![]() |
دعوة للتدبر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
من عنوان الموضوع هي دعوة للتدبر والتفكر ، لتدبر آية من القرآن الكريم ، أو حديث من السنة النبوية ، أو أثر عن الصحابة الكرام والسلف الصالح ، أو أي آية كونية أو أرضية نستحضر فيها عظمة الخالق سبحانه وتعالى ، فالتدبر والتفكر في آيات الله يعظم الايمان ويزيده ثباتاً ويقيناً وهي من أعظم العبادات وقد تكررت مرات عديدة في القرآن الكريم ( أفلا تعقلون ، أفلا تذكرون ، أفلا تتفكرون ) . قال تعالى الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. [آل عمران:191]. وقال (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) [الأنعام: 75] وقال قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (يونس:101] وقال " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " (الروم:22] وغيرها من الآيات التي تحث على التفكر والتدبر في آلاء الله وسوف نبدأ معاً في مع هذه الآية العظيمة من سورة البقرة الآية 186 حيث يقول سبحانه ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) . دعونا نتدبر هذه الآية قليلاً ولنسمع هذا النداء العظيم مِن مَن ؟ من هذا الذي ينادينا ويدعونا له ؟ أهو من البشر أم من رب البشر ؟ من ملك أم من ملك الملوك ؟ الله بعظمته وجلاله وكبريائه وجبروته وغناه عنّا يدعوا عباده، من كانت له مسألة ، من كانت له حاجة ، من قصمت ظهره ذنوبه ، من ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، فليسألني ويتوجه إلي بقلب خاشع وعين دامعة ونفس منكسرة ، في سجوده وقيامه ، قاعداً وقائما ، وفي كل زمان ومكان ، فما خاب من استجار بي ، وما خاب من سألني ، فرحمتي وسعت كل شيء ، وخزائني ملئى لاينقصها شيء . أفلا نلبي النداء ؟!! نتمنى من الاخوة والاخوات مشاركتنا هذا الموضوع وإثراءه بتعقيب أو تعليق أو تصحيح أو تدبر جديد فبمروركم وتعليقكم نحيي الموضوع ، ولنخلص النية حتى يعظم الأجر . وتقبلوا تحياتي |
رد: دعوة للتدبر
لاأله الاالله محمد رسول الله
وفقك الله أخي أبوعواد دائما ألى مايحب ويرضى وجزاك الله خير وتقبل منك صالح الأعمال تحياتي وأحترامي |
رد: دعوة للتدبر
بارك الله فيك اخي ابو عواد وجعلنا الله واياك من الذاكرين
ومشاركتي في موضوعك المبارك هذا هي :-- -الحمد لله وحده والصلاة والسلان على خير رسله وعلى اله وصحبه وسلم . قال تعالى (... ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها..).. القول في تأويل قوله تعالى : ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ( 49 ) ) يقول عز ذكره : ووضع الله يومئذ كتاب أعمال عباده في أيديهم ، فأخذ واحد بيمينه وأخذ واحد بشماله ( فترى المجرمين مشفقين مما فيه ) يقول عز ذكره : فترى المجرمين المشركين بالله مشفقين ، يقول : خائفين وجلين مما فيه مكتوب من أعمالهم السيئة التي عملوها في الدنيا أن يؤاخذوا بها ( ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) يعني أنهم يقولون إذا قرءوا كتابهم ، ورأوا ما قد كتب عليهم فيه من صغائر ذنوبهم وكبائرها ، نادوا بالويل حين أيقنوا بعذاب الله ، وضجوا مما قد عرفوا من أفعالهم الخبيثة التي قد أحصاها كتابهم ، ولم يقدروا أن ينكروا صحتها . كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء ، ولم يشتك أحد ظلما ، فإياكم والمحقرات من الذنوب ، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه ، ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب لها مثلا يقول كمثل قوم انطلقوا يسيرون حتى نزلوا بفلاة من الأرض ، وحضر صنيع القوم ، فانطلق كل رجل يحتطب ، فجعل الرجل يجيء بالعود ، ويجيء الآخر بالعود ، حتى جمعوا سوادا كثيرا وأججوا نارا ، فإن الذنب الصغير ، يجتمع على صاحبه حتى يهلكه ، وقيل : إنه عنى بالصغيرة في هذا الموضوع الضحك . ذكر من قال ذلك : حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا محمد بن موسى ، عن الزيال بن عمرو ، عن ابن عباس ( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ) قال : الضحك . حدثنا أحمد بن حازم ، قال : ثنا أبي ، قال : حدثتني أمي حمادة ابنة محمد ، قالت : سمعت أبي محمد بن عبد الرحمن يقول في هذه الآية في قول [ ص: 39 ] الله عز وجل : ( مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) قال : الصغيرة : الضحك . ويعني بقوله : ( مال هذا الكتاب ) : ما شأن هذا الكتاب ( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ) يقول : لا يبقي صغيرة من ذنوبنا وأعمالنا ولا كبيرة منها ( إلا أحصاها ) يقول : إلا حفظها ( ووجدوا ما عملوا ) في الدنيا من عمل ( حاضرا ) في كتابهم ذلك مكتوبا مثبتا ، فجوزوا بالسيئة مثلها ، والحسنة ما الله جازيهم بها ( ولا يظلم ربك أحدا ) يقول : ولا يجازي ربك أحدا يا محمد بغير ما هو أهله ، لا يجازي بالإحسان إلا أهل الإحسان ، ولا بالسيئة إلا أهل السيئة ، وذلك هو العدل . |
رد: دعوة للتدبر
اقتباس:
وجزاك الله خير على مرورك وتعليقك ................................... كلك نظر جزاك الله خير على تعقيبك وتفاعلك ومشاركتك القيمة |
رد: دعوة للتدبر
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) .
هذا الحديث من أرجى الأحاديث في السنة، ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده، وهو يدل على عظم شأن التوحيد، والأجر الذي أعده الله للموحدين، كما أن فيه الحث والترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى. لقد جاء الحديث ، ليزفّ إلى الناس البشرى ، فرحمة الله واسعة ، وفضله عظيم ، لا يقف عند حدّ ، ولا يحصيه عدّ ، فغدا هذا الحديث إبهاجا للتائبين ، وأملاً للمذنبين ، وفرصة لمن أسرف على نفسه بالمعصية ، أو فرّط فيما مضى من حياته ، ولعلك – أيها القاريء الكريم – تدرك بذلك سر المكانة التي حازها هذا الحديث دون غيره ، حتى إن كثيرا من العلماء ليرون أنه أرجى حديث في السنة كلها . ما أعظمك يالله |
رد: دعوة للتدبر
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ "
الحمد لله التواب الرحيم ، الغفور الودود ، ذي العرش المجيد ، ذي النعمة والفضل ، المتقرب إلى عباده بالعطايا والخيرات ، والمبتعدون عنه بالمعاصي والمنكرات . ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، والصلاة والسلام على سيد الكائنات وإمام البرية إلى الخيرات ، سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد ، طب القلوب وشفائها ، وعافية الأبدان ودوائها ، وعلى آله وصحابته الكرام . أما بعد ،،، فإن الكثير من الناس يتساءلون مستغربين ، عن بعض الذين أسرفوا على أنفسهم في الملذات ، وقضوا أعمارهم في ارتكاب المعاصي والمحرمات ، ولم يعملوا شيئا من الحسنات ، أنى يغفر الله لهم ؟ . نقول لهؤلاء جميعا ، رويدكم أيها الأخوة الكرام ، واستمعوا إلى هذا النداء الرباني "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " واستمعوا إلى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يحدثنا عن أحد محترفي القتل من المجرمين ، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟! فقال: لا ، فقتله فكمل مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟! فقال: نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلي أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله - تعالي- فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلي أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلي الله تعالي، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم- أي حكما - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلي أيتها كان أدني فهو له، فقاسوا فوجدوه أدني إلي الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة " متفق عليه . |
رد: دعوة للتدبر
مشاركتي عن آيتين عظيمتين من سورة التين :
( ثم رددناه أسفل سافلين ) حيث تصبح البهائم أرفع وأقوم ، لاستقامتها على فطرتها ، وإلهامها تسبيح ربها ، وأداء وظيفتها في الأرض على هدى . بينما هو المخلوق في أحسن تقويم ، يجحد ربه ، ويرتكس مع هواه ، إاى درك لا تملك البهيمة أن ترتكس إليه . ( إلا الذين آمنوا وعملو الصالحات ) ... فهؤلاء هم الذين يبقون على سواء الفطرة ، ويكملونها بالايمان والعمل الصالح ، ويرتقون بها إلى الكمال المقدر لها ،حتى ينتهوا بها إلى حياة الكمال في دار الكمال . ( فلهم أجر غير ممنون ) دائم غير مقطوع . فأما الذين يرتسكون بفطرتهم إلى أسفل سافلين ، فيظلون ينحدرون بها في المنحدر ، حتى تستقر في الدرك الأسفل . هناك في جهنم ، حيث تهدر آدميتهم ، ويتمحضون للسفول ! وهو الحاصل سبحان الله تجد رجال أعمارهم كبيره ولم يصل الى مرحلة التخريف تجده بكامل قواه فهذا دليل على انه من الصالحين لان الله قال ثم رددناه اسفل سافلين يعني يرجع كأنه صغير اذا وصل الى عمر كبير وأستثنى الله الذين آمنو وعملو الصالحات .... فجزاك الله كل خير اخوي ابو عواد وجمعني واياك في جنات النعيم ونتذاكر هذه الآيات في الجنه ... آمين فاللهم ثبتنا على دينك وصرف قلوبنا على طاعتك وتوفنا مسلمين ... |
رد: دعوة للتدبر
.. سورة الفـــلق ..
{ وَمِن شَــرِّ حَاِسدٍ إِذَا حَسَـدَ } العائن حاسد خاص , وهو أضر من الحاسد , ولهذا جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن , لأنه أعم , فكل عائن حاسد , ولا بد, وليس كل حاسد عائنا , فإذا استعاذ العبد من شر الحسد دخل فيه العين , وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته. ..ابن القيــم.. أبو عواد جزاك الله الجنة ورزقنا وأياكم شفاعته يوم الدين دمت برضى الرحمن..} |
رد: دعوة للتدبر
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }
< صدقواماعاهدوا > {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23 تعالوا أولا" نقف أمام النفس البشرية التي تلم بها لحظات الضعف , فلا يعصمها منهاإلا الله عز وجل , فهؤلاءجماعة من المسلمين قيل في بعض الروايات:إنهم من المهاجرين الذين كانوايتمنون أن يأذن الله لهم في القتال وهم في مكة من شدة الحماس والاندفاع . وكانوايؤمرون بكف أيديهم وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، فلما كتب عليهم القتال ، في المدينة في الوقت المناسب الذي قدره الله < إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشدخشية , وقالوا:ربنا لم كتبت علينا القتال ? لولا أخرتنا إلى أجل قريب >!. . أو هم جماعة من المسلمين في المدينة كانوا يسألون عن أحب الأعمال إلى الله ليفعلوه فلما أمروا بالجهاد كرهوه ! وهذه كفيلة بأن تفتح أعيننا على ضرورة الموالاة للنفس البشرية بالتقوية والتثبيت; وهي تواجه التكاليف الشاقة , لتستقيم في طريقها , وتتغلب على لحظاتالضعف , وتتطلع دائما إلى الأفق البعيد . كما تلهمنا أن نتواضع في طلب التكاليف وتمنيها ونحن في حالة العافية ! فلعلنا لا نقوى على ما نقترح على الله حينيكلفنا إياه ! وهؤلاء جماعة من المسلمين الأوائل يضعفون ويقولون ما لا يفعلون ; حتى يعاتبهم الله هذا العتاب الشديد , وينكر عليهم هذا الإنكار المخيف ! تعالوا بنا لنبحر سويا" مع أفضل من صدقوا الله تعالى فنصرهم ألا وهم أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ومن هؤلاء الذين عانو معاناة شديدة مع قومهم ومن أجل فتح الأرض المباركة فلسطين ومحاربة القوم الجبارين .. مع كليم الله موسى عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام .. قال جل ذكره سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) ، تبين أن المسجد الأقصى ذكر بالقرآن باسمه ، لكن هذه الأرض لم تذكر إلا بذكر (الأرض المباركة) ، ولا تذكر إلا ويذكر معها الأنبياء والمرسلون . قال موسى عليه السلام ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) ، فسماها الأرض المقدسة . وسيدنا سليمان عليه السلام ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره الى الأرض التي باركنا فيها ) ، سماها أيضا بلفظ البركة . وسيدنا ابراهيم {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } وسيدنا محمد ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) وتجدر الملاحظة أن الله عز وجل عندما تكلم عن المسجد الأقصى لم يأت القول ( الذي باركنا فيــه ) بل أتى القـول ( الذي باركنا حولــه ) ، كي يشمل أرض فلسطين كلها ، وكي يبين لنا سبحانه وتعالى أن البركة ليست في هذا المكان فقط ، بل البركة في كل الأرض المحيطة به. والعلماء يقولون - منها تبدأ نفخة الحشر ، أي أن نفخة الحشر تبدأ من أرض فلسطين بل تبدأ من المسجد الأقصى . يقول الله سبحانه وتعالى ( واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب ) ، لكن أين هذا المكان القريب ؟؟ قال القرطبي وغيره من المفسرين أن هذا المكان القريب الذي ذكره رب العزة هو ( صخرة المعراج ) . فالمكان الذي سوف ينفخ اسـرافيل من عليه ليوم الحشر ويسمعه كل الناس ، هو هذا المكان المبارك – صخرة المعراج في المسجد الأقصى - . إن الأرض مباركة ، والمسجد مبارك ، والمسجد باركنا حوله ، وكل نبي من الأنبياء أمره ربه أن يتحرك الى الأرض التي باركنا فيها . من هنا يتبين أن القضية ليست قضية اليوم بل القضية من زمن آدم عليه السلام .. أرض الأنبياء والمرسلين . فآد م عليه السلام دخل هذه الأرض المباركة وبنى المسجد عليها ، وهو أول من بنى المسجد الأقصى . ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف ، جميعهم خرجوا من هذه الأرض . زكريا ويحيى وعيسى وسليمان وداود ومحمد عليهم السلام ، كلهم قدموا الى هذه الأرض ، ومنهم من زارها ورحل ، ومنهم من استقر فيها ، فممن عاشوا فيها ، ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف وداود وسليمان ، كلهم عاشوا في هذه الأرض المباركة . اسحق ولد هناك ويعقوب ولد هناك ويوسف ولد هناك وبعدها أتى من فلسطين الى مصر… موسى عليه السلام صاحب الحظ الوافر فى هذه القضية … تعالوا نعيش سويا" مع القصص الحق … مع أحد الرجال الصادقين ألا وهو كليم الله موسى عليه السلام ……………….. ……………. بعد وفاة يوسف ويعقوب واسحق ، سيطر على فلسطين قوم جبارين وكانت الرسالة التي أوكلها رب العزة لسيدنا موسى أن يذهب كي يفتح الأرض المقدسة ويسترجعها مع بني اسرائيل ، وهذا تأكيد أن مهمة كل نبي كانت الحفاظ على هذه الأرض المقدسة ، لأنه لو كان مغزى رسالة سيدنا موسى هو مصر لبقي فيها لاصلاحها ، لكنه أخذ بنى اسرائيل وترك فرعون .. في سورة المائدة أية رقم 20 ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين * يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) ، وهذا دليل أن هذه الأرض كتبت للمؤمنين ولن يتمكن من دخولها إلا من كان مؤمنا . ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين ) وهؤلاء الجبارون سكنوها بعد موت يوسف ويعقوب واسحق عندما بدأ الايمان يتناقص ، فاحتلها الجبارون ومطلوب من موسى أن يحررها هو والمؤمنون الذين معه ، فإن كان من معه غير مؤمنين فلن يستطيع . أنظر ردهم ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) ، ورغم أنه بين كل ذاك القوم كان هناك اثنان فقط من المؤمنين – موسى وأخوه فقط -. ورغم ذلك ( قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) . هذان الرجلان – موسى وأخوه - كانا يدركان أنعم الله ويخافان أن تسحب هذه النعم منهم . < قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون > . < قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين > فانظر أخى الكريم ماذا قال الله عز وجل بعد أن رآهم لا يصلحون لتلك المهمة المقدسة. < قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين > يتيهون في الأرض يعنى لا هـّم لهم غير المأكل والمشرب والأولاد فقط لكن اليهود من طبيعتهم: الجبن. والنكوص على الأعقاب . ونقض الميثاق: *قالوا:يا موسى إن فيها قوما جبارين ; وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ,فإنيخرجوا منها فإنا داخلون*. إن جبلة اليهود تظهر هنا على حقيقتها , مكشوفة بلاحجاب أو ساتر. ذلك لأنهم أمام خطر شديد; فلا يوجد وقت للتجمل والتظاهر بالشجاعة . *إن فيها قوما جبارين . . وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها . . فإن يخرجوا منها فإنا داخلون*. ولكن تكاليف النصر ليست هكذا كما تريدها يهود ! وهي فارغة القلوب من الإيمان ! وهم في غفلة عن خالقهم مشغولون بأمورهم الدنيوية الدنيئة فقط عن طاعة الله . قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما:ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون . وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين*. هناتبرز قيمة الإيمان بالله , والخوف منه . . فهذان رجلان من الذين يخافون الله , ويرزقهم الله شجاعة في وجه الخطرالموهوم ! وهذان الرجلان يشهدان بقولتهما هذه بقيمة الإيمان في ساعة الشدة ; وقيمةالخوف من الله في مواطن الخوف من الناس . فالله عز وجل لا يجمع في قلب واحد بين مخافتين:مخافته - جل جلاله _ ومخافة الناس . *ادخلوا عليهم الباب . فإذا دخلتموه فإنكم غالبون*. . . . أقدموا واقتحموا . فمتى دخلتم على القوم في عقر دارهم انكسرت قلوبهم بقدر ما تقوى … *قالوا:يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها . فاذهب أنت وربك فقاتلا . إناهاهنا قاعدون*. . هنا يظهر جبن اليهود ويفزعون من الخطر الذى أمامهم .. قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَاوَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ *25* قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِالْفَاسِقِينَ*26* هذه نهاية المطاف بموسى عليه السلام . نهاية الجهد الجهيد . والسفرالشاق الطويل . واحتمال الانحرافات والالتواءات من بني إسرائيل ! والحكمة والله أعلم من اختيار الله هذه المدة أربعين سنة ، إنما هو من أجل ضمان تمام تغيير الجيل ..وحتى ينشأ جيل غير هذا الجيل . جيل يعتبر بالدرس , وينشأ في خشونة الصحراء وحرها صلب العود . . جيل غير هذا الجيل الذي أفسدة الذل والاستعباد والطغيان في مصر , فلم يعديصلح لهذا الأمر الجليل… وبقى القوم الجبارون في الأرض المقدسة ، وبقي سيدنا موسى في التيه أربعين سنة مهمته تنشئة جيل جديد صالح لتحرير تلك الأرض المباركة. وظل موسى حيا حتى نشأ جيل جديد ، كانوا مؤمنين حقا وتحققت القاعدة العامة فيهم حيث صار الايمان هو الظاهر والأهم في حياتهم ، فأخذ الله بيد موسى وفتحت الأرض المقدسة – فتحت فلسطين وطرد منها الجبارون . ذلك من أجل تحقيق القاعدة – إن وجد هناك قوم مؤمنين ، تكون الأرض المقدسة لهم – وإن كان القوم يعيشون في الأرض لاهين غافلين – فهم لا يستحقون هذه الأرض المقدسة ، ولا تكون لهم . لقد جاء في صحيح البخاري أنه عندما حضر موسى ملك الموت ، ناجي ربه ( يا رب أمتني عند أسوار هذه المدينة المقدسة ) وقال نبينا محمد عليه السلام < ولو كنتم معي هناك لأريتكم قبر موسى > . وابنُ حِـجْـر قد بيّـن لنا لماذا طلب موسى أن يدفن عند الاسوار وليس داخل الأسوار. يقول ابنُ حِـجْـر ( أن موسى كان يعلم أن سكنى هذه الأرض والاستقرار فيها ليس له ولأمّته بل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، كي لا يطلب قوم موسى أن تكون المدينة لهم ، لأنها لقوم محمد عليه الصلاة السلام) . |
رد: دعوة للتدبر
أخو عيده
أنفاس الليل ، كلك نظر بارك الله فيكم على تفاعلكم ومشاركتكم وعسى الله ألا يحرمكم الأجر هذا الموضوع يهز الوجدان ويحث على التفكر في آيات الله عظمة قدرته تخشع لها القلوب وتدمع منها العيون فـــســـحـــبـــان الــلـــه سبحانك يارب ماعبدناك حق عبادتك اضع في البداية هذا المقطع المرئي وتحته الموضوع بالتفصيل Your Size In Presence | حجمك في الوجود - YouTube صور توضح هيبة الكون هل كوكب الأرض أكبر شيء في الوجود؟ بالتأكيد لا .. فالله تعالى خلق كوكب المشتري أكبر من الأرض بـ 1300 مرة!!. http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 590x510 وحجمها 883 كيلو بايت . http://dc11.arabsh.com/i/02105/2jwfcyhtnzdt.bmp صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم كوكب المشتري العملاق مع كوكب الأرض والذي يفوقها بـ 1300 مرة!! http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 670x385 وحجمها 757 كيلو بايت . http://dc11.arabsh.com/i/02105/dl24iec4l7ag.bmp صورة مركبة بمقياس رسم حقيقي تجمع كوكب الأرض مع الشمس http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 670x416 وحجمها 817 كيلو بايت . http://dc11.arabsh.com/i/02105/zfxbs8o76251.bmp صورة بمقياس رسم حقيقي تضم نجوماً عملاقة مقارنة بنجوم قزمية كشمسنا لاحظ أن النجوم العملاقة ستصبح قزمية في الصورة التالية http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 670x510 وحجمها 1002 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/f8cnyu6indp2.bmp صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم شمسنا (نقطة لا تكاد ترى) مقابل نجم أنتيرس Antares قلب العقرب http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 510x510 وحجمها 763 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/83jtneg7h0j7.bmp صورة بمقياس رسم حقيقي تجمع شمسنا مقارنة بـنجم السماك الرامح مع نجم أحمر عملاق أنتيرس Antares قلب العقرب والخط المتقطع يمثل مدار المريخ افتراضاً http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 670x401 وحجمها 788 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/nmy59gceewe5.bmp صورة بمقياس رسم حقيقي يطيش لها العقل ذهولاً تضم عدة نجوم عملاقة مع قزمية كشمسنا http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 670x491 وحجمها 965 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/093x2l1s8597.bmp صورة حقيقة لمربع محدود من السماء توضح نجوماً لا تعد ولا تحصى http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 670x427 وحجمها 839 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/wdo33vzlmr15.bmp مقارنة بمقياس رسم حقيقي بين شمسنا وأكبر نجم مكتشف في الكون . . . . الطـــــــــــــــارق http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x389 وحجمها 656 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/475g60dcjfaw.bmp اكتشف العلماء وجود نجوم نابضة تصدر أصوات طرق أشبه بالمطرقة، ووجدوا أن هذه النجوم تصدر موجات جذبية تستطيع اختراق وثقب أي شيء بما فيها الأرض وغيرها، ولذلك أطلقوا عليها صفتين: صفة تتعلق بالطرق فهي مطارق كونية، وصفة تتعلق بالقدرة على النفاذ والثقب فهي ثاقبة، هذا ما لخصه لنا القرآن في آية رائعة، يقول تعالى في وصف هذه النجوم من خلال كلمتين {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ .. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ .. النَّجْمُ الثَّاقِبُ} الطارق: 1-3]. فكلمة (الطارق) تعبر تعبيراً دقيقاً عن عمل هذه النجوم، وكلمة (الثاقب) تعبر تعبيراً دقيقاً عن نواتج هذه النجوم وهي الموجات الثاقبة، ولا نملك إلا أن نقول: سبحان الله! الكـــــــنس http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 691x518 وحجمها 1050 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/p1qimhqsv2na.bmp اكتشف العلماء حديثاً وجود نجوم أسموها الثقوب السوداء، وتتميز بثلاث خصائص: 1- لا تُرى، 2- تجري بسرعات كبيرة، 3- تجذب كل شيء إليها وكأنها تكنس صفحة السماء، حتى إن العلماء وجدوا أنها تعمل كمكنسة كونية عملاقة، هذه الصفات الثلاثة هي التي حدثنا عنها القرآن بثلاث كلمات في قوله تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ .. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} (التكوير: 15-16).. فالخنَّس أي التي لا تُرى والجوارِ أي التي تجري، والكُنَّس أي التي تكنس وتجذب إليها كل شيء بفعل الجاذبية الهائلة لها، هذه الآية تمثل سبقاً للقرآن في الحديث عن الثقوب السوداء قبل أن يكتشفها . . . . . . فلا اقسم بالشفق http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 وحجمها 1406 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/k789tjz17ehd.bmp هذه صورة للشفق القطبي، الذي يظهر في منطقة القطب الشمالي عادة، إن هذه الظاهرة من أعجب الظواهر الطبيعية فقد استغرقت من العلماء سنوات طويلة لمعرفة أسرارها، وأخيراً تبين أنها تتشكل بسبب المجال المغنطيسي للأرض، وهذا الشفق يمثل آلية الدفاع عن الأرض ضد الرياح الشمسية القاتلة التي يبددها المجال المغنطيسي و"يحرقها" ويبعد خطرها عنا وبدلاً من أن تحرقنا نرى هذا المنظر البديع، ألا تستحق هذه الظاهرة العظيمة أن يقسم الله بها؟ يقول تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ .. وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ .. وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ .. لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ .. فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ .. وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ} [الانشقاق: 16- 21]. . . . وجعلنا سراجا وهاجا http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 669x478 وحجمها 937 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/t8f7q6twqw31.bmp في زمن نزول القرآن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم حقيقة الشمس، ولكن الله تعالى الذي خلق الشمس وصفها وصفاً دقيقاً بقوله تعالى {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} النبأ: 13، وهذه الآية تؤكد أن الشمس عبارة عن سراج والسراج هو آلة لحرق الوقود وتوليد الضوء والحرارة وهذا ما تقوم به الشمس، فهي تحرق الوقود النووي وتولد الحرارة والضوء، ولذلك فإن تسمية الشمس بالسراج هي تسمية دقيقة جداً من الناحية العلمية . . . . السقف المحفوظ http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x437 وحجمها 1024 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/7y5vigghrrim.bmp نرى في هذه الصورة كوكب الأرض على اليمين ويحيط به مجال مغنطيسي قوي جداً وهذا المجال كما نرى يصد الجسيمات التي تطلقها الشمس وتسمى الرياح الشمسية القاتلة، ولولا وجود هذا المجال لاختفت الحياة على ظهر الأرض، ولذلك قال تعالى {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} الأنبياء: 32 . . . . . . . . . نسيج من المجرات http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 840x813 وحجمها 142 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/8k5zdth93vuj.jpg . . . . . . . . البحر المسجور http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 726x469 وحجمها 999 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/x4v5cuoxf1ga.bmp هذه صورة لجانب من أحد المحيطات ونرى كيف تتدفق الحمم المنصهرة فتشعل ماء البحر، هذه الصورة التقطت قرب القطب المتجمد الشمالي، ولم يكن لأحد علم بهذا النوع من أنواع البحار زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى حدثنا عن هذه الظاهرة المخيفة والجميلة بل وأقسم بها، يقول تعالى {وَالطُّورِ .. وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ .. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ .. وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ .. وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ .. وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ .. إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ .. مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} الطور: 1-8 والتسجير في اللغة هو الإحماء تقول العرب سجر التنور أي أحماه، وهذا التعبير دقيق ومناسب لما نراه حقيقة في الصور اليوم من أن البحر يتم إحماؤه إلى آلاف الدرجات المئوية، فسبحان الله! . . . والسماء بناء http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x576 وحجمها 959 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/z1oniwgrybpp.bmp في البداية ظن العلماء أن الكون في معظمه فراغ، فأطلقوا عليه اسم (فضاء)، وبقي هذا المصطلح صحيحاً حتى وقت قريب، ولكن في أواخر القرن العشرين، اكتشف العلماء شيئاً جديداً أسموهـ (البناء الكوني)، حيث تبين لهم يقيناً أن الكون عبارة عن بناء محكم لا وجود للفراغ فيه أبداً، فبدأوا باستخدام كلمة (بناء)، ولو تأملنا كتاب الله تعالى وجدنا أنه استخدم هذه الكلمة قبل علماء الغرب بقرون طويلة، يقول تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} غافر: 64 . . . . . . . . . مرج البحرين http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 667x616 وحجمها 1206 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/io0yaptoy0rb.bmp نرى في هذه الصورة منطقة تفصل بين بحرين مالحين، هذه المنطقة تسمى البرزخ المائي، وقد وجد العلماء لها خصائص تختلف عن كلا البحرين على جانبيها، ووجدوا أيضاً لكل بحر خصائصه التي تختلف عن خصائص البحر الآخر. وعلى الرغم من اختلاط ماء البحرين عبر هذه المنطقة إلا أن كل بحر يحافظ على خصائصه ولا يطغى على البحر الآخر. هذه حقائق في علم المحيطات لم تُكتشف إلا منذ سنوات فقط، فسبحان الذي حدثنا عنها بدقة كاملة في قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ .. بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ .. فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} الرحمن: 19-21 . . . . . . وختاماً http://www.alhowaitat.net/images/sta.../wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 وحجمها 1406 كيلو بايت . http://dc10.arabsh.com/i/02105/khyrf31c6b1e.bmp . . أليس فخرا عظيما أن نكون عبيدا لهذا الملك العظيم ؟ وأليس فخرا عظيما أن تكون من أوليائه وممن يحبهم ؟ سبحان الله ماأعظمه لا إله إلا الله فسبحان الله وبحمدهـ،،،،سبحان الله العظيم مالك الملك السموات والأرض لا إِلاهَـ إِلا الله </B></I> |
رد: دعوة للتدبر
مشاركتي لهذه الآيه عظيمه : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)
ذم الله سبحانه وتعالى طائفة من عباده عدم توقيرهم له عز وجل كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، فقال: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)، وهذه الآية تكرر ورودها في القرآن في ثلاثة مواضع؛ في سورة الأنعام قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية91)، وفي سورة الحج قال الله تعالى: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:74)، وفي سورة الزمر قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67). وتكرر ورود هذه الآية يدل على عظم معناها وأهميته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها على أصحابه في خطبه كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به"(1). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر بها وبمعناها كلما ذُكر مظهر من مظاهر عظمة الله تعالى وجبروته، فقد جاء رجل من أهل الكتاب فقال: "يا أبا القاسم أبلغك أن الله تبارك وتعالى يحمل الخلائق على أصبع والسموات على أصبع والأرضين على أصبع والشجر على أصبع والثرى على أصبع قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقرأ: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)"(2). فلو علم العباد ما لله من عظمة ما عصوه، ولو علم المحبون أسماءه وصفاته وكماله وجلاله ما أحبوا غيره، ولو علم العباد فضله وكرمه ما رجوا سواه، فالله تعالى رجاء الطائعين وملاذ الهاربين وملجأ الخائفين. إن العبد يوم يتأمل الضعف الذي يكتنفه ويكتنف غيره من خلق الله تعالى يعظم في نفسه القوي العزيز جل وعلا، ولذا نجد في الآيات السابقة لقوله تعالى: (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً) (نوح:13)، أن نبي الله نوح عليه السلام عمد إلى أمرين الأول تذكير قومه بالضعف الذي هو صفة المخلوقين فقال لهم كما أخبر الله تعالى عنه: (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً) (نوح:14)، أي طورا بعد طور وهي مراحل تكوين الجنين في بطن أمه من نطفة فعلقة فمضغة فعظام فبشر، فمن كانت هذه بدايته فلا يحق له إلا أن يشهد لله تعالى بالعظمة ويوقره ويعظمه. الأمر الثاني، أنه عمد إلى إظهار قوة الخالق تعالى فقال: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً) (نوح:15-20). فمقابل ذلك الضعف الشديد عند المخلوقين قوة الخالق تعالى التي لا تقهر، فمن تأمل في هذين الأمرين حصلت له النتيجة التي يرجوها ذلك النبي الكريم عليه السلام من قومه وهي أن يرجو لله وقارا. وجزاكم الله كل خير |
رد: دعوة للتدبر
لو قدرنا الله حق قدره لصافحت الملائكة الصحابة رضوان الله عليهم في الطرقات كما قال عليه الصلاة والسلام ، لذلك لايدخل أهل الجنة الجنة بأعمالهم وإنما يدخلوها برحمة الله ورضوانه حتى أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم ، ولو ظل المرء قائما الليل والنهار يتعبد ربه لما وفّت نعمة البصر التي وهبها الله إياه ، فكيف بنا نحن العصاة وكيف بالكفرة والمنافقين والمشركين
عسى ربُنا أن يرحمنا تحياتي لك أخو عيده |
رد: دعوة للتدبر
سورة الأنفال آية رقم 48 {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب} تفسير الجلالين : 48 - (و) اذكر (إذ زين لهم الشيطان) إبليس (أعمالهم) بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر (وقال) لهم (لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم) من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية (فلما تراءت) التقت (الفئتان) المسلمة والكافرة ورأى الملائكة وكان يده في يد الحارث بن هشام (نكص) رجع (على عقبيه) هارباً (وقال) لما قالوا له أتخذلنا على هذه الحال (إني بريء منكم) من جواركم (إني أرى ما لا ترون) من الملائكة (إني أخاف الله) أن يهلكني (والله شديد العقاب) وهذه ترجمه بالفررنسية هديية لعضونا واخينا ابو صلاح بفرنسا الترجمة الفرنسية : 48 - Et quand le Diable leur eut embelli leurs actions et dit: ‹Nul parmi les humains ne peut vous dominer aujourd\'hui, et je suis votre soutien.› Mais, lorsque les deux groupes furent en vue l\'un de l\'autre, il tourna les deux talons et dit: ‹Je vous désavoue. Je vois ce que vous ne voyez pas; je crains Allah, et Allah est dur en punition ›. هذا والله اعلم |
رد: دعوة للتدبر
هذا هو الشيطان كما عهدناه وكما هو أهله من التخذيل والتنصل مما كان يحث عليه
الله لايحرمك الأجر كلك نظر |
رد: دعوة للتدبر
جزاكم الله خير وبارك الله فيكم
|
رد: دعوة للتدبر
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ( 37 ) كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ( 38 ) )
يقول تعالى ذكره : ولا تمش في الأرض مختالا مستكبرا ( إنك لن تخرق الأرض ) يقول : إنك لن تقطع الأرض باختيالك ، كما قال رؤبة : وقاتم الأعماق خاوي المخترق [ ص: 450 ] يعني بالمخترق : المقطع ( ولن تبلغ الجبال طولا ) بفخرك وكبرك ، وإنما هذا نهي من الله عباده عن الكبر والفخر والخيلاء ، وتقدم منه إليهم فيه معرفهم بذلك أنهم لا ينالون بكبرهم وفخارهم شيئا يقصر عنه غيرهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) يعني بكبرك ومرحك . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( ولا تمش في الأرض مرحا ) قال : لا تمش في الأرض فخرا وكبرا ، فإن ذلك لا يبلغ بك الجبال ، ولا تخرق الأرض بكبرك وفخرك . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ( ولا تمش في الأرض ) قال : لا تفخر . |
رد: دعوة للتدبر
هل سبق وأن تأمل أحد هذه الآية؟
يقول الله تعالي في سورة الاسراء الآية 16 (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) آية من يتأملها ويتفكر فيها وينظر في أحوال المسلمين اليوم تبعث على الخوف والحذر مما جاء فيها يقول الشيخ عائض القرني في كتابه التفسير الميسر عن هذه الآية وإذا أراد الله أن يهلك مدينة بذنوبهم أمر أغنياهم ورؤساهئهم بالطاعة ، فإذا عصوه اقتدى بهم الناس في ذلك العصيان ، فحل عقاب الله بالجميع ، فأستأصل أهل المدينة جميعا وأهلكهم هلاكا تاما . فلا يغرنّا حلم الله بنا وسعة رحمته ولنرجع وننيب وننكر على أهل المعصية ولنأمر بالمعروف |
رد: دعوة للتدبر
دعووووووة للأخوة والأخوات بالمرور على هذه الصفحة ففيها بأذن الله المفيييييييد .. وانا شخصيا استمتع بما يكتب فيها آيات مع شرحها
|
رد: دعوة للتدبر
( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ( 103 ) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ( 104 ) أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ( 105 ) ) الكهف
( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ) يعني : الذين أتعبوا أنفسهم في عمل يرجون به فضلا ونوالا ، فنالوا هلاكا وبوارا ، كمن يشتري سلعة يرجو عليها ربحا فخسر وخاب سعيه . واختلفوا فيهم : قال ابن عباس وسعد بن أبي وقاص : هم اليهود والنصارى . وقيل : هم الرهبان ( الذين ) حبسوا أنفسهم في الصوامع . وقال علي بن أبي طالب : هم أهل حروراء ( ضل سعيهم ) بطل عملهم واجتهادهم ( في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) أي عملا . ( أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت ) بطلت ( أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) أي لا نجعل لهم خطرا وقدرا ، تقول العرب : " ما لفلان عندي وزن " أي : قدر لخسته . أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا أحمد عن محمد بن يوسف عن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا سعيد بن مريم أنبأنا المغيرة عن أبي الزناد [ ص: 211 ] عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة " ، وقال اقرءوا إن شئتم : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) . قال أبو سعيد الخدري : يأتي أناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة ، فإذا وزنوها لم تزن شيئا ، فذلك قوله تعالى ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) |
رد: دعوة للتدبر
قال تعالى (اتقوا الله حق تقاته )
امر من الله ان تنقيه كما يستحق ..ولكنه عليم بالنفس البشرية فنسخها بقوله (فاتقوا الله ماستطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لانفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) كلما قرات هذه الاية استشعر مدى رافة الله بنا ورحمته بعباده .. يامرنا بالتقوى على قدر استطاعتنا ...والانفاق ..لاجل انفسنا ... ويخبرنا بان اعظم شح ..واخطره على النفس ليس شح الاخرين ..بل شحها من فعل الخير بنفسها ... اللهم ارزقنا تقواك ومخافتك .. والانفاق في مرضاتك .. وقنا شر انفسنا وشحها ... واكتبنا من عبادك الصالحين ولك بالمثل ابو عواد.. سأكون هنا ... |
رد: دعوة للتدبر
( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ( 46 ) وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ( 47 ) )
لما ذكر تعالى مخاطبة أهل الجنة مع أهل النار ، نبه أن بين الجنة والنار حجابا ، وهو الحاجز المانع من وصول أهل النار إلى الجنة . قال ابن جرير : وهو السور الذي قال الله تعالى : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) [ الحديد : 13 ] وهو الأعراف الذي قال الله تعالى : ( وعلى الأعراف رجال ) . ثم روى بإسناده عن السدي أنه قال في قوله تعالى ( وبينهما حجاب ) وهو " السور " ، وهو " الأعراف " [ ص: 418 ] وقال مجاهد : الأعراف : حجاب بين الجنة والنار ، سور له باب . قال ابن جرير : والأعراف جمع " عرف " ، وكل مرتفع من الأرض عند العرب يسمى " عرفا " ، وإنما قيل لعرف الديك عرفا لارتفاعه . وحدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، سمع ابن عباس يقول : الأعراف هو الشيء المشرف . وقال الثوري ، عن جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : الأعراف : سور كعرف الديك . وفي رواية عن ابن عباس : الأعراف ، تل بين الجنة والنار ، حبس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار . وفي رواية عنه : هو سور بين الجنة والنار . وكذلك قال الضحاك وغير واحد من علماء التفسير . وقال السدي : إنما سمي " الأعراف " أعرافا; لأن أصحابه يعرفون الناس . واختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف من هم ، وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد ، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم . نص عليه حذيفة ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وغير واحد من السلف والخلف ، رحمهم الله . وقد جاء في حديث مرفوع رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه : حدثنا عبد الله بن إسماعيل ، حدثنا عبيد بن الحسين ، حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا النعمان بن عبد السلام ، حدثنا شيخ لنا يقال له : أبو عباد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته ، فقال : " أولئك أصحاب الأعراف ، لم يدخلوها وهم يطمعون " وهذا حديث غريب من هذا الوجه ورواه من وجه آخر ، عن سعيد بن سلمة عن أبي الحسام ، عن محمد بن المنكدر عن رجل من مزينة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف ، فقال : " إنهم قوم خرجوا عصاة بغير إذن آبائهم ، فقتلوا في سبيل الله " وقال سعيد بن منصور : حدثنا أبو معشر ، حدثنا يحيى بن شبل ، عن يحيى بن عبد الرحمن المزني عن أبيه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن " أصحاب الأعراف " فقال : " هم ناس قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم ، فمنعهم من دخول الجنة معصية آبائهم ومنعهم النار قتلهم في سبيل الله " [ ص: 419 ] هكذا رواه ابن مردويه ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم من طرق ، عن أبي معشر به وكذلك رواه ابن ماجه مرفوعا ، من حديث ابن عباس وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما والله أعلم بصحة هذه الأخبار المرفوعة وقصاراها أن تكون موقوفة وفيه دلالة على ما ذكر . وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا هشيم ، أخبرنا حصين ، عن الشعبي ، عن حذيفة; أنه سئل عن أصحاب الأعراف ، قال : فقال : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة ، وخلفت بهم حسناتهم عن النار . قال : فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله فيهم . وقد رواه من وجه آخر أبسط من هذا فقال : حدثنا ابن حميد ، حدثنا يحيى بن واضح ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال : قال الشعبي : أرسل إلي عبد الحميد بن عبد الرحمن - وعنده أبو الزناد عبد الله بن ذكوان مولى قريش - وإذا هما قد ذكرا من أصحاب الأعراف ذكرا ليس كما ذكرا ، فقلت لهما : إن شئتما أنبأتكما بما ذكر حذيفة ، فقالا هات . فقلت : إن حذيفة ذكر أصحاب الأعراف فقال : هم قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار ، وقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة ، فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا : ( ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) فبينا هم كذلك ، اطلع عليهم ربك فقال لهم : اذهبوا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم . وقال عبد الله بن المبارك ، عن أبي بكر الهذلي قال : قال سعيد بن جبير ، وهو يحدث ذلك عن ابن مسعود قال يحاسب الناس يوم القيامة ، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار . ثم قرأ قول الله : ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) [ المؤمنون : 102 ، 103 ] ثم قال : إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح ، قال : ومن استوت حسناته وسيئاته كان من [ ص: 420 ] أصحاب الأعراف ، فوقفوا على الصراط ، ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار ، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا : سلام عليكم ، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أصحاب النار قالوا : ( ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) فتعوذوا بالله من منازلهم . قال : فأما أصحاب الحسنات ، فإنهم يعطون نورا فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ، ويعطى كل عبد يومئذ نورا ، وكل أمة نورا ، فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة . فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا : ( ربنا أتمم لنا نورنا ) [ التحريم : 8 ] . وأما أصحاب الأعراف ، فإن النور كان في أيديهم فلم ينزع ، فهنالك يقول الله تعالى : ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) فكان الطمع دخولا . قال : وقال ابن مسعود : على أن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر ، وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة . ثم يقول : هلك من غلبت واحدته أعشاره . رواه ابن جرير وقال أيضا : حدثني ابن وكيع وابن حميد قالا حدثنا جرير ، عن منصور ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الله بن الحارث ، عن ابن عباس قال : " الأعراف " : السور الذي بين الجنة والنار ، وأصحاب الأعراف بذلك المكان ، حتى إذا بدأ الله أن يعافيهم ، انطلق بهم إلى نهر يقال له : " الحياة " ، حافتاه قصب الذهب ، مكلل باللؤلؤ ، ترابه المسك ، فألقوا فيه حتى تصلح ألوانهم ، وتبدو في نحورهم بيضاء يعرفون بها ، حتى إذا صلحت ألوانهم أتى بهم الرحمن تبارك وتعالى فقال : تمنوا ما شئتم فيتمنون ، حتى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم : لكم الذي تمنيتم ومثله سبعون ضعفا . فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ، يسمون مساكين أهل الجنة . وكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن يحيى بن المغيرة ، عن جرير ، به . وقد رواه سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن الحارث ، من قوله وهذا أصح ، والله أعلم . وهكذا روي عن مجاهد والضحاك وغير واحد . وقال سنيد بن داود : حدثني جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف ، قال : هم آخر من يفصل بينهم من العباد ، فإذا فرغ رب العالمين من فصله بين العباد قال : أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النار ، ولم تدخلوا الجنة ، فأنتم عتقائي ، فارعوا من الجنة حيث شئتم " وهذا مرسل حسن . [ ص: 421 ] وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة " الوليد بن موسى " ، عن منبه بن عثمان عن عروة بن رويم ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم; أن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب ، فسألناه عن ثوابهم فقال : " على الأعراف ، وليسوا في الجنة مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فسألناه : وما الأعراف؟ فقال : " حائط الجنة تجري فيها الأنهار ، وتنبت فيه الأشجار والثمار " رواه البيهقي ، عن ابن بشران ، عن علي بن محمد المصري ، عن يوسف بن يزيد ، عن الوليد بن موسى ، به . وقال سفيان الثوري ، عن خصيف ، عن مجاهد قال : أصحاب الأعراف : قوم صالحون فقهاء علماء . وقال ابن جرير : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مجلز في قوله تعالى : ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) قال : هم رجال من الملائكة ، يعرفون أهل الجنة وأهل النار ، قال : ( ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا ) في النار ( يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) قال : فهذا حين دخل أهل الجنة الجنة : ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) . وهذا صحيح إلى أبي مجلز لاحق بن حميد أحد التابعين ، وهو غريب من قوله وخلاف الظاهر من السياق : وقول الجمهور مقدم على قوله ، بدلالة الآية على ما ذهبوا إليه . وكذا قول مجاهد : إنهم قوم صالحون علماء فقهاء فيه غرابة أيضا . والله أعلم . وقد حكى القرطبي وغيره فيهم اثني عشر قولا منها : أنهم شهدوا أنهم صلحاء تفرعوا من فرع الآخرة ، دخلوا يطلعون على أخبار الناس . وقيل : هم أنبياء . وقيل : ملائكة . وقوله تعالى : ( يعرفون كلا بسيماهم ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال : يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه ، وأهل النار بسواد الوجوه . وكذا روى الضحاك ، عنه . وقال العوفي ، عن ابن عباس أنزلهم الله بتلك المنزلة ، ليعرفوا من في الجنة والنار ، وليعرفوا أهل النار بسواد الوجوه ، ويتعوذوا بالله أن يجعلهم مع القوم الظالمين . وهم في ذلك يحيون أهل الجنة بالسلام ، لم يدخلوها ، وهم يطمعون أن يدخلوها ، وهم داخلوها إن شاء الله . وكذا قال مجاهد ، والضحاك ، والسدي ، والحسن ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم . [ ص: 422 ] وقال معمر ، عن الحسن : إنه تلا هذه الآية : ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) قال : والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم ، إلا لكرامة يريدها بهم . وقال قتادة قد أنبأكم الله بمكانهم من الطمع . وقوله : ( وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) قال الضحاك ، عن ابن عباس : إن أصحاب الأعراف إذا نظروا إلى أهل النار وعرفوهم قالوا : ( ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) . وقال السدي : وإذا مروا بهم - يعني بأصحاب الأعراف - بزمرة يذهب بها إلى النار قالوا : ( ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) . وقال عكرمة : تحدد وجوههم في النار ، فإذا رأوا أصحاب الجنة ذهب ذلك عنهم . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : ( وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار ) فرأوا وجوههم مسودة ، وأعينهم مزرقة ، ( قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) . |
رد: دعوة للتدبر
اللهم اجعلنا من أصحاب الفردوس الأعلى من الجنة
|
رد: دعوة للتدبر
قال تعالى (( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ))
سورة النور اية 37 """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""""""""""""" تفسيرابن كثير " رِجَال " فِيهِ إِشْعَار بِهِمَمِهِمْ السَّامِيَة وَنِيَّاتهمْ وَعَزَائِمهمْ الْعَالِيَة الَّتِي بِهَا صَارُوا عُمَّارًا لِلْمَسَاجِدِ الَّتِي هِيَ بُيُوت اللَّه فِي أَرْضه وَمَوَاطِن عِبَادَته وَشُكْره وَتَوْحِيده وَتَنْزِيهه كَمَا قَالَ تَعَالَى : " مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَال صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّه عَلَيْهِ " الْآيَة وَأَمَّا النِّسَاء فَصَلَاتهنَّ فِي بُيُوتهنَّ أَفْضَل لَهُنَّ لِمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " صَلَاة الْمَرْأَة فِي بَيْتهَا أَفْضَل مِنْ صَلَاتهَا فِي حُجْرَتهَا وَصَلَاتهَا فِي مَخْدَعهَا أَفْضَل مِنْ صَلَاتهَا فِي بَيْتهَا " . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن غَيْلَان حَدَّثَنَا رِشْدِين حَدَّثَنِي عَمْرو عَنْ أَبِي السَّمْح عَنْ السَّائِب مَوْلَى أُمّ سَلَمَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " خَيْر مَسَاجِد النِّسَاء قَعْر بُيُوتهنَّ " وَقَوْله تَعَالَى " رِجَال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه " يَقُول تَعَالَى لَا تَشْغَلهُمْ الدُّنْيَا وَزُخْرُفهَا وَزِينَتهَا وَمَلَاذّ بَيْعهَا وَرِبْحهَا عَنْ ذِكْر رَبّهمْ الَّذِي هُوَ خَالِقهمْ وَرَازِقهمْ وَاَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي عِنْده هُوَ خَيْر لَهُمْ وَأَنْفَع مِمَّا بِأَيْدِيهِمْ لِأَنَّ مَا عِنْدهمْ يَنْفَد وَمَا عِنْد اللَّه بَاقٍ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى" لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه وَإِقَام الصَّلَاة وَإِيتَاء الزَّكَاة " أَيْ : يُقَدِّمُونَ طَاعَته وَمُرَاده وَمَحَبَّته عَلَى مُرَادهمْ وَمَحَبَّتهمْ وَقَوْله تَعَالَى " يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّب فِيهِ الْقُلُوب وَالْأَبْصَار " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة الَّذِي تَتَقَلَّب فِيهِ الْقُلُوب وَالْأَبْصَار أَيْ مِنْ شِدَّة الْفَزَع وَعَظَمَة الْأَهْوَال كَقَوْلِهِ " وَأَنْذِرْهُمْ يَوْم الْآزِفَة " الْآيَة وَقَوْله " إِنَّمَا يُؤَخِّرهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَص فِيهِ الْأَبْصَار" وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن أَبِي الْحَسَن وَالضَّحَّاك لَا تُلْهِيهِمْ التِّجَارَة وَالْبَيْع أَنْ يَأْتُوا الصَّلَاة فِي وَقْتهَا . وَقَالَ مَطَر الْوَرَّاق كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ وَلَكِنْ كَانَ أَحَدهمْ إِذَا سَمِعَ النِّدَاء وَمِيزَانه فِي يَده خَفَضَهُ وَأَقْبَلَ إِلَى الصَّلَاة وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه " يَقُول عَنْ الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة وَكَذَا قَالَ مُقَاتِل بْن حَيَّان وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَقَالَ السُّدِّيّ عَنْ الصَّلَاة فِي جَمَاعَة . وَقَالَ مُقَاتِل بْن حَيَّان لَا يُلْهِيهِمْ ذَلِكَ عَنْ حُضُور الصَّلَاة وَأَنْ يُقِيمُوهَا كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّه وَأَنْ يُحَافِظُوا عَلَى مَوَاقِيتهَا وَمَا اِسْتَحْفَظَهُمْ اللَّه فِيهَا . """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""""""""""""" تفسيرالجلالين "رِجَال" فَاعِل يُسَبِّح بِكَسْرِ الْبَاء وَعَلَى فَتْحهَا نَائِب الْفَاعِل لَهُ وَرِجَال فَاعِل فِعْل مُقَدَّر جَوَاب سُؤَال مُقَدَّر كَأَنَّهُ قِيلَ : مَنْ يُسَبِّحهُ "لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة" شِرَاء "وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه وَإِقَام الصَّلَاة" حَذْف هَاء إقَامَة تَخْفِيف "وَإِيتَاء الزَّكَاة يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّب" تَضْطَرِب " فِيهِ الْقُلُوب وَالْأَبْصَار" مِنْ الْخَوْف الْقُلُوب بَيْن النَّجَاة وَالْهَلَاك وَالْأَبْصَار بَيْن نَاحِيَتَيْ الْيَمِين وَالشِّمَال : هُوَ يَوْم الْقِيَامَة """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""""""""""""" تفسيرالطبري قَوْله : { رِجَال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : لَا يَشْغَل هَؤُلَاءِ الرِّجَال الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هَذِهِ الْمَسَاجِد الَّتِي أَذِنَ اللَّه أَنْ تُرْفَع عَنْ ذِكْر اللَّه فِيهَا وَإِقَام الصَّلَاة , تِجَارَة وَلَا بَيْع . كَمَا حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ سَعِيد بْن أَبِي الْحَسَن , عَنْ رَجُل نَسِيَ اسْمه فِي هَذِهِ الْآيَة : { فِي بُيُوت أَذِنَ اللَّه أَنْ تُرْفَع وَيُذْكَر فِيهَا اسْمه يُسَبِّح لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال رِجَال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه } ... إِلَى قَوْله : { وَالْأَبْصَار } قَالَ : هُمْ قَوْم فِي تِجَارَاتهمْ وَبُيُوعهمْ , لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَاتهمْ وَلَا بُيُوعهمْ عَنْ ذِكْر اللَّه . """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""""""""""""" سبب النزول حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا جَعْفَر بْن سُلَيْمَان , عَنْ عَمْرو بْن دِينَار , عَنْ سَالِم بْن عَبْد اللَّه : أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى قَوْم مِنْ السُّوق قَامُوا وَتَرَكُوا بَيَاعَاتِهِمْ إِلَى الصَّلَاة , فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّه فِي كِتَابه : { لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه } ... الْآيَة . قَالَ هُشَيْم عَنْ شَيْبَان قَالَ حُدِّثْت عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا مِنْ أَهْل السُّوق حَيْثُ نُودِيَ لِلصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَة تَرَكُوا بِيَاعَتهُمْ وَنَهَضُوا إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود هَؤُلَاءِ مِنْ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّه فِي كِتَابه " رِجَال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه " .....الْآيَة |
رد: دعوة للتدبر
للأسف اليوم تلهيهم أصغر الملهيات عن الصلاة
لا تجارة ولا بيع بل أنك تقوم من المجلس للصلاة ، وكأنك أنت المعني بالصلاة فقط دونهم ولا حول ولا قوة إلا بالله |
رد: دعوة للتدبر
سأورد هنا مقالا عن تعبّد حبيبنا محمد صلى الله وعليه وسلم في غار حراء
وعزلته للناس ليقضي أياما يتفكر في ويتدبر فيما حوله من مخلوقات وعظمة صنع الله أترككم مع المقال ( كانت عند العرب بقايا من الحنيفية التي ورثوها عن دين إبراهيم عليه السلام، فكانوا مع -ما هم عليه من الشرك- يتمسكون بأمور صحيحة توارثها الأبناء عن الآباء جيلاً بعد جيل، وكان بعضهم أكثر تمسكاً بها من بعض، بل كانت طائفة منهم -وهم قلة- تعاف وترفض ما كان عليه قومها من الشرك وعبادة الأوثان، وأكل الميتة، ووأد البنات، ونحو ذلك من العادات التي لم يأت بها شرع حنيف، وكان من تلك الطائفة ورقة بن نوفل و زيد بن نفيل ورسولنا صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، والذي امتاز عن غيره صلى الله عليه وسلم باعتزاله الناس للتعبد والتفكُّر في غار حراء، فما هو خبره صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، هذا ما سنقف عليه في الأسطر التالية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتأمل منذ صغره ما كان عليه قومه من العبادات الباطلة والأوهام الزائفة، التي لم تجد سبيلاً إلى قلبه، ولم تلق قبولاً في عقله، بسبب ما أحاطه الله به من رعاية وعناية لم تكن لغيره من البشر، فبقيت فطرته على صفائها، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه. تلك الحال التي كان عليها صلى الله عليه وسلم دفعت به إلى اعتزال قومه وما يعبدون من دون الله، إلا في حق كمساعدة الضعيف، ونُصْرة المظلوم، وإكرام الضيف، وصلة الرحم، فكان يأخذ طعامه وشرابه ويذهب إلى غار حراء، كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( جاورت بحراء شهراً...) ، وحراء غار صغير في جبل النور على بعد ميلين من مكة، ولا ترى حول هذا الغار إلا جبالاً شامخة وسماءاً صافية، تبعث على التأمل والتفكر. وكان صلى الله عليه وسلم يقيم في غار حراء الأيام والليالي ذوات العدد، يقضي وقته في عبادة ربه والتفكَّر فيما حوله من مشاهد الكون، وهو غير مطمئن لما عليه قومه، ولكن ليس بين يديه طريق واضح ولا منهج محدد يطمئن إليه و يرضاه. وكان أكثر ما يقيم فيه خلال شهر رمضان المبارك ، يترك أم المؤمنين خديجة وينصرف عنها وينقطع بنفسه في هذا الغار للتفكر والالتجاء إلى الله جل وعلا. ولم تأت الروايات بذكر صفات أو هيئات كان يتخذها النبي صلى الله عليه وسلم في تعبده في هذا الغار، بل كانت الغاية هي الابتعاد عما كان عليه قومه من الشرك ، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض . وكان اختياره لهذه العزلة من الأسباب التي هيأها الله تعالى له ليعدّه لما ينتظره من الأمر العظيم، والمهمة الكبيرة التي سيقوم بها، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين، ومن هنا اقتضت حكمة الله أن يكون أول ما نزل عليه من الوحي في هذا الغار. لقد حظي ذلك الغار بذكرى مرحلة من مراحل هذه الأمة، قبل وعند البعثة النبوية، ومع ذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يزور الغار أو يعود إليه بعد ما تركه وبدأ دعوته إلى ربه، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم يزورنه أيضاً أو يصعدون إليه، ومنه نعلم عدم مشروعية ما يفعله الناس اليوم من اتخاذ الغار مزارا والصلاة فيه. والله أعلم ) . مصدر المقال التعبد في غار حراء - موقع مقالات إسلام ويب |
رد: دعوة للتدبر
قال الشافعي رحمه الله: لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكانت كافية وحجة على الأمة. وما قاله شيخ الإسلام هو الحق، فقد قرن الله بين الصبر والإيمان والعمل، حيث قال في سورة العصر: { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} والدليل على ذلك أن كثيراً من الخلق يسهل عليهم الصبر على المصائب والبلايا وعن المعاصي، ولكن قليل منهم من يصبر على طاعة الله عز وجل، بل من الناس من يصبر على المعاصي ويتحمل من أجلها ما لا يتحمل معشار معشاره على طاعة الله عز وجل. ابو عواد جزاك الله كل خير على هذا الموضوع الشيق أحترامي وتقديري |
رد: دعوة للتدبر
للرفع .. حتى اذا لا ترغبوا بالمشاركة مروا من هنا لتستفيدو
|
رد: دعوة للتدبر
تفسير سورة الفلق
( للشيخ بن عثيمين رحمه الله ) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ } {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّـثَـتِ فِى الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}. البسملة تقدم الكلام عليها. {قل أعوذ برب الفلق} رب الفلق هو الله، والفلق: الإصباح. ويجوز أن يكون أعم من ذلك أن الفلق كل ما يفلقه الله تعالى من الإصباح، والنوى، والحب. كما قال الله تعالى: {إن الله فالق الحب والنوى} وقال: {فالق الإصباح}. {من شر ما خلق} أي من شر جميع المخلوقات ومنه النفس ، لأن النفس أمارة بالسوء، فإذا قلت من شر ما خلق فأول ما يدخل فيه نفسك، كما جاء في خطبة الحاجة «نعوذ بالله من شرور أنفسنا»(256)، وقوله: {من شر ما خلق} يشمل شياطين الإنس والجن والهوام وغير ذلك. {ومن شر غاسق إذا وقب} الغاسق قيل: إنه الليل. وقيل: إنه القمر، والصحيح إنه عام لهذا وهذا، أما كونه الليل، فلأن الله تعالى قال: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} [الإسراء: 78]. والليل تكثر فيه الهوام والوحوش، فلذلك استعاذ من شر الغاسق أي: الليل. وأما القمر فقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن النبي صلى الله عليه وسلّم أرى عائشة القمر. وقال: «هذا هو الغاسق»(257)، وإنما كان غاسقاً لأن سلطانه يكون في الليل. وقوله: {من شر غاسق إذا وقب} هو معطوف على {من شر ما خلق} من باب عطف الخاص على العام، لأن الغاسق من مخلوقات الله عز وجل وقوله: {إذا وقب} أي: إذا دخل. فالليل إذا دخل بظلامه غاسق، وكذلك القمر إذا أضاء بنوره فإنه غاسق، ولا يكون ذلك إلا بالليل. {ومن شر النفاثات في العقد}{النفاثات في العقد} هن الساحرات. يعقدن الحبال وغيرها، وتنفث بقراءة مطلسمة فيها أسماء الشياطين على كل عقدة تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث، وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصاً معيناً، فيؤثر هذا السحر بالنسبة للمسحور. وذكر الله النفاثات دون النفاثين؛ لأن الغالب أن الذي يستعمل هذا النوع من السحر هن النساء، فلهذا قال: {النفاثات في العقد} ويحتمل أن يقال: إن النفاثات يعني الأنفس النفاثات فيشمل الرجال والنساء. {ومن شر حاسد إذا حسد} الحاسد هو الذي يكره نعمة الله على غيره، فتجده يضيق ذرعاً إذا أنعم الله على هذا الإنسان بمال، أو جاه، أو علم أو غير ذلك. فيحسده ولكن الحسّاد نوعان: نوع يحسد ويكره في قلبه نعمة الله على غيره، لكن لا يتعرض للمحسود بشيء، تجده مهموماً مغموماً من نعم الله على غيره، لكنه لا يعتدي على صاحبه. والشر والبلاء إنما هو بالحاسد إذا حسد. ولهذا قال: {إذا حسد}. ومن حسد الحاسد العين التي تصيب الُمعان يكون هذا الرجل عنده كراهة لنعم الله على الغير فإذا أحس بنفسه أن الله أنعم على فلان بنعمة خرج من نفسه الخبيثة (معنى) لا نستطيع أن نصفه لأنه مجهول، فيصيب بالعين، ومن تسلط عليه أحياناً يموت، وأحياناً يمرض، وأحياناً يُجن، حتى الحاسد يتسلط على الحديد فيوقف اشتغاله، وربما يصيب السيارة بالعين وتنكسر أو تتعطل، وربما يصيب رفَّاعة الماء، أو حراثة الأرض، فالعين حق تصيب بإذن الله عز وجل، وذكر الله عز وجل الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد؛ لأن البلاء كله في هذه الأحوال الثلاثة يكون خفيًّا. الليل ستر وغشاء. {والليل إذا يغشى} [الليل: 1]. يكمن به الشر ولا يعلم به. {النفاثات في العقد} أيضاً السحر خفي لا يعلم. {الحاسد إذا حسد} العائن أيضاً خفي تأتي العين من شخص تظن أنه من أحب الناس إليك وأنت من أحب الناس إليه ومع ذلك يصيبك بالعين. لهذا السبب خص الله هذه الأمور الثلاثة. الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد، وإلا فهي داخلة في قوله: {من شر ما خلق}. فإذا قال قائل: ما هو الطريق للتخلص من هذه الشرور الثلاثة؟ قلنا: الطريق للتخلص أن يعلق الإنسان قلبه بربه، ويفوض أمره إليه، ويحقق التوكل على الله، ويستعمل الأوراد الشرعية التي بها يحصن نفسه ويحفظها من شر هؤلاء، وما كثر الأمر في الناس في الآونة الأخير من السحرة والحساد وما أشبه ذلك إلا من أجل غفلتهم عن الله، وضعف توكلهم على الله عز وجل، وقلة استعمالهم للأوراد الشرعية التي بها يتحصنون، وإلا فنحن نعلم أن الأوراد الشرعية حصن منيع، أشد من سد يأجوج ومأجوج. لكن مع الأسف أن كثيًرا من الناس لا يعرف عن هذه الأوراد شيئاً، ومن عرف فقد يغفل كثيراً، ومن قرأها فقلبه غير حاضر، وكل هذا نقص، ولو أن الناس استعملوا الأوراد على ما جاءت به الشريعة لسلموا من شرور كثيرة، نسأل الله العافية والسلامة. --------------------------------------------------- (256) أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/302) . (257) أخرجه الترمذي ، كتاب التفسير ، باب ومن سورة المعوذتين (3366) وقال حديث حسن صحيح . |
رد: دعوة للتدبر
أشكر كل من شارك وأثرى الموضوع
جعله الله في موازين حسناتكم .............. حسن الظن بـ الله لنتفكر ونتدبر هذا الحديث العظيم ونقف معه وقفة إيمانية صادقة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) . منزلة الحديث هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا ، والإكثار من ذكره ، وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات . حسن الظن بالله بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء ، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي ، وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده ، كما قال الأول : وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن . وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد : {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }(آل عمران 154) ، وقال عن المنافقين والمشركين : {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء }( الفتح 6) . والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى ، لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد ، بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ، وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه . فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له ; لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه ، فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب , ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ، ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب ( فليظن بي ما شاء ) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح . بين اليأس والغرور ومما ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أن حسن الظن بالله يعنى حسن العمل ، ولا يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ، ولذا فإن على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية : المحذور الأول هو اليأس والقنوط من رحمة الله ، والمحذور الثاني هو الأمن من مكر الله ، فلا يركن إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل ، فإن هذا من السفه ومن أمن مكر الله ، وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله ، وكلا الأمرين مذموم ، بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل ، قال بعض السلف : " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق " . جزاء الذاكرين ثم أتبع ذلك ببيان فضل الذكر وجزاء الذاكرين ، فذكر الله عز وجل أنه مع عبده حين يذكره ، وهذه المعية هي معية خاصة وهي معية الحفظ والتثبيت والتسديد كقوله سبحانه لموسى وهارون :{إنني معكما أسمع وأرى }(طـه 46) . وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وتدبر الذاكر معانيه ، وأعظمه ذكر الله عند الأمر والنهي وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي . جزاء القرب من الله ثم بين سبحانه سعة فضله وعظيم كرمه وقربه من عبده ، وأن العبد كلما قرب من ربه جل وعلا ازداد الله منه قرباً ، وقد أخبر سبحانه في كتابه أنه قريب من عبده فقال :{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }( البقرة 186) ، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم ، ففي هذه الجمل الثلاث في هذا الحديث وهي قوله تعالى : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) ما يدل على هذا المعنى العظيم ، وهو أن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه ، ولذلك فإنه يعطي العبد أكثر مما فعله من أجله ، فسبحانه ما أعظم كرمه وأجَلَّ إحسانه . |
رد: دعوة للتدبر
¤ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ¤
الأضحية.. شروط وآداب وأفكار جديدة نفيسة عبدالفتاح الأضحية هي سنة الخليل إبراهيم عليه السلام والتي أكدها رسول الله صلي الله عليه وسلم فأصبحت سنة نقتدي بها تحمل الذكري والعبرة وترمز للفداء والرغبة في التقرب إلي الله .. سنة تطعم الفقير وتدخل عليه السرور لها آداب وأصول يجب ان تراعي وهو ما يحدثنا عنه د.سعد جاويش أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر موضحا أن قصة الذبح والفداء نعرفها جميعا حيث رأي إبراهيم عليه السلام في منامه لثلاث ليال متتابعات انه يذبح إسماعيل عليه السلام وكان الرسل يأتيهم الوحي من الله تعالي أيقاظا ورقودا لأن الأنبياء لا تنام قلوبهم .. وقال بعض أهل العلم ان إبراهيم المحب لله تعالي نظر إلي ولده إسماعيل بالمحبة فلم يرض حبيبه .. فقال المولي عز وجل يا إبراهيم اذبح ولدك في مرضاتي .. فشمر وأخذ السكين وقال: اللهم تقبله مني في مرضاتك. وفي الخبر أن الذبيح قال لإبراهيم عليه السلام حين أراد ذبحه يا أبت أشدد رباطي حتي لا أضطرب واكفف ثيابك 'شمر' حتي لا ينتضح عليها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن .. وأسرع مرى السكين علي حلقي ليكون الموت أهون عليى واقذفني للوجه 'ألقني علي وجهي' لئلا تنظر إلي وجهي فترحمني ولئلا أنظر إلي الشفرة 'السكين' فأجزع وإذا أتيت أمي فأقرئها مني السلام وان رأيت أن ترد عليها قميصي فافعل فإن عسي ان يكون أسلي لها عني. ولكن المولي عز وجل الذي اختبر خليله بهذا البلاء أرسل الفداء من السماء 'وفديناه بذبح عظيم' لتكون لنا سنة وعيدا. ويقول د.سعد جاويش إن تأكيد هذه السنة جاء في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم 'إن علي كل أهل بيت في كل عام أضحية'. وهو أمري للمستطيع. ومن السنة ان يتشبه من ينوي التضحية بالحجيج لقوله صلي الله عليه وسلم 'من كان له ذبح يذبحه فإن أهلى هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتي يضحي' .. لأن إزالة ذلك بعد أن يضحي كأنه إزالة للذنوب عنه. ويضيف د.جاويش في صفات الأضحية التي ضحي بها الرسول صلي الله عليه وسلم ان الرسول قد ضحي بكبشين أقرنين أي لهما قرون أملحين اي بياض شعرهما مخالط بالسواد .. وقيل بياضه أكثر من سواده) .. ويستحب عند الذبح أن يحد الشفرة حتي لا يؤلم الذبيحة .. وألا يقوم بهذا الحد والذبيحة تنظر إليه وان يجعل الذبيحة علي شقها الأيسر حتي يمسك السكين بيده اليمني ويضع يده اليسري علي رأسها وان يوجهها نحو القبلة. كما يستحب أن ينظر من يضحي عنهم إلي أضحيتهم أثناء الذبح وان يذبح المضحي أضحيته بيده فإن لم يستطع فليدعها لمن يقدر علي ذلك. ويوضح د.جاويش ان هناك خطأ يقع فيه الناس وهو إعطاء الجزار الجلد كجزء من ثمن الذبح وهو شيء لا يصح وإنما يجب ان يتم التصدق بهذا الجلد فهو جزء من الأضحية أو أن يبقيه المضحي عنده إذا أراد الانتفاع به. وقد استحدثت هذا العام طرق جديدة علي المجتمع المصري لأداء سنة ذبح الأضحية فتقوم جمعية رسالة بهذه الخدمة بتحديد سعر الكيلو جرام وشراء الضحية كما يحدد المضحي قيمتها ثم القيام بعملية الذبح في المجازر المختلفة بحسب سكن المضحي وإذا أراد المضحي تنفيذ السنة والذهاب لرؤية عملية الذبح فالأمر متاح ويتم تغليف ما يطلبه المضحي لنفسه سواء كان الثلث فقط أو الثلثان علي أساس أن المضحىي يأخذ ثلثا لنفسه وثلثا للأهل والأقارب كهدية ويوزع الثالث الباقي علي الفقراء .. وحددت الجمعية المشاركة في العجل لتبدأ بمبلغ 'سبعمائة جنيه' حيث يتشارك فيه سبعة أفراد. كما أنها أفسحت المجال للصدقات حيث تقبل المبالغ البسيطة كعشرين جنيها أو أكثر أو أقل وتشتري بتلك المبالغ ذبيحة تعتبر في هذه الحالة صدقة وليست أضحية بحيث تخرج قوافل الخير أول وثاني وثالث أيام العيد لتوزع اللحوم علي الفقراء في محافظات مصر المختلفة. ونفس الفكرة تم تطبيقها في أحد البنوك بالاشتراك مع بنك الطعام تحت عنوان 'مشروع الأضحية' حيث تعتمد هذه الفكرة علي فتوي دار الافتاء المصرية بتاريخ 24 سبتمبر 2006 بجواز ذبح الأضاحي نيابة عن الراغبين بتوكيل الذبح ويستفيد من تلك الفكرة المقيمون في الخارج الذين يجدون صعوبة في اقامة الشريعة والمسافرون في اجازة وغير القادرين علي إيجاد مصارف كثيرة لتوزيع الأضحية إلا أن بنك الطعام سيقوم بالذبح في أحد مصانع اللحوم بالاسماعيلية وهو ما يجعل المضحي الذي يريد التعامل معه وتنفيذ سنة رؤية ذبح أضحيته في حاجة للسفر إلي هذا المصنع حيث سيتم التغليف والتقطيع وتبريد اللحوم التي ستوزع علي الفقراء في مختلف محافظات مصر. ولأن التجربة جديدة فلا يمكن معرفة مدي نجاحها وإنما المقياس هو ان يتم التطبيق ثم يتم التقييم وفي كل الأحوال نسأل الله أن يجعله عيدا مباركا سعيدا علي أمة الإسلام |
رد: دعوة للتدبر
{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} أربع كلمات عظيمة.. فهل تدبرتها؟ هل توقفت يوماً عندها؟ هل لاحظت شيئاً غريباً في نظمها؟ - - - - سؤال: من الذي يُخشى الرحمن أم الجبار؟ - - - إذن ما السر خلف ذكر الرحمن في هذه الآية ؟؟؟ - - - قال أهل العلم: إن من صفات أهل الجنة أنهم عرفوا أن الله جبار عظيم.. فخشوه واجتنبوا محارمه واتقوا ناره وعرفوا أن الله رحمن رحيم.. فرجوا عفوه واجتهدوا في عبادته وطلبوا مرضاته فعلمهم بعظمته هو الزاجر عن المعاصي وعلمهم برحمته هو الدافع إلى الطاعات فأخذت الأولى من قوله تعالى http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/start.gifمن خشيhttp://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/end.gif فالذي يخشى لا بد أنه يعلم شيئاً أورث له الخشية وأخذت الثانية من قوله تعالى http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/start.gifالرحمنhttp://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/end.gif فإذا علم الانسان أن ربه عظيم شديد العقاب خاف عقابه وخشيه ثم علم بعد ذلك أنه رحمن فإنه لا بد أن يجتهد في مرضاته رغبة في رحمته وكرمه هذه فطرة الله التي فطر الناس عليها.. وهذا من بلاغة القرآن.. ويسمى في علم البلاغة الاحتباك وهو فن بديع وشواهده في القرآن كثيرة وفق الله الجميع لتدبر هذا الكتاب العظيم وحفظ حدوده والعمل به |
رد: دعوة للتدبر
استشعار نعم الله
قال ~صلى الله عليه و سلم ~ : ( تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في الله ) رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وحسنه الألباني . ومن الأمور التي تتكرر مع المسلم في يومه وليله عدة مرات [ استشعار نعمة الله عليه ] فكم هي المواقف ، وكم هي المشاهد التي يراها ويسمع بها في يومه وليله ، تستوجب عليه أن يتفكر ويتأمل هذه النعم التي هو فيها ويحمد الله عليها . 1- هل استشعرت نعمة الله عليك عند ذهابك إلى المسجد وكيف أن من حولك من الناس قد حرم هذه النعمة وبالذات عند صلاة الفجر وأنت تنظر إلى بيوت المسلمين وهم في سبات عميق كأنهم أموات . 2- هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسير في الطريق وترى المناظر المتنوعة ، هذا قد حدث له حادث سيارة ، وهذا قد ارتفع صوت الشيطان [ أي الغناء ] من سيارته ،وهكذا . 3- هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسمع أو تقرأ الأخبار عن العالم من مجاعات وفيضانات وانتشار أمراض وحوادث وزلازل وحروب وتشريد. * أقول إن العبد الموفق : هو الذي لا يغيب عن قلبه وشعوره وإحساسه نعمة الله عليه في كل موقف وكل مشهد فيظل دائماً في حمد الله وشكره والثناء عليه مما هو فيه من نعمه ، الدين والصحة ، والرخاء ، والسلامة من الشرور .. . وفي الحديث قال ~صلى الله عليه و سلم ~ : ( من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً ، لم يصبه ذلك البلاء ) قال الترمذي حيث حسن |
رد: دعوة للتدبر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة
الراوي: أنس بن مالك و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3650 خلاصة حكم المحدث: صحيح لنتأمل هذا الحديث ونقارنه بأحوال الأمة اليوم كيف انقلبت الموازين والمفاهيم فهذه نبوءة من نبوءات رسولنا محمد صلى الله وعليه وسلم تتحقق في زمننا الحاضر |
رد: دعوة للتدبر
وعن أبي هريره –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : "آية المنافق ثلاثة : إذا حدث كذب وإذا وعد خلف..." الحديث صحيح البخاري كتاب الإيمان باب علامة المنافق ج1 (ص21) جزء من الحديث رقم (23) ضبط و ترقيم مصطفى البغا.
ولذلك تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على الأسرة المسلمة أو بالأحرى الوالدين اتجاه أبنائهم فهما مسئولان أمام الله سبحانه و تعالى في بدل الجهد و العمل على ترسيخ صفة الصدق و جميع الخصال الحميدة التي يجب غرسها في كيانهم و سلوكهم لان هذه الصفة سبب لاستقرار الحياة و استقامة السلوك وثبات القيم الأخرى وخلق فيهم شخصيه متزنة صحيحه. إن التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة تتطلب ترويض الأفراد على الصدق في كل قول و فعل مهما صغر أو كبر وعلى الراشدين و الراشدات تقع مسؤولية القدوة في ذلك, لان غالبا ما يقتدي الصغار بالكبار في كل شئ. فهم أول من تقع عليه عين الرقيب, و ذلك فقد أوصى الإسلام بالصدق و حذر من ضده خاصة مع الأطفال حتى ينشئوا نشأة صالحه , و لو نظرنا إلى أهلنا لوجدنا التساهل من جانبهم معنا, و ذلك بكثرة المخالفات بأعمالهم و أقوالهم و عدم الصدق في مواعيدهم معنا أحيانا................و غيرها من الهفوات, وهكذا نحن بدورنا سنفعله مع أبنائنا في المستقبل. وفي هذا الجانب بين المصطفى صلى الله عليه وسلم, أدنى درجات الكذب مع الأطفال, فقال في الحديث الذي رواه أبوا هريرة –رضي الله عنه- " من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه شيئا فهي كذبه". |
رد: دعوة للتدبر
دعوة للوقوف مع هذه الآيات الكريمات من سورة الإنسان
http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً* عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً* عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif رزقنا الله وإياكم الفردوس الأعلى من الجنة |
رد: دعوة للتدبر
قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربع ٍ عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ وعنْ مالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ".
في هذا الحديثِ الصحيحِ أن الانسانَ يُسألُ يومَ القيامةِ عنْ هذهِ الأشياءِ الأربعةِ. الأولُ : عَنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ لأنَ وجودَ الانسانِ بإيجادِ اللهِ نعمةٌ فَيُسألُ العبدُ عنْ هذهِ النِّعمةِ، اللهُ أنعمَ عليهِ بالوجودِ فيُسألُ عنْ هذهِ النعمةِ يُسْألُ فيما أفْنَيْتَ عُمُرَكَ فَإمّا أنْ يكونَ أفنَى عُمُرَهُ في طاعةِ اللهِ وإما أنْ يكونَ أفْنى عُمُرَهُ في معصيةِ اللهِ وهذا يُعَامَلُ على ما يليقُ بهِ وهذا يُعَامَلُ على ما يليقُ بهِ. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، والأمرُ الثاني: يسْأل عنْ جسده فيما أبلاه أي ماذا عمل بجوارِحِهِ بيَدِهِ ورِجْلِهِ وعينِهِ وأُذُنِهِ هَلِ استعملَ هذهِ النِّعَمَ في طاعةِ اللهِ أمْ في معصيةِ اللهِ لأنَّ العينَ واللِّسانَ واليَدَ والأُذُنَ والرِّجْلَ كُلَّ هذا مِنْ نِعَمِ اللهِ، مَنِ اسْتَعْمَلَهُ في طاعةِ اللهِ ينالُ في الآخرةِ أجراً عظيماً يَلقَى أجراً جزيلاً في الآخرةِ، لهذا يُسأَلُ عنْ جَسَدِهِ فيما أبلاهُ. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، والأمرُ الثالثُ: المالُ يُسْأَلُ الإنسانُ منْ أينَ جَمَعْتَ هذا المالَ إنْ كانَ أخذَهُ من حَلالٍ وصَرَفَهُ في حلالٍ في غَيْرِ معصيَةِ اللهِ، ليسَ عليهِ عُقوبَةٌ بلْ إنْ صَرَفَهُ في طاعةِ اللهِ في نَفَقَةِ أهلِهِ وفي الصَّدَقَاتِ ونحوِ ذلِكَ يكونُ هذا المَالُ الذي جَمَعَهُ منْ حلالٍ وصَرَفَهُ في طاعةِ اللهِ ذُخراً كبيراً في الآخِرَةِ أما إنْ جَمَعَهُ مِنْ حَرامٍ فالوَيْلُ لهُ ثُمَّ الوَيْلُ، وَأمَا إنْ جَمَعَهُ مِنْ حرامٍ وصرفَهُ في الصَّدَقَاتِ لا يَقْبَلُ اللهُ منهُ. ليس كُلُّ ما يصِلُ اليهِ يَدُ الإنسانِ حلالاً حتى الشئُ الذي تَصِلُ إليهِ يَدُهُ منْ غيرِ طريقِ السَّرِقَةِ والغَصْبِ منهُ ما هو محرَّمٌ، المالُ له أحكامٌ، القرءانُ الكريمُ ذكرَ المالَ الحلالَ والمالَ الحرامَ. فإذا جَمعَ المالَ منْ حرامٍ ثم صرفَ منهُ كثيراً في بناءِ مسجِدٍ ونَحْوِ ذَلكَ لا يقبلُ اللهُ مِنهُ، اللهُ لا يقبلُ منَ الصَّدقاتِ وبناءِ المساجِدِ ونحوِ ذلكَ إلا ما كان من مالٍ حلالٍ. ثم بعضُ الناسِ يجمعونَ المالَ من حرامٍ يكونُ عندهُم مالٌ كثيرٌ ثم يموتونَ ويتركونَ هذا المالَ لأهليهِم وأقارِبِهِم، هذا الشخصُ ترك وَبَالاً عليْهِ، هؤلاءِ أهلُهُ ينتفِعونَ بهِ أما هو يُؤاخَذُ عليهِ في الآخِرةِ لأنَّهُ مالٌ حرامٌ جَمَعَهُ لهم من طريقٍ حَرَامٍ ثم تركهُ لهم وذهبَ الى القبرِ. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، الأمرُ الرَّابِعُ : منْ تعلَّمَ عِلمَ الدَّينِ الحلالَ والحرامَ تَعَلَّمَ ما هو فرْضٌ مِنْ طاعةِ اللهِ وتعَلَّمَ ما هو مُحَرَّمٌ في شرعِ اللهِ فإنْ كانَ ما تَعَلَّمَهُ طَبَّقَهُ أدَّى الفَرْضَ، أدَّى ما فرضَ اللهُ عليهِ وتجنَّبَ ما حَرَّمَهُ اللهُ عليهِ كَمَا تَعَلَّمَهُ مِنْ عِلْمِ الدِّينِ هذا منزِلَتُهُ عاليةٌ في الآخرةِ، أمَّا إنْ لمْ يَتْبَعْ عِلْمَهُ وتَبِعَ هَوَاهُ أضاعَ بعضَ الواجِباتِ أو ارتكبَ بعض الذنوبِ الكبيرةِ فهو له ويلٌ كبيرٌ في الأخرةِ ثم إنَّ هؤلاءِ الأربعةَ من خَتَمَ اللهُ لهُ بالإسلامِ فماتَ مؤمِناً ومُتَجَنِّباً للكُفْريَّاتِ فمهما كَثُرَتْ ذُنوبُهُ فهو تحت المشيئةِ إن شاءَ اللهُ عاقبَهُ بذنُوبِهِ وإن شاءَ عفا عنهُ، منْ ماتَ مُسْلِمَاً مهما كانتْ ذنوبُهُ كبيرةً لا يجوزُ لنَا أنْ نَقولَ هذا الشخصُ اللهُ يُعَذِّبُهُ، ما يُدرينا إن كانَ منَ الذينَ يُسامِحُهُمُ اللهُ على ذُنوبِهِم مَهْمَا كَثُرَتْ أو كانَ مِنَ الذينَ يُعَاقِبُهُم، الأمرُ يَوْمَ القيامةِ يَتَبيَّنُ، نحنُ لا ندري، الأمرُ يومَ القيامَةِ يَتبيَّنُ، لذلكَ نحنُ إذا علِمْنَا مُسلماً مِنْ أهلِ الكبائِرِ مَاتَ لا نَقولُ هذا من أهلِ النارِ، لا يجوزُ. الصَّدقَةُ منْ مالٍ حلالٍ قدْ يغفِرُ اللهُ بها بعضَ الكَبَائِرِ، الصَّدقَةُ منَ المالِ الحلالِ لها نفعٌ كبيرٌ مهما قلَّتْ، لها عندَ اللهِ وَزْنٌ كبيرٌ لذلكَ قالَ الرسولُ عليهِ السَّلامُ: "سبََقَ دِرْهَمٌ مِائةَ ألفِ دِرْهمٍ" قيل: كيف ذلك يا رسولَ اللهِ قال: "رَجُلٌ لهُ دِرهَمَانِ (أي من حلال) تصَدَّقَ بِأحدِهِما وأبقى الآخَرَ لِنَفْسِهِ ورجُل ءاخَرُ تَصدَّقَ بمائةِ ألفٍ مِنْ عُرْضِ مالِهِ" أي لهُ مالٌ كثيرٌ، منْ هذا المالِ الكثيرِ الذي هو ملايينُ أعطى مائَةَ ألفٍ وترَكَ لِنَفسِهِ الكَثيرَ الكثيرَ، الرَّسولُ قالَ هذا الذي تَصَدَّقَ بِدِرهَمٍ وترَكَ لِنَفسِهِ دِرهماً ثَوابُهُ أعظَمُ من ذاكَ الذي تصَدَّقَ بِمائَةِ ألفٍ لأنَّ هذا غَلَبَ نفسَهُ لأجلِ الآخرَةِ ما قالَ أنا ما عِندي إلاَّ دِرْهَمَانِ كيفَ أُخرِجُ دِرهماً منهُما؟ ءاثَرَ الآخِرَةَ وخالفَ نفسَهُ وَرَغِبَ فيما عِندَ اللهِ منَ الثَّوابِ، هذا ثوابُهُ أفضَلُ من ذلكَ الغنيِّ ليس شرْطاً أنْ يكونَ الشخصُ تصَدَّقَ بالكثيرِ بَلِ العِبْرَةُ أنْ يكونَ المالُ حلالاً ثمَّ لو تصدَّقَ بحبَّةِ تَمْرٍ على إنسانٍ جائِعٍ هذهِ التَّمرَةُ الواحِدَةُ لها عندَ اللهِ وزْنٌ كبيرٌ قدْ يُعْتِقُ اللهُ المُسلِمَ منْ ذُنُوبٍ كبيرةٍ بِصدَقَةٍ قليلةٍ إنْ كانَ المالُ حلالاً وكانتِ النيَةُ تقرُّباً إلى اللهِ ليسَ للرياءِ ليسَ لِيُقالَ فلانٌ كريمٌ يبْذُلُ المالَ للهِ، إنَّما نِيَّتُهُ التَّقربُ إلى اللهِ بلا رِياءٍ. |
