كازينو العوانس و المطلقات ؟
 

من المتغيرات ذات الأثر المباشر على النمط السلوكي للمجتمع تزايد نسب الطلاق، وارتفاع نسبة العنوسة، وإذا جمعنا أعداد المطلقات مع أعداد العوانس سينكشف حال المجتمع ونقف على حقيقة تلك التغيرات التي ستؤدي بالضرورة إلى خلل قيمي وأخلاقي.
هذا القول ليس تهويلا فقد أعلنت مصادر وزارة الشؤون الاجتماعية أن عدد النساء العوانس بالمملكة يزيد على مليون ونصف المليون فتاة، ولو أضفنا لهذا العدد عدد المطلقات الذي يفوق المليونين (ومرشح للزيادة) ليصل الناتج الى أربعة ملايين امرأة إما مطلقة أو عانس في حين أن احصائية مصلحة الاحصاء الصادرة في 2004 تقول إن عدد الإناث (8.243.640) مواطنة أى ما نسبته (49.9 فى المئة) من عدد المواطنين. وبمعنى آخر أن نصف إناث البلد خارج المنزل أو خارج تكوين خلية الأسرة.
وإذا كانت وزارة الشؤون الاجتماعية سارعت نافية من أنها لن تصرف اعانات شهرية للعوانس لأن الفتاة العانس في تصنيف الوزارة هي من يزيد عمرها على 35 سنة ولم يسبق لها الزواج.
فماذا عن العانس التي لم تصل لهذا السن وهي لاتعمل وليس لها عائل، ماذا تفعل من أجل أن تعيش؟
وإذ كان لها عائل وهذا العائل له خمس فتيات وهو غير قادر على تلبية الحاجات الضرورية لمعيشة بناته ماذا سيكون حال هؤلاء الفتيات مع الطلبات المتزايدة، وكيف سيكون حال العائل وهو غير قادر على تلبية احتياجاته الضرورية والأساسية؟
وماذا عن عدد المطلقات المتزايد اللاتي لايعملن خاصة إذ علمنا أنه ليس لهن نفقة خاصة بعد الطلاق؟
وإذا كانت حيثيات وزارة الشؤون الاجتماعية في رفضها صرف إعانة للعوانس (من هن دون الخمس والثلاثين) سيعد إقرارا عن العجز التام في حل مشكلة العنوسة وهو مالم يتم إقراره بعد (هكذا تقول الوزارة) بينما واقع الحال يقول عكس ذلك تماماً.
ولتطمئن الوزارة (واستطيع أن أبصم لها بالعشرة كشاهد ) أن العنوسة والطلاق في تزايد مطرد، وأن الحلول البطيئة لن تثمر اليوم ولا بعد عشر سنوات، وإن أثمرت ستكون هناك أعداد مهولة قد سحقت أثناء ايجاد تلك الحلول، كما أن الحلول يعتورها خلل جوهري يقود المجتمع صوب تعطيل اناثه وتحويلهن إلى عوانس أو مطلقات، أما الاعتذار بمحاولة معرفة الأسباب التي افرزت هذه الظاهرة فهو من باب رفع العتب كون تلك الأسباب تحت أيدينا لمن يريد إيجاد الحلول الجذرية، وقبل الشروع في تنفيذ الحلول علينا البحث عن الحلول المناسبة وليس سردها على مسامعنا..
الزاوية تلفظ أنفاسها، غدا نعب من هواء وننفثه عسى وعل.

بقلم عبده خال

رد: كازينو العوانس و المطلقات ؟