الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد - العيد ومسلمو إفريقيا.. احتفالات بمذاق خاص

العيد ومسلمو إفريقيا.. احتفالات بمذاق خاص

لقد كانت القارة الإفريقية من أوائل قارات العالم التي انتشر فيها الإسلام إذ تشير كتب التاريخ إلى أن دخوله لقلب إفريقيا كان في القرن القرنين الأول والثانى الهجرى وذلك مع القائد عقبة بن نافع الفهرى عام 46 هجريا الموافق 666 ميلاديا عندما دخل فى منطقة الكاوار فى صحراء النيجر وبالتحديد فى منطقة شاميدور.

ثم شهدت منطقة غرب إفريقيا انتشارا واسعا للإسلام مع المرابطين الذين دخلوا القارة فى القرن الخامس الهجرى الموافق للقرن 11 الميلادى تحت قيادة عبدالله بن ياسين ثم انتشر الإسلام فى أفريقيا عن طريق قبيلة الوانغارا فى مالى فى القرن السادس الهجرى الموافق للقرن 12 الميلادى .

وأصبح المسلمون الأفارقة وبعد فترة وجيزة أحد المكونات الرئيسية في القارة الإفريقية بل إن كثيرا من البلدان الإفريقية عرفت بأنها دول مسلمة بعدما دخل سكانها جميعا أو أغلبهم في دين الإسلام عن قناعة ورضا.

تأثير وتاثر

وكان للإسلام أثر كبير في الأفارقة حيث نقل الكثير منهم من عبادة الأوثان والحيوانات والكواكب إلى عبادة الله الواحد وهو ما ساهم بشكل كبير في تخلصهم من الخرافات والأساطير التي كانت تتحكم في عقولهم وتحجب بينهم وبين العلم والمعرفة.

كما كان للإسلام دور كبير في منح الأفارقة القدرة على مكافحة ومقاومة الاحتلال الأوروبي الذي كان يستهدف استعبادهم ونهب ثرواتهم وخيرات القارة المليئة بالكنوز.

وتشهد الكثير من الوثائق والأدلة التاريخية أن للافارقة المسلمين دور كبير في نقل القيم السامية للعالم كله وذلك على الرغم مما تعرضوا له من انتهاكات خطيرة على أيد المستعمر الغربي الذي كان يحمل الملايين منهم على السفن ليستخدمهم كعبيد له سواء في أوروبا أو في الأرض الأمريكية الجديدة .

على الجانب الآخر فإن الإسلام لم يكن ليستهدف أن يمحو ثقافة الشعوب التي آمنت به بل إن الإسلام حرص ومن بداية الدعوة على أن يحفظ للناس عاداتهم وثقافاتهم التي لا تخرج على حدوده وهو ما أوجد في النهاية مزيجا خاصا من الثقافة الإسلامية الإفريقية بما حملته بين جنباتها من ملامح مشتركة.

مظاهر الامتزاج

وكان أبرز ما اتضح فيه ذلك المزيج الثقافي هو الاحتفالات الإفريقية بعيد الفطر المبارك إذ جمعت الاحتفالات الإفريقية بالعيد بعضا مما توارثوه عن احفتالاتهم الإفريقية القديمة وبين بعض ما جاء به الإسلام فنجد أن من بين المظاهر المميزة لعيد الفطر في نيجيريا أن يقوم أمراء وسلاطين الولايات والمدن النيجيرية المختلفة بتنظيم مواكب تضم أعوان ووزراء الأمير أو السلطان وتصاحبها فرقٌ فنيةٌ تقوم بتسلية الأمير وهو في طريقه إلى المسجد لأداء الصلاة في حين يقوم أهل جيبوتي وبمجرد انتهاء شهر رمضان وقدوم عيد الفطر بذبح الذبائح ودعوة الزوار لتناول الطعام .

أما في إثيوبيا والتي يبلغ تعداد المسلمين فيها نحو نصف عدد السكان فإن من التقاليد في هذا اليوم إطلاق سبعـة طلقـات مدفع في الصبـاح إعلانـا عن العيـد فيما تقـام صلاة العيـد في كل المسـاجد الكبرى في كل مدن إثيـوبيا.

ومن عـادات ذلك اليوم أيضا في إثيـوبيا أن يوزع المسلمون الحلويـات والمخبـوزات على المصليـن بعد أداء الصلاة ويتجمع الشبـاب ويقيمـون حلقـات لعب أشبـه بحلقـات الذكر تيمنـا بأسلافهـم الذيـن رقصـوا بالحراب ودقـوا على الدفـوف.

ومن الأكلات الإثيوبية الخاصة بالعيد لدى المسلمين "الموفو" التي يفضلها أهل القرى والأرياف كما أن للعيد مشروبًا شعبيًا يوضع خصيصًا للعيد هو "أباشي" ولا يكاد الأثيوبيون يشبعون من شربه نظرًا لمحبتهم الشديدة له.

أما في موزبيق التي يمثل المسلمون فيها أقلية إذ لا تتجاوز نسبتهم الـ30 % من إجمالي السكان فإن من عادات المسلمين الشائعة في العيد أنه بعد أداء صلاة العيد يتسابق المسلمون على التصافح مع بعضهم البعض حيث يعتبرون أن أول من يبدأ بمصافحة مع الآخر فهو الفائز بخير العيد كله وهو تقليد حميد يتماشى مع وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم.

كذلك فإن المسلمين الموزمبيقيين وبعد الانتهاء من صلاة العيد مباشرة يسعون إلى إطعام أي إنسان يمر ببيوتهم سواء من المعارف أو غيرهم حيث يرحبون بمن يدخل عليهم ومن يحظى بإطعام عدد كبير الناس يسمونه "أهل البركة والفضل" ويتوافد إليه جيرانه ليدعو لهم.

وفي جزر القمر يرتبط عيد الفطر بممارسة لعبة المصارعة الحرة فهي أكثر شيء يستمتع به أهلها في هذه المناسبة فمع بداية أول أيام العيد تقام المنافسات بين مصارعين مرشحين من مناطق ومجموعات واتحادات مهنية مختلفة للتنافس على كأس بطل المصارعة على مستوى الجزر الثلاث التي تمثل جمهورية القمر وهي: أنجوان وموهيلي وجزيرة القمر الكبرى حيث تستمر هذه المنافسات طوال أيام العيد الثلاثة.

أيضا ومن العادات المرتبطة بالعيد في جزر القمر عادة "إعطاء اليد" حيث يقوم المسلمون بتقديم التحيات والتهاني بالعيد للأقارب والأصدقاء ويسأل كل قمري أخاه المسلم: هل أعطيت فلانًا اليد؟ بمعنى هل هنأته بالعيد؟