رد: دعوة للتدبر
اللهم صلي وسلم عليك يارسول الله ، ورضي الله عنك يابن الخطاب كلما قرأت هذا الحديث ضحكت وعجبت منه من غير إرادة، ضحك اعجاب لشخصية الفاروق رضي الله عنه استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فق...ال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ) . فقال عمر : فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ، ثم قال عمر : يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إيها يا ابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ، ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك ) . الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3683 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] رضي الله عنك ياعمر ما أعظمك وأعظم سيرتك |
رد: دعوة للتدبر
[ ص: 497 ] ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ( 183 ) أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ( 184 ) )
يقول تعالى مخاطبا للمؤمنين من هذه الأمة وآمرا لهم بالصيام ، وهو : الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل ، لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة . وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم ، فلهم فيه أسوة ، وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك ، كما قال تعالى : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات ) [ المائدة : 48 ] ، ولهذا قال هاهنا : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان ; ولهذا ثبت في الصحيحين : " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ثم بين مقدار الصوم ، وأنه ليس في كل يوم ، لئلا يشق على النفوس فتضعف عن حمله وأدائه ، بل في أيام معدودات . وقد كان هذا في ابتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام ، ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان ، كما سيأتي بيانه . وقد روي أن الصيام كان أولا كما كان عليه الأمم قبلنا ، من كل شهر ثلاثة أيام عن معاذ ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك بن مزاحم . وزاد : لم يزل هذا مشروعا من زمان نوح إلى أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان . وقال عباد بن منصور ، عن الحسن البصري : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات ) فقال : نعم ، والله لقد كتب الصيام على كل أمة قد خلت كما كتب علينا شهرا كاملا وأياما معدودات : عددا معلوما . وروي عن السدي ، نحوه . وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي عبد الرحمن المقري ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني عبد الله بن الوليد ، عن أبي الربيع ، رجل من أهل المدينة ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم . . " في حديث طويل اختصر منه ذلك . وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عمن حدثه عن ابن عمر ، قال أنزلت : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم [ لعلكم تتقون ] ) كتب عليهم إذا صلى أحدهم العتمة ونام حرم [ الله ] عليه الطعام والشراب والنساء إلى مثلها . قال ابن أبي حاتم : وروي عن ابن عباس ، وأبي العالية ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، ومقاتل بن حيان ، والربيع بن أنس ، وعطاء الخراساني ، نحو ذلك . وقال عطاء الخراساني ، عن ابن عباس : ( كما كتب على الذين من قبلكم ) يعني بذلك : أهل الكتاب . وروي عن الشعبي والسدي وعطاء الخراساني ، مثله . [ ص: 498 ] ثم بين حكم الصيام على ما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام ، فقال : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) أي : المريض والمسافر لا يصومان في حال المرض والسفر ; لما في ذلك من المشقة عليهما ، بل يفطران ويقضيان بعدة ذلك من أيام أخر . وأما الصحيح المقيم الذي يطيق الصيام ، فقد كان مخيرا بين الصيام وبين الإطعام ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر ، وأطعم عن كل يوم مسكينا ، فإن أطعم أكثر من مسكين عن كل يوم ، فهو خير ، وإن صام فهو أفضل من الإطعام ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، وطاوس ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم من السلف ; ولهذا قال تعالى : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو النضر ، حدثنا المسعودي ، حدثنا عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ بن جبل ، رضي الله عنه ، قال : أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال ; فأما أحوال الصلاة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ، وهو يصلي سبعة عشر شهرا إلى بيت المقدس ، ثم إن الله عز وجل أنزل عليه : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ) [ البقرة : 144 ] فوجهه الله إلى مكة . هذا حول . قال : وكانوا يجتمعون للصلاة ويؤذن بها بعضهم بعضا حتى نقسوا أو كادوا ينقسون . ثم إن رجلا من الأنصار ، يقال له : عبد الله بن زيد ، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني رأيت فيما يرى النائم ولو قلت : إني لم أكن نائما لصدقت أني بينا أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصا عليه ثوبان أخضران ، فاستقبل القبلة ، فقال : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله مثنى حتى فرغ من الأذان ، ثم أمهل ساعة ، ثم قال مثل الذي قال ، غير أنه يزيد في ذلك : قد قامت الصلاة مرتين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علمها بلالا فليؤذن بها " . فكان بلال أول من أذن بها . قال : وجاء عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فقال : يا رسول الله ، [ إنه ] قد طاف بي مثل الذي طاف به ، غير أنه سبقني ، فهذان حالان . قال : وكانوا يأتون الصلاة قد سبقهم النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها ، فكان الرجل يشير إلى الرجل إذا كم صلى ، فيقول : واحدة أو اثنتين ، فيصليهما ، ثم يدخل مع القوم في صلاتهم . قال : فجاء معاذ فقال : لا أجده على حال أبدا إلا كنت عليها ، ثم قضيت ما سبقني . قال : فجاء وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها ، قال : فثبت معه ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فقضى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه قد سن لكم معاذ ، فهكذا فاصنعوا " . فهذه ثلاثة أحوال . وأما أحوال الصيام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ، فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، وصام عاشوراء ، ثم إن الله فرض عليه الصيام ، وأنزل الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) . [ ص: 499 ] إلى قوله : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) فكان من شاء صام ، ومن شاء أطعم مسكينا ، فأجزأ ذلك عنه . ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) إلى قوله : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر ، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام ، فهذان حالان . قال : وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا ، فإذا ناموا امتنعوا ، ثم إن رجلا من الأنصار يقال له : صرمة ، كان يعمل صائما حتى أمسى ، فجاء إلى أهله فصلى العشاء ، ثم نام فلم يأكل ولم يشرب ، حتى أصبح فأصبح صائما ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدا شديدا ، فقال : ما لي أراك قد جهدت جهدا شديدا ؟ قال : يا رسول الله ، إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت فأصبحت حين أصبحت صائما . قال : وكان عمر قد أصاب من النساء بعد ما نام ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فأنزل الله عز وجل : ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ) إلى قوله : ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) وأخرجه أبو داود في سننه ، والحاكم في مستدركه ، من حديث المسعودي ، به . وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنها قالت : كان عاشوراء يصام ، فلما نزل فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر . وروى البخاري عن ابن عمر وابن مسعود ، مثله . وقوله : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) كما قال معاذ : كان في ابتداء الأمر : من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا . وهكذا روى البخاري عن سلمة بن الأكوع أنه قال : لما نزلت : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) كان من أراد أن يفطر يفتدي ، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها . وروي أيضا من حديث عبيد الله عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : هي منسوخة . وقال السدي ، عن مرة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) قال : يقول : ( وعلى الذين يطيقونه ) أي : يتجشمونه ، قال عبد الله : فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا ( فمن تطوع ) قال : يقول : أطعم مسكينا آخر ( فهو خير له وأن تصوموا خير لكم ) فكانوا كذلك حتى نسختها : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) [ ص: 500 ] وقال البخاري أيضا : حدثنا إسحاق ، أخبرنا روح ، حدثنا زكريا بن إسحاق ، حدثنا عمرو بن دينار ، عن عطاء سمع ابن عباس يقرأ : " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " . قال ابن عباس : ليست منسوخة ، هو للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما ، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا . وهكذا روى غير واحد عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، نحوه . وقال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عبد الرحيم ، عن أشعث بن سوار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس [ قال ] نزلت هذه الآية : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم ثم ضعف ، فرخص له أن يطعم مكان كل يوم مسكينا . وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه : حدثنا محمد بن أحمد ، حدثنا الحسين بن محمد بن بهرام المحرمي ، حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن ابن أبي ليلى ، قال : دخلت على عطاء في رمضان ، وهو يأكل ، فقال : قال ابن عباس : نزلت هذه الآية : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا ، ثم نزلت هذه الآية فنسخت الأولى ، إلا الكبير الفاني إن شاء أطعم عن كل يوم مسكينا وأفطر . فحاصل الأمر أن النسخ ثابت في حق الصحيح المقيم بإيجاب الصيام عليه ، بقوله : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) وأما الشيخ الفاني [ الهرم ] الذي لا يستطيع الصيام فله أن يفطر ولا قضاء عليه ، لأنه ليست له حال يصير إليها يتمكن فيها من القضاء ، ولكن هل يجب عليه [ إذا أفطر ] أن يطعم عن كل يوم مسكينا إذا كان ذا جدة ؟ فيه قولان للعلماء ، أحدهما : لا يجب عليه إطعام ; لأنه ضعيف عنه لسنه ، فلم يجب عليه فدية كالصبي ; لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وهو أحد قولي الشافعي . والثاني وهو الصحيح ، وعليه أكثر العلماء : أنه يجب عليه فدية عن كل يوم ، كما فسره ابن عباس وغيره من السلف على قراءة من قرأ : ( وعلى الذين يطيقونه ) أي : يتجشمونه ، كما قاله ابن مسعود وغيره ، وهو اختيار البخاري فإنه قال : وأما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام ، فقد أطعم أنس بعد أن كبر عاما أو عامين كل يوم مسكينا خبزا ولحما ، وأفطر . وهذا الذي علقه البخاري قد أسنده الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده ، فقال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، حدثنا عمران ، عن أيوب بن أبي تميمة قال : ضعف أنس [ بن مالك ] عن الصوم ، فصنع جفنة من ثريد ، فدعا ثلاثين مسكينا فأطعمهم . ورواه عبد بن حميد ، عن روح بن عبادة ، عن عمران وهو ابن حدير عن أيوب ، به . [ ص: 501 ] ورواه عبد أيضا ، من حديث ستة من أصحاب أنس ، عن أنس بمعناه . ومما يلتحق بهذا المعنى : الحامل والمرضع ، إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما ، ففيهما خلاف كثير بين العلماء ، فمنهم من قال : يفطران ويفديان ويقضيان . وقيل : يفديان فقط ، ولا قضاء . وقيل : يجب القضاء بلا فدية . وقيل : يفطران ، ولا فدية ولا قضاء . وقد بسطنا هذه المسألة مستقصاة في كتاب الصيام الذي أفردناه . ولله الحمد والمنة . |
الساعة الآن 06:21 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL