![]() |
الجنرال الشارد..لماذا فجر الخلاف؟
http://www.islammemo.cc:1589/memoadm...l_390_310_.jpg
فجر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال عاصفة داخل الإدارة الأمريكية بعدما نشر مقالا في مجلة "رولينج ستون" الأمريكية انتقد فيها رؤية واستراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما للحرب في أفغانستان, وسخر من كبار مسئولي إدارة الرئيس باراك أوباما خاصة نائبه جو بايدن. والسؤال المهم الذي يتولد من رحم هذه العاصفة: لماذا فجر ماكريستال هذا الخلاف؟ وهل هي مجرد زلة لسان وخلاف شخصي مع بعض أركان الإدارة؟ قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من اصطحاب الخلفية التاريخية لقادة القوات في أفغانستان, كونها ستعطي دلالة على ما يدور الآن وتفسر بعض جوانبه, فقد أطاحت هذه الحرب بعدد من أبرز القادة العسكريين في سواء لأمريكا أو بريطانيا.. فعلى صعيد القوات الأمريكية فقد تولى ماكريستال منصبه قبل سنة تقريبا, خلفا للجنرال ديفد ماكيرنان الذي عزل بسبب اتهامه بوضع خطط تقليدية الحرب الأفغانية, ومن ثم تحميله مسئولية الفشل في تحقيق أي تقدم في الحرب الدائرة منذ العام 2001. أما القوات البريطانية, صاحبة ثاني أكبر عدد من القوات بعد القوات الأمريكية, فقد عزلت حكومة المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون رئيس أركان الجيش البريطاني المارشال جوك ستيراب لمعالجة ما وصفته بالإخفاقات في مهمة قواتها بأفغانستان, وبعدما تعرض لانتقادات لعدم قيامه بفعل ما يكفي لدعم القوات البريطانية في أفغانستان, واتهم بالفشل في التحكم بسير مهمة القوات البريطانية في أفغانستان حيث تعدت حصيلة قتلاها 300 جندي. وقبل أيام قليلة, وفي 22 يونيو، قرر المبعوث البريطاني الخاص لكل من باكستان وأفغانستان شيرارد كاوبر تمديد إجازته في بريطانيا وعدم العودة للمنطقة مما يعني استقالته المنصب, بعدما تصادم مع قادة الناتو والمسئولين الأمريكيين حول استراتيجية الحرب القائمة على استخدام الأساليب العسكرية فقط للتعامل مع طالبان, وطالب بأن يكون الحوار مع الحركة أولوية لإنهاء الحرب. خلاصة القول أن هذه الحرب قطعت عدة رؤؤس عسكرية وسياسية من قبل, وجرى تحميلها مسؤولية الإخفاق المستمر منذ تسع سنوات في مقبرة الإمبراطوريات وحاصدة رؤؤس كبار المسئولين. ويبدو أن ماكريستال قرأ هذا الوضع جيدا, وقرر اتخاذ خطوة مبكرة بتشبيك الأوضاع, حتى لا يتحمل وحده عبء خسارة هذه الحرب, ومن ثم تلحق رأسه برأسه سابقيه, خاصة وأن الحقائق على الأرض جاءت على عكس التوقعات تماما..فقد صعدت طالبان من هجماتها, وخسرت القوات الأمريكية أضعاف ما كانت تخسره من قبل, وليس في الأفق ما يشير إلى أي نوع من التحسن العسكري, بل على العكس تستطيع طالبان مهاجمة أي موقع تريده حتى ولو كان في العاصمة كابول, وسواء في ذلك مقر رئاسة كرزاي أو حتى القواعد العسكرية الأمريكية المحصنة مثل قاعدة باجرام.. حتى السخرية من نائب الرئيس بايدن, فهي تأتي في الإطار ذاته, وليست مجرد خلاف شخصي بين القائدين، فهي تعكس خلافا حول سبل معالجة الوضع في أفغانستان, حيث يرى بايدن أن هذه الحرب لا تخرج عن كونها حربا على الإرهاب, ولابد من التأمل معها على هذا الاعتبار عسكريا, في حين يرى ماكريستال أن المهمة تتعدى هذه الرؤية التي وصفها بالقاصرة والتي لن تؤدى إلى أي تقدم في الحرب ضد حركة طالبان. وهل يمكن أن ينجح الجنرال الجديد ديفيد بترايوس في مهمته الجديدة, ويكسب الحرب الأفغانية بهذه الاستراتيجية؟ بترايوس سيواجه مصير سلفه ماكريستال سريعا..هذا ما خلص إليه السناتور الجمهوري كيت بوند, مشيرا إلى أن الجنرال بترايوس شخص "مميز" لكن الرئيس أوباما عينه "ليفشل ويتحمل المسئولية".. وهذا ما خلص إليه أيضا عدد من أعضاء الكونجرس, حيثعبروا عن تحفظهم حيال الاستراتيجية الأمريكية الحالية في أفغانستان.. فليست المشكلة حقيقة في الشخوص, ولكن في طبيعة الحرب, التي ربما تأتي إقالة ماكريستال لتزيد من صعوبتها وتؤكد مجددا أنها حرب بلانصر, وستضعف كثيرا من استراتيجية أوباما التي كان ماكريستال رسم خطوطها العريضة. ويأتي السؤال الأخير..لماذا هذا الإصرار الأمريكي والغربي على البقاء رغم تأكدهما من عدم القدرة على تحقيق نصر في هذه المعركة؟ حقيقة الولايات المتحدة ومعها قوات الناتو تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه من الناحية العسكرية, فهي عالقة في أفغانستان بلاقدرة على الانسحاب أو تحقيق نصر حاسم أو شبه نصر تقنع به الرأي العام الداخلي وتمهد به للانسحاب. فصعوبة تحقيق نصر حاسم في هذه المعركة الممتدة طوال تسع سنوات, وهي أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة حتى الآن, بادية للعيان, والذي لا يستطيع أن يحسم حربا في هذه المدة, يعتبر في الأعراف الحربية والعسكرية قد فشل في حملته العسكرية. ودول الناتو باتت غير راغبة في الدفع بمزيد من القوات, بل وبدأت في سحب قواتها الواحدة تلو الأخرى بعد تزايد خسائرها.. أضف إلى ذلك أن طالبان تنمو قوتها, وتسيطر على أكثر من 75 بالمائة من الأراضي الأفغانية, وتقيم حكومة ظل أكثر فاعلية في إدارة الوضع من حكومة كرزاي المنصبة أمريكيا.. فهذه العناصر وغيرها تؤكد أن مجرد التفكير في حسم المعركة على الأراضي الأفغانية هو من قبيل الخيالات والأماني لا أكثر.. وشبه النصر, كما حدث في العراق, تمهيدا للانسحاب وخداعا للرأي العام, أيضا, أمر متعذر حدوثه في أفغانستان..فحكومة كابول مجرد دمية تسقط بعد ساعات من مغادرة الاحتلال, وطالبان على أهبه الاستعداد لفرض سيطرتها على كابول مرة أخرى..بينما الوضع في العراق مختلف من ناحيتين: الأولى أن المقاومة ليست كحال طالبان الموحدة تحت راية ومظلة واحدة وتقف من ورائها قبلية قوية تدعمها وتساندها. الثاني الحكومة في العراق, برغم فسادها وترهلها, إلا أنها ممسكة بقوة على مقاليد الحكم, وتخضع لها قوات طائفية قد يكون بمقدورها الحفاظ على تماسك النظام بعض الوقت. والخيار الثالث وهو الانسحاب, دون تحقيق أي نصر في أفغانستان سيكون بداية النهاية لحلف الناتو, وإعلانا صريحا بفشله في حرب السنوات التسع أمام مجموعات مسلحة..وقد يكون من المستحيل اجتماعه مرة أخرى على حرب..وهذا ما توقعه فعلا وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في كلمته أمام مؤتمر الأمن الدولي,في العام 2008, مشيرا إلى أن الحلف منقسم على نفسه بشأن استمرار الحرب في أفغانستان, وهو ما يؤذن بانهياره وعدم قدرته على الالتئام مرة أخرى. وكذا الأمر بالنسبة للولايات المتحدة التي يبدو لها شبح الخروج المذل للقوات السوفيتية في ثمانينات القرن الماضي, والذي أذن بسقوط هذه القوى العظمى وتحول النظام العالمي, وقد حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغينو بريجنسكي من خطورة انكسار الولايات المتحدة في أفغانستان, وقال في الذكرى الخمسين للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 إن هذا العدوان شكل علامة فارقة لتراجع الدور البريطاني وهيمنة الدور الأمريكي، وإن الوقت الحالي يشكل نهاية وتراجع الدور الأمريكي بعد غزو أفغانستان. هذه ورطة أمريكا والناتو في أفغانستان..لا سبيل للانسحاب.. ولا أمل في النصر..وهذا ما أراد الجنرال الشارد أن يقوله وقد فعل.. |
رد: الجنرال الشارد..لماذا فجر الخلاف؟
نسأل الله ان ينصر المجاهدين في أفغانستان مقبرة الامبراطوريات 00
أمريكا بين ذل الانسحاب وإعلان الهزيمه وبين البقاء في أفغانستان مع استمرار النزيف الهائل 00 فهي بين المطرقه والسندان وبين اختيارين احلاهما مر 00 |
رد: الجنرال الشارد..لماذا فجر الخلاف؟
خروج حلف الناتو من أفغانستان سيكون له إنعكاس سلبية على مصالحهم بالمنطقة وماجورها
ولذلك أضن أن أمريكا ستبحث عن من يخلفها في حربها كباكستان أو الهند أو إيران أو ربما دول عربية تبعث جنودها لمحاربة ما يسمى الإرهاب الطالباني كل شيء أصبح محتمل إلا إتسيقاض حكام العرب من سباتهم العميق تشكر أستاذ تقبل مروري |
| الساعة الآن 07:17 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL