الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

نشرت جريدة "الرياض" هذا الأسبوع خبراً يفيد بطلب إحدى السيدات الطلاق من زوجها باعتبار أنها أصبحت جامعية بينما هو متوسط التعليم أي لا يحمل سوى شهادة المرحلة المتوسطة..؟؟ الاشكال ان ذلك الطلب جاء بعد زواج مدته عشر سنوات وبعد إنجاب أكثر من طفل..؟؟ هل نحن أمام انتقال مشكلة الاكتشاف المتأخر من الرجال للنساء..؟؟ كنا نسمع عن طلاق نسوة من رجال اكتشفوا بعد عشرات السنين عدم التكافؤ الثقافي أو الاجتماعي أو الفكري..؟؟ الأكيد أن الاكتشاف المتأخر لا دخل لمدينة الملك عبدالعزيز فيه إذ ليس اختراعاً علمياً يتطلب اكتشافه براءة علمية من جهة مختصة..؟
تلك السيدة لم تحقق التفوق العلمي إلا بمباركة ودعم من زوجها، تلك حقيقة يصعب عليها انكارها لأنها حسب الخبر متزوجة منذ عشر سنوات وهي تحمل حينها أيضاً الشهادة المتوسطة..؟؟ الاشكال لم يكن في حصولها على الشهادة بل في تركيبتها الفكرية والنفسية، قمة النكران لرجل دعم وشجع بل وصرف عليها إلى أن أصبحت جامعية..؟ تلك تشابِه تنكر بعض الرجال إذ يكافئ بعضهم صبر نسائهم على فقرهم في بداية حياتهم بالطلاق والزواج من أخرى بحجة عدم التكافؤ الفكري أو الاجتماعي..

تلك إشكالية علينا كمجتمع فعلاً مواجهتها قبل أن تتسع وهي تتسع لأننا جميعاً نلاحظ ارتفاع نسبة الطلاق قد وصلت لمعدلات خطيرة ليس بين المتزوجين حديثاً بل وبين كبار السن حيث العشرة وصلت إلى حد نظام التقاعد النظامي أو المبكر.. أي لا تقل عن عشرين سنة..؟ هل نحتاج لعشرين سنة لنكتشف عدم التكافؤ أو التناسب.. بين رجل وامرأة..؟؟ هل بات بعضنا يمارس الجحود بشكل سهل..؟ هل يعقل أن تطلب امرأة الطلاق بعد أن اكملت تعليمها في عصمة الرجل قد يكون تحضره واتساع ثقافته أفضل من جامعي..؟ هل نحن مجموعة أفراد تنسى العطاء بسرعة إلى حد أن بعضنا بات قلبه مثل مجالس الرجال تستطيع الدخول والخروج منها دون ترك أي أثر إلا رائحة عطرك التي أيضاً قد تشابه عطر الآخرين..؟؟ الطلاق في الإسلام كان بوابة تنفس في حال عدم القدرة على المعيشة أو عدم القدرة على القيام بدور الأم أو الأب أو لوجود سبب شرعي لا تستطيع معه المرأة اكمال الحياة مثل الانحراف بكل أشكاله أو الضرب أما ان يتم الطلاق لسبب الحصول على شهادة بعد الزواج فذلك جحود، أو يتم الطلاق لامتلاء الجيب بعد فقر فجحود آخر..

أعتقد أن على الجميع فتح ملف الطلاق وتحديد أسبابه خاصة وأنه بات ينخر في جسد المجتمع السعودي بشكل يفوق توقعات أي اختصاصي في الدراسات الاجتماعية..، الطلاق أمر مشروع في الإسلام، ولكن الاشكال انه بات يتم ببساطة كما لو كان شيئاً حتمياً، أو انه لا يشكل خطورة على الأبناء أو طرفي الزواج، إحدى النساء تزوجت ثلاث مرات أي تم طلاقها ثلاث مرات وفي كل مرة تؤكد ان الرجال لا يستحقون ثقتها والنتيجة أبناء من كل زيجة..؟ وآخر يحمل في قافلته أكثر من طفل من أم أخرى بعد طلاق متكرر لأنهن لا يرتقين لثقافته العالية..؟ الطلاق قد يكون حلاً ولكن ان تصل نسبته لحالة طلاق كل عشر دقائق في بلادنا فلابد انه بات مشكلة بل وسوساً ينخر في مستقبل أبنائنا خاصة أبناء أسر الطلاق..؟؟ السؤال هل نحن نعاني من هشاشة في العواطف أم هشاشة في عقولنا..؟
بقلم د . هيا المنيع