![]() |
عندما تبكي الطرق
من دون دموع وبلا مقدمات استوقفني بكاء الطريق وأنينه.
- ماالذي أبكاك؟ = العذاب الأليم! - كيف ومن الذي يعذبك؟ = أولًا رسمت لي الوزارة الموقرة خطوطاً بطول الوطن وعرضه، ثم أوكلت بسطي إلى مقاولين بعضهم غث وبعضهم سمين. طرحوني أرضاً وأوسعوني رصفاً، ورسموا بالأصفر على شفتي وبالأبيض على منتصفي. - ألا يستحقون الشكر على ذلك؟ = بالطبع يستحقونه ولكن... - كم تحبون لكن هذه.. وكم أكرهها. ولكن ماذا؟ = ألا تلاحظ أنهم يبشرون وجهي ثم يعيدون رصفه من جديد في حركة سرمديد وكأنهم يعاقبونني؟ - لاتلمهم فالتجاعيد تظهر على وجهك، وتضمر الجادة منك فتصبح مصائد لمياه الأمطار وهذا يشكل خطرا على السائقين والركاب. = لاتلمني على ذلك وابحث عن الملوم. - ومن ألوم إذاً؟ = اللوم بدأً على مواصفاتكم ومقاييسكم، فالحَرّ شديد والأحمال كبيرة. - وماالحل مع الحر؟ = الحل في الجامعات، والأبحاث، ألم تستطيعوا الوصول إلى توليفة تجعلني أحتمل الحر؟ لازلتم تحضّرونني بنفس طريقة التحضير منذ عشرات السنين. - سأبعث بسؤالك إلى جامعة البترول وجامعة الملك عبدالله ومدينة الملك عبدالعزيز وسأنتظر الجواب. = ذكّرتني بالمثل القائل مت يا... - دعنا في شأننا وأنا متأكد أنهم لن يخذلوك، ولكن مالك تشتكي من الأحمال. ألا يوجد ميزان للشاحنات في بداية كل طريق؟ = (يضحك) وجود الميزان في ظل انعدام المراقبة كعدمه. أتمنى أن يكون هناك ميزان متنقل على غرار ساهر لكشف المخالفين الذين قتلوني وحمّلوني مالا أحتمل. - سأرفع اقتراحك لوزارة النقل وأنا أعلم علم يقين أنهم لن يغفلوا اقتراحك. وماذا بعد أيها الأسفلت المغلوب على أمره؟ = الشاحنات! - وماذا عن الشاحنات؟ = المعايير العالمية تحتم على الشاحنات أن تكون مزدوجة العجلات في كل طرف من أطراف المحور، أي أن كل محور يحمل أربع عجلات. ولكن 90% من الشاحنات التي تذرعني ليل نهار من ذوات العجلة الواحدة، وهذا يركز أحمالها على مساحة صغيرة ما يجعلني أتفطر. ومع الوقت تنخر العجلات مساراتي الواحد تلو الآخر. أضف إلى ذلك أنها تسير بسرعات عالية ما يولد حرارة تصهرني مع حر النهار. فقلت: والله ما أنصفوك المشكلة أنهم لم يطلقوا عليك اسم "زفت" فقط، بل استعاروا اسمك لكل ماهو قبيح. لقد تركتني أيها الأسفلت في حيرة من أمري فلم أعد أعرف ما هو "الزفت". |
رد: عندما تبكي الطرق
شوارعنا العزيزة وما أدراك ماشوارعنا
وكأنك مع خط صحراوي أو راكب طراد بحري وزياراتك للورش في ازدياد ولا حسيب ولا رقيب ولا عقاب |
الساعة الآن 04:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL