![]() |
السنة في إيران قضية منسية (1)
السنة في إيران قضية منسية (1)
http://www.islammemo.cc:1589/memoadm...iran090709.jpg جمهوريّة إيران الإسلاميّة هي دولة في الشرق الأوسط كان يشار لها حتى بداية القرن الماضي باسم فارس أو بلاد فارس، تحتل إيران موقعًا مهمًا في الخريطة السياسية والإستراتيجية إقليميًا وعالميًا,فهذا البلد المتسع المترامي الأطراف والغني بموارده كان مركزا لحضارة وإمبراطورية عظيمة، فإيران تقع في القلب للقارة الآسيوية. وقلب إيران الجغرافي هو الهضبة الإيرانية التي ترتفع عن سطح البحر ارتفاعات تتراوح بين 1000و1500 متر يحيط بها مجموعة جبال شاهقة أهمها مجموعة جبال زاجروس التي تتمدد مكونة مجموعة من الوديان والسهول, وداخل هذه الهضبة وجد العنصر الفارسي الذي ظل طوال التاريخ يمثل المجموع الأساسي من سكان فارس ومنه الاسم القديم لإيران وذلك على الرغم من وجود قوميات متميزة عبر التاريخ في الهضبة كالأذربيجانيين والأتراك والأكراد والعرب وأقلية صغيرة من الهنود، (العرب ليسوا من سكان إيران وإنما احتل إقليم عر بستان وانضمت سياسيًا إلي إيران). يحدها من الشمال دول الاتحاد السوفيتي (سابقا) وبحر قزوين,ومن الشرق أفغانستان وباكستان ومن الغرب العراق وتركيا, ومن الجنوب خليج عمان والخليج العربي. أصل كلمة إيران كلمة آري (آريون) وتعني "الطاهر" وقد نزحوا إلي غرب فارس عام 2000 ق.م. أيام حكم الآشوريين. وأقاموا لهم إمبراطوريتهم الفارسية التي بلغت أوجها أيام الملك كورش الكبير عام 55 ق.م. والإمبراطور دارا الأول وخلفه خشایارشا الأول حيث كانت تضم مصر السفلى (الدلتا) واليونان وآسيا الصغرى وأجزاء مما يعرف حاليا بباكستان وتركستان. وقد أقاموا خدمة بريدية، ومهدوا الطرق، وشجعوا التجارة وفنون الكتابة. وحاولوا دمج الحضارات البابلية مع الفرعونية والآشورية والليدية، إلا أن الإسكندر الأكبر أسقط هذه الإمبراطورية في القرن الرابع ق.م. لكنهم استطاعوا التخلص من حكم الإغريق لبلدان الشرق الأدنى إبان القرن الثالث ق.م.، واستعادوا قوتهم. لكن الساسانيون استغلوا النزاعات الداخلية ووحدوا فارس. وقاموا بنهضة. لكنهم دخلوا في حروب مستمرة مع البيزنطيين طوال أربعة قرون حتى جاء الإسلام في القرن السابع الميلادي. سميت إيران بـ "جمهورية إيران الإسلامية" بعد الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي إبان الثورة الإسلامية 1979م ووصول الخميني إلى السلطة. وتبلغ مساحتها 1،648 مليون كم • العاصمة : طهران. • اللغة الرسمية: الفارسية • لغات محلية معترف بها : يوجد في إيران أكثر من 110 لغة على نحو التالي الأذربجانية , الكردية , التركمانستانية, السيستانية , القشقاية , اللرية , البندرية (الخليجية) , العبرانية , الأرمينية , الآشورية , الكلدنية , التاتي , المندائية , المازندرانية , البختارية , الديلية , التالشية , اللكية. وغيرها من اللغات الغير معروفه مع ذلك تبقى اللغة الكردية والعربية والبلوشية والأذرية والطبريّة، والكيلكيّة هي من أهم اللغات المعترف بها دستوريًا. • المساحة1,648,195: كم2 . • السكان: يبلغ عدد سكان إيران 70،3 مليون نسمة. • جماعات عرقية: الفارسي 51% , والاذري 24%, والجيلكي والمازندراني 8%, العربي3%, والكردي 7% , واللور2%, والبلوش 2%, والترك2% , وعناصر اخرى1%, كما تتنوع الأديان والمذاهب وتتوزع بين : الشيعة80%, السنة15-20% , والطوائف اليهودية والنصرانية والبهائية والزرادشتية 10%. • المسلمون السنة: حسب الإحصاءات شبه الرسمية تتراوح بين 14 إلى 19 مليون مسلم يشكلون نسبة تتراوح بين 15 و20% من الشعب الإيراني. نبذة تاريخية: يعود تاريخ الحضارة الإيرانية وثقافتها، إلى أكثر من ألفي سنة عندما استقرت قبائل البدو الرحل الآرية الفرس والأكراد في إيران، وفي الحقبة الزمنية التي دخلت فيها جماعات مختلفة من الأصل الآري مثل الماديين (الميديين وهم الأكراد)، والبارسيين (أي الفرس)، والفريتيين (أي الاشكانيين) الأرض التي عرفت في ما بعد باسم إيران. وقد كانت الحكومات التي قبل البارسيين، لم تعرف الوحدة المتكاملة والاستقرار، بل كانت مستغرقة في حروب قبلية، إذ يمكننا أن نعد قيام الدولة الأخمينية (حكم كورش الكبير) 500 قبل الميلاد، بداية لتاريخ الحكم الإمبراطوري، الذي يقوم على توارث الحكم في الأسرة الملكية وإن هذا النوع من الحكم الذي يقوم على التسلط والاستبداد، استمر في السلالات الملكية التي تلت السلالة الأخمينية مثل الأشكانية والساسانية. أما عقيدة الشعب في تلك الحقبة فكانت غالبا الزردشتية. ولقد بقيت إيران تفتقد إلى حكومة مركزية موحدة منسجمة، إذ كانت تحكم حكومات إقليمية محلية نقاط مختلفة من البلاد حتى قيام الملكية الصفوية (1501) ثم تلته السلالة الملكية الأفشرية وبعدها الزندية فالقجارية، ولقد استمر هذا النوع من الحكم الاستبدادي سائدا في إيران، حتى انقراض السلالة البهلوية (نسبة إلى رضا بهلوي) التي تلت القاجارية والتي كانت آخر نظام ملكي إمبراطوري في تاريخ إيران. وجدت آثار تدل على وجود إنسان ما قبل التاريخ يرجع تاريخه لخمسة آلاف سنة ق.م. كما عثر على حضارة متقدمة من بينها القطع الفخارية المتطورة في سيالك قرب كاشان قبل مجيء قبائل الفرس إلى إيران. ثم ظهر الفرس الأوائل في هضبة إيران الوسطى في مطلع القرن السادس ق.م. وبعد سقوط نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية عام 612 ق.م. قام كورش الكبير بتأسيس الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. وضم الميديين والليديين والكلدانيين في بلاد ما بين النهرين له بما فيها مدينة بابل. وبعد موت كورش الكبير عام 530 ق.م. تولى ابنه قمبيز الثاني الحكم والذي استولى أيضا على مصر القديمة عام 525 ق.م. وأصبحت إمبراطوريته تمتد من نهر السند حتى نهر النيل وفي أوروبا حتى مملكة مقدونيا القديمة التي كانت تعترف بالسيادة الفارسية. وبعد انتحاره عام 533 ق.م. تولى ابنه دارا الأول وأخمد الحروب وحكم الإمبراطورية الفارسية حكما مطلقا لأنه يتمتع بالحق الإلهي وكانت البلدان التابعة له تتمتع بحكم ذاتي وكان الحكام بها أقوياء يتجسسون لحسابه. وكان متسامحا مع هذه البلدان ولم يخضع شعوبها لعقيدته أو للثقافة الفارسية. وأنشأت هذه الإمبراطورية الطرق المتفرعة والتي كانت توصل مدينة سوس العاصمة بالخليج العربي جنوبا وبالبحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة. وأقام نظام البريد. وظل دارا الأول في حرب مع الإغريق حتى وفاته عام 486 ق.م. وكان قد أخضع المدن الإغريقية في آسيا الصغرى. وبعده تولي ابنه خشای ارشا الأول الذي أخمد ثورة المصريين على حكم الفرس. وأراد أن ينتقم من أثينا واليونانيين بعد تمرد الأيونيين أيام أبيه. فتواصلت مسيرة جيشه حتى بلغت الأكروبول علي مشارف أثينا. لكنه انهزم أمام صمود الأثينيين عام 497 ق.م. وأغرقوا الأسطول الفارسي في مياه ميكال. وفي القرن الرابع ق.م. ضعفت دولة الفرس. وكانت فريسة سهلة للإسكندر الأكبر ودارت بينه وبينها حروب استمرت منذ عام 334 ق.م. وحتى 330 ق.م. وظلت تحت حكم ملوك الإغريق حتى استولى عليها الرومان ما بين القرنين الثاني والأول ق.م. حتى قام أردشير الأول عام 227 م. بتأسيس الإمبراطورية الساسانية الفارسية التي ظلت قائمة حتى أسقطها المسلمون في فتوحاتهم الكبرى بالقرن السابع. الفتح الاسلامي لبلاد فارس (637-651) :قاد إلى نهاية الإمبراطورية الساسانية وكذلك في نهاية المطاف إلى تراجع المجوسية (الزرادشتية). غير أن منجزات الحضارات السابقة الفارسية لم تُفقد، إذ تم إلى حد كبير استيعابها في النظام الإسلامي الجديد. لقد جاء في أطلس تاريخ الإسلام :أن"هناك مبالغة في نصوص تصوير اتساع دولة فارس في العصر الإيراني، لأن فارس لم تكن قط في أي عصر من عصور تاريخها قبل الإسلام دولة ثابتة الحدود. إنما كانت حدودها تتسع أحيانًا في عصور الملوك الأقوياء، وتنقبض في عصور الضعفاء وهم الأكثرون. وعماد القوة العسكرية الإيرانية كان جماعات مرتزقة من قبائل تركية إلى جانب قبائل الهضبة الإيرانية نفسها. وقد كان الأكاسرة يسلطون هذه الجماعات المقاتلة على البلاد لإرهاب أهلها وإرغامهم على دفع الجزية والإتاوات كما ترى في الولايات الشرقية". وقد ذكر المؤرخ توماس أرنولد ووصف مظالم الدولة الساسانية في شعبها واستبدادها الذي امتاز بضروب الفوضى والعنت، فصار الشعب يكره ويمقت حكامه، وخاصة عندما تبنت الدولة الديانة الزردشتية وسمحت لكهنة هذه الديانة بالسيطرة حتى على بعض الأمور المدنية. ويشير المؤرخ غيتاني: «وظهر الغزو الإسلامي كمخلص للشعب من حكم الساسانيين». وفي عام 632 م في عهد يزدجرد الثالث حفيد الملك كسرى الأول الذي عاشَ مغمورًا واعتلى العرش الساساني، وفي تلك السَنَةِ نفسهاِ بدأت الغزوات الإسلامية العربية الأولى لبلاد الفرس. قاوم الفرس في البداية مقاومةً استطاعت أن تضغط على الجيوشِ الإسلامية الأوليةِ وتمنعها في البداية،ولكن كان الملك يزدجرد الثالث تحت رحمة مُستشاريه وكان هؤلاء المستشارون عاجزون عن الاتحاد فيما بينهم أمام الانهيار الواسع للبلادِ بسبب الممالكِ الإقطاعيةِ الصغيرةِ،وكذلك كان البيزنطيون كانوا يواجهون ضغوطات مماثلة بسبب الغزوات الإسلامية العربية، إلا أن الفرس لم يعودوا مهددون بعد اللقاء الأول بين الساسانيين والعرب المسلمين الذي كَانَ في معركةِ الجسرِ سنة 634 م والذي أدّى إلى انتصار الساسانيين. ومع ذلك لَمْ يُتوقّفْ الغزو الإسلامي لبلاد الفرس وظَهرَ ثانية بسبب الجيوشِ الإسلامية المنضبطةِ تحت قيادة القائد العربي المسلم سعد بن أبي وقاص والذي اختاره الخليفة الراشد عمر بن الخطاب لقيادة الجيش وهزم سعد بن أبي وقاص الجيش الساساني الكبير الذي كان بقيادة رستم فروخزاد في معركة القادسية في سنة 637 م, وهكذا أصبحت مدينة المدائن محاصرة وسقطت بعد الحصار. بعد هذه الهزيمة الكبيرة للفرس في معركة القادسية هَربَ الملك يزدجرد الثالث شرقًا مِنْ المدائن ، وترك خلفه أغلب الخزانةِ الإمبراطوريةَ الواسعةَ،وفتح المسلمون العرب المدائن بعد ذلك،وتركت الدولة الساسانية مصدرًا ماليًا قويًا لهم استطاعوا الاستفادة منه. وكَانت الإمبراطوريةُ الساسانية في ذلك الوقت مستنزفة ومقسّمة وبدون حكومةِ قوية مركزية فعّالةِ،في وقت الغزوات العربيةِ،وتطورت الأحداثَ بعد ذلك بسرعة،فبسبب الفراغ النسبي مِنْ السلطةِ في الإمبراطوريةِ كانت النتيجة هي الغزو الإسلامي لباقي أراضي الإمبراطورية في بلاد فارس. هذا وقد حاول عدد مِنْ حكام بلاد فارس الساسانيين دَمْج قواتهم لإيقاف الغزوات الإسلامية، ولكن هذه الجهود كانت بلا فائدة بسبب انعدام السلطة المركزية القوية، وتمت هزيمة هؤلاء الحكام في معركةِ نهاوند،وكان الأمل الوحيد للإمبراطورية الساسانية لهزيمة العرب المسلمين هم طبقة النبلاء الأحرار، وتم استدعاء هذه الفرقة العسكرية التي لم تكن جاهزة في كل وقت وحاولوا تكوين جيش وحيد للدفاع الأخير عن الإمبراطورية الساسانية. ولكن أيضًا وبلا فائدة بسبب عدم وجود التركيبة العسكرية المنضبطة وعدم وجود الدعم المالي للقوات العسكرية ، وتحطمت هذه الطائفة الفروسية تدريجيًا بسبب الفوضى في الإمبراطورية ، فأصبحت الإمبراطورية الساسانية عاجزةَ جدًا الآن الغزوات الإسلامية . عندما بدأ القتال، واجه الجيش الفارسي مشاكل أساسية. ففرق الفرسان الثقيلة المدرعة التي أثبتت في السابق فعالية ضد الجيوش الرومانية، كانت بطيئةً جدًا على التحرك بشكل منظم أمام فرق الفرسان العربية. وهكذا انهزم الفرس أمام المسلمين, ثم تلاحقت الهزائم في عدة معارك متتالية منذ عام633حتى عام636حيث وقعت معركة القادسية وتمت السيطرة على المدائن. ومع انتشار أخبار الهزائم المتتالية للجيوش الفارسية أمام العرب المسلمين هرب الملك يزدجرد الثالث مع نبلاء الدولة الفارسية من عاصمة الإمبراطورية نهاوند إلى المحافظة الشمالية خوزستان ، وبعد ذلك بسنوات تم اغتيال الملك يزدجرد الثالث على يد طحان في مرو سنة 651 م- 31هـ فكان هذا التاريخ نهاية للدولة الساسانية. لقد أعجب الإيرانيون بما في الإسلام من عدل ومساواة وسماحة ويسر فاستظلوا بظله، وحسن إسلامهم فأخلصوا له، وحرصوا على نشره وقد ساعد على انتشار الإسلام في إيران وظهور الصبغة السنية فيها هجرة كثير من القبائل العربية إلى الأراضي الإيرانية والإقامة فيها، ثم اختلاط أفراد هذه القبائل العربية بالإيرانيين وارتباطهم بهم برباط المصاهرة، مما أدى إلى اختلاط الدماء وتداخل الأنساب وزيادة النفوذ الإسلامي والتأثير العربي في الأراضي الإيرانية . إلى هنا نتوقف لنواصل اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله حيث نتطرق فيها إلى المد الإسلامي السني على أرض إيران, ثم قيام الدولة الشيعية الصفوي |
رد: السنة في إيران قضية منسية (1)
السنة في إيران قضية منسية (2) http://www.islammemo.cc:1589/memoadm...w_KHameney.jpg كنا قد ذكرنا في الحلقة السابقة أن الإيرانيين قد أعجبوا بما في الإسلام من عدل ومساواة وسماحة ويسر فأسلموا وحسن إسلامهم فأخلصوا له, وحرصوا على نشره وقد ساعد على انتشار الإسلام في إيران وظهور الصبغة السنية فيها هجرة كثير من القبائل العربية إلى الأراضي الإيرانية والإقامة فيها، ثم اختلاط أفراد هذه القبائل العربية بالإيرانيين وارتباطهم بهم برباط المصاهرة، مما أدى إلى اختلاط الدماء وتداخل الأنساب وزيادة النفوذ الإسلامي والتأثير العربي في الأراضي الإيرانية. لقد كان استقرار القبائل العربية المهاجرة إلى إيران واضحًا في القسم الجنوبي الشرقي-بلوشستان- من إيران نتيجة لموقع إيران الجغرافي، غير أن الصبغة الإسلامية السنية لم تلبث أن سيطرت، تدريجيًا على سائر أنحاء إيران. وظلت الصبغة السنية في العهد الراشد وطوال العصر الأموي والعباسي إلى أن ظهرت نزعة الاستقلال عن العرب في إيران منذ أوائل القرن الثالث الهجري-التاسع الميلادي، وازدادت بعد ذلك في عهود الدول التي خلفت الدولة الطاهرية، كالدولة الصفارية والدولة السامانية والدولة الغزنوية،إلا أن الصبغة السنية ظلت غالبة على مظاهر النشاط البشري في إيران . وكان ظهور العنصر التركي في العالم الإسلامي السني عاملًا مساعدًا على تقوية الصبغة السنية على جميع مظاهر النشاط البشري في جميع الأقطار الخاضعة للنفوذ الروحي للخليفة العباسي السني. وبدأت الدول التركية تظهر في إيران المسلمة السنية منذ القرن الرابع الهجري،وكانت الدولة الغزنوية هي أول دولة تركية قوية مشهورة ظهرت في إيران في القرن الرابع الهجري- العاشر الميلادي، مع أن ثقافتها كانت عربية وفارسية، وبلغت ذروتها في عهد محمود الغزنوي الذي استطاع أن يسقط كلًا من الدولتين السامانية والزيارية، وأن يستولي على كثير من ممتلكات البويهيين في الهضبة الإيرانية. وقد أخذ تاريخ إيران يدخل في ظل الإسلام مرحلة جديدةً, كما أخذت الصبغة السنية تزهو في هذه البلاد بصورة واضحة ملموسة،وكان الاتهام بالتشيع كافيًا لإعراض السلطات عن كل من يتهم بهذه التهمة كما حدث للفردوسي مع محمود الغزنوي الذي يعتبر من أعظم حكام المسلمين وأبطالهم الذين ساهموا في بناء الحضارة الإسلامية بتشجيعه لبُناتها من العلماء والأدباء كما أنه خدم اللغة الفارسية وآدابها. شهد عصر محمود الغزنوي ظهور قوة تركية جديدة وهي السلاجقة،وقد كانت موقعة ملازكرد عام463هـ - 1071م من المواقع الحاسمة في التاريخ الإسلامي بعامة وفي تاريخ غربي آسيا بخاصة، لأنها زعزعت أركان دولة الروم، وقضت على نفوذهم في أكثر أجزاء آسيا الصغرى بعد ذلك، فكانت هذه الموقعة بعيدة الأثر في مختلف نواحي الحضارة في هذه المنطقة. وهكذا صارت هذه المنطقة من بلاد المسلمين، وصار أهلها يتبعون مذهب أهل السنة الذي كان متبعًا في إيران، حيث كان المسلمون يدينون بالطاعة والولاء للخليفة العباسي الذي كان مقره في بغداد عاصمة دولة الخلافة. كما أخذت اللغة الفارسية تنتشر في ربوع آسيا الصغرى لأنها كانت لغة الجنود الذين فتحوا هذه البلاد،وهي اللغة الإسلامية التي تلي العربية في أهميتها. ويمتاز العصر السلجوقي في إيران بأنه عصر ظهرت فيه الصبغة السنية في جميع مظاهر الحضارة الإيرانية بحيث عدَّ الشيعة الغلاة الإسماعيلية من أتباع حسن الصباح بنظر الشيعة أنفسهم، مرتدين خارجين عن الإسلام ووصفوا بأبشع الصفات، وهم الذين اغتالوا نظام الملك الطوسي الوزير الشهير، كما أنهم تمكنوا -أي السلاجقة- بعد انتصارهم على الروم من نشر الصبغة السنية على ألوان النشاط البشري في هذه المنطقة إلى يومنا هذا . وكان سقوط السلاجقة في عام 590هـ 1194م بداية النهاية بالنسبة للخلافة السنية في بغداد، فقد صادف سقوط السلاجقة ظهور المغول-الذين دعاهم علماء الشيعة مثل الطوسي وابن العلقمي الوزير لتدمير بغداد- وبروز خطرهم على الإسلام السني، وبرغم وثنية المغول فإن الصبغة الإسلامية السنية ظلت سائدة واضحة في إيران بعد سقوط دولة الخلافة العباسية السنية. بل إن قوة الحضارة الإسلامية السنية المستقرة في إيران لم تلبث أن أثرت فيهم فبدأوا يغيرون من عاداتهم الوثنية وأخلاقهم البدوية إلى أن دخلوا في السلم كافة منذ عهد آباقا خان الذي سمّى نفسه أحمد وكان ذلك في عام 680هـ- 1181م، أي بعد مرور أقل من ربع قرن على سقوط دولة الخلافة العباسية السنية. هكذا صار حكام المغول مسلمين- منذ ذلك الوقت- فأصبحوا رعاة للحضارة الإسلامية السنية، وأخذ صرح هذه الحضارة يواصل ارتفاعه في العصر المغولي، فنشطت العلوم والفنون وكثر الإنتاج الأدبي وألفت الموسوعات التاريخية كما ألفت كتب قيمة في الطب وعلم النبات والطب والعلوم الطبيعية . ظلت الصبغة السنية غالبة واضحة في إيران بعد سقوط دولة الخلافة العباسية السنية على أيدي المغول إلى أن خلف تيمور المغول وبقيت الصبغة السنية ظاهرة غالبة في إيران في ظل الدولة التيمورية التي شجعت العلوم والفنون وزادت صرح الحضارة الإسلامية الراقية ارتفاعًا وشهرة. غير أن الدولة التيمورية أخذت تفقد تماسكها بعد وفاة تيمور في عام 807هـ - 1404م، فقد كثرت المنازعات والحروب بين أبنائه وأحفاده.فاستفادت القبائل التركية المقيمة في القسم الشمالي الغربي من إيران من هذا التفكك في البيت التيموري، وأخذت تقتطع أجزاء من ممتلكات الدولة التيمورية، فتمكنت قبائل القره قيونلو (أصحاب الخراف السوداء) من الاستيلاء على إقليم أذربيجان في 811هـ - 1408م ، كما تمكنت قبائل الآق قيونلو( أصحاب الخراف البيضاء) من هزيمة القره قيونلو والاستيلاء على الإقليم الغربي من إيران الذين أصبحوا من جنود المتحمسين للشاه إسماعيل الصفوي الشيعي، بينما كان أبناء تيمور يحكمون الإقليم الشرقي من إيران وظلوا يحكمون هذا الإقليم حتى عام 911هـ-1509م . وكانت الصبغة السنية هي الغالبة الواضحة في إيران برغم سقوط الخلافة العباسية فظلت ظاهرة في أثناء غلبة المغول والتيموريين والقره قيونلو والآق قيونلو أي طوال قرنين ونصف من الزمان بعد سقوط دولة الخلافة، وواصلت مظاهر الحضارة الإسلامية السنية ازدهارها فلم تتغير إلا بعد قيام الدولة الصفوية الشيعية في عام 906هـ-1500م وإعلانها المذهب الشيعي الإمامي مذهبًا رسميًا في إيران في عام 907هـ -1501م، فاتخذ تاريخ إيران وحضارتها الإسلامية اتجاهًا جديدًا مغايرا ولم تعد إيران إلى رحاب السنة مرة أخرى إلى يومنا هذا. أسس إسماعيل الصفوي دولته عام 1500م، وأعلن أن التشيع دين الدولة، وفرض المذهب الشيعي مذهبًا رسميًا في مختلف أنحاء إيران دون مقدمات وقد كان أكثر من ثلاثة أرباع إيران من السنة وحارب أهل السنة. وكان من أول الأعمال التي قام بها إسماعيل الصفوي بعد أن أعلن المذهب الشيعي الأمامي مذهبًا رسميًا للدولة الصفوية هو قتل وتذبيح الأعداد الكثيرة من أبناء السنة والجماعة الموحدين في إيران, حتى أنه أمر بأن يرمى من مآذن المساجد أكثر من 70 عالمًا وطالب علم يوميًا من علماء السنة الموحدين.وفى تبريز ـ العاصمة ـ وحدها كانوا لا يقلون عن 65% من السكان وقد قتل منهم في تبريز في يوم واحد 40 ألف سني, وبإنشاء هذه الدولة دخلت الإثنا عشرية مرحلة هامة في تحقيق الهدف؛ فقد أصبح للمذهب دولة . بلغت تلك الدولة قوتها في عصر الشاه الصفوي الذي استعان بالإنجليز،وأقام لهم مراكز في إيران، وكذلك كان يرسل مجموعة من المشاغبين الشيعة ليدوروا بين الأحياء والأزقة, ويقوموا بشتم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولقد أطلق على تلك المجموعات اسم المتبرأون, وعندما يقوموا أولئك بشتم أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين, ينبغي على كل سامع من أهل السنة أن يردد العبارة نفسها! أما الذي يمتنع عن ترديد العبارة,فيقومون بتقطيعه وتمزيقه بسيوفهم وحرابهم. ولم يكن أمام أهل فارس من جراء هذه الأعمال الخبيثة إلا الهروب بدينهم أو قبول مذهب التشيع مكرهين وفي النهاية تمكن السلطان سليم الأول من فتح مدينة تبريز ولكنه بعد أن خرج منها سقطت مره أخرى بأيدي الصفويين الذين قاموا على الفور بارتكاب مجازر جماعية مروعة اقتلعت أهل