![]() |
مفاسد قيادة المرأة للسيارة
فلا يخفى على من عنده بصيرة في دين الله أن الأصل في الأشياء الإباحة ، فإن
أدى ذلك الشيء إلى أمر مكروه أو محرم فإنه يأخذ حكم ما أدى إليه ، كراهة أو تحريما . ولا يخفى أيضا أن من قواعد الشرع العظيمة قاعدة سد الذرائع المفضية إلى إعلام الموقعين » الشر ، وقد أورد الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم تسعة وتسعين دليلا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم« عن رب العالمين على حجية قاعدة سد الذرائع المفضية إلى الشر . ولو جئنا نطبق هذه القواعد على موضوع قيادة المرأة للسيارة لوجدنا أن قيادة المرأة للسيارة في حد ذاتها عمل مباح ، ولكن الناظر للمفاسد الناتجة عن قيادة المرأة للسيارة بموضوعية وتجرد يجد أنها أعظم بكثير من مصالحها ، فعندئذ تأخذ القيادة حكم ما أدت إليه ، ألا وهو التحريم . والدافع لتأليف هذه الرسالة هو التناصح وبيان الحق لإخواننا المطالبين بقيادة المرأة للسيارة ، لا سيما وقد وصل الأمر إلى ادعاء بعضهم أن هذه المطالبة لا علاقة له بالشريعة !!! ، فعسى أن تكون في هذه الكليمات تذكرة للجاهل ومعونة للعاقل . وقد تأملت المفاسد المترتبة على قيادة المرأة للسيارة ، فوجدتها تصل إلى العشرين مفسدة ، أضعها بين يدي القارئ الكريم : ١. يترتب على قيادة المرأة للسيارة غالبا كثرة خروجها من البيت ، لحاجةٍ ولغير حاجة ، لكون السيارة تحت تصرفها ، تحركها متى شاءت ، وتوقفها متى شاءت ، فستكثر الخروج للتنزه ، ولزيارة صديقاتها ، وارتياد الأسواق ، وربما للاستمتاع بقيادة السيارة أو غير ذلك من الأسباب ، بينما المشروع للمرأة هو أن تقر في بيتها ولا تخرج إلا لحاجة ، كما أمر بذلك الله زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين في قوله . وقرن في بيوتكن ومن السنة :أن النبي صلى الله عليه وسلم رغَّب المرأة في أن تصلي في بيتها ، وأخبر أن ذلك خير لها من الصلاة في المسجد ، فدل ذلك على أن أفضلية الصلاة إنما حصلت بسبب بقائها في بيتها ، كما قال صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله . وفي رواية : لا تمنعوا نساءكم المساجد ، وبيوتهن خير لهن . قال مقيده عفا الله عنه : فإن كان هذا في حق أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونساء العهد النبوي الذي كان الناس فيه على جانب كبير من العفة والديانة ، فما عسى أن يقال للنساء في العصور المتأخرة ؟ وقال صلى الله عليه وسلم : المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان . ٢. إن كثرة خروج المرأة من منزلها يلزم منه كثرة تعرضها لأعين الناس المحيطين بها وإن كانت عفيفة ، ومن ثم تعلقهم بها ومعرفتهم لها كلما دخلت وخرجت ، ونزلت من السيارة أو ركبت ، وهذا من أعظم أسباب تعرض النساء للشرور ، لا سيما المرأة المتصفة بالزينة الظاهرة كالطول ونحوه ، هذا إذا افترضنا أنه لم يظهر منها شيء من زينتها الباطنة كالوجه والكفين والقدمين ونحو ذلك ، فكيف إذا ظهر ؟ ٣. قال المباركفوري : " أي زينها في نظر الرجال . وقيل : أي نظر إليها ليغويها ويغوي بها ، أو يريد بالشيطان شيطان الإنس من أهل الفسق ". انتهى مختصرا . ومن اللطائف في موضوع قرار المرأة في بيتها أن هذا الأمر معروف عند من قبلنا ، يا أبت استأجره من الأمم الغابرة ، فهذه بنت صاحب مدين قالت لأبيها .تقصد موسى عليه الصلاة والسلام ، ففي هذا إشارة إلى رغبتها في القرار في البيت ، وتحميل الرجل الأجير أعباء البيت الخارجية ، فسبحان من جعل الحياء وحب القرار في البيت جِبِّلًة في قلوب النساء . ٣. في قيادة المرأة للسيارة تسهيلا لبعدها عن عين الرقيب من الأولياء ، فربما زين لها الشيطان بذلك الاتصال بمن يحرم عليها الاتصال به ، أو الذهاب إلى أماكن بعيدة لفعل الفاحشة ، وقد لا يكون ذلك في أول الأمر ، ولكن الشيطان يزين لها ذلك شيئا فشيئا ، لا سيما مع كثرة المغريات والمثيرات لِكِلا الجنسين في الوقت الحاضر ، وكثرة الذئاب البشرية اللاهثة وراء الجنس ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم . ٤ ٤. إن قيادة المرأة للسيارة يلزم منه نزع حجابها وكشف وجهها لتتمكن من القيادة ورؤية الطريق ، ومن المعلوم أن الوجه هو عنوان الجمال ، ومحط أنظار النساء والرجال ، وإذا كان الله قد نهى المرأة عن أن تضرب برجلها إن كان في رجلها خلخال لئلا يفتتن الرجال بصوته ، فكيف ستكون الفتنة بمن كشفت وجهها ؟ فإن قال قائل : إنه يمكن لها أن تقود السيارة بدون أن تكشف وجهها ؛ بأن تلبس نقابا أو برقعا ! فالجواب : أنها لو غطت وجهها أثناء القيادة فلا بد من كشفه عند نقاط التفتيش لمطابقة الوثائق الأمنية ، ثم إن لبسها للنقاب أو البرقع فيه مشقة عليها أثناء القيادة ، وربما سبب لها ذلك اضطرابا أثناء القيادة وصعوبة في الالتفات إلى من هو على جانبي الطريق ، وفي هذا من الخطورة ما فيه ، ولهذا فإن قيادة المنقبة والمبرقعة للسيارة قد منعت رسميا في بعض البلاد ، فلم يبق إلا نزعه بالكلية ، والله الهادي . فإن قيل : يمكن حل هذه المشكلة بتوظيف نساء في قطاع المرور ، ومن ثم لا تضطر قائدة السيارة لكشف وجهها لرجال المرور ! فالجواب : إن هذا حل جزئي ، لأن في إيجاد مثل هذه الأعمال للنساء فتحًا لمفسدة أخرى ، ألا وهي الاختلاط بين الرجال والنساء العاملين في مجال المرور ، ولزوم تواجدهن على مدار الساعة في الشوارع والطرقات صباحا ومساءً ، وهذه مفسدة مستقلة . ٥. وفضلا عن انكشاف محاسن المرأة ، فإنها ستضطر للاختلاط مع الرجال عند محطات الوقود ، أو عندما تتعطل سيارتها في الطريق ، أو في ورش صيانة السيارات ، أو في الحجز إذا نقلت إليه بسبب مخالفة مرورية ، و حجزت المدة القانونية وراء القضبان ، وفي الاختلاط من المفاسد وتحريك كوامن النفس ما لا يخفى ، وقد رتب أحد الشعراء مراحل الغواية بقوله : نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء ولو تأملنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لوجدنا فيها نهي المرأة عن الاختلاط بالرجال في أماكن الصلاة ، فما سواها من الأماكن من باب أولى وأحرى ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها . قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث : وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك ، وُذم أول صفوفهن لعكس ذلك . وعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال للنساء : استأخرن ، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق . فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبا ليتعلق بالجدار من لصوقها به . وعن هند بنت الحارث ، أن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم . قال ابن شهاب : فأرى ، والله أعلم ، أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم . وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو تركنا هذا الباب للنساء . قال نافع : فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات . ومن اللطائف في هذه الباب أن موسى صلى الله عليه وسلم لما توجه تلقاء مدين أتى على ماء ، فوجد عليه أمة من الناس يسقون ، ووجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما عن الماء ، فلما سألهما : ما خطبكما ، ولماذا أنتما بمعزل عن الناس ؟ قالتا : لا نسقي حتى يُصدر الرعاء ، أي ينصرف الرعاة عن الماء فنسقي نحن لئلا نختلط بهم . ولفتة أخرى ، لما سقى لهما وانصرفتا رجعت أحداهما إلى موسى عليه الصلاة فلما ذهبا إلى ، إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا والسلام فقالت له بيت أبيها كان بينهما مسافة ، وكان موسى صلى الله عليه وسلم هو المتقدم ، ولم تكن تدله على الطريق بالكلام ، بل جاءت الأخبار بأنها كانت ترمي له بحجر فيقع عن يمينه إشارة إلى أن الطريق ينحرف يمينا ، أو ترمي له بحجر عن يساره إشارة إلى أن الطريق ينحرف يسارا ، حتى وصلا إلى بيت أبيها ، ولم تسِر معه إلى جانبه أو أمامه أو حتى تصف له الطريق مشافهًة ، فانظر إلى أي حد بلغ بهم التعفف عن مخالطة الرجال حتى في الكلام . ، يا أبت استأجره وقد تقدمت الإشارة إلى قول بنت صاحب مدين لأبيها وما في هذا من الإشارة إلى رغبتها في القرار في البيت وتجنب الاختلاط ، وتحميل الرجل الأجير أعباء البيت الخارجية عوضا عن قيامها بذلك . ٦. إن اعتياد المرأة للخروج من المنزل سينشأ منه تدريجيًا عدم اكتراث الزوج من خروج زوجته وتطبعه على ذلك ، لأن وجود السيارة مدعاة لكثرة الخروج كما أسلفنا ، وسيسأم الزوج من سؤال امرأته كلما خرجت أين خرجت ، وعند حصول عدم الاكتراث من الزوج فلا تسأل عن انفتاح أبواب الشر أمام المرأة . ٧. إن قيادة المرأة للسيارة ينشأ عنه غالبا اعتماد الرجل على زوجته في قضاء حاجيات البيت ؛ كتوصيل الأولاد إلى المدرسة ، وشراء الأغراض المنزلية ونحو ذلك ، بل ربما تطلَّب منها الأمر السفر إلى المدن المجاورة لاستكمال شراء الحاجيات الغير متوفرة في بلدها ، كما هو مشاهد في بعض المجتمعات ، وفي هذا من إرهاق المرأة بالواجبات المنزلية وتحميلها واجبات غيرها ما لا يخفى . وهنا قد يقول قائل : إن المرأة في بيتها مدبرة لشؤون حياتها الزوجية ، ألا يستدعي هذا السماح لها بقيادة السيارة لقضاء حاجياتها المنزلية من الخارج ؟ فالجواب : إن هذا الاقتضاء غير صحيح ، فإن المرأة إن كانت ذات زوج ؛ فزوجها مسؤول عن تأمين حاجيات المنِزل ، مباشرة ، أو عن طريق خادم يقوم بتلبية طلبات المنزل من خارجه ، كما قال تعالى ، الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم وإن لم تكن ذات زوج فأقاربها وجيرانها مسؤولون عن ذلك . ٨. إن في اعتماد الرجال على النساء في قضاء حاجيات البيت ضرر على الرجال أنفسهم ، من جهة أن في ذلك إذابة لشخصياتهم أمام أولادهم وأمام المرأة أيضا ، وعدم هيبتهم لهم ، ونقص الغيرة والرجولة ، فينعدم جانب القدوة في البيت ، إذ أن رب البيت ليس عنده صلابة وقوامة ، بخلاف ما لو كان الرجل هو القائم على شئون البيت الداخلية والخارجية ، فإنه سيكون له مكانة وهيبة ، وسينعكس ذلك إيجابيا على الانضباط في البيت ، والشعور بوجود الأب وعظيم مكانته ، والله المستعان . ٩. إن قيادة المرأة للسيارة وما يلحق ذلك من كثرة الخروج من المنزل يترتب عليه أيضا تفريط في حق البيت والأولاد بقدر خروج ربته منه ، وبالتالي فلن يشعر الأولاد بأن لوالدهم دور كبير أو عظيم مكانة بينهم ، لا سيما والتربية والحضانة أضحت في بيوت كثير من الموظفات من مهمات الخدم ، وغالبهم من الأعاجم الذين لا يحسنون تربية الأولاد ، وربما كانوا من النصارى أو الوثنيين ، فكيف إذا كان الخروج لغير حاجة ؟ فهنا تكون المصائب الثلاث : الأولى : أن الأب لا يقوم بشؤون بيته ، والثانية أن الأم لا تقوم بشؤون منزلها ، والثالثة أن الأولاد بيد الخدم ، ومن ثم فلا تسأل عن حال البيت . والحق أن الأولى بإدارة شؤون البيت هو ربته ، كما قال أحد الشعراء : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ١٠. إن كثرة خروج المرأة مدعاة لحصول الشكوك بين الزوجين ، إذ إن الزوج لن يأمن أن تكون زوجته على اتصال بغيره ، لسهولة وقوع ذلك لما صار أمر خروجها بيدها ، وتتأكد تلك الشكوك كلما حصل تأخير في رجوع المرأة إلى البيت ، أو خروج بدون إذنه ، أو إذا خرجت متزينة ، وإذا وقعت الشكوك بين الزوجين فلا تسأل عن العلاقة بينهما كيف تصير ، بل ربما صارت قيادة المرأة للسيارة رافدًا قويًا وسببًا جديدًا من أسباب الطلاق في المجتمع ، بخلاف المرأة اللازمة بيتها فإن زوجها آمن عليها ، مطمئن لها . ١١ . إن كثرة خروج المرأة من المنزل سبب في سقوطها من أعين الناس المحافظين على دينهم وقيمهم ، فلن يرغب بها الرجال الأخيار ، ولو رغبوا فيها فالغالب أن العلاقة بينهما لا تستمر ، لأنها ستكون مسترجلة ، تشعر بإمكانية استقلالها عن زوجها ، واستغنائها عنه ، لا سيما إذا انضاف إلى قيادتها للسيارة حصولها على دخل شهري ، فستشعر حينها أنها ليست بحاجته ، لأنها صارت مثله تماما ، تقضي حاجياتها بنفسها ، وهو الأمر المؤدي غالبا إلى الطلاق ، لأن الرجل بفطرته يريد أن تكون له المرجعية في البيت ، بينما هي تعتبر قوامته عليها نقصا في قدرها ، وحطاً من مكانتها ، ولهذا فإن نسبة الطلاق في البلاد التي يكثر فيها خروج النساء عالية جدا . ١٢ . إن في كثرة خروج المرأة من بيتها إذهابًا لحياء المرأة وأنوثتها ، وخروجًا لها عن طبيعتها ، فإنك ترى المرأة الخراجة الولاَّجة قليلة الحياء ، عالية الصوت ، لاتشبه بنات جنسها في حيائها وعفتها ، بخلاف المرأة القليلة الخروج من بيتها ،القليلة الاحتكاك بالرجال ، فإنك تراها حيية ، خافضة الصوت ، قاصرة الطرف ، ولهذا قرن الله العفاف بالقرار في البيت في سورة الأحزاب في قوله تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى لأن هذا لايحصل إلا بهذا. ١٣ . إن انفراد المرأة بسيارتها يعرضها لضعاف النفوس بإغوائها ومعاكستها ، أو التخطيط لوقوعها في قبضتهم كرهًا أو اختيارا ، مستغلين ضعفها ، وبعدها عمن هي في حفظه وعنايته ، لا سيما في هذه الأزمان التي وصل الحال ببعض قليلي المروءة والحياء إلى أن يتحرشوا بالمرأة وهي مع محرمها ، أو بين الناس في الأماكن العامة والأسواق ، أو بعد المباريات الرياضية من اعتداء بعض السفهاء وبشكل هستيري مستمر على أصحاب السيارات ، وذلك بفتح أبواب السيارات على من فيها من النساء ، يحدث ذلك أمام محافل عظيمة من البشر ، ووسط الشوارع المكتظة بالمارة ، بدون أدنى حياء من الله أو من الناس ، وقد يكون معهن بعض محارمهن ، فكيف إذا لكانت في السيارة وحدها ، أو مع أبنائها منصرفة من استراحة أو بٍر آخر الليل ؟ فالواجب هو طرح التوقعات الأسوأ والاحتمالات الأخطر ، والتي لولا افتراضها لما كنا بحاجة إلى وجود جهاز أمني متكامل ؟ وهنا قد يقول قائل : إن فتاة الغرب لا يتعرض لها أحد أثناء قيادتها للسيارة ! فالجواب : لو سلمنا بصحة هذه المعلومة فإن ما يراد من الفتاة الغربية قد حصل ، فلا حاجة إلى مراودتها أثناء قيادتها للسيارة ، فما يراد منها يحصل بسهولة خارج السيارة ، بل صارت هي التي تركض وراء الرجال ، نسأل الله العافية والسلامة . ١٤ . إن في قيادة المرأة للسيارة فتحًا لباب مسدود أمام النساء المنحطات في دينهن وخلقهن لزيادة الشر والرذيلة في المجتمع إذا سهل عليهن التجول في طول البلاد وعرضها بينما في منعهن عن القيادة تضييق عليهن وهو الواجب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ؛ لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم . ١٥ . إن مطالبة بعض النساء هداهن الله لقيادة السيارة ليس نابعا من حاجتهن لذلك ، وإنما هو تقليد للغرب الكافر ، أو تقليد لنساء بعض البلدان التي تأثرت بالاستعمار طويلا ، أو بدافع الإعجاب بالنفس وحب الظهور والتفاخر أمام بنات جنسهن ، فالدافع هو اتباع الهوى ليس إلا ، وقد نهى الله عموم الناس عن اتباع الهوى فقال ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله فالواجب أن يكون الإنسان معتزا بدينه وبعاداته التي ليس فيها مخالفة للشريعة ، وألا يكون ذنبا لغيره ، فهذا ضعف وخور ، وذلٌّ وتبعية . ١٦ . إن مما لا شك فيه أن حوادث السيارات أمر منتشر كثيرا في المدن ، وفي قيادة المرأة للسيارة مضاعفة لتلك الحوادث ، لأن عدد السيارات سيزيد تلقائيا ، والمرأة ضعيفة السيطرة على نفسها ، لا سيما إذا حدث أمر مفزع ، كانفجار إطار ، أو اعتراض شخص أو سيارة أمامها ، فإذا داهمها الخطر ربما عجزت عن التصرف ، فهلكت أو أهلكت ، ناهيك عما يحصل في الحوادث من انكشاف العورات ، والله الحافظ . ١٧ . إن قيادة المرأة للسيارة سيترتب عليها زيادة أعباء مالية على كاهل الأسرة بدون ضرورة ، وذلك بقيمة السيارة ، وما يتبع ذلك من مصاريف الوقود والصيانة ونحو ذلك ، بل ربما أصرت المرأة على شراء سيارة جديدة كلما ظهر طراز جديد ولو كلفها ذلك مالاً كثيرًا ، فالمرأة بطبيعتها تحب الكمال والجمال في كل حاجاتها ، فتقع الأسرة في الإسراف والديون التي لا تنتهي ، كما وقع فيها بعض الرجال من قبل ، والحق أن الواجب هو الاقتصاد في الإنفاق كما قال تعالى والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : وأسألك القصد في الفقر والغنى . ١٨ . إن زيادة الأعباء المالية على الأسرة ربما تضطر المرأة إلى البحث عن وظيفة لتجد منها دخلا يسد الأعباء المالية الجديدة ، وهذا فيه زيادة أعباء بدنية على المرأة كما أن فيه تفريطًا بحقوق البيت الذي تركته للخدم بدون حاجة ماسة ، ثم الطامة الكبرى وهي الاختلاط بالرجال في ميادين العمل إن كانت في بلاد تسمح باختلاط الرجال بالنساء ، نسأل الله العافية . ١٩ . إن في قيادة المرأة للسيارة فتح باب لشرور كثيرة أخرى تأتي تبعا ، كفقدان الاستقرار البيتي ، والسفر بدون محرم ، والخلوة بالرجال الأجانب ، ولن يستطيع أحد أن يضبط ذلك كله ، لا أهل الحسبة ولا رب البيت ولا حتى ولي الأمر ، بخلاف المرأة اللازمة بيتها فإن أولادها سيشعرون بدفء الأمومة وجمال الاستقرار الأسري ، وتربيتهم على العفة والحياء ، وشعورهم بمكانة والدهم في البيت ، ووجود الترابط فيما بينهم لكثرة اجتماعهم في البيت ، بخلاف الأسرة التي كلما دخل واحد خرج الآخر . ٢٠. إن في المطالبة بقيادة المرأة معصية لولاة الأمور وهم الأمراء والعلماء ، والواجب طاعتهم ، لأن طاعتهم طاعة لله تعالى ، ومعصيتهم معصية لله تعالى ،كما قال سبحانه يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . وقال الرسول من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني . فأما الأمراء فإن ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله منذ إنشائها قد أغلقوا هذا الباب ، فقد بيَّن وزير الداخلية ، وهو رجل الأمن الأول ، عدة مرات ، أن هذا الأمر مرفوض في مجتمعنا ، وليس عند الحكومة أدنى توجه لذلك . وأما العلماء ؛ فقد أفتى السادة العلماء ، أئمة الدين ، وسادات المهتدين ، سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ عبد الرزاق بن عفيفي ، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ، رحمهم الله ، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ، والشيخ صالح بن فوزان آل فوزان ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ، والشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ، حفظهم الله ، وغيرهم من أهل العلم والخبرة ، والعدل والغيرة ، وبعد النظر في عواقب الأمور ، والحرص على حماية أديان الناس وأعراضهم ، أفتوا بتحريم ذلك ، فالواجب طاعتهم لأنهم أمروا بطاعة الله ، ورد الأمور العامة وعدم الافتئات عليهم ،كما قال تعالى ولو رده إلى الله والرسول إليهم ، لعلمه الذين يستنبطونه منهم وهم العلماء ، والله المستعان على ذلك . (حوار علمي هادئ مع المطالبين بقيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية) تأليف راجي رحمة ربه الغفور ماجد بن سليمان الرسي نسخة جديدة ، مصححة ومزيدة هذا الكتيب مثبت في www.saaid.net/kutob |
رد: مفاسد قيادة المرأة للسيارة
شكرا لك يامعالي الشمالي
موضوووع قيـــــــــــم الله يوفقك |
رد: مفاسد قيادة المرأة للسيارة
اقتباس:
أهلين عمووووووووو نديم صراحة كلك نظر وإشادتك هي أنك ضد قيادة المرأة وهيك بتعجبني عموووو هذا بعض مانتعلمه في مدرستكم الشامخة أستاذي نديموو أسعدني مرورك |
الساعة الآن 11:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL