مصدر سعودي: قمة عربية خماسية في الرياض
 

أبلغ مصدر سعودي موثوق وكالة "قدس برس" للأنباء أن دعوة رسمية وجهها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى كل من الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد وإلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لحضور قمة عربية مصغرة في الرياض لتنقية اللأجواء بين دمشق والقاهرة وبين هذه الأخيرة والدوحة استعدادا للقمة العربية المرتقبة في العاصمة القطرية الدوحة نهاية آذار (مارس) الجاري.
وأكد عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن القمة العربية المصغرة المرتقبة في العاصمة السعودية الرياض تأتي تتويجا لجهود سعودية وصفها بـ "الجبارة" لتنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة العربية، وقال: "لقد بلغني من مصادر موثوقة أن القمة العربية المصغرة المرتقبة غدا في الرياض ستضم بالأضافة للرئيسين المصري والسوري أميري قطر والكويت، وهي خطوة في سلسلة خطوات تعكس توجه الملك عبد الله بن عبد العزيز في مشروع المصالحة العربية التي أطلقها في قمة الكويت الاقتصادية العربية"، على حد تعبيره.
وأشار الحارثي إلى وجود رغبة جادة من لدن السعودية في اتمام المصالحة العربية قبيل القمة العربية المرتقبة في العاصمة القطرية الدوحة نهاية الشهر الجاري، وقال: "واضح أن هنالك رغبة جادة في اتجاه انجاح قمة الدوحة العربية، بحيث أن اتفاق الدول العربية الرئيسية على طي الخلافات بينها حيال الملفات الأساسية المطروحة على المنطقة، سيكون من دون شك عاملا أساسيا لإنجاح قمة الدوحة العربية، وسيعيد سورية إلى موقعها الطبيعي في الصف العربي".
وأكد الحارثي أن السعودية بذلت جهودا كبيرة قبل الدعوة لعقد هذه القمة المصغرة من أجل لم الصف العربي والتوافق على حد الأدنى، وقال: "لقد أصرت السعودية على مواصلة اتمام المصالحة العربية التي أطلقها الملك عبد الله في قمة الكويت العربية الاقتصادية، ولذلك أرسلت موفدين سعوديين إلى مختلف الدول العربية الرئيسة لإقناعها بضرورة انجاح جهود المصالحة والتوافق على الحد الأدنى، وهذا ما كان على الأرض، ولذلك فأنا أعتقد أن قمة الرياض المصغرة ستزيل ما علق من شوائب على العلاقات المصرية ـ السورية وكذلك على العلاقات القطرية ـ المصرية، وتملأ فراغا سياسيا استغلته بعض القوى الإقليمية للنفاذ إلى المنطقة".
وعما إذا كان التحرك السعودي مبعثه الخشية من النفوذ الإيراني وليس تعبيرا عن قناعة عربية بضرورة اللقاء العربي، قال الحارثي: "السعودية ومعها مصر مقتنعتان بخطورة النفوذ الإيراني الذي مد أذرعه في العراق ولبنان واليمن بل وحتى في المغرب، وبالتالي موقع السعودية وواجبها يقتضي منها التحرك لحماية أمن المنطقة العربية وملء الفراغ الذي تركه احتلال العراق، وهو تحرك لا يتضارب مع هدف إيجاد التوافق العربي الضروري، وأعتقد أن هذا الهدف أصبح ممكنا بعد نجاح الفلسطينيين في تجاوز الخطوات الأولى التي تحول دون الحوار وتدشينهم لحوار سياسي نأمل أن ينتهي إلى وفاق بينهم"، على حد تعبيره.