السنة في تلك المدينة تمامًا, وأصبحت تبريز مدينة شيعية بالكامل, حيث أنه قتل في يوم واحد أكثر من 14000 من أهل السنة والجماعة. وعمل الصفو يون على تحويل الحجاج الإيرانيين من مكة إلى مشهد، وقد حج الشاه عباس الصفوي سيرًا على الأقدام من أصفهان إلى مشهد زيادة في تقديسه لضريح الإمام علي الرضا وليكون في عمله هذا قدوة للإيرانيين، ومنذ ذلك العهد أصبحت مشهد مدينة مقدسة عند الشيعة الإيرانيين. وفي الوقت الذي كان فيه حكام الصفوية غلاظ قساة على أهل السنة كانوا رقيقين لينيين مع النصارى, فقد أنشأ لهم الكنائس وشجعهم علي التجارة مع الهند والبلاد الخارجية بأن أعطاهم الحرية الكاملة, وسجلت تغييرات أساسية في البلاد وفي علاقاتها مع الغرب، وكان من نتائج التحول السياسي الذي أحدثه شاه عباس أن غص بلاطه بالمنصرين والقسس، وبنى الغربيون الكنائس في إيران لإدخال من لم يقتل ولم يُشيع من المسلمين في دين النصارى. لقد كانت التحالفات مع القوي الصليبية سمة مميزة للدولة الصفوية الرافضية التي تري أن التقارب مع الصليبيين وأهل الكفر أفضل من تقاربهم مع المسلمين من أهل السنة. والسبب في ذلك أن الدولة الصفوية تري أن الإسلام السني أعظم كفرًا من كفر اليهود والنصارى وكون البلاد الأوروبية تبقي علي نصرانيتها خيرًا من أن تنقلب إلي الإسلام السني. هذه هي الدولة الصفوية التي حكمت من907هـ - 1148هـ أي قرابة 250 سنة، وهي الدولة الشيعية الإمامية الأولى في التاريخ، فكانت الدولة الصفوية أول دولة شيعية إمامية، شيعت إيران بالقوة وقد كان الشيعة نسبتهم في بلاد إيران تقدر 10%، وأصبحت اليوم 65%،والسنة على كونهم 35% فلا قيمة لهم في إيران، بل إن النصارى والأرمن واليهود والزرادشت والبهائيين والذين مجموع نسبتهم 2%لهم من الحرية في العبادة والعمل داخل إيران أضعاف ما للسنة. وعندما جاءت الثورة الإسلامية في إيران، وهي الدولة الإمامية الوحيدة في الأرض أعلنت في دستورها المادة (http://www.alhowaitat.net/images/smilies/(12).gif: إن الدين الرسمي هو الإسلام، والمذهب الجعفري هو الاثنا عشري، وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد. هذا هو التعصب الطائفي، أما التعصب الفارسي فظهر في الدستور عندما اشترطوا أن يكون رئيس الجمهورية فارسيًا". إن سلوك الشيعة في كل وقت وزمان سلوك واحد، لأنه ينبثق من مصادر واحدة، فمؤلفاتهم كلها دعوة لتعذيب وتقتيل أهل السنة "النواصب"، فإذا استضعفوا استعملوا التقية، وإذا تمكنوا استعملوا اشد أنواع القتل والتكفير لأهل السنة، منطلقين من عقدة الاضطهاد التي تولدت عند أتباعهم ووزعت على أهل السنة أينما كانوا وأي جنس كانوا. نكمل اللقاء في حلقة قادمة إن أحيانا الله. |
رد: السنة في إيران قضية منسية (1)
السنة في إيران قضية منسية(3) http://www.islammemo.cc:1589/memoadm...w_IranFlag.gif http://pagead2.googlesyndication.com...d/images/i.png على الرغم من أن الأقلية السنية في إيران، ليست أقلية دينية تعيش في مجتمع مغاير لها في عقيدتها، كالأقليات المسلمة التي تعيش في المجتمعات الأوربية، ولكنها أقلية مذهبية، تعتنق مذهبا إسلاميا مخالفا للمذهب الفقهي (الإثنى عشري) الذي تتبناه الدولة. ومما يدعو للحزن والأسى أن تلك الأقلية التي يبلغ تعدادها قرابة 20 مليون نسمة تعيش حربا مع الحقد الشيعي الصفوي تستعر نيرانها تحت رماد التستر والصمت على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والإسلامي .وفي حلقة اليوم نتناول أحوال إخواننا سنة إيران لنبينها لكل من يخفى عليه حقيقة هذه القضية. إن أهل السنة بلاد فارس لهم امتداد على معظم حدود إيران. وسكان الحدود الشرقية وحدود جنوب الشرق وشمال الشرق ينتمون إلى المذهب الحنفي، بينما السكان على الحدود الغربية جنوبًا وشمالًا شافعية، وأهل السنة في الأهواز معظمهم حنابلة. هذا وتتنوع قومياتهم نتيجة هذا التواجد الجغرافي فينتمون إلى قوميات مختلفة مثل البلوش والأكراد والتركمان والفرس والعرب والطوالش.أما المسلمون السنة من أصل فارسي فوجودهم نادر. وكل واحدة من هذه القوميات لها لغتها الخاصة بها، ولكن اللغة الوطنية الرسمية للجميع هي الفارسية. وهم يشكلون ربع سكان البلاد أقل التقدير، ويقدر عددهم بأكثر من تسعة عشر مليونًا من مجموع سكان إيران البالغ عددهم سبعين مليون نسمة. المركز الرئيسي لأهل السنة هي مدينة زاهدان عاصمة إقليم سيستان، وبلوشستان التي يقع فيها المسجد المكي أكبر مساجد أهل السنة في إيران، وكذلك"جامعة دار العلوم" ويدرس في هذه الجامعة جمع كبير من الطلبة الذين قدموا من جميع مناطق إيران، وكذلك من بعض الدول المجاورة،ومن هذا المركز العلمي ومن هذا الجامع تتابع معظم قضايا أهل السنة السياسية والدينية. لقد كانت إيران دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري. وفي الفترة التي كانت فيها على عقيدة أهل السنة والجماعة قدمت إيران , بسبب ظروفها الاجتماعية والتاريخية والثقافية وقربها لمهبط الوحي, المئات من الفقهاء والمحدثين والمؤرخين والمفسرين والعلماء في كل فن وعلم,كلهم إيرانيون إلى أن شيعت فأصبحت بؤرة اصطدام ومركزا للصراع ضد أهل السنة , لان الدولة الشيعية-الصفويه- كانت تتعاون مع قوى الاستعمار لوقف المد السني الإسلامي. كما بنيت تلك الدولة على ألاف الضحايا من العلماء السنة وفقهائهم وقضاتهم في إيران,وكان ذلك سببا في إخلاء المدن الكبرى التي كانت مراكز للعلم والفقه وألسنه في العالم , كتبريز وأصفهان والري وطوسو غيرها الكثير,وكان ذلك سببا لإخلائها من أهل السنة الذين قتلوا أو استشهدوا أو تشيعوا جبرا أو انسحبوا إلى المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها, فأصبحوا يقطنون المناطق الحدودية الجبلية كبلوشستان وكردستان والمناطق الحدودية الأخرى ليصبحوا بعد ذلك على هامش الحياة السياسية الإيرانية بسبب استمرار العداء الطائفي والقومي لهم. ونظرا لان أهل السنة في إيران من الشعوب غير فارسية, فقد عاشوا في ظل النظام الملكي السابق أوضاعا سيئة, فكانوا مواطنين من الدرجة الثانية, أولا بسبب بعدهم عن المدن الكبرى والعاصمة, ثم بسبب اعتقادهم المخالف للفرس الشيعة, رغم إن الشاه كان يرفع لواء المجوس والقومية الفارسية, وبما إن الأكراد والبلوش والعرب وغيرهم من السنة لم يكن لهم إسهام في القومية الفارسية الوثنية, فلم يكونوا ينالون حظهم من القسط الاجتماعي والإداري والوظيفي والمساواة مع الفرس. هناك مدن كثيرة في إيران تحوي كثافة عالية لأهل السنة وخرج منها الكثير من العلماء,منها على سبيل المثال: مدينة بيرجند هي عاصمة محافظة خراسان الجنوبية وهي سادس مدن إيران من حيث المساحة. إن أول من ذكر هذه المدينة من أصحاب البلدان هو ياقوت الحموي حيث قال: إنها من أجل نواحي قهستان التي كانت في عهد الخلافة من أعمال خراسان. من هذه المدينة خرج علماء كثيرين من أهل السنة كالعلامة نظام الدين عبد العلي البيرجندي الملقب بالفاضل أوالمحقق البيرجندي.و الحكيم سعد الدين شمس الدين النزاري القهستاني,ومن العلماء المنسوبين إلى هذه المنطقة أيضًا أبو عبد الله القايِني أديب أصبهان وكان يذكر بالصلاح والعفة واتباع السنة. أهل السنة في بيرجند يشكل أهل السنة والجماعة حاليًا 15% من سكان بيرجند، ولهم فيها جامع ومصلى وبعض المراكز العلمية، وغالبية السنة يتواجدون في القرى والمناطق المجاورة لبيرجند مثل "سربيشه" و"درميان"، وتقام صلاة ا اثني لجمعة في "درميان" في أكثر من اثني عشر موضعًا. توجد في محافظة خراسان الجنوبية أربع مدارس دينية تدرس فيها العلوم الإسلامية، منها مدرسة الصديق الدينية التي تقع في مدينة بيرجند ويشرف عليها الشيخ حيدر الفاروقي، ومدرسة العلامة الندوي في قرية نصر الدين ويشرف عليها الشيخ سيد مؤمن الموسوي، ومركز على بن أبي طالب العلمي في مدينة طبس تحت إشراف الشيخ محمد برفي، وهناك مدرسة علمية أخرى في ماخونيك يشرف عليها الشيخ محمود رحماني، وفي هذه الناحية مركز للدعوة يقوم بنشاطات دعوية وتربوية. مدينة "مهاباد" أحد أهم مدن أهل السنة والجماعة التي تقع جنوب بحيرة أرومية، في محافظة "آذربيجان الغربية" (شمال غربي إيران)، وهي متصلة بواسطة الطرق البرية مع مدينة "تبريز". يسكنها الأكراد السورانيون الذين يتكلمون باللهجة المكريانية من بين مختلف اللهجات الكردية المنتشرة في بلاد الأكراد، وتعد هذه المدينة من مراكز أهل السنة في غرب إيران.يسكن في مدينة "مهاباد" عدد ضئيل من الشيعة، وهم في الحقيقة من الوافدين من سائر المدن والمحافظات. لمدينة "مهاباد" موقع إستراتيجي خاص بسبب مجاورته لمجموعة من المدن الواقعة على الحدود. إن أغلب سكان المدينة هم من الأكراد السنة كما مر ذكره، ويتكلمون بهذه اللغة وبإحدى لهجاتها الشائعة في هذه النواحي وهي اللهجة المكريانية، وقدر عدد سكانها حسب الإحصائية الرسمية التي أجريت عام 1385 هـ ش.إلى قرابة 200ألف نسمة.يوجد في مدينة "مهاباد" 72 مسجدًا، وفي ضواحيها 185 مسجدًا. مدينة "أنشوية" من أقدم مدن إيران التي يبلغ قدمها إلى أكثر من ثلاثة ألاف. تقع هذه المدينة في الطرف الجنوبي الغربي من محافظة "آذربيجان الغربية" وبينها وبين "أرومية" عاصمة المحافظة مسافة 76 كم. يسكنها الأكراد السنة الذين يبلغ عددهم تقريبا إلى 62 ألف نسمة. كانت أنشوية تعد مركز حكومة ماد التي كانت أول دولة رسمية ظهرت في إيران القديمة، وهي أصبحت في عهد الفتح الإسلامي - وقد تم فتحها عندما غزا الصحابة "أذربيجان" في عهد الخليفتين الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم - مكانا مناسبا لتعريس الجيوش الإسلامية ولمعارك مصيرية بين أمراء العرب المسلمين أمثال وليد بن عقبة وسلمان بن ربيعة وبكير بن عبد الله والفرس والرومان. لقد ظهر من أنشويه جماعة من المحدثين والرواة يدل وجودهم على أهمية ومكانة هذه المدينة العلمية والدينية بعد الفتح الإسلامي، كما أن أهلها متمسكون بالقرآن الكريم والسنة والعقيدة الإسلامية الصحيحة في العصر الحاضر.ومنها أيضًا عدد من الفقهاء أمثال الفقيه عبد العزيز بن علي الشافعي صاحب الفرائض المعروفة الذي قدم بغداد وتفقه وأحمد بن موسى الأشنهي الشافعي وابن شيث القرشي الأموي الأشنائي العلامة المنشئ البليغ جمال الدين عبد الرحيم بن علي. وهذه المدينة اليوم من أهم مدن أهل السنة في إيران في حدودها مع "تركيا" و"العراق" وقد احتفظت بأصالتها وثقافتها الإسلامية الأصيلة وبتمسكها بالكتاب والسنة. مع ذلك كله فأهل هذه المدينة البالغ عددهم إلى أكثر من ستين ألفا ومعظمهم من الأكراد السنة يعانون من مشكلتين أساسيتين، الأولى: المشاكل المالية وشيوع المشاغل الكاذبة وانتشار البطالة، والثاني: المضايقات التي هي فوق الأولى من حيث الخطورة فإنها ربما تجرها نحو مشاكل ومصاعب جادة مثل شيوع الفوضى، وخاصة البيئة مستعدة لذلك بسب فقدان فرص العمل والاشتغال لكثير من الشباب، وبسبب المجاورة لدولة محتلة. وهناك عدة من أخرى تعج بأهل السنة منها:أصفهان وكرمان ويزد وسائر المدن التي بهاأغلبية ساحقة من الشيعة وتأتي على رأس هذه المدن طهران,وهذه المدن التي سبق ذكرها جميعا لا يوجد لأهل السنة مسجد، وإضافة إلى ذلك فقد مُنع إخواننا من أهل السنة في طهران في الآونة الأخيرة من إقامة صلاة الجمعة والعيدين في مدرسة تابعة للسفارة الباكستانية، وهم الآن إن أرادوا إقامتها فلا يمكن ذلك إلا في بعض البيوت، وكذلك أهل السنة في سائر المدن الكبرى يقيمون الجمعة والعيدين في البيوت، وإنهم في مواجهة لمشكلات أساسية في هذا المجال. ثم أهل السنة في المناطق التي يقل فيها تواجدهم، لهم الحظ الأكبر من المضايقات في أمورهم المذهبية، وهم في مواجهة لمشكلات جادة في بناء المساجد وتعليم أبنائهم والنشاطات الدينية الأخرى أيضا. هذا والشكاوى المرفوعة إلى مسئولي الحكومة لا تجد جوابا ولا حلا. وقد صدر أخيرا قرار من جانب المجلس الأعلى للثورة الثقافية صرح فيه بإلزام أهل السنة تفويض مدارسهم الدينية ومراكزهم التعليمية إلى السلطة، وهكذا تسعى الحكومة للسيطرة على مساجد ومدارس لأهل السنة. وهذه القضية اعتبرها أهل السنة كارثة عليهم، ووقفوا يدا واحدة ضد هذا القرار معترضين على الخطوات التنفيذية لهذا القرار. فنجاح الدولة في تنفيذ القرار المذكور، يعني سلب الحرية المذهبية لأهل السنة بشكل كامل في البلاد. وهذا ما سنتحدث عنه في ختام رحلتنا في الحلقة القادمة إن شاء الله,مع ذكر التحديات والمصاعب التي يعانيها أهل السنة في إيران بالتفصيل فإلى اللقاء. |
الساعة الآن 07:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL