![]() |
اللهم أعطنا خيرها وخير ما جاءت به
اتسم هذا العام باضطراد الرياح المحملة بالأتربة والغبار على خلاف ما تعودنا عليه. ومع أن ما تعودنا عليه سابقا يكون ـ عادة ـ مرتبطا بقلة الأمطار. إلا أن هذا العام لم يتسم بذلك، حيث أن معظم مناطق المملكة وبخاصة شمالها ووسطها وغربها كان مطيرا منذ بداية الموسم.
لكن الله سبحانه له ما يريد وقتما يريد وكيفما يريد. ولانملك إلا أن ندعوه بأن ينير بصائرنا لحسن التعامل مع ما نبتلى به من خير أو خلافه، راجين من الله أن يديم علينا الخير وأن يرزقنا القدرة على شكر ما أولانا إياه من الخير. وأن يعيننا على الصبر على ما نبتلى به من ما لانراه خيرا. لقد نشرت بيانات رصدتها أقمار صناعية ذات علاقة بالرصد الجوي (الطقس) أن العاصفة الحالية سوف تستمر، ووصفت هذه التقارير العاصفة الحالية بأنها الأسوأ في تاريخ المنطقة. وأن هذه العاصفة تحمل نحوا من 2,9 مليار طن من الذرات العالقة بالغبار، وأن كل جرام من الغبار يحتوي على مليارات من الخلايا البكتيرية، التي سوف تؤثر على البيئة وسكانها. فان صدقت هذه التوقعات فإننا يجب أن نلجأ إلى خالقنا طالبين منه أن يرحمنا، وأن يعطينا من خيرها، وأن يكفينا شرها وشر ما جاءت به. ولن يستجيب الله دعاءنا إلا إن صدر منا بصدق وإخلاص، وألا يكون مجرد كلمات هامشية لايصاحبها خضوع وخشية، فالله يقول: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لايحب المعتدين). ويقول أيضا: (فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون). إن الصراعات الدولية التي يسندها مخترعات خطيرة ليس في تدميرها الآني عند استخدامها فقط وإنما ما تخلفه من بقايا وعوالق مما يدمر البنية الأساسية، ومن ثم تدمير البيئة وما تحويه من نباتات وعوامل بناءة. إن من يستعرض التطورات الخطيرة في القرن الماضي يرى بوضوح أن الإنسان يسعى إلى تدمير نفسه رضي أم أبى لأنه يخترع الاختراع معتقدا أنه يخدمه ثم يفاجأ بأنه يهدمه.. وقد يعجز فيما بعد عن علاج الأخطاء التي لم تكن في الحسبان. وأقرب مثل على ذلك البتروكيميات التي خدمت جوانب كثيرة من حياة الإنسان لكنها هدمت جوانب أخرى مما يخدم صحة الإنسان وسعادته. فكم من سلالات حيوانية أبيدت، وكم من نباتات أعدمت. وكم من مريض كان سبب مرضه (بإذن الله) مشتقات البترول. لكن مالايدرك كله لايترك جله. ومع ذلك فإننا ندرك ما قدمه البترول من خدمة كبرى للبشرية، من حيث إمداد وسائل النقل وتطويرها. ومن حيث استخراج مشتقات جعلت أساليب الحياة أكثر راحة لكن ذلك يبدو لأول وهلة لاسلبيات لوجوده، فماذا عن تلوث الهواء، وماذا عن حرق النباتات التي يأتي عليها أي من هذه المشتقات، وماذا ينجم عن سوء الاستخدام الآدمي لهذه المشتقات. وأما من حيث إبادة بعض الفصائل الحيوانية فإننا ـ مثلا ـ في جزيرة العرب لم نعد نعرف التمور التي كانت متواجدة في الماضي. ولم نعد نرى الغزلان إلا في المحميات التي أقامتها الحكومة. وبعد سنوات قليلة قد نسمع بالضب والجربوع ولانراه إلا في المحميات. هذه بعض جوانب التقنية التي يظن الكثيرون من البسطاء بأنها ذات نفع مؤكد وأنه ليس لها سلبيات. إن الانسان عدو نفسه ولو قارنا سلوكنا مع بعضنا البعض لوجدنا أن ذكاءنا لم يكتف بالرقي في معيشتنا، وإنما ارتقى بها من جانب وهدمها من جوانب أخرى، فكأننا يد تبني، والأخرى تهدم. أين النباتات التي كانت تشكل غابات في قلب الصحراء، فصارت الآن تاريخا، والسبب مساهمة التقنية في تكسيرها ونقلها بعيدا عن أعين السلطة التي تحاول ـ بدون كفاءة مناسبة ـ أن تحميها. إن الذي أشير إليه في مقدمة هذا المقال ما هو إلا نتيجة ذكاء واختراعات بناءة في نظر مخترعها ولكنه لم يدرس أبعادها الهدامة. وما فعلته الدول الكبرى في غزوها لهذا البلد أو ذاك لم يكن في ذهن من أمر بها ما قد يؤدي إليه اختراعاتها من سلبيات ضررها أكبر بكثير من فائدة استخدامها الأولى. إذن فنحن أمام امتحان خطير يتمثل في النتائج السلبية لعوامل البناء التي لم تدرس بكفاءة فصارت وبالا. بقلم حمود البدر |
رد: اللهم أعطنا خيرها وخير ما جاءت به
اللهم اعطنا خيرها و خير ما جاءت به
|
رد: اللهم أعطنا خيرها وخير ما جاءت به
اللهم اعطنا خيرها
وجنبنا شرها ذكرني المقال بتعليق احد العلماء اثناء الحرب البارده حول نوعية الاسلحه التي ممكن ان تستخدم في الحرب العالميه الثالثه والرابعه فقال ان كانت هناك حرب عالميه ثالثه بالاسلحه النوويه فسوف تكون الحرب العالميه الرابعه بالحجاره |
رد: اللهم أعطنا خيرها وخير ما جاءت به
لك خالص شكري وتقديري يا الاتي الاخير
|
رد: اللهم أعطنا خيرها وخير ما جاءت به
اللهم أعطنا خيرها وخير ما جاءت به
وفقك الله أخي الفاضل : الآتي الأخير على هذا المقال |
الساعة الآن 01:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL