الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

خير الابتلاء

بسم الله الرحمن الرحيم

كثير منا يمر بمواقف صعبة أو أزمات، قد يخسر مالا، أو يفقد شخصا عزيزا، قد يحس بضيق فى نفسه ولا يعلم السبب، ويظن أنه تضييق من الله عليه، أو أن الله لا يحبه، لكن الحقيقة ان هذا ابتلاء من الله – عز وجل -، والابتلاء يعنى الاختبار، فقد يبتلى الله عبده ليختبره، هل سيصبر ويشكر ويرضى بما قسمه الله له، أم سيعجز ويقنط من رحمة الله ويتمرد على ارادة الله. قال – جل وعلا -: ‘‘ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ’’، وقال – جل شأنه -: ‘‘ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ ’’.

أحيانا البعض منا إن اصابه مكروه، ضرر أو فوات مصلحة، ينسى كل خير من الله، وقد يعترض ببعض الألفاظ، مثل: لماذا أنا يا رب .. أنا لا أستحق ذلك ..

لكن الإنسان إذا قوى ايمانه بالله وأحسن الظن به – سبحانه وتعالى – وتوكل عليه حق التوكل، وفكر فى الأمر الذى أصابه، هيعلم ان هذا كرم ورحمة وفضل من الله – جل وعلا –، قال الله فى كتابه الكريم: ‘‘ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ’’

إذا أردنا أن نستخرج بعض أوجه الخير من الابتلاء، فلدينا منها ما يلى :

الصبر والاحتساب، وحمد الله وشكره، ذلك يرفع درجة العبد عند ربه – جل وعلا -، فيُكتَب عند الله من الصابرين الشاكرين.

التقرب إلى الله – عز وجل -، والسعى إلى رضوانه بكل السبل.

تدريب النفس على الصبر وقوة التحمل.

النظر فى حال المبتَلَى، والعمل على إصلاح ما فيه من خطأ.

الندم على التقصير فى حق الله – تبارك وتعالى -.

هوان الدنيا فى عيون المبتَلَى عند شعوره بإمكان ذهابها فى لحظة من اللحظات.

الثقة بأن ما عند الله هو الباقى، وبأنه خير الأمور.

رُوِىَ أن الله إذا ابتلى العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فإن شفاه غسَّله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه.

ورُوِىَ أن الله يكتب للمريض أفضل ما كان يعمل في صحته ما دام فى وثاقه، وفي حديث عائشة عند النسائي ما من امرئ تكون له صلاة من الليل يغلبه عليها نوم أو وجع الا كُتِبَ له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة.