الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

اشترى الناس، وقت الحاجة، هاتف السيارة بأكثر من مائة وعشرين ألف ريال، وكان فقط للطبقة الغنية، وجاء الهاتف الجوال ليباع، عند التأسيس، بعشرة آلاف ريال، وهو سعر لم يحدث عند إنتاجه في الشركات المبتكرة ، وكان المحظوظ من يحصل عليه ولو بالواسطة ، وقد تراجعت الشركة فحولت جزءاً من المبلغ رصيداً للمكالمات وسط شكاوى المواطنين ومقارنة السعر بدول الجوار والخارج، وهي ضحكة بكى منها الجميع..

النظام معطل، جملة تسمعها في مراكز البيع في الأسواق المركزية ومعاملات البنوك ومكاتب الخطوط، ومبيعات التجزئة والجملة، وكل ما له علاقة بالشراء بالبطاقة، والثلاث شركات للاتصالات تجد إعلاناتها في كل متحرك وساكن، وسائل الإعلام وأعمدة الكهرباء ومحلات بيع الهاتف، ولو صرفت هذه المبالغ على تحسين الأداء والخدمة، وخرجنا من خدعة الإعلان لربما كان ذلك أجدى وأكثر حكمة، بينما في بلدانٍ سكانها ومحلات بيعها وحجم قطاعاتها تتعاطى مع البطاقة، لا تشكو هذ المرض المزمن رغم إمكاناتها المادية الأقل منا، وتدعي هذه الشركات أن عدم توزيعها الأرباح إنما يأتي بسبب التطوير لبنيتها الأساسية وهي دعوى ترد عليها حالات الانقطاع، ولا ندري كيف نخطط لمؤسسات وحكومة إلكترونية بينما هذه الشركات تمشي بقدم واحدة، وقد تصل إلى حالة الزحف في حالة الإعاقة التامة..

البضاعة هرج طويل، وكلما زادت المفردات والأسئلة والأجوبة وصارت ساعات المكالمة طويلة كان العائد هائلاً وكبيراً مقابل مصروفات أقل، وكل الشركات التي تقدم هذه الخدمة لا تشكو العجز في أرباحها أو حالات ارتفاع أو سقوط العملات والبضائع والأسهم، لأن المكاسب مضمونة طالما هناك ألسنة تتحرك بالمجدي، وغير المجدي، ونصف شبابنا وسيداتنا بضاعتهم الهرج الطويل وهي نعمة نحسد عليها..

الشركات الأمريكية تمنحك الهاتف والشريحة مجاناً، وبأسعار معقولة لأنها تدرك أن المنافسة فيما بينها جاءت جدواها لمن يحصل على ثقة الزبون، أما شركاتنا فهي تقسّط عليك نزول الأسعار وتحاول محاكاة غيرها بإعطاء بعض الامتيازات التي لا تحسب ذات قيمة إيجابية..

في بعض الأحيان تحاول الحصول على شريحة جديدة لتضيف لدخل الشركة مبلغاً ما، لكن الرد يأتي أن النظام معطل، والسبب الانتقال لآخر أكثر حداثة، ولا أدري ماإذا كان الانتقال في مثل هذه الحالات يوقف خدمة تأتي لصالح الشركة!

أما (الإنترنت) فشكواها كبيرة بطء في السرعة حيث حالات التشغيل لا تمنحك فرصة الحصول على المعلومة في زمنها المطلوب، وإذا انفتح جهازك، فالانقطاع سيكون البديل ولا ندري قياس حالات الضرر لمن يتعامل بهذه الخدمة مع عالم أصبح يطور أساليبه بأعلى درجات النجاح، بينما الحال عندنا لا تصل لدرجة (مُرْض)..

السبب أن المتضررين لا يحكمهم نظام أو قانون يترافعون من خلاله ضد هذه الشركات حتى تدرك فداحة الخطأ وتكاليفه، ولذلك لن تتغير السلوكيات إلا بتغير العقول والأدوات والأشخاص التي ترسم خطط النجاح..
بقلم يوسف الكويليت