![]() |
خطر التطبيع على مستقبل الأجيال
خطر التطبيع على مستقبل الأجيال
كان يُقال في ظلّ نكبات الماضي على الأقل، إنّ علينا أن نُقاوم، وأن ندعم من يُقاوم، وأن نفسح المجال لمن يُقاوم، فهذا ـ وإن مارست السياسات على أرض الواقع غير ذلك الذي كانت تقول به ـ يدلّ على أنّها كانت "تخشى" على الأقل من الإعلان المباشر عن توجيه الضربات لإمكانات المقاومة الذاتية وأهلها والداعين لها والعاملين من أجلها. أمّا الآن فتخلّت السياسات "الواقعية" المعاصرة عن حقّ الكلام لا حقّ الأفعال وممارستها فحسب، فكأنّ حقّ المقاومة المسلّحة بالوسائل الممكنة المتاحة ليس فرضاً أوجبه ديننا الذي هو مصدر تشريعنا وعزتنا، أو ليس شرعة دولية ثابتة في المواثيق بكل وضوح فلا يُنكرها على قوم دون قوم إلا مكابر أو عدوّ، أو كأنّ من يُمارسون هذه المقاومة المشروعة المفروضة المطلوبة من الأبطال الشرفاء، يُمارسونها ضدّ أُناس أبرياء، ليس فيهم مهاجر روسي أو حبشي أو بولندي أو سوى ذلك من أجناس الأرض، أتى فاغتصب أرضَ إنسانٍ فلسطيني منفيّ في صقع ما من أصقاع الأرض، أو كأنّه ليس فيهم مستوطن نشأ هو وأهله، على الزيتون الذي اغتصب، والحقول التي اغتصب، والماشية التي اغتصب، والمياه التي اغتصب. إن من أسوأ مظاهر النكبة التي نُعايش، والتي أصبحنا منكوبين بها جميعاً، شعوباً وحكومات، تيارات وأحزاباً، "متشدّدين ومعتدلين" بمقاييس الغرب أو الشرق.. من أسوأ مظاهرها أن نجد داخل صفوف المنكوبين بذلك الباطل، مَن يُدين عمليات المقاومة، أو يعمل على منعها، أو يُندّد بها، أو يُشكّك في مشروعيتها، كل على حسب المكان الموضوع فيه، فإذا به يُساهم في صنع النكبات، من حيث يُريد أو لا يُريد.. سيّان فالحصيلة واحدة..! إنّ نكبة الأمس نكبة عسكرية، وكم من الجيوش انتهى أمرها بهزيمـة، دون أن ينتهي أمر الأمّـة التي تصنع الجيوش لا العكس، أمّا نكبتنا اليوم فنكبة حضارية عندما يتولّى فريق منا العمل على أن تُصبح صناعة مستقبل أمّتنا وفق ما تُريده الوحشـية الإجرامية العدوانية التي يُمارسها عدوّنا بقوّاته العسكرية، وهذا في ظلّ حماية "خيار السلام الاستراتيجي الأوحد"..! نحن في نكبة أعظم.. لولا الأمل الكبير في العزائم التي بدأت تظهر من قلب الهزيمة، وتؤكّد مسيرة الجيل الجديد على طريق آخر، يُنهي عصر الهزائم والنكبات بمختلف أشكالها وفي مختلف الميادين، ويُجدّد عهد البناء والتقدّم، وما ذلك على الله بعزيز. |
رد: خطر التطبيع على مستقبل الأجيال
لك خالص شكري وتقديري يا ابو صلاح
|
رد: خطر التطبيع على مستقبل الأجيال
اقتباس:
|
رد: خطر التطبيع على مستقبل الأجيال
اقتباس:
موفق أخي ابا صلاح وهذا الكلام معبر جدا |
رد: خطر التطبيع على مستقبل الأجيال
اقتباس:
|
الساعة الآن 10:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL