![]() |
مفاتيح السجن
الفقر والمرض والفشل والإفلاس والجنون والموت كل هذه العقبات هي مصادر القلق لأنها السدود التي تقف بيننا وبين رغباتنا ..
أنها هي التي تجعل لحظاتنا مستحيلة ... أنها الجدران العالية التي نصطدم بها ونرتد عنها وعلى رأسنا جراح يسيل منها الدم .. أننا نريد ولا نستطيع .. لأننا فقراء مرضى فاشلون .. نريد ولكننا نخاف لأن الموت يهددنا . نريد ولاكننا نحجم لأننا لا نملك هذا الشىء أو ذاك .. والمجتمع مسئول أحيانا والفرد مسئول في أحيان أخرى .. أن الأنسان القلق يعاني رغبة لايستطيع تحقيقها .. وهو لا يملك التكيف مع واقعه ولا يملك فهم هذا الواقع ، ولا بين إمكاناته : ولا يملك حتى فهم نفسه .. إنه يريد .. ولكنه لا يفهم ماذا يريد بالضبط .. ما معنى هذا ؟ إن معناه أن إرادة الإنسان القلق تساهم في خلق مشكلته .. إنه معذب .. ولكن جزءا من عذابه إرادي ..هو الذي جلبه لنفسه بإرادته . وبتصوراته .. وهنا تبدو الثغرة الحقيقية في جدار السجن .. إن السجين يشكو ولكن مفتاح السجن في جيبه .. هو الذي أدخل نفسه وأغلق خلفه الباب .. في إمكانه أن يتحرر في إمكانه أن يقطع حلقة التصورات التي يدور فيها وأن يمحو الألوان والظلال من مشكلته ويتركها عارية على الخطوط .. وبهذا يذيب الغراء الذي يلصقها بوجدانه .. إننا لانتعلم السباحة طالما أننا واقفون على الشاطىء ... نفكر في برودة الماء وعمق البحر .. ونقدم رجلاً ونؤخر أخرى . لن نتعلم إلا بقفزة واحده تلقينا في وسط الماء وسوف نحس ببرودة الماء تلسعنا كالسوط في البداية .. ولكننا ما نلبث حتى نتعود ويتحول الشعور بالبرد إلى شعور بالدفء .. والشعور بالتهيب الى شعور بالإقدام .. ونبدأ بتحريك أطرافنا .. وهكذا نتعلم .. ثم نسبح .. ونقف .. ونمشي ..في الماء كأنه أرض مرصوفه ... إن المقاهي وإدمان التدخين وشرب المعسل ولعب البلووووت للصبح كلها معناها ورقة غياب .. يتركها الأنسان القلق على مكتبه ويذهب بدون أن يصطحب نفسه الى مكان ما ثم يعود دون أن يكون قد أحس بشىء حقيقي .. إن فترة الهروب فترة سقطت في حساب العمر ... أن القلق مشكلة حقيقية .. تحتاج إلى حل حقيقي واقعي .. وهي مشكلة عاجلة لا تقبل التأجيل .. لأنها مثل محطة لا تفتأ ترسل في الذهن إشارات مضللة مخربة .. وعلى هذه البيانات المضللة يتصرف الأنسان القلق .. فيعالج أخطاءه بأخطاء جديدة .. وهكذا تظل المشكلة تتضخم .. والحمل يزداد ثقلاً والظهر ينوء .. وينوء حتى ينقصم فجأه .. وتنتهي حالة القلق بانهيار عصبي أو انتحار أو جريمة .. أن الخلاص بأي ثمن يصبح ضرورة ملحة في بعض اللحظات .. الخلاص بأي ثمن حتى بالدم .. وأمام لحظات الأنتحار الحاده .. لاأحد يصبح مسئولا عنا سوى أنفسنا اللفائده تم نقله |
موضوع رائع اخي قرناس
شكرا لك |
إن السجين يشكو ولكن مفتاح السجن في جيبه .. هو الذي أدخل نفسه وأغلق خلفه الباب .. في إمكانه أن
يتحرر<<<<ليس دائماااااااااااااا أحيانا يتكرنا السجان ويرحل بعيدا موضوع جميل أخي قرناس لك تحياتي ريتاج |
الفارس
ريتاج مروركم أعطى النص حافزاً مميزاً ولك تحياتي |
الساعة الآن 05:33 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL