![]() |
و ألقت عصا الترحال ...
رفيقة دربي ،، قابلتها قبل أن أبدأ السير في الدرب .. قابلتها قبل أن أتعلم الألف باء .. قابلتها قبل أن يكون لي رفاق .. عندما بلغت السادسة من عمري، رغبت والدتي (رحمها الله ) أن تؤجل دراستي لمدة عام لنبدأ سويا أنا وشقيقتي الأصغر.. ولكن رفيقتي لم يرق لها الأمر فاشترت لي دفترا وقلما وأعطتني حقيبتها.. وبدأت تمارس مهنة التدريس لتقوم بدور معلمتي لمدة عام فهيئت لي الجو الدراسي في المنزل وبذلت مجهودا كبيرا في تدريسي القراءة والكتابة و الحساب وتحفيظي سور القرآن الكريم للصف الأول الابتدائي... في العام الذي يليه التحقت بالمدرسة و كان أثر بنيان و تأسيس رفيقتي واضحا على تحصيلي الدراسي و مضت السنون و رفيقتي تراقب تقدمي و تتابعه إلى أن أنهيت المرحلة الثانوية وجاء وقت الاختيار ..كان لرفيقتي دور في اختياري التخصص المناسب حيث شجعتني لمواصلة الدراسة في كليتها ( كلية التربية / الأقسام العلمية) حيث كانت تعمل معيدة في قسم الأحياء و لم تكتف بذلك بل رافقتني في جميع مراحل التسجيل بدءا من الفحص الطبي و انتهاء بتسليم الملف لموظفة التسجيل.. اعتقدت في حينه أنني وقفت على قدمي وأن عودي قد اشتد و انتهى دور رفيقتي من حياتي ولكنها استمرت على نفس النهج من تشجيعها لي لأكون بعد عدة سنوات معيدة و زميلة لها في الكلية. في كلية التربية / الأقسام العلمية لنا تاريخ جميل سجلناه في كل زاوية من زواياها، فمن هذه البوابة دخلت لأول مرة بصحبة رفيقتي .. في هذا المكتب سجلتني .. عند ذاك المطعم انتظرتني .. و داخل المكتبة بحثنا سويا عن الكتب.. جدران معملها سجلت جميع شكواي لها من الاختبارات و من صعوبة أسلوب تلك الأستاذة و غيرها من همومي أو أفراحي حيث كنت اركض لها دائما لتسمعني ودموعي تسبقني، كان معملها ملجئي الذي أحتمي به من صقيع الشتاء أو حر الممرات و أنا أراجع المقرر قبل دخولي للاختبار. تلك كانت مقتطفات سريعة من رحلتي مع شقيقتي الكبرى د/ شريفة و شاعرتنا المميزة شمس الأصيل ورفيقتي شوشو، لقد كانت هذه الرحلة من الرحلات الجميلة التي أبحرتها في حياتي لقد أمضيت بصحبة شمسنا الأصيلة مشوارا علميا عمليا ردحا من الزمن، قضيناه بين متعة الرحلة و مشقة الدراسة و متاعب الحياة و مشاكل العمل و البحث. واليوم كبرت و كبرت رفيقتي و تقاعدت و شاء الله أن أكون أنا من ينهي معاملة تقاعدها واعتمادها لرفعها لصاحب الصلاحية. لم يكن سهلا أن أودع رفيقتي و لكنها مشيئة الله فقد آن الأوان للفارس أن يترجل ..وقد ترك تقاعدها أثرا كبيرا في نفوس من تعامل معها وعرفها عن قرب، فهي ذات القلب الطيب التي تعاملت مع أجيال متعاقبة دون أن تجرح هذه أو تسيء لتلك... وهي المعلمة و المربية الفاضلة التي أعطت صورة مشرفة للنزاهة والتواضع والكفاءة والخلق العالي، فقد غرست غرسا طيبا في هذا الصرح العلمي الشامخ و كان لها دور في تخريج دفعات و أجيال على مدى ثلاثين عاما، تميزت رفيقتي بحسن تعاملها و رحابة صدرها مع الجميع من أعضاء هيئة تدريس وطالبات، وغيرهن من منسوبات الكلية حيث كانت تخاطب الناس بلغة هادئة متزنة والابتسامة لا تغادرها.... أختي الغالية .. شكرا لك من القلب .. لقد أعطيت فأجزلت العطاء، و عزائي في تقاعدك أنك تركت بصمة مميزة في الكلية وكم هائل من الحب في قلوب الجميع ... كلماتي لن تفيك حقك فلك منا كل الحب و الوفاء .... |
رد: و ألقت عصا الترحال ...
نتمنى حياة سعيدة للكبيرة شمس الأصيل
وكم أنت محظوظة أختي أم الفهد بتلك الأخت الحانية ويحق لك افتقادها وأظنه صعب ...صبرك الله راجين المولى أن يديمكم لبعض سلامنا الحار لأختنا شمس ونتمنى تواجدها بيننا ........ شكراً لقلمك ولأحساسك المرهف |
رد: و ألقت عصا الترحال ...
الاستاذة الدكتورة ام الفهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اشكر لك هذه الكلمات الراقية عن اختنا الكريمة الدكتورة / شمس الأصيل التي حازت على تقدير و احترام الجميع لمسيرتها العلمية و العملية التي يتشرف بها الجميع و التي اصبحت انموذجاً مشرفاً للمرأة السعودية التي اسهمت في بناء مجتمعها و تأهيله. والتي اعطت بلا حدود من جهدها و فكرها ووقتها لبنائه علميا بصفتها اكاديمية سعودية يشار لها بالبنان و شاعرة و اديبة تعتبر من رموز الشعر العربي الفصيح على مستوى الوطن العربي . و قد آن لهذه الفارسة المتفردة ان تترجل عن جوادها و تتفرغ لأسرتها و ادبها و حياتها الخاصة . فنحن كمتابعين لانتاجها الادبي بتنا نفتقدها كشاعرة و اديبة و باتت تبخل على عشاق شعرها بجديدها . و نتمنى عليها بعض الولاء لأدبها الذي نقدره جميعا و ننتظره على احر من الجمر فهي البصمة المتفردة التي تروي ذائقة المتذوقين للاصالة و البلاغة و الجزالة . و أقول لأستاذتي شمس الأصيل أديت ِالأمانة و سلمت ِالراية للجيل الذي تتلمذ على موائد ادبك و علمك و اخلاقياتك العالية . اتمنى لك السعادة و السرور و الصحة و ان يحفظك لأسرتك و لكل من يرى فيك اسمى المعاني و اثمن القيّم و العلامة الفارقة بين كل مخرجات الرقي . شكرا لك ام الفهد على هذا الوفاء لرمز وطني نعتز به في زمن اللا وفاء |
رد: و ألقت عصا الترحال ...
http://sabagate.com/up/uploads/69e026f9c9.gif أختي الغالية " أم الفهد " لقد لفت نظري عنوان المقال وتوقعت محتواه ودخلت لاقرأه وصح ما توقعت .. بموضوعك هذا أعدتني لسنوات مضت .. وعاد بي شريط الذكريات سريعاً لتلك الأيام .. دراسة وسهر ونجاحات كنا نحققها ونفرح بها جميعنا .. كل هذه الذكريات مرت بصعوباتها وحلاوتها وأنا أتنقل بين سطور مقالك وأسترجع دور شمسنا المشرقة دوماً في هذا المشوار ولم أجد أي كلمة تفي هذه الأخت الرائعة حقها .. ولكن أعتقد أن محبتنا والتفافنا حول بعضنا في كل المناسبات لهو حصاد لما زرعته فينا تحت عباءة الوالد أدامه الله لنا وحفظ لنا شمس الأصيل الدكتورة " شريفة " ولا أجد ما أقوله سوى : كبيرمن صغرك تقول مولود للعليا تكون .. ولك " أم الفهد " أقول : http://sabagate.com/up/uploads/a36c6e7024.gif |
رد: و ألقت عصا الترحال ...
ماااااااااااأنتِ شمس في الأصيل وإنما .............شمس الشموس وانتِ كل الدرر
رحلة طويلة وشااااقة اتمنى لكِ سعادة وراحة بال ودمتِ يا أختي بقلبك الكبير وعطائك والذي لاتهزه الرياح لأنكِ دائما تضعين قلبكِ على كفك للآخرين ولاتبخلين: http://www.l22l.com/uploads/eb163a14d0.gif شكراااا ياأم فهد حفظ الله لك فهدا . |
رد: و ألقت عصا الترحال ...
لبحر الوفاء سفن كثيرة ولكني اخترت سفينة النقاء لترسوا بي على شاطىء الحب والجمال فليس اجمل من حب نكن لاحبتنا وحب نكنه لاْخواتنا وحب نكن لاصدقاءنا وحب نكن لكل من يستحق الحب منا فنعطي بدون مقابل ،، حتى نعشق معنى العطاء الذي ما عرفناه لو لم يكن الوفاء يسكن قلوبنا ،،، غاليتي كل الشكر من الاعماق لنقاء روحكـ وروعة اناملكـ التي سطرت لنا هذه السطور الرائع التي هي عندي جواهر مااسية دمتي ايتها الغالية ودام ابداعكـ نجما براقا في سمائنا دمتي بروائع معاني السعادة والوفاء |
رد: و ألقت عصا الترحال ...
اقتباس:
و أفيدك أن شمس الأصيل وسطنا باسم ( أخت النشامى) تحياتي .. |
الساعة الآن 10:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL