الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

غير مستغرب أن تجد المواطن هنا أو هناك (يلطم) ويشتكي، بحثا عن معاملة ضائعة، أو بحث عن إنصاف في عمله، أو أن منبع شكواه من المماطلة في حل القضية، هذا هو غير المستغرب، والمستغرب أن تجد جهة حكومية (تلطم) هي الاخرى من غير أن يسمع لها أحد.
ولم تكتف باللطم فقط بل قدمت حقائق مرعبة تجعل شعر الاقرع ينبت من جديد، فهذا هو وكيل رئيس الأرصاد وحماية البيئة لشؤون البيئة الدكتور أحمد عاشور يحذر من التلوث البيئي بحقائق (كونها صادرة من جهة حكومية يعتد برأيها) مفزعة تشير الى ارتفاع معدل التلوث البيئي في منطقة مكة المكرمة، وسوف اقتطف ما قاله الدكتور أحمد عاشور على شكل نقاط :
في دراسة قامت بها حماية البيئة توصلت إلى أن بحيرة خليج سلمان تعتبر أخطر موقع ملوث، رغم أن طولها لا يتجاوز 45 كلم، وأنها أصبحت من أخطر البحيرات الملوثة في العالم لإغلاقها بالمشاريع السياحية من جميع أنحائها فذلك ما يهدد بتحولها إلى بحيرة ملوثة على المستوى العالمي، ويتطلب التدخل في الموضوع من قبل الجهات العليا.
إن الأخطاء التي ارتكبت في تنفيذ العديد من المشاريع دون وجود دراسات بيئية أصبحت تكبد المملكة خسائر سنوية تتجاوز 30% من الميزانية العامة، إضافة إلى ارتفاع معدل المصابين بالأمراض بسبب التلوث البيئي.
ووصلت المبالغ التي تصرفها الدولة سنويا على معالجة الأخطاء البيئية في شواطئ جدة تتجاوز أكثر من 900 مليون ريال سنويا، ومع ذلك مازالت الأخطاء مستمرة والمشاريع تنفذ بدون وجود دراسات بيئية، إضافة إلى أن التلوث البيئي لم يقتصر على شواطئ جدة، وإنما أصبحت أغلب المواقع بجدة ملوثة، ومن الصعب معالجتها على المدى القريب، وفي مقدمة ذلك بحيرة الصرف الصحي المعروفة باسم بحيرة المسك والتي تعتبر من أخطر المواقع الملوثة على البيئة.
هل تكفي هذه المعلومات التي خرجت من جهة حكومية لتؤكد أن مدينة جدة تموت واقفة.
واذا كانت هيئة حماية البيئة بحاجة الى عشرين عاما من الجهد المتواصل لازالة التلوث الذي حدث سابقا، فإلى أي مدى تضمن التزام الجميع بالمحافظة على إبقاء التلوث على ماهو عليه بدلا من زيادته؟
والله الحالة مرعبة.
بقلم الاستاذ / عبده خال