![]() |
أهمية الحديث عن الأسماء والصفات
أهمية الحديث عن الأسماء والصفات
بتاريخ 20/09/05 07:48 PM السؤال هناك طائفةٌ مِن المُنتَسِبين للدعوةِ الإسلاميةِ يَرونَ عدمَ التحدُّثِ عن توحيدِ الأسماءِ والصفاتِ، بحجةِ أنه يُسبِّبُ فرقةً بين المسلمين، ويُشغلُهم عن واجبهم، وهو الجهادُ الإسلامي. ما مَدى صحةِ تلك النظرة ؟ الجواب هذه النظرةُ خاطئة. فقد أوضحَ اللهُ سبحانه وتعالى في كتابهِ الكريم أسماءَه وصفاتِه، ونوَّه بذلك لِيعلمَها المؤمنون، ويُسمُّوه بها، ويَصِفوه بها، ويُثنوا عليه بها سبحانه وتعالى. قد تواترتِ الأحاديثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في خُطبِه، وفي أحاديثِه مع أصحابِه بذِكره لأسماءِ الله وصفاتِه، وثنائِه على اللهِ بها، وحَثـِّه على ذلك - عليه الصلاة والسلام -. فالواجبُ على أهلِ العلم والإيمان: أن يُنشُروا أسماءَه وصفاتِه، وأن يَذكُروها في خُطَبهم ومؤلَّفاتِهم ووَعظِهم وتذكِيرهم؛ لأن اللهَ سبحانه بها يُعرف، وبها يُعبَد، فلا تجوز الغفلةُ عنها، ولا الإعراضُ عن ذِكرها بحجة أنَّ بعضَ العامة قد يَلتبسُ عليه الأمرُ، أو لأن بعضَ أهل البدع قد يُشوِّشُ على العامة في ذلك، بل يجبُ كشفُ هذه الشبهةِ وإبطالُها، وبيانُ أن الواجبَ إثباتُ أسماءِ الله وصفاتِه على الوجهِ اللائق باللهِ جل وعلا مِن غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ ولا تمثيل؛ حتى يَعلم الجاهلُ الحكمَ في ذلك، وحتى يقِفَ المبتدعُ عند حدِّه، وتُقام عليه الحُجة. وقد بيـَّن أهلُ السنة والجماعة في كُتبهم: أن الواجبَ على المسلمين - ولا سيما أهل العلم - إمرارُ آياتِ الصفات وأحاديثِها كما جاءت، وعدمُ تأويلِها، وعدمُ تكييفِ صفاتِ اللهِ عز وجل، بل يجبُ أن تمَرَّ كما جاءت مع الإيمانِ بأنها حقٌّ، وأنها صفاتٌ لله وأسماءٌ له سبحانه، وأنَّ معانيها حقٌّ موصوفٌ بها ربُّنا عز وجل على الوجه اللائق به - كالرحمن والرحيم والعزيز والحكيم والقدير والسميع والبصير إلى غير ذلك -. فيجبُ أن تُمَرَّ كما جاءت، مع الإيمانِ بها، واعتقادِ أنه سبحانه لا مثيلَ له ولا شبيهَ له ولا كُفوَ له سبحانه وتعالى، ولكن لا نكيِّفُها؛ لأنه لا يَعلم كيفيةَ صفاتِه إلا هو، فكما أنه سبحانه له ذاتٌ لا تُشبهُ الذوات، ولا يجوز تكييفُها؛ فكذلك له صفاتٌ لا تشبهُ الصفات، ولا يجوزُ تكييفُها؛ فالقولُ في الصفاتِ كالقولِ في الذاتِ، يحتذى حذوه ويُقاس عليه. هكذا قال أهلُ السنة جميعًا مِن أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومَن بعدهم - رضي الله عنهم جميعا -. قال سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وقال عز وجل: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وقال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية. والآيات في هذا المعنى كثيرة . [فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: المجلد الخامس، لقاء مع مجلة " المجاهد "، السؤال الرابع]. المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز |
الساعة الآن 10:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL