فئة « البدون » عالقون !
 

فئة الـ «بدون» في شتى الدول عالقون في عنق الزجاجة يعني في حلق المجتمع المدني وبمعنى آخر فهم تماما مثل مجموعة «فاي» في الرياضيات، وتصنيف هذه المجموعة بحسب قدماء الأغريق أنها لا تنتمي، وللواقع فالحل الوحيد لها في علم الرياضيات، منذ أيام فيثاغورس وربما من قبل أيضا أن تبقى عالقة، وببقائها عالقة فهي تستوعب أي عنصر رياضي غير منتمٍ إلى شيء آخر، ولذلك إلى اليوم خليجيا هنا وفي المكسيك غربا وأستراليا أيضا يشيرون إليها مرجعيا بحسب لغة الرياضيات «فاي» شكل دائرة صغيرة يخترقها خط مستقيم صغير وربما كان يميل قليلا قليلا ناحية اليد اليسرى.
وحرف «فاي» في أبجدية «ألفا - با - جاتا - ذلتا» له معنى ويمكنك الاستناد إلى القيم التالية لاستخراج معناه، إذ يأتي بمعنى: خالي، مفيش حاجة، سماء، فضاء، عدم، ومجازيا ربما كان بمعنى: غير منتمي، غير مستحق، ولا يمكن إيجاد حل رياضي لهذه المعضلة إلا بإحالة هذا الحرف وما يحتوي عليه إلى فئة بمرجعية. ومن نواحي الضبط الإداري فمجموعة «فاي» بحاجة إلى «تركين» لأنه لا يأتي بعد التركين في الموقف الإداري إلا شيء اسمه «القرار» .. واللهم اجعل لنا في بيتك الحرام مأوى وقرارا.
ولإشارة أكثر واقعية، ففئة البدون أو عديمو الجنسية ممن ليس لديهم أوراق ثبوتية تشير إلى منتمياتهم المدنية متواجدون في ذاكرة العالم، إنها ليست مشكلة خليجية ولكنها مشكلة كونية في كثير من دول العالم ذات التمتع بمستويات معيشية جيدة، مع وجود فوارق كثيرة في عملية إيجاد الحلول لتخليص هذه الفئة مما دفعتهم إليه ظروف الحياة فصاروا عالقين في عنق الزجاجة.
وبهذه أو تلك فنقاش مشاكلهم ليس بحاجة إلى تبيان لأنهم يعانون ولأنه لديهم مشاكل كثيرة جدا أولها الإحساس الذي يتنامى داخل نفوسهم ليل نهار أنهم يسرقون الحياة فيما يؤكد الموقف الإنساني أن ظروف الحياة تسرقهم وتسلبهم كل شيء، ومن غم إلى حزن هكذا يساقون ومن قبل ومن بعد فهم بشر وناس ومشاعر وإحساس .. إنهم لحم ودم ونفس وفيهم الأبرياء كما نحن أبرياء وفيهم المذنبون كما البعض منا مذنبون ولكنهم بهذه أو تلك في عنق الزجاجة عالقون!!.

بقلم / عبد الله الحكيم