الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

اخبرني ذات يوم أحد أصدقائي إنه قدمت له دعوة من صديق قديم له للعمل لدى أحد أصحاب رؤؤس الأموال كما يحبون تسميتهم , صديقي رجل قنوع بما رزقه الله ولكن رضخ لإجابة صديقه القديم تحرجاً من رده ومن باب المجاملة قبل بمقابلة ذلك البنك المتحرك إن جاز لي تسميته بذلك .

في الموعد المحدد تجهز صديقي صاحب الراتب الذي لا يتعدى 8000 ريال والناجح جداً في عمله وذهب مع صديقه القديم إلى شركة رجل الأعمال , استقبلهما في مكتبه وبدأ مسلسل عروضه التي يسيل لها اللعاب بدل سكن وبدل اتصالات وبدل تذاكر وبدلات لا تعد ولا تحصى ونسبة من الربح السنوي للشركة , يقول صديقي لقد فكرت لوهلة أن ما مضى من حياتي بالراتب السابق لا يمكن أن يكون إلا حقيقة مؤلمة عشتها مع تفكيري بهذه المميزات المستقبلية التي سأحصل عليها .

فجأة تبدل حال صديقي وغضب جداً عندما رأى شيئاً لا يمكن السكوت عليه ( بعض النساء والمتزينات بأحدث صيحات الموضة يقمن بجميع الأعمال الإدارية لصاحب تلك الشركة الهدف من وجودهن ديكور لجذب المتهافتين وأصحاب المبادئ والعقول السقيمة والموافقة على كل ما يقال بدون وعي أو حتى مجال للتفكير ) كل من كان يعمل لدى هذه الشخصية كان يجيبه عن أي طلب بأمرك يا سيدي وكأنهم موجودون فقط لإجابته بنعم .

بعد إنتهاء المقابلة مع ذلك الإقطاعي وبعد جولة في مسرح النصب على أصحاب العقول الضعيفة سأل مالك الشركة صديقي هل أعجبه ما رآه وهل يقبل بالعمل في هذه الشركة ..؟؟
أجاب صديقي : أنا إنسان ضعيف ولدي زوجة وأولاد رزقني الله راتبي السابق فرضيت بما أعطاني الله من رزق ونعمة كنت أجهل قيمتها قبل هذا اليوم , أنا لن أقبل بأن أعيش عبداً لأحد في هذه الدنيا إلا لرب العزة والجلالة الذي خلقني وأنعم علي بنعم كثيرة لا أستطيع أن أحصيها فالحمد لله الذي أعطاني الكثير وفضلني على كثيراً ممن خلق .

ما أريد أن أبينه من القصة السابقة أن الإنسان المسلم في هذه الدنيا أعزه الله بدينه الكريم ومن ثم مبادئ شرعية تربى عليها منذ صغره فليس كل ما يلمع ذهباً وليس كل صاحب شعارات يجب أن نصدقه .

همسة قبل الختام

لا تلبس ثوباً ليس بمقاسك فغداً سيصبح حجر عثرةً في طريقك ويتسبب في سقوطك وألمك كثيراً .