الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

وقبل أن نختلف حول العنوان، لنسمع الحكاية!
في صباح رمضاني والشوارع هادئة انطلقت صاحبتنا لعملها، وبين إشارة وأخرى ومطب وآخر وحفريات وأخرى ، كانت تتأمل الشوارع شبه الخالية وتتخيلها وقد تكدست بالسيارات في ليل يفضل الناس أن يحيوه وينشغلوا فيه بولائم السحور والعشاء والزيارات والتسوق والتنزه. وأمام إحدى الإشارات ارتفع صوت إطارات سيارة فخمة كان صاحبها التي لم تنته ليلته بفراغها يميل بها يمينا ويسارا بسرعة هائلة مستغلا الشوارع شبه الخالية. صاحب السيارة استمر في استعراضه لفترة، مما جعل صديقتنا المذعورة تطلب من سائقها الوقوف في طرف الشارع خوفا من حادث ينهي حياتها، ارتفع صوت السائق وهو يستغفر الله ويقول في نفسه:" لو أنه تعب في الحصول على هذه السيارة لما تجرأ على القيام بهذه الحركات الخطرة"، أما هي فقد تخيلت في تلك اللحظة لو انها تستطيع أن تنزل من سيارتها وتمسك بهذا المستهتر من شعره وكما يقولون في مصر " تديله علقه"! فهي لا تعرف لماذا لا يأخذ استعراضاته الانتحارية بعيدا عن الأحياء السكنية وشوارع المدينة ويتجه إلى "البر" المحيط بالمدينة من جميع الجهات؟ ولاتدري لماذا لا يذهب بمهمته الانتحارية بعيدا ويترك الناس في أمان؟ ولا تعرف أين أهله وكيف يتركونه في الشوارع والطرقات يتصرف وكأنه يملكها؟ وبينما تحاول أن تهدئ من روعها، ارتفعت ضحكته من نافذة سيارته المفتوحة وهو يتبادل الشتائم مع سائق آخر كان يمشي الهوينا في حاله!
وما أكثر أمثال صاحبنا عابر القارات! وما أكثر التصرفات المستهترة التي تصادفها في يومك، فهذا وأصدقاؤه مثلا لا يترددون في إهانة امرأة في سن والدتهم في السوق أو في الشارع، ويتجاوزون في تصرفاتهم كل قواعد الآداب العامة المتعارف عليها، بدعوى الطيش أو الملل أو عدم وجود شيء يفعلونه.
حين تصادفك مثل هذه التصرفات ، وحين يرميك طريقك في مواجهة مثل هذه الشخصيات ألا تشعر أحيانا أنهم يستفزونك رغما عنك لتكون عنيفا وغير حضاري في ردة فعلك؟ ألا تعطي العذر لمن يفقد أعصابه في مواجهة هؤلاء بكل ما يقومون به من تصرفات استفزازية؟ ألا تنسى كل ما قرأته عن طرق التعامل الاحتوائية مع هذه الشخصيات المتمردة؟ لأنك تشعر أن ما بداخلهم من عنجهية وعدم احترام لما حولهم وعدم تقدير للنعمة التي يملكونها مرضاً مستعصياً لا ينفع معه علاج ولا مسكنات!