![]() |
ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة......
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قال تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". كما هو واضح من الآية الكريمة حديثي اليوم عن صفه تكاد تختفي من حياتنا الا وهي: الإيثااااااار!! إن الإيثار من أفضل مكارم الأخلاق، فبحسب رغبة الإنسان في مكارم الأخلاق يكون إيثاره بأمور عديدة، مثل بُغض الشُّحِّ والبخل وذلك بالتعود على الجود، ورعاية الحقوق حق رعايتها والرغبة في الجزاء على الأعمال الطيبة في الآخرة وتعويد النفس على تحمل الشدائد والصعاب. إن سمة الإيثار متعلقة بسمات كثيرة أخرى مثل سعة الصدر والرأفة بالناس والبعد عن الكبر وترك الغل وصفاء السريرة، فبدءاً من المجتمع الكبير فإنه لا تتوفر الطمأنينة والأمان والاستقرار إلا في مجتمعات يتوفر فيها الإيثار. الايثار هي الدرجة التي لا يصل اليها الآالذين صبروا، ولا يلقها إلا ذو حظ عظيم ، وهي أرفع منازل الاخوة ، واسمى درجات الصداقة التي لا يجد الانسان أنساناً يعمل بها في مثل هذا الزمن الذي قل فيه الايثار. والإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة الآخرين على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. والإيثار صفة من صفات نبينا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم ), والأمثلة كثيرة سأذكر منها: في ليلة من ليالي الشتاء القارص في المدينة والنبي يشعر ببرد قارص جاءته امرأة من أنصار المدينة وقد نسجت له بردة من القطيفة ففرح بها النبي ولبسها ، فخرج بها النبي صلى الله عليه وسلم (في أول لبسة) – مثلما تشتري بذلة جديدة وتخرج بها لأول مرة – فنظر له أحد الصحابة من الأنصار وقال له ما أحلى هذه العباءة ! ألبسنيها يا رسول الله ، - إذا كنت مكان النبي ماذا تفعل ؟ قال له النبي : نعم وخلعها له في الحال – صلى الله عليه وسلم – أرأيتم الإيثار ، فاحتدوا بالصحابة على هذا الأنصاري وقالوا له كان النبي في احتياج لها ، فقال لهم : وأنا أحوج منه إليها فقد أردت أن أجعلها في كفني حين أموت . جاء أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فتحت مكة وخبير و كثرت الغنائم وقد كان ذلك بعد 23 عام هي فترة بعثة النبي كانت أكثرها والنبي والصحابة في حالة شدة وفقر فقد كان صلى الله عليه وسلم يربط حجرين على بطنه من شدة الجوع فبعد أن من الله عليهم بكل هذه الفتوحات، كان نصيب النبي من الغنائم، عدد أغنام ما بين جبلين، تخيل هذه الكمية تصبح مع فقير عاش كثيراً في الفقر، ولكن النبي كان يريد الآخرة . - جاءه أعرابي ونظر لهذه الغنائم فقال له النبي : أتعجبك ؟ قال : نعم ، قال له النبي : هي لك ، فقال له : يا محمد ، أتَصدقني القول ؟ قال : نعم خذها إن شئت – هل تتخيل من الممكن أن تؤثر إلى أي مدى ؟ - فقام الرجل وجرى إلى الغنم وهو يلتفت حوله، وأخذها كلها وعاد بها إلى قومه وقال لهم : أسلموا فقد جئتكم من عند خير الناس، إن محمد يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبداً. يقول الراوي: ما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدً شيء يملكه، أي لم يمنع الرسول عن أخذ أي شيء يطلبه من النبي ….. الإيثار عند الصحابة: هذا هو " أبو دجانة " في غزوة أحد والسهام تصوب ناحية الرسول صلى الله عليه وسلم من كل مكان ، فيأتي أبو دجانة ويؤثر النبي على نفسه و يحتضن النبي ليقديه من السهام . - يقول أبو بكر نظرت إلى ظهر أبو دجانة فإذا هو كالقنفذ من كثرة السهام مجروح وما زال يؤثر النبي صلى الله عليه وسلم ، أين إيثارنا نحن لرسول الله بحفظ سنته ؟ - وهذا هو طلحة بن عبيد الله يأتي للنبي يوم أحد ويقول له : " اخفض رأسك يا رسول الله ، نحري دون نحرك يا رسول الله – أي رقبتي دون رقبتك يا رسول الله – ويقذَف النبي صلى الله عليه وسلم بسهم فيمنعه طلحة بيده ويخترق السهم يده ، وتشل هذه اليد الكريمة . بنفسي أنتم اشتشهد عكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، وجماعة من بني المغيرة، فأتوا بماء وهم صرعى، فتدافعوه حتى ماتوا ولم يذوقوه: أتي عكرمة بالماء، فنظر إلى سهيل بن عمرو ينظر إليه، فقال: ابدأوا بذا أي سهيل فجيئ بالماء إلى سهيل، فنظر إلى الحارث بن هشام ينظر إليه، فقال: ابدأوا بهذا، فأعادوه على الأول فإذا هو قد مات، ثم الثاني فإذا هو قد مات، ثم الثالث فإذا هو قد مات، فماتوا كلهم قبل أن يشربوا، فمر بهم خالد بن الوليد فقال: بنفسي أنتم! - حكي أن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما مر على بستان فرأى فيه غلاما يعمل ويجمع فيه التمر، فجاءه ابن سيده برغيفين هما طعام يومه، فجلس الغلام ليأكل فرأى كلبا قد أقبل نحوه يهمهم ويحرك ذنبه فألقى إليه برغيف فالتهمه سريعا، واقترب منه يحرك ذنبه كأنه يطلب زيادة فرمى إليه بالرغيف الثاني، وقام لعمله، فعجب بن جعفر وهو المشهور بزمانه بالسخاء والكرم والإيثار واقترب منه وسأله يا غلام كم قوتك كل يوم؟ قال: هو ما رأيت. قال عبد الله: ولم آثرت بهما هذا الكلب؟ قال الغلام: إن أرضنا ليست بأرض كلاب وعلمت أن هذا الكلب ما ساقه إلينا إلا الجوع فآثرته على نفسي، قال عبد الله: وكيف تصنع بنفسك هذا اليوم؟ قال الغلام: أطوي هذه الليلة، أي أبيت على الجوع. قال عبد الله: يلومني الناس على السخاء وهذا الغلام أسخى مني. فذهب عبد الله إلى سيد الغلام وطلب منه أن يبيعه هذا الغلام. قال سيد الغلام: ولم تريد شراءه؟ فأخبره بما رأى منه، وأنه يريد شراءه وعتقه وشراء البستان وإهداءه إليه. فقال له السيد: أنت تريد أن تفعل به ذلك بهذه الخصلة الواحدة ونحن لا نزال نرى منه العجائب كل يوم. أشهدك أنه حر لوجه الله تعالى وأن البستان هبة مني إليه. إيثار الأنصار: دائماً نسمع عن الإيثار بأن يقوم به فرد ، لكن أن تقوم به بلد بأكملها لم نسمع ، وقد كانت المدينة هي هذه البلد ، وكانوا هم الأنصار، لقد كان إيثارهم شيء خيالي لايصدق. عندما خرج المهاجرون من مكة لا يملكون شيئا كل واحد بما يلبسه فقط ، وقد كانوا أغنياء ، وكانوا تجاراً ، أما أهل المدينة فهم زراع ، وكان المهاجرين لا يستطيعون العمل بالزراعة .. وأتى المهاجرون، منهم من أتى على قدمه. لكن ما حصل كان فوق الخيال يقول الصحابة أن ما من مهاجر دخل المدينة، إلا بالقرعة من كثرة تكالب الأنصار على من يأتي من المهاجرين. كل منهم يريد أن يضيفه هو، فكانوا يدخلون بالقرعة. ثمـرات الإيثـار: 1ـ انتشار التعاون والتعاضد بين المسلمين. 2- تحقيق الكفاية المادية في المجتمع 3 - بتحقيق الإيثار يتحقق الكمال الإيماني في النفس, قال صلى الله عليه وسلم )) لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (( البخاري 4- الإيثار يقودك إلى ترك جملة من الصفات الذميمة ، كالحسد والحقد ، والبغض للآخرين ، والأنانية و الجشع ، وغيرها من الصفات الذميمة هكذا كانوا: قال الحسن: "لقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه، ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم، وما يجد عنده إلا قوتاً، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عز وجل، فيتصدقون ببعضه وإن كان هو أحوج ممن يتصدق عليه" فيا أخي الحبيب! إن كنت متأسياً فتأس بهؤلاء السلف الكرام، فإن التأسي بهم فلاح ونجاح وسعادة في الدنيا والآخرة، لأن اتباع هؤلاء هو اتباع لنهج النبوة، والأخذ عنهم هو أخذ من مشكاة الوحي واستضاءة بنور الرسالة، فأين مثل هؤلاء في هذا الزمان؟ وأين أشباههم على ظهر الأرض لا في بطنها؟ وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين. |
الايثار سيدتي صفة من صفات المسلم حض عليها ديننا المطهر و حضت عليها الانسانية و هي تعد من مكارم الاخلاق
اشكر لك عمق طرحك و فائدته سيدتي درة الحويطات . بارك الله فيك و في فكرك و قلمك لك اجمل التحايا . |
مشكوووره ام يزيد على الموضوع
لك كل احترامي يعطيك العافيه |
اقتباس:
|
شكرا أختي وسن بارك الله فيك.
|
الساعة الآن 01:41 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL