![]() |
هديه صلى الله عليه وسلم مع الصغار
الحب و الرحمة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، رحيماً بالصغار يحبهم ويداعبهم وكانوا يقبلون عليه لما يجدونه من حبه لهم و رحمته بهم، فكان عليه الصلاة والسلام يحمل حفيده الحسن بن علي بن أبي طالب ويضعه علىكتفيه الشريفتين ويداعبهُ ثم يضمّه ويُقبلهُ ويدعو الله قائلاً : "اللهم أَحِبَّهُ فإنِي أُحِبُّهُ" و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله التزم الحسن بن علي، فقال اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، وقال أبو هريرة فما كان أحدأحب إليَّ من الحسن بعد ما قال الرسول ما قال. وروي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم كان يصلّي يوماً في فئة والحسين صغير بالقرب منه، فكان النبيّ صلّى الله عليه وسلم إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره ثم حرّك رجليه، وقال: حل حل، فإذا أراد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى جانبه، فإذا سجد عاد على ظهره وقال: حل حل، فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبيّ صلّى الله عليه وسلم من صلاته، فقال يهوديّ: يا محمد! إنّكم لتفعلون بالصبيان شيئاً ما نفعله نحن. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلم أمّا لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله، لرحمتم الصبيان. قال: فإنّي أؤمن بالله ورسوله. فأسلم لما رأى كرمه صلّى الله عليه وسلم مع عظم قدره. وروي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم مّر على بيت فاطمة عليها السلام فسمع الحسين يبكي، فقال: ألم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني. وكان يرفع ابنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها وهى صغيرةعاليآ ثم ينزلها إلى يده, وكان يفعل ذلك عدة مرات ثم يقول " ريحانة أشمُها ورِزقُها على ربها" 0 وعن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول : " نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما" . وكان النبي عليه الصلاة والسلام يركب أحفاده الحسن والحسين على ظهره ويقول " نعم الفارسان ولدىَّ هذان" 0 ومن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال أنه قال : ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) 0 ومن رحمته ما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم: " إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجدأمه من بكائه" . وعن أنس رضي الله عنه قال : ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف عنه مخافة أن تفتن أمه . وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال : " صدق الله ( إنماأموالكم وأولادكم فتنة) ، فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما " وعن أبي هريرة قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسبن علي رضي الله عنه وعنده الأقرع بن حابس جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : "من لايرحم لا يرحم " و حث النبي صلى الله عليه وسلم الآباء على رحمة الأبناء فعن أنس رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى عائشة رضي الله عنها فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي لها تمرة، وأمسكت لنفسها تمرة، فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما، فعمدت الأم إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبي نصف تمرة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة رضي الله عنها فقال:" وما يعجبك من ذلك، لقد رحمها الله برحمتها صبييها" 0 وجاءه أعرابي فرآه يُقبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما فتعجّب الأعرابي وقال : " تقبلون صبيانكم ؟ فما نقبلهم " فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : ( أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟ ) . و كان الصحابة رضوان عليهم إذا ولد لهم مولود أتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم التماسا للبركة والخير والتزكية . روى الشيخان عن أبي موسى قال ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم، وحنكه بتمرة، ودعا له بالبركةودفعه إلي. كان صلى الله عليه وسلم إذا أقبل من سفر استقبله الصبيان فحمل بعضهم بين يديه، وبعضهم خلفه وكان يأمر أصحابه أن يفعلوا مثله. ولقد شوهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يبكي لغلام يفارق الحياة غضا طريا فاستعظموا ذلك وقالوا حتى أنت يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إنها رحمة جعلها في قلوب من يشاء من عباده. العدل: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن التفرقة بين الأبناء ويقول : " اتقوا الله وأعدلوا في أولادكم" . وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاًٍ كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه، وجاءت بنت له فأجسلها بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا سويت بينهم ؟. وعن النعمان بن بشير أن أمه -بنت رواحة- سألت أباه بعض الموهبة من لابنها، فالتوى بها سنة ثم بدا له فقالت: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي وأنا يومئذ غلام. فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إن أم هذا (بنت رواحة) أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- "يا بشير ألك ولد سوى هذا"؟ قال: نعم. فقال :" أكلهم وهبت له مثل هذا"؟ قال: لا . قال : " فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور" وفي رواية قال: " أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء"؟ قال : بلى. قال النبي – صلى الله عليه وسلم : "فلا إذاً" التعليم والتربية كان عليه الصلاة والسلام يربط في التربية بين النصح والقدوة وكان كثيراً ما يصحبه الصبيان فتثمر هذه الصحبة عن نصائح وأحاديث تبين الكثير من الآداب الإسلامية. روى الشيخان عن عمر بن أبى سلمة قال: كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك). عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . وعن رافع بن عمرو الغفاري رضي الله عنه قال: كنت وأنا غلام أرمي نخلاً للأنصار ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: إن هاهنا غلاماً يرمي نخلنا، فأتي بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا غلام، لم ترمي النخل ؟ " قلت : آكل ! قال : " فلا ترم النخل، وكل ما يسقط في أسافلها " ثم مسح رأسي وقال : "اللهم أشبع بطنه " . وكان صلى الله عليه وسلم يعلمهم سنة السلام كما ورد في الحديث الشريف : " فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم على الصبيان وهم يلعبون" . وفي حديث يبين عليه الصلاة والسلام شيئاً من آداب السلام فيقول: يُسَلِّم الصغير على الكبيروالمار على القاعد والقليل على الكثير. وكان عليه الصلاة والسلام يصحبهم للصلاة ويحرص على توجيههم لتكون صلاتهم صحيحة وتكون صفوفهم كصفوف الكبار، قال ابن مسعود رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: " استووا ولا تختلفوافتختلف قلوبكم" . وكان يحذرهم صلى الله عليه وسلم من الالتفات في الصلاة فيقول: " هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" اللعب: وبالرغم من اهتمامه صلوات الله وسلامه عليه بتربية الصغار وتوجيههم إلا أنه لم يهمل احتياجاتهم النفسية، ومن أهمها حبهم للعب روي عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيد الله وكثير بن العباس ثم يقول: "من سبق إلى فله كذا وكذا، قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم". ومما رواه البخاري عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: (كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي). التقدير وبناء الشخصية كان عليه الصلاة والسلام يولي اهتماماً كبيراً لبناء شخصية الصبيان، فيعنى بهم من حيث التقدير وإشعارهم بقيمتهم وتنمية الثقة بالنفس، وهو يتعامل معهم في مواقف مختلفة كما يتعامل مع الرجال لينمي فيهم الثقة بالنفس والصلابة والرجولة،ويشجعهم لإبداء آرائهم ليشبوا على حسن الرأي ورجاحة العقل. وإن كان عليه الصلاة والسلام يحرص على تعليمهم سنة السلام، فهو يوليهم التقدير فيسلم عليهم كلما مر بهم، ليتعلم أيضاً الكبار تقدير الصغار وعدم تجاهلهم. عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أنه مر على صبيان فسلمعليهم وقال: كان النبي يفعل. ومن توقيره لهم عليه الصلاة والسلام و تنشئته لهم على الرجولة أنه كان يكنيهم: قال أنس بن مالك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يلعب بنغير له فإذا جاء قال له يا أبا عمير ما فعل النغير. وروى أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه– أن سعد بن مالك – رضي الله عنه – ممن استُصغِر يوم أحد، يقول -رضي الله عنه- إن الرسول – صلى الله عليه وسلم- نظر إليه، وقال: سعد بن مالك؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي. قال: فدنوت منهفقبّلت ركبته، فقال : "آجرك الله في أبيك"، وكان قد قتل يومئذٍ شهيداً، وهو عليه الصلاة والسلام بذلك يربي فيه الصلابة والإحساس بالمسؤولية. ومن المواقف الدالة على إحترامه صلى الله عليه وسلم لرأي الصبيان: روى مسلم عن سعد الساعدي – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليهوسلم- أتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره شيوخ، فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء"؟ فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً". ومضة: قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} |
اقتباس:
لاحرمنا الله منك بنت الجود , فأين نحن منه الآن للأسف انظر الى حال كثير من الآباء والأمهات الذين يسيؤون الى أبنائهم ومنهم من يقتل طفله !!! لماذا ؟؟ والله تطالعنا الصحف كل يوم بمآسي تقشعر لها الأبدان لأطفال لا حول لهم ولا قوة وليس لهم ذنب الا أن الله رزقهم آباء لايستحقونهم .... أستغرب لكثير من النساء في وقتنا الحالي من تتأفف من نعمة الله (المال والبنون زينة الحياة الدنيا). من النساء من تستكثر عطاء ربها من الذرية فتبدأ بالتسخط والتأفف وعدم قدرتها على تحملهم ......... أعذريني بنت الجود فقد أطلت ولكن يحترق قلبي على أطفالنا ولا أملك الا الدعاء للآباء بأن يهديهم الله وينظرو الى أبنائهم بعين الحب والعطف ويقتدون بخير الأنام محمد(صلى الله عليه وسلم). شكرا بنت الجود ألف شكر ياصاحبة القلم الكبير والقلب الأكبر. |
كل الشكر لك بنت الجود
ولا اضيف على ماتفضلت به سيدتي بنت الجود شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
مشكور اخوي عي الموضوع
|
اقتباس:
ينسى كثير من الآباء والأمهات أن أبناءهم مسؤولية وسيسألون عنهم يوم القيامة. شكراً أختي الحبيبة على مرورك وإضافتك القيمة. |
اقتباس:
أخي الفاضل ابن الفخر شاكرة مرورك الكريم |
اقتباس:
العفو أخي الكريم فيصل |
اللهم صلي وسلم على نبينا وسيدنا محمد
عليه افضل الصلاه وأتم التسليم بارك الله فيك على هذا الطرح ورزقك شفاعة يوم القيامه الله يعطيك العافيه يابنت الجود لاعدمنااك |
اختى بنت الجود
تسلمى على هذا الموضوع القيم ونعم لنا برسول الله قدوه وهاهو كما تفظلتى كيف يعامل الاطفال معاملة حسنة ولاكن بصراحة عندنا يلاحظ الكثير احظار اطفال بسن الحضانه مع ابائعم فى المساجد مما يسبب أزعاج للمصليين وايام رمضان تعالى اسمعى صوت الاطفال الرضع مع امهاتهم اثناء القيام والتراويح وانا براى الشخصى انه لو على زمان الرسول ماسمح لهم بذالك وتقبلى تحياتى |
اقتباس:
اللهم آميييين ولك مثله شكراً لمرورك أخي أحمد ودعاءك |
اقتباس:
أستاذنا القديرأبو هيثم ما ذكرته بالفعل أمر مؤسف ولا نعلم سببه هل هو لتعويد أبنائهم على الصلاة في المساجد أم لأنهم لا يجدون من يتركونهم عندهم؟؟ نسيت كثير من النساء أن صلاتها في بيتها أفضل لها من الصلاة في المسجد، وأن ما تفعله قد تأثم عليه بسبب التشويش على المصلين ... شاكرة مرورك وملاحظتك |
قال صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فمصدر التربية الإسلامية مأخوذ من الكتاب والسنة ..وليس كما يحلو للبعض بالقول " التربية الحديثة ترى كذا وكذا ..." .. اننا نسمع العجب من التعامل مع الأبناء من الوالدين على حد سواء ..كالقسوة أوالإهمال في حين لم يترك نبينا كما جاء في موضوعك جانباً إلا طرقه حتى أهمية أن يسلم الرجل على أهله إذا دخل المنزل ..قال أنس بن مالك : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك " جزيت خيراً أختي بنت الجود على ما جاد به قلمك .. |
الساعة الآن 11:08 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL