الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد (https://www.alhowaitat.net/index.php)
-   منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة (https://www.alhowaitat.net/forumdisplay.php?f=6)
-   -   الأجماع على تحريم الخروج على الحكام (https://www.alhowaitat.net/showthread.php?t=43807)

الأفق 30-01-11 07:01 PM

الأجماع على تحريم الخروج على الحكام
 
للفائدة أنقل كلام الإمام ابن باز - رحمه الله -

نصيحة الأمة في جواب عشرة أسئلة مهمة

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن اتبع هداه ، أما بعد :

فهذه أسئلة مهمة وأجوبتها رأيت تقديمها لإخواني المسلمين للاستفادة منها ، وأسأل الله أن ينفع بها عباده ، وأن يتقبل منا جهدنا ، وأن يضاعف لنا الأجر وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ويصلح أحوال المسلمين ، وأن يولي عليهم خيارهم ، وأن يصلح قادتهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

س 1 : سماحة الشيخ : هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد ، والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة ، فما رأي سماحتكم ؟

ج 1 : بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن اهتدى بهداه ، أما بعد

: فقد قال الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا

فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف .

والنصوص من السنة تبين المعنى ، وتقيد إطلاق الآية بأن المراد : طاعتهم في المعروف ، ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي ، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية ، لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة ولقوله صلى الله عليه وسلم : من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية وقال صلى الله عليه وسلم : على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة

وسأله الصحابة رضي الله عنهم- لما ذكر أنه يكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون- قالوا : فما تأمرنا؟ قال : أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره علينا وأن لا ننازع الأمر أهله وقال : إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان

فهذا يدل على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور ، ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان؛ وما ذاك إلا لأن الخروج على ولا الأمور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما ، يختل به الأمن ، وتضيع الحقوق ، ولا يتيسر ردع الظالم ، ولا نصر المظلوم ، وتختل السبل ولا تأمن ، فيترتب على الخروج على ولاة الأمور فساد عظيم وشر كثير ، إلا إذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان ، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة ، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا ، أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج ، رعاية للمصالح العامة .

والقاعدة الشرعية المجمع عليها : ( أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه ، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه ) أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين ، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا عندها قدرة تزيله بها ، وتضع إماما صالحا طيبا من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين ، وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس ، أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير ، واختلال الأمن ، وظلم الناس ، واغتيال من لا . يستحق الاغتيال . . . إلي غير هذا من الفساد العظيم ، فهذا

لا يجوز ، بل يجب الصبر ، والسمع والطاعة في المعروف ، ومناصحة ولاة الأمور ، والدعوة لهم بالخير ، والاجتهاد في تحفيف الشر وتقليله وتكثير الخير .

هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك ؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة ، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير ، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر .

نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .


س 2 : سماحة الوالد : نعلم . أن هذا الكلام أصل من أصول أهل السنة والجماعة ، ولكن هناك- للأسف- من أبناء أهل السنة والجماعة من يرى هذا فكرا انهزاميا ، وفيه شيء من التخاذل ، وقد قيل هذا الكلام؛ لذلك يدعون الشباب إلى تبني العنف في التغيير

ج 2 : هذا غلط من قائله ، وقلة فهم ؛ لأنهم ما فهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي ، وإنما تحملهم الحماسه والغيرة لإزالة المنكر على أن يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزلة ، حملهم حب نصر الحق أو الغيرة للحق ، حملهم ذلك على أن وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي كما فعلت الخوارج ، أو خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المعتزلة .

فالخوارج كفروا بالمعاصي ، وخلدوا العصاة في النار ، والمعتزلة وافقوهم في العاقبة ، وأنهم في النار مخللدون فيها . ولكن قالوا : إنهم في الدنيا بمنزلة بين المنزلتين ، وكله ضلال .

والذي عليه أهل السنة- وهو الحق- أن العاصي لا يكفر بمعصيته ما لم يستحلها فإذا زنا لا يكفر ، وإذا سرق لا يكفر ، وإذ شرب الخمر لا يكفر ، ولكن يكون عاصيا ضعيف الإيمان فاسقا تقام عليه الحدود ، ولا يكفر بذلك إلا إذا استحل المعصية وقال : إنها حلال ، وما قاله الخوارج في هذا باطل ، وتكفيرهم للناس باطل ؛ ولهذا قال فيهم النبي : إنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميه ثم لا يعودون إليه يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان

هذه حال الخوارج بسبب غلوهم وجهلهم وضلالهم ، فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب أن يقلدوا الخوارج والمعتزلة ، بل يجب أن يسيروا على مذهب أهل السنة والجماعة على مقتضى الأدلة الشرعية ، فيقفوا مع النصوص كما جاءت ، وليس لهم الخروج على السلطان من أجل معصية أو معاص وقعت منه ، بل عليهم المناصحة بالمكاتبه والمشافهة ، بالطرق الطيبة الحكيمة ، وبالجدال بالتي هي أحسن ، حتى ينجحوا ، وحتى يقل الشر أو يزول ويكثر الخير .

هكذا جاءت النصوص عن رسول . الله صلى الله عليه وسلم ، والله عز وجل يقول : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

فالواجب على الغيورين لله وعلى دعاة الهدى أن يلتزموا حدود الشرع ، وأن يناصحوا من ولاهم الله الأمور ، بالكلام الطيب ، والحكمة ، والأسلوب الحسن ، حتى يكثر الخير ويقل الشر ، وحتى يكثر الدعاة إلى الله ، وحتى ينشطوا لي دعوتهم بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، ويناصحوا من ولاهم الله الأمر بشتى الطرق الطيبة السليمة ، مع الدعاء لهم بظهر الغيب : أن الله يهديهم ، ويوفقهم ، ويعينهم على الخير ، وأن الله يعينهم على ترك المعاصي التي يفعلونها وعلى إقامة الحق .

هكذا يدعو المؤمن الله ويضرع إليه : أن يهدي الله ولاة الأمور ، وأن يعينهم على ترك الباطل ، وعلى إقامة الحق بالأسلوب الحسن ويذكرهم حتى ينشطوا في الدعوة بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، وبهذا يكثر الخير ، ويقل الشر ، ويهدي الله ولاة الأمور للخير والاستقامة عليه ، وتكون العاقبة حميدة للجميع .

س 3 : لو افترضنا أن هناك خروجا شرعيا لدى جماعة من الجماعات ، هل هذا يبرر قتل أعوان هذا الحاكم وكل من يعمل في حكومته مثل الشرطة والأمن وغيرهم ؟

ج 3 : سبق أخبرتك : أنه لا يجوز الخروج على السلطان إلا بشرطين : أحدهما : وجود كفر بواح عندهم من الله فيه برهان .

الشرط الثاني : القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر منه ، وبدون ذلك لا يجوز .


س 4 : يظن البعض من الشباب أن مجافاة الكفار- من هم مستوطنون في البلاد الإسلامية أو من الوافدين إليها- من الشرع ، ولذلك البعض يستحل قتلهم وسلبهم إذا رأوا منهم ما ينكرون؟

ج 4 : لا يجوز قتل الكافر المستوطن أو الوافد المستأمن الذي أدخلته الدولة آمنا ولا قتل العصاة ولا التعدي عليهم ، بل يحالون فيما يحدث منهم من المنكرات للحكم الشرعي ، وفيما تراه المحاكم الشرعية الكفاية .


س 5 : وإذا لم توجد محاكم شرعية ؟

ج 5 : إذا لم توجد محاكم شرعية ، فالنصيحة فقط ، النصيحة لولاة الأمور ، وتوجيههم للخير ، والتعاون معهم- حتى يحكموا شرع الله ، أما أن الآمر والناهي يمد يده فيقتل أو يضرب فلا يجوز ، لكن يتعاون مع ولاة الأمور بالتي هي أحسن حتى يحكموا شرع الله في عباد الله ، وإلا فواجبه النصح ، وواجبه التوجيه إلى . الخير ، وواجبه إنكار المنكر بالتي هي أحسن ، هذا هو واجبه ، قال الله تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ لأن إنكاره باليد بالقتل أو الضرب يترتب عليه شر أكثر وفساد أعظم بلا شك ولا ريب لكل من سبر هذه الأمور وعرفها





س8 : هل من مقتضى البيعة - حفظك الله - الدعاء لولي الأمر ؟

ج8 : من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر ، ومن النصح : الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة ؛ لأن من أسباب صلاح الوالي ومن أسباب توفيق الله له : أن يكون له وزير صدق يعينه على الخير ، ويذكره إذا نسي ، ويعينه إذا ذكر ، هذه من أسباب توفيق الله له .

فالواجب على الرعية وعلى أعيان الرعية التعاون مع ولي الأمر في الإصلاح وإماتة الشر والقضاء عليه ، وإقامة الخير بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والتوجيهات السديدة التي يرجى من ورائها الخير دون الشر ، وكل عمل يترتب عليه شر أكثر من المصلحة لا يجوز ؛ لأن المقصود من الولايات كلها : تحقيق المصالح الشرعية ، ودرء المفاسد ، فأي عمل يعمله الإنسان يريد به الخير ويترتب عليه ما هو أشر مما أراد إزالته وما هو منكر لا يجوز له .

وقد أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا المعنى إيضاحا كاملا في كتاب " الحسبة " فليراجع ؛ لعظم الفائدة .



س 9 : ومن يمتنع عن الدعاء لولي الأمر - حفظك الله - ؟

ج 9 : هذا من جهله ، وعدم بصيرته ، لأن الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ، ومن أفضل الطاعات ، ومن النصيحة لله ولعباده ، والنبي لما قيل له : إن دوسا عصت وهم كفار قال : اللهم اهد دوسا وائت بهم فهداهم الله وأتوه مسلمين .

فالمؤمن يدعو للناس بالخير ، والسلطان أولى من يدعى له ؛ لأن صلاحه صلاح للأمة ، فالدعاء له من أهم الدعاء ، ومن أهم النصح : أن يوفق للحق وأن يعان عليه ، وأن يصلح الله له البطانة ، وأن يكفيه الله شر نفسه وشر جلساء السوء ، فالدعاء له بالتوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل وصلاح البطانة من أهم المهمات ، ومن أفضل القربات ، وقد روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال : لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان ، ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله .


س 10 : هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر ؟ وما منهح السلف في نصح الولاة ؟

ج 10 : ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة ، وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف ، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع ، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف : النصيحة فيما بينهم وبين السلطان ، والكتابة إليه ، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير .

أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل : فينكر الزنا ، وينكر الخمر ، وينكر الربا من دون ذكر من فعله ، فذلك واجب ؛ لعموم الأدلة .

ويكفي إنكار المعاصي والتحذير معها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم

ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه : قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان ؟ فقال : إنكم ترون أني لا أكلمه ، ألا أسمعكم ؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه . دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه

ولما فتح الخوارج " الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه أنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لايزال الناس في آثاره إلي اليوم ، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية ، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك ، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني ، وذكر العيوب علنا ، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه ، وقد روى عياض بن غنم الأشعري ، أن رسول الله قال : من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، ولكن يأخذ بيده فيخلو به ، فإن قيل منه فذاك ، وإلا كان قد أدى الذي عليه نسأل الله العافية والسلامة ولإخواننا المسلمين من كل شر ، إنه سميع مجيب .

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ، وآله وصحبه .


الأفق 30-01-11 07:09 PM

رد: الأجماع على تحريم الخروج على الحكام
 
يقول الله تعالى: "يا أيها اللذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".. الآية..

ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.: "عليكم بالسمع والطاعة ولو تأمر عليكم عبد" حبشي رأسه كزبيبة أو كما قال رسول الله. فقال احد الصحابة وان كان ظالما.فقال رسول الله: "وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع وأطع" هذا كلام الله والرسول صلى الله عليه وسلم.

فالذي لا يقبل بكلام الله ولا بكلام رسول صلى الله عليه وسلم فهو في خطر عظيم عند الله أن لم يتوب وينصاع إلى كلام رسول الله. وان كل مسلم يشهد أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله ليس له الحق في الاعتراض على ما أمر به الله ورسوله لمجردان هذه الأوامر تتخالف تنظيماتهم وأفكارهم المأخوذة من اجتهادات بشر مثلهم وعظموا أوامرهم أعظم من أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..

وقال تعالى "وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".. الآية فجعل الإسلام مقام ولي الأمر مقام الأب في الأسرة حيث أن الأب إذا ضرب أولاده أو اخذ ما لهم فلا يحق لهم عصيانه وان فعلوا فقد ارتكبوا كبيرة من الكبائر وتشردت الأسر وتفككت المجتمعات وهذا منافي لأهداف الإسلام القائمة على بناء الفرد والأسرة والمجتمع..

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "السلطان ظل الله في الأرض" فليس شرطا بتشديد الله على طاعة ولي الأمر أن الله يحبه فقد لا يكون الله راضي عن سلطان معين ولكن من باب "جلب المصالح مقدم على درء المفاسد" بل الحكمة من ذلك هي عظمة حرمة دماء المسلمين حيث قال رسول الله صلى الله علية وسلم "لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم مسلم" فكانت حرمة دم المسلم أعظم عند الله من بيته الحرام الذي يغفر الله لكل من يزوره حاجاً ويرجعه كيوم ولدته أمه تكريماً لهذا البيت العظيم فلذلك حرّم الله الخروج على الحكام لما يحصل فيه من سفك عظيم للدماء وجعل للخروج ضوابط وشروط مشددة منها أن يكون الحاكم كافراً كفراً بواح بمعنى أنه حرّم ما أحلّ الله علناً أو أحلّ ما حرّم الله وحتى لو توفرت هذه الصفة فلا يجب الخروج إلا بتوفر الاستطاعة.

فما بالكم إذا تم الخروج على الحاكم وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولو لاحظنا معظم الحركات الانقلابية ونظرنا فيها بتمعن نجد أن أكثرها كانت بسبب انتقام شخصي وانتصاراً للنفس وليس للدين إذ لو كانت انتصارً للدين لتأدب الخارج قبل أن يخرج على كلام الله وكلام رسوله وكان أيضاُ تحقيقاً لمصالح شخصية أو حزبية مقيتة أو تنفيذاً لمخططات خارجية معادية للإسلام واستقرار الشعوب فلذالك نجدها كلها أو معظمها باءت بالفشل الذريع المخزي لأصحابه لأنهم تسببوا في غضب الله عليهم بمخالفتهم أوامره ونواهيه وأن الفساد المترتب على الخروج هائل وعظيم على المجتمعات والشعوب وان الفساد الذي خرجوا بسببه على حكامهم قد لا يساوي 5% من الفساد والأضرار التي جلبوها لشعوبهم التي ستظل تلعنهم لمئات السنين عبر العصور والأزمان إذ أنهم أعداء المجتمع الحقيقيون والقاعدة الشرعية الملزمة لكل مسلم تقول "إذا كان تغيير المنكر سيؤدي إلى منكر أكبر منه فتركة واجب وفعلة إثم عظيم".

فقد شدد الإسلام حتى على عدم تحريض العامة على ولي الأمر وإبداء عيوبه امامهم والتشهيربه والتنقيص من قدره.. اذ ان هذا كله يدعو الى احتقار أوامر ورفضها وكل هذا سيؤدي الى التمرد والخروج عن الطاعة التى قد تصل الى الخروج المسلح الذي بدوره يؤدي الى سفك الدماء المسلمة المعظمة عند الله فليس الأمر بالمزاج بل ملزم لكل من يدعي الإسلام وقد حرم الإسلام خيانة ولي الأمر وحياكة المؤامرات ضده والدسائس وحرم غشه في النصيحة وعدم النصح الصادق له وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المستشار امين"..

بل لقد امرنا الله بما فيه خير البلاد والعباد وهى تقديم النصيحة المؤدبة المخلصة سرا لا علانية لأولياء امورنا من حفظ مقاماتهم وهنا يبرز دور العلماء الأجلاء في نصح ولي الأمر وان يصدقوا معه النصيحة اذ لا تجتمع نصيحة ودسيسة واذا ما صدقت النصيحة تحقق خيرها للحاكم والمحكوم فالكذب على ولي الأمر وغشه يعتبر كذبا وغشا لامة بأكملها اذ ان الحاكم لا يمثل نفسه فقط فمصدر الشعوب بعد الله بيد أولياء الامور.. فاتقوا الله يا من تخططون وتحللون التمرد والخروج وحافظوا على النعم التي انتم وبلادكم .

والدعاء بالصلاح لولي الأمر فيه خير كثير في السر والعلن لكل العباد وهذه هي اخلاق المسلم الحق ان كان يحب الله ورسوله حقاً كما قال تعالى: "قول ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.. الآية".. وقد قيل للإمام العظيم احمد بن حنبل وهو في سجن ولي امره اتراك مجلود الظهر مخلوع الكتف مهان الكرامة إمام أنت صاحب دعوة مستجابة فلماذا لا تدعو على هذا الحاكم الظالم انتقاما لنفسك فقال: لو كنت اعلم ان لي دعوة مستجابة حقا لدعت الله ان يصلح الحاكم لان في صلاحه صلاح الأمة بأكملها.)

ليس كاهل زماننا اذا اصيب بشوكة او خسر مصلحة معينة ا وعانا من بعض الغلاء وانعدام بعض المواد الضرورية بسبب خيانة الحثالة ضعفاء النفوس للأمانة الموكلة لهم من قبل ولي امرنا اقام الدنيا واقعدها ولا يهمه اذا ذهب الشعب كله ضحية لتهوره وانتقامه لشخصه ينتقم من شعب بأسره فأما بالنسبة لولي الأمر ان اصاب واحسن فيما ولاه الله فقد نفع نسه اولا وان قصر فحسابه عند الله عظيم اذ انه بقدر ما كرم الله ولي الأمر وأعطاه من الحقوق والرفعة والعظمة حيث قرن طاعته بطاعة الله ورسوله بقدر ما سيشدد عليه الحساب والمساءلة العظيمة عن كل صغيرة وكبيرة يوم القيامة وذلك لعظمة ما تحمل على عاتقه من المسؤولية العظيمة ولكن بنصحنا له ومساعدته تدبير شؤون البلاد بالصدق والإخلاص نكن بذلك قد ساعدنا ه في التخفيف عليه في أداء مسؤولياته ومهامه العظيمة اذ ان خروجنا عليه والتحريض عليه والإساءة اليه ومزاحمته في السلطة وخيانته لدى أعدائه يجعل منه وحشا كاسرا وتأتيه الشياطين من كل باب وتفوت على بلادنا كثير من المنجزات التي ستشغل عن تحقيقها لانشغاله بمحاربة الخارصين وهذا هو الواقع الان في بلادنا فأعتبروا يامن تريدون بلادنا متفجرة بالدماء قاتلكم الله ان لم ترجعوا الى رشدكم فلا تستهينوا بأوامر الله ورسوله فيحل عليكم غضب من الله وغضبه..

واختم كلامي بقوله تعالى: "وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ".
والله من وراء القصد.

أبو فارس الموسي 30-01-11 07:18 PM

رد: الأجماع على تحريم الخروج على الحكام
 
الله يجزاك خير أخوي الأفق
ورحم الله الشيخ أبن باز

* الَعٌندَلِيٌبَ * 30-01-11 07:29 PM

رد: الأجماع على تحريم الخروج على الحكام
 
الف شكر أخي ع طيب

طرحك المميز وجزاااك الله الف خير

ورحم الله العلامه ابن باز


الساعة الآن 05:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL