الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

http://www.alatawi.net/vb/images/threadbag/post07.gif
قال الراوي : كنت شابا لا اعرف غير طريق الضلاله واللهو والعبث والركض

وراء الشهوات ، بحثا عنها من زقاق الي زقاق ، ومن مستنقع الي مستنقع ،

ولا اري الحياه الا في هذه الدوائر ، تعب والدي من نصحي وتحذيري ، حتي

نفض يده من اصلاحي وراتبي انفقه علي ملذاتي وشهواتي ، وقبل ان ينتهي

الشهر يكون جيبي فارغا......

ذات نهار اشبه بالليل جاني هاتفي يحمل الموت في نبراته ، يخبرني ان اعز

اصدقائي مات فجأه وهو علي فراشه ، فانتفض جسمي كله ، وشعرت ان اصابع

الموت قريبه من رقبتي ، وانهالت دموعي بغزاره وانا الذي يصعب عليه البكاء.

كنت وهذا الصديق نقضي البارحه في صخب حتي قرب الفجر ، وكيف مات ، وقد

تركته بصحه وعافيه ؟

لآول مره اصلي صلاه الميت... وفي المسجد وبينما نحن نتهيأ للصلاه ، حرص

ابي ان يكون بجانبي ، ولعله بفطنته رأي ما اعتراني من حاله نفسيه شديده

، لم استطع السيطره عليها ، فهمس في اذني نبره مؤثره قرعت روحي قرعا

:: صـــــــل قـــــــــبـــــــل أن يــــصـــــلي عــــلـــيـــك!::

وكان لهذه الكلمه وقع عنيف علي قلبي ولذا فقد وجدت نفسي ابكي اثناء الصلاه .

كنت اتخيل نفسي ذلك الميت ، ثم لا اجد من يصلي علي .

حين انصرفت الناس من المقبره ، بعد ان نفضوا ايديهم من دفن صديقي ، بقيت

وحدي بين المقابر ،واذا بي اجهش بالبكاء كا لآطفال وانا اري حولي مدينه كامله

من الاموات ... كانو مثلنا في منتهي قوتهم ، وكانت لهم امال واحلام زمان ..

وهاهم اليوم لا يؤنسهم حتي احب الناس اليهم !! .. واحسب اني لم اخرج من

من المقبره الا بعد ان دفنت ذلك الماضي الاسود من حياتي ، من يومها عرفت

الطريق الي الله عز وجل ، واقبلت عليه اقبال الظامي بعد عطش طويل. وادركت

اني كنت متوهما طوال تلك السنوات ، فقد وجدت السعاده الحقيقيه في رحاب الله

....... ولله الحمد والمنه.,
واسال جل جلاله ان يغفر لي ما مضي، وان يحفظني فيما بقي