![]() |
متى يحين أوان محاسبة "إسرائيل"؟ (مترجم)
متى يحين أوان محاسبة "إسرائيل"؟
الاثنين9 من محرم1430هـ 5-1-2009م الساعة 03:56 م مكة المكرمة 12:56 م جرينتش الصفحة الرئيسة-> تقارير -> تقارير مترجمة 1/11/2009 2:16:58 AM آثار العدوان الصهيوني في غزة جون ماكارثي/ صحيفة "الإندبندنت" ترجمة/ شيماء نعمان مفكرة الإسلام: بينما تنهب الدبابات الصهيونية أراضي قطاع غزة مدعومة بالطائرات العسكرية الحديثة، وبينما يسقط الضحايا الأبرياء بين شهيد وجريح، يرى الصحافي البريطاني البارز "جون ماكارثي" أن "إسرائيل" بذلك قد أضاعت فرصة الحل الدبلوماسي مع حكومة حماس. وتناول ماكارثي في مقاله الذي نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن "إسرائيل" التي طالما صورت نفسها للمجتمع الدولي بأنها الجانب المستضعف المغلوب على أمره، يجب أن ينكشف زيفها وتخضع للمساءلة والحساب. وفيما يلي نعرض نص مقال "جون ماكارثي": جاء اجتياح "إسرائيل" لقطاع غزة مباشرة في أعقاب حملتها الجوية الواسعة، التي قالت عنها، إنها رد انتقامي "مبرر" على الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على جنوب "إسرائيل". وتعلن "إسرائيل" لوسائل الإعلام الدولية عن كل صاروخ أو هاون ينطلق من غزة إلى داخل "إسرائيل"، وحتى وقت كتابة السطور، فإن أكثر من 400 صاروخ قد تم حسابها في غضون هذا الأسبوع. إلا أن الأمر الأصعب هو العثور على تفاصيل بشأن الهجمات "الإسرائيلية"، لكن تقرير الأسبوع من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أفاد أن القوات الجوية "الإسرائيلية" قد ألقت بـ 400 قنبلة- ليس على مدار 7 أيام- بل خلال الدقائق الأولى من هجومها على غزة. وقد أودت تلك القنابل إلى جانب مئات أخرى بحياة أكثر من 400 فلسطينيًا. بينما لم تتسبب صواريخ حماس إلا في وقوع أربعة قتلى فحسب. ويتوقع "الإسرائيليون" أن تقوم حكومتهم بالرد العقابي على الهجمات التي تستهدف "إسرائيل"، وبما أنه لا يبقى على الانتخابات العامة أكثر من نحو شهر، فإن السياسيين حريصون على إظهار استعدادهم لفعل أي شيء لحماية المدنيين "الإسرائيليين". وقد رأى "إيهود باراك"، وزير الدفاع في الحكومة الائتلافية، معدلاته- ومعدلات حزب العمل الذي يتزعمه- تتصاعد في استطلاعات الرأي كنتيجة للحملة العسكرية ضد حماس والتي وصفها بأنها "حرب حتى النهاية". والآن، وبعد أسبوع من القصف الجوي، لا تزال حماس تواصل إطلاق الصواريخ بل وإطلاقها بدرجة أعمق إلى داخل "إسرائيل". ولذلك، فإنه يبدو أن العملية العسكرية سوف تستعر، متسببة في وقوع المزيد والمزيد من الضحايا المدنيين حتى تصبح الضغوط الدولية الساعية إلى الوصول إلى تهدئة ذات قوة كافية لدعم اتفاق وقف لإطلاق النار. وبينما يثير رد الفعل غير المتكافيء دعوات دولية من قبل العديد من الهيئات الدولية مطالبة بضبط النفس، فإن المؤسسة "الإسرائيلية" لا تزال تصور نفسها على أنها الطرف السلبي الأضعف الواقع تحت التهديد. وكان "إيهود باراك" قد وصف "إسرائيل" بأنها "فيلا تقع في منتصف غابة"- أي مكان حضاري تحيط به حشود الهمجية. ولقد التقيت بالعديد من "الإسرائيليين" الذين يرون أنفسهم كذلك فعلاً، ولديهم قناعة بأن العالم لا يتفهم مأساتهم وأن أهم قضية لديهم هي وقف صواريخ حماس. وربما يفيد تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية هذا الأسبوع أن الحصار "الإسرائيلي" لغزة يعني أن إمدادات الغذاء، والإمدادات الطبية، والمياه النظيفة، والوقود محدودة إلى درجة حرجة وأن غزة على شفا كارثة إنسانية، غير أن "تسيبي ليفني"، وزيرة خارجية "إسرائيل"، تنكر وجود مثل تلك الأزمة. فهي تروج لنفس وجهة النظر المعتنقة على نطاق واسع حول كون معاناة أهالي غزة نابعة من خطأهم المتمثل في قبولهم لزعامة حماس. التجاهل الصهيوني للمجتمع الدولي فهل هذه الصلابة أمر مثير للدهشة؟ لقد مر علينا 60 عامًا لم يتم فيها أبدًا مساءلة "دولة إسرائيل" الحديثة عن تجاهلها للانتقادات الدولية. فهي تجاهلت، من دون عقاب، عددًا لا حصر له من قرارات الأمم المتحدة بشان حق العودة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، وكذلك بشأن إنهاء احتلالها للضفة الغربية، وإنهاء تشجيعها للمدنيين على الاستيطان في الأراضي المحتلة، وغير ذلك. ولماذا لم تتم مساءلتهم؟ إن الحقيقة الواضحة هي أن "إسرائيل" لديها التأثير النفسي الأقوى الذي تعتمد عليه، ألا وهو عقدة الذنب العالمية إزاء المحرقة "الهولوكوست". وهذا يعني أنه بالرغم من أن المجتمع الدولي قد يقوم أحيانًا بصفع معصم "إسرائيل" خفيفًا، فإن أحدًا لا يجرؤ على المضي إلى أبعد من ذلك، ربما خوفًا من أن يُتهم بمعاداة السامية أو أن يُهاجم بأي شكل أناسًا عانوا تاريخيًا كثيرًا. إن المأساة التراجيدية هي أنه، بالرغم من ذلك، فإن هناك الآن أناس آخرين (الفلسطينيين) يعانون بسبب التردد الدولي في إغضاب "إسرائيل". تصاعد المسيحية الأصولية ووجود "إسرائيل" ويعزز الكثيرون في الساحة الدولية مشاعر الولاء لـ "إسرائيل" ، كما أنهم ربما يؤيدون، بشكل سري، الصورة البيانية التي رسمها باراك-- "فيلا في غابة". وتمثل "إسرائيل" للبعض موطيء قدم للقيم الغربية على حافة العالم العربي، الذي يُنظر إليه كتهديد متنامي مع صعود تيار الإسلام الأصولي. وهناك كذلك، بالنسبة لي، التصاعد المخيف في الفكر المسيحي الأصولي- وخاصة في الولايات المتحدة- الذي يرى أن وجود "دولة إسرائيل" هو جزء من خطة للرب، ما يجعله فوق التعرض للنقد. وقد أكد الرئيس بوش وغيره من زعماء العالم أنه إذا ما توقفت حماس عن إطلاق الصواريخ، فإنه من ثم يمكن أن يتم استئناف مفاوضات السلام. ولكن هل حقًا هناك عملية سلام قابلة للتطبيق يُمكن استئنافها؟ إن الفكرة هي أن السلام سوف يأتي بالحل القائم على أساس دولتين وأن "إسرائيل" سوف "تتفضل" بالتخلي عن مناطق محتلة في الضفة الغربية من أجل إقامة دولة فلسطينية هناك وفي غزة. الرفض الصهيوني المستمر للحدود النهائية إلا أن الدلائل ضئيلة على أن المؤسسة "الإسرائيلية"، الملتزمة تمامًا بالأهداف الصهيونية الداعية إلى خلق أرض "إسرائيل"- ("إسرائيل" الكبرى التي تمتد من البحر المتوسط إلى نهر الأردن)- يمكن أن تخطط إلى التخلي عن جزء كبير من الأرض على الإطلاق... على العكس من ذلك، فإن برامج "إسرائيل" لبناء الطرق و"المستوطنات" مستمرة على قدم وساق. وطالما اعتمدت سياسة "إسرائيل" دائمًا على خلق "حقائق على الأرض" فيما ترجيء قبول أي حدود نهائية. وقد لخص مؤسسها وأول رئيس حكومة لها، "ديفيد بن جوريون"، ذلك في عبارته: "حيثما نحرث آخر أخدود لنا، حيثما نضع حدودنا". ولا يزال ورثة بن جوريون يواصلون الحرث. وبينما يعترفون بأن وجود دولة فلسطينية بشكل ما مسألة ضرورية من أجل ضمان الحفاظ على "إسرائيل" يهودية تمامًا بقدر الإمكان، فإنهم يؤجلون تخطيط حدود هذه الدولة حتى تصل "إسرائيل" إلى النهاية ومعها بقدر الإمكان أوسع حيز من الأرض وأقل أعداد من الفلسطينيين فوق تلك الأرض. وبينما تواصل "إسرائيل" خلق"حقائق على الأرض" أكثر من أي وقت مضى، فإن احتمالات أن يتم تقديم نصيبًا معقولاً للفلسطينيين من ما كان من المفترض أنه أرض وطنهم أصبح بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى. حيث فيما يبدو سيعتمد "الإسرائيليون" على قنوط الفلسطينيين من الحصول على دولتهم، وسط حالة من الإنهاك وعدم الفاعلية دولية، فيحققون أهدافهم الإقليمية والديموغرافية. ولا يسع المرء إلا أن يأمل في أن الرئيس الأمريكي المنتخب أوباما سيمارس ضغطًا على "إسرائيل" من أجل تغيير سياساتها. غير أن ذلك لا يمثل أملاً قويًا. فكم مرة سينفض العالم يده من جديد في يأس ويدعو بتخاذل "كافة الأطراف إلى إظهار ضبطًا للنفس" بينما تعرض شاشاتنا التليفزيونية مشاهد المدنيين يرتعدون تحت عمليات القصف، والمستشفيات عاجزة عن علاج المصابين؟ نعم، يجب على حماس أن توقف هجماتها الصاروخية. ولكن بالتأكيد، وقبل كل شيء، فقد حان الوقت لمساءلة "إسرائيل" ودفعها إلى الاعتراف بإرادة المجتمع الدولي. |
الساعة الآن 11:18 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL