الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد (https://www.alhowaitat.net/index.php)
-   منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان (https://www.alhowaitat.net/forumdisplay.php?f=41)
-   -   الإرهاب قضية فكر (https://www.alhowaitat.net/showthread.php?t=1182)

الفارس 09-12-06 02:39 AM

الإرهاب قضية فكر
 
تمر الأمة الإسلامية بمرحلة خطيرة من تاريخها وتتنازعها تيارات فكرية شديدة الخطورة بين (فاجر متهتك وجاهل متنسك) فالأول يهاجم الدين ويدعو إلى التميع والانحلال العقدي والخلقي والتشبه بالكفار وانتشار المعاصي التي تعتبر سبباً في زوال الأمم إذا كثر الخبث نسأل الله العافية، {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلا مصلحون} ومن يريد محاربة الله سبحانه وإبعاد دين الحق الإسلام عن واقع الحياة فليبشر بالذلة والهوان والعذاب لقوله تعالى: {إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الاذلين} وقوله سبحانه وتعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً} وليمت كمداً فإن الله الذي يملك الأرض ومن فيها متم نوره ولو كره الكافرون، والتيار الثاني فكر متشدد، وصل إلى الخروج والتكفير واستحلال الدماء بدعوى الدين، والأمة الإسلامية الوسط التي تؤمن بكتاب الله وسنة رسوله على فهم السلف الصالح بريئة من الفريقين فلا يوجد مستفيد من انتشار هذا الفكر المتطرف أو هذا التميع والانحلال العقدي والخلقي سوى أعداء الإسلام.
فالإرهاب قضية فكر، أكثر من كونها قضية شخص يُقتل غدراً ويُفجر مسكناً يسكنه أبرياء، وحتى نتعامل مع هذه القضية يجب أن نعترف بوجود هذه التيارات الفكرية التي نتجت عنها تلك الوقائع وتهديد سكينتنا كردة فعل لهذا الفكر الذي لا علاقة له بالدين، ومع ذلك يحاول البعض ربط الجرائم الإرهابية بالدين الإسلامي وهو بريء من هذه التهمة بدليل أنه جاء بأروع قيم عرفتها البشرية فلا اكراه في الدين، وتحريم قتل النفس وعدم إيذاء المستأمن تلك هي مبادئ دين الإسلام الذي لا يجيز بأي حال من الأحوال أن تقوم أي جماعة بجريمة الإبادة البشرية للآخرين من خلال نصب محاكم للجنس البشري ويصدروا أحكاماً ويقوموا بتنفيذها والإخلال بمنظومة الأمن في المجتمع وفي الوقت نفسه حذَّر الإسلام من الظلم والتعدي وجعله سبباً لزوال الأمم أفراداً وجماعات، قال تعالى: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً} وقال سبحانه: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} وحث على العدل والمساواة بين الناس جميعاً لقوله تعالى {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} فليس من العدل قتل الأبرياء الآمنين، ولا شك أن قتل الإنسان المسلم والمعاهد فعل شنيع تأباه كل الشرائع السماوية وتنفر منه النفوس السوية لما ينطوي عليه من هدر للروح البشرية واعتداء على حقها في الحياة فإذا كان الإسلام قد جاء بهذه المبادئ والقيم العظيمة فكيف يستساغ باسمه قتل الأبرياء بغض النظر عن معتقداتهم الدينية ومن يرتكب هذه الجريمة لا مانع لديه من قتل نفسه لتحقيق غايته معتقداً أن ما يقوم به طريقه إلى الجنة!! وفي الحديث "من قتل معاهداً لم يُرح رائحة الجنة".

والأفكار الإرهابية وما يتبعها من جرائم يتحمل وزرها في المقام الأول أصحاب هذا الفكر التكفيري المتطرف ومن خلفهم ممن يستثمر في صناعة الإرهاب! إضافة إلى بعض العوامل التي تشكل منشطات لمثل ذلك النوع من الجرائم التي تهدد أمن المجتمعات وتقيض بناءها الاقتصادي والاجتماعي، وفي اعتقادنا إن جرائم الإرهاب عموماً مرتبطة بالأفكار فمن يسعى في الأرض فساداً رغبة في الإجرام وسفك الدماء يمكن استئصال شأفته بقتله كما يقتل، ولكن جرائم الإرهاب لا يجدى قتل القائمين بها لأنهم لا يحرصون على الحياة، لذا فلابد من زيادة وتكثيف البرامج الوقائية والعلاجية وتشديد عقوبات الشروع والتخطيط لمثل هذه الجرائم لتكون عقوبة رادعة، ولا ندعو أن يؤخذ الآخرون بالشبهات كنوع من التشدد فمحاربة الإرهاب تحتاج مع القوة إلى سياسة التحاور والاحتواء والنصح والبيان مثل ما فعل ابن عباس رضي الله عنه مع الخوارج واستطاع إعادة الكثير منهم إلى الصواب.

فالجريمة الإرهابية في كل المجتمعات هي نتاج لعدة ظروف بيئية وإنسانية وسياسية وعليه لا يمكن القضاء عليها دون تجفيف منابعها الحقيقية فمهما بلغت الإجراءات الأمنية من قوة واقتدار يظل هذا النبت يتفرخ كل يوم عن وسائل جديدة، فعلينا كمجتمع مسلم أن نهتم بالشباب من حيث توفير فرص العمل لهم والإبداع ومعالجة مشاكلهم وأن لا نتركهم نهشاً للأفكار التي تستغل ظروفهم لتخلق منهم أدوات لتسويق أهدافها وأن نتبنى سياسة الحوار والمعالجات الفكرية الهادفة فالأفكار التي تعيش في الضوء لا تشكل مهددات أمنية ولكن المهدد الحقيقي تلك الأفكار التي تحتضنها الأنفاق وعلى الشباب الالتفاف حول العلماء الراسخين في العلم والتمسك بالدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. ونخلص إلى أن المسؤولية تقع على الجميع لمحاربة هذه الجريمة التي تهدد بالدرجة الأساس المجتمع وتستهدف بنيانه الاقتصادي والاجتماعي، وضرر الإرهاب لا يقتصر على قتل المدنيين والأبرياء وتدمير البنى التحتية والمؤسسات المدنية بل يتعدى إلى الإساءة للإسلام والمسلمين في أنحاء العالم ويعطي الفرصة لأعداء الإسلام للتسلط على الأمة ومقدراتها الحيوية والتضييق على أعمال الدعوة والجهود الخيرية، وتبريراً للتدخل المادي والتواجد العسكري في البلاد الإسلامية بدعوى محاربة الإرهاب لاستغلال مقدراتها وإفساد معتقداتها.

بقلم /
زامل الركاض

الشهاب 09-12-06 06:12 AM

فعلا اخى هاذا هو الحال الذى اصبحنا وامسينا عليه








تحياتى لك ولنقلك المميز












الشهاب

ريتاج 09-12-06 11:44 PM

والأفكار الإرهابية وما يتبعها من جرائم يتحمل وزرها في المقام الأول أصحاب هذا الفكر التكفيري المتطرف ومن خلفهم ممن يستثمر في صناعة الإرهاب
الإرهاب لا دين له

شكرا اخي لطرح الموضوع


ريتاج


الساعة الآن 03:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL