما أبدعت.. أقرأها مرة ومرات أخرى أتأمل أحرفك لعلها من أبجدية أخرى .. عندما أقرأ لك وأصل إلى نهاية ما كتبت أتساءل!! ماسر تلك الجاذبية بين الأحرف؟ هل هو من يبحث عن الكلمات فَيسطرها ؟ أم الكلمات تبحث عنه لِتُسطر لهـ ؟ فأرى طيفك من خلال سطورك ليجيب على أسئلتي بــ/أصمتي فبين أصابعي قلم راقي ...يتغنى فاستمعي واستمتعي أديبنا... الحروف التي تتوالد من اوجاع تكون مؤلمة.. والكلمات التي تتناثر من اسى تكون موجعة.. وهنا كان لبعض الوجع وجود..غير ان احساسك طاغٍ على كل احرفكِ.. ستحيا على طول الايام متحف الجميع يستلذ منه ... وجدت هنا الزيزفون بــ/ كله ~ عطــر~ |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
الاخ الفاضل الاتي الاخير
ان الانسان اذا شارف على النهايات يقرأ ذاته وبل ربما يكتبها .. ولكن لماذا ننسى ذواتنا ولا نذكرها الا اذا قاربنا على فقدانها اني احاول عابثا ان اصرخ كي تلتفت نحوي نهارات فائته ... وليالي غائبه فأذا بيوم ابيض نقي يزف خبر قدومك الي .. اتيت قب ان ينخر السوس عكاز الانتظارفشكرا لك |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
شقائق النعمان
كل صباح تتنظر مواني الحرف .. قدوم سفينه حضورك فهي محمله بنفائس الاداب واليوم انا احتفل ان رست سفينه حضورك هنا .. حيث ميناء ذاكرتي |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
الفاضله اميره بمملكه الصمت
اسير محفوفا بالليل .. يترائى ي صحك من بعيد فأهلا بك .. |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
عطر ..
خسئ صرير قلمي ان يقول لك اصمتي . بل انا وهو سنقف صامتين في حضرتك .. في حضرتك تتفتح الازهار .. ويخضر العشب في حضرتك يستريح اتعب فشكرا |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
استاذي
ربما لم تكن منصورا بالاسم ولاكن سلطان بالقلم ومنصورا على ذاتك ربما عايشت الغربه عن الوطن والاهل والمسكن وكادت ان تقتلك وحدة المكان لاكنك تعيش انت وروعة الابجديه تحت سقف واحد وربما تضيع الحروف وتفقد الكلمات وتبقى النت سلطان الحرف وناصر الكلمه عذرا على الاطاله وتقبل نسمات عطر حروفي ................تبقى الكلمه |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
دمت بود ياغالي
|
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
هنا قرات ماأخذني بعيدا ... بالفكر والثقافة والمعنى ....
حفنة تراب هنا السهل الممتنع والابجدية الراقية بكل ماتحمله من جمال وابداع ... الاديب الراقي / الزيزفون شكرااااااا اخي لاتحافنا بقطفات نثرية قمة في الروعة ... سلمت يداك وبارك الله فيك دمت برقي |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
تبقى الكلمه
حضورك كروعه الفجر ... وجمال البحر اسعدتني محاكاتك .. وابهجني مقدمك كوني بخير |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
معاند بحر
اهلا وسهلا ... سعيد بك |
رد: حفنه تراب .. مذكرات الجزء الاول
عندما تتراقص اوراق البنفسج ... بفتنه ذهبيه
اعلم ان سيده المنتديات العربيه هنا .. شكرا لحضورك اختي الفاضله مسلمه |
| الساعة الآن 10:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL