الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

نعم نحن عباد القبور واخيرا رأينا الحريه

((بقلمي))

نقف مترنمين امام هذا الزمن ننتظر فترة نزاهة , سرايا تطمعها جوع يسود بطوننا ,

لانجد حتى الماء لكي يروينا , نقف امام الملوك و التجار نطلب منهم الزاد ,

يذوقوننا المر قبل اعطائنا اياه , اين نلوم ومن سنلوم , نلوم قلوبنا التي تقف مترصمه امام المخاوف ,

نسقيها الضعف سقيانا , نعيش في القبور كأنا نحن معابدها , وهم يعيشون في القصور كأنها ملائكه ,

فرق شاسعا بيننا , نحن نخطط لكي نكسب لقمة العيش , وهم يخططون لسهراتهم وحفلاتهم التى لا تنتهي ,

ماذا سيكونون اجيالنا , وهم لا يفتخرون بأجدادهم , لن نورثهم غير الهم و المعانات في هذه الدنيا ,

نجلب الاطفال لكي لا تقترض اسورنا , لكنا نخطأ خطأ عظيم , نعلم مساوئ اجدادهم ,

وكيف هم ضعاف لا يستطيعون رفع رؤوسهم الى الاعلى , سيكون لقبنا المحتم عباد القبور ,

ننتظر السماء لتفرج همنا , لترينا ظلامها وتريهم نورها ,

انا واقف حيران بين هذه القبور التي تدخل الرعب في القلوب ,

لم التف الا هناك شاب يصرخ , مللنا مللنا مللنا من هذه الحياة ,يجب علينا التحرك وفعل شيء ,

قبل ان يضيع علينا الوقت ونقول هرمنا هرمنا هرمنا ولم نفعل شيء هرمنا ولم نفعل شيء ,

صرخات هذا الشاب عادت الحياة الي جميع المتواجدون في القبور ,

وقفوا جميعهم وقالوا نحن معكم , لن ننتظر الابديه لتأخذنا , الجميع يصرخ نريد الحريه نريد الحريه ,

انطلقنا وخرجنا من سجوننا التي حبسنا فيها لسنين , لنرى الحياة بواقعها,

صحيح لم نكن نعرف مكانا للذهاب له , لكن لا احد ولد على هذه الدنيا ويعرف كل اسرارها ,

سنحقق المجد بأيدينا , وسنجعل احفادنا يفتخرون بنا , كنا نمشي دون مساس احد , لكي لا يقولوا عنا مجرمون ,

كنا نريد الوصول الى وسط المدينه , ولحسن حظنا ان ونحن في القبور كان هناك ناس بيننا , يتعلمون القراءه ,

مشينا ومشينا حتى رأينا لافته مكتوب عليها وسط المدينه , فتوقفنا في الساحه ,

وقفنا وبأعيننا الدمعه , صرخ الشاب قائلاً: ها نحن سجناء القبور , عدنا الى هذه الدنيا بعد ان نسانا هذا الزمن الخوان

جعلتكم تنسونا في القبور المرعبه , في الظلمة الخرساء , لاتفوتون ولا سهره الاكل يفيضوا عندكم ونحن نموت جوعاً ,

لولا ان نرسل احد اليكم يترجاكم لكي تعطونا القليل , لمتنا ونحن احياء , الآن نحن عدنا , ليس لكي نقتلكم ولا لكي نسقطكم ,

نريد العيش مثلكم , نريد اجيالنا تفتخر بنا مثل اجيالكم يفتخرون بكم ,

سنحقق مالم يستطع تحقيقه اجدادنا و آبائنا , سنعيد الفرح الى هذه الحياة الحزينه ,

لكي ننسى انا كنا يوما عباد القبور , وقلت في نفسي نعم هؤلاء شبابنا ,

بصرخت غضب , يريدون الحريه لا لستعباد الغبور , لا للسماء المظلمه والرعب في قلوبنا يسود ,

الآن سنموت ونحن مرتاحون لدينا احفاد رفعوا رأسنا .

((بقلمي))