![]() |
فوق جهل الجاهلين !!
ليس أكثر فتكا من الجهل شيء!! وأجهل الجهل أن تدعي العلم بشيء وأنت لا تعرفه..! أو أن تأخذ منه طرفا يجعلك اكثر جهلا به, فأنت بذلك تزيد الإساءة، بما تظنه علما ومعرفة!
أقرأ أحيانا في بعض مطبوعاتنا حرصا على الاستزادة من المعرفة, والاكتشاف, والابداع.. غير أنني في الغالب لا أجد شيئا ذا بال فأصاب بالقنوط, واليأس من صلاح الحال.. فعندما أذهب الى الشعر لا أجد شعرا يبهج الخاطر ويسر القلب إلا فيما ندر.. وأذهب إلى الرواية فلا أكاد أسير فيها بضع خطوات حتى أتعثر, وأسقط من كثرة الحفر, والجفر, والركاكة, وقلة الذوق, وفساد النية الفنية.. فأذهب الى كتابة الفكر فلا أجد في الغالب الا مماحكات, وجهالات, ومكاوحات, وضلالات, وبغضاء تقطر منها رائحة النتن, لا رائحة العقل, والحكمة.. وأذهب إلى الفلسفة فأشفق على الفلسفة.. إذ لا أجد إلا الامعان في السقوط, والايغال في الارتباك, والتخبط, والمماراة بالجهل, واستعارة عقول الآخرين, وابتزاز المواقف, واستعلاء الصغار, والارجاف من الدهماء, والرعاع, والذين أصبحت لهم أرجل تقوم مقام الرؤوس والافهام..! وكنت ولا أزال أطرح هذا السؤال الملح صباح مساء: لماذا إلنا إلى ما إلنا إليه؟ ما السبب؟ فالمعرفة تزداد يوما بعد يوم, وبابها يتسع, والاضواء لا تتزاحم كما يقال, والعقول الرفيعة تعرف مسالكها, ولا تخطئ دربها نحو الحقيقة.. كما أنها لا تبتئس بشيء كما تبتئس بالضلالة, والانحراف..! إذا ما السبب؟!.. أعود وأقول كما بدأت إنه الجهل. فلا أدب حقيقي, ولا إبداع حقيقي بلا معرفة عميقة بأصول اللغة وعبقريتها, ولا أدب حقيقي بلا تعمق جاد, وتبحر, واطلاع واسع وإلمام بأبواب هذا الفن, واصوله, ومذاهبه, وحفظ متونه, والالمام بغرائبه.. فلا شيء يولد من الفراغ, وما أكثر أصحاب الفراغ الذين يريدون أن ينتجوا أدبا رفيعا فيسقطون في أول درجة من درجات الصعود والارتقاء.. ولا فكر حقيقي إلا بقراءة جادة ومتأنية جامعة, ذاهبة مذاهب عميقة في مناحي الابداع العقلي للانسان, ومن ثم التوصل إلى معطيات فكرية قائمة على أسس الحق المشاع في حرية الارادة, وحرية العلم والمعرفة, بعيدا عن الانتقائية, والتربص, والتشفي, فذلك مخل بالامانة الاخلاقية لروح المعرفة, ومخل باصول المحبة الانسانية.. ولا فلسفة حقيقية يمكن أن تخرج من رؤوس فارغة لا شيء فيها إلا طنين الكراهية, والكيد, والجنوح, والاعتداد بالسفاهة, والمجانة, والزيغ, والمهارشة, واعتبار عقول الآخرين مطافئا للرماد. بينما يرون أن فقاقيع طفحهم لآلئ من نور..!! إذا فلنعترف أن أزمتنا الحقيقية هي أزمة جهل بواقعنا, بأدائنا وأدواتنا, أزمة جهل حتى بالطريقة السليمة التي ينبغي أن نسلكها للتفاهم فيما بيننا. فكل منا يفخر ويزدهي بأنه: ((يجهل فوق جهل الجاهلين..)) إذا فليتنازل كل منا قليلا... لننزل من أبراج جهلنا العاجية إلى ساحة المعرفة.. المعرفة التي لا لبس فيها, ولا غموض, ولا كراهية, ولا دغالة وكبر.. والا فإننا سنكبر وتكبر معنا أمراضنا.. سوف يتقدم بنا عمر الجهالة اكثر وسوف تكثر وتكبر معه أوجاعنا المُتِلفَة والتي يلفها الخرف فتصبح حالنا المعرفية مثل حال تلك العجوز التي كثرت عليها الاسقام والأدواء فظنت أن الحل عند طبيب الحي, فذهبت إليه وقالت: يا طبيب الزمان انقذني بطبك فقال: كم عمرك يا خالة ومم تعانين.؟!! قالت: عمري تسعون واعاني من غبش في الرؤية وثقل في السمع.. قال: ذلك من التسعين.. قالت: إني أعاني من أوجاع في الظهر والركب والمفاصل.. قال: كذلك من التسعين.. قالت: أشعر بالنعاس لكني لا أنام, وأريد أن أتذكر فلا أستطيع.. وأهم بفعل الشيء فلا أقدر..!! قال: هذا من فعل التسعين.. قالت: اهذا كل ما عندك؟!! قال: نعم قالت: أنت حمار ولست طبيبا. قال: وهذه من التسعين أيضا يا خالة. وأقول: يبدو أن كل ما أصابنا ويصيبنا من تخبطات علمية, ومعرفية, وثقافية بل وسياسية هو بسبب وصولنا, وحصولنا على التسعين درجة من أمراض خالتنا ((الجهالة))!! والله المستعان عبد الله الناصر |
رد: فوق جهل الجاهلين !!
لا لايجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
بعضهم يعتقد ان الجهل شيء لا يذكر الا عند ارتكاب اي جريمه يرد اسرع واحد بالقول فلان جاهل وقد يكون في نظري من يحمل شهادة الدكتوراه وهو جاهل حتى بالتصرف والتفكير والاخلاق . لك خالص شكري وتقديري يالفارس على الموضوع الرائع |
رد: فوق جهل الجاهلين !!
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا أستنادا لمعلوماتي المتواضعه فإن الشاعر عمرو بن كلثوم يعني بالجهل في هذا البيت ماهو ضد الحلم والتعقل وليس الجهل الذي هو ضد المعرفة الموضوع يحمل أفكارا رائعة أخي الآتي الأخير وملاحظات قيمة تواجهنا فعلا حين نريد الإستزادة من العلم والمعرفة فنصدم بما تحويه أرفف المكتبات ، ولكن هذا لا يعني أن الظلام يحيط بنا من كل اتجاه بل هناك شعلة تحمل لنا النور المتوهج بكنز المعرفة ،هذه الشعلة هم المخلصين الصادقين الأمناء على الكلمة والحريصين على احترام عقولنا والذين يمنحوننا الثقة والأمل شكرا لموضوعكم المتميز |
رد: فوق جهل الجاهلين !!
اخي الفارس وفارسنا وفارس هذا الموضوع ، ما هو مصدر المعرفه الحقيقي والمعرفه الحقه من اين تستقى حقيقه المعرفه. لا اريد ان ادخل في متاهات الفلسفه وعلم الكلام والغموض والضبابيه والهلاميه ومن اول البيضه ام الدجاجه. لكن بالفعل كيف يعتد بمصدر معرفي دون مصدر اخر وما هي المواصفات الحقيقيه الفنيه المعتمده التي يمكن اعتمادها كمعايير لقياس مدى مصداقية المصدر المعرفي دون سواه. الذي يجول في نفسي أننا الان امام ثورة معلوماتيه معرفيه عالميه بلا حدود ولا اطر ولا ضوابط بل عباره عن سيل جارف ومتجدد من المعلومات المعرفيه في شتى العلوم والمعارف البشريه ماهو الضابط لمصداقيتها، هل فكر القارىء، هل طبيعة المصدر، هل وهل الف سؤال، لان كثير من المصادر وقعت كتابتها وصياغتها وأخرجها تحت تأثير دوافع وتوجهات سواء سياسيه او شعوبيه او عصبيه او شخصيه اي انه تم تسيسها وتجييرها لصالح قضايا او فئات او دول او رموز او احزاب او لتاريخ وظرف ومكان ورمز معين، مثال من اهم مصادر المعلومات المعرفيه القنوات الفضائيه والتي في مجملها مسيسه وغير مستقله الا ما ندر ولها دور كبير في التأثير على الادراكي المعرفي للمشاهد العربي والتأثير على كثير من مخرجات فكره واحياناً تجهيله في قضايا معينه تحت شعار الحقيقه وتغيبه تماماً عن قضايا لصالح قضايا، انا هنا لا اقلل من فكر ووعي وادراك الانسان العربي ولكن كيف له ان يقف امام هذا الطوفان المعلوماتي المعرفي دون ان يتأثر سواء سلباً او ايجاباً، كيف يمكن له ان يجد المعرفه الحقه والحقيقه ، كيف يمكن لمداركه المحدوده امام وحش الغزو الثقافي ان يستنبط وينقب ويبحث بكل وعي واستقلاليه عن المعرفه الحقه دون ان يتلوث فكره، انا اشير بشكل مباشر الى الانسان العربي العادي وهذا هو السواد الاعظم وليس المفكرين والمتمرسين في مجال الاسكتشاف والتنقيب والبحث عن حقول المعرفه الحقه كونهم مؤهلين واكثر قدره ورياده لذلك العمل سواء بسبب مؤهلاتهم او خبرتهم او عملهم او بنوغهم في هذا المضمار، وبالتالي نحن امام قضيه هامه وهي ان في كثير من الوقائع والاحداث يتم التعتيم عن الحقيقه وتجاهلها وتجهيل التفكير فيها وبالتالي تجهيل الفكر واستهدافه وتشتيته وتغيببه عن معلومه او واقع او تاريخ معين ، فأنا لا اوجد او أختلق عذراً لتبرير ذلك ولكن اقدم طلب استرحام لفكر الانسان العربي العادي.
|
الساعة الآن 09:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL