الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد (https://www.alhowaitat.net/index.php)
-   منتــدى نبـــــــض الــوطــن الغالــي (https://www.alhowaitat.net/forumdisplay.php?f=389)
-   -   نريد نظاما تعليميا برأسين ومنهجين (https://www.alhowaitat.net/showthread.php?t=35456)

لوليتا 30-04-10 10:00 AM

نريد نظاما تعليميا برأسين ومنهجين
 
صحيفة الوطن السعودية
نريد نظاماً تعليمياً برأسين ومنهجين

علي سعد الموسى

ولنبدأ بصلب الفكرة عبر هذه القصة:

نهاية شهر ديسمبر الماضي كنت في زيارة شقيقي الذي يعمل استشارياً بمستشفى شركة أرامكو السعودية برأس تنورة.

في أحد شوارع إسكان – السنيورز – النموذجي، قابلنا زميل أخي، طبيباً عربياً، يعمل في المكان للعام الثامن والعشرين على التتالي وبعيد هذا العمر الطويل من الإصرار على المكان،

وفي ثنايا جولة ذكريات بصحبة هذا الطبيب العربي كان لابد من السؤال:

ما هو الإغراء الذي يدفع شخصاً للبقاء في بيئة عمل رتيب لثلاثة عقود متتالية؟ والمفاجأة أن الإجابة تكمن في الإصرار على إعادة هذه التجربة حتى ولو من نقطة الصفر في اليوم الأول وحتى براتب الابتداء الزهيد في السنة الأولى.

وبإفادة هذا الطبيب العربي، فإن المكسب الجوهري من ثلاثة عقود من العمل لم يكن في الوظيفة "أو المرتب" التي يؤكد أنها كانت مجرد – معاش – لمصاريف الحياة، بل في نظام التعليم المدهش الذي ضمنته شركة أرامكو (السعودية) لأبناء موظفيها الكبار من الأجانب. ويبدو (صاحبنا) في قمة سعادته وهو يتذكر رحلة أطفاله في مدارس أرامكو من الابتدائية حتى الثانوية، وكيف كانت بيئة المدرسة ومناهجها وهيكل بنيتها الأكاديمية المتطورة سبباً إلى مستقبل وردي انطلق منه ثلاثة من الأبناء، طبيب ومهندس ومحام، في أعرق الجامعات الأمريكية والكندية فيما بعد. والقصة لا تكتمل دون المرور على تجربة شقيقي الذي يتناوب العيادة الطبية مهنة وعملاً مثل زميله العربي.
ولكن، لأن شقيقي سعودي فإن أبواب مدارس أرامكو السعودية مقفلة في وجه أطفاله الأربعة، وبالنظام، الذي لا دخل لأرامكو به، وإنما هي تتبع – فرماناً – وطنياً يمنع السعوديين من تدريس أطفالهم في مدارس لا تطبق النظام التربوي الذي أقرته الوزارة.
وكل صباح يأخذ شقيقي أطفاله إلى المدرسة الحكومية خارج مقر شركة أرامكو ويمر بهم ذهاباً وإياباً من أمام المدرسة الأنموذج للشركة بجوار البوابة الرئيسية. إنه النظام الذي يتيح لأبناء الأجانب المقيمين أن يصبحوا أطباء ومحامين ومهندسين وأن يؤهلهم لقرع أبواب أعرق جامعات الدنيا ويحرم في ذات الوقت على أبناء السعودي هذه الفرصة المشرعة. والحجة ستأتي تماماً بألف تبرير، ليس أدناها إلا أن نظام تعليم الشركة لأبناء منسوبيها من الأجانب ليس إلا نظام تعليم – علماني – لا يصح معه أن يفتقد ابن السعودي لأبرز مكونين في تربيته وهما دينه ولغته.


هذه هي المأساة التي نضحك بها على أنفسنا دون أن نقف معها على التحدي الجوهري في مدخلات ومخرجات نظامنا التربوي عندما تتعلق المسألة بمحتويات وبناء المنهج. وللذين يقولون بفائدة ست مواد في اللغة العربية في إثراء الكم والنوع للملايين من طلابنا فما عليهم إلا دخول مدرسة ثانوية ليكتشفوا أن هذا الحشو لم يفرز إلا ركاكة لغوية مخيفة وبالبرهان، فإن طالباً جامعياً من مخرجات هذا الحشو في التعليم العام لا يستطيع، لأنه لم يهتم، إعراب جملة بسيطة بعد عشر سنوات كاملة من أول درس في القواعد، ناهيك أن يختبر أي منا أطفاله مساء اليوم في بضعة أسطر من الإملاء ليكتشف حجم الكارثة. أتحدى من يبرهن لي أن هذا الحشو المخيف، مثلاً، في مواد الثقافة الإسلامية كان له أدنى تأثير على الحصيلة المعرفية في علوم الدين على هذه الملايين من الطلاب، ومرة أخرى فلنحتكم إلى برهان ولنأت – فجأة – بعد أسبوع من نهاية الفصل الدراسي لنمتحن ذات الطلاب في ذات المناهج لنكتشف الحقيقة. سنكتشف أننا ننساق باليونوريا إلى عاطفة تجييش في هذه المناهج دون أن نعمل بعدها على محاولة تقييم بالإحصاء والدلالة ونكتشف أكثر من هذا أن الطلاب أنفسهم هم أول من يرفض هذا الحشو المخيف وأول من يكتشف أن المسألة مجرد أوراق منهجية من أجل بياض ورقة الامتحان ومن أجل الدرجة المرصودة في نهاية الشهادة. ومادمنا أمام الحقيقة في أن ورقة واحدة من هذه المناهج لن تحذف أو تعدل أو تطور فإن حق الآخرين في نظام تعليمي أكثر واقعية ومرونة يجب ألا تصادره قوى الرفض.
وبكل صراحة لا تدس كلاماً مبطناً بين الأسطر: أعطونا نظاماً تعليمياً برأسين ومدرستين ومنهجين: رأس ومدرسة ومنهج لأبناء قوى الرفض نترك فيه نصف مدارسنا على وضعها الحالي الراهن كي يبقى أمام هؤلاء خيارهم الذي اختاروه، ورأس آخر ومدرسة ومنهج بنظام موزون مدروس يرتكز إلى الثوابت التي تضمن الحد المطلوب من التربية الدينية واللغوية دون إسفاف وحشو، ودون إخلال أو مبالغة.
وللذين سيقولون إن هذه نبتة علمنة لمناهج التعليم العام: ماذا ستقولون عن نظام التعليم الاعتيادي حين تقارنونه بمنهج المعاهد العلمية أو تحفيظ القرآن، وهل المدارس العامة بالمقارنة مع – الأخيرين – فكرة علمانية أيضاً ثم إن السؤال: هل لمستم في طلاب اليوم، وأشدد على اليوم، في المعاهد العلمية وتحفيظ القرآن حساً دينياً ولغوياً أكثر تطوراً وعمقاً تربوياً من طلاب المدارس الاعتيادية؟ الذي يعتقد هذا ليس إلا مغيباً عن واقع التعليم أو في غيبوبة عن اكتشاف الحقيقة.

__._,_.___

@اني خيرتك فختاري@ 30-04-10 10:24 AM

رد: نريد نظاما تعليميا برأسين ومنهجين
 
يسلموووووووو على الطرح

تقبلي مروري

لك التحية

لوليتا 01-05-10 10:55 PM

رد: نريد نظاما تعليميا برأسين ومنهجين
 
تسلم على قراءة الموضوع الهام
وهو مقال جريء


الساعة الآن 12:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL