![]() |
الـمــال الــحــرام
بسم الله الرحمن الرحيم
ديننا الحنيف هو دين الطهر والنقاء، ولذلك هو يدعو في آيات القرآن وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نقاء المظهر والمخبر، ويذم كل ما يجانب ذلك، ويعتبره تشويهاً للفطرة السليمة، فعندما يقول القرآن: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون» (آل عمران - 102)، يريد من المسلم أن يكون تلك الشخصية السامية الراقية التي تنتصر على أنانيتها، وتطهر نفسها من كل الرذائل التي تثقل بها إلى الأرض، ومن ذلك طهر اليد من الحرام، بألا يأخذ الإنسان من المال ما ليس له وطهر النفس من الأحقاد والحسد والأنانية والظلم، الذي يجر المجتمعات إلى فساد عريض فالإسلام جاء ليحرم الخبائث إذا كان هذا الخبث مادياً أو معنوياً، ويأتي على رأس ذلك كله أكل المال بالباطل، فهو من أسوأ الخبائث كما أنه من أسوأ أنواع الظلم، وفي هذا الزمان الذي فسدت فيه ذمم وأخلاق البعض وكثرت الخيانة وانتشرت الأخلاق الرديئة من الكذب انتشر الفساد ويكفي آكل المال الحرام عقاباً أن أبواب السماء تكون مغلقة في وجهه فلا يقبل له دعاء، فقد أخبر رسول الله ان الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له؟، وليس الدعاء وحده الذي لا يقبل بل ان كل أعماله لا تقبل، قال صلى الله عليه وسلم: (إن المرء ليقذف اللقمة الحرام في جوفه فلا يقبل له عمل أربعين يوماً). ونحن في هذا الشهر الكريم ندعو كل من استولى على مال حرام، ان يعودوا إلى رشدهم، ويتوبوا الى ربهم توبة نصوحة ويبرؤوا ذمتهم من المال الذي استولوا عليه حتى لاتصيبهم دعوة المظلوم ، وليعلم مثل هؤلاء ان آكل الحرام لا يسعد في الدنيا ولا في الآخرة، وإن الحرام يذهب من حيث أتى. |
|
الساعة الآن 10:